موقع الأربعين > زيارة الأربعين في عيون الغرب
قدمت لنا المجتمعات في كل مراحل العصور حضارات مختلفة، سجلت تقدم في عدة مجالات، منها كانت عمرانية أو صناعية أو زراعية، لكن هناك بعض الحضارت في كل تاريخ العالم، قدمت لنا تقدم في مجال العلم والفنون في مجالاتهما المختلفه، لكن أهملت كل الحضارات، الفرد بشكل عام وألاسرة بشكل خاص.
تمزق المجتمعات وأنحصار العلاقات بالمصالح فقط، كان عامل مهم في تحطيم البنية ألاساسية للمجتمع الغربي، حيث وصلت بهم الى الاجتماع مره واحده في السنة، في “الكرسمس” ولادة المسيح، والكثير من العوائل لم تحقق هذا الاجتماع لعدة سوات.
حيث أن العائلة التي تحقق أجتماع سنوي تعد مترابطه، وهناك فرصة لمعرفتهم أحوال بعض والتقارب فيما بينهم، هذا ونحن نتكلم عن عائله صغيرة، مستوى قرابتهم من الدرجه الاولى أب وأم وأبناء، حيث وصل الحال الى انشاء مؤسسات، وتوفير ألاموال الطائله لدعم ترابط المجتمع.
تجمع ألاسرة في يوم واحد بالسنة شيء جميل وترابط أسري، فما بالكم من تجمع طائفة كامله من مختلف جنسياتها وأعمارها والوانها، في مكان واحد ويوم واحد أو عدة أيام، بطريقة تجد فيها ألاشخاص يخدمون بعضهم البعض، ويقدمون الطعام والسكن ويبذلون كل ما لديهم، هذا يسمى ترابط وتعارف وأمتزاج كل ألاعراق في هذا الطائفه وينتج تقارب فيما بينهم.
هذه ما يدور في عقول الغرب عن زيارة ألاربعين في العراق، حيث أصدرت الكثير من التقارير حول هذه الزيارة، وسميت أكبر تجمع بشري في العالم، وذكرت التقارير أيضا أنهم منظمون دون الحاجة للدولة لتنظمهم، وأشار أخر الى أنه أكبر مهرجان بالعالم، لكن لم ياخذ حيزه ألاعلامي بعد، وأن مشاركة ملاين من إلايرانين تعد رسالة سياسية لواشنطن.
زيارة ألاربعين هي رمز شيعي وعلامة فارقه تميز بها المسلمين الشيعة، عن مسلمي العالم وباقي ألاديان ألاخرى، حيث أن هذه الزيارة بالاعداد الغفيرة التي وصلت لها ألاحصائيات، لم تسجل حالة خرق تذكر أو حالات موت جماعية من التدافع أو الزخم السكاني، كما أن اهل العراق تميز بين كل شيعة العالم، بأنهم من يقدم الضيافة للزوار ويستقبلونهم في البيوت والحسينيات، ويقدمون لهم الطعام مما جعلت كل شيعة العالم تحب وتمتدح أهل العراق.
جعلت زيارة ألاربعين أرتباط شيعة العالم بمرجعية العراق وشيعته، حيث أصبح العراق وجهة الشيعة في العالم ومقصدها، وهذا أخذ بعين ألاعتبار عند الغرب معتبر أن هذا كان من أثر هذه الزيارة، وأيضا الترابط بين هذه الشعوب فاق موضوع الفرد وألاسرة، هنا كسبنا ترابط من نوع جديد، ترابط شيعي بين أقوام وأعراق من بلدان مختلفة تربطهم زيارة ألاربعين والتشيع بحد ذاته، لم تحصد اي من الحضارات التي سبقت، هذا النوع من التطور والتقدم في الشأن البشري.
صادق القيم