العتبةُ العبّاسيةُ المقدّسة تكرِّمُ الإعلاميّين المشارِكِين فِي تَغطيةِ مراسيم زيارة الأربعين
17/09/2022
المشاهدات: 13
كرّمَتِ العتبةُ العبّاسيةُ المقدّسة مساء اليوم السبت، الإعلاميّين المشارِكِين في تَغطيةِ مراسيم زيارة الأربعين للعام 1444هـ.

وجاء التكريمُ من خلال محفلٍ أقامته الأمانةُ العامّة في قاعة الإمام الحسن(عليه السلام) في العتبة العبّاسية المقدّسة، وبحضور عددٍ من مسؤوليها.

وتضمّن المحفلُ كلمةً لسماحة المتولّي الشرعيّ للعتبة العبّاسية المقدّسة السيّد أحمد الصافي (دام عزّه)، ألقاها بالنيابة عنه عضو مجلس إدارتها الدكتور عباس رشيد الموسوي، وهذا نصّها:
كان يُمكن لعاشوراء أن ترزحَ تحت غبار السنين كما أرادت لها سلطةُ الزيفِ بنو أميّة، وكان يُمكن لهذه اللحظةِ من التاريخ أن تُزيَّف، وأن تتشوّهَ الحقائقُ فيها، مرّةً بالتزوير، وأخرى بسياسة الإقصاء، وأخرى بسياسة الانتقاء، وأخرى وأخرى.
لولا أنّ الإرادةَ الإلهيّة قيّضتْ لها صوتاً ينطق باسم الحقّ، ليدوّي في فضاء الزمن ويهفو لجرسه سمعُ أهل العدل والإنصاف، فيتبيّنوا الخيط الأسود من الخيط الأبيض؛ إذ تبنّى الإمام الحسين(عليه السلام) بنفسه تلك المهمّة، عبر خطابٍ سياسيّ يعبّرُ عن منهجٍ إعلاميّ متكامل، تورّثه بعده الأمامُ السجّاد(عليه السلام)، وحملت لواءه على نحوٍ أوضح الحوراءُ زينب(عليها السلام)، لتكون سيفَ الثورةِ الناطق ولسانَها الإعلاميّ، (واللَّهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسَالَتَهُ).
فبهم (عليهم السلام) وصلت الثورة إلى مبتغاها، وحقّقت مرادها وأهدافها، ونحتت حروفها في ذاكرة التأريخ على نحوٍ (لا يُدرَس أثرُه، ولا يُمحى رسمُه على كرور الليالي والأيّام)، وفي حال اجتَهَد (أئمّةُ الكفر وأشياعُ الضلالِ في محوِه وطمسِه) فلن (يزدادَ أثرُه إلّا علوّاً).
لماذا؟ لأنّها الحقيقةُ الناصعة، كما برأها زمنُها، ولأنّ مَنْ دوَّنها هو صوتُ الحقّ وسلطته.. إنّه صوتُ الإعلام الحرّ النزيه في كلّ زمانٍ ومكان.
ولا شكّ ولا ريب فإنّ الإعلام ورجالاته سيتّجهون إلى هذا الأنموذج الصارخ، ليستلهموا من ينبوعه الصافي وفكره الناصع، وأن ينهلوا من هذه الموارد المعطاء.
نعم.. ننشد الموقفَ المهنيّ والإنسانيّ، من إعلاميّينا الذين سيشكّلون ضمير هذا الزمن، ويعبّرون عن وجدانه كما نطمح، وتطمح الأصواتُ والأقلامُ الحرّة، إلى توظيف المكتسبات والخبرات في سبيل إظهار الحقّ والحقيقة، وإنْ كان لنا من هدفٍ سوى هذَيْن فهو طلبُ الأجر والتبرّك بخِدمةِ الحسين(عليه السلام).
شكراً لجُهدكم الإعلاميّ ومواكبتكم لتلك الشعائر، التي عرّفت العالمَ وجعلته يُدرك حجمَ الصورة الحقيقيّة.
شكراً لإعلاميّينا وهم يشكّلون قوافلَ سلامٍ إلى العالم، لدعم التقارب والتواصل بين بني الإنسان، وللبرهنة على حقيقة اجتماع بني الأمم، والأمم على اختلاف أديانها ومذاهبها وطوائفها، تحت خيمة الحسين الإنسانيّة.
شكراً لقوافلكم التي رافقت أنهار العشق الهادرة، وهي تجري من كلّ حدبٍ وصوبٍ نحوَ كربلاء الحسين من جهاتها الأربع، تحدّق بهم من فوق عيون ملائكة السماء التي تحفّ بقبر سيّد الشهداء.
وإذا كان ذلك السير يمثّل تأييداً للرفض، وامتداداً للثورة التي ستبقى الخطرَ الأكبرَ الذي يهدّد عروش الطغاة، فإنّ الصوت الإعلاميّ سيظلّ لسانه الصادح، الذي لا يخمد أواره ولا تخفت فورته.. وسيكون من ثمّ امتداداً طبيعيّاً لها.
أيّها الإخوة:
طالما طالعتنا خطاباتُ المرجعيّة الدينيّة العُليا متمثّلةً بآية الله العظمى السيّد علي الحسينيّ السيستانيّ(دام ظلّه)، برسائل أبويّة إلى الإعلاميّين تدعوهم -في أكثر من مناسبة- إلى ((توثيق المشاهد التي تعبّر عن مبادئ ثورة الحسين(عليه السلام) في زيارة الأربعين، مؤكّدةً ضرورةَ تفعيلِ عالميّة القضيّة الحسينيّة وإبراز حقيقة المسيرة المليونيّة، وإنّها ليست مجرّد مهرجانٍ شعبيّ عامٍّ كما قد يبدو للبعض، بل هي مسيرةُ أصحاب مبادئ إنسانيّة يريدون الحفاظ عليها وإبرازها للعالم، ليتنبّه إلى أهمّية تجسيدها في حياة الإنسان)).
نعم.. وما ذلك إلّا لأنّ رسالة الإعلام الرساليّ رسالةٌ نبيلة، لا تقلّ نبلاً عن رسالة العلماء.
شكراً لكم وقد وثّقتُم بعدسات النور مشاهدَها المنيرة، وفعّلتُم عالميّة رسالتها وإنسانيّتها، ونقلتُم الصورة الأبهى للحشد الإيمانيّ المفعم برسالة الإنسانيّة، التي أرادها الإمامُ الشهيد أن تكونَ فكانت، حيث مدن الطريق الفاضلة، التي تعكس مكارم الأخلاق بزخمٍ عابرٍ للزمان والمكان، وتجسّد معنى أن يكون الإنسانُ إنساناً، والمسلمُ مسلماً.
نعم أيّها الإخوة، فمبادرتكم وعملكم هذا سيكون بمثابة مفصلٍ جديد يُضاف إلى مفاصل إحياء الشعائر الحسينيّة..
وإذا كنّا نشكركم، ونُثني على مؤسّساتكم الإعلاميّة، فلن يفوتنا شكرُ أصحاب المبادرات الإعلاميّة الفرديّة المخلِصة، الذين نذروا جهدهم ووقتهم لتغطية مشاهد النور تلك.

كما نتوجّه بأجزل الشكر وأوفره إلى أصحاب المواكب، والبيوت العراقيّة ومَنْ فيها ممّن سجّلوا ضروباً طيّبةً في البذل والعطاء والسخاء، والتلاحم في سبيل هذا الإحياء السامي.

ونسأل الله لكم ولهم، ولجميع خدّام العتبات المقدّسة، ولسيّد النجف (أدام الله ظلّه)، بأن تعود علينا هذه الأيّام والجميع بخيرٍ عميمٍ وعافية، وأن يمنّ على عراقنا المازال جريحاً بالأمن والأمان والاستقرار والخير الجزيل.

من جانبه بيّن رئيسُ قسم إعلام العتبة العبّاسية المقدّسة السيّد علي البدري في تصريحٍ للمركز الخبريّ، أنّ "الإخوة الإعلاميّين ساهموا في إيصال مشهد الأربعين، لكلّ مَنْ لم يستطِعِ الحضور والمشاركة في أداء مراسيم الزيارة المباركة في كربلاء، لذا باتَ لِزاماً علينا أن نشكرهم، وسنشكّل وفوداً لزيارة المؤسّسات التي ساهمت في نقل أحداث الزيارة، وتقديم كتب الشكر لها".
الموضوع في صور