41
فكيف يعطونه لأبنائهم ؟
    .. لا يبقى بعد التفحّص والإستقصاء إلاّ الشقّ الثالث وهو أنّه خَلَقَنا الله الذي خلق كلّ شيء ، وهو القادر على كلّ شيء الوجود والإفناء ، والموت والبقاء ، وهو الخبير بمخلوقه بكلّ محتواه ، والعالم باُولاه وعُقباه .
    وبهذا الإستقصاء التامّ تحكم الأفهام ، بوجود الخالق العلاّم .
    الرابع : برهان الحركة
    فإنّا نرى العالم الكبير بجميع ما فيه متحرّكاً ، ويراه الجميع من الإلهيّين والمادّيين في تغيّر ، والكلّ يعرفه بحركة وعدم سكون ، ومعلوم أنّ الحركة تحتاج إلى محرّك وبديهي أنّ الأثر لابدّ له من مؤثّر ، لأنّ الحركة قوّة والقوّة لا توجد بغير علّة .
    إذن فلابدّ لهذه الحياة المتحرّكة في جميع نواحيها من أعلاها إلى أسفلها ، بكواكبها وأراضيها وشمسها وقمرها ، وأفلاكها ومجرّاتها .. لابدّ لها ممّن يحرّكها ويديم حركتها ، وحتّى أجزاء العناصر الساذجة ثبت في علم الفيزياء أنّها تدور وتتحرّك حول مركزها بدوام .
    ومن المعلوم أنّ القوّة والحركة لا توجد إلاّ بدافع ومحرِّك ، وهذا أمر بديهي يدركه كلّ ذي لبّ وشعور ، ويعرف أنّه لابدّ لهذه الحركات العظيمة والتحوّلات الدائمة من محرّك حكيم قدير .
    فمن ترى يمكن أن يكون مصدر هذه القوّة وفاعل هذه الحركة ؟
    هل المخلوقات التي نراها يعرضها الضعف وتحتاج بنفسها إلى المساندة ؟!
    وهل يناسب أن يكون المحرّك غير الله القوي الخبير ؟


42
    ولقد سُئِلَتْ امرأة بدويّة كانت تغزل الصوف بمغزل صغير عن دليلها على وجود الله تعالى ، فأمسكت عن تحريك المغزل حتّى توقّف فقالت : دليلي هو هذا التوقف ..
    قالوا : وكيف ذلك ؟
    فأجابت : إذا كان مغزل صغير لا يتحرّك إلاّ بوجود محرِّك ، فهل يمكن أن يتحرّك هذا الفلك الدوّار الكبير بلا محرّك له ؟
    وقد جاءت الحكمة في هذا المجال : إنّ البعرة تدلّ على البعير ، وأثر الأقدام يدلّ على المسير ، فهذه السماء ذات أبراج والأرض ذات حركة وإرتجاج ألا تدلاّن على وجود الخبير البصير ؟!.
    الخامس : برهان القاهريّة
    فإنّ الطبيعة تنمو عادةً نحو البقاء لولا إرادة من يفرض عليها الفناء .
    فالإنسان الذي يعيش ، والأشجار التي تنمو ، والأحجار التي هي مستقرّة في الأرض ، لا داعي إلى أن يعرض عليها الموت أو الزوال أو الإنهدام إلاّ بعلّة فاعلة قاهرة .
    فكما أنّ تبدّل اللاشيء إلى الشيء يحتاج إلى علّة ، كذلك تبدّل الشيء إلى اللاشيء لا يمكن إلاّ بعلّة .
    فإنّا نرى هذا العالم قد اُحكمت جميع جوانبه بحيث ينبغي أن تسير سيراً دائماً بلا زوال ، لكن مع ذلك نراها في زوال دائم ونقص راغم ، وزوالها دليل على وجود مزيل لها .
    فترى من هو علّة الإماتة والزوال ؟ ومن اللائق أن يكون هو القاهر في


43
جميع الأحوال ؟
    هل الإنسان بنفسه ـ وهو الذي يرغب أن يعيش دائماً ولا يموت أبداً ـ علّة لموت نفسه ؟
    أم هناك شيء من الممكنات ـ التي هي مقهورة زائلة بنفسها ـ تتمكّن من القاهرية المطلقة ؟
    أم أنّ القاهر لجميع المخلوقات هو القادر على خلقها فيقدر على فنائها .
    أليس هذا دليلا على أنّ هناك من يُميت ويقدر على الإماتة ، كما هو قادر على الإحياء .
    فنفس الموت دالّ على وجود المميت ، كما كان الإحياء دالاًّ على وجود المحيى .
    فمن هذا الذي يميته غير الذي يحييه ؟ ومن هو قادر على الإبقاء والإفناء ؟ ليس هو إلاّ الله الذي بيده الموت والحياة . والقادر على الإبقاء والإفناء ، الخالق لجميع المخلوقات جلّ شأنه وعظمت قدرته .
    هذه أدلّة خمسة من بين الأدلّة العقلية الكثيرة التي تُبرز الإيمان الفطري بوجود الله تعالى القوي .
    مضافاً إلى الآيات الأنفسيّة والآفاقية التي ما أكثرها وأكبر وجودها ، بل لله في كلّ شيء آية تدلّ على وجوده القدسي وذاته القدّوسي .

وفي كلِّ شيء له آيةٌ      تَدلُّ علــى أنّــه واحدُ


44
    الجهة الثانية :
وحدانيّة الله تعالى
    بعد معرفة وجود الله القدسي ، واليقين بوجوده السرمدي ، لنعرف هل أنّ وجوده واحد أحدي ، يعني واحدٌ لا شريك له ولا شبيه ، ولا جزء له ولا نظير ؟
    وتوحيده هذا أيضاً ممّا هو عيانٌ لا يحتاج إلى بيان ، بل تقضي به الفطرة السليمة ولا تحتاج إلى إقامة الأدلّة .
    ألا ترى أنّ كلّ إنسان يتوجّه قلبه ويتّجه وجدانه ويفزع ضميره عند الحاجة والإضطرار إلى مصدر واحد ، للإستعانة والإلتجاء ، ممّا يكشف أنّ القلب والعقل والفطرة تعرف أنّ الله تعالى واحد لا شريك له فلا تتوجّه إلى غيره ، ولا ترى التعدّد في الخالق المستغاث الذي تسأله حاجته حتّى تطلب منه نجاته ..
    هذا أمر واضح إلاّ أنّه نذكر براهين التوحيد من باب تمام الحجّة وكمال المحجّة .
    وينبغي التنبيه في البداية على حقّ المعنى والمعنى الحقّ ، في توحيد الله تعالى ووحدانيته وهو ما فسِّر في لسان أهل البيت (عليهم السلام) ، المتّصلين بالله والناطقين عنه ، والعارفين به حقّ معرفته ، يبيّنون عنه ، ولا يسبقونه بالقول ، وهم الحجج من قِبَله والمعصومون الصادقون عليه .. وقد فسّروا (عليهم السلام) التوحيد بنفي الشريك


45
والشبيه ، ونفي الجزء والتركيب كما تلاحظه في الأحاديث التالية :
    1 ـ ما رواه محمّد بن أبي عمير ، قال : دخلت على سيّدي موسى بن جعفر (عليهما السلام) ، فقلت له : يابن رسول الله ! علّمني التوحيد فقال :
    « يأابا أحمد ! لا تتجاوز في التوحيد ما ذكره الله ـ تعالى ذكره ـ في كتابه فتهلك واعلم أنّ الله تعالى واحدٌ ، أحدٌ ، صمدٌ ، لم يلد فيورث ، ولم يولد فيشارك ، ولم يتّخذ صاحبةً ولا ولداً ولا شريكاً ، وأنّه الحيُّ الذي لا يموت ، والقادر الذي لا يعجز ، والقاهر الذي لا يغلب ، والحليم الذي لا يعجل ، والدائم الذي لا يبيد ، والباقي الذي لا يفنى ، والثابت الذي لا يزول ، والغني الذي لا يفتقر ، والعزيز الذي لا يذلّ ، والعالم الذي لا يجهل ، والعدل الذي لا يجور ، والجواد الذي لا يبخل .
    وأنّه لا تقدِّره العقول ، ولا تقع عليه الأوهام ، ولا تحيط به الأقطار ، ولا يحويه مكان ، ولا تدركه الأبصار ، وهو يدرك الأبصار وهو اللطيف الخبير ، وليس كمثله شيء ، وهو السميع البصير ( مَا يَكُونُ مِنْ نَجْوَى ثَلاَثَة إِلاَّ هُوَ رَابِعُهُمْ وَلاَ خَمْسَة إِلاَّ هُوَ سَادِسُهُمْ وَلاَ أَدْنَى مِنْ ذَلِكَ وَلاَ أَكْثَرَ إِلاَّ هُوَ مَعَهُمْ أَيْنَ مَا كَانُوا ) (1).
    وهو الأوّل الذي لا شيء قبله ، والآخر الذي لا شيء بعده ، وهو القديم وما سواه مخلوق مُحدَث ، تعالى عن صفات المخلوقين علوّاً كبيراً » (2).
    2 ـ ما رواه شريح بن هاني عن أمير المؤمنين (عليه السلام) قال :
(1) سورة المجادلة : (الآية 7) .
(2) توحيد الصدوق : (ص76 باب التوحيد ونفي التشبيه ح32) .



46
« ... فقول القائل : واحد يقصد به باب الأعداد ، فهذا ما لا يجوز ، لأنّ ما لا ثاني له لا يدخل في باب الأعداد ، أما ترى أنّه كفر من قال : ثالث ثلاثة .
    وقول القائل : هو واحد من الناس ، يريد به النوع من الجنس ، فهذا ما لا يجوز عليه لأنّه تشبيه (1)، وجلّ ربّنا عن ذلك وتعالى .
    وأمّا الوجهان اللذّان يثبتان فيه ، فقول القائل : هو واحد ليس له في الأشياء شبه ، كذلك ربّنا . وقول القائل : إنّه عزّوجلّ أحدي المعنى ، يعني به أنّه لا ينقسم في وجود ولا عقل ولا وهم ، كذلك ربّنا عزّوجلّ » (2).
    ودليل الوحدانية هو ما يلي :
    1 ـ دليل الكتاب :
    صرّح القرآن الكريم بوحدانية مُنَزِّله تعالى في آيات كثيرة جدّاً تزيد على المئة أحصاها العلاّمة المجلسي في البحار (3) تحت عنوان « باب التوحيد ونفي الشريك » .
    وجمعت أيضاً في تفصيل آيات القرآن الحكيم (4)، نتبرّك بذكر بعضها مثل :
    1 ـ قوله تعالى : ( وَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمُ ) (5).
(1) أي تشبيه الخالق بالمخلوقات التي لها جنس ونوع .
(2) توحيد الصدوق : (ص83 باب معنى الواحد و... ح3) .
(3) بحار الأنوار : (ج3 ص198 الباب6) .
(4) تفصيل آيات القرآن الحكيم : (ص129) .
(5) سورة البقرة : (الآية 163) .



47
    2 ـ قوله تعالى : ( وَقَالَ اللهُ لاَ تَتَّخِذُوا إِلَهَيْنِ اثْنَيْنِ إِنَّمَا هُوَ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَإِيَّاىَ فَارْهَبُونِ ) (1).
    3 ـ قوله تعالى : ( فَلاَ تَدْعُ مَعَ اللهِ إِلَهاً آخَرَ فَتَكُونَ مِنْ الْمُعَذَّبِينَ ) (2).
    4 ـ قوله تعالى : ( لَوْ كَانَ فِيهِمَا آلِهَةٌ إِلاَّ اللهُ لَفَسَدَتَا فَسُبْحَانَ اللهِ رَبِّ الْعَرْشِ عَمَّا يَصِفُونَ ) (3).
    5 ـ قوله تعالى في سورة التوحيد التي هي نسبة الله تعالى : ( قُلْ هُوَ اللّهُ أَحَدٌ ) (4).
    وغير ذلك من سائر الآيات الكريمة التي تحصر الاُلوهية في الواحد الأحد ، وتنفي الشريك والشبيه للفرد الصمد ، تعالى شأنه وجلّت قدرته .
    2 ـ دليل السنّة :
    قد إستفاضت أزاهير الحكمة وتواترت رياض النبوّة ، في أحاديث أهل بيت العصمة (عليهم السلام) ، المصرّحة بوحدانية الله تعالى والهادية إلى ركنيّة توحيده بما يوجب العلم واليقين بهذا الإعتقاد الراسخ ، والمعتَقَد الشامخ فلاحظ من رواياتهم المباركة ما يلي :
    1 ـ خطبة الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله) في حديث إسحاق بن غالب :
(1) سورة النحل : (الآية 51) .
(2) سورة الشعراء : (الآية 213) .
(3) سورة الأنبياء : (الآية 22) .
(4) سورة التوحيد : (الآية 1) .



48
    « الحمد لله الذي كان في أوّليّته وحدانياً ... » (1).
    2 ـ وصيّة أمير المؤمنين (عليه السلام) لولده الإمام الحسن عند إنصرافه من صفّين وقد جاء فيها :
    « ... واعلم يابنيّ ! أنّه لو كان لربّك شريك لأَتَتْك رسله ، ولرأيت آثار ملكه وسلطانه ، ولعرفت أفعاله وصفاته .
    ولكنّه إله واحد كما وصف نفسه ، لا يضادّه في ملكه أحد ، ولا يزول أبداً ، أوّل قبل الأشياء بلا أوّلية ، وآخر بعد الأشياء بلا نهاية ... » (2).
    3 ـ دعاء سيّدنا الإمام الحسين (عليه السلام) يوم عرفة وقد جاء فيه :
    « الحمد لله الذي لم يتّخذ ولداً فيكون موروثاً ، ولم يكن له شريك في ملكه فيضادّه فيما ابتدع ، ولا وليّ من الذلّ فيرفده فيما صنع » (3).
    4 ـ حديث الإمام الصادق (عليه السلام) التالي :
    « ... ثمّ يلزمك إن ادّعيت إثنين فلابدّ من فُرجة بينهما حتّى يكونا إثنين فصارت الفُرجة ثالثاً بينهما قديماً معهما فيلزمك ثلاثة .
    وإن ادّعيت ثلاثة لزمك ما قلنا في الإثنين حتّى يكون بينهم فُرجتان فيكونوا خمسة ، ثمّ يتناهى في العدد إلى ما لا نهاية له في الكثرة » (4).
    فهذا الحديث الشريف يبرهن على أنّ التعدّد مستلزم للتسلسل وهو
(1) توحيد الصدوق : (ص44 باب التوحيد ونفي التشبيه ح4) .
(2) نهج البلاغة : (قسم الرسائل ، رقم الوصيّة 31 ص49 من الطبعة المصرية) .
(3) البلد الأمين : (ص253) .
(4) بحار الأنوار : (ج3 ص230 الباب6 ح22) .



49
مستحيل فإذا إستحال التعدّد صدق ضدّه وهي الوحدة .
    فالله واحد لا شريك له ، وقديم لا قديم معه ، علماً بأنّ صفاته الذاتية الشريفة عين ذاته فلا تكون معيّةٌ له ، فيستفاد ثبوت الوحدة وإمتناع التعدّد وعدم إمكان تعدّد القدماء .
    5 ـ خطبة سيّدنا الإمام الرضا (عليه السلام) الجليلة في مجلس المأمون وقد جاء فيها :
    « أوّل عبادة الله معرفته ، وأصل معرفة الله توحيده ... » (1).
    إلى غير ذلك من أحاديث أنوار المعارف الحقّة ، المروية عن أئمّة الطائفة المحقّة ، الهادية للاُمّة والخليقة .
    3 ـ دليل العقل :
    بالإضافة إلى فطرية التوحيد والتجاء النفس إلى إله واحد عند التضرّع والشدّة الكاشف عن أحديّة المَلجَأ كما عرفت ... يحكم العقل بأدلّته القطعيّة ، وبراهينه الوجدانية ، بوحدانية الخالق تعالى .
    وجاء إستدلال العقل بأنحاء كثيرة نختار منها تقريرات ثمانية يثبت بها المطلوب ويحصل منها الغرض وهي :
    الأوّل : برهان الإرتباط والتدبير
    إنّ الإنسان إذا تأمّل بفكر سليم وعقل مستقيم في هذا العالم الكبير والكون الشهير ، من أعالي سماواته إلى أعماق أراضيه وما في أجوافه وبحاره ، رأى
(1) توحيد الصدوق : (ص34 باب التوحيد ونفي التشبيه ح2) .


50
ووجد أنّ موجوداتها مترابطة متشابكة ومتناسبة بعضها مع بعض بأتمّ الإرتباط والتناسب كجهاز واحد ، ومجموعة واحدة .
    وهذا يدلّ على أنّ خالق جميعها واحد وهو العالِم باحتياجاتها والعارف بإرتباطاتها ، والخبير بما يحتاج العالَم إليه من الأجزاء والجزئيات .
    وهذا أمر عقلي واضح يحسّه كلّ ذي تدبّر ، بل هو من البديهيّات العقلية لجميع المستويات البشريّة .
    ألا ترى أنّهم يحكمون في المصنوعات البشرية ، كالسيارة مثلا ، أو الطائرة فرضاً بوحدة صانعها ومبتكرها 4لإنسجام أجزائها وترابطها بعضها مع بعض ولا يمكن أن يكون مخترع هيكل الطائرة غير مبتكر أجنحتها .. ولا يمكن أن يكون مبتكر السيارة غير مبتكر عجلاتها .. مع الحاجة الماسّة إلى تلك الأجزاء فيما بينها .
    وكذلك اتّصال التدبير وإرتباط الصنع وتناسب الخلقة في هذا العالَم دليل على وحدة المدبِّر الصانع .
    وإذا كرّرت التأمّل في هذا النظام الكوني الكبير المترابط ، وجدت أنّه بالإضافة إلى إرتباطه وتناسبه هو خال عن أي فساد بالرغم من كِبَرِه وعظمته .
    وعدم الفساد والإختلال بنفسه دليل على وحدة صانعه وحكمته ، فإنّه لو كانت الآلهة متعدّدة لأختلّ العالم في التدبير ، وفسد في التقدير ، وهذا أيضاً أمر محسوس نلاحظه في حياتنا العادية والمظاهر الإجتماعية .
    فالفساد يحدث عند التعدّد .. كما إذا تعدّد السلطان في مملكة ، أو تعدّد الحاكم في بلدة ، أو تعدّد الرئيس في عائلة ، بل حتّى إذا تعدّد الروح في بدن واحد بالرغم من محبّة البدن لروحه .