81
والمنفعة » (1).
    9 ـ حكمة فضيلة علم الإنسان وفي مقابله جهله بمقدار عمره ، وإلاّ لم يكن يتهنّأ بالعيش أو يستقرّ له قرار :
    « تأمّل الآن يامفضّل ! ما ستر عن الإنسان علمه من مدّة حياته .
    فإنّه لو عرف مقدار عمره وكان قصير العمر لم يتهنّأ بالعيش مع ترقّب الموت وتوقّعه لوقت قد عرفه ، بل كان (2) بمنزلة من قد فنى ماله أو قارب الفناء فقد إستشعر الفقر والوجل من فناء ماله وخوف الفقر ، على أنّ الذي يدخل على الإنسان من فناء العمر أعظم ممّا يدخل عليه من فناء المال ; لأنّ من يقلّ ماله يأمل أن يستخلف منه فيسكن إلى ذلك ، ومن أيقن بفناء العمر إستحكم عليه اليأس .
    وإن كان طويل العمر ، ثمّ عرف ذلك وثق بالبقاء وإنهمك في اللذّات والمعاصي ، وعمل على أنّه يبلغ من ذلك شهوته ثمّ يتوب في آخر عمره ، وهذا مذهب لا يرضاه الله من عباده ولا يقبله » (3).
    10 ـ عجيب الحكمة في عدم تشابه الناس بعضهم ببعض لأنّهم يحتاجون إلى الإمتياز وحفظ الأنساب بخلاف الوحوش والطير ، فإنّها لم تحتج إلى ذلك فجعلت متشابهة ، مع عجائب اُخرى في التدبير :
    « اعتبر لِمَ لا يتشابه الناس واحد بالآخر كما يتشابه الوحوش
(1) بحار الأنوار : (ج3 ص80) .
(2) في نسخة البحار هنا زيادة يكون .
(3) بحار الأنوار : (ج3 ص83) .



82
والطير وغير ذلك ؟ فإنّك ترى السرب من الظباء والقطا (1) تتشابه حتّى لا يفرّق بين واحد منها وبين الاُخرى ، وترى الناس مختلفة صورهم وخلقهم حتّى لا يكاد إثنان منهم يجتمعان في صفة واحدة .
    والعلّة في ذلك أنّ الناس محتاجون إلى أن يتعارفوا بأعيانهم وحُلاهم لما يجري بينهم من المعاملات ، وليس يجري بين البهائم مثل ذلك فيحتاج إلى معرفة كلّ واحد منها بعينه وحليته .
    ألا ترى أنّ التشابه في الطير والوحش لا يضرّهما شيئاً ، وليس كذلك الإنسان فإنّه ربّما تشابه التوأمان تشابهاً شديداً فتعظم المؤونة على الناس في معاملتهما حتّى يعطى أحدهما بالآخر ويؤخذ أحدهما بذنب الآخر ، وقد يحدث مثل هذا في تشابه الأشياء فضلا عن تشابه الصورة .
    فمَن لطف لعباده بهذه الدقائق التي لا تكاد تخطر بالبال حتّى وقف بها على الصواب إلاّ من وسعت رحمته كلّ شيء ؟
    لو رأيت تمثال الإنسان مصوّراً على حائط فقال لك قائل : إنّ هذا ظهر هاهنا من تلقاء نفسه لم يصنعه صانع أكنت تقبل ذلك ؟ بل كنت تستهزئ به فكيف تنكر هذا في تمثال مصوّر جماد ولا تنكر في الإنسان الحيّ الناطق ؟!
    لِمَ صارت أبدان الحيوان وهي تغتذي أبداً لا تنمي ، بل تنتهي إلى غاية من النموّ ثمّ تقف ولا تتجاوزها لولا التدبير في ذلك ؟ فإنّ من
(1) السِّرب بكسر السين هو : القطيع والمجموعة ، والقطا واحده القطاة : ضرب من الحمام ذي طوق معروف ، والظباء جمع ظبية وهي : اُنثى الغزال .


83
تدبير الحكيم فيها أن يكون أبدان كلّ صنف منها على مقدار معلوم غير متفاوت في الكبير والصغير ، وصارت تنمي حتّى تصل إلى غايتها ثمّ يقف ثمّ لا يزيد والغذاء مع ذلك دائم لا ينقطع ، ولو كانت تنمي نموّاً دائماً لعظمت أبدانها وإشتبهت مقاديرها حتّى لا يكون لشيء منها حدّ يعرف ; لِمَ صارت أجسام الإنس خاصّة تثقل عن الحركة والمشي (1) ويجفو عن الصناعات اللطيفة (2) إلاّ لتعظيم المؤونة فيما يحتاج إليه الناس للملبس والمضجع والتكفين وغير ذلك .
    لو كان الإنسان لا يصيبه ألم ولا وجع بم كان يرتدع عن الفواحش ويتواضع لله ويتعطّف على الناس ؟ أما ترى الإنسان إذا عرض له وجع خضع وإستكان ورغب إلى ربّه في العافية وبسط يديه بالصدقة ؟ ولو كان لا يألم من الضرب بم كان السلطان يعاقب الدعار (3) ويذلّ العصاة المردة ؟ وبم كان الصبيان يتعلّمون العلوم والصناعات ؟ وبم كان العبيد يذلّون لأربابهم ويذعنون لطاعتهم ؟ أفليس هذا توبيخ لابن أبي العوجاء وذويه اللّذين جحدوا التدبير ، والمانويّة الذين أنكروا الألم والوجع .
    لو لم يولد من الحيوان إلاّ ذكر فقط أو اُناث فقط ألم يكن النسل منقطعاً ؟ وباد مع ذلك أجناس الحيوان ؟ فصار بعض الأولاد يأتي
(1) أي المشي الكثيرة والحركة المجهدة .
(2) أي الدقيقة المُتعبة .. فهذا ممّا يدعو إلى المساعدة والمعاضدة بين أفراد الإنسان .
(3) الدعار : جمع داعر وهو الشخص الخبيث .



84
ذكوراً وبعضها يأتي اُناثاً ليدوم التناسل ولا ينقطع .
    لِمَ صار الرجل والمرأة إذا أدركا نبتت لهما العانة ثمّ نبتت اللّحية للرجل وتخلّفت عن المرأة لولا التدبير في ذلك ؟ فإنّه لمّا جعل الله تبارك وتعالى الرجل قيّماً ورقيباً على المرأة وجعل المرأة عُرساً وخولا للرجل (1) أعطى الرجل اللّحية لما له من العزّة والجلالة والهيبة ، ومنعها المرأة لتبقى لها نضارة الوجه والبهجة التي تشاكل المفاكهة والمضاجعة .
    أفلا ترى الخلقة كيف تأتي بالصواب في الأشياء وتتخلّل مواضع الخطأ ، فتعطي وتمنع على قدر الإرب والمصلحة بتدبير الحكيم عزّوجلّ (2).
    11 ـ عجائب الحكمة في خلقة الحيوانات ، وتربيتها منذ ولادتها وإنفقاس البيضة عنها إلى حين تربيتها وتغذيتها إلى أن تكمل :
    « انظر الآن إلى ذوات الأربع كيف تراها تتّبع اُمّاتها (3) مستقلّة بأنفسها لا تحتاج إلى الحمل والتربية كما تحتاج أولاد الإنس ، فمن أجل أنّه ليس عند اُمّهاتها ما عند اُمّهات البشر من الرفق والعلم بالتربية والقوّة عليها بالأكفّ والأصابع المهيئة لذلك اُعطيت النهوض والإستقلال بأنفسها ، وكذلك ترى كثيراً من الطير كمثل
(1) يقال : خوّله الله تعالى نعمةً أي أعطاه .
(2) بحار الأنوار : (ج3 ص87) .
(3) اُمّات جمع اُمّ ، قيل : إنّها تستعمل في البهائم ، وأمّا في الناس فهي اُمّهات .



85
الدجاج والدُرّاج (1) والقَبْج (2) تدرج وتلقط حين ينقاب عنها البيض .
    فأمّا ما كان منها ضعيفاً لا نهوض فيه كمثل فراخ الحمام واليمام والحمر فقد جعل في الاُمّهات فضل عطف عليها فصارت تمجّ الطعام في أفواهها بعد ما توعيه حواصلها فلا تزال تغذوها حتّى تستقلّ بأنفسها .
    ولذلك لم ترزق الحمام فراخاً كثيرة مثل ما ترزق الدجاج لتقوى الاُمّ على تربية فراخها فلا تفسد ولا تموت ، فكلٌّ اُعطي بقسط من تدبير الحكيم اللطيف الخبير » (3).
    12 ـ حكمة التدبير في خلق الحيوانات التي تحمل وتسخّر كالحمار والثور والفرس والإبل والغنم ونحو ذلك . ثمّ حالة العطوفة التي جُعلت لمحافظتها وحراستها في الكلب :
    « أما ترى الحمار كيف يذلّ للطحن والحمولة وهو يرى الفرس مودعاً منعّماً ؟ والبعير لا يطيقه عدّة رجال لو إستعصى ، كيف كان ينقاد للصبي ؟ والثور الشديد كيف كان يذعن لصاحبه حتّى يضع النير (4) على عنقه ويحرث به ؟ والفرس الكريم يركب السيوف والأسنّة بالمواتاة لفارسه ، والقطيع من الغنم يرعاه رجل واحد ولو تفرّقت الغنم فأخذ كلّ واحد منها في ناحية لم يلحقها ، وكذلك جميع
(1) الدرّاج بضمّ الدال وتشديد الراء : ضرب من الطير ، أرقط بسواد وبياض أو أنقط .
(2) القَبْج بفتح القاف وسكون الباء وقيل : بفتحها وهو : الحجل أو نوع منه ، معرّب ( كبك ) .
(3) بحار الأنوار : (ج3 ص93) .
(4) النير بكسر النون هي : الخشبة المعترضة في عنق الثورين بأدات الحرث .



86
الأصناف مسخّرة للإنسان .
    فبِمَ كانت كذلك ؟ إلاّ بأنّها عدمت العقل والرويّة فإنّها لو كانت تعقل وتروي في الاُمور كانت خليقة أن تلتوي على الإنسان في كثير من مآربه ، حتّى يمتنع الجمل على قائده ، والثور على صاحبه ، وتتفرّق الغنم عن راعيها ، وأشباه هذا من الاُمور .
    وكذلك هذه السباع لو كانت ذات عقل ورويّة فتوازرت على الناس كانت خليقة أن تجتاحهم (1) فمن كان يقوم للأسد والذئاب والنمورة والدببة لو تعاونت وتظاهرت على الناس .
    أفلا ترى كيف حجر ذلك عليها وصارت مكان ما كان يُخاف من إقدامها ونكايتها تهاب مساكن الناس وتحجم عنها ثمّ لا تظهر ولا تنشر لطلب قوتها إلاّ بالليل ؟ فهي مع صولتها كالخائف للإنس بل مقموعة ممنوعة منهم ، ولولا ذلك لساورتهم في مساكنهم وضيّعت عليهم (2).
    ثمّ جعل في الكلب من بين هذه السباع عطف على مالكه ومحاماة عنه وحفاظ له فهو ينتقل على الحيطان والسطوح في ظلمة الليل لحراساة منزل صاحبه ، وذبّ الدغار عنه (3).
    ويبلغ من محبّته لصاحبه أن يبذل نفسه للموت دونه ودون ماشيته وماله ، ويألفه غاية الاُلف حتّى يصبر معه على الجوع والجفوة .
(1) أي تستأصلهم وتهلكهم .
(2) في نسخة : وضيّقت عليهم .
(3) الدغار بتخفيف الغين هو : الإختلاس ، وفي بعض النسخ : الذعار .



87
فلِمَ طُبع الكلب على هذا الاُلف إلاّ ليكون حارساً للإنسان ، اُعين بأنياب ومخالب ونباح هائل ليذعر منه السارق ويتجنّب المواضع التي يحميها ويخفرها » (1).
    13 ـ التدبير اللطيف في خلق الفيل وتناوله بمشفره وخرطومه ، حيث لم يتمكّن من الوصول إلى الطعام برأسه :
    « تأمّل مِشفر الفيل (2) وما فيه من لطيف التدبير فإنّه يقوم مقام اليد في تناول العلف والماء وإزدرادهما إلى جوفه ، ولولا ذلك ما استطاع أن يتناول شيئاً من الأرض لأنّه ليست له رقبة يمدّها كسائر الأنعام ، فلمّا عدم العنق اُعين مكان ذلك بالخرطوم الطويل ليسدله فيتناول به حاجته .
    فمن ذا الذي عوّضه مكان العضو الذي عدمه ما يقوم مقامه إلاّ الرؤوف بخلقه ؟ وكيف يكون هذا بالإهمال كما قالت الظَلَمة ؟ » (3).
    14 ـ الفطرة العجيبة في الوحوش والسباع في دفن موتاها وستر جيفها :
    « فكّر يامفضّل ! في خلقة عجيبة جعلت في البهائم ، فإنّهم يوارون أنفسهم إذا ماتوا كما يواري الناس موتاهم ، وإلاّ فأين جيف هذه الوحوش والسباع وغيرها لا يرى منها شيء ؟ وليست قليلة فتخفى لقلّتها ; بل لو قال قائل : إنّها أكثر من الناس لَصَدق .
    فاعتبر ذلك بما تراه في الصحاري والجبال من أسراب الظبا
(1) بحار الأنوار : (ج3 ص94) .
(2) المشفر بكسر الميم هي شفة الحيوان ، وفي الفيل هو الخرطوم .
(3) بحار الأنوار : (ج3 ص96) .



88
والمها (1) والحمير والوعول (2) والأيائل (3) وغير ذلك من الوحوش ، وأصناف السباع من الأسد والضباع والذئاب والنمور وغيرها ، وضروب الهوام والحشرات ودواب الأرض ، وكذلك أسراب الطير من الغربان والقطا والإوزّ والكراكي (4) والحمام وسباع الطير جميعاً وكلّها لا يرى منها شيء إذا ماتت إلاّ واحد بعد الواحد يصيده قانص أو يفترسه سبع ، فإذا أحسّوا بالموت كمنوا في مواضع خفيّة فيموتون فيها ، ولولا ذلك لامتلأت الصحاري منها حتّى تفسد رائحة الهواء ويحدث الأمراض والوباء ، فانظر إلى هذا الذي يخلص إليه الناس وعلموه بالتمثيل الأوّل الذي مثّل لهم كيف جعل طبعاً وادّكاراً في البهائم وغيرها ليسلم الناس من معرّة ما يحدث عليهم من الأمراض والفساد » (5).
    15 ـ عجيب التفكير والتدبير في الحيوانات كالغزال الذي يأكل الحيّات ولا يشرب الماء حتّى لا ينتشر السمّ في بدنه ، وكذلك الدلفين يحتال لصيد الطير والثعلب يدبّر غذاءه في صيده :
    « فكّر يامفضّل ! في الفِطَن التي جعلت في البهائم لمصلحتها بالطبع والخلقة لطفاً من الله عزّوجلّ لهم ، لئلاّ يخلو من نعمه جلّ وعزّ أحد
(1) المها جمع مهاة ، وهي : البقرة الوحشية .
(2) الوعول جمع وعل ، وهو : المعز الجبلي .
(3) الأيائل جمع أيّل ، نوع من الوعول يمتاز بقرون متشعّبة يسمّى بالفارسية : گوَزن .
(4) الكراكي جمع كركي بضمّ الكاف الاُولى : طائر كبير أغبر اللون ، طويل العنق والرجلين ، أبتر الذنب ، يأوي إلى الماء .
(5) بحار الأنوار : (ج3 ص99) .



89
من خلقه لا بعقل ورويّة .
    فإنّ الاُيّل (1) يأكل الحيّات فيعطش عطشاً شديداً فيمتنع من شرب الماء خوفاً من أن يدبّ السمّ في جسمه فيقتله ، ويقف على الغدير وهو مجهود عطشاً ، فيعجّ عجيجاً عالياً ولا يشرب منه ولو شرب لمات من ساعته ، فانظر إلى ما جعل من طباع هذه البهيمة من تحمّل الظماء الغالب خوفاً من المضرّة في الشرب ، وذلك ممّا لا يكاد الإنسان العاقل المميّز يضبطه من نفسه .
    والثعلب إذا أعوزه الطعم تماوت ونفخ بطنه حتّى يحسبه الطير ميّتاً فإذا وقعت عليه لتنهشه وثب عليها فأخذها ; فمن أعان الثعلب العديم النطق والرويّة بهذه الحيلة إلاّ من توكّل بتوجيه الرزق له من هذا وشبهه ؟ فإنّه لمّا كان الثعلب يضعف عن كثير ممّا يقوى عليه السباع من مساورة الصيد اُعين بالدهاء والفطنة والإحتيال لمعاشه .
    والدُلفين (2) يلتمس صيد الطير فيكون حيلته في ذلك أن يأخذ السمك فيقتله ويشرحه حتّى يطفو على الماء ، يكمن تحته ويثوّر الماء الذي عليه حتّى لا يتبيّن شخصه ، فإذا وقع الطير على السمك الطافي وثب إليها فإصطادها ، فانظر إلى هذه الحيلة كيف جعلت طبعاً في هذه البهيمة لبعض المصلحة ؟ » (3).
(1) الاُيّل هز الغزال .
(2) الدُلفين بضمّ الدال وسكون اللام : من الحيتان البحرية الكبيرة تسمّى في العربية الدخس .
(3) بحار الأنوار : (ج3 ص100) .



90
    16 ـ دقيق الصنع في الطائر بجعل خلقته خفيفةً مساعدة على الطيران ، مع إحكام في بدنه وريشه ومآكله :
    « تأمّل يامفضّل ! جسم الطائر وخلقته فإنّه حين قدّر أن يكون طائراً في الجوّ خفّف جسمه واُدمج خلقه ، فاقتصر به من القوائم الأربع على إثنتين ، ومن الأصابع الخمس على أربع ، ومن منفذين للزبل والبول على واحد يجمعهما .
    ثمّ خلق ذا جؤجؤ (1) محدّد ليسهل عليه أن يخرق الهواء كيف ما أخذ فيه ، كما جُعلت السفينة بهذه الهيئة لتشقّ الماء وتنفذ فيه ، وجعل في جناحيه وذنبه ريشات طوال متان لينهض بها للطيران ، وكسي كلّه الريش ليداخله الهواء فيقلّه (2).
    ولمّا قُدّر أن يكون طعمه الحبّ واللحم يبلعه بلعاً بلا مضغ نقص من خلقه الأسنان ، وخلق له منقار صلب جاس (3) يتناول به طعمه فلا ينسجح من لقط الحبّ ، ولا يتقصّف من نهش اللحم .
    ولمّا عدم الأسنان وصار يزدرد الحبّ صحيحاً واللحم غريضاً (4)اُعين بفضل حرارة في الجوف تطحن له الطعم طحناً يستغني به عن المضغ ; واعتبر ذلك بأنّ عجم العنب (5) وغيره يخرج من أجواف
(1) الجؤجؤ من الطائر هو : الصدر ، والجمع جآجئ .
(2) أي يحمله ويرفعه .
(3) الجاسي هو : الصلب ، وعدم الانسجاح هو : عدم الليونة ولا يتقصّف ، أي لا ينكسر .
(4) الغريض هو : الطريّ .
(5) عُجم العنب هو : نواه الصغير .