101
    اعتبر بهذا الحرّ والبرد كيف يتعاوران (1) العالم ويتصرّفان هذا التصرّف من الزيادة والنقصان والإعتدال لإقامة هذه الأزمنة الأربعة من السنة وما فيهما من المصالح .
    ثمّ هما بَعْدُ دباغ الأبدان التي عليها بقاؤها وفيها صلاحها فإنّه لولا الحرّ والبرد وتداولهما الأبدان لفسدت وأخْوت وانتكثت (2).
    فكّر في دخول أحدهما على الآخر بهذا التدريج والترسّل ، فإنّك ترى أحدهما ينقص شيئاً بعد شيء ، والآخر يزيد مثل ذلك حتّى ينتهي كلّ واحد منهما منتهاه في الزيادة والنقصان ، ولو كان دخول إحداهما على الاُخرى مفاجأة لأضرّ ذلك بالأبدان وأسقمها ، كما أنّ أحدكم لو خرج من حمّام حارّ إلى موضع البرودة لَضرّه ذلك وأسقم بدنه .
    فلِمَ جعل الله عزّوجلّ هذا الترسّل في الحرّ والبرد إلاّ للسلامة من ضرر المفاجأة ؟ ولِمَ جرى الأمر على ما فيه السلامة من ضرّ المفاجأة لولا التدبير في ذلك ؟
    فإن زعم زاعم أنّ هذا الترسّل في دخول الحرّ والبرد إنّما يكون لإبطاء مسير الشمس في الإرتفاع والإنحطاط سئل عن العلّة في إبطاء مسيرة الشمس في إرتفاعها وإنحطاطها ; فإن اعتلّ في الإبطاء ببُعد ما بين المشرقين (3) سئل عن العلّة في ذلك .. فلا تزال هذه المسألة ترقى معه إلى حيث رقى من هذا القول حتّى استقرّ على العمد
(1) يتعاوران بمعنى يتداولان .
(2) أخْوَت أي جاعت ، وانتكثت بمعنى انتقضت .
(3) أي المشرق والمغرب .



102
والتدبير .
    لولا الحرّ لما كانت الثمار الجاسية المُرّة تنضج فتلين وتعذب حتّى يتفكّه بها رطبة ويابسة .
    ولولا البرد لما كان الزرع يفرخ هكذا ، ويريع الريع الكثير الذي يتّسع للقوت وما يرد في الأرض للبذر .
    أفلا ترى ما في الحرّ والبرد من عظيم الغناء والمنفعة وكلاهما مع غنائه والمنفعة فيه يولم الأبدان ويمضّها .
    وفي ذلك عبرة لمن فكّر ، ودلالة على أنّه من تدبير الحكيم في مصلحة العالم وما فيه » (1).
    21 ـ عجائب الصنع في المعادن وما يستخرج منها :
    « فكّر يامفضّل ! في هذه المعادن وما يخرج منها من الجواهر المختلفة مثل الجصّ والكلس (2) ، والجبس (3) ، والزرانيخ (4) ، والمرتك (5) ، والقونيا (6) ، والزئبق (7) ، والنحاس ، والرصاص ، والفضّة ، والذهب والزبرجد ، والياقوت ، والزمرّد ، وضروب الحجارة .
(1) بحار الأنوار : (ج3 ص118) .
(2) الكِلس بكسر الكاف : حجر معروف يستخدم في البناء والطلاء يسمّى بالساروج .
(3) الجبس : حجر الجصّ الذي يبنى به .
(4) جمع الزرنيخ ، وهو : عنصر سنجابي اللون لمّاع صلب وسمٌ معدني .
(5) المرتك هو : اكسيد الرصاص يسمّى (مرداسنج) .
(6) وفي نسخة التوتيا وهو : معدن صلب أبيض ، ويسمّى بالخارصين وأكسيد الزنك .
(7) الزئبق هو : الفلز المعروف السائل الكثيف اللمّاع . والمعادن الباقية معروفة .



103
    وكذلك ما يخرج منها من القار ، والموميا ، والكبريت ، والنفط ، وغير ذلك ممّا يستعمله الناس في مآربهم .
    فهل يخفى على ذي عقل أنّ هذه كلّها ذخائر ذخرت للإنسان في هذه الأرض ليستخرجها فيستعملها عند الحاجة إليها ؟
    ثمّ قصرت حيلة الناس عمّا حاولوا من صنعتها على حرصهم وإجتهادهم في ذلك فإنّهم لو ظفروا بما حاولوا من هذا العلم كان لا محالة سيظهر ويستفيض في العالم حتّى تكثر الذهب والفضّة ويسقطا عند الناس فلا يكون لهما قيمة ويبطل الإنتفاع بهما في الشراء والبيع والمعاملات ، ولا كان يجيء السلطان الأموال ، ولا يدّخرهما أحد للأعقاب .
    وقد اُعطي الناس مع هذا صنعة الشِبه (1) من النحاس ، والزجاج من الرمل ، والفضّة من الرصاص ، والذهب من الفضّة ، وأشباه ذلك ممّا لا مضرّة فيه .
    فانظر كيف اُعطوا إرادتهم فيما لا ضرر فيه ، ومنعوا ذلك فيما كان ضارّاً لهم لو نالوه .
    ومن أوغل في المعادن انتهى إلى واد عظيم يجري منصلتاً بماء غزير ، لا يدرك غوره ولا حيلة في عبوره من ورائه أمثال الجبال من الفضّة .
    تفكّر الآن في هذا من تدبير الخالق الحكيم ، فإنّه أراد جلّ ثناؤه أن يرى العباد قدرته وسعة خزائنه ، ليعلموا أنّه لو شاء أن يمنحهم
(1) الشبه بكسر الشين هو : النحاس الأصفر .


104
كالجبال من الفضّة لفعل ، لكن لا صلاح لهم في ذلك ، لأنّه لو كان فيكون فيها كما ذكرنا سقوط هذا الجوهر عند الناس وقلّة إنتفاعهم به .
    واعتبر ذلك بأنّه قد يظهر الشيء الطريف ممّا يحدثه الناس من الأواني والأمتعة فما دام عزيزاً قليلا فهو نفيس جليل آخذ الثمن ، فإذا فشا وكثر في أيدي الناس سقط عندهم وخسّت قيمته ; ونفاسة الأشياء من عزّتها » (1).
    22 ـ عجائب الخلقة في تركيب النخلة :
    « فكّر يامفضّل ! في النخل فإنّه لمّا صار فيه اُناث يحتاج إلى التلقيح (2) جعلت فيه ذكورة للقاح من غير غراس ، فصار الذكر من النخل بمنزلة الذكر من الحيوان الذي يلقّح الاُناث لتحمل وهو لا يحمل .
    تأمّل خلقة الجذع (3) كيف هو فإنّك تراه كالمنسوج نسجاً من غير خيوط ممدودة كالسدي ، واُخرى معه معترضة كاللحمة كنحو ما ينسج بالأيدي ، وذلك ليشتدّ ويصلب ولا ينقصف من حمل القنوان الثقيلة ، وهزّ الرياح العواصف إذا صار نخلة ، وليتهيّأ للسقوف
(1) بحار الأنوار : (ج3 ص128) .
(2) التلقيح في النخل يحصل في أعذاق النخيل التي هي على هيئة السنابل المغلّفة بقشرة سميكة تشبه في هيكلها السمكة ، فتُجعل سنابل من الذكور وسط سنابل الاُناث أو يجعل طحين زهر الفحل الجافّ عوض السنبلة الطريّة فيحصل التلقيح
(3) الجذع : ساق النخلة ، والقنوان جمع قنا ، والقنو بكسر القاف : العذق وهو من النخل كالعنقود من العنب .



105
والجسور وغير ذلك ممّا يتّخذ منه إذا صار جذعاً .
    وكذلك ترى الخشب مثل النسج فإنّك ترى بعضه مداخلا بعضاً طولا وعرضاً كتداخل أجزاء اللحم ، وفيه مع ذلك متانة ليصلح لما يتّخذ منه من الآلات فإنّه لو كان مستحصفاً (1) كالحجارة لم يمكن أن تستعمل في السقوف وغير ذلك ممّا يستعمل فيه الخشبة كالأبواب والأسرّة والتوابيت (2) وما أشبه ذلك .
    ومن جسيم المصالح في الخشب أنّه يطفو على الماء ، فكلّ الناس يعرف هذا منه وليس كلّهم يعرف جلالة الأمر فيه .
    فلولا هذه الخلّة كيف كانت هذه السفن والأظراف (3) تحمل أمثال الجبال من الحمولة ، وأنّى كان ينال الناس هذا الوفق وخفّة المؤونة في حمل التجارات من بلد إلى بلد ؟ وكانت تعظم المؤونة عليهم في حملها حتّى يلقى كثير ممّا يحتاج إليه في بعض البلدان مفقوداً أصلا أو عسراً وجوده » (4).
    23 ـ عجائب الخلقة في العقاقير وما خصّ بها كلّ واحد منها من دواء في رفع داء :
    « فكّر في هذه العقاقير (5) وما خصّ بها كلّ واحد منها من العمل في
(1) المستحصف هو : الشديد المستحكم .
(2) التوابيت جمع تابوت بمعنى الصندوق .
(3) الأظراف جمع ظريف لعلّه جاء بمعنى الأشياء الظريفة ، أو جمع ظرف بمعنى الوعاء .
(4) بحار الأنوار : (ج3 ص134) .
(5) العقاقير جمع عَقّار بالفتح ثمّ التشديد : ما يتداوى به من النبات والشجر في اُصول الأدوية .



106
بعض الأدواء .
    فهذا يغور في المفاصل فيستخرج الفضول الغليظة مثل الشيطرج (1).
    وهذا ينزف المرّة السوداء مثل الأفتيمون (2).
    وهذا ينفي الرياح مثل السكبينج (3).
    وهذا يحلل الأورام وأشباه هذا من أفعالها ; فمن جعل هذه القوى فيها إلاّ من خلقها للمنفعة ؟
    ومن فطم الناس بها إلاّ من جعل هذا فيها ؟
    ومتى كان يوقف على هذا منها بالعرض والاتّفاق كما قال قائلون ؟
    وهَب الإنسان فطن لهذه الأشياء بذهنه ولطيف رويته وتجاربه فالبهائم كيف فطنت لها ؟ حتّى صار بعض السباع يتداوى من جراحه إن أصابته ببعض العقاقير فيبرأ ، وبعض الطير يحتقن من الحصر يصيبه بماء البحر فيسلم ، وأشباه هذا كثير .
    ولعلّك تشكّك في هذا النبات النابت في الصحاري والبراري حيث لا اُنس ولا أنيس فتظنّ أنّه فضل لا حاجة إليه ، وليس كذلك بل هو طُعم لهذه الوحوش ، وحبّه علف للطير ، وعوده وأفنانه حطب فيستعمله
(1) الشيطرج : نبات ينبت غالباً في المقابر والجدران القديمة ، له ورق عريض دقيق وزهر أحمر إلى بياض يسمّى بمسواك الراعي .
(2) الأفتيمون : نبات أحمر إلى غُبرة ذو عروق دقائق وأوراق صغار وبذره أصغر من حبّ الخشخاش يلتفّ بما يليه وهو مسهلٌ للسوداء .
(3) السكبينج أو السكنبيج : صمغ النبات يشبه الخيار يُجلب من اصفهان .



107
الناس ، وفيه بعدُ أشياء تعالج به الأبدان ، واُخرى تدبغ به الجلود ، واُخرى تصبغ به الأمتعة ، وأشباه هذا من المصالح .
    ألست تعلم أنّ أخسّ النبات وأحقره هذا البردي (1) وما أشبهها ; ففيها مع هذا من ضروب المنافع فقد يتّخذ من البردي القراطيس التي يحتاج إليها الملوك والسوقة ، والحُصُر التي يستعملها كلّ صنف من الناس ، وليعمل منه الغلف التي يوقى بها الأواني ، ويجعل حشواً بين الظروف في الاسفاط لكيلا تعيب وتنكسر ، وأشباه هذا من المنافع » (2).
    وهذه الآيات الجليلة التي بيّنها الإمام الصادق (عليه السلام) تنبئ بصدق وتدلّ بحقّ على أنّ الله تعالى الذي خلقها وصنعها عليم حكيم ، أحكم وأتقن جزئياتها وكليّاتها ودقائق صنعتها وخلقتها .
    وعليه فلا يمكن المساعدة مع قول الحكماء بنفي العلم بالجزئيات عن الله تعالى ، بناءاً منهم على أنّ علم الله تعالى حصوليٌّ ، كما تلاحظ نقله عنهم في البحار (3).
    فانّه يردّهم العموميّة الوضعيّة المفيدة علم الله تعالى بكلّ شيء في قوله تعالى : ( وَاعْلَمُوا أَنَّ اللهَ بِكُلِّ شَيْء عَلِيمٌ ) (4).
(1) البردي : نبات كالقصب ينبت في المستنقعات والشواطئ ، في اُصول سيقانه زغب ناعم كالقطن ذو حلاوة قليلة .
(2) بحار الأنوار : (ج3 ص135) .
(3) بحار الأنوار : (ج4 ص87) .
(4) سورة البقرة : (الآية 231) .



108
    فقد أخبر تعالى وهو الصادق المصدّق ، والحقّ المطلق ، بأنّه عالم بجميع الأشياء ، فعلمه إحاطيٌ حضوريّ ، يعلم جميع الأشياء ، كلّيها وجزئيّاتها .
    كما لا يمكن أيضاً قبول قول الشيخ الرئيس ابن سينا ، بإستحالة تعلّق علمه تعالى بالمفاهيم ، تمسّكاً بأنّه لابدّ للمفاهيم من وجود خارجيّ أو ذهنيّ والكلّ محال كما نقله عنه في المجمع (1).
    فإنّه يردّه أنّ هذه اللابدّية إنّما تكون في المخلوقين حيث يكون علمهم محدوداً وعارضاً عليهم ، فلا يتقوّم إلاّ بأن تكون المفاهيم موجودةً حتّى يتعلّق العلم بها بوجود خارجي أو ذهني .. لا في الخالق العليم الذي يكون علمه عين ذاته ، وعلمه بجميع الأشياء قبل حدوثها كعلمه بها بعد حدوثها ، كما يوضّحه الحديث التالي الذي رواه ثقة الإسلام الكليني بسنده عن أبي بصير قال : سمعت أبا عبدالله (عليه السلام) يقول :
    « لم يزلِ الله عزّوجلّ ربّنا والعلم ذاته ولا معلوم ، والسمع ذاته ولا مسموع ، والبصر ذاته ولا مبصر ، والقدرة ذاته ولا مقدور .
    فلمّا أحدث الأشياء وكان المعلوم ، وقع العلم منه على المعلوم والسمع على المسموع والبصر على المُبصَر والقدرة على المقدور ... » (2).
    كما لا يمكن أصلا قبول قول الجبرية بأنّ العلم بالمعصية يصير سبباً لوقوعها بدعوى عدم تخلّف المعصية عن ذلك العلم ، لأنّه لو تخلّفت لتبدّل العلم جهلا ، كما في البيت الشعري المنسوب إلى الخيّام ..
(1) مجمع البحرين : (ص528) .
(2) اُصول الكافي : (ج1 ص107 باب صفات الذات ح1) .



109
    فإنّه يردّه أنّ العلم ليس علّةً أو سبباً للمعلوم ، والثابت في علم الله تعالى هو معصية العبد لكن بإختيار نفس العبد ، وبسبب إرادته وبسوء إختياره .
    فلا يكون العصيان بسبب علم الله تعالى عن ذلك علوّاً كبيراً ، وإنّما يكون العصيان بإختيار نفس العبد العاصي .
    فالله تعالى يعلم أنّ العبد سيختار المعصية ، ويعلم أيضاً تبدّل عزمه من المعصية إلى الطاعة إذا انصرف عن العصيان .
    فعدم عصيان العبد لا يوجب تبدّل العلم إلى الجهل ، كما توهّمه الخيّامي ; لأنّ الله الذي أحاط بكلّ شيء علماً ، يعلم جميع حالات العبد ، طاعاته ومعصياته وعزماته وإنصرافاته في جميع حركاته وسكناته ، إلاّ أنّه كارهٌ لعصيان عبده ولا يحبّ السوء لعبيده ، فكيف يسبّب عصيانهم أو يجبرهم على المعصية ؟!
    الشرع والعقل يخالفان هذه الدعوى ويحكمان بأنّ العلم من الله لا يسبّب عصيان العبد ، بل أنّ عصيان العبد يكون بخيرة نفسه وإختياره .
    كما يستفاد من مثل قوله تعالى : ( مَنْ اهْتَدَى فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ وَمَنْ ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا ) (1) وقوله تعالى : ( وَمَنْ يَكْسِبْ إِثْماً فَإِنَّمَا يَكْسِبُهُ عَلَى نَفْسِهِ ) (2).
    وكما تلاحظ بيانه في أحاديث نفي الجبر والتفويض مثل :
    1 ـ ما رواه يونس بن عبدالرحمن عن غير واحد ، عن أبي جعفر وأبي عبدالله (عليهما السلام) ، قالا :
    « إنّ الله عزّوجلّ أرحم بخلقه من أن يجبر خلقه على الذنوب ، ثمّ
(1) سورة الإسراء : (الآية 15) .
(2) سورة النساء : (الآية 111) .



110
يعذّبهم عليها ، والله أعزّ من أن يريد أمراً فلا يكون .
    قال : فسُئلا (عليهما السلام) : هل بين الجبر والقدر منزلة ثالثة :
    قالا : نعم ، أوسع ممّا بين السماء والأرض » (1).
    2 ـ حديث المفضّل بن عمر ، عن أبي عبدالله (عليه السلام) ، قال :
    « لا جبر ولا تفويض ولكن أمر بين أمرين .
    قال : قلت : وما أمر بين أمرين ؟ قال : مَثَل ذلك مَثَل رجل رأيته على معصية فنهيته فلم ينته فتركته ففعل تلك المعصية ، فليس حيث لم يقبل منك فتركته ، أنت الذي أمرته بالمعصية » (2).
    3 ـ حديث الحسن بن علي الوشّاء ، عن أبي الحسن الرضا (عليه السلام) ، قال : سألته فقلت له :
    « الله فوّض الأمر إلى العباد ؟
    قال : الله أعزّ من ذلك .
    قلت : فأجبرهم على المعاصي ؟
    قال : الله أعدل وأحكم من ذلك .
    ثمّ قال : قال الله عزّوجلّ : يابن آدم ! أنا أولى بحسناتك منك ، وأنت أولى بسيّئاتك منّي ، عملتَ المعاصي بقوّتي التي جعلتها فيك » (3).
    فالإنسان مختار في أفعاله ، ولم يفوّض إليه الأمر تفويضاً ، ولم يكن عليه مجبوراً ، بل يصدر عنه إختياراً ..
(1) توحيد الصدوق : (ص360 باب نفي الجبر والتفويض ح3) .
(2) توحيد الصدوق : (ص362 باب نفي الجبر والتفويض ح8) .
(3) توحيد الصدوق : (ص362 باب نفي الجبر والتفويض ح10) .