191
يطيقون ، فإذا أحسن حمد الله ، وإذا أساء استغفر الله فهذا مسلم بالغ » (1).
    5 ـ حديث إبراهيم بن أبي محمود قال : سألت أبا الحسن الرضا (عليه السلام) عن قول الله عزّوجلّ : ( وَتَرَكَهُمْ فِي ظُلُمَات لاَ يُبْصِرُونَ ) (2) ؟
    فقال :
    « إنّ الله تبارك وتعالى لا يوصف بالترك كما يوصف خلقه ، ولكنّه متى علم أنّهم لا يرجعون عن الكفر والضلال منعهم المعاونة واللطف ، وخلّى بينهم وبين اختيارهم .
    قال : وسألته عن قول الله عزّوجلّ : ( خَتَمَ اللهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ وَعَلَى سَمْعِهِمْ ) (3) ؟
    قال : الختم هو الطبع على قلوب الكفّار عقوبة على كفرهم كما قال تعالى : ( بَلْ طَبَعَ اللهُ عَلَيْهَا بِكُفْرِهِمْ فَلاَ يُؤْمِنُونَ إِلاَّ قَلِيلا ) (4).
    قال : وسألته عن الله عزّوجلّ هل يجبر عباده على المعاصي ؟
    فقال : بل يخيّرهم ويمهلهم حتّى يتوبوا .
    قلت : فهل يكلّف عباده ما لا يطيقون ؟ فقال : كيف يفعل ذلك وهو يقول : ( وَمَا رَبُّكَ بِظَلاَّم لِلْعَبِيدِ ) (5) ؟
(1) بحار الأنوار : (ج5 ص9 ب1 ح14) .
(2) سورة البقرة : (الآية 17) .
(3) سورة البقرة : (الآية 7) .
(4) سورة النساء : (الآية 155) .
(5) سورة فصلت : (الآية 46) .



192
    ثمّ قال (عليه السلام) : حدّثني أبي موسى بن جعفر ، عن أبيه جعفر بن محمّد (عليهم السلام) أنّه قال : من زعم أنّ الله يجبر عباده على المعاصي أو يكلّفهم ما لا يطيقون فلا تأكلوا ذبيحته ، ولا تقبلوا شهادته ، ولا تصلّوا وراءه ، ولا تعطوه من الزكاة شيئاً » (1).
    6 ـ حديث يزيد بن عمير بن معاوية الشامي قال : دخلت على علي بن موسى الرضا (عليه السلام) بمرو فقلت له : يابن رسول الله ! روي لنا عن الصادق جعفر بن محمّد (عليه السلام) أنّه قال :
    « لا جبر ولا تفويض بل أمر بين أمرين ، فما معناه ؟
    فقال : من زعم أنّ الله يفعل أفعالنا ثمّ يعذّبنا عليها فقد قال : بالجبر ، ومن زعم أنّ الله عزّوجلّ فوّض أمر الخلق والرزق إلى حججه (عليهم السلام) فقد قال بالتفويض ، فالقائل بالجبر كافر والقائل بالتفويض مشرك .
    فقلت له : يابن رسول الله ! فما أمر بين أمرين ؟
    فقال : وجود السبيل إلى إتيان ما اُمروا به وترك ما نهوا عنه . فقلت له : فهل لله عزّوجلّ مشيّة وإرادة في ذلك ؟
    فقال : أمّا الطاعات فإرادة الله ومشيّته فيها الأمر بها ، والرضا لها ، والمعاونة عليها ; وإرادته ومشيّته في المعاصي النهي عنها ، والسخط لها ، والخذلان عليها .
    قلت : فللّه عزّوجلّ فيها القضاء ؟
    قال : نعم ما من فعل يفعله العباد من خير وشرّ إلاّ ولله فيه قضاء .
    قلت : فما معنى هذا القضاء ؟
(1) بحار الأنوار : (ج5 ص11 ب1 ح17) .


193
    قال : الحكم عليهم بما يستحقّونه على أفعالهم من الثواب والعقاب في الدنيا والآخرة » (1).
    7 ـ حديث الإمام الرضا عن آبائه ، عن الحسين بن علي (عليهم السلام) : دخل رجل من أهل العراق على أمير المؤمنين (عليه السلام) فقال : أخبرنا عن خروجنا إلى أهل الشام أبقضاء من الله وقدر ؟
    فقال له أمير المؤمنين (عليه السلام) :
    « أجل ياشيخ ! فوالله ما علوتم تلعة ولا هبطتم بطن واد إلاّ بقضاء من الله وقدر .
    فقال الشيخ : عند الله أحتسب عنائي ياأمير المؤمنين !
    فقال : مهلا ياشيخ ! لعلّك تظنّ قضاءاً حتماً وقدراً لازماً ، لو كان كذلك لبطل الثواب والعقاب ، والأمر والنهي والزجر ، ولسقط معنى الوعد والوعيد ، ولم تكن على مسيء لائمة ، ولا لمحسن محمدة ، ولكان المحسن أولى باللائمة من المذنب ، والمذنب أولى بالإحسان من المحسن ، تلك مقالة عبدة الأوثان وخصماء الرحمن ، وقدريّة هذه الاُمّة ومجوسها ، ياشيخ ! إنّ الله عزّوجلّ كلّف تخييراً ، ونهى تحذيراً ، وأعطى على القليل كثيراً ، ولم يُعص مغلوباً ، ولم يُطع مكرهاً ، ولم يخلق السماوات والأرض وما بينهما باطلا ، ذلك ظنّ الذين كفروا فويل للذين كفروا من النار .
    قال : فنهض الشيخ وهو يقول :
أنت الإمام الذي نرجو بطاعته      يوم النجاة من الرحمن غفرانا

(1) بحار الأنوار : (ج5 ص11 ب1 ح18) .


194
أوضحت من ديننا ما كان ملتبساً      جـــزاك ربّك عنّا فيـــه إحسانــــا

    ... » (1) إلى آخر الأبيات .
    8 ـ حديث الجعفري ، عن الإمام أبي الحسن الرضا (عليه السلام) قال :
    « ذكر عنده الجبر والتفويض فقال : ألا اُعطيكم في هذا أصلا لا تختلفون فيه ولا يخاصمكم عليه أحد إلاّ كسرتموه ؟
    قلنا : إن رأيت ذلك .
    فقال : إنّ الله عزّوجلّ لم يُطع بإكراه ، ولم يُعص بغلبة ، ولم يهمل العباد في ملكه ، هو المالك لما ملّكهم ، والقادر على ما أقدرهم عليه ، فإن ائتمر العباد بطاعته لم يكن الله عنها صادّاً ، ولا منها مانعاً ، وإن ائتمروا بمعصيته فشاء أن يحول بينهم وبين ذلك فعل ، وإن لم يحل وفعلوه فليس هو الذي أدخلهم فيه .
    ثمّ قال (عليه السلام) : من يضبط حدود هذا الكلام فقد خصم من خالفه » (2).
    9 ـ حديث هشام بن الحكم قال : سأل الزنديق أبا عبدالله (عليه السلام) فقال :
    « أخبرني عن الله عزّوجلّ كيف لم يخلق الخلق كلّهم مطيعين موحّدين وكان على ذلك قادراً ؟
    قال (عليه السلام) : لو خلقهم مطيعين لم يكن لهم ثواب لأنّ الطاعة إذا ما كانت فعلهم لم تكن جنّة ولا نار ، ولكن خلق خلقه فأمرهم بطاعته ، ونهاهم عن معصيته واحتجّ عليهم برسله ، وقطع عذرهم بكتبه ليكونوا هم الذين يطيعون ويعصون ، ويستوجبون بطاعتهم له الثواب ،
(1) بحار الأنوار : (ج5 ص13 ب1 ح19) .
(2) بحار الأنوار : (ج5 ص16 ب1 ح22) .



195
وبمعصيتهم إيّاه العقاب .
    قال : فالعمل الصالح من العبد هو فعله ، والعمل الشرّ من العبد هو فعله ؟
    قال : العمل الصالح العبد يفعله والله به أمره ، والعمل الشرّ العبد يفعله والله عنه نهاه .
    قال : أليس فعله بالآلة التي ركّبها فيه ؟
    قال : نعم ، ولكن بالآلة التي عمل بها الخير قدر بها على الشرّ الذي نهاه عنه .
    قال : فإلى العبد من الأمر شيء ؟
    قال : ما نهاه الله عن شيء إلاّ وقد علم أنّه يطيق تركه ، ولا أمره بشيء إلاّ وقد علم أنّه يستطيع فعله لأنّه ليس من صفته الجور والعبث والظلم وتكليف العباد ما لا يطيقون .
    قال : فمن خلقه الله كافراً يستطيع الإيمان وله عليه بتركه الإيمان حجّة ؟
    قال (عليه السلام) : إنّ الله خلق خلقه جميعاً مسلمين ، أمرهم ونهاهم ، والكفر اسم يلحق الفعل حين يفعله العبد ، ولم يخلق الله العبد حين خلقه كافراً ، إنّه إنّما كفر من بعد أن بلغ وقتاً لزمته الحجّة من الله فعرض عليه الحقّ فجحده ، فبإنكاره الحقّ صار كافراً .
    قال : فيجوز أن يقدّر على العبد الشرّ ويأمره بالخير وهو لا يستطيع الخير أن يعمله ويعذّبه عليه ؟
    قال : إنّه لا يليق بعدل الله ورأفته أن يقدّر على العبد الشرّ ويريده


196
منه ، ثمّ يأمره بما يعلم أنّه لا يستطيع أخذه ، والإنزاع عمّا لا يقدر على تركه ، ثمّ يعذّبه على تركه أمره الذي علم أنّه لا يستطيع أخذه » (1) الخبر .
    10 ـ حديث داود بن قبيصة قال : سمعت الرضا (عليه السلام) يقول :
    « سئل أبي (عليه السلام) : هل منع الله عمّا أمر به ؟ وهل نهى عمّا أراد ؟ وهل أعان على ما لم يرد ؟
    فقال (عليه السلام) : أمّا ما سألت : هل منع الله عمّا أمر به ؟ فلا يجوز ذلك ، ولو جاز ذلك لكان قد منع إبليس عن السجود لآدم ، ولو منع إبليس لعذره ولم يلعنه .
    وأمّا ما سألت : هل نهى عمّا أراد ؟ فلا يجوز ذلك ، ولو جاز ذلك لكان حيث نهى آدم عن أكل الشجرة أراد منه أكلها ، ولو أراد منه أكلها ما نادى عليه صبيان الكتاتيب ( وَعَصَى آدَمُ رَبَّهُ فَغَوَى ) (2) والله تعالى لا يجوز عليه أن يأمر بشيء ويريد غيره .
    وأمّا ما سألت عنه من قولك : هل أعان على ما لم يرد ؟ فلا يجوز ذلك ، وجلّ الله تعالى عن أن يعين على قتل الأنبياء وتكذيبهم ، وقتل الحسين بن علي والفضلاء من ولده ، وكيف يعين على ما لم يرد وقد أعدّ جهنّم لمخالفيه ، ولعنهم على تكذيبهم لطاعته ، وإرتكابهم لمخالفته ; ولو جاز أن يعين على ما لم يرد لكان أعان فرعون على كفره وادّعائه أنّه ربّ العالمين ! أفترى أراد الله من فرعون أن يدّعي
(1) بحار الأنوار : (ج5 ص18 ب1 ح29) .
(2) سورة طه : (الآية 121) .



197
الربوبية ؟ يستتاب قائل هذا فإن تاب من كذبه على الله ; وإلاّ ضربت عنقه » (1).
    11 ـ روي أنّه دخل أبو حنيفة المدينة ومعه عبدالله بن مسلم فقال له : ياأبا حنيفة ! إنّ هاهنا جعفر بن محمّد من علماء آل محمّد (عليهم السلام) فاذهب بنا إليه نقتبس منه علماً . فلمّا أتيا إذاً هما بجماعة من شيعته ينتظرون خروجه أو دخولهم عليه ، فبينما هم كذلك إذ خرج غلام حدث فقام الناس هيبةً له ، فالتفت أبو حنيفة فقال : يابن مسلم ! من هذا ؟ قال : هذا موسى إبنه ، قال : والله لاُجبّهنّه بين يدي شيعته . قال : مه ! لن تقدر على ذلك ، قال : والله لأفعلنّه .
    ثمّ التفت إلى موسى (عليه السلام) فقال :
    « ياغلام ! أين يضع الغريب حاجته في بلدتكم هذه ؟
    قال : يتوارى خلف الجدار ، ويتوقّى أعين الجار ، وشطوط الأنهار ، ومسقط الثمار ، ولا يستقبل القبلة ولا يستدبرها ، فحينئذ يضع حيث شاء ، ثمّ قال : ياغلام ! ممّن المعصية ؟
    قال : ياشيخ ! لا تخلو من ثلاث إمّا أن تكون من الله وليس من العبد شيء فليس للحكيم أن يأخذ عبده بما لم يفعله ، وإمّا أن تكون من العبد ومن الله ، والله أقوى الشريكين فليس للشريك الأكبر أن يأخذ الشريك الأصغر بذنبه ، وإمّا أن تكون من العبد وليس من الله شيء فإن شاء عفا وإن شاء عاقب .
    قال : فأصابت أبا حنيفة سكتة كأنّما اُلقم فوه الحجر .
(1) بحار الأنوار : (ج5 ص25 ب1 ح31) .


198
قال : فقلت له : ألم أقل لك لا تتعرّض لأولاد رسول الله (صلى الله عليه وآله) ؟ » (1).
    12 ـ حديث محمّد الحلبي ، عن أبي عبدالله (عليه السلام) قال :
    « ما أُمر العباد إلاّ بدون سعتهم ، فكلّ شيء أمر الناس بأخذه فهم متّسعون له ، وما لا يتّسعون له فهو موضوع عنهم ، ولكنّ الناس لا خير فيهم » (2).
    13 ـ حديث الهروي قال : سأل المأمون الرضا (عليه السلام) عن قول الله عزّوجلّ : ( الَّذِينَ كَانَتْ أَعْيُنُهُمْ فِي غِطَاء عَنْ ذِكْرِي وَكَانُوا لاَ يَسْتَطِيعُونَ سَمْعاً ) (3) ?
    فقال :
    « إنّ غطاء العين لا يمنع من الذكر ، والذكر لا يرى بالعيون ، ولكنّ الله شبّه الكافرينَ بولاية علي بن أبي طالب (عليه السلام) بالعميان ; لأنّهم كانوا يستثقلون قول النبي (صلى الله عليه وآله) فيه ، وكانوا لا يستطيعون سمعاً .
    فقال المأمون : فرّجت عنّي فرّج الله عنك » (4).
    14 ـ حديث هشام بن سالم ، عن أبي عبدالله (عليه السلام) قال :
    « ما كلّف الله العباد إلاّ ما يطيقون ، وإنّما كلّفهم في اليوم والليلة خمس صلوات ، وكلّفهم من كلّ مئتي درهم خمسة دراهم ، وكلّفهم صيام شهر رمضان في السنة ، وكلّفهم حجّة واحدة وهم يطيقون
(1) بحار الأنوار : (ج5 ص27 ب1 ح33) .
(2) بحار الأنوار : (ج5 ص36 ب1 ح5) .
(3) سورة الكهف : (الآية 101) .
(4) بحار الأنوار : (ج5 ص40 ب1 ح62) .



199
أكثر من ذلك ، وإنّما كلّفهم دون ما يطيقون ونحو هذا » (1).
    15 ـ حديث محمّد بن علي المكّي بإسناده قال : إنّ رجلا قدم على النبي (صلى الله عليه وآله) فقال له رسول الله (صلى الله عليه وآله) : أخبرني بأعجب شيء رأيت ، قال : رأيت قوماً ينكحون اُمّهاتهم وبناتهم وأخواتهم فإذا قيل لهم : لِمَ تفعلون ذلك ؟ قالوا : قضاء الله تعالى علينا وقدره .
    فقال النبي (صلى الله عليه وآله) :
    « سيكون من اُمّتي أقوام يقولون مثل مقالتهم ، اُولئك مجوس اُمّتي » (2).
    16 ـ روي أنّ رجلا سأل جعفر بن محمّد الصادق (عليه السلام) عن القضاء والقدر ؟
    فقال :
    « ما استطعت أن تلوم العبد عليه فهو منه ، وما لم تستطع أن تلوم العبد عليه فهو من فعل الله .
    يقول الله تعالى للعبد : لِمَ عصيت ؟ لِمَ فسقت ؟ لِمَ شربت الخمر ؟ لِمَ زنيت ؟ فهذا فعل العبد ; ولا يقول له : لِمَ مرضت ؟ لِمَ قَصُرت ؟ لِمَ ابيضضت ؟ لِمَ اسوددت ؟ لأنّه من فعل الله » (3).
    وأمّا دليل العقل على عدله تعالى :
    فهو حكم العقل بالضرورة والبداهة بعدله وعدالته بالتقريب التالي :
(1) بحار الأنوار : (ج5 ص41 ب1 ح66) .
(2) بحار الأنوار : (ج5 ص47 ب1 ح74) .
(3) بحار الأنوار : (ج5 ص59 ب1 ح109) .



200
    إنّ الظلم ، والجور ، وفعل القبيح ، وترك الحسن ، يكون ناشئاً إمّا من العجز ، أو النقص ، أو الحقد ، أو البخل ، أو الحسد ، أو الجهل ، أو السفاهة ، أو الإحتياج .. وكلّها محال على الله تعالى لأنّه الغني بالذات ، الرؤوف في الصفات ، والعالم القدير ، والحكيم القويّ .
    فهو مستغن عن الظلم ، منزّه عن القبيح ، وجليل عن النقص .
    وقد ثبت في المنقول ، ودلّت العقول على عدالة الله تعالى في جميع أفعاله وأقواله وحكمه وصنعه ومخلوقاته كما ذهبت إليه الإمامية الحقّة .
    فهو الغني عن ظلمهم والمتفضّل باللطف إليهم .
    كما أنّ جميع أفعاله معلّلة بالحكمة والمصلحة وليست لعباً وعبثاً حتّى تخرج عن مسلك العدل ، لأنّه هو الحكيم العليم .
    على أنّ المصالح والمنافع في أفعاله راجعة إلى عباده ، وعائدة إلى خلقه فلا تقارن الظلم ، وهو المحسن الجواد ، والرحيم بالعباد ، والعادل في قضيّته وبريّته .
    واعلم أنّه في قبال عدالة الله تعالى ، الثابتة بالبراهين الجليّة والمعلومة بالأدلّة العقلية ، خالفت الأشاعرة وتجاوزت هذه الحقيقة الهامّة ونسبت إليه إمكان فعل القبيح والظلم الصريح .. أو التكليف بما لا يطاق ، وإتيان العبث والجبر في الأفعال ، وعدم العدل في المآل .. تعالى الله عن ذلك علوّاً كبيراً وجميع مفترياتهم هذه تعود إلى أنّه لا يقبح الظلم حتّى يتنزّه عنه الله تعالى ، ولا يحسن العدل حتّى يفعله الله عزّ اسمه ..
    وهذا منهم على أساس إنكار الحسن والقبح العقلي ذاتاً ، يعني إنكار أنّ للأشياء في حدّ ذاتها حسناً أو قبحاً في نظر العقل .. فلا حسن إلاّ بعد أمر الشارع به ، ولا قبيح إلاّ بعد نهي الشارع عنه ، لذلك لو أمر الشارع بالظلم صار حسناً ولو