261
    وحنّ له الجذع الذي كان يخطب النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) ، مستنداً إليه في مسجد المدينة ، حينما صنع له المنبر حتّى سمع حنينه جميع أصحابه فكان ذلك من الكرامات التي حصلت لأجله ، ثمّ التزَمَ الجذع فسكن .
    وأخبر صلوات الله عليه وآله ، أمير المؤمنين بشهادته وخضاب لحيته المباركة بدم رأسه الشريف .
    وأخبر إبنته الزهراء (عليها السلام) بأنّها أوّل أهله لحوقاً به ، والإمام الحسن بصلحه ، والإمام الحسين بشهادته ، فكان كما أخبر غيباً .
    وكذلك أخبر عمّاراً بأنّه ستقتله الفئة الباغية ، وأخبر بشهادة جعفر وزيد وابن رواحة ساعة قُتلوا في واقعة مؤته .. وأخبر بموت النجاشي بأرض الحبشة ، فكان كما أنبأ .. إلى غير ذلك من الإخبارات الغيبية المحقّقة .
    ودعا شجرتين فأتياه وإجتمعتا ثمّ أمرهما فافترقتا .
    وأخبر يوم بدر بمصارع صناديد قريش واحداً واحداً قبل الحرب فلم يتعدّوا ذلك الموضع .
    ومَسَح ضرع شاة حائل ، لا لبن فيها فدرّت باللبن ، وكان ذلك سبب إسلام عبدالله بن مسعود .
    وبَدَرَت عين بعض أصحابه وسقطت ، فردّها بيده فصارت أصحّ عينيه وأحسنهما .
    وألقى ماء فمه المبارك في عين علي (عليه السلام) لمّا رمدت يوم خيبر ، فصحّت من وقتها ولم ترمد بعد ذلك أبداً .
    وأخبر الناس أنّه سيظفر علي (عليه السلام) في ذلك اليوم الرهيب بعد هزيمة غيره فكان كما بشّر .


262
    وحكى الحكم بن العاص عليه اللعنة مشيه مستهزءاً فقال له : كذلك فكن ، فلم يزل على حاله يرتعش حتّى مات .
    وأمرّ يده الشريفة على رؤوس الأقرعين من الأطفال فنبتت شعورهم .
    وأعطى رجلا عُرجوناً في ليلة مظلمة فأضاء له الطريق .
    وأعطى آخر قطعةً من جريد النخل حين شكا إنقطاع سيفه ، فصارت سيفاً في يده .
    وألقى بصاقه المبارك على كفّ ابن عفر المقطوعة فلصقت من ساعته .
    ودعا آية للدّوسي حتّى يدعو قومه إلى الإسلام ويصدّقوه ، فحصل مصباح على رأس سوطه .
    وارتضع من حليمة السعدية ، فظهرت لها البركات ، ودرّ لبنها من ثديها الأيمن بعد ما كان يابساً .
    وتناول الحصى فسبّح في كفّه الشريفة .
    وظلّل عليه الغمام دون القوم في طريق الشام ، فكان هذا من عظيم شأنه .
    وشهد له الذئب برسالته في قضيّة وهبان بن أسفى .
    .. إلى غير ذلك من المعجزات الاُخرى التي يتعذّر على الخلق إتيانها ، وتكشف عن صدق صاحبها ، وعن عدم إمكان تقوّله على مولاه ، وتثبت رسالته من ربّه ونبوّته من قبل خالقه ، وقد شاهدها الناس عياناً ، وسمعها بياناً ، ونُقلت لنا ولجميع من جاء بعده بطريق الناقلين تواتراً علميّاً ، بشكل يُؤمن من تواطئهم على الكذب ، ويحصل بنقلهم القطع من حيث بلوغه أعلى حدّ التواتر ، من نقل المحبّ والمبغض ، والصديق والعدوّ ، فثبتت النبوّة بالعلم .
    بل إنّ بعض المعجزات النبوية واردة في الآيات القرآنية التي هي قطعيّة


263
ويقينيّة ومعلوم الصدور من الربّ الغفور من قبيل المعراج الشريف ، وشقّ القمر العظيم ، وفتح مكّة بأمن وأمان .
    وقد ذكرت تلك الآيات القرآنية في أبواب معجزات الرسول في بحار الأنوار المجلّد السادس عشر والسابع عشر والثامن عشر ، وخصوصاً في ما حكى من كلام الشيخ الجليل ابن شهر آشوب السروي (1) ، فلاحظ .
    الثالثة : سيرة الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله وسلم)
    إذا لاحظنا وتأمّلنا سيرة النبي الأكرم صلوات الله عليه وآله وسلّم ، وحياته الكريمة ، نرى أنّ نفس سيرته وسريرته وأخلاقه وآدابه وعشرته ورويّته ، تدلّ على أنّه آية إلهيّة عظمى ، وحجّة ربّانية كبرى ، وأهل لأن يكون رسولا من قِبَل الله ربّ العالمين ، وقدوة لأهل الدنيا أجمعين ، بل جامعيته تدلّ على أفضليته .
    فقد كان صلوات الله عليه وآله ، أجود الخلق يداً ، وأجرأ الناس صدراً ، وأصدقهم لهجةً ، وأوفاهم ذمّةً ، وألينهم عريكةً ، وأكرمهم عشيرةً ، من رآه بديهة هابه ، ومن خالطه معرفةً أحبّه ، ولقد كانت أمانته مقبولةً عند الجميع حتّى لقّب بالأمين .
    وكان أخشى الناس لربّه ، وأتقاهم لخالقه ، وأعلمهم بالله ، وأقواهم في طاعة الله ، وأصبرهم على عبادته ، وأكثرهم حبّاً لله ، وأزهدهم فيما سواه .
    وكان يقوم في صلاته حتّى تنشقّ بطون أقدامه من طول قنوته وقيامه ، وكان إذا قام إلى صلاته تتساقط دموعه إلى الأرض من صدره ، ويسمع من صدره
(1) بحار الأنوار : (ج16 ص402) .


264
أزيزٌ كأزيز المرجل (1).
    وكان ذا خُلُق عظيم ، وإبتهال دائم ، وضراعة كثيرة ، وأدب فائق .
    وكان أحلم الناس ، وأشجعهم ، وأعدلهم ، وأسخاهم ، بحيث لم يبق عنده دينار ولا درهم إلاّ أنفقه .
    وكان أكثر الناس تواضعاً ، يخصف النعل ، ويرقع الثوب ، ويخدم في أهله .
    وكان أشدّ الناس حياءاً ، ولم يُثبت بصره في وجه أحد استحياءاً .
    وكان يجيب دعوة الحرّ والعبد ، ويقبل الهديّة ويكافئ عليها ، ولا يأكل الصدقة ، ولا يستكبر عن إجابة الأمة والمسكين .
    وكان غضبه لربّه ولا يغضب لنفسه .
    وكان يشيع الجنازة ، ويعود المرضى ، ويجالس الفقراء ، ويؤاكل المساكين ، ويكرم أهل الفضل ، ويتألّف أهل الشرف بالبرّ لهم ، ويصل ذوي رحمه ، ولا يجفو على أحد ، ويقبل معذرة المعتذر ، ولا يقول إلاّ حقّاً ، ولا يتكلّم إلاّ صدقاً .
    وكان ضحكه من غير قهقهة ، بل تبسّماً إلى أن تبدو نواجذه .
    وكان لا يترفّع على عبيده ، ولا يحقّر مسكيناً ، ولا يهاب من ملك ، ولا يخاف منه .
    ويبدأ من لقيه بالسلام والمصافحة ، ويسلّم على الصبيان .
    وكان لا يقوم ولا يقعد إلاّ بذكر الله تعالى ، وأكثر ما يجلس مستقبل القبلة ، ويجلس حيث انتهى المجلس ، ولم يُرَ قطّ مادّاً رجليه .
    وكان يكرم من يدخل عليه حتّى ربّما بسط له ثوبه ، ويُؤْثر الداخل عليه
(1) المرجل : القدر ، يعني له صوت من خشية الله تعالى كصوت القدر حين غليانه .


265
بالوسادة ، ويعطي كلّ من جلس إليه نصيبه من وجهه ، ويقضي دَين كلّ ميّت فقير .
    وكان دائم البُشر ليس بفظّ ولا صخّاب ولا فحّاش ولا عيّاب ولا مدّاح .
    وكان يدعو أصحابه بكُناهم إكراماً لهم ، ولا يتنازع في الحديث .
    وكان أفصح الناس منطقاً ، وأحلاهم كلاماً ، إذا نطق ليس بمهذار ، وإذا أوجز ليس في إيجازه إخلال ، أحسن الناس نغمة ، وأنفع الناس للناس .
    وقد شرّف بسيادته على ولد آدم ، وكانت اُمّته التابعة له خير الاُمم .
    وسيرته في جميع حياته سيرة علياء ، تكشف عن أنّ صاحبها متّصل بربّ السماء ، وأنّه أصلح من وُجد على وجه الأرض لأن يكون اُسوة وقدوة (1).
    هذا مضافاً إلى أنّه تواترت السنّة ، واتّفقت الاُمّة على أنّه (صلى الله عليه وآله وسلم) أفضل من جميع الأنبياء الذين كانوا قبله ، وأنّ كلّ كرامة وفضيلة اُعطيت للأنبياء اُعطي هو أفضل منها ، كما إستفاضت الأخبار بنطقه بالحكمة والصواب هو وأولاده الطاهرين الأطياب ، من حين صغرهم ، وفي جميع حياتهم ، كما أفاده في حقّ اليقين (2).
    هذا ، بالإضافة إلى إنفراده ببعض الفضائل كعظيم سيرته ، وحقيقة سيره في معراجه إلى العوالم الملكوتيّة العُليا ، ممّا لم يكن له مثيل في ذلك ، وقد حاز أقرب قرب معنوي أسنى ، حتّى كان قاب قوسين أو أدنى .
    وقد نطق بمعراجه القرآن الكريم ، والأحاديث المفيدة لليقين التي تلاحظها
(1) فلاحظها بالتفصيل في كتب سيرته ، وأحاديث صفته سلام الله عليه وآله ، مثل المجلّد السادس عشر من كتاب بحار الأنوار : (ص144 ـ 401 الأبواب 8 ـ 11) .
(2) حقّ اليقين : (ج1 ص135) .



266
في بابه من الآثار (1).
    بل جاء في حديث المزني عروجه إلى السماء مئة وعشرين مرّة كما تلاحظها في الخصال (2).
    هذا ، مع خصائصه وما أعطاه الله تعالى وتفضّل به عليه وعلى أهل بيته ممّا تلاحظه في أحاديث البحار (3).
    وجميع ذلك يُثبت أنّ الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) اُسوة وقدوة ، وأنّه أفضل النبيّين والمرسلين .
    الرابعة : عصمة الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله وسلم)
    قد عرفت في بحث عصمة الأنبياء من النبوّة العامّة أنّ ممّا لا شكّ فيه ولا ريب يعتريه لزوم عصمة الأنبياء ونزاهتهم عن كلّ ذنب ومعصية ، بعمد أو سهو ، قبل النبوّة وبعدها ، للزوم أن يكون الواسطة بين الله وخلقه معصوماً حتّى يبلّغ ما أوحى إليه الله بصدق وأمانة ، ولا يصدر منه كذب ولا خيانة ، فيُسلب وثوق الاُمّة به وإعتماد الخلق عليه .
    كما ويقبح أن يأمر الحكيم بإطاعة من يجوز عليه الخطأ ، فتنتفي فائدة البعثة ، ويسقط غرض الرسالة ، فيحتاج إلى من يسدّده ويمنعه عن الخطأ ، وهكذا متسلسلا .
    فيلزم في كلّ شريعة إلهيّة أن يكون رسولها معصوماً حتّى يتمّ الوثوق به
(1) بحار الأنوار : (ج18 ص282 ب3 الأحاديث) .
(2) الخصال للصدوق : (ص600 ح3) .
(3) بحار الأنوار : (ج16 ص317 ب11 الأحاديث خصوصاً الحديث السابع) .



267
وتصحّ الإطاعة له ، خصوصاً الشريعة الإسلامية الباقية إلى يوم القيامة لِعظم أهميّتها ومزيّتها فمن اللازم الضروري أن يكون رسولها معصوماً عن جميع الخطايا ، بل يلزم أن يكون متّصفاً بالعصمة الكبرى التي سنذكرها ونبيّنها ..
    وقد أفاد شيخنا المفيد (1) : « إنّ نبيّنا والأئمّة (عليهم السلام) من بعده كانوا سالمين من ترك المندوب والمفترَض قبل حال إمامتهم وبعدها ، وأمّا الوصف لهم بالكمال في كلّ أحوالهم ، فإنّ المقطوع به كمالهم في جميع أحوالهم التي كانوا فيها حججاً لله تعالى على خلقه ، وقد جاء الخبر بأنّ رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) والأئمّة من ذرّيته كانوا حججاً لله تعالى منذ أكمل عقولهم إلى أن قبضهم ، ولم يكن لهم قبل أحوال التكليف أحوال نقص وجهل ، وأنّهم يجرون مجرى عيسى ويحيى (عليهما السلام) ، في حصول الكمال لهم مع صغر السنّ وقبل بلوغ الحلم » .
    وقد قامت البراهين ودلّت الأدلّة على مزيّة عصمة النبي الأكرم ونزاهته وسموّ شأنه وجلالته من الكتاب والسنّة والإجماع والعقل ، بما نذكره ونفصّله في مبحث الإمامة ، كما سيأتي إن شاء الله تعالى ، مضافاً إلى ما قدّمناه في بحث عصمة الأنبياء بالأدلّة الثلاثة .
    ونكتفي هنا بذكر الإشارة فقط إلى عصمة نبيّنا الأكرم ، وتأويل ما يوهم خلاف ذلك ممّا عقد له العلاّمة المجلسي باباً في كتابه الشريف (2) ، ذكر فيه للعصمة آيات وأحاديث كثيرة ، نتبرّك بذكر واحدة من كلّ دليل من أدلّتها :
(1) تصحيح إعتقادات الإمامية : (ص129) .
(2) بحار الأنوار : (ج17 ص34 ـ 97 ب15) .



268
    فمن الكتاب :
    قوله عزّ إسمه : ( وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى * إِنْ هُوَ إِلاَّ وَحْىٌ يُوحَى ) (1).
    ومعلوم أنّ الذي لا يكون نطقه عن الهوى والميول الطبيعية لا تكون أفعاله عن الهوى بالأولوية ، خصوصاً مع الحصر الملحوظ في الآية الشريفة .
    ومن الأحاديث :
    ما رواه عمر بن يزيد بيّاع السابري ، عن أبي عبدالله (عليه السلام) قال :
    « قلت لأبي عبدالله (عليه السلام) : قول الله في كتابه : ( لِيَغْفِرَ لَكَ اللهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ ) (2) ?
    قال (عليه السلام) : ما كان له ذنب ولا همّ بذنب ولكنّ الله حمّله ذنوب شيعته ثمّ غفرها له » (3).
    وهذا تصريح وتأكيد بعدم الذنب ولا نيّة الذنب .
    وينبغي ملاحظة دليل العصمة في حديث علي بن محمّد بن الجهم في عيون أخبار الرضا (عليه السلام) المتقدّم (4).
(1) سورة النجم : (الآيتان 3 و4) .
(2) سورة الفتح : (الآية 2) .
(3) بحار الأنوار : (ج17 ص73 ب15 ح1) .
(4) عيون أخبار الرضا (عليه السلام) : (ج1 ص155 ب15 ح1) .



269
    ومن العقل :
    ما يأتي من الأدلّة العقلية العشرة الآتية في مبحث العصمة من الإمامة (1).
    الخامسة : خاتمية الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله وسلم)
    يلزم الإيمان بأنّ رسولنا الأكرم صلوات الله عليه وآله وسلّم خاتم الأنبياء ، كما صرّح به الدليل القطعي :
    1 ـ من الكتاب الكريم :
    قوله تعالى : ( مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَد مِنْ رِجَالِكُمْ وَلَكِنْ رَسُولَ اللهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ ) (2).
    2 ـ من السنّة المتواترة :
    مثل قوله (صلى الله عليه وآله وسلم) في حديث المنزلة ، المتّفق عليه بين الفريقين الذي ورد فيه : « إلاّ أنّه لا نبي بعدي » (3).
    3 ـ أنّ الخاتميّة من ضروريات الدين المبين :
    فقد أصبح من بديهيّات الدين المبين أنّ الرسول الأكرم خاتم النبيّين .
(1) يأتي في ص357 من هذا الكتاب .
(2) سورة الأحزاب : (الآية 40) .
(3) إحقاق الحقّ : (ج4 ص78) ، وغاية المرام : (ص109) في سبعين حديثاً من طرق الخاصّة ومائة حديث من طرق العامّة .



270
    ثمّ إنّه يجب الإيمان أيضاً بأنّ دينه ناسخ لجميع الأديان ، وأنّه مبعوث إلى العرب والعجم ، والإنس والجنّ ، وكذا أوصياؤه المعصومون حجج الله على الخلق أجمعين (1).
    فهو صلوات الله عليه وآله أفضل من جميع النبيّين ، ودينه ناسخ لكلّ دين ..
    والنسخ لغةً هو النقل ، ورفع حكم شرعي بحكم آخر شرعي أيضاً متراخ عنه على وجه لولا الثاني لبقي الأوّل .. ويكشف الناسخ أنّ الحكم المنسوخ كان موقتاً بوقته الخاصّ .
    وقد بيّنت السنّة الشريفة أنّ الشرائع السابقة كانت إلى زمن نبيّنا الأكرم (صلى الله عليه وآله وسلم) ، وأنّ شريعة محمّد لا تنسخ إلى يوم القيامة ، كما تلاحظ ذلك في الحديث التالي :
    ما رواه علي بن الحسن بن فضّال ، عن أبيه ، عن الإمام أبي الحسن الرضا (عليه السلام) قال :
    « إنّما سمّي اُولو العزم اُولي العزم لأنّهم كانوا أصحاب العزائم والشرائع ، وذلك أنّ كلّ نبيّ كان بعد نوح (عليه السلام) كان على شريعته ومنهاجه وتابعاً لكتابه إلى زمن إبراهيم الخليل ، وكلّ نبي كان في أيّام إبراهيم وبعده كان على شريعة إبراهيم ومنهاجه وتابعاً لكتابه إلى زمن موسى ، وكلّ نبيّ كان في زمن موسى وبعده كان على شريعة موسى ومنهاجه وتابعاً لكتابه إلى أيّام عيسى ، وكلّ نبي كان في أيّام عيسى وبعده كان على منهاج عيسى وشريعته وتابعاً لكتابه إلى زمن نبيّنا محمّد (صلى الله عليه وآله) .
(1) حقّ اليقين : (ج1 ص133) .