341
غاية المرام (1).
    فمن طرق الخاصّة ، مثل حديث ابن بابويه بسنده إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) : عن علي (عليه السلام) قال :
    « دخلت على رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) في بيت اُمّ سلمة وقد نزلت عليه هذه الآية : ( إِنَّمَا يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمْ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً ) ، فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) : ياعلي ! هذه الآية فيك وفي سبطيّ والأئمّة من ولدك فقلت : يارسول الله ! وكم الأئمّة بعدك ؟ قال : أنت ياعلي ، ثمّ الحسن والحسين ، وبعد الحسين علي إبنه ، وبعد علي محمّد إبنه ، وبعد محمّد جعفر إبنه ، وبعد جعفر موسى إبنه ، وبعد موسى علي إبنه ، وبعد علي محمّد إبنه ، وبعد محمّد علي إبنه ، وبعد علي الحسن إبنه ، والحجّة من ولد الحسن هكذا أسماؤهم مكتوبة على ساق العرش فسألت الله تعالى عن ذلك فقال : يامحمّد ! هذه الأئمّة بعدك مطهّرون معصومون وأعداؤهم ملعونون » (2).
    ومن طريق العامّة ، مثل حديث البخاري بسنده عن عائشة :
    قالت عائشة : خرج النبي (صلى الله عليه وآله) غداة غد وعليه مَرَط مرجّل من شعر أسود فجاء الحسن بن علي فأدخله ثمّ جاء الحسين فدخل معه ثمّ جاءت فاطمة فأدخلها ثمّ جاء علي فأدخله ثمّ قال :
    ( إِنَّمَا يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمْ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً ) (3).
    مضافاً إلى بيان شأن نزولها في حديث الكساء الشريف المتّصل بسند صحيح
(1) غاية المرام : (ص287 ـ 300 ب1 و2) .
(2) غاية المرام : (288 ب1 ح11 و ص293 ب2 ح6) .
(3) سورة الأحزاب : (الآية33) .



342
إلى جابر بن عبدالله الأنصاري ، كما تلاحظ السند في الإحقاق والعوالم (1).
    وقد أفادت هذه الآية المباركة ، إرادة الله تعالى الذي إذا أراد شيئاً فإنّما يقول له كن فيكون ، بالإرادة التكوينية التي لا يتخلّف مراده عنه ، إذهاب الرجس عنهم (عليهم السلام) أي مطلق الرجس : القذارات والمآثم والأعمال القبيحة والاُمور الشيطانية والشكّ والأخلاق الذميمة بتصريح أهل اللغة في معنى الرجس .
    مع تفسيره في القاموس بكلّ ما استقذر من العمل (2).
    وتفسيره في العين بكلّ قَذَر (3)..
    ومعلوم أنّ دفع جنس الرجس يكون بدفع جميع أفراده .
    خصوصاً مع التصريح بعد دفع الرجس بالطهارة في نفس الآية بقوله : ( َيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً )فهذه الجملة تفيد دفع جميع الأرجاس عنهم .. وذلك ضرورة عدم حصول التطهير بدفع بعض الأقذار دون بعض .
    فيلزم أن يكون الذاهب جميع الأرجاس خصوصاً مع التأكيد بعد « يطهّركم » بقوله : ( تَطْهِيراً ) والتطهير هو التنزّه والخلوص عن لوث جميع الأرجاس والأنجاس والمعاصي والخبائث وغيرها من المعايب والنقائص الظاهرية والباطنية ، كما أفاده في المشكاة (4).
    وخصوصاً مع الإتيان بصيغة المضارع التي تفيد الإستمرارية في عدم الرجس ووجود التطهير في جميع مدّة حياتهم .
(1) إحقاق الحقّ : (ج2 ص554) ، والعوالم : (ج11 القسم الثاني ص930) .
(2) القاموس المحيط : (ج2 ص219) .
(3) ترتيب كتاب العين : (ج1 ص657) .
(4) مشكاة الأنوار : (ص150) .



343
    فتكون هذه الآية الشريفة صريحة في عصمتهم العظمى ، كما بيّنه في مصباح الهداية (1).
    علماً بأنّ إذهاب الرجس عنهم (عليهم السلام) إنّما هو بمعنى دفعه والنزاهة عن وجوده لا بمعنى رفعه بعد وجوده وذلك لما يلي :
    أوّلا : إنّ المناسب مع غاية التطهير المستفادة من « ويطهّركم تطهيراً » هي النزاهة عن الرجس أساساً ، لا وجوده ثمّ رفعه بعداً .. وهذه قرينة داخلية .
    ثانياً : إنّ الثابت بالأدلّة العقلية ، والنصوص المتواترة النقلية هي عصمتهم من أوّل عمرهم وقد ثبت من طريق الفريقين أنّ الملكين حافظي علي (عليه السلام)ليفتخران على سائر الملائكة بأنّهما لم يصعدا إلى الله تعالى قطّ بشيء يسخطه (2)وهذه قرينة خارجية .
    ثالثاً : إنّ باب الإفعال بل خصوص الإذهاب جاء لغة وشرعاً بمعنى الدفع كقولهم : « أذهب الله عنك كلّ مرض وسقم » أي صرفه عنك .. لا بمعنى ذهاب الأمراض والأسقام بعد وجودها فيك .
    والإستعمالات الشرعية للإذهاب بهذا المعنى في أحاديث الفريقين كثيرة وشايعة كما في مثل :
    1 ـ قوله (صلى الله عليه وآله) :
    « من أطعم أخاه حلاوةً أذهب الله عنه مرارة الموت » .
    2 ـ قول أمير المؤمنين (عليه السلام) :
(1) مصباح الهداية : (ص172) .
(2) معالم الزلفى : (ص32 ب43 الأحاديث من الخاصّة) ، وإحقاق الحقّ : (ج6 ص97 الأحاديث من العامّة) .



344
    « من بدأ بالملح أذهب الله عنه سبعين داءاً ما يعلم العباد ما هو » .
    3 ـ حديث الإمام الكاظم (عليه السلام) :
    « إذا أصبحت فتصدّق بصدقة تُذهب عنك نحس ذلك اليوم ، وإذا أمسيت فتصدّق بصدقة تُذهب عنك نحس تلك الليلة » .
    .. إلى غير ذلك من الشواهد التي أحصاها بمصادرها كتاب آية التطهير (1).
    ولنعم ما أفاده شيخنا المفيد (قدس سره) بقوله : « وليس يقتضي الإذهاب للرجس وجوده من قبل .. والإذهاب عبارة عن الصرف ، وقد يُصرف عن الإنسان ما لم يعتره كما يصرف عنه ما اعتراه .. ألا ترى أنّه يقال في الدعاء : « صَرَف الله عنك السوء » ، فيُقصد إلى المسألة منه تعالى عصمته من السوء ، دون أن يُراد بذلك الخبر عن سوء به » .
    كما وأنّ التطهير أيضاً إنّما هو بمعنى الإبعاد والنزاهة عن الرجس لا الطهارة بعد النجاسة كما يشهد به نفس الإستعمال القرآني في مثل قوله تعالى : ( رَسُولٌ مِنْ اللهِ يَتْلُوا صُحُفاً مُطَهَّرَةً ) (2)، وقوله تعالى : ( لَهُمْ فِيهَا أَزْوَاجٌ مُطَهَّرَةٌ ) (3).
    وقد جاء التصريح بهذا المعنى في اللغة أيضاً كما تلاحظه في مثل العين (4) والقاموس (5).
    ثمّ إنّ هذه الآية الشريفة صريحة في إختصاصها بالأنوار الخمسة الطيّبة ،
(1) آية التطهير للسيّد الأبطحي : (ص60) .
(2) سورة البيّنة : (الآية 2) .
(3) سورة النساء : (الآية 57) .
(4) ترتيب كتاب العين : (ج2 ص1097) .
(5) القاموس المحيط : (ج2 ص79) .



345
كما هو مقتضى حاصريّة كلمة « إنّما » ، وإختصاصية أهل البيت مضافاً إلى شأن نزولها فيهم باتّفاق الاُمّة وبإجماع المفسّرين .
    فهي مختصّة بهم صلوات الله عليهم ، كما اعترف به أبو سعيد الخدري ، وأنس بن مالك ، وواثلة بن الأسقع ، وعائشة ، واُمّ سلمة ، كما في مجمع البيان (1).
    ثمّ تجري هذه الآية الشريفة في الأئمّة الطاهرين الإثني عشر ، كما صرّحت به أحاديث تفسيره التي تلاحظها من الفريقين في غاية المرام (2) ، وتلاحظ إحصاءها عن الطرفين في كتاب آية التطهير (3).
    مثل حديث الصدوق بإسناده عن عبدالرحمن بن كثير قال : قلت لأبي عبدالله (عليه السلام) : ما عنى الله بقوله : ( إِنَّمَا يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمْ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً ) (4) ؟
    قال :
    « نزلت في النبي ( (صلى الله عليه وآله وسلم) ) وأمير المؤمنين والحسن والحسين وفاطمة (عليهم السلام) ، فلمّا قبض الله عزّوجلّ نبيّه (صلى الله عليه وآله) كان أمير المؤمنين إماماً ثمّ الحسن ثمّ الحسين ثمّ وقع تأويل هذه الآية ( وَأُوْلُوا الاَْرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْض فِي كِتَابِ اللهِ ) (5) وكان علي بن الحسين (عليه السلام) إماماً ثمّ جرت في الأئمّة من ولد الأوصياء (عليهم السلام) فطاعتهم طاعة الله
(1) مجمع البيان : (ج8 ص358) .
(2) غاية المرام : (ص293) .
(3) آية التطهير : (ج2 ص251 ـ 276) .
(4) سورة الأحزاب : (الآية 33) .
(5) سورة الأنفال : (الآية 75) ، وسورة الأحزاب : (الآية 6) .



346
ومعصيتهم معصية الله عزّوجلّ » (1).
    كما فسّر الأهل بالأئمّة (عليهم السلام) في حديث الإمام الصادق (عليه السلام) في معاني الأخبار (2).
    وعليه فأهل البيت في آية التطهير هم الخمسة الطيّبة النازلة فيهم الآية ثمّ أولادهم المعصومون ، وقد نصبت على الإختصاص .
    ولا تجري في غيرهم كالزوجات .. بل لا يمكن أن تجري في الزوجات ، وذلك لما يلي :
    1 ـ لكلمة « إنّما » في صدر الآية التي تفيد الإختصاص ، ونفي الحكم عمّن عدا من تعلّقت الآية به ، كما أفاده السيّد المرتضى في الذخيرة (3).
    2 ـ لعدول السياق عن خطاب الجمع المؤنث للزوجات إلى خطاب الجمع المذكر لأهل البيت ، ثمّ العود إلى الجمع المؤنث للزوجات أيضاً ، ممّا يفيد أنّ المخاطب مختلف في الخطابين كما أفاده الشيخ الطوسي في التبيان (4).
    3 ـ لتغيير اُسلوب الكلام في الآيات المتقاربة وتبدّل لحن الخطاب والفرق بين آيات الزوجات وبين آية أهل البيت .. فمخاطبة الزوجات مشوبة بالتهديد والتأنيب ، بينما مخاطبة أهل البيت مُحلاّة بالتلطّف والتكريم ، فهذه دقيقة تفيد أنّ أهل البيت في محلّ والزوجات في محلّ آخر ، كما أفاده السيّد القاضي نور الله
(1) غاية المرام : (ص293 ب2 ح7) .
(2) معاني الأخبار : (ص94 ح3) .
(3) الذخيرة : (ص479) .
(4) تفسير التبيان : (ج8 ص340) .



347
في إحقاق الحقّ (1).
    4 ـ لتنصيص النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله) حين نزول الآية على خروج الزوجات في أحاديث الخاصّة بل العامّة أيضاً كما في مسند أحمد بن حنبل (2)، وتفسير الطبري (3)، وقد نقل في تفسير الطبري أحاديث العامّة باختصاص الآية بالخمسة الطيّبة في خمسة عشر طريقاً .
    5 ـ لأنّ نفس الرسول الأعظم فسّر العترة بأهل البيت في حديث الثقلين المتواتر بين الفريقين الذي تقدّم مع مصادره .
    فقال : « عترتي أهل بيتي » ، ولم يجعل العترة بعض أهل البيت فيقول : عترتي من أهل بيتي ، ولو كان أهل البيت أعمّ من العترة لكان يلزم التبعيض ، فيكون أهل البيت بياناً وتفسيراً للعترة ومبيّناً لتمام معناه ، ومعلوم أنّ العترة منحصرة في آل الرسول دون زوجاته .
    6 ـ لعدم ثبوت عصمة الزوجات ، بل ثبوت عصيان عائشة وحفصة ببيان نفس القرآن الكريم الذي بيّن مخالفتهما للنبي الأكرم (صلى الله عليه وآله وسلم) في قوله تعالى : ( إِنْ تَتُوبَا إِلَى اللهِ فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا وَإِنْ تَظَاهَرَا عَلَيْهِ فَإِنَّ اللهَ هُوَ مَوْلاَهُ وَجِبْرِيلُ وَصَالِحُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمَلاَئِكَةُ بَعْدَ ذَلِكَ ظَهِيرٌ ) (4).
    حيث بيّنت الآية الشريفة أنّهما صغت قلوبهما أي زاغت ومالت إلى الإثم ، وتظاهرا على النبي وتعاونا عليه بالإيذاء له .. كما اعترف بنزول الآية فيهما أكابر
(1) إحقاق الحقّ : (ج2 ص566) .
(2) مسند أحمد بن حنبل : (ج1 ص331) .
(3) تفسير الطبري : (ج2 ص5) .
(4) سورة التحريم : (الآية 4) .



348
العامّة في أحاديثهم المتظافرة الواردة في صحيح البخاري (1) ، وصحيح مسلم (2) ، وسنن الترمذي (3) ، ومسند أحمد بن حنبل (4) ، وتفسير الطبري (5) ، والطبقات الكبرى لابن سعد (6) ، وكنز العمّال للمتّقي الهندي (7) ، وسنن النسائي (8) ، وسنن البيهقي (9) ، وسنن الدارقطني (10) ، كما تلاحظ تفصيل الآيات والأسناد المتعلّقة بذلك في السبعة من السلف للسيّد الفيروزآبادي (قدس سره) (11).
    فلا يمكن أن تشمل آية التطهير عائشة وحفصة للزوم التهافت في كتاب الله الذي لا يأتيه الباطل من بينه ولا من خلفه وحاشاه عن ذلك .
    وما ظنّك بحكم مَن صدر منها إيذاء رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ؟ هل تكون معصومة ؟ وهل تكون من أصحاب آية التطهير ؟ أم تندرج تحت قوله تعالى : ( وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ رَسُولَ اللهِ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ) (12).
    وعليه فآية التطهير المباركة دالّة بالصراحة على عصمة أهل البيت خاصّة ..
(1) صحيح البخاري : (ج6 ص377 كتاب التفسير ب2 ح4913) .
(2) صحيح مسلم : (كتاب الرضاع باب الإيلاء) .
(3) سنن الترمذي : (ج2 ص231) .
(4) مسند أحمد بن حنبل : (ج1 ص33) .
(5) تفسير الطبري : (ج28 ص104) .
(6) الطبقات الكبرى : (ج8 ص138) .
(7) كنز العمّال : (ج1 ص209) .
(8) سنن النسائي : (ج2 ص140) .
(9) سنن البيهقي : (ج7 ص353) .
(10) سنن الدارقطني : (كتاب الطلاق ص442) .
(11) كتاب السبعة من السلف : (ص135) .
(12) سورة التوبة : (الآية 61) .



349
    مضافاً إلى ما تقدّم من دلالتها بالإلتزام على إمامة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام) لأنّه ذكر الخلافة لنفسه وصدّقته فاطمة الزهراء والحسنان ، وهم معصومون ولا يكونون كاذبين أبداً ; لأنّ الكذب من الرجس الذي أذهبه الله تعالى عنهم وطهّرهم تطهيراً ، فيصدق قولهم في إمامة أمير المؤمنين (عليه السلام) ، كما أفاده السيّد شرف الدين (قدس سره) في الكلمة الغرّاء (1).
    هذا من الإستدلال القرآني لعصمة أهل البيت (عليهم السلام) مضافاً إلى الآيات الاُخرى التي تستفاد منها العصمة بالملازمة كآية الإطاعة والكون مع الصادقين ; فإنّ الأمر بإطاعة اُولي الأمر يلازم عصمة المطاع ، كما وأنّ الأمر بالكون مع الصادقين ملازم لعصمة المتَّبع وإلاّ كان إغراء بإطاعة ومتابعة العاصي وهو قبيح .
    دليل السنّة :
    وأمّا دليل السنّة على عصمة أهل البيت (عليهم السلام) ، فمئات الأحاديث ومستفيض الآثار ومتواتر الأخبار التي تدلّ على عصمتهم وطهارتهم ونزاهتهم ، ممّا تلاحظها في مثل اُصول الكافي (2) ، وتفسير البرهان (3) ، وبحار الأنوار (4) ، وغاية المرام (5) ، وأبواب فضائل الرسول والآل الطاهرين التي هي غنيّة بأحاديث العصمة والطهارة ، وموجبة لحصول القطع واليقين بعصمة الهداة الطاهرين الأئمّة
(1) الكلمة الغراء : (ص217) .
(2) اُصول الكافي : (ج1 ص202) .
(3) تفسير البرهان : (ج2 ص843) .
(4) بحار الأنوار : (ج25 ص191 ب5 الأحاديث ، وج35 ص206 ب5 الأحاديث ، وج38 ص62 ب59 الأحاديث) .
(5) غاية المرام : (ص287 ـ 300) .



350
الإثنى عشر ، والصدّيقة الزهراء اُمّ الأئمّة الغرر ، وسيّدهم رسول الله النبي الأكبر (صلى الله عليه وآله) .
    ونحن نتبرّك بذكر حديث واحد إختصاراً ، وهو ما رواه الفريقان بأسانيدهما المتّصلة عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أنّه قال :
    « أنا وعلي والحسن والحسين وتسعة من ولد الحسين مطهَّرون معصومون » (1).
    .. إلى غير ذلك من الأحاديث التي جاء فيها تصريح الرسول الأعظم بعصمة الأئمّة الإثني عشر التي تلاحظها في المصادر المتقدّمة والتي رواها جمع من الصحابة فيهم عبدالله بن عبّاس ، وأبو ذرّ الغفاري ، وعمّار بن ياسر ، وجابر بن عبدالله الأنصاري ، واُمّ سلمة ، وأبو سعيد الخدري ، وزيد بن أرقم ، وأبو أيّوب الأنصاري ، وسعد بن مالك ، وأنس بن مالك ، وواثلة بن الأسقع ، وعمران بن حصين ..
    كما وأنّ عصمة سيّدة النساء فاطمة الزهراء (عليها السلام) أيضاً ثابتة بالكتاب والسنّة مضافاً إلى دليل الإجماع والعقل الآتيين والدالّين على عصمة أهل البيت جميعاً (عليهم السلام) نذكرهما ثمّ نستمرّ في الإستدلال :
(1) جاء في إكمال الدين وعيون أخبار الرضا (عليه السلام) ورواه عنهما في البحار : (ج25 ص201 ب5 في عصمة الأئمّة (عليهم السلام) ح13) ، وذكره في إحقاق الحقّ : (ج13 ص60) نقلا عن الحمويني في فرائد السمطين ، والقندوزي في ينابيع المودّة ، والهمداني في مودّة القربى .. ونحوه في الإحقاق : (ج20 ص530) عن المردي الحنفي في « آل محمّد » .