381
تعالى يعيد عند ظهور إمام الزمان المهدي (عليه السلام) قوماً ممّن كان قد تقدّم موته من شيعته ، ليفوزوا بثواب نصرته ومعونته ومشاهدة دولته ويعيد أيضاً قوماً من أعدائه لينتقم منهم ، فيلتذّوا بما يشاهدون من ظهور الحقّ وعلوّ كلمة أهله » (1).
    وقال العلاّمة المجلسي : « الإعتقاد بالرجعة واجب وهو من الإعتقادات الخاصّة بالشيعة وثبوتها من الأئمّة الطاهرين (عليهم السلام) مشهور بين الشيعة والسنّة » (2).
    وقال السيّد الشبّر : « إنّ ثبوت الرجعة ممّا إجتمعت عليه الشيعة الحقّة والفرقة المحقّة ، بل هي من ضروريات مذهبهم » (3).
    هذا ، وقد ثبتت الرجعة بالأدلّة القطعيّة والبراهين البيّنة من الكتاب العزيز والسنّة المتواترة والإجماع المحقّق .
    فلا يُصغى إلى ما زعمه ابن الأثير في النهاية (4)، وتبعه ابن منظور في اللسان (5)، من نسبة الرجعة إلى قوم من عرب الجاهلية وفرقة من اُولي البدع والأهواء .
    وزوّر الإستدلال لدعواه بقوله تعالى : ( حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَهُمْ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِي * لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحاً ) (6).
    ويردّه أنّ الرجعة لم تكن في عرب الجاهلية ولم يقل بها أهل الأهواء والبدع ، بل هي قول الطائفة الحقّة ومستندة إلى الأدلّة .
(1) كتاب الرسائل للسيّد المرتضى : (ج1 ص125) .
(2) كتاب الإعتقادات للمجلسي : (ص40) .
(3) حقّ اليقين : (ج2 ص2) .
(4) النهاية لابن الأثير : (ج2 ص202) .
(5) لسان العرب : (ج8 ص114) .
(6) سورة المؤمنون : (الآيتان 99 و100) .



382
    وأمّا هذه الآية الشريفة فهي تحكي قول الكفّار المكذّبين بالبعث حين موتهم وعندما يشرفون على الموت ، كما جاء في التفسير ، وفسّره بهذا من العامّة ابن جريح .
    كما فسّرت أيضاً في أحاديثنا الشريفة بمانع الزكاة حين موته .
    وتلاحظ بيانه في مجمع البيان (1)، ممّا يستفاد منه أنّ الرجعة الواردة في هذه الآية الشريفة هي تمنّي رجعة الكافر والفاسق ، لا رجعة المؤمن إلى الدنيا في الدولة المحقّة التي وعدها الله سبحانه بقوله : ( .. لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ ) (2).
    وفيما يلي نذكر الأدلّة الثلاثة : الكتاب والسنّة والإجماع لإثبات الرجعة بالبيان التالي ، بل يمكن إثباتها بالحكم العقلي أيضاً بالتقرير الآتي في هذه الأدلّة ثمّ الحكومة العقلية :
    1 ـ دليل الكتاب :
    دلّ الكتاب الكريم في آيات عديدة على الرجعة ، ومنها :
    1 ـ قوله تعالى : ( وَيَوْمَ نَحْشُرُ مِنْ كُلِّ أُمَّة فَوْجاً مِمَّنْ يُكَذِّبُ بِآيَاتِنَا فَهُمْ يُوزَعُونَ ) (3).
    حيث دلّت الآية على أنّ الحشر خاصّ ببعض دون بعض وهو غير الحشر الأكبر يوم القيامة الذي هو عام للجميع حيث قال الله تعالى فيه : ( وَحَشَرْنَاهُمْ فَلَمْ
(1) مجمع البيان : (ج7 ص117) .
(2) سورة التوبة : (الآية 33) ، وسورة الصفّ : (الآية 9) .
(3) سورة النمل : (الآية 83) .



383
نُغَادِرْ مِنْهُمْ أَحَداً ) (1).
    2 ـ قوله تعالى : ( وَعَدَ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الاَْرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمْ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لاَ يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ ) (2) ، وقد فُسّرت هذه الآية في أحاديث كثيرة بالرجعة الحقّة بل هي ظاهرة فيها .
    3 ـ قوله تعالى : ( وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الاَْرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ ) (3).
    فقد فُسّرت في الأخبار الآتية بالرجعة بل لا مصداق كامل تامّ لها سوى الرجعة .
    4 ـ قوله تعالى : ( رَبَّنَا أَمَتَّنَا اثْنَتَيْنِ وَأَحْيَيْتَنَا اثْنَتَيْنِ ) (4).
    فقد وردت الأحاديث في تفسير إحدى الحياتين والموتين ، بالحياة والموت في الرجعة ، بل لا تنطبق الموتتان لشخص واحد إلاّ مع الرجعة .
    5 ـ قوله تعالى : ( وَإِذَا وَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ أَخْرَجْنَا لَهُمْ دَابَّةً مِنْ الاَْرْضِ تُكَلِّمُهُمْ أَنَّ النَّاسَ كَانُوا بِآيَاتِنَا لاَ يُوقِنُونَ ) (5).
    وقد تظافر النقل في أخبارنا بتفسيرها بمورد رجعتهم سلام الله عليهم في
(1) سورة الكهف : (الآية 47) .
(2) سورة النور : (الآية 55) .
(3) سورة القصص : (الآية 5) .
(4) سورة غافر : (الآية 11) .
(5) سورة النمل : (الآية 82) .



384
هذه الدنيا .
    .. إلى غير ذلك من الآيات الشريفة التي فسّرت بالرجعة وتلاحظها بالتفصيل في كتاب الإيقاظ من الهجعة للمحدّث الحرّ العاملي (قدس سره) .
    2 ـ دليل السنّة :
    أفاد شيخ الإسلام المجلسي (قدس سره) (1) أنّه تواترت أحاديث الرجعة بما يقرب من مائتي حديث صريح رواه نيف وأربعون من الثقات العظام وكبار العلماء الأعلام في أزيد من خمسين كتاباً من تصانيفهم مثل : سليم بن قيس الهلالي ، والحسن بن محبوب ، والفضل بن شاذان ، ومحمّد بن الحسن الصفّار ، وسعد بن عبدالله الأشعري ، وشاذان بن جبرئيل ، وعلي بن إبراهيم القمّي ، وفرات بن إبراهيم الكوفي ، ومحمّد بن مسعود العياشي ، وثقة الإسلام الكليني ، والشيخ الصدوق محمّد بن بابويه ، والشيخ ابن قولويه ، والشيخ المفيد ، والسيّد المرتضى ، والشيخ الطوسي ، والشيخ النعماني ، وإبراهيم بن محمّد الثقفي ، والشيخ الكراجكي ، والسيّد ابن طاووس ، والشيخ الطبرسي ، والعلاّمة الحلّي ، والقطب الراوندي ، والشيخ ابن شهر آشوب المازندراني ، والشهيد الأوّل ، وغيرهم من الأعاظم .
    بل صُنّفت الكتب الخاصّة في إثباتها لعظماء الأصحاب وأكابر المحدّثين الأطياب ممّن ليس في جلالتهم شكّ ولا إرتياب .
    بحيث قال العلاّمة المجلسي : « وظنّي أنّ من يشكّ في أمثالها فهو شاكّ في
(1) بحار الأنوار : (ج53 ص122) .


385
أئمّة الدين » (1).
    هذا والأحاديث الشريفة في المقام كثيرة وفيرة تلاحظ احصاءها مجموعةً في البحار منها :
    1 ـ حديث محمّد بن مسلم قال : سمعت حمران بن أعين وأبا الخطاب يحدّثان جميعاً قبل أن يُحدث أبو الخطّاب ما أحدث أنّهما سمعا أبا عبدالله (عليه السلام)يقول :
    « أوّل من تنشقّ الأرض عنه ويرجع إلى الدنيا ، الحسين بن علي (عليه السلام)وإنّ الرجعة ليست بعامّة ، وهي خاصّة لا يرجع إلاّ من محض الإيمان محضاً أو محض الشرك محضاً » (2).
    2 ـ حديث أبي بصير قال : قال لي أبو جعفر [ الباقر ] (عليه السلام) :
    « ينكر أهل العراق الرجعة ؟ قلت : نعم ، قال : أما يقرؤون القرآن : ( وَيَوْمَ نَحْشُرُ مِنْ كُلِّ أُمَّة فَوْجاً ) (3) » (4).
    3 ـ حديث سليمان الديلمي قال : سألت أبا عبدالله (عليه السلام) عن قول الله عزّوجلّ : ( إِذْ جَعَلَ فِيكُمْ أَنْبِيَاءَ وَجَعَلَكُمْ مُلُوكاً ) (5) ؟ فقال :
    « الأنبياء رسول الله وإبراهيم وإسماعيل وذرّيته ، والملوك الأئمّة (عليهم السلام) ... قال : فقلت : وأي مُلك اُعطيتم ؟ فقال : ملك الجنّة وملك
(1) بحار الأنوار : (ج53 ص123) .
(2) بحار الأنوار : (ج53 ص39 ب29 ح1) .
(3) سورة النمل : (الآية 83) .
(4) بحار الأنوار : (ج53 ص40 ب29 ح6) .
(5) سورة المائدة : (الآية 20) .



386
الكرّة » (1).
    4 ـ حديث يونس بن ظبيان ، عن أبي عبدالله (عليه السلام) قال :
    « إنّ الذي يلي حساب الناس قبل يوم القيامة الحسين بن علي (عليهما السلام) ، فأمّا يوم القيامة فإنّما هو بعث إلى الجنّة وبعث إلى النار » (2).
    5 ـ حديث حمران ، عن أبي جعفر [ الباقر ] (عليه السلام) قال :
    « إنّ أوّل من يرجع لجاركم الحسين (عليه السلام) فيملك حتّى تقع حاجباه على عينيه من الكِبَر » (3).
    6 ـ حديث تفسير علي بن إبراهيم : ( وَإِنْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ إِلاَّ لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكُونُ عَلَيْهِمْ شَهِيداً ) (4) فإنّه روى أنّ رسول الله (صلى الله عليه وآله) إذا رجع آمن به الناس كلّهم .
    قال : وحدّثني أبي ، عن القاسم بن محمّد ، عن سليمان بن داود المنقري ، عن أبي حمزة ، عن شهر بن حوشب قال : قال لي الحجّاج : ياشهر ! آية في كتاب الله قد أعيتني ، فقلت : أيّها الأمير ! أيّة آية هي ؟ فقال : قوله : ( وَإِنْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ إِلاَّ لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ ) والله لأنّي لآمر باليهودي والنصراني فتضرب عنقه ، ثمّ أرمقه بعيني فما أراه يحرّك شفتيه حتّى يحمل ، فقلت : أصلح الله الأمير ! ليس على ما تأوّلت ، قال : كيف هو ؟ قلت : إنّ عيسى ينزل قبل يوم القيامة إلى الدنيا فلا يبقى أهل ملّة يهودي ولا غيره إلاّ آمن به قبل موته ، ويصلّي
(1) بحار الأنوار : (ج53 ص45 ب29 ح18) .
(2) بحار الأنوار : (ج53 ص43 ب29 ح13) .
(3) بحار الأنوار : (ج53 ص43 ب29 ح14) .
(4) سورة النساء : (الآية 159) .



387
خلف المهدي . قال : ويحك ! أنّى لك هذا ؟ ومن أين جئت به ؟ فقلت : حدّثني به محمّد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب (عليهم السلام) ، فقال : جئت والله بها من عين صافية (1).
    7 ـ حديث معاوية بن عمّار قال : قلت لأبي عبدالله (عليه السلام) : قول الله : ( فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكاً ) (2) ؟ قال :
    « هي والله للنُصّاب ، قال : جعلت فداك ! قد رأيناهم دهرهم الأطول في كفاية حتّى ماتوا ؟ قال : ذاك والله في الرجعة ، يأكلون العذرة » (3).
    8 ـ حديث الحسن بن الجهم ، قال : قال المأمون للرضا (عليه السلام) : ياأبا الحسن ! ما تقول في الرجعة ؟
    فقال (عليه السلام) :
    « إنّها الحقّ ، قد كانت في الاُمم السالفة ونطق بها القرآن (4)، وقد قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) : يكون في هذه الاُمّة كلّ ما كان في الاُمم السالفة حذو النعل بالنعل ، والقذّة بالقذّة ، وقال (صلى الله عليه وآله) : إذا خرج المهدي من ولدي نزل عيسى بن مريم (عليهما السلام) فصلّى خلفه ، وقال (صلى الله عليه وآله) : إنّ الإسلام بدأ غريباً وسيعود غريباً فطوبى للغرباء ، قيل : يارسول الله ثمّ ماذا
(1) بحار الأنوار : (ج53 ص50 ب29 ح24) .
(2) سورة طه : (الآية 124) .
(3) بحار الأنوار : (ج53 ص51 ب29 ح28) .
(4) كما تلاحظه فيما اقتصّه الله تعالى في سورة البقرة : (الآيتان 55 و56) من خبر قوم موسى (عليه السلام) : ( فَأَخَذَتْكُمْ الصَّاعِقَةُ وَأَنْتُمْ تَنظُرُونَ * ثُمَّ بَعَثْنَاكُمْ مِنْ بَعْدِ مَوْتِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ) .



388
يكون ؟ قال : ثمّ يرجع الحقّ إلى أهله ... » (1).
    9 ـ ما جاء في الزيارة الجامعة المباركة التي رواها الشيخ الصدوق بسنده المعتبر عن موسى بن عبدالله النخعي ، عن أبي الحسن الثالث الإمام الهادي (عليه السلام) :
    « وجعلني ممّن يقتصّ آثاركم ، ويسلك سبيلكم ، ويهتدي بهداكم ، ويحشر في زمرتكم ، ويكرّ في رجعتكم ، ويملّك في دولتكم ، ويشرّف في عافيتكم ، ويمكّن في أيّامكم ، وتقرّ عينه غداً برؤيتكم » .
    وفي زيارة الوداع :
    « ومكّنني في دولتكم وأحياني في رجعتكم » (2).
    10 ـ حديث أحمد بن عقبة ، عن أبيه ، عن أبي عبدالله (عليه السلام) ، سئل عن الرجعة أحقّ هي ؟ قال :
    « نعم ، فقيل له : من أوّل من يخرج ؟ قال : الحسين (عليه السلام) يخرج على أثر القائم (عليه السلام) ، قلت : ومعه الناس كلّهم ؟ قال : لا بل كما ذكر الله تعالى في كتابه : ( يَوْمَ يُنفَخُ فِي الصُّورِ فَتَأْتُونَ أَفْوَاجاً ) (3) قوم بعد قوم » .
    وعنه (عليه السلام) :
    « ويقبل الحسين (عليه السلام) في أصحابه الذين قتلوا معه ، ومعه سبعون نبيّاً كما بعثوا مع موسى بن عمران ، فيدفع إليه القائم (عليه السلام) الخاتم ، فيكون الحسين (عليه السلام) هو الذي يلي غسله وكفنه وحنوطه ، ويواريه في
(1) بحار الأنوار : (ج53 ص59 ب29 ح45) .
(2) بحار الأنوار : (ج53 ص92 ب29 ح99) .
(3) سورة النبأ : (الآية 18) .



389
حفرته » (1).
    .. إلى غير ذلك من الأحاديث الشريفة الفائقة على حدّ التواتر ، والموجبة للقطع واليقين بذلك الرجوع الزاهر ، فيلزم الإعتقاد به ، والتديّن بحقّانيته .
    وقد ورد في زيارة صاحب الأمر أرواحنا فداه : « اللهمّ إنّي أدين لك بالرجعة بين يدي صاحب هذه البقعة » (2).
    3 ـ دليل الإجماع :
    قد تظافر نقل الإجماع من الإماميّة الحقّة على الرجعة بل صُرّح بكونها من ضروريات مذهبهم كما تلاحظه فيما أفاده الأعلام العظام .
    فقد أفاد الشيخ المفيد : « قد قالت الإماميّة إنّ الله تعالى ينجز الوعد بالنصر للأولياء قبل الآخرة عند قيام القائم ، والكرّة التي وعد بها المؤمنين » (3).
    وقال السيّد المرتضى في المسائل الرازيّة : « اعلم أنّ الذي تذهب الشيعة الإمامية إليه أنّ الله تعالى يعيد عند ظهور إمام الزمان المهدي (عليه السلام) قوماً ممّن كان قد تقدّم موته من شيعته ليفوزوا بثواب نصرته ومعونته ومشاهدة دولته .. » (4).
    وقال أمين الإسلام الطبرسي في مجمع البيان : « المعوّل في ذلك ـ الرجعة ـ على إجماع الشيعة الإماميّة » (5).
    وقال العلاّمة المجلسي : « أجمعت الشيعة عليها ـ الرجعة ـ في جميع
(1) بحار الأنوار : (ج53 ص103 ب29 ح130) .
(2) مفاتيح الجنان المعرّب : (ص529) .
(3) المسائل العكبرية : (ص74) .
(4) المسائل الرازيّة : (ج1 ص125) .
(5) مجمع البيان : (ج7 ص235) .



390
الأعصار وإشتهرت بينهم كالشمس في رابعة النهار » (1).
    وقال المحدّث الحرّ العاملي : « الرجعة من ضروريات مذهب الإمامية عند جميع العلماء المعروفين والمصنّفين المشهورين » (2).
    وقال السيّد الشبّر : « إنّ أصل الرجعة حقّ لا ريب فيه ولا شبهة تعتريه ، ومنكرها خارج عن ربقة المؤمنين ; فإنّها من ضروريات مذهب الأئمّة الطاهرين » (3).
    فالأدلّة الثلاثة المعتبرة إذاً متطابقة ، والأقوال متوافقة ، والآراء متّفقة على كون الرجعة من العقائد الحقّة والوقائع الصادقة .
    هذا ، مضافاً إلى إمكان الرجعة عقلا لوقوعها في الاُمم سابقاً ، والوقوع دليل الإمكان ..
    ولا شكّ أنّ من المحاسن العقليّة تَحقّق حكومة العدل الإلهي والدولة الكريمة وإنتشار الدين في رجعة الأئمّة المعصومين مع إحياء الصفوة الذين تقرّ عيونهم بها ، والطائفة من الكافرين الذين ترغم اُنوفهم بمشاهدتها ، وهو من إستمرار العدل ومحو الظلم الذي يحكم العقل بحسنه ..
    والرجعة تحقّق هذا المعنى فتكون مورداً للحسن العقلي مضافاً إلى الإمكان الوقوعي ..
    أنعم الله تعالى علينا وأقرّ عيوننا بفيض سرور تلك الرجعة الحقّة والدولة المحقّة إن شاء الله تعالى .
(1) بحار الأنوار : (ج53 ص123) .
(2) إيقاظ الهجعة : (ص60) .
(3) حقّ اليقين : (ج2 ص35) .