كتاب الغدير ـ الجزء الأول ::: 21 ـ 30
(21)
( حرف الجيم الموحدة )
    21 ـ جابر بن سمرة بن جنادة أبو سليمان السوائي نزيل الكوفة والمتوفى بها بعد سنة سبعين وفي الإصابة أنه توفي سنة 74 ، روى الحديث بلفظه ابن عقدة في حديث الولاية ، و الخوارزمي في الفصل الرابع من مقتله عده ممن روى حديث الغدير من الصحابة ، وروى المتقي الهندي في كنز العمال ج 6 ص 398 نقلا عن الحافظ ابن أبي شيبة بإسناده عنه ، قال : كنا بالجحفة غدير خم إذ خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخذ بيد علي ، فقال : من كنت مولاه فعلي مولاه.
    22 ـ جابر بن عبد الله الأنصاري المتوفى بالمدينة 73 / 74 / 78 وهو ابن 94 عاما ، روى الحافظ الكبير ابن عقدة في حديث الولاية بإسناده عنه قال : كنا مع النبي صلى الله عليه وآله في حجة الوداع فلما رجع إلى الجحفة نزل ثم خطب الناس فقال : أيها الناس إني مسؤول و أنتم مسؤولون فما أنتم قائلون ؟ قالوا : نشهد أنك بلغت ونصحت وأديت ، قال : إني لكم فرط وأنتم واردون علي الحوض وإني مخلف فيكم الثقلين إن تمسكتم بهما لن تضلوا : كتاب الله وعترتي أهل بيتي ، وإنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض ، ثم قال : ألستم تعلمون أني أولى بكم من أنفسكم ؟ قالوا : بلى ، فقال آخذا بيد علي : من كنت مولاه فعلي مولاه ، ثم قال : أللهم وال من والاه ، وعاد من عاداه.
    ورواه عنه أبو بكر الجعابي في نخبه ، وابن عبد البر في الاستيعاب ج 2 ص 473 ، ويوجد حديثه في أسماء الرجال لأبي الحجاج ، وتهذيب التهذيب ج 7 ص 337 ، وكفاية الطالب ص 16 بطريق عال عن مشايخه الحفاظ : الشريف أبي تمام علي بن أبي الفخار الهاشمي ، وأبي طالب عبد اللطيف بن محمد القبيطي ، وإبراهيم بن عثمان الكاشغري بطرقهم عن عبد الله بن محمد ابن عقيل قال : كنت عند جابر بن عبد الله في بيته وعلي بن الحسين ومحمد بن الحنفية و أبو جعفر فدخل رجل من أهل العراق فقال : بالله إلا ما حدثتني ما رأيت وما سمعت من رسول الله ؟ إلى آخر ما يأتي في حديث مناشدة رجل عراقي جابر بن عبد الله.
    ورواه الحافظ الحمويني في فرايد السمطين في السمط الأول في الباب التاسع من طريق الحافظ ابن البطي ، وابن كثير في البداية والنهاية ج 5 ص 209 بالإسناد عن عبد الله بن محمد بن


(22)
عقيل عنه ثم قال : قال شيخنا الذهبي : هذا حديث حسن ، وقد رواه ابن لهيعة عن بكر بن سوادة وغيره عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن جابر بنحوه ، والمتقي في كنز العمال ج 6 ص 398 نقلا عن البزار بإسناده عنه ، والسمهودي في جواهر العقدين كما نقله عنه القندوزي الحنفي في ينابيعه ص 41 باللفظ المذكور عن إبن عقدة ، والوصابي الشافعي في الاكتفاء نقلا عن الحافظ ابن أبي شيبة في سننه بإسناده عنه.
    وأخرج الحافظ ابن المغازلي كما في العمدة لابن بطريق ص 53 بإسناده عن بكر ابن سوادة عن قبيصة بن ذويب وأبي سلمة بن عبد الرحمن عن جابر بن عبد الله إن رسول الله صلى الله عليه وسلم نزل بخم فتنحى الناس عنه وأمر عليا فجمعهم فلما اجتمعوا قام فيهم وهو متوسد يد علي بن أبي طالب فحمد الله وأثنى عليه ثم قال : أيها الناس إني قد كرهت تخلفكم عني حتى خيل لي أنه ليس شجرة أبغض إليكم من شجرة تليني ؟ ثم قال : لكن علي بن أبي طالب أنزله الله مني بمنزلتي منه فرضي الله عنه كما أنا راض عنه ، فإنه لا يختار على قربي ومحبتي شيئاً ثم رفع يديه فقال : من كنت مولاه فعلي مولاه ، أللهم وال من والاه ، وعاد من عاداه ، قال : فابتدر الناس إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يبكون ويتضرعون ويقولون : يا رسول الله ما تنحينا عنك إلا كراهية أن نثقل عليك فنعوذ بالله من سخط رسوله فرضي رسول الله صلى الله عليه وسلم عنهم عند ذلك. ورواه الثعلبي في تفسيره كما في ضياء العالمين.
    وعده الخوارزمي في مقتله ، والجزري في أسنى المطالب ص 3 ، والقاضي في تاريخ آل محمد ص 67 من رواة حديث الغدير.
    23 ـ جبلة بن عمرو الأنصاري ، رواه عنه ابن عقدة بإسناده في حديث الولاية.
    24 ـ جبير بن مطعم بن عدي القرشي النوفلي المتوفى 57 / 8 / 9 عده القاضي بهلول بهجت في تاريخ آل محمد ص 68 ممن روى حديث الغدير ، وروى الهمداني في مودة القربى عنه شطرا من الحديث ، وذكره الحنفي في الينابيع ص 31 و 336.
    25 ـ جرير بن عبد الله بن جابر البجلي المتوفى 51 / 54 ، توجد روايته الحديث في مجمع الزوائد للحافظ الهيثمي ج 9 ص 106 نقلا عن المعجم الكبير للطبراني بإسناده عنه قال : شهدنا الموسم في حجة الوداع فبلغنا مكانا يقال له : غدير خم فنادى الصلاة جامعة فاجتمع المهاجرون والأنصار فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم وسطنا ، قال : يا أيها الناس بم تشهدون ؟ قالوا :


(23)
نشهد أن لا إله إلا الله ، قال : ثم مه ؟ قالوا : وأن محمدا عبده ورسوله ، قال : فمن وليكم ؟ قالوا : الله ورسوله مولانا.
    ثم ضرب بيده إلى عضد علي فأقامه فنزع عضده فأخذ بذراعيه ، فقال : من يكن الله ورسوله مولاه فإن هذا مولاه أللهم وال من والاه ، وعاد من عاداه ، أللهم من أحبه من الناس فكن له حبيبا ، ومن أبغضه فكن له مبغضا ، أللهم إني لا أجد أحدا أستودعه في الأرض بعد العبدين الصالحين (1) فاقض له بالحسنى. قال بشر : قلت من هذين العبدين الصالحين ؟ قال : لا أدري.
    ورواه عنه السيوطي في تاريخ الخلفاء ص 114 بطريق الطبراني ، وابن كثير في البداية والنهاية ج 7 ص 349 ، والمتقي الهندي في كنز العمال ج 6 ص 154 و 399 بطريق الطبراني ، والوصابي في كتاب الاكتفاء ، والبدخشي في مفتاح النجا ، وعده الخوارزمي في مقتله من رواة الحديث من الصحابة.
    26 ـ أبو ذر جندب بن جنادة الغفاري المتوفى 31 ، يروى حديثه في حديث الولاية لابن عقدة ، ونخب المناقب للجعابي ، وفرايد السمطين في الباب الثامن والخمسين ، وعده الخطيب الخوارزمي في مقتله ممن روى حديث الغدير وكذلك شمس الدين الجزري الشافعي في أسنى المطالب ص 4.
    27 ـ أبو جنيدة جندع بن عمرو بن مازن الأنصاري ، روى ابن الأثير في أسد الغابة ج 1 ص 308 بالإسناد عن عبد الله بن العلا عن الزهري عن سعيد بن جناب عن أبي عنفوانة المازني عن جندع قال : سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول : من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من ـ النار. وسمعته وإلا صمتا يقول وقد انصرف من حجة الوداع فلما نزل غدير خم قام في الناس خطيبا وأخذ بيد علي وقال : من كنت مولاه فهذا وليه ، أللهم وال من والاه ، وعاد من عاداه. وقال
1 ـ في تعليق هداية العقول ص 31 : لعله أراد بالعبدين الصالحين أبا بكر وعمر وقيل : الخضر وإلياس وقيل : حمزة وجعفر رضي الله عنهما لأن عليا عليه السلام كان يقول عند اشتداد الحرب واحمزتاه ولا حمزة لي ؟ واجعفراه ولا جعفر لي ؟ أقول : هذا رجم بالغيب إذ لا مجال للنظر في تفسير العبدين الصالحين بمن ذكر إلا أن يعثر على نص والظاهر عدم ذلك لما ذكره سيدي العلامة بدر الدين محمد بن إبراهيم بن المفضل رحمه الله لما سأله بعضهم عن تفسير الحديث فأجاب بما لفظه : لم أعثر عليه في شيء من كتب الحديث إلا أن في رواية مجمع الزوائد ما يدل على عدم معرفة الراوي أيضا بالمراد بالرجلين لأن فيه قال بشر أي الراوي عن جرير : قلت من هذين العبدين الصالحين ؟ قال لا أدرى. قال رحمه الله : ومثل هذا إن لم يرد به نقل فلا طريق إلى تفسيره بالنظر

(24)
عبد الله بن العلا : فقلت للزهري : لا تحدث بهذا بالشام وأنت تسمع ملء أذنيك سب علي فقال : والله إن عندي من فضايل علي ما لو تحدثت لقتلت. أخرجه الثلاثة.
    وروى الشيخ محمد صدر العالم في معارج العلى من طريق الحافظ أبي نعيم بإسناده عن جندع ، وعد في تاريخ آل محمد ص 67 من رواة حديث الغدير.
( حرف الحاء المهملة )
    28 ـ حبة بفتح أوله وتشديد الموحدة بن جوين أبو قدامة العرني بضم العين و فتح الراء البجلي المتوفى 76 ـ 79 ، وثقه الحافظ الهيثمي في مجمع الزوايد 9 ص 103 ، وحكى الخطيب في تاريخ 8 ص 276 ثقته عن صالح بن أحمد بن أبيه وذكر أنه تابعي ، روى عنه ابن عقدة بإسناده في حديث الولاية ، والدولابي في الكنى والأسماء ج 2 ص 88 عن الحسن ابن علي بن عفان قال : حدثنا الحسن بن عطية قال : أنبأ يحيى بن سلمة بن كهيل عن حبة العرني عن أبي قلابة (1) قال : نشد الناس علي في الرحبة فقام بضعة عشر رجلا فيهم رجل عليه جبة عليها إزار حضرمية فشهدوا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : من كنت مولاه فعلي مولاه ، وروى الحافظ ابن المغازلي في المناقب عنه حديث المناشدة الآتي إنشاء الله ، والخطيب الخوارزمي عده في مقتله ممن روى حديث الغدير من الصحابة ، وقال ابن الأثير في أسد الغابة ج 1 ص 367 في ترجمة حبة : ذكره أبو العباس ابن عقدة في الصحابة وروى عن يعقوب بن يوسف بن زياد وأحمد بن الحسين بن عبد الملك قال : أخبرنا نصر بن مزاحم أخبرنا عبد الملك بن مسلم الملائي عن أبيه عن حبة بن جوين العرني البجلي قال. لما كان يوم غدير خم دعا النبي صلى الله عليه وسلم الصلاة جامعة نصف النهار قال : فحمد الله وأثنى عليه ، ثم قال : أيها الناس أتعلمون أني أولى بكم من أنفسكم ؟ قالوا نعم ، قال : فمن كنت مولاه فعلي مولاه ، أللهم وال من والاه ، وعاد من عاداه. وأخذ بيد علي حنى رفعها حتى نظرت إلى آباطهما وأنا يومئذ مشرك ، أخرجه أبو موسى وروى ابن حجر في الإصابة ج 1 ص 372 من كتاب الموالاة لابن عقدة الحديث المذكور ، والقندوزي في ينابيع المودة ص 34.
    29 ـ حبشي بضم المهملة بن جنادة السلولي نزيل الكوفة ، * ممن شهد لعلي عليه السلام
1 ـ كذا في النسخ والصحيح : عن حبة العرني أبي قدامة.

(25)
يوم المناشدة كما في حديث أصبغ الآتي ، رواه ابن عقدة في حديث الولاية ، وابن الأثير في أسد الغابة ج 3 ص 307 و ج 5 ص 205 ، ومحب الدين الطبري في الرياض النضرة ج 2 ص 169 نقلا عن الذهبي ، وروى السيوطي في جمع الجوامع من طريق الطبراني في المعجم الكبير ، والمتقي الهندي في كنز العمال ج 6 ص 154 ، وابن كثير الشامي في البداية والنهاية ج 5 ص 211 عن أبي إسحاق عنه أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول يوم غدير خم : من كنت مولاه فعلي مولاه ، أللهم وال من والاه ، وعاد من عاداه ، ورواه عنه أيضا في ج 7 صحيفة 349.
    وروى الحافظ الهيثمي في مجمع الزوائد ج 9 ص 106 قال : حبشي : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول يوم غدير خم : أللهم من كنت مولاه فعلي مولاه أللهم وال من والاه ، وعاد من عاداه ، و انصر من نصره ، وأعن من أعانه ، رواه الطبراني ورجاله وثقوا وبهذا الطريق نقلا عن الطبراني ذكره السيوطي في تاريخ الخلفاء ص 114 وليست فيه كلمة أللهم في صدر الحديث ، وروى البدخشي في نزل الأبرار ص 20 ومفتاح النجا ، والشيخ إبراهيم الوصابي الشافعي في الاكتفاء في فضل الأربعة الخلفاء من طريق الطبراني عنه بلفظ السيوطي. وعده الجزري في أسني المطالب ص 4 من رواة الحديث.
    30 ـ حبيب بن بديل بن ورقاء الخزاعي ، روى الحديث عنه بإسناده ابن عقدة في حديث الولاية ، وابن الأثير في أسد الغابة ج 1 ص 368 من كتاب الموالاة لابن عقدة بإسناده عن زر ابن حبيش حديث الركبان المسلمين على علي عليه السلام بقولهم : السلام عليك يا مولانا. وفيه شهادة حبيب لعلي عليه السلام بحديث الغدير ، وسيأتي في حديث الركبان ، ورواه ابن حجر ملخصا في الإصابة ج 1 ص 304.
    31 ـ حذيفة بن أسيد أبو سريحة بفتح السين الغفاري من أصحاب الشجرة توفي 40 / 42 * روى عنه حديث الغدير ابن عقدة في كتاب حديث الموالاة كما نقله عن السمهودي عنه صاحب ينابيع المودة ص 38 قال :
    قال السمهودي : وأخرج ابن عقدة في ( الموالاة ) عن عامر بن ضمرة وحذيفة بن أسيد قالا : قال النبي صلى الله عليه وسلم : أيها الناس ؟ إن الله مولاي وأنا أولى بكم من أنفسكم ألا ومن كنت مولاه فهذا مولاه. وأخذ بيد علي فرفعها حتى عرفه القوم أجمعون ثم قال : أللهم وال من والاه وعاد من عاداه ، ثم قال : وإني سائلكم حين تردون علي الحوض عن الثقلين فانظروا


(26)
كيف تخلفوني فيهما ، قالوا : وما الثقلان ؟ قال : الثقل الأكبر كتاب الله سبب طرفه بيد الله وطرفه بأيديكم ، والأصغر عترتي. الحديث ، وأخرجه أيضا بطريق آخر ثم قال : أخرجه الطبراني في الكبير والضياء في المختارة.
    وروى الترمذي في صحيحه ج 2 ص 298 عن سلمة بن كهيل عن أبي الطفيل عن حذيفة أبي سريحة ، وقال : هذا حديث حسن صحيح. وابن الأثير في أسد الغابة بالإسناد عن سلمة بن كهيل عنه من طريق الحفاظ : أبي عمرو وأبي نعيم وأبي موسى ، والحمويني في فرايد السمطين وابن الصباغ المالكي في الفصول المهمة ص 25 نقلا عن أبي الفتوح أسعد بن أبي الفضايل العجلي في الموجز في فضايل الخلفاء الأربعة يرفعه بسنده إلى حذيفة بن أسيد وعامر بن ليلى بن ضمرة قالا :
    لما صدر رسول الله صلى الله عليه وسلم من حجة الوداع ولم يحج غيرها أقبل حتى إذا كان بالجحفة نهى عن سمرات متغاديات (1) بالبطحاء أن لا ينزل تحتهن أحد حتى إذا أخذ القوم منازلهم أرسل فقم ما تحتهن حتى إذا نودي بالصلاة صلاة الظهر عمد إليهن فصلى بالناس تحتهن وذلك يوم غدير خم وبعد فراغه من الصلاة قال : أيها الناس ؟ إنه قد نبأني اللطيف الخبير إنه لم يعمر نبي إلا نصف عمر النبي الذي كان قبله وإني لأظن بأني أدعى وأجيب وإني مسؤول وأنتم مسؤولون هل بلغت ؟ فما أنتم قائلون ؟ قالوا : نقول : قد بلغت ، وجهدت ، ونصحت وجزاك الله خيرا ، قال : ألستم تشهدون أن لا إله إلا الله ، وأن محمدا عبده ورسوله ، وأن جنته حق ، وأن ناره حق ، والبعث بعد الموت حق ؟ قالوا : أللهم اشهد ، ثم قال : أيها الناس ألا تسمعون ؟ ألا فإن الله مولاي وأنا أولى بكم من أنفسكم ، ألا ومن كنت مولاه فعلي مولاه. وأخذ بيد علي فرفعها حتى نظره القوم ، ثم قال : أللهم وال من والاه ، وعاد من عاداه.
    ونقله عن كتاب الموجز للحافظ أبي الفتوح أيضا صاحب مناقب الثلاثة المطبوع بمصر ص 19 ، ورواه ابن عساكر في تاريخه عن أبي الطفيل عنه ، وابن كثير في البداية والنهاية ج 5 ص 209 و ج 7 ص 348 قال : وقد رواه معروف بن خربوذ عن أبي الطفيل عن حذيفة بن أسيد قال. لما قفل رسول الله صلى الله عليه وسلم من حجة الوداع نهى أصحابه عن شجرات بالبطحاء متقاربات أن ينزلوا حولهن ثم بعث إليهن فصلى تحتهن ثم قام فقال : أيها الناس ؟ قد نبأني
1 ـ كذا في النسخ ، والصحيح : متقاربات ، كما في ساير المصادر.

(27)
اللطيف الخبير أنه لم يعمر نبي إلا مثل نصف عمر الذي قبله وإني لأظن أن يوشك أن أدعى فأجيب وإني مسؤول وأنتم مسؤولون فماذا أنتم قائلون ؟ قالوا : نشهد أنك قد بلغت ، و نصحت ، وجهدت ، فجزاك الله خيرا ، قال : ألستم تشهدون أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله وأن جنته حق ، وأن ناره حق ، وأن الموت حق ، وأن الساعة آتية لا ريب فيها ، وأن الله يبعث من في القبور ؟ قالوا : بلى نشهد بذلك ، قال : أللهم اشهد ، ثم قال : يا أيها الناس إن الله مولاي وأنا مولى المؤمنين وأنا أولى بهم من أنفسهم ، من كنت مولاه فهذا مولاه أللهم وال من والاه ، وعاد من عاداه. ثم قال : أيها الناس ؟ إني فرطكم وإنكم واردون علي الحوض ، حوض أعرض مما بين بصرى وصنعاء ، فيه آنية عدد النجوم قدحان من فضة ، وإني سائلكم حين تردون علي عن الثقلين فانظروا كيف تخلفوني فيها : الثقل الأكبر : كتاب الله سبب طرفه بيد الله وطرف بأيديكم فاستمسكوا به ، لا تضلوا ولا تبدلوا ، والثقل الأصغر : عترتي أهل بيتي فإنه قد نبأني اللطيف الخبير إنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض رواه ابن عساكر بطوله من طريق معروف.
    وبهذا اللفظ رواه عنه ابن حجر في الصواعق ص 25 عن الطبراني وغيره بسند صحيح عنده ، والحلبي في السيرة الحلبية ج 3 ص 301 نقلا عن الطبراني. ورواه بهذا اللفظ الحكيم الترمذي في كتابه نوادر الأصول والطبراني في الكبير بسند صحيح كما نقل عنهما صاحب ( مفتاح النجا في مناقب آل العبا ) ، وبهذا التفصيل رواه الحافظ الهيثمي في مجمع الزوائد ج 9 ص 165 من طريقي الطبراني وقال : رجال أحد الاسنادين ثقات ، وفي نزل الأبرار ص 18 من طريق الترمذي في نوادر الأصول والطبراني في الكبير بإسنادهما عن أبي الطفيل عنه والقرماني في أخبار الدول ص 102 عنه عن النبي صلى الله عليه وآله بطريق الترمذي. والسيوطي في تاريخ الخلفاء ص 114 نقلا عن الترمذي ، وعده الخطيب الخوارزمي في مقتله والقاضي في تاريخ آل محمد ص 68 ممن روى حديث الغدير من الصحابة.
    32 ـ حذيفة من اليمان اليماني المتوفى 36 (1) ، روى الحديث بلفظه ابن عقدة في حديث الولاية ، وأبو بكر الجعابي في نخبه ، والحاكم الحسكاني في كتابه ( دعاة الهداة إلى أداء
1 ـ قال ابن حجر في التقريب ص 82 : صحابي جليل من السابقين صح في مسلم عنه أن رسول الله أعلمه بما كان وما يكون إلى أن تقوم الساعة. حديث مسلم هذا أخرجه كثير من الحفاظ.

(28)
حق الموالاة ) وقال بعد ذكر حديثه : قرأت حديثه على أبي بكر محمد بن محمد الصيدلاني فأقر به ، وعده الجزري في أسني المطالب ص 4 من رواة حديث الغدير من الصحابة.
    33 ـ حسان بن ثابت ، أحد شعراء الغدير في القرن الأول فراجع هناك شعره وترجمته.
    34 ـ الإمام المجتبى الحسن السبط صلوات الله عليه ، روى حديثه ابن عقدة بإسناده في حديث الولاية ، والجعابي في النخب ، وعده الخوارزمي من رواة حديث الغدير.
    35 ـ الإمام السبط الحسين الشهيد سلام الله عليه ، رواه عنه ابن عقدة بإسناده في حديث الولاية ، والجعابي في النخب ، وعده الخطيب الخوارزمي في مقتله ممن روى حديث الغدير ، و روى الحافظ العاصمي في زين الفتي عن شيخه أبي بكر الجلاب عن أبي سعيد الرازي عن أبي الحسن علي بن مهرويه القزويني عن داود بن سليمان عن علي بن موسى الرضا عن أبيه موسى بن جعفر عن أبيه جعفر بن محمد عن أبيه عن أبيه علي عن الحسين عن أمير المؤمنين ، قال : قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم : من كنت مولاه فعلي مولاه ، أللهم وال من والاه ، وعاد من عاداه ، واخذل من خذله ، وانصر من نصره. ورواه عن شيخه محمد بن أبي زكريا عن أبي الحسن محمد بن علي الهمداني عن أحمد بن علي بن صدقة الرقي عن أبيه عن علي بن موسى عن أبيه موسى. إلى آخر السند واللفظ المذكورين ، ورواه الحافظ ابن المغازلي في المناقب عن أبي الفضل محمد بن الحسين البرحي ـ الاصبهاني يرفعه إلى الحسين السبط عليه السلام ، والحافظ أبو نعيم في حلية الأولياء ج 9 ص 64 بلفظ وسند يأتيان إنشاء الله تعالى ، ويأتي احتجاجه عليه السلام بحديث الغدير في محله.
( حرف الخاء المعجمة )
    36 ـ أبو أيوب خالد بن زيد الأنصاري استشهد غازيا بالروم سنة 50 / 51 / 52 * روى حديثه ابن عقدة في حديث الولاية ، والجعابي في نخب المناقب ، ومحب الدين الطبري في الرياض النضرة ج 2 ص 169 ، وابن الأثير في أسد الغابة ج 5 ص 6 بالإسناد عن يعلى بن مرة عنه و ج 3 ص 307 و ج 5 ص 205 بالإسناد عن أصبغ بن نباتة عنه ، وابن كثير في البداية والنهاية ج 5 ص 209 عن أحمد بن حنبل عن ابن آدم عن الأشجعي عن رياح بن الحارث عنه ، والسيوطي في جمع الجوامع ، وتاريخ الخلفاء ص 114 من طريق أحمد عنه ، والمتقي الهندي في كنز العمال ج 2 ص 154 بطريق أحمد والطبراني في المعجم الكبير والضياء المقدسي عنه وعن جمع من الصحابة ، وابن حجر العسقلاني في الإصابة ج 7 ص 780 و ج 6 ص


(29)
223 و ج 2 من الطبعة الأولى ص 408 ، والسمهودي في جواهر العقدين عن أبي الطفيل عنه ، والبدخشي في نزل الأبرار ص 20 من طريقي أحمد والطبراني ، راجع حديثي الرحبة والركبان من هذا الكتاب ، وعده الجزري في أسنى المطالب ص 4 من رواة حديث الغدير من الصحابة.
    37 ـ أبو سليمان خالد بن الوليد بن المغيرة المخزومي المتوفى 21 / 22 ، أخرج الجعابي حديثه بإسناده في النخب.
    38 ـ خزيمة بن ثابت الأنصاري ذو الشهادتين المقتول بصفين سنة 37 ، روى حديثه ابن عقدة في حديث الولاية ، والجعابي في نخب المناقب ، والسمهودي في جواهر العقدين بالإسناد عن أبي الطفيل عنه ، وروى ابن الأثير في أسد الغابة ج 3 ص 307 بطريق أبي موسى عن علي بن الحسن العبدي عن الأصبغ بن نباتة حديث المناشدة يوم الرحبة وفيه شهادة خزيمة لعلي عليه السلام بحديث الغدير ، وعده الجزري في أسنى المطالب ص 4 والقاضي في تاريخ آل محمد ص 67 من رواة الحديث من الصحابة.
    39 ـ أبو شريح خويلد على الأشهر ابن عمرو الخزاعي نزيل المدينة المتوفى 68 ، أحد الشهود لأمير المؤمنين عليه السلام بحديث الغدير يوم المناشدة كما يأتي في حديثها.
( حرف الراء المهملة وأختها المعجمة )
    40 ـ رفاعة بن عبد المنذر الأنصاري ، توجد روايته في حديث الولاية بإسناد ابن عقدة ، ونخب المناقب للجعابي ، وكتاب الغدير لمنصور الرازي.
    41 ـ زبير بن العوام القرشي المقتول سنة 36 ، روى الحديث عنه ابن عقدة في كتاب الولاية ، والجعابي في نخبه ، والمنصور الرازي في كتاب الغدير ، وهو أحد العشرة المبشرة الذين عدهم الحافظ ابن المغازلي من رواة الغدير ، وعده الجزري الشافعي من رواة حديث الغدير في أسنى المطالب ص 3.
    42 ـ زيد بن أرقم الأنصاري الخزرجي المتوفى 66 / 68 ، أخرج أحمد بن حنبل في مسنده ج 4 ص 368 عن ابن نمير عن عبد الملك بن أبي سليمان عن عطية العوفي ، قال : سألت زيد بن أرقم ؟ فقلت له : إن ختنا لي حدثني عنك بحديث في شأن علي


(30)
يوم غدير خم فأنا أحب أن أسمعه منك ؟ فقال : إنكم معشر أهل العراق فيكم ما فيكم ، فقلت له : ليس عليك مني بأس ، فقال : نعم كنا بالجحفة فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم إلينا ظهرا وهو آخذ بعضد علي ، فقال : يا أيها الناس ألستم تعلمون أني أولى بالمؤمنين من أنفسهم ؟ قالوا : بلى ، قال : فمن كنت مولاه فعلي مولاه ، قال : فقلت له : هل قال : أللهم وال من والاه ، وعاد من عاداه ؟ قال : إنما أخبرك كما سمعت (1).
    وفي المسند ج 4 ص 372 عن سفيان عن أبي عوانة عن المغيرة عن أبي عبيد عن ميمون أبي عبد الله قال : قال زيد بن أرقم وأنا اسمع : نزلنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بواد يقال له : وادي خم فأمر بالصلاة فصلاها بهجير ، قال : فخطبنا وظلل لرسول الله بثوب على شجرة سمرة من الشمس ، فقال : ألستم تعلمون ؟ أو لستم تشهدون أني أولى بكل مؤمن من نفسه ؟ قالوا : بلى ، قال : فمن كنت مولاه فإن عليا مولاه ، أللهم عاد من عاداه ، ووال من والاه ، ورواه في المسند ج 4 ص 372 عن محمد بن جعفر عن شعبة عن ميمون ، ورواه النسائي عن زيد بإسناده في الخصايص ص 16.
    وفي الخصايص للنسائي ص 15 عن أحمد بن المثنى قال : حدثنا يحيى بن معاذ قال : أخبرنا أبو عوانة عن سليمان عن حبيب بن أبي ثابت عن أبي الطفيل عن زيد بن أرقم قال : لما رجع النبي صلى الله عليه وسلم من حجة الوداع ونزل غدير خم أمر بدوحات فقممن ، ثم قال : كأني دعيت فأجبت وإني تارك فيكم الثقلين أحدهما الأكبر من الآخر : كتاب الله وعترتي أهل بيتي فانظروا كيف تخلفوني فيهما فإنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض ، ثم قال : إن الله مولاي وأنا ولي كل مؤمن ثم إنه أخذ بيد علي رضي الله عنه فقال : من كنت وليه فهذا وليه ، أللهم وال من والاه ، وعاد من عاداه ، فقلت لزيد : سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ فقال : وإنه ما كان في الدوحات أحد إلا رآه بعينيه وسمعه بأذنيه ،
    وفي الخصايص أيضا ص 16 عن قتيبة بن سعيد عن ابن أبي عدي عن عوف عن أبي عبد الله ميمون قال : قال زيد بن أرقم : قام رسول الله صلى الله عليه وسلم فحمد الله وأثنى عليه ثم قال : ألستم تعلمون أني أولى بكل مؤمن من نفسه ؟ قالوا : بلى نشهد لأنت أولى بكل مؤمن من
1 ـ كتمان زيد ذيل الحديث عن عطية كان للتقية كما يعرب عنها نفس الحديث وقد رواه عنه غيره كما ترى.
كتاب الغدير ـ الجزء الأول ::: فهرس