كتاب الغدير ـ الجزء الثاني ::: 111 ـ 120
(111)
والقداسة ، منهم :
    أبو يعقوب إسحاق بن إبراهيم بن عمار بن يحيى بن العباس بن عبد الرحمن بن سالم بن قيس بن سعد بن عبادة الخزرجي الأنصاري. ترجم له السمعاني في ( الأنساب ) وقال : من أشرف بيت في الأنصار ، ومن أوحد مشايخ نيسابور في الثروة والعدالة والورع والقبول والاتقان من الرواية ، وأكثرهم طلبا للحديث والفهم والمعرفة ، سمع بنيسابور محمد بن رافع ، وإسحاق بن منصور ، و عبد الرحمن بن بشير بن الحكم ، وبالعراق عمر بن شبه النميري ، والحسن بن محمد بن الصباح ، ومحمد بن إسماعيل الأحمسي ، وأحمد بن سنان القطان ، وبالحجاز بحر بن نصر الخولاني ، وبالري أبا زرعة ، ومحمد بن مسلم بن داره ، روى عنه أبو إسحاق إبراهيم بن عبدوس ، ومحمد بن شريك الأسفرايني ، وأبو أحمد إسماعيل بن يحيى بن زكريا ، مات في جمادى الآخر سنة 317 بنيسابور.
    م ـ ومنهم : أبو بكر محمد بن أبي نصر أحمد بن العباس بن الحسن بن جبلة بن غالب بن جابر بن نوفل بن عياض بن يحيى بن قيس بن سعد الأنصاري الشهير بالعياضي [ بكسر العين ] ذكره السمعاني في ( الأنساب ) وقال : من أهل سمرقند كان فقيها جليلا من رؤساء البلدة والمنظورين إليهم ، روى عن أبي علي محمد بن محمد بن الحرث الحافظ السمرقندي لقيه أبو سعد الادريسي (1) ولم يكتب عنه شيئا (2).
    ومنهم : أبو أحمد بن أبي نصر العياضي أخو أبي بكر العياضي المذكور ].
    ومنهم : ابن المطري أبو محمد عبد الله بن محمد بن أحمد بن خلف بن عيسى بن عساس بن يوسف بن بدر بن عثمان الأنصاري الخزرجي العبادي المدني. قال أبو المعالي السلامي في ( المختار ) كما في منتخبه ص 72 : إنه من ولد قيس بن سعد بن عبادة.
    كان حافظ وقته ، حسن الأخلاق ، كثير العبادة ، جميل العشرة مع العلماء ورواد العلم ، ارتحل في سماع الحديث إلى الشام ومصر والعراق ، ورأى في حياته كوارث ، نهبت داره سنة 742 وحبس مدة ثم أطلق ، له كتاب [ الإعلام فيمن دخل المدينة من
م ـ 1 ـ أبو سعد عبد الرحمن بن محمد الاسترابادي نزيل سمرقند والمتوفى بها في سلخ ذي الحجة سنة 405 ).
م ـ 2 ـ وذكره وأخاه محيي الدين ابن أبي الوفاء في الجواهر المضية ص 13 ).


(112)
الأعلام ] سمع الحديث بالمدينة المشرفة من أبي حفص عمر بن أحمد السوداني ، وبالقاهرة من أبي الحسن علي بن عمر الواني ، ويوسف بن عمر الختني ، ويوسف بن محمد الدبابيسي ، وبالاسكندرية من عبد الرحمن بن مخلوف بن جماعة ، وبدمشق من أحمد بن أبي طالب بن الشحنة ، والقاسم بن عساكر ، وأبي نصر ابن الشيرازي ، وببغداد من محمد بن عبد المحسن الدواليبي. توفي بالمدينة المشرفة في ربيع الأول سنة 765. (1)
    ومنهم : أبو العباس أحمد بن محمد بن عبد المعطي بن أحمد بن عبد المعطي بن مكي بن طرد بن حسين بن مخلوف بن أبي الفوارس بن سيف الاسلام (2) بن قيس بن سعد بن عبادة الأنصاري المكي المالكي النحوي ، المولود سنة 709 والمتوفى في المحرم سنة 808 ، ترجم له السيوطي في ( بغية الوعاة ) ص 161.
الحمد لله وسلام على عباده الذين اصطفى
1 ) أخذناها من ( منتخب المختار ) ص 72 ، ( الدرر الكامنة ) ص 284.
2 ـ أحسب هنا سقطا في النسب كما لا يخفى.

(113)

(114)
4 ـ عمرو بن العاص
المتوفى سنة 43
معاوية الحال لا تجهل نسيت احتيالي في جلق وقد أقبلوا زمرا يهرعون وقولي لهم : إن فرض الصلاة فولوا ولم يعبأوا بالصلاة ولما عصيت إمام الهدى أبا البقر البكم أهل الشأم فقلت : نعم ، قم فإني أرى فبي حاربوا سيد الأوصياء وكدت لهم أن أقاموا الرماح وعلمتهم كشف سوأتهم فقام البغاة على حيدر نسيت محاورة الأشعري ألين فيطمع في جانبي خلعت الخلافة من حيدر وألبستها فيك بعد الأياس ورقيتك المنبر المشمخر ولو لم تكن أنت من أهله وعن سبل الحق لا تعدل على أهلها يوم لبس الحلي ؟ مهاليع كالبقر الجفل (1) بغير وجودك لم تقبل ورمت النفار إلى القسطل وفي جيشه كل مستفحل لأهل التقى والحجى أبتلي ؟ قتال المفضل بالأفضل بقولي : دم طل من نعثل (2) عليها المصاحف في القسطل لرد الغضنفرة المقبل وكفوا عن المشعل المصطلي ونحن على دومة الجندل ؟ وسهمي قد خاض في المقتل كخلع النعال من الأرجل كلبس الخواتيم بالأنمل بلا حد سيف ولا منصل ورب المقام ولم تكمل

1 ـ أهرع : أسرع. الهلع : الجزع. الجفل : النفر والشرد.
2 ـ طل الدم : هدر أو لم يثأر له فهو طليل ومطلول ومطل.


(115)
وسيرت جيش نفاق العراق وسيرت ذكرك في الخافقين وجهلك بي يا بن آكلة الكبود فلولا موازرتي لم تطع ولولاي كنت كمثل النساء نصرناك من جهلنا يا بن هند وحيث رفعناك فوق الرؤوس وكم قد سمعنا من المصطفى وفي يوم ( خم ) رقى منبرا وفي كفه كفه معلنا ألست بكم منكم في النفوس فأنحله إمرة المؤمنين وقال : فمن كنت مولى له فوال مواليه يا ذا الجلال ولا تنقضوا العهد من عترتي فبخبخ شيخك لما رأى فقال : وليكم فاحفظوه وإنا وما كان من فعلنا وما دم عثمان منج لنا وإن عليا غدا خصمنا يحاسبنا عن أمور جرت فما عذرنا يوما كشف الغطا ؟ إلا يا بن هند أبعت الجنان كسير الجنوب مع الشمأل كسير الحمير مع المحمل لأعظم ما أبتلي ولولا وجودي لم تقبل تعاف الخروج من المنزل على النبأ الأعظم الأفضل نزلنا إلى أسفل الأسفل وصايا مخصصة في علي ؟ يبلغ والركب لم يرحل ينادي بأمر العزيز العلي بأولى ؟ فقالوا : بلى فافعل من الله مستخلف المنحل فهذا له اليوم نعم الولي وعاد معادي أخ المرسل فقاطعهم بي لم يوصل عرى عقد حيدر لم تحلل فمدخله فيكم مدخلي لفي النار في الدرك الأسفل من الله في الموقف المخجل ويعتز بالله والمرسل (2) ونحن عن الحق في معزل لك الويل منه غدا ثم لي بعهد عهدت ولم توف لي

1 ـ في بعض النسخ : وبلغ والصحب لم ترحل.
2 ـ في رواية الخطيب التبريزي : سيحتج بالله والمرسل.


(116)
وأخسرت أخراك كيما تنال وأصبحت بالناس حتى استقام وكنت كمقتنص في الشراك (1) كأنك أنسيت ليل الهرير وقد بت تذرق ذرق النعام وحين أزاح جيوش الضـلال وقد ضاق منك عليك الخناق وقولك : يا عمرو ؟ أين المفر عسى حيلة منك عن ثنيه وشاطرتني كلما يستقيم فقمت على عجلتي رافعا فستر عن وجهه وانثنى وأنت لخوفك من بأسه ولما ملكت حماة الأنام منحت لغيري وزن الجبال وأنحلت مصرا لعبد الملك (4) وإن كنت تطمع فيها فقد وإن لم تسامح إلى ردها بخيل جياد وشم الأنوف وأكشف عنك حجاب الغرور فرإنك من إمرة المؤمنين ومالك فيها ولا ذرة يسير الحطام من الأجزل لك الملك من ملك محول تذود الظماء عن المنهل بصفين مع هولها المهول حذارا من البطل المقبل وافاك كالأسد المبسل وصار بك الرحب كالفلفل (2) من الفارس القسور المسبل؟ فإن فؤدادي في عسعل من الملك دهرك لم يكمل وأكشف عن سوأتي أذيلي حياء وروعك لم يعقل هناك ملأت من الأفكل (3) ونالت عصاك يد الأول ولم تعطني زنة الخردل وأنت عن الغي لم تعدل تخلى القطا من يد الأجدل فإني لحوبكم مصطلي وبالمرهفات وبالذبل وأيقـظ نائمة الأثكل ودعوى الخلافة في معزل ولا لجدودك بالأول

1 ـ أقتنص الطير أو الظبي : اصطاده.
2 ـ الفلفل : القرب بين الخطوات.
3 ـ الأفكل : الرعدة من الخوف.
4 ـ عبد الملك بن مروان والد الخلفاء الأمويين.


(117)
فإن كان بينكما نسبة وأين الحصا من نجوم السما ؟ فإن كنت فيها بلغت المنى فأين الحسام من المنجل ؟ وأين معاوية من علي ؟ ففي عنقي علق الجلجل (1)
    
( ما يتبع الشعر)
    هذه القصيدة المسماة بالجلجلية كتبها عمرو بن العاص إلى معاوية بن أبي سفيان في جواب كتابه إليه يطلب خراج مصر ويعاتبه على امتناعه عنه ، توجد منها نسختان في مجموعتين في المكتبة الخديوية بمصر كما في فهرستها المطبوع سنة 1307 ج 4 ص 314 وروى جملة منها ابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة 2 ص 522 وقال : رأيتها بخط أبي زكريا يحيى (2) بن علي الخطيب التبريزي المتوفى 502.
    وقال الاسحاقي في ( لطايف أخبار الدول ) ص 41 : كتب معاوية إلى عمرو بن العاص : إنه قد تردد كتابي إليك بطلب خراج مصر وأنت تمتنع وتدافع ولم تسيره فسيره إلي قولا واحدا وطلبا جازما ، والسلام.
    فكتب إليه عمرو بن العاص جوابا وهي القصيدة الجلجلية المشهورة التي أولها :
معاوية الفضل لا تنس لي نسيت احتيالي في جلق وقد أقبلوا زمرا يهرعون وعن نهج الحق لا تعدل على أهلها يوم لبس الحلي ويأتون كالبقر المهل
ومنها أيضا :
ولولاي كنت كمثل النساء نسيت محاورة الأشعري وألعقته عسلا باردا تعاف الخروج من المنزل ونحن على دومة الجندل ؟ وأمزجت ذلك بالحنظل (3)

1 ـ مثل يضرب راجع مجمع الأمثال للميداني ص 195.
2 ـ أحد أئمة اللغة والنحو قال ابن ناصر : كان ثقة في النقل وله المصنفات الكثيرة. كذا ترجم له ابن كثير في تاريخه 12 ص 171.
3 ـ في رواية الخطيب التبريزي :
فألمظه عسلا باردا وأخبأ من تحته حنظلي

(118)
ألين فيطمع في جانبي وأخلعتها منه عن خدعة وألبستها فيك لما عجزت وسهمي قد غاب في المفصل كخلع النعال من الأرجل كلبس الخواتيم في الأنمل
ومنها أيضا :
ولم تك والله من أهلها وسيرت ذكرك في الخافقين نصرناك من جهلنا يا بن هند وكنت ولن ترها في المنام وحيث تركنا أعالي النفوس وكم قد سمعنا من المصطفى ورب المقام ولم تكمل كسير الجنوب مع الشمأل على البطل الأعظم الأفضـل فزفت إليك ولا مهر لي نزلنا إلى أسفل الأرجل وصايا مخصصة في علي
ومنها أيضا :
وإن كان بينكما نسبة وأين الثريا وأين الثرى ؟ فأين الحسام من المنجل ؟ وأين معاوية من علي ؟
    فلما سمع معاوية هذه الأبيات لم يتعرض له بعد ذلك. ا ه‍.
    وذكر الشيخ محمد الأزهري في شرح مغني اللبيب 1 ص 82 هذه الأبيات برمتها حرفيا نقلا عن تاريخ الاسحاقي غير أنه حذف قوله :
وحيث تركنا أعالي النفوس نزلنا إلى أسفل الأرجل
    وذكر منها ثلاث عشر بيتا ابن شهر آشوب في ( المناقب ) 3 ص 106.
    وأخذ منها السيد الجزايري في ( الأنوار النعمانية ) ص 43 عشرين بيتا.
    وذكر برمتها الزنوزي في الروضة الثانية من رياض الجنة وقال : هذه القصيدة تسمى بالجلجلية لما في آخرها : وفي عنقي علق الجلجل.
    وخمسها بطولها الشاعر المفلق الشيخ عباس الزيوري البغدادي ، وقفت عليه في ديوانه المخطوط المصحح بقلمه ، ويوجد التخميس في إحدى نسختي المكتبة الخديوية بمصر.
يقولون بأفواههم ما ليس في قلوبهم
والله أعلم بما يكتمون


(119)
مهمات مصادر ترجمة عمرو بن العاص
أسماء الكتب أعلام المؤلفين أسماء الكتب أعلام المؤلفين
الصحيح البخاري مروج الذهب المسعودي
الصحيح مسلم المستدرك ألحاكم النيسابوري
السنن أبو داود المحاسن والمساوي البيهقي
السنن الترمذي الإستيعاب إبن عبدالبرّ
السنن النسائي تاريخ الاُمم الطبري
كتاب التاريخ سليم بن قيس تاريخ الشام إبن عساكر
السيرة النبويّة إبن هشام ربيع الأبرار الزمخشري
عيون الأخبار إبن قتيبة الخصايص الواطواط
المعارف إبن قتيبة التفسير الكبير الفخر الرازي
الإمامة والسياسة إبن قتيبة الترغيب والترهيب المنذري
المحاسن والأضداد الجاحظ شرح النهج ابن أبي الحديد
البيان والتبيين الجاحظ الكامل ابن الأثير
الأنساب أبو عبيدة البداية والنهاية ابن كثير
أنساب الأشراف البلاذري تمييز الخبيث ابن الديبع
بلاغات النساء ابن أبي طاهر التذكرة سبط ابن الجوزي
الكامل المبرد ثمرات الأوراق ابن حجة
المثالثب الكلبي السيرة النبوية الحلبي
التاريخ اليعقوبي روض المناظر ابن شحنة
الإمتاع والمؤانسة أبو حيان نور الأبصار الشبلنجي
الأغاني أبو الفرج جمهرة الخطب أحمد زكي
الطبقات إبن سعد جمهرة الرسائل أحمد زكي
العقد الفريد إبن عبدربّه دائرة المعارف فريد وجدي


(120)
( الشاعر)
    عمرو بن العاص بن وائل بن هاشم بن سعيد ( بالتصغير ) بن سهم بن عمرو بن هصيص ابن كعب بن لوي القرشي أبو محمد وأبو عبد الله.
    أحد دهاة العرب الخمس ، منه بدئت الفتن وإليه تعود ، وتقحمه في البوائق والمخاريق ثابت مشهور تضمنته طيات الكتب ، وتناقلته الآثار والسير ، وإذا استرسلت في الكلام عن الجور والفجور فحدث عنه ولا حرج ، كما تجده في كلمات الصحابة الأولين ، فالبغل نغل وهو لذلك أهل (1) ويقع الكلام في ترجمته عن نواحي شتى.

    نسبه
    أبوه هو الأبتر بنص الذكر الحميد ( إن شانئك هو الأبتر ) وعليه أكثر أقوال المفسرين والعلماء (2) وفي بعض التفاسير وإن جاء ترديد بينه وبين أبي جهل وأبي لهب وعقبة بن أبي معيط وغيرهم إلا أن القول الفصل ما ذكره الفخر الرازي من : أن كلا من أولئك كانوا يشنئون رسول الله صلى الله عليه وآله إلا أن ألهجهم به وأشدهم شنئة العاص ابن وائل. فالآية تشملهم أجمع ، ويخص اللعين بخزي آكد ، ولذلك اشتهر بين المفسرين أنه هو المراد.
    قال الرازي في تفسيره 8 ص 503 ، روي أن العاص بن وائل كان يقول : إن محمدا أبتر لا ابن له يقوم مقامه بعده ، فإذا مات انقطع ذكره ، واسترحتم منه ، وكان قد مات ابنه عبد الله من خديجة ، وهذا قول ابن عباس ومقاتل والكلبي وعامة أهل التفسير. وقال ص 504 بعد نقل الأقوال الأخر : ولعل العاص بن وائل كان أكثرهم مواظبة على هذا القول ، فلذلك اشتهرت الروايات بأن الآية نزلت فيه.
    وروى التابعي الكبير سليم بن قيس الهلالي في كتابه : أن الآية نزلت في
1 ـ مثل يضرب لمن لؤم أصله فخبث فعله.
2 ـ راجع الطبقات لابن سعد 1 ص 115 ، والمعارف لابن قتيبة ص 124 ، وتاريخ ابن عساكر 7 ص 330.
كتاب الغدير ـ الجزء الثاني ::: فهرس