كتاب الغدير ـ الجزء الثالث ::: 61 ـ 70
(61)
يزهو المطاف إذا طافوا بكعبته في كل يوم لهم بأس يعاش به محسدون ومن يعقد بحبهم لا ينكر الدهر إن ألوى بحقهم وتشرإب (1) لهم منها القواعيد وللمكارم من أفعالهم عيد حبل المودة يضحى وهو محسود (2) فالدهر مذ كان مذموم ومحمود (3)
    ولعل قوله : محسدون. إشارة إلى قوله تعالى : أم يحسدون الناس على ما آتاهم الله من فضله. وقد ورد فيها ، أنهم الأئمة من آل محمد. قال ابن أبي الحديد في شرح النهج 2 ص 236 : إنها نزلت في علي عليه السلام وما خص به من العلم. وأخرج ابن حجر في ( الصواعق ) ص 91 عن الباقر عليه السلام أنه قال في هذه الآية : نحن الناس والله.
حسدوا الفتى إذ لم ينالوا سعيه كضرائر الحسناء قلن لوجهها فالناس أعداء له وخصوم حسدا وبغضا : إنه لدميم
    وأخرج الفقيه ابن المغازلي في ( المناقب ) عن ابن عباس : إن الآية نزلت في النبي صلى الله عليه وسلم وعلي رضي الله عنه. وقال الصبان في ( إسعاف الراغبين ) هامش نور الأبصار ص 109 : أخرج بعضهم عن الباقر في قوله تعالى : أم يحسدون الناس على ما آتاهم من فضله. أنه قال : أهل البيت هم الناس.
    وذكر أبو الفرج في ( المقاتل ) ص 420 للحماني قوله يرثي به يحيى الشهيد :
فإن يك يحيى أدرك الحتف يومه وما مات حتى قال طلاب نفسه فتى آنست بالبأس والروع نفسه فما مات حتى مات وهو كريم : سقى الله يحيى إنه لصميم وليس كما لاقاه وهو سئوم
( إلى آخر الأبيات )
    وذكر له المسعودي وأبو الفرج في رثاء يحيى أيضا قوله :
تضوع مسكا جانب النهر إذ ثوى وما كان إلا شلوه يتضوع

1 ـ اشرأب للشيئ وإليه : مد عنقه لينظره. والاسم منه الشرأبيبة. كالطمأنينة.
2 ـ في نهاية الإرب :
محسدون ومن يعلق بحبهم من البرية يصبح وهو محمود

3 ـ الفصول المختارة 1 ص 19 ، مناقب ابن شهر آشوب 5 ص 21 ، نهاية الإرب 3 ص 184 ، مجالس المؤمنين نقلا عن الشريف المرتضى ص 468.


(62)
مسارع أقوام كرام أعزة أبيح ليحيى الخير في القوم مصرع
    وذكر المسعودي في ( مروج الذهب ) قوله في يحيى بن عمر أيضاً :
يا بقايا السلف الصا نحن للأيام من بين خاب وجه الأرض كم آه من يومك ما أو لح والبحر الربيح قتيل وجريح غيب من وجه صبيح راه للقلب القريح
    وفي ( المروج ) للمسعودي و ( ربيع الأبرار ) للزمخشري قوله :
إني وقومي من أحساب قومكم ما علق السيف منا بابن عاشرة كمسجد الخيف من بحبوبة الخيف إلا وهمته أمـضى من السيف
    وله في رثاء يحيى قوله كما في مروج الذهب :
لعمري لئن سرت قريش بهلكه فإن مات تلقاء الرماح فإنه فلا تشمتوا فالقوم من يبق منهم لهم معكم إما جدعتم أنوفكم تراث لهم من آدم ومحمد لما كان وقافا غداة التوقف لمن معشر يشنون موت الترف على سنن منهم مقام المخلف مقامات ما بين الصفا والمعرف إلى الثقلين من وصايا ومصحف
    وله في يحيى بن عمر أيضا قوله :
قد كان حين علا الشباب به وكأنه قمر تمنطق في يا ابن الذي جعلت فضايله من أسرة جعلت مخايلهم تتهيب الأقدار قدرهم والموت لا تسوى رميته فاق السوالف حالك الشعر افق السماء بدارة البدر فلك العلا و قلائد السور للعالمين مخايل النظر فكأنهم قدر على قدر فلك العلا ومواضع الغرر
    وله في رثاء أخيه لأمه إسماعيل العلوي شعر كثير ومنه قوله :
هذا ابن أمي عديل الروح في جسدي فاليوم لم يبق شيئ أستريح به شق الزمان به قلبي إلى كبدي إلا تفتت أعضائي من الكمد


(63)
أو مقلة بحياء الهم باكية ترى أناجيك فيها بالدموع وقد من لي بمثلك ؟ ! يا نور الحياة ويا من لي بمثلك ؟ ! أدعوه لحادثة قد ذقت أنواع ثكل كنت أبلغها قل للردى : لا تغادر بعده أحدا إن الزمان تقضى بعد فرقته أو بيت مرثية تبقى على الأبد نام الخلي ولم أهجع ولم أكد يمنى يدي التي شلت من العضد تشكى إليه ولا أشكو إلى أحد على القلوب وأجناها على كبدي وللمنية من أحببت فاعتمدي والعيش آذن بالتفريق والكـند
    وقال في نسب علي بن الجهم السامي أحد الشعراء المنحرفين عن علي أمير المؤمنين عليه السلام وكان ممن يظهر عداه وقد طعن على نسبه من طعن وقال أناس : من عقب سامة ابن لوي بن غالب :
وسامة منا فأما بنوه أناس أتونا بأنسابهم وقلت لهم مثل قول النبي إذا ما سئلت ولم تدر ما فأمرهم عندنا مظلم خرافة مضطجع يحلم وكل أقاويله محكم : تقول فقل : ربنا أعلم
    وقال فيه أيضا :
لو اكتنفت النضر أو معدا وزمزما شريعة ووردا ما ازددت إلا في قريش بعدا أو اتخذت البيت كفا مهدا والأخشبين محضرا ومبدى أو كنت إلا مصفليا وغدا (1)
    وذكر له الثعالبي في ( ثمار القلوب ) ص 223 قوله :
ويوم قد ظللت قرير عين تفكهني أحاديث النداما فلولا خوف ما تجنى الليالي به في مثل نعمة ذو رعين (2) وتطربني مثقفة اليدين قبضت على الفتوة باليدين
    وذكر له قوله في بني طاهر لما مر على دورهم وقد سلبها الدهر البهجة ونزل بها من غدره رجة :
1 ـ معجم الشعراء ص 286 ، مروج الذهب 2 ص 386.
2 ـ من أذواء اليمن ، يضرب به المثل في النعمة.


(64)
مررت بدور بني طاهر فشبهت سرعة أيامهم تألق معترضا في السماء بدور السرور ودور الفرح بسرعة قوس يسمى قزح قليلا وما دام حتى مصح (1)
    وذكر البيهقي في ( المحاسن والمساوي ) 1 ص 75 قوله :
عصيت الهوى وهجرت النساء وما أنس لا أنس حتى الممات دعيني وصبري على النائبات وإن يك دهري لوى رأسه ونحن إذا كان شرب المدام بلغنا السماء بأنسابنا فحسبك من سؤدد إننا يطيب الثناء لآبائنا يطيب إذا ذكر الناس كنا ملوكا هجاني قوم ولم أهجهم وكنت دواء فأصبحت داء نزيب (2) الظباء تجيب الظباء فبالصبر نلت الثرى والثواء فقد لقي الدهر مني التواء شربنا على الصافنات الدماء ولولا السماء لجزنا السماء بحسن البلاء كشفنا البلاء وذكر علي يزين الثناء وكانوا عبيدا وكانوا إماء أبى الله لي أن أقول الهجاء
    وذكر له النسابة العمري في ( المجدي ) قوله :
هبني حننت إلى الشباب ونفقت عند الغانيات من لي بما وقف المشيب ولقد تأملت الحياة فإذا المصيبة بالحياة فطمست شيبي باختضابي بحيلتي وجهاز ما بي عليه من ذل الخضاب بعيد فقدان التصابي هي المصيبة بالشياب
    ومن شعره ما ذكره الزمخشري في ( ربيع الأبرار ) في الباب 34 وهو :
لعمرك للمشيب علي مما فقد تمليت (3) الشباب فصار شيبا ت من الشباب أشد فوتا وأبليت المشيب فصار موتا

1 ـ توجد في أنوار الربيع ص 250 ، ونسمة السحر نقلا عن الثعالبي.
2 ـ نزيب الظباء : أي صوتها.
3 ـ من الملاوة : أي البرهة من الدهر ، يقال : عشت مع الشباب ملاوة.


(65)
    وذكر له الحموي في ( معجم البلدان ) 7 ص 266 قوله :
فيا أسفي على النجف المعرى وما بسط الخورنق من رياض وواأسفا على القناص تغدو وأودية منورة الأقاحي مفجرة بأفنية فساح خرائطها على مجرى الوشاح
    ولعل من هذه القصيدة ما ذكره ابن شهر آشوب له :
وإذ بيتي على رغم الملاحي ووالدي المشار به إذا ما هو البيت المقابل للضراح دعى الداعي بحي على الفلاح
    ومن شعره في ( عمدة الطالب ) ص 269 قوله :
لنا من هاشم هضبات عز تطوف بنا الملائك كل يوم ويهتز المقام لنا ارتياحا مطنبة بأبراج السماء ونكفل في حجور الأنبياء ويلقانا صفاه بالصفاء
    وذكر له ابن شهر آشوب ( في المناقب ) ج 4 ص 39 ط هند قوله :
يا بن من بينه من الدين والاسلا لك خير البنيتين من مسجدي جدّ والمساعي من لدن جدك إسما يوم نيطت بك التمائم ذات ال م بين المقام والمنبرين ك والمنشأين والمسكنين عيل حتى أدرجت في الربطتين ريش من جبرئيل في المنكبين
    ومنها :
أنتما سيدا شباب الجنان يا عديل القرآن من بين ذا الخلق أنتما والقران في الأرض مذ فهما من خلافة الله في الأرض قاله الصادق الحديث ولن يوم الفوزين والروعتين ويا واحدا من الثقلين أزل مثل السماء والفرقدين بحق مقام مستخلفين يفترقا دون حوضه واردين
    أشار إلى ما صح عند أئمة فرق الاسلام من قول النبي صلى الله عليه وآله في خطبة له : إني تارك أو مخلف فيكم الثقلين أو الخليفتين : كتاب الله وعترتي أهل بيتي وإنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض.


(66)
    وله في حديث الثقلين كما في ( المناقب ) 5 ص 18 قوله :
يا آل حاميم الذين بحبهم كان المديح حلي الملوك وكنتم بيت إذا عد المآثر أهله قوم إذا اعتدلوا الحمايل أصبحوا نشأوا بآيات الكتاب فما انثنوا ثقلان لن يتفرقا أو يطفيا وخليفتان على الأنام بقوله فأتوا أكف الآيسين فأصبحوا حكم الكتاب منزل تنزيلا حلل المدايح غرة وحجولا عدوا النبي وثانيا جبريلا متقسمين خليفة ورسولا حتى صدرن كهولة وكهولا بالحوض من ظمأ الصدور غليلا ألحق أصدق من تكلم قيلا ما يعدلون سوى الكتاب عديلا
    وله قوله :
وأنزله منه على رغمة العدى فمن كان في أصحاب موسى وقومه وآخاهم مثلا لمثل فأصبحت فآخا عليا دونكم وأصاره وأنزله منه النبي كنفه فمن نفسه منكم كنفس محمد كهارون من موسى على قدم الدهر كهارون لا زلتم على ظلل الكفر أخوته كالشمس ضمت إلى البدر لكم علما بين الهداية والكفر رواية أبرار تأدت إلى البشر ألا بأبي نفس المطهر والطهر (1)
    كل هذه الأبيات مأخوذة من الأحاديث النبوية الصحيحة من حديث الثقلين وحديث المنزلة وحديث المؤاخاة الآتية في محلها ، وأشار بالبيتين الأخيرين إلى ما أخرجه الحافظ النسائي في خصايصه ص 19 بإسناده عن أبي قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لينتهن بنور ربيعة أو لأبعثن عليهم رجلا كنفسي ينفذ فيهم أمري. الحديث وله في ( المناقب ) قوله في العترة الطاهرة :
هم صفوة الله التي ليس مثلها خيار خيار الناس من لا يحبهم وما مثلهم في العالمين بديل فليس له إلا الجحيم مقيل
    وذكر له أبو نصر المقدسي في ( الظرائف واللطايف ) ص 123 قوله في صديق
1 ـ هذان البيتان الأخيران ذكرهما له البياضي في الصراط المستقيم :

(67)
    له ولدت له بنت فسخطها :
قالوا له : ماذا رزقت ؟ وأجلّ من ولد النساء إن الذين تود من نالوا بفضل البنت ما فأصاح ثمة قال : بنتا أبو البنات فلم جزعتا بين الخلايق ما استطعتا كبتوا به الأعداء كبتا
    وذكر له المقدسي أيضا قوله :
إن صدر النهار أنضر شطر يه كما نضرة الفتى في فتاته
ويوجد له في ( مجموعة المعاني ) ص 59 :
كان يبكيني الغناء سرورا قد مضى ما مضى فليس يرجى فأراني أبكي له اليوم حزنا وبقي ما بقي فما فيه مغنى
    وله في ص 82 :
لا تكتسي النور الرياض إذا والغيث لا يجدي إذا ذرفت وكذاك لو نيل الغنا بيد لم يروهن مخايل المطر آماق مدمعه على حجر لم تجتذب بسواعد القدر
    وله في ( أنوار الربيع ) ص 456 قوله :
يا شادنا أفرغ من فضة كأنما القبلة في خده يهتز أعلاه إذا ما مشى إرحم فتى لما تملكته في خده تفاحة غضه للحسن من رقته عضه وكلنه في يمنه قبضه أقر بالرق فلم ترضه
    وله في ( الأنوار ) ص 480 قوله :
بأبي فم شهد الضمير له كشهادتي لله خالصة والعين لا تغني بنظرتها قبل المذاق بأنه عذب قبل العيان بأنه الرب حتى يكون دليلها القلب
    وله في ص 481 قوله :
كأن هموم الناس في الأرض كلها علي وقلبي بينهم قلب واحد



(68)
ولي شاهدا عدل : سهاد وعبرة وكم مدع للحق من غير شاهد
    وله في ص 528 قوله :
وجه هو البدر إلا أن بينهما في وجه ذاك أخاليط مسودة فضلا تحير عن حافاته النور وفي مضاحك هذا الدر منثور
    وذكر له في ( نشوة السكران ) ص 79 قوله :
عريت عن الشباب وكنت غضا ونحت على الشباب بدمع عيني ألا ليت الشباب يعود يوما كما يعرى عن الورق القضيب فما نفع البكاء ولا النحيب فأخبره بما فعل المشيب (1)
    ولادته ووفاته
    لم نقف على تاريخ ولادة المترجم سيدنا ( الحماني ) غير أن المستفاد من وفاته سنة 301 ، ووفاة والده سنة ست بعد المأتين في خلافة المعتمد كما في ( معروج الذهب ) 2 ص 413 : هو أن السيد كان من المعمرين أدرك القرن الثالث من أوله إلى آخره.
    وأما وفاته فقد اختلف في تاريخها قال النسابة العمري في ( المجدي ) ما ملخصه : ذكر شيخنا أبو الحسن بن جعفر : إن الحماني مات سنة 270 بعد مخرجه من المحبس ، وقال ابن حبيب صاحب التاريخ في اللوامع : إنه مات سنة 301. وهذا هو الصحيح. ا ه‍.
    وقال ابن الأثير في الكامل 7 ص 90 : إنه توفي سنة 260 والله أعلم.
    ونحن نرى الصحيح ما صححه النسابة صاحب ( المجدي ) لمكان أبياته المذكورة في بني طاهر ابن مصعب بعد ما حكم عليهم الدهر ، وانقرضت حكومتهم بعد موت آخر رئيسهم عبيد الله بن عبد الله بن طاهر المتوفى في الثاني عشر من شوال سنة 300 ، فشعره فيهم يقتضي بقائه إلى هذا التاريخ 301.
    ولسيدنا المترجم ذرية كريمة وأحفاد علماء أئمة أعلام ، فيهم من هو في الطليعة من الشعراء والأدباء والخطباء ، وإليه ينتهي نسب الأسرة الشهيرة ( القزوينية )
1 ـ توجد هذه الأبيات بتغيير يسير في ديوان أبي العتاهية ص 23.

(69)
العريقة في العلم والفضل والأدب النازلين في مدن العراق ، كما أن له آباء أعلام نالوا سنام المجد وذروة الشرف ، فمن أولئك جده الأعلى زيد الشهيد ، ويهمنا الآن بيان مجمل اعتقاد الشيعة فيه لإماطة الستر عما هناك من الجنايات المخبئة ، والنسب المختلقة.

زيد الشهيد والشيعة
الإمامية الاثني عشرية
    هو أحد أباة الضيم ، ومن مقدمي علماء أهل البيت ، قد اكتنفته الفضائل من شتى جوانبه ، علم متدفق ، وورع موصوف ، وبسالة معلومة ، وشدة في البأس ، وشمم يضع له كل جامع ، وإباء يكسح عنه أي ضيم ، كل ذلك موصول بشرف نبوي ، ومجد علوي ، وسؤدد فاطمي ، وروح حسيني.
    والشيعة على بكرة أبيها لا تقول فيه إلا بالقداسة ، وترى من واجبها تبرير كل عمل له من جهاد ناجع ، ونهضة كريمة ، ودعوة إلى الرضا من آل محمد ، تشهد لذلك كله أحاديث أسندوها إلى النبي صلى الله عليه وآله وأئمتهم عليهم السلام ، ونصوص علمائهم ، و مدايح شعرائهم وتأبينهم له ، وإفراد مؤلفيهم أخباره بالتدوين.
    أما الأحاديث فمنها قول رسول الله صلى الله عليه وآله للحسين السبط : يخرج من صلبك رجل يقال له : زيد يتخطا هو وأصحابه رقاب الناس يدخلون الجنة بغير حساب (1).
    وقوله صلى الله عليه وآله فيه : إنه يخرج ويقتل بالكوفة ويصلب بالكناسة ، يخرج من قبره نبشا ، وتفتح لروحه أبواب السماء ، وتبتهج به أهل السموات والأرض (2)
    وقول أمير المؤمنين عليه السلام وقد وقف على موضع صلبه بالكوفة فبكى وبكى أصحابه فقالوا له : ما الذي أبكاك ؟! قال : إن رجلا من ولدي يصلب في هذا الموضع ، من رضي أن ينظر إلى عورته أكبه الله على وجهه في النار (3).
1 ـ عيون أخبار الرضا لشيخنا الصدوق في الباب ال‍ 25 ، وكفاية الأثر.
2 ـ عيون أخبار الرضا لشيخنا الصدوق.
3 ـ كتاب الملاحم لسيدنا ابن طاوس في الباب ال‍ 31.


(70)
    وقول الإمام الباقر محمد بن علي عليهما السلام : أللهم اشدد أزري بزيد. وكان إذا نظر إليه يمثل :
لعمرك ما إن أبو مالك ولا بالألد له وازع ولكنه هين لين إذا سدته سدت مطواعة أبو مالك قاصر فقره بواه ولا بضعيف قواه يعادي أخاه إذا ما نهاه كعالية الرمح عرد نساه ومهما وكلت إليه كفاه على نفسه ومشيع غناه (1)
    ودخل عليه زيد فلما رآه تلا : يا أيها الذين آمنوا كونوا قوامين بالقسط شهداء لله. ثم قال : أنت والله يا زيد من أهل ذلك (2)
    وقول الصادق عليه السلام : إنه كان مؤمنا ، وكان عارفا ، وكان عالما ، وكان صدوقا ، أما إنه لو ظفر لوفى ، أما إنه لو ملك لعرف كيف يصنعها (3)
    وقوله الآخر لما سمع قتله : إنا لله وإنا إليه راجعون ، عند الله أحتسب عمي إنه كان نعم العم ، إن عمي كان رجلا لدنيانا وآخرتنا ، مضى والله عمي شهيدا كشهداء استشهدوا مع رسول الله وعلي والحسين مضى والله شهيدا (4)
    وقوله الآخر : إن زيدا كان عالما ، وكان صدوقا ، ولم يدعكم إلى نفسه وإنما دعاكم إلى الرضا من آل محمد ، ولو ظفر لوفى بما دعاكم إليه ، وإنما خرج إلى سلطان مجتمع لينقضه (5).
    وقوله الآخر في حديث : أما الباكي على زيد فمعه في الجنة ، أما الشامت فشريك في دمه.
    وقول الرضا سلام الله عليه ، إنه كان من علماء آل محمد غضب لله فجاهد أعداءه
1 ـ الأغاني 20 ص 127.
2 ـ الروض النضير 1 ص 55.
3 ـ رجال الكشي ص 184.
4 ـ عيون أخبار الرضا.
5 ـ الكافي.
كتاب الغدير ـ الجزء الثالث ::: فهرس