كتاب الغدير ـ الجزء الثالث ::: 71 ـ 80
(71)
حتى قتل. (1) والأحاديث في ذلك كثيرة وإنما اقتصرنا على المذكور تحريا للايجاز.
    وأما نصوص العلماء فدونك كلمة الشيخ المفيد في إرشاده ، والخزار القمي في كفاية الأثر ، والنسابة العمري في المجدي ، وابن داود في رجاله ، والشهيد الأول في قواعده ، والشيخ محمد بن الشيخ صاحب المعالم في شرح الاستبصار ، والاستر ابادي في رجاله ، وابن أبي جامع في رجاله ، والعلامة المجلسي في مرآة العقول ، وميرزا عبد الله الاصبهاني في رياض العلماء ، والشيخ عبد النبي الكاظمي في تكملة الرجال ، و الشيخ الحر العاملي في خاتمة الوسائل ، والسيد محمد جد آية الله بحر العلوم في رسالته ، والشيخ أبي علي في رجاله ، وشيخنا النوري في خاتمة المستدرك ، وشيخنا المامقاني في تنقيح المقال.
    إلى كثيرين من أمثالهم فقد اتفقوا جميعا على معنى واحد هو تنزيه ساحة زيد عن أي عاب وشية ، وإن دعوته كانت إلهية ، وجهاده في سبيل الله.
    ويعرب عن رأي الشيعة جمعا ، قول شيخهم بهاء الملة والدين العاملي في رسالة إثبات وجود الإمام المنتظر : إنا معشر الإمامية لا نقول في زيد بن علي إلا خيرا ، والروايات عن أئمتنا في هذا المعنى كثيرة. وقال العلامة الكاظمي في التكملة : إتفق علماء الاسلام على جلالة زيد وورعه وفضله.
    وأما شعراء الشيعة فللكميت من هاشمياته قصيدة يرثي بها زيد بن علي وابنه الحسين ويمدح بني هاشم مطلعها :
ألا هل عم في رأيه متأمل ؟! وهل مدبر بعد الاساءة مقبل ؟!
    وله قوله في زيد :
يعز على أحمد بالذي خبيث من العصبة الأخبثين أصاب ابنه أمس من يوسف (2) وإن قلت : زانين ، لم أقذف
    وقال سديف بن ميمون في قصيدة له :
لا تقيلن عبد شمس عثارا واقطعوا كل نحلة وغراس

1 ـ عيون الأخبار لشيخنا الصدوق.
2 ـ يوسف بن عمر الثقفي عامل هشام على العراق وهو قاتل زيد.


(72)
واذكروا مصرع الحسين وزيد وقتيلا بجانب المهراس (1)
    وقال أبو محمد العبدي الكوفي المترجم في كتابنا 2 ص 326 ـ 329 ط ثاني :
حسبت أمية أن سترضى هاشم كلا ورب محمد وإلهـه وتذل ذل حليلة لحليلها عنها ويذهب زيدها وحسينها حتى تباع سهولها وحزونها بالمشرفي وتسترد ديونها
    وقال السيد الحميري [ المترجم 2 ص 231 ـ 228 ] كما في تاريخ الطبري 8 ص 278 :
بت ليلي مسهدا ولقد قلت قولة لعن الله حـوشبا ويزيدا فإنه ألف ألف وألف ألـ إنهم حاربوا الالـ شركوا في دم المطهر ثم عالوه فوق جذع يا خراش بن حوشب (2) ساهـر الطرف مقصدا وأطلت التـبلدا : وخراشا ومـزبدا كان أعتى وأعندا فمن اللعن سرمدا ـه وآذوا محمـدا زيد تعندا صريعا مجردا أنت أشقى الورى غدا
    ورثاه الفضل بن عبد الرحمن بن ربيعة بن الحارث بن عبد المطلب المتوفى 129 بقصيدة أولها :
ألا يا عين لا ترقي وجودي غداة ابن النبي أبو حسين بدمعك ليس ذا حين الجمود صليب بالكناسة فوق عود
    وأبو ثميلة صالح بن ذبيان الراوي عن زيد بقصيدة مستهلها :
أأبا الحسين أعار فقدك لوعة من يلق ما لاقيت منها يكمد
    والوزير الصاحب بن عباد بمقطوعة أولها :
1 ـ ماء بجبل أحد والقتيل بجنبه حمزة بن عبد المطلب سلام الله عليهما.
2 ـ يقال : إن خراش بن حوشب هو الذي أخرج جسد زيد الشهيد من مدفنه الشريف


(73)
بدى من الشيب في رأسي تفاريق هذا فلا لهو من هم يعوقني وحان للهو تمحيق وتطليق بيوم زيد وبعض الهم تعويق
    وقال أبو الحسن ابن حماد في أبيات له تأتي :
ودليل ذلك قول جعفر عندما : لو كان عمي ظافرا لوفى بما عزي بزيد قال كالمستعبر قد كان عاهد غير أن لم يظفر
    والشيخ صالح الكواز في قصيدة يرثي بها الإمام السبط قوله :
وزيد وقد كان الآباء سجية كأن عليه القي الشيخ الذي لآبائه الغر الكرام الأطايب تشكل فيه شبه عيسى لصالب
    وقال الشيخ يعقوب النجفي المتوفى 1329 :
يبكي الإمام لزيد حين يذكره فكيف حال علي بن الحسين وقد وإن زيدا بسهم واحد ضربا رأى ابنه لنبال القوم قد نصبا ؟!
    وللشيخ ميرزا محمد علي الأوردبادي قصيدة في مدحه ورثائه أولها :
أبت علياؤه إلا الكرامة فلم تقبر له نفس مضامه
( 25 بيتا )
    وللسيد مهدي الأعرجي قصيدة في رثائه مطلعها :
خليلي عوجا بي على ذلك الربع لأسقيه إن شح الحيا هاطل الدمع
( 19 بيتا )
    ورثاه السيد علي النقي النقوي اللكهنوي بقصيدة استهلها :
أبى الله للأشراف من آل هاشم سوى أن يموتوا في ضلال الصوارم
( 22 بيتا )
    وللشيخ جعفر نقدي قصيدة في رثائه أولها :
يا منزل بالبلاغيبن أرسمه يبكيه شجوا على بعد متيمه
( 31 بيتا )
    وأفرد غير واحد من أعلام الإمامية تأليفا في زيد وفي فضله ومآثره ، فمنهم :
    1 ـ إبراهيم بن سعيد بن هلال الثقفي المتوفى 283 ، له كتاب أخبار زيد.


(74)
    2 ـ محمد بن زكريا مولى بني غلاب المتوفى 298 ، له كتاب أخبار زيد.
    3 ـ الحافظ أحمد بن عقدة المتوفى 333 ، له كتاب من روى أخبار زيد ومسنده.
    4 ـ عبد العزيز بن يحيى الجلودي المتوفى 368 ، له كتاب أخبار زيد.
    5 ـ محمد بن عبد الله الشيباني المتوفى 372 ، له كتاب فضايل زيد.
    6 ـ الشيخ الصدوق أبو جعفر القمي المتوفى 381 ، له كتاب في أخباره.
    7 ـ ميرزا محمد الاسترابادي صاحب الرجال الكبير.
    8 ـ السيد عبد الرزاق المقرم. أحد أعلام العصر المنقدين المكثرين من التأليف في المذهب ، على تضلعه في العلم ، وقدمه في الشرف ، واحتوائه للمآثر الجليلة ، و من مهمات تآليفه وأوفرها فائدة كتاب الإمام السبط المجتبى ، وكتاب حياة الإمام السبط الشهيد ومقتله ، وكتاب السيدة سكينة ، ورسالة في علي بن الحسين الأكبر ، وكتاب زيد الشهيد ، وكتاب في تنزيه المختار بن أبي عبيد الثقفي طبع مع كتاب زيد ، و كتاب أبي الفضل العباس بن أمير المؤمنين. إلى غيرها من كتابات ورسائل قد جمع فيها وأوعى وأتى بما خلت عنه زبر الأولين فحياه الله ووفقه للخير كله.
    القول الفصل
    هذا زيد ومقامه وقداسته عند الشيعة جمعاء ، فلست أدري أين يكون إذن مقيل قول ابن تيمية من مستوى الحقيقة : إن الرافضة رفضوا زيد بن علي بن الحسين ومن والاه وشهدوا عليه بالكفر والفسق ؟! (1) وتبعه على هذه الهفوة السيد محمود الآلوسي في رسالته المطبوعة في كتاب ( السنة والشيعة ) ص 52 وقال : الرافضة مثلهم كمثل اليهود الرافضة يبغضون كثيرا من أولاد فاطمة رضي الله عنها بل يسبونهم كزيد بن علي ، وقد كان في العلم والزهد على جانب عظيم. وأخذ عنه القصيمي هذه الأكذوبة وذكرها في كتابه ( الصراع بن الاسلام والوثنية ).
    ذكر هؤلاء عزوهم المختلق هذا إلى الشيعة في عداد مساويهم فشنوا عليهم الغارات ، ألا من يسائلهم عن أن الشيعة متى لهجت بهذه ؟! ومن ذا الذي حكاها ؟!
1 ـ منهاج السنة 2 ص 126.

(75)
وعلى أي كتاب تستند مزعمتهم ؟! ومن ذا الذي شافههم بها حيث خلت عنها الكتب ؟!
    نعم : لم يقصدوا إلا إسقاط محل الشيعة بهذه السفاسف فكشفوا عن سوءة إفكهم وإذا كان الكاتب عن أي أمة لا يعرف شيئا من معالمهم وأحوالهم ، أو يعرفها ثم يقلبها ظهرا لبطن ، يكون مثل هؤلاء الكتبة موردا للمثل : حن قدح ليس منها.
    وكأن هؤلاء المدافعون عن ساحة قدس زيد يحسبون القراء جهلاء بالتاريخ الاسلامي ، وأنهم لا يعرفون شيئا منه ، وتخفى عليهم حقيقة هذا القول المزور.
    ألا من مسائل هؤلاء عن أن زيدا إن كان عندهم وعند قومهم في جانب عظيم من العلم والزهد فبأي كتاب أم بأية سنة حاربه أسلافهم وقاتلوه وقتلوه وصلبوه و وأحرقوه وداروا برأسه في البلاد ؟!
    أليس منهم ومن قومهم أمير مناوئيه وقاتله : يوسف بن عمر ؟!
    أو ليس منهم صاحب شرطته : العباس بن سعد ؟!
    أو ليس منهم قاطع رأسه الشريف : ابن الحكم بن الصلت ؟!
    أو ليس منهم مبشر يوسف بن عمر بقتله : الحجاج بن القاسم ؟!
    أو ليس منهم خراش بن حوشب الذي أخرج جسده من قبره ؟!
    أو ليس من خلفائهم الآمر بإحراقه : وليد أو هشام بن عبد الملك ؟!
    أو ليس منهم حامل رأسه إلى هشام : زهرة بن سليم ؟!
    أو ليس من خلفائهم هشام بن عبد الملك وقد بعث رأس زيد إلى مدينة الرسول فنصب عند قبر النبي يوما وليلة ؟!
    أو ليس هشام بن عبد الملك كتب إلى خالد القسري يقسم عليه أن يقطع لسان الكميت شاعر أهل البيت ويده بقصيدة رثى بها زيد بن علي وابنه ومدح بني هاشم ؟!
    أو ليس عامل خليفتهم بالمدينة : محمد بن إبراهيم المخزومي ، كان يعقد حفلات بها سبعة أيام ويخرج إليها ويحضر الخطباء فيها فيلعنون هناك عليا وزيدا وأشياعهم ؟! أو ليس من شعراء قومهم الحكيم الأعور ؟! وهو القائل :
صلبنا لكم زيدا على جذع نخلة وقستم بعثمان عليا سفاهة ولم نر مهديا على الجذع يصلب وعثمان خير من علي وأطيب


(76)
    أو ليس سلمة بن الحر بن الحكم شاعرهم هو القائل في قتل زيد ؟!
وأهلكنا جحاجح من قريش وكنا أس ملكهم قديما ضمنا منهم نكلا وحزنا فأمسى ذكرهم كحديث أمس وما ملك يقوم بغير اُسّ ولكن لا محالة من تأس
    أو ليس منهم من يقول بحيال رأس زيد وهو مصلوب بالمدينة ؟! :
ألا يا ناقض الميثاق نقضت العهد والميثاق لقد أخلف إبليس الذي أبشر بالذي ساكا قدما كان قدماكا قد كان مناكا
    هذه حقيقة الحال ، فاقض ما أنت قاض.
أفمن هذا الحديث تعجبون وتضحكون
ولا تبكون وأنتم سامدون

سورة النجم 60 ، 61


(77)
نقد وإصلاح
حول الكتب والتآليف المزورة
    وإذ لم تكن هذه الفرية الشائنة على الشيعة ( حول زيد الشهيد ) مجردة عن أمثالها الكثيرة في كتب القوم قديما وحديثا وهي بذرة كل شر وفساد ، تحيي في النفوس نعرات الطائفية ، وتفرق جمع الاسلام ، وتشتت شمل الأمة ، و تضاد الصالح العام يهمنا أن نذكر جملة منها عن عدة من الكتب ليقف القارئ على ما لهم من هوس وهياج في تخذيل عواطف المجتمع عن الشيعة ، وليعرف محلهم من الصدق والأمانة ، وليتخذ به المتكلم دروسا عالية في معرفة الآراء والمعتقدات ، ويظهر للمفسر ما حرفته يد التأويل من آي الكتاب العزيز مواضعها ، وللفقيه ما لعبت به أيدي الهوى من أحكام الله ، وللمحدث ما ضيعته الأهواء المضلة من السنة النبوية ، وللأخلاقي مصارع الهوى ومساقط الاستهتار ، وبذلك كله يتخذ المؤلف دستورا صحيحا ، و خطة راقية ، وأسلوبا صالحا ، وأدبا بارعا في التأليف.
ولئن اتبعت أهواءهم من بعد ما جاءك من العلم
إنك إذا لمن الظالمين

سورة البقر 145.


(78)
1 ـ العقد الفريد (1)
    قد يحسب القارئ لأول وهلة أنه كتاب أدب لا كتاب مذهب ، فيرى فيه نوعا من النزاهة ، غير أنه متى أنهى سيره إلى مناسبات المذهب تجد مؤلفه ذلك المهوس المهملج ، ذلك الأفاك الأثيم قال 1 ص 269 :
    1 ـ الرافضة يهود هذه الأمة يبغضون الاسلام كما يبغض اليهود النصرانية.
    ج ـ كيف يرتضي القارئ هذه الكلمة القارصة ؟! وبين يديه القرآن المجيد و فيه قوله تعالى : إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات أولئك هم خير البرية. وقد ثبت فيها عن النبي صلى الله عليه وآله قوله لعلي : هم أنت وشيعتك (2).
    وكيف يرتضيها ؟! وهو يقرأ في الحديث قول الرسول الأمين صلى الله عليه وآله لعلي عليه السلام : أنت وشيعتك في الجنة. ( تاريخ بغداد 12 289 ).
    وقوله صلى الله عليه وآله : وسلم إذا كان يوم القيامة دعي الناس بأسمائهم وأسماء أمهاتم إلا هذا ( يعني عليا ) وشيعته فإنهم يدعون بأسمائهم وأسماء آبائهم لصحة ولادتهم (3).
    وقوله صلى الله عليه وآله لعلي : يا علي ؟ إن الله قد غفر لك ولذريتك ولولدك ولأهلك و شيعتك ولمحبي شيعتك (4).
    وقوله صلى الله عليه وآله : إنك ستقدم على الله أنت وشيعتك راضين مرضيين (5).
    وقوله صلى الله عليه وآله وسلم : أنت أول داخل الجنة من أمتي ، وأن شيعتك على منابر من
1 ـ تأليف شهاب الدين ابن عبد ربه المالكي المتوفى 328.
2 ـ راجع الجزء الثاني من كتابنا ص 57 ط ثاني.
3 ـ مروج الذهب 2 ص 51.
4 ـ الصواعق ص 96 ، 139 ، 140.
5 ـ نهاية ابن الأثير 3 ص 276.


(79)
نور مسرورون مبيضة وجوههم حولي ، أشفع لهم فيكونون غدا في الجنة جيراني (1).
    وقوله صلى الله عليه وآله : أنا الشجرة وفاطمة فرعها وعلي لقاحها والحسن والحسين ثمرتها وشيعتنا ورقها وأصل الشجرة في جنة عدن وسائر ذلك في سائر الجنة (2).
    وقوله صلى الله عليه وآله : يا علي إن أول أربعة يدخلون الجنة أنا وأنت والحسن و الحسين ، وذرارينا خلف ظهورنا ، وأزواجنا خلف ذرارينا ، وشيعتنا عن أيماننا وعن شمائلنا (3).
    وفي لفظ : أما ترضى إنك معي في الجنة والحسن والحسين وذريتنا خلف ظهورنا ؟! الحديث (4).
    وقوله صلى الله عليه وآله : إن هذا ( يعني عليا ) وشيعته هم الفائزون يوم القيامة (5).
    م ـ وقوله صلى الله عليه وآله في خطبة له أيها الناس من أبغضنا أهل البيت حشره الله يوم القيامة يهوديا. فقال جابر بن عبد الله : يا رسول الله وإن صام وصلى ؟! قال : و إن صام وصلى وزعم أنه مسلم ، احتجر بذلك من سفك دمه وأن يؤدي الجزية عن يد وهم صاغرون ، مثل لي أمتي في الطين فمر بي أصحاب الرايات فاستغفرت لعلي وشيعته. أخرجه الهيثمي في مجمع الزوايد 9 ص 172 ].
    م ـ وقوله صلى الله عليه وآله : شفاعتي لأمتي من أحب أهل بيتي وهم شيعتي. تاريخ الخطيب 2 ص 146 ].
    2 ـ قال : محبة الرافضة محبة اليهود قالت اليهود : لا يكون الملك إلا في آل داود. وقالت الرافضة : لا يكون الملك إلا في آل علي بن أبي طالب.
    ج ـ إن كانت في قول الرافضة تبعة فهي على مخلف آل علي صلى الله عليه وآله بقوله الصحيح
1 ـ مجمع الزوايد 9 ص 131 ، كفاية الطالب 135.
2 ـ راجع من هذا الجزء ص 8 ط 2.
3 ـ أخرجه الطبراني عن أبي رافع ، وابن عساكر عن علي عليه السلام في تاريخه 4 ص 318 ، ويوجد في الصواعق 96 ، وتذكرة السبط 31 ، ومجمع الزوايد 9 ص 131 ، وكنوز الحقائق هامش الجامع الصغير 2 ص 16.
4 ـ أخرجه أبو سعد في شرف النبوة كما في الرياض النضرة 2 ص 209.
5 ـ راجع من كتابنا 2 ص 57 ، 58 ط ثاني.


(80)
الثابت المتواتر المتسالم عليه المروي عن بضع وعشرين صحابيا كما في الصواعق ص 136 : إني تارك أو مخلف فيكم الثقلين ، أو : الخليفتين. ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي كتاب الله وعترتي أهل بيتي ، وإنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض.
    فقد خطب به الصادع بالحق على رؤس الاشهاد في ملاء من الصحابة تبلغ عدتهم مائة ألف أو يزيدون ، وأنا في ذلك المحتشد الحافل عن خلافة آل بيته الطاهر و علي سيدهم وأبوهم.
    وهذا الإمام الزرقاني المالكي يحكي في شرح المواهب 7 ص 8 عن العلامة السمهودي أنه قال : هذا الخبر يفهم وجود من يكون أهلا للتمسك به من عترته في كل زمن إلى قيام الساعة حتى يتوجه الحث المذكور على التمسك به كما أن الكتاب كذلك ، فلذا كانوا أمانا لأهل الأرض فإذا ذهبوا ذهب أهل الأرض. ا ه‍.
    فأي رجل يسعه أن يسمع قوله صلى الله عليه وآله في لفظ من حديث الثقلين : إني قد تركت فيكم ما إن أخذتم به لن تضلوا بعدي : الثقلين. الحديث ؟! (1)
    أو يقرأ قوله صلى الله عليه وآله في لفظه الآخر : أيها الناس إني تارك فيكم أمرين لن تضلوا إن اتبعتموهما ، وهما : كتاب الله وأهل بيتي عترتي ؟!
    أو يقرع سمعه قوله صلى الله عليه وآله في لفظه الثالث : فسألت ذلك لهما ( الثقلين ) ربي فلا تقدموهما فتهلكوا ، ولا تقصروا عنهما فتهلكوا ، ولا تعلموهما فهم أعلم منكم ؟!
    أو يقف على قوله في لفظه الرابع : وناصر هما لي ناصر ، وخاذلهما لي خاذل ، ووليهما لي ولي ، وعدوهما لي عدو ؟! (2)
    ثم لا يتبع آل علي ولا يتخذهم إلى الله سبل السلام ، أو يقتدي بغيرهم ويضل عن سبيل الله ؟! حاش لله. إنا هديناه السبيل إما شاكرا وإما كفورا.
    وما ذنب الشيعة بعد قول نبيهم صلى الله عليه وآله وسلم : من سره أن يحيى حياتي ويموت مماتي ويسكن جنة عدن غرسها ربي فليوال عليا من بعدي ، وليوال وليه ، وليتقد بأهل بيتي من بعدي ، فإنهم عترتي خلقوا من طينتي ، ورزقوا فهمي وعلمي ، فويل للمكذبين
1 ـ أخرجه الترمذي وأحمد وجمع كثير من الحفاظ والأئمة.
2 ـ راجع في هذه الألفاظ الجزء الأول من كتابنا ص 31 ـ 38 ط ثاني.
كتاب الغدير ـ الجزء الثالث ::: فهرس