كتاب الغدير ـ الجزء الثالث ::: 91 ـ 100
(91)
3
الفرق بين الفِرَق
تأليف أبي منصور عبد القاهر بن طاهر البغدادي
المتوفى 429 في 355 صفحة
    لم يترك هذا المؤلف في قوس إفكه منزعا لم يرم به الشيعة ، إنما قحمه في هذه المهلكة حسبانه في ص 309 أنه لم يكن في الروافض قط إمام في الفقه ، ولا إمام في رواية الحديث ، ولا إمام في اللغة والنحو ، ولا موثوق به في نقل المغازي والسير والتواريخ ، ولا إمام في التأويل والتفسير ، وإنما كان أئمة هذه العلوم على الخصوص والعموم أهل السنة والجماعة.
    وحمد الله على ذلك. وكأن هذه المزعمة عنه كانت عامة حتى للأجيال القادمة نظرا إلى الغيب من وراء ستر رقيق ، وبذلك أمن أن يكون من بعده من يكشف عورته ويطعن في أمانته في العزو ، أو إن كتب الشيعة وعلمائها المضادة لهاتيك النسب تكذبه بأنفسها.
     وإن تعجب فعجب أنه كان نصب عيني الرجل في بيئته ( بغداد ) رجالات من الشيعة لا يطعن في إمامتهم في كل ما ذكره من العناوين وكانت بيدهم أزمة الزعامة كشيخ الأمة ومعلمها محمد بن محمد بن النعمان المفيد. وعلم الهدى سيدنا المرتضى. والشريف الرضي. وأبي الحسين النجاشي. والشيخ أبي الفتح الكراجكي. والشريف أبي يعلى. وسلار الديلمي. ونظرائهم فهو إما أنه لم يحس بهم لخلل في حسه المشترك ، أو إنه مندفع إلى الانكار بدافع الحنق ، وأياما كان فنحن لا نبالي بما هو فيه ، وكل قصدنا تنبيه القارئ إلى خطة الرجل حتى لا يغتر بماله من صخب وتركاض.
     ولعلك تعرف شيئا مما حوته صفحات هذا الكتاب المزور من الكذب والزور والبهت والتدجيل والتمويه عندما تقف على كلماتنا حول ما يضاهيه من الكتب المزورة.
ولئن اتبعت أهواءهم بعد ما جاءك من العلم
مالك من الله من ولي ولا واق

سورة الرعد 37


(92)
4
الفصل في الملل والنحل (*)
    يجب على من يكتب في الملل والنحل قبل كل شيء الالتزام بالصدق والأمانة أكثر ممن يؤلف في التاريخ والأدب حتى يأمن بوائق هذا الفن من قذف الأمم من غير استناد إلى ركن وثيق ، وتشويه سمعة الأبرياء بمجرد الوهم أو الخيال ، فلا يخط إلا وهو متثبت في النقل ، معتمد على أوثق المصادر ، حتى يكون ذلك معذرا له عند المولى سبحانه ، فلا يؤاخذ بالبهت على الناس والوقيعة فيهم.
    غير أن ابن حزم لم يلتزم بهذا الواجب بل إلتزم بضده في كلا ما يكتب ، فطفق ينسق الأقاويل ، ويروقه تكثير المذاهب ، وقذف من يخالفه في المبدء. فإليك نماذج من تحكماته قال :
    1 ـ إن الروافض ليسوا من المسلمين إنما هي فرق أولها بعد موت النبي بخمس وعشرين سنة ، وكان مبدئها إجابة ممن خذله الله لدعوة من كاد الاسلام ، وهي طائفة تجري مجرى اليهود والنصارى في الكذب والكفر.
    ج ـ لعمر الحق إن هذه جمل قارصة تندى منها جبهة الانسانية ولو كان الظاهري يحملها لوجب أن ينتصب عرقا ولكن..
    وليت شعري كيف يمكن سلب الاسلام عن قوم يستقبلون القبلة في فرايضهم ، ويلهجون بالشهادتين فيها ، ويحملون القرآن ويعملون به ويتبعون سنة النبي الأقدس ؟! وملأ الدنيا كتبهم في العقائد والأحكام فهي شهيدة لهم على ما قلناه بعد أعمالهم الخارجية.
    وكيف يسع الرجل هذا الحكم البات ؟! وآلاف من الشيعة هم مشايخ أعلام السنة ورواة الحديث في صحاحهم الست وغيرها من المسانيد وهي مراجع قومه في معتقداتهم وأحكامهم وآرائهم نظراء : أبان بن تغلب الكوفي ، إبراهيم بن يزيد الكوفي ، أبو عبد الله الجدلي.
* ) تأليف ابن حزم الظاهري الأندلسي المتوفى 456 ، راجع ج 1 ص 290.

(93)
أحمد بن المفضل الحفري ، إسماعيل بن أبان الكوفي ، إسماعيل بن خليفة الكوفي إسماعيل بن زكريا الكوفي إسماعيل بن عبد الرحمن إسماعيل بن موسى الكوفي تليد بن سليمان الكوفي ثابت أبو حمزة الثمالي ثوير بن أبي فاختة الكوفي جابر بن يزيد الجعفي جرير بن عبد الحميد الكوفي جعفر بن زياد الكوفي جعفر بن سليمان البصري جميع بن عميرة الكوفي الحارث بن حصيرة الكوفي الحارث بن عبد الله الهمداني حبيب بن أبي ثابت الكوفي الحسن بن حي الهمداني حكم بن عتيبة الكوفي حماد بن عيسى الجهني خالد بن مخلد القطواني أبو الحجاف ابن أبي عوف زبيد بن الحارث الكوفي زيد بن الحباب الكوفي سالم بن أبي الجعد الكوفي سالم بن أبي حفصة الكوفي سعد بن طريف الكوفي سعيد بن خثيم الهلالي سلمة بن الفضل الأبرش سلمة بن كهيل الحضرمي سليمان بن صرد الكوفي سليمان بن طاخان البصري سليمان بن قرم الكوفي سليمان بن مهران الكوفي شعبة بن الحجاج البصري صعصعة بن صوحان العبيدي طاوس بن كيسان الهمداني ظالم بن عمرو الدؤلي أبو الطفيل عامر المكي عباد بن يعقوب الكوفي عبد الله بن داود الكوفي عبد الله بن شداد الكوفي عبد الله بن عمر الكوفي عبد الله بن لهيعة الحضرمي عبد الله بن ميمون القداح عبد الرحمن بن صالح الأزدي عبد الرزاق بن همام الحميري عبد الملك بن أعين عبيد الله بن موسى الكوفي عثمان بن عمير الكوفي عدي بن ثابت الكوفي عطية بن سعد الكوفي العلاء بن صالح الكوفي علقمة بن قيس النخعي علي بن بديمة علي بن الجعد الجوهري علي بن زيد البصري علي بن صالح علي بن غراب الكوفي علي بن قادم الكوفي علي بن المنذر الطرائفي علي بن هاشم الكوفي عمار بن معاوية الكوفي عمار بن زريق الكوفي عمرو بن عبد الله السبيعي عوف بن أبي جميلة البصري فضل بن دكين الكوفي فضيل بن مرزوق الكوفي فطر بن خليفة الكوفي مالك بن إسماعيل الكوفي محمد بن حازم الكوفي محمد بن عبيد الله المدني محمد بن فضيل الكوفي محمد بن مسلم الطائفي محمد بن موسى المدني


(94)
محمد بن عمار الكوفي معروف بن خربوذ الكرخي منصور بن المعتمر الكوفي المنهال بن عمرو الكوفي موسى ين قيس الحضرمي نفيع بن الحارث الكوفي نوح بن قيس الحداني هارون بن سعد الكوفي هاشم بن البريد الكوفي هبيرة بن بريم الحميري هشام بن زياد البصري هشام بن عمار الدمشقي وكيع بن الجراح الكوفي يحيى بن الجزار الكوفي يزيد بن أبي زياد الكوفي (1).
    هؤلاء جمع ممن احتج بهم الأئمة الستة في صحاحهم ، أضف إليهم رجال الشيعة من الصحابة الأكرمين ، والتابعين الأولين ، وأعلام البيت العلوي الطاهر من الذين يحتج بهم وبحديثهم وأنهى أئمة أهل السنة إليهم الاسناد في الصحاح والسنن والمسانيد و هم مصرحون بثقتهم وعدالتهم.
    فلو كانت الشيعة ( كما زعمه ابن حزم ) خارجين عن الاسلام فما قيمة تلك الصحاح ؟! وتلك المسانيد ؟! وتلك السنن ؟! وما قيمة مؤلفيها أولئك المشايخ وأولئك الأئمة و أولئك الحفاظ ؟! وما قيمة تلكم المعتقدات والآراء المأخوذة ممن ليسوا من المسلمين ؟! أللهم غفرانك وإليك المصير وأنت القاضي بالحق.
    نعم : ذنبهم الوحيد الذي لا يغفر عند ابن حزم أنهم يوالون عليا أمير المؤمنين عليه السلام وأولاده الأئمة الأمناء صلوات الله عليهم اقتداء بالكتاب والسنة ، ومن جراء ذلك يستبيح صاحب الفصل من أعراضهم ما لا يستباح من مسلم ، والله هو الحكم الفاصل وأما ما حسبه من أن مبدء التشيع كان إجابة ممن خذله الله لدعوة من كاد الاسلام وهو يريد عبد الله بن سبا الذي قتله أمير المؤمنين عليه السلام إحراقا بالنار على مقالته الإلحادية وتبعته شيعته على لعنه والبرائة منه.
    فمتى كان هذا الرجس من الحزب العلوي حتى تأخذ الشيعة منه مبدء ها القويم ؟! وهل تجد شيعيا في غضون أجيالها وأدوارها ينتمي إلى هذا المخذول ويمت به ؟! لكن الرجل أبى إلا أن يقذفهم بكل مائنة شائنة ، ولو استشف الحقيقة لعلم بحق اليقين أن ملقي هذه البذرة التشيع هو مشرع الاسلام صلى الله عليه وآله يوم كان يسمي
1 ـ راجع في ترجمة هؤلاء وتفصيل حديثهم المراجعات لسيدنا المجاهد حجة الاسلام شرف الدين ص 41 ـ 105.

(95)
من يوالي عليا عليه السلام بشيعته ويضيفهم إليه ويطريهم ويدعو أمته إلى موالاته وإتباعه راجع ص 78.
    ولتفاهة هذه الكلمة لا نسهب الافاضة في رده ونقتصر على كلمة ذهبية للأستاذ محمد كرد علي في خطط الشام 6 ص 251 قال : أما ما ذهب إليه بعض الكتاب من أن مذهب التشيع من بدعة عبد الله بن سباء المعروف بابن السوداء فهو وهم وقلة علم بتحقيق مذهبهم ، ومن علم منزلة هذا الرجل عند الشيعة وبرائتهم منه ومن أقواله وأعماله وكلام علمائهم في الطعن فيه بلا خلاف بينهم في ذلك علم مبلغ هذا القول من الصواب.
    2 ـ قال : كذب من قال : بأن عليا كان أكثر الصحابة علما ( 4 ص 136 ) ثم بسط القول في تقرير أعلمية أبي بكر وتقدمه على علي في العلم ببيانات تافهة إلى أن قال : علم كل ذي حظ من العلم أن الذي كان عند أبي بكر من العلم أضعاف ما كان عند علي منه.
    وقال في تقدم عمر على علي في العلم : علم كل ذي حس علما ضروريا أن الذي كان عند عمر من العلم أضعاف ما كان عند علي من العلم. إلى أن قال : فبطل قول هذه الوقاح الجهال ، فإن عاندنا معاند في هذا الباب جاهل أو قليل الحياء لاح كذبه وجهله فإنا غير مهتمين على حط أحد من الصحابة عن مرتبته.
    ج ـ أنا لست أدري أأضحك من هذا الرجل جاهلا ؟! أم أبكي عليه مغفلا ؟! أم أسخر منه معتوها ؟! فإن مما لا يدور في أي خلد الشك في أن أمير المؤمنين عليا عليه السلام كان يربو بعلمه على جميع الصحابة ، وكانوا يرجعون إليه في القضايا والمشكلات ولا يرجع إلى أحد منهم في شيء ، وإن أول من اعترف له بالأعلمية نبي الاسلام صلى الله عليه وآله بقوله لفاطمة : أما ترضين أني زوجتك أول المسلمين إسلاما وأعلمهم علما (1).
    وقوله صلى الله عليه وآله وسلم لها : زوجتك خير أمتي أعلمهم علما ، وأفضلهم حلما ، وأولهم سلما (2).
    وقوله صلى الله عليه وآله لها : إنه لأول أصحابي إسلاما ، أو : أقدم أمتي سلما ، وأكثرهم
1 ـ مستدرك الحاكم 3 ، كنز العمال 6 ص 13.
2 ـ أخرجه الخطيب في المتفق ، السيوطي في جمع الجوامع كما في ترتيبه 6 ص 398.


(96)
علما ، وأعظمهم حلماً (1).
    وقوله صلى الله عليه وآله وسلم : أعلم أمتي من بعدي علي بن أبي طالب (2).
    وقوله صلى الله عليه وآله : وسلم علي وعاء علمي ووصيي وبابي الذي أوتى منه (3).
    وقوله صلى الله عليه وآله وسلم : علي باب علمي ومبين لأمتي ما أرسلت به من بعدي (4).
    وقوله صلى الله عليه وآله وسلم : علي خازن علمي (5).
    وقوله صلى الله عليه وآله : علي عيبة علمي (6).
    وقوله صلى الله عليه وآله : أقضى أمتي علي (7).
    وقوله صلى الله عليه وآله : أقضاكم علي (8).
    وقوله صلى الله عليه وآله وسلم : يا علي أخصمك بالنبوة ولا نبوة بعدي وتخصم بسبع ( إلى أن عد منها ) وأعلمهم بالقضية. وفي لفظ : وأبصرهم بالقضية (9).
    وقوله صلى الله عليه وآله وسلم : قسمت الحكمة عشرة أجزاء فاعطي علي تسعة أجزاء والناس جزءا واحدا (10).
1 ـ مسند أحمد 5 ص 26 ، الاستيعاب 3 ص 36 ، الرياض النضرة 2 ص 194. مجمع الزوايد 9 ص 101 و 114 بطريقين صحح أحدهما ووثق رجال الآخر ، والمرقاة في شرح المشكاة 5 ص 569 ، كنز العمال 6 ص 153 ، السيرة الحلبية 1 ص 285 ، سيرة زيني دحلان 1 ص 188 هامش الحلبية.
2 ـ أخرجه الديلمي عن سلمان ، وذكره الخوارزمي في المناقب 49 ، ومقتل الحسين 1 ص 43 والمتقي في كنز العمال 6 ص 153.
3 ـ شمس الأخبار ص 39 ، كفاية الكنجي 70 ، 93.
4 ـ أخرجه الديلمي عن أبي ذر كما في كنز العمال 6 ص 156 ، كشف الخفاء ج 1 ص 204.
5 ـ شرح النهج لابن أبي الحديد 2 ص 448.
6 ـ شرح النهج لابن أبي الحديد 2 ص 448 ، الجامع الصغير للسيوطي وجمع الجوامع له كما في ترتيبه 6 ص 153 م شرح العزيزي 2 ص 417 ، حاشية شرح العزيزي للحفني 2 ص 417 ، مصباح الظلام 2 ص 56 ).
7 ـ مصابيح البغوي 2 ص 277 ، الرياض النضرة 2 ص 198 ، مناقب الخوارزمي 50 ، م فتح الباري 8 ، 136 ، بغية الوعاة ص 447 ).
8 ـ الاستيعاب 3 ص 38 هامش الإصابة ، مواقف القاضي الإيجي 3 ص 276 ، شرح ابن أبي الحديد 2 ص 235 ، مطالب السئول 23 ، تمييز الطيب من الخبيث 25 ، كفاية الشنقيطي 46.
9 ـ حلية الأولياء 1 ص 66 ، الرياض النضرة 2 ص 198 عن الحاكمي ، مطالب السئول 34 ، تاريخ ابن عساكر ، كفاية الكنجي 139 ، كنز العمال 6 ص 153.
10 ـ حلية الأولياء 1 ص 65 ، أسنى المطالب للحافظ الجزري 14.


(97)
    وكيف كان صلى الله عليه وآله يقول لما يقضي علي في حياته : الحمد لله الذي جعل الحكمة فينا أهل البيت (1) وإذا كان علي باب مدينة علم رسول الله وحكمته بالنصوص المتواترة عنه (2) صلى الله عليه وآله وسلم فأي أحد يوازيه ؟! أو يضاهيه ؟! أو يقرب منه في شيء من العلم ؟! و هذا الحديث مما لا شك في صدوره عن مصدر النبوة ، وقد أفرده بتدوين طرقه غير واحد في مؤلفات مستقلة.
    وبعده صلى الله عليه وآله عايشة فإنها قالت : علي أعلم الناس بالسنة (3).
    وعمر بقوله : علي أقضانا (4) وقوله : أقضانا علي (5) ولعمر كلمات مشهورة تعرب عن غاية احتياجه في العلم إلى أمير المؤمنين منها قوله غير مرة : لولا علي لهلك عمر (6).
    وقوله : أللهم لا تبقني لمعضلة ليس لها ابن أبي طالب (7).
    وقوله : لا أبقاني الله بأرض لست فيها أبا لحسن (8) وقوله :
    لا أبقاني الله بعدك يا علي ؟ (9)
1 ـ أخرجه أحمد في المناقب ، محب الدين الطبري في الرياض 2 ص 194.
2 ـ أخرجه كثير من الحافظ بعدة طرق وصححه الطبري وابن معين والحاكم والخطيب والسيوطي وغيرهم.
3 ـ الاستيعاب 3 ص 40 هامش الإصابة ، الرياض النضرة 2 ص 93 ؟ ، مناقب الخوارزمي 54 ، الصواعق 76 ، تاريخ الخلفاء 115.
4 ـ حلية الأولياء 1 ص 65 ، طبقات ابن سعد ص 459 ، 460 ، 461 ، الاستيعاب 4 ص 38 ، 39 هامش الإصابة ، الرياض النضرة 2 ص 198 ، 244 ، تاريخ ابن كثير 7 ص 359 و قال : ثبت عن عمر. أسنى المطالب للجزري 14 ، تاريخ الخلفاء للسيوطي 115.
5 ـ طبقات ابن سعد 860 ، الاستيعاب 3 ص 41 ، تاريخ ابن عساكر 2 ص 325 ، مطالب السئول 30.
6 ـ أخرجه أحمد والعقيلي وابن السمان ، ويوجد في الاستيعاب 3 ص 39 ، الرياض 2 ص 194 ، تفسير النيسابوري في سورة الأحقاف ، مناقب الخوارزمي 48 ، شرح الجامع الصغير للشيخ محمد الحنفي 417 هامش السراج المنير. تذكرة السبط 87 ، مطالب السئول 13 ، فيض القدير 4 ص 357.
7 ـ تذكرة السبط 87 ، مناقب الخوارزمي 58 ، مقتل الخوارزمي 1 ص 45.
8 ـ إرشاد الساري 3 ص 195.
9 ـ الرياض النضرة 2 ص 197 ، مناقب الخوارزمي 60 ، تذكرة السبط 88 ، فيض القدير 4 ص 357.


(98)
    وقوله : أعوذ بالله من معضلة ولا أبو حسن لها (1).
    وقوله : أعوذ بالله أن أعيش في قوم لست فيهم يا أبا الحسن (2).
    وقوله : أعوذ بالله أن أعيش في قوم ليس فيهم أبو الحسن (3).
    وقوله : أللهم لا تنزل بي شديدة إلا وأبو الحسن إلى جنبي (4).
    وقوله : لا بقيت لمعضلة ليس لها أبو الحسن. ترجمة علي بن أبي طالب ص 79.
    وقوله : لا أبقاني الله إلى أن أدرك قوما ليس فيهم أبو الحسن.
    حاشية شرح العزيزي 2 ص 417 ، مصباح الظلام 2 ص 56 ] وقال سعيد بن المسيب :
    كان عمر يتعوذ بالله من معضلة ليس لها أبو الحسن (5).
    وقال معاوية : كان عمر إذا أشكل عليه شيء أخذه منه (6).
    م ـ ولما بلغ معاوية قتل الإمام قال : لقد ذهب الفقه والعلم بموت ابن أبي طالب. أخرجه أبو الحجاج البلوي في كتابه ( ألف باء ) ج 1 ص 222 ].
    ثم الإمام السبط الحسن الزكي فإنه قال في خطبة له : لقد فارقكم رجل بالأمر لم يسبقه الأولون ولا يدركه الآخرون بعلم (7).
    وقال ابن عباس حبر الأمة : والله لقد اعطي علي بن أبي طالب تسعة أعشار العلم ، وأيم الله لقد شارككم في العشر العاشر (8).
1 ـ تاريخ ابن كثير 7 ص 359 ، الفتوحات الإسلامية 2 ص 306.
2 ـ الرياض النضرة 197 ، منتخب كنز العمال هامش مسند أحمد 2 ص 352.
3 ـ فيض القدير 4 ص 357 ، م ـ قال : أخرج الدار قطني عن أبي سعيد أن عمر كان يسأل عليا عن شيئ فأجابه فقال عمر : أعوذ بالله .. الخ ).
4 ـ أخرجه ابن البختري كما في الرياض 2 ص 194.
5 ـ أخرجه أحمد في المناقب ، ويوجد في الاستيعاب هامش الإصابة 3 ص 39 ، م ـ صفة الصفوة 1 ص 121 ) الرياض النضرة 2 ص 194 ، تذكرة السبط 85 ، طبقات الشافعية للشيرازي 10 ، الإصابة 2 ص 509 ، الصواعق 76 ، فيض القدير 4 ص 357 ، م ـ إلف باء 1 ص 222 ).
6 ـ مناقب أحمد ، الرياض النضرة 2 ص 195.
7 ـ أخرجه م ـ أحمد كما في تاريخ ابن كثير 7 ص 332 ، و ) أبو نعيم في الحلية 1 ص 65 ، وابن أبي شيبة كما في ترتيب جمع الجوامع 6 ص 412 ، موأبو الفرج ابن الجوزي في صفة الصفوة 1 ص 121 ).
8 ـ الاستيعاب 3 ص 40 ، الرياض 2 ص 194 ، مطالب السئول 30.


(99)
    وقال : ما علمي وعلم أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم في علم علي رضي الله عنه إلا كقطرة في سبعة أبحر (1).
    وقال : العلم ستة أسداس ، لعلي من ذلك خمسة أسداس وللناس سدس ، ولقد شاركنا في السدس حتى لهو أعلم به منا (2).
    وقال ابن مسعود : قسمت الحكمة عشرة أجزاء فاعطي علي تسعة أجزاء والناس جزءا ، وعلي أعلمهم بالواحد منها (3).
    وقال : أعلم أهل المدينة بالفرائض علي بن أبي طالب (4).
    وقال : كنا نتحدث أن أقضى أهل المدينة علي (5).
    وقال : أفرض أهل المدينة وأقضاها علي (6).
    موقال : إن القرآن أنزل على سبعة أحرف ما منها حرف إلا وله ظهر وبطن وإن علي بن أبي طالب عنده منه الظاهر والباطن. مفتاح السعادة ج 1 ص 400 ].
    وقال : هشام بن عتيبة في علي عليه السلام : هو أول من صلى مع رسول الله ، وأفقهه في دين الله ، وأولاه برسول الله (7) وسئل عطاء أكان في أصحاب محمد أحد أعلم من علي ؟! قال : لا والله ما أعلمه (8) وقال عدي بن حاتم في خطبة له :
    والله لئن كان إلى العلم بالكتاب والسنة إنه ـ يعني عليا لأ ـ علم الناس بهما ، ولئن كان إلى الاسلام إنه لأخو نبي الله والرأس في الاسلام ، ولئن كان إلى الزهد والعبادة إنه لأظهر الناس زهدا ، وأنهكهم عبادة ،
1 ـ راجع الجزء الثاني من كتابنا ص 44 ، 45 ط ثاني
2 ـ مناقب الخوارزمي 55 ، فرايد السمطين في الباب ال‍ 68 بطريقين.
3 ـ كنز العمال 5 ص 156 ، 401 نقلا عن غير واحد من الحفاظ.
4 ـ الاستيعاب 3 ص 41 ، الرياض 2 ص 194.
5 ـ مستدرك الحاكم ج 3 وصححه ، الاستيعاب 3 ص 41 ، أسنى المطالب للجزري 14 ، تمييز الطيب من الخبيث لابن البديع 15 ، الصواعق 76.
6 ـ مستدرك الحاكم ، الرياض 2 ص 198 ، الصواعق 76 ، تاريخ الخلفاء للسيوطي 115.
7 ـ كتاب صفين لنصر بن مزاحم ص 403.
8 ـ الاستيعاب 3 ص 40 ، الرياض النضرة 2 ص 194 ، م ـ ألف باء ا ص 222 ) الفتوحات الإسلامية 2 ص 337.


(100)
ولئن كان إلى العقول والنحائز (1) إنه لأشد الناس عقلا ، وأكرمهم نحيزة (2)
    وقال عبد الله بن حجل في خطبة له : أنت أعلمنا بربنا ، وأقربنا بنبينا ، وخيرنا في ديننا (3).
    م ـ وقال أبو سعيد الخدري : أقضاهم علي. وأخرج عبد الرزاق عن قتادة مثله. فتح الباري 8 : 136 ].
    وقد امتدح جمع من الصحابة أمير المؤمنين عليه السلام في شعرهم بالأعلمية كحسان بن ثابت ، وفضل بن عباس ، وتبعهم في ذلك أمة كبيرة من شعراء القرون الأولى لا نطيل بذكرهم المقام.
    والأمة بعد أولئك كلهم مجمعة على تفضيل أمير المؤمنين عليه السلام على ؟ غيره بالعلم إذ هو الذي ورث علم النبي صلى الله عليه وآله وقد ثبت عنه بعدة طرق قوله صلى الله عليه وآله وسلم : إنه وصيه ووارثه.
    وفيه : قال علي : وما أرث منك يا نبي الله ؟! قال : ما ورث الأنبياء من قبلي قال : وما ورث الأنبياء من قبلك ؟! قال : كتاب الله وسنة نبيهم.
    قال الحاكم في المستدرك 3 ص 226 في ذيل حديث وراثته النبي دون عمه العباس ما نصه : لا خلاف بين أهل العلم أن ابن العم لا يرث مع العم ، فقد ظهر بهذا الإجماع أن عليا ورث العلم من النبي دونهم.
    وبهذه الوراثة الثابتة صح عن علي عليه السلام قوله : والله إني لأخوه ووليه وابن عمه ووارث علمه ، فمن أحق به مني ؟! (4) وهذه الوراثة هي المتسالم عليها بين الصحابة وقد وردت في كلام كثير منهم وكتب محمد بن أبي بكر إلى معاوية فيما كتب : يا لك الويل ، تعدل نفسك بعلي ؟! وهو وارث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ووصيه (5)
1 ـ النحائز جمع النحيزة : الطبيعة.
2 ـ جمهرة خطب العرب 1 ص 202.
3 ـ جمهرة الخطب 1 ص 203.
4 ـ خصائص النسائي ص 18 ، مستدرك الحاكم 3 ص 126 صححه هو والذهبي.
5 ـ كتاب صفين لنصر بن مزاحم 133 ، مروج الذهب 2 ص 59.
كتاب الغدير ـ الجزء الثالث ::: فهرس