كتاب الغدير ـ الجزء الثالث ::: 101 ـ 110
(101)
    فلينظر الرجل الآن إلى من يوجه قوارصه وقذائفه ؟! وما حكم من يقول ذلك ومن المفضلين النبي الأعظم صلى الله عليه وآله ؟! وأما حكم من يقع في الصحابة وفيمن يقع فيه الإمام السبط الحسن وعائشة وعمر بن الخطاب وحبر الأمة ابن عباس ونظراءهم ، فالمرجع فيه زملاء الرجل وعلماء مذهبه.
    3 ـ قال : من قول الإمامية كلها قديما وحديثا : إن القرآن مبدل زيد فيه ما ليس منه ونقص منه كثير ، وبدل منه كثير ، حاشا علي بن الحسن (1) بن موسى بن محمد وكان إماميا يظاهر بالاعتزال مع ذلك بإنه كان ينكر هذا القول ويكفر من قاله.
    ج ليت هذا المجترئ أشار إلى مصدر فريته من كتاب للشيعة موثوق به ، أو حكاية عن عالم من علمائهم تقيم له الجامعة وزنا ، أو طالب من رواد علومهم ولو لم يعرفه أكثرهم ، بل نتنازل معه إلى قول جاهل من جهالهم ، أو قروي من بسطائهم ، أو ثرثار كمثل هذا الرجل يرمي القول على عواهنه.
    لكن القارئ إذا فحص ونقب لا يجد في طليعة الإمامية إلا نفاة هذه الفرية كالشيخ الصدوق في عقايده ، والشيخ المفيد ، وعلم الهدى الشريف المرتضى الذي اعترف له الرجل بنفسه بذلك ، وليس بمتفرد عن قومه في رأيه كما حسبه المغفل ، وشيخ الطائفة الطوسي في التبيان ، وأمين الاسلام الطبرسي في مجمع البيان وغيرهم.
    فهؤلاء أعلام الإمامية وحملة علومهم الكالئين لنواميسهم وعقايدهم قديما و وحديثا يوقفونك على مين الرجل فيما يقول ، وهذه فرق الشيعة وفي مقدمهم الإمامية مجمعة على أن ما بين الدفتين هو ذلك الكتاب الذي لا ريب فيه وهو المحكوم بأحكامه ليس إلا.
    وإن دارت بين شدقي أحد من الشيعة كلمة التحريف فهو يريد التأويل بالباطل بتحريف الكلم عن مواضعه لا الزيادة والنقيصة ، ولا تبديل حرف بحرف ، كما يقول التحريف بهذا المعنى هو وقومه ويرمون به الشيعة كما مر ص 480 ـ قال :
    من الإمامية من يجيز نكاح تسع نسوة ، ومنهم من حرم الكرنب لأنه
1 ـ ( كذا في الفصل والمحكى عنه في كتب العامة ، والصحيح ، علي بن الحسين ، وهو الشريف علم الهدى المرتضى.

(102)
نبت على دم الحسين ولم يكن قبل ذلك. 4 ص 182.
    ج ـ كنت أود أن لا يكتب هذا الرجل عزوه المختلق في النكاح قبل مراجعة فقه الإمامية حتى يعلم أنهم جمعاء من غير استثناء أحد لا يبيحون نكاح أكثر من أربع فإن النكاح بالتسع من مختصات النبي صلى الله عليه وآله وسلم وليس فيه أي خلاف بينهم وبين العامة.
    ولولا أن هذه نسبة مائنة إلى بعض الإمامية لدل القارئ عليه ونوه باسمه أو بكتابه لكنه لم يعرفه ولا قرأ كتابه ولا سمعت أذناه ذكره ، غير أن حقده المحتدم أبي إلا أن يفتري على بعضهم حيث لم تسعه الفرية على الجميع.
    كما كنت أو أن لا يملي عن الكرنب حديثا يفترى به قبل استطراقه بلاد الشيعة حتى يجدهم كيف يزرعون الكرنب ويستمرأون أكله مزيجا بمطبوخ الأرز ومقلى القمح [ البلغور ] يفعل ذلك علمائهم والعامة منهم وأعاليهم وساقتهم ، وما سمعت أذنا أحد منهم كلمة حظر عن أحد منهم ، ولا نقل عن محدث أو مؤرخ أو لغوي أو قصاص أو خضروي بأنه نبت على دم الحسين عليه السلام ولم يكن قبل ذلك.
    لكن الرجل ليس بمنتئى عن الكذب وإن طرق البلاد وشاهد ذلك كله بعينه لأنه أراد في خصوص المقام تشويه سمعة القوم بكذب لا يشاركه فيه أحد من قومه.
    5 ـ قال : وجدنا عليا رضي الله عنه تأخر عن البيعة ستة أشهر فما أكرهه أبو بكر على البيعة حتى بايع طائعا مراجعا غير مكره ص 96 وقال ص 97 :
    وأظرف من هذا كله بقاء علي ممسكا عن بيعة أبي بكر رضي الله عنه ستة أشهر فما سئلها ولا أجبر عليها ولا كلفها وهو متصرف بينهم في أموره ، فلولا أنه رأى الحق فيها واستدرك أمره فبايع طالبا حظ نفسه في دينه راجعا إلى الحق لما بايع.
    دعا الأنصار إلى بيعة سعد بن عبادة ، ودعا المهاجرون إلى بيعة أبي بكر ، وقعد علي رضي الله في بيته لا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء ليس معه أحد غير الزبير بن العوام ، ثم استبان الحق للزبير رضي الله عنه فبايع سريعا وبقي علي وحده لا يرقب عليه.
    ج ـ أنا لا أحوم حول هذا الموضوع ، ولا أولي وجهي شطر هذه الأكاذيب الصريحة ، ولا أقابل هذا التدجيل والتمويه على الحقيقة والجناية على الاسلام و تاريخه ، لكني أقول : إقرأ هذا ثم أنظر إلى ما ذكره الأستاذ الفذ عبد الفتاح عبد


(103)
المقصود في كتابه الإمام علي بن أبي طالب ص 225 فإنه زبدة المخض قال :
    واجتمعت جموعهم آونة في الخفاء وأخرى على ملأ ـ يدعون إلى ابن أبي طالب لأنهم رأوه أولى الناس بأن يلي أمور الناس ، ثم تألبوا حول داره يهتفون باسمه ويدعونه أن يخرج إليهم ليردوا عليه تراثه المسلوب.. فإذا المسلمون أمام هذا الحدث مخالف أو نصير.
    وإذا بالمدينة حزبان ، وإذا بالوحدة المرجوة شقان أو شكا على انفصال ، ثم لا يعرف غير الله ما سوف تؤول إليه بعد هذا الحال فهلا كان علي كابن عبادة حريا في نظر ابن الخطاب بالقتل حتى لا تكون فتنة ولا يكون انقسام ؟!
    كان هذا أولى بعنف عمر إلى جانب غيرته على وحدة الاسلام ، وبه تحدث الناس ولهجت الألسن كاشفة عن خلجات خواطر جرت فيها الظنون مجرى اليقين ، فما كان لرجل أن يجزم أو يعلم سريرة ابن الخطاب ، ولكنهم جميعا ساروا وراء الخيال ، ولهم سند مما عرف عن الرجل دائما من عنف ومن دفعات ، ولعل فيهم من سبق بذهنه الحوادث على متن الاستقراء فرأى بعين الخيال ، قبل رأي العيون ، ثبات علي أمام وعيد عمر لو تقدم هذا منه يطلب رضاءه وإقراره لأبي بكر بحقه في الخلافة ولعله تمادى قليلا في تصور نتائج هذا الموقف وتخيل عقباه ، فعاد بنتيجة لازمة لا معدى عنها ، هي خروج عمر عن الجادة ، وأخذه هذا ( المخالف ) العنيد بالعنف والشدة !
    وكذلك سبقت الشائعات خطوات ابن الخطاب ذلك النهار ، وهو يسير في جمع من صحبه ومعاونيه إلى دار فاطمة ، وفي باله أن يحمل ابن عم رسول الله إن طوعا وإن كرها علي إقرار ما أباه حتى الآن ، وتحدث أناس بأن السيف سيكون وحده متن الطاعة ؟.. وتحدث آخرون بأن السيف سوف يلقى السيف ؟.. ثم تحدث غير هؤلاء وهؤلاء بأن ( النار ) هي الوسيلة المثلى إلى حفظ الوحدة وإلى ( الرضا ) والاقرار.. وهل على ألسنة الناس عقال يمنعها أن تروي قصة حطب أمر به ابن الخطاب فأحاط بدار فاطمة ، وفيها علي وصحبه ، ليكون عدة الاقناع أو عدة الايقاع ؟..


(104)
    على أن هذه الأحاديث جميعها ومعها الخطط المدبرة أو المرتجلة كانت كمثل الزبد ، أسرع إلى ذهاب ومعها دفعة ابن الخطاب ! أقبل الرجل ، محنقا مندلع الثورة ، على دار علي وقد ظاهره معاونوه ومن جاء بهم فاقتحموها أو أوشكوا على اقتحام ، فإذا وجه كوجه رسول الله يبدو بالباب حائلا من حزن ، على قسماته خطوط آلام ، وفي عينيه لمعات دمع ، وفوق جبينه عبسة غضب فائر وحنق ثائر ..
    وتوقف عمر من خشية وراحت دفعته شعاعا. وتوقف خلفه أمام الباب صحبه الذين جاء بهم ، إذ رأوا حيالهم صورة الرسول تطالعهم من خلال وجه حبيبته الزهراء ، وغضوا الأبصار من خزي أو من استحياء ، ثم ولت عنهم عزمات القلوب وهم يشهدون فاطمة تتحرك كالخيال ، وئيدا وئيدا بخطوات المحزونة الثكلى ، فتقترب من ناحية قبر أبيها .. وشخصت منهم الأنظار وأرهفت الاسماع إليها ، وهي ترفع صوتها الرقيق الحزين ، النبرات تهتف بمحمد الثاوي بقربها ، تناديه باكية مريرة البكاء : ( يا أبت رسول الله !.. يا أبت رسول الله !.. ) فكأنما زلزلت الأرض تحت هذا الجمع الباغي ، من رهبة النداء ..
    وراحت الزهراء ، وهي تستقبل المثوى الطاهر ، تستنجد بهذا الغائب الحاضر : ( يا أبت رسول الله ! ..
    ماذا لقينا بعدك من ابن الخطاب ، وابن أبي قحافة ! ؟! ).
    فما تركت كلماتها إلا قلوبا صدعها الحزن ، وعيونا جرت دمعا ، ورجالا ودوا لو استطاعوا أن يشقوا مواطئ أقدامهم ليذهبوا في طوايا الثرى مغيبين.. ا ه‍.
    ( قال الأميني ) راجع الإمامة والسياسة 1 ص 13. تاريخ الطبري 3 ص 198. العقد الفريد 2 ص 257. تاريخ أبي الفداء 1 ص 165. تاريخ ابن شحنة في حوادث سنة 11. شرح ابن أبي الحديد 2 ص 19.
    6 ـ قال : الرافضة تجيز إمامة المرأة والحمل في بطن أمه ص 110.
    جهل ترى هذا الرجل عند كتابته هذه الكلمة وكذلك عند بقية فتاواه المجردة عن أي مصدر وقف على شيئ من كتب الشيعة في الكلام والعقايد وخصوص مبحث الإمامة ووجد هذا الاختلاق مثبتا في شيئ منها ؟! بل يمكننا أن نتنازل معه إلى سواد على بياض خطته يمين أي شيعي جاهل فضلا عن علمائهم جاء فيه هذا البهتان العظيم.


(105)
    لقد عرف الشيعة بأن الإمامية منهم يحصرون الإمامة في اثني عشر رجلا ليست فيهم امرأة ، ويفندون كل خارج عن هذا العدد ، وأما الفرق الأخرى منها من الزيدية والاسماعيلية وحتى المنقرضة من فرقها كالكيسانية وأشباههم فينهون الإمامة إلى أناس معينين كلهم من الرجال غير ما اختلقه الشهرستاني في الملل والنحل من الاختلاف الواقع في أمر فاطمة بنت الإمام الهادي وستقف على تفنيده وإنه عليه السلام لم يخلف بنتا إسمها فاطمة ، ولو كانت الشيعة تجوز الإمامة لامرأة لما عدت بها عن الصديقة الطاهرة فاطمة وهي : هي ، ولكنها لا تقول لها فيها.
    لم يلتفت الرجل إلى شيئ من هذه لكنه حسب عند تأليف هذا الكتاب أن الأجيال الآتية لا تولد منقبين يناقشونه الحساب ، يميزون بين الحقايق والأوهام ، ويوقظون الأمة للفصل بين الصحيح والسقيم ، فطفق يأفك ويمين غير مكترث بما سوف يلاقيه من سوء الحساب.
    وليت شعري بماذا يجيب الرجل إذا سئل عن أن الشيعة متى ما جوزت إمامة الحمل في بطن أمه ؟ وأي أحد من أي فرقة منهم ذهب إلى إمامة حمل لم يولد بعد ؟ وأي حمل قالوا بإمامته ؟ ومتى كان ذلك ؟ ومن ذا الذي نقله عنه ؟ وممن سمعه ؟ نعم :
    إن الشياطين ليوحون إلى أوليائهم.
    7 ـ قال : إن محبة النبي عليه السلام لمن أحب ليس فضلا ، لأنه قد أحب عمه وهو كافر ص 123.
    وقال في ص 124 : وإن كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أحب أبا طالب فقد حرم الله تعالى عليه بعد ذلك و نهاه عن محبته ، وافترض عليه عداوته.
    ج النبي صلى الله عليه وآله وإن أكد على صلة الأرحام لكنه كان يرى الكفر حاجزا عنها وإن تأكدت معه وشائج الرحم ، ولذلك قلا أبا لهب وهتف بالبرائة منه بسورة مستقلة ، ولم يرفع قيد الاسئار عن عمه العباس وابن عمه عقيل إلا بعد تظاهر هما بالاسلام ، و أجرى عليهما حكم الفدية مع ذلك ، وفرق بين ابنته زينب وزوجها أبي العاص طيلة مقامه على الكفر حتى أسلم وسلم. فلم يكن محبة النبي صلى الله عليه وآله لمن يحبه إلا لثباته في الإيمان ورسوخ كلمة الحق


(106)
وتمكنه من فؤاده ، فهو إذا أحب أحدا كان ذلك آية تضلعه في الدين وتحليه باليقين ، وهذه قضية قياسها معها ، وهي مرتكزة في القلوب جمعاء حتى أن ابن حزم نفسه احتج بأفضلية عايشة على جميع الأمة بعد رسول الله صلى الله عليه وآله بحديث باطل رواه من أنه صلى الله عليه وآله وسلم قال لها : أنت أحب الناس إلي.
    وأما أبو طالب فقد اعترف الرجل بمحبة النبي له أولا ونحن نصدقه على ذلك ونراه فضلا له وأي فضل.
    وأما دعواه تحريم المحبة بعد ذلك ، ونهي الله عنها ، وأمره بعداوته ، فغير مقرونة بشاهد ، وهل يسعه دعوى الفرق بين يومي النبي معه قبل التحريم وبعده ؟! وهل يمكنه تعيين اليوم الذي قلاه فيه ؟! أو السنة التي هجره فيها وافترضت عليه عداوته ؟!
    التاريخ خلو من ذلك كله بل يعلمنا الحديث والسيرة أنه صلى الله عليه وآله وسلم لم يفارقه حتى قضى أبو طالب نحبه فطفق يؤبنه وقال لعلي : إذهب فاغسله وكفنه وواره غفر الله له ورحمه (1) ورثاه علي بقوله :
أبا طالب عصمة المستجير لقد هد فقدك أهل الحفاظ ولقاك ربك رضوانه وغيث المحول ونور الظلم فصلى عليك ولـي النعم فقد كنت للطهر من خير عم (2)
    فمن أراد الوقوف على الحقيقة في ترجمة شيخ الأبطح أبي طالب فعليه بكتاب العلامة البرزنجي الشافعي وتلخيصه الموسوم بأسنى المطالب لمفتي الشافعية السيد أحمد زيتي دحلان (3)
    8 ـ قال : لسنا من كذب الرافضة في تأويلهم ويطعمون الطعام على حبه مسكينا ويتيما وأسيرا. وإن المراد بذلك علي رضي الله عنه ، بل هذا لا يصح ، بل الآية على عمومها وظاهرها لكل من فعل ذلك. 4 ص 146.
1 ـ طبقات ابن سعد 1 ص 105.
2 ـ تذكرة السبط 6.
3 ـ سيوافيك البحث عن إيمان أبي طالب عليه السلام مفصلا في الجزء السابع والثامن من كتابنا هذا.


(107)
    ج ـ إن الواقف على هذه الأضحوكة يعرف موقع الرجل من التدجيل لحسبانه إن في مجرد عزو هذا التأويل إلى الرافضة فحسب ، وقذفهم بالكذب ، واتباع ذلك بعدم الصحة حطا في كرامة الحديث الوارد في الآية الشريفة ، وهو يعلم أن أمة كبيرة من أئمة التفسير والحديث يروون ذلك ويثبتونه مسندا في مدوناتهم.
    وإن كان لا يدري فتلك مصيبة.
    وهذا الحافظ أبو محمد العاصمي أفرد ذلك كتابا في مجلدين أسماه ( زين الفتى في تفسير سورة هل أتى ) وهو كتاب ضخم فخم ممتع ينم عن فضل مؤلفه وسعة حيطته بالحديث ، وتعالى مقدرته في الكلام والتنقيب ، مع أن في غضونه سقطات تلائم مذهبه وخطة قومه.
    أو يزعم المغفل أن أولئك أيضا من الرافضة ؟! أو يحسبهم جهلاء بشرايط صحة الحديث ؟! أم إنه لا يعتد بكل ما وافق الرافضة وإن كان مخرجا بأصح الأسانيد ؟! وكيف ما كان فقد رواه.
    1 ـ أبو جعفر الاسكافي المتوفى 240 ، قال في رسالته التي رد بها علي جاحظ :
    لسنا كالإمامية الذين يحملهم الهوى على جحد الأمور المعلومة ، ولكننا ننكر تفضيل أحد من الصحابة على علي بن أبي طالب ، ولسنا ننكر غير ذلك إلى أن قال :
    وأما إنفاقه فقد كان على حسب حاله وفقره وهو الذي أطعم الطعام على حبه مسكينا ويتيما وأسيرا ، وأنزلت فيه وفي زوجته وابنيه سورة كاملة من القرآن.
    2 ـ الحكيم أبو عبد الله محمد بن علي الترمذي كان حيا في سنة 285 ، ذكره في ( نوادر الأصول ) ص 64 ).
    3 ـ الحافظ محمد بن جرير الطبري أبو جعفر المتوفى 310 ، ذكره في سبب نزول هل أتى كما في ( الكفاية ).
    4 ـ شهاب الدين ابن عبد ربه المالكي المتوفى 328 ، ذكر في ( العقد الفريد ) 3 ص 42 ـ 47 حديث احتجاج المأمون الخليفة العباسي على أربعين فقيها وفيه : قال : يا إسحاق ؟ هل تقرأ القرآن ؟! قلت : نعم. قال : إقرأ علي : هل أتى على الانسان حين من الدهر لم يكن شيئا مذكورا ، فقرأت منها حتى بلغت : يشربون من كأس


(108)
كان مزاجها كافورا. إلى قوله : ويطعمون الطعام على حبه مسكينا ويتيما وأسيرا. قال : على رسلك ، فيمن أنزلت هذه الآيات ؟! قلت في علي. قال : فهل بلغك أن عليا حين أطعم المسكين واليتيم والأسير قال : إنما نطعمكم لوجه الله ؟! وهل سمعت الله وصف في كتابه أحدا بمثل ما وصف به عليا ؟! قلت : لا. قال : صدقت لأن الله جل ثناؤه عرف سيرته. يا إسحاق ؟! ألست تشهد أن العشرة في الجنة ؟! قلت : بلى يا أمير المؤمنين ؟! قال : أرايت لو أن رجلا قال : والله ما أدري هذا الحديث صحيح أم لا ولا أدري إن كان رسول الله قاله أم لم يقله. أكان عندك كافرا ؟! قلت : أعوذ بالله. قال : أرأيت لو أنه قال : ما أدري هذه السورة من كتاب الله أم لا كان كافرا ؟! قلت : نعم. قال : يا إسحاق أرى بينهما فرقا.
    5 ـ الحاكم أبو عبد الله النيسابوري المتوفى 405 ، ذكره في مناقب فاطمة سلام الله عليها كما في ( الكفاية ).
    6 ـ الحافظ ابن مردويه أبو بكر الاصبهاني المتوفى 416 ، أخرجه في تفسيره حكاه عنه جمع وقال الآلوسي في ( روح المعاني ) بعد نقله عنه والخبر مشهور.
    7 ـ أبو إسحاق الثعلبي المتوفى 427 / 37 ، في تفسيره ( الكشف والبيان ).
    8 ـ أبو الحسن الواحدي النيسابوري المتوفى 468 ، في تفسيره البسيط ، وأسباب النزول ص 331.
    9 ـ الحافظ أبو عبد الله محمد بن فتوح الأزدي الأندلسي الشهير بالحميدي المتوفى 488 ، ذكره في فوائده.
    10 ـ أبو القاسم الزمخشري المتوفى 538 ، في ( الكشاف ) 2 ص 531.
    11 ـ أخطب الخطباء الخوارزمي المتوفى 568 ، في ( المناقب ) 180.
    12 ـ الحافظ أبو موسى المديني المتوفى 581 في ( الذيل ) كما في ( الإصابة ).
    13 ـ أبو عبد الله فخر الدين الرازي المتوفى 606 ، في تفسيره 8 ص 276.
    14 ـ أبو عمر وعثمان بن عبد الرحمن المعروف بابن الصلاح الشهرزودي الشرخاني المتوفى 643 ، كما يأتي عنه في ( الكفاية ).
    15 ـ أبو سالم محمد بن طلحة الشافعي المتوفى 652 ، ذكره في ( مطالب السئول ) ص 31


(109)
وقال : رواه الإمام أبو الحسن علي بن أحمد الواحدي وغيره من أئمة التفسير. ثم قال : فكفى بهذه عبادة ، وبإطعام هذا الطعام مع شدة حاجتهم إليه منقبة ، ولولا ذلك لما عظمت هذه القصة شانا ، وعلت مكانا ، ولما أنزل الله تعالى فيها على رسول الله قرآنا وله في ص 8 قوله :
هم العروة الوثقى لمعتصم بها مناقب في الشورى وسورة هل أتى وهم أهل البيت المصطفى فودادهم مناقبهم جائت بوحي وإنزال وفي سورة الأحزاب يعرفها التالي على الناس مفروض بحكم وإسجال
    16 ـ أبو المظفر سبط ابن الجوزي الحنفي المتوفى 654 ، رواه في تذكرته من طريق البغوي والثعلبي ، ورد على جده ابن الجوزي في إخراجه في الموضوعات وقال بعد تنزيه سنده عن الضعف : والعجب من قول جدي وإنكاره وقد قال في كتاب ( المنتخب ) :
    يا علماء الشرع أعلمتم لم آثر ( علي وفاطمة ) وتركا الطفلين ( الحسنين ) عليهما أثر الجوع ؟! أتراهما خفي عنهما سر ذلك ؟! ما ذاك إلا لأنهما علما قوة صبر الطفلين ، وأنهما غصنان من شجرة الظل عند ربي ، وبعض من جملة فاطمة بضعة مني ، وفرخ البط السابح (1).
    17 ـ عز الدين عبد الحميد الشهير بابن أبي الحديد المعتزلي المتوفى 655 ، في شرح نهج البلاغة 3 ص 257.
    18 ـ الحافظ أبو عبد الله الكنجي الشافعي المتوفى 658 ، في ( الكفاية ) 201 وقال بعد ذكر الحديث :
    هكذا رواه الحافظ أبو عبد الله الحميدي في فوائده ، ورواه ابن جرير الطبري أطول من هذا في سبب نزول هل أتى.
    وقد سمعت الحافظ العلامة أبا عمرو عثمان بن عبد الرحمن المعروف بابن الصلاح في درس التفسير في سورة هل أتى وذكر الحديث وقال فيه : إن السؤال كانوا ملائكة من عند رب العالمين ، وكان ذلك امتحانا من الله عز وجل لأهل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم. وسمعت بمكة حرسها الله تعالى من شيخ الحرم بشير التبريزي في درس التفسير.
1 ـ في النسخة تصحيف.

(110)
إن السائل الأول كان جبرئيل ، والثاني ميكائيل ، والثالث كان إسرافيل عليهم السلام.
    19 ـ القاضي ناصر الدين البيضاوي المتوفى 685 ، في تفسيره 2 ص 571.
    20 ـ الحافظ محب الدين الطبري المتوفى 694 ، في ( الرياض النضرة ) 2 ص 207 ، 227 وقال : وهذا قول الحسن وقتادة.
    21 ـ الحافظ أبو محمد بن أبي حمزة الأزدي الأندلسي المتوفى 699 ، في ( بهجة النفوس ) 4 : 225.
    22 ـ حافظ الدين النسفي المتوفى 701 / 710 ، في تفسيره هامش تفسير الخازن 4 ص 458 ، رواه في سبب نزول الآية ولم يرو غيره.
    23 ـ شيخ الاسلام أبو إسحاق الحموي المتوفى 722 ، في ( فرايد السمطين ).
    24 ـ نظام الدين القمي النيسابوري في تفسيره هامش الطبري 29 ص 112 وقال :
    ذكر الواحدي في ( البسيط ) والزمخشري في ( الكشاف ) وكذا الإمامية أطبقوا على أن السورة نزلت في أهل بيت النبي صلى الله عليه وسلم ولا سيما في هذه الآي ثم ذكر حديث الاطعام فقال : ويروى أن السائل في الليالي :
    جبرئيل ، أراد بذلك ابتلاءهم بإذن الله سبحانه.
    25 ـ علاء الدين علي بن محمد الخازن البغدادي المتوفى 741 ، في تفسيره 4 ص 358 ، ذكر أولا نزولها في علي عليه السلام وأخرج حديثه ثم قال : وقيل : الآية عامة في كل من أطعم موعزا إلى ضعف.
    بقيل ، مع أن القول بالعموم لا ينافي نزولها في أمير المؤمنين عليه السلام كما لا يخفى لانحصار المصداق به.
    26 ـ القاضي عضد الأيجي المتوفى 756 ، في ( المواقف ) 3 ص 278.
    27 ـ الحافظ ابن حجر المتوفى 852 في ( الإصابة ) 4 ص 387 من طريق أبي موسى في ( الذيل ) ، والثعلبي في تفسير سورة هل أتى عن مجاهد عن ابن عباس.
    28 ـ الحافظ جلال الدين السيوطي المتوفى 911 ، في ( الدر المنثور ) 6 ص 299 من طريق ابن مردويه.
    29 ـ أبو السعود العمادي محمد بن محمد الحنفي المتوفى 982 ، في تفسيره هامش تفسير الرازي 8 ص 318.
كتاب الغدير ـ الجزء الثالث ::: فهرس