كتاب الغدير ـ الجزء الثالث ::: 351 ـ 360
(351)
بجزالة المعنى ، وفخامة اللفظ ، وحسن الصياغة ، وقوة التركيب ، وبرع هو بفلج الحجة ، وجودة الافاضة ، والحصول على البراهين الدامغة ، والوصول إلى مغازي التعبيرات ، فجاء شعره في أئمة الدين عليهم السلام كسيف صارم لشبه أهل النصب ، أو المعول الهدام لبيوت عناكب التمويهات ضد إمامة العترة الطاهرة ، وقصيدته ( المحبرة ) التي اقتطفنا منها موضع الشاهد لكتابنا هذا لهي الشهيدة بكل ما أنبأناك عنه ، كما أنها الحجة القاطعة على عبقريته الشعرية كما شهد به أبو حاتم السجستاني فيما عرفت عنه.
    ولد المترجم سنة 212 وتوفي في نيف وعشرين وثلثمائة ، وأنشد سنة 310 و له 98 عاما من عمره قوله :
دنيا مغبة من أثرى بها عدم وفي المنون لأهل اللب معتبر والمرء يسعى لفضل الرزق مجتهدا كم خاشع في عيون الناس منظره ولذة تنقضي من بعدها ندم وفي تزودهم منها التقى غنم وما له غير ما قد خطه القلم والله يعلم منه غير ما علموا
    وقال بعد أن أتت عليه مائة سنة :
حنى الدهر من بعد استقامته ظهري ودب البلى في كل عضو ومفصل وأفضى إلى ضحضاح غايته عمري ومن ذا الذي يبقى سليما على الدهر
    ومن شعره ما ذكره النويري في ( نهاية الإرب في فنون الأدب ) في الجزء العاشر ص 122 من قوله في وصف البقر :
يا حبذا مخضها ورائبها عجولة (1) سمحة مباركة تقبل للحلب كلما دعيت فتية سنها مهذبة كأنها لعبة مزينة كأن ألبانها جنى عسل وحبذا في الرجال صاحبها ميمونة طفح محالبها ورامها للحلاب حالبها معنف في الندي عائبها يطير عجبا بها ملاعبها يلذها في الإناء شاربها

1 ـ أنثى العجول وهو : ولد البقرة.

(352)
عروس باقورة (1) إذا برزت كأنها هضبة إذا انتسبت تزهي بروقين كاللجين إذا لو أنها مهرة لما عدمت من بين أحبالها ترائبها أو بكرة قد أناف غاربها مسهما بالبنان طالبها من أن يضم السرور راكبها
    توجد ترجمة شاعرنا في فهرست النجاشي 64. رجال شيخ الطائفة. معالم العلماء ص 19. معجم الأدباء 2 ص 3. إيضاح الاشتباه للعلامة. بغية الوعاة 146. جامع الأقوال إيضاح الاشتباه للساروي. جامع الرواة. جامع المقال للطريحي. هداية المحدثين المعروف بتمييز المشتركات. منتهى المقال. رجال الشيخ عبد اللطيف ابن أبي جامع. الشيعة وفنون الاسلام 91 وفيه تاريخ وفاته المذكور. تنقيح المقال 1 ص 68. أعيان الشيعة الجزء التاسع ص 67. التعاليق على نهاية الإرب 10 ص 122.
1 ـ الباقورة والباقور : جماعة البقر.

(353)
القرن الرابع
17
المفجَّع
المتوفى 327
أيها اللائمي لحبي عليا أبخير الأنام عرضت ؟ لا زلت أشبه الأنبياء كهلا وزولا (1) كان في علمه كآدم إذ علم وكنوح نجا من الهلك من سـ وعلي لما دعاه أخوه وله من أبيه ذي الأيدي إسماعيل إنه عاون الخليل على الكع ولقد عاون الوصي حبيب الـ رام حمل النبي كي يقلع الأص فحناه ثقل النبوة حتى فارتقى منكب النبي علي فأماط الأوثان عن ظاهر الكع ولو أن الوصي حاول من الن أفهل تعرفون غير علي لم يكن أمره بدوحات ( خم ) قم ذميما إلى الجحيم خزيا مذودا عن الهدى مزويا وفطيما وراضعا وغذيا شرح الأسماء والمكنيا ير في الفلك إذ علا الجوديا سبق الحاضرين والبدويا شبه ما كان عني خفيا بة إذ شاد ركنها المبنيا له إذ يغسلان منها الصفيا نام عن سطحها المثول الجثيا كاد ينآد تحته مثنيا صنوه ما أجل ذاك رُقيّا بة ينفي الأرجاس عنها نفيا جم بالكف لم يجده قصيا وابنه استرحل النبي مطيا ؟! مشكلا عن سبيله ملويا

1 ـ الزول : الغلام الظريف.

(354)
إن عهد ؟ النبي في ثقليه نصب المرتضى لهم في مقام علما قائما كما صدع البدر قال : هذا مولى لمن كنت مولاه وال يا رب من يواليه وانصره إن هذا الدعا لمن يتعدى لا يبالي أمات موت يهود من رأى وجهه كمن عبد الله كان سؤل النبي لما تمنى إذ دعا الله أن يسوق أحب فإذا بالوصي قد قرع الباب فثناه عن الدخول مرارا وذخيرا لقومه وأبى الرحمان ورمى بالبياص من صد عنه حجة كنت عن سواها غنيا لم يكن خاملا هناك دنيا تماما دجنة أو دجيا جهارا يقولها جهوريا وعاد الذي يعادي الوصيا راعيا في الأنام أم مرعيا من قلاه أو مات نصرانيا مديم القنوت رهبانيا حين أهدوه طائرا مشويا الخلق طرا إليه سوقا وحيا يريد السلام ربانيا أنس حين لم يكن خزرجيا إلا إمامنا الطالبيا وحبا الفضل سيدا أريحيا
[ القصيدة 160 بيتا ]
( ما يتبع الشعر )
    هذه القصيدة من غرر الشعر ونفيسه توجد مقطعة في الكتب ، نحن عثرنا عليها مشروحة بذكر الأحاديث المتضمنة لمفاد كل فضيلة لأمير المؤمنين عليه السلام نظمها في بيت أو بيتين أو أكثر يبلغ عدد أبياتها 160 بيتا ، غير أن فيها أبيات من الدخيل تنافي مذهب المفجع ومعتقده ألصقها بالقصيدة بعض أضداده ، وأدخل شرحها الملائم لمعنى الأبيات في الشرح ، كما يذكرها في سيد البطحا أبي طالب عليه السلام والد مولانا أمير المؤمنين عليه السلام ، وفي أبي إبراهيم الخليل مما لا يقول به أحد من الأصحاب ، فكيف بالمفجع الذي هو من رجالات الشيعة وغلمائها وشعرائها المتبصرين ؟! وأظن أن هذا الشرح أيضا له ، وأحسب أن كلمة شيخ الطايفة الطوسي في ( الفهرست ) والمرزباني


(355)
في ( المؤتلف والمختلف ) والحموي في ( معجم الأدباء ) عند تعداد كتبه : ( وكتاب قصيدته في أهل البيت ) توعز إلى ذلك الشرح.
    وهذه القصيدة تسمى به [ الأشباه ] قال الحموي في ( معجم الأدباء ) ج 17 ص 191 في أول ترجمة المترجم : إن له قصيدة يسميها بالأشباه يمدح فيها عليا ثم قال في ص 200 : له قصيدته ذات الأشباه ، وسميت بذات الأشباه لقصده فيما ذكره من الخبر الذي رواه عبد الرزاق عن معمر عن الزهري عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو في محفل من أصحابه : إن تنظروا إلى آدم في علمه ، ونوح في همه ، وإبراهيم في خلقه ، وموسى في مناجاته ، وعيسى في سنته (1) ، ومحمد في هديه وحلمه ، فانظروا إلى هذا المقبل. فتطاول الناس فإذا هو علي بن أبي طالب عليه السلام. فأورد المفجع ذلك في قصيدته ، وفيها مناقب كثيرة أولها. ثم ذكر منها 18 بيتا.

حديث الأشباه
    هذا الحديث الذي رواه الحموي في معجمه نقلا عن تاريخ ابن بشران قد أصفق على روايته الفريقان غير أن له ألفاظا مختلفة وإليك نصوصها :
    1 ـ أخرج إمام الحنابلة أحمد عن عبد الرزاق بإسناده المذكور بلفظ :
    من أراد أن ينظر إلى آدم في علمه ، وإلى نوح في فهمه ، وإلى إبراهيم في خلقه ، وإلى موسى في مناجاته ، وإلى عيسى في سنته ، وإلى محمد في تمامه وكماله ، فلينظر إلى هذا الرجل المقبل. فتطاول الناس فإذا هم بعلي بن أبي طالب كأنما ينقلع من صبب ، و ينحط من جبل.
    2 ـ أخرج أبو بكر أحمد بن الحسين البيهقي المتوفى 458 في ( فضايل الصحابة ) بلفظ :
    من أراد أن ينظر إلى آدم في علمه ، وإلى نوح في تقواه ، وإلى إبراهيم في حلمه ، وإلى موسى في هيبته ، وإلى عيسى في عبادته : فلينظر إلى علي بن أبي طالب.
    3 ـ أخرج الحافظ أحمد بن محمد العاصمي في كتابه [ زين الفتى في شرح سورة
1 ـ في الأصل ، في سنه.

(356)
هل أتى ] بإسناده من طريق الحافظ عبيد الله بن موسى العبسي عن أبي الحمراء قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : من أراد أن ينظر إلى آدم في علمه ، وإلى نوح في فهمه ، وإلى إبراهيم في حلمه ، وإلى موسى في بطشه فلينظر إلى علي بن أبي طالب.
    وبإسناد آخر من طريق الحافظ العبسي أيضا وزاد : وإلى يحيى بن زكريا في زهده.
    وأخرج بإسناد ثالث بلفظ أقصر من المذكور.
    ثم قال : أما آدم عليه السلام فإنه وقعت المشابهة بين المرتضى وبينه بعشرة أشياء : أولها : بالخلق والطينة. والثاني : بالمكث والمدة. والثالث : بالصحابة والزوجة. والرابع : بالتزويج والخلعة. والخامس : بالعلم والحكمة. والسادس : بالذهن والفطنة. والسابع : بالأمر والخلافة. والثامن : بالأعداء والمخالفة. والتاسع : بالوفاء والوصية. والعاشر : بالأولاد والعترة. ثم بسط القول في وجه هذه كلها فقال : ووقعت المشابهة بين المرتضى وبين نوح بثمانية أشياء : أولها : بالفهم : والثاني : بالدعوة. والثالث : بالإجابة. والرابع : بالسفينة. والخامس : بالبركة. والسادس : بالسلام. والسابع : بالشكر. والثامن : بالإهلاك. ثم بين وجه الشبه في هذه كلها إلى أن قال :
    ووقعت المشابهة بين المرتضى وبين إبراهيم الخليل بثمانية أشياء : أولها : بالوفاء. والثاني : بالوقاية. والثالث : بمناظرته أباه وقومه. والرابع : بإهلاك الأصنام بيمينه. والخامس : ببشارة الله إياه بالولدين اللذين هما من أصول أنساب الأنبياء عليهم السلام. والسادس : باختلاف أحوال ذريته من بين محسن وظالم. والسابع : بابتلاء الله تعالى إياه بالنفس والولد والمال. والثامن : بتسمية الله إياه خليلا حتى لم يؤثر شيئا عليه. ثم فصل وجه الشبه فيها إلى أن قال : ووقعت المشابهة بين المرتضى وبين يوسف الصديق بثمانية أشياء :
    أولها : بالعلم والحكمة في صغره.
    والثاني : بحسد الأخوة له.
    والثالث : بنكثهم العهود فيه.
    والرابع بالجمع له بين العلم والملك في كبره.
    والخامس : بالوقوف على تأويل الأحاديث.
    والسادس : بالكرم والتجاوز عن إخوته.
    والسابع : بالعفو عنهم وقت القدرة عليهم.
    والثامن : بتحويل الديار.
    ثم قال بعد بيان وجه الشبه فيها :


(357)
    ووقعت المشابهة بين المرتضى وبين موسى الكليم عليه السلام بثمانية أشياء :
    أولها : الصلابة والشدة. والثاني : بالمحاجة والدعوة. والثالث : بالعصا والقوة. والرابع : بشرح الصدر والفسحة. والخامس : بالأخوة والقربة. والسادس : بالود والمحبة. والسابع : بالأذى والمحنة. والثامن : بميراث الملك والإمرة. وبين وجه التشبيه فيها ثم قال :
    ووقعت المشابهة بين المرتضى وبين داود بثمانية أشياء : أولها : بالعلم والحكمة. والثاني : بالتقوى على إخوانه في صغر سنه. والثالث : بالمبارزة لقتل جالوت. والرابع : بالقدر معه من طالوت إلى أن أورثه الله ملكه. والخامس : بإلانة الحديد له. والسادس : بتسبيح الجوامد معه. والسابع : بالولد الصالح. والثامن : بفصل الخطاب. وقال بعد بيان المشابهة فيها :
    ووقعت المشابهة بين المرتضى وبين سليمان بثمانية أشياء : أولها : بالفتنة والابتلاء في نفسه. والثاني : بتسليط الجسد على كرسيه. والثالث : بتلقين الله إياه في صغره بما استحق به الخلافة. والرابع : برد الشمس لأجله بعد المغيب. والخامس : بتسخير الهوى والريح له. والسادس : بتسخير الجن له. والسابع : بعلمه منطق الطير والجوامد وكلامه إياه. والثامن : بالمغفرة ورفع الحساب عنه. ثم بين وجه التشبيه فقال :
    ووقعت المشابهة بين المرتضى عليه السلام وبين أيوب بثمانية أشياء : أحدها : بالبلايا في بدنه. والثاني : بالبلايا في ولده. والثالث : بالبلايا في ماله. والرابع : بالصبر على الشدايد. والخامس : بخروج الجميع عليه. والسادس : بشماتة الأعداء. والسابع : بالدعاء لله تعالى فيما بين ذلك وترك التواني فيها. والثامن : بالوفاء للنذر والاجتناب عن الحنث. وقال بعد بيان وجه المشابهة فيها :
    ووقعت المشابهة بين المرتضى وبين يحيى بن زكريا بثمانية أشياء : أولها : بالحفظ والعصمة. والثاني : بالكتاب والحكمة. والثالث : بالتسليم والتحية. و الرابع : ببر الوالدين. والخامس : بالقتل والشهادة لأجل مرأة مفسدة. والسادس : بشدة الغضب والنقمة من الله تعالى على قتله. والسابع : بالخوف والمراقبة. والثامن بفقد السمي والنظر له في التسمية. ثم قال بعد بسط الكلام حول التشبيه فيها :


(358)
    ووقعت المشابهة بين المرتضى وبين عيسى بثمانية أشياء : أولها : بالاذعان لله الكبير المتعال. والثاني : بعلمه بالكتاب طفلا ولم يبلغ مبلغ الرجال. والثالث : بعلمه بالكتابة والخطابة. والرابع : بهلاك الفريقين فيه من أهل الضلال. والخامس : بالزهد في الدنيا. والسادس : بالكرم والافضال. والسابع : بالإخبار عن الكواين في الاستقبال. والثامن : بالكفائة. ثم بين وجه الشبه فيها :
    وهذا الكتاب من أنفس كتب العامة فيه آيات العلم وبينات العبقرية ، وقد شغل القوم عن نشر مثل هذه النفايس بالتافهات المزخرفة.
    4 ـ أخرج أخطب الخطباء الخوارزمي المالكي المتوفى 568 بإسناده في ( المناقب ) ص 49 من طريق البيهقي عن أبي الحمراء بلفظ : من أراد أن ينظر إلى آدم في علمه ، وإلى نوح في فهمه ، وإلى يحيى بن زكريا في زهده ، وإلى موسى بن عمران في بطشه ، فلينظر إلى علي بن أبي طالب.
    وأخرج في ص 39 بإسناده من طريق ابن مردويه عن الحارث الأعور صاحب راية علي بن أبي طالب قال : بلغنا إن النبي صلى الله عليه وآله كان في جمع من أصحابه فقال : أريكم آدم في علمه ، ونوحا في فهمه ، وإبراهيم في حكمته. فلم يكن بأسرع من أن طلع علي عليه السلام فقال أبو بكر : يا رسول الله ؟ أقست رجلا بثلثة من الرسل ؟! بخ بخ لهذا الرجل ، من هو يا رسول الله ؟ قال النبي : أو لا تعرفه يا أبا بكر ؟ قال : الله و رسوله أعلم. قال : هو أبو الحسن علي بن أبي طالب. فقال أبو بكر : بخ بخ لك يا أبا الحسن ؟ وأين مثلك يا أبا الحسن ؟.
    وروى في ص 245 بإسناده بلفظ : من أراد أن ينظر إلى آدم في علمه. وإلى موسى في شدته. وإلى عيسى في زهده ، فلينظر إلى هذا المقبل ، فأقبل علي. وذكره :
    5 ـ أبو سالم كمال الدين محمد بن طلحة الشافعي المتوفى 652 رواه في ( مطالب السئول ) نقلا عن كتاب ( فضايل الصحابة ) للبيهقي بلفظ ؟ من أراد أن ينظر إلى آدم في علمه ، وإلى نوح في تقواه ، وإلى إبراهيم في حلمه ، وإلى موسى في هيبته ، وإلى عيسى في عبادته فلينظر إلى علي بن أبي طالب عليه السلام. ثم قال :
    فقد أثبت النبي صلى الله عليه وسلم لعلي بهذا الحديث علما يشبه علم آدم ، وتقوى تشبه


(359)
تقوى نوح ، وحلما يشبه حلم إبراهيم ، وهيبة تشبه هيبة موسى ، وعبادة تشبه عبادة عيسى ، وفي هذا تصريح لعلي بعلمه وتقواه وحلمه وهيبته وعبادته ، وتعلو هذه الصفات إلى أوج العلا حيث شبهها بهؤلاء الأنبياء المرسلين من الصفات المذكورة والمناقب المعدودة.
    6 ـ عز الدين ابن أبي الحديد المتوفى 655 قال في ( شرح نهج البلاغة ) ج 2 ص 236 : روى المحدثون عنه صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال : من أراد أن ينظر إلى نوح في عزته ، وموسى في علمه ، وعيسى في ورعه فلينظر إلى علي بن أبي طالب. ورواه في ج 2 ص 449 من طريق أحمد والبيهقي نقلا عن مسند الأول و صحيح الثاني بلفظ :
    من أراد أن ينظر في عزمه ، وإلى آدم في علمه ، وإلى إبراهيم في حلمه ، وإلى موسى في فطنته ، وإلى عيسى في زهده ، فلينظر إلى علي بن أبي طالب.
    7 ـ الحافظ أبو عبد الله الكنجي الشافعي المتوفى 658 ، أخرجه في ( كفاية الطالب ) ص 45 بإسناده عن ابن عباس قال :
    بينما رسول الله صلى الله عليه وآله جالس في جماعة من أصحابه إذ أقبل علي عليه السلام فلما بصر به رسول الله صلى الله عليه وآله قال : من أراد منكم أن ينظر إلى آدم في علمه ، وإلى نوح في حكمته ، وإلى إبراهيم في حلمه ، فلينظر إلى علي بن أبي طالب.
    ثم قال : قلت : تشبيهه لعلي بآدم في علمه لأن الله علم آدم صفة كل شيء كما قال عز وجل : وعلم آدم الأسماء كلها.
    فما من شيء ولا حادثة إلا وعند علي فيها علم و له في استنباط معناها فهم. وشبهه بنوح في حكمته. وفي رواية : في حكمه.
    وكأنه أصح لأن عليا كان شديدا على الكافرين رؤفا بالمؤمنين كما وصفه الله تعالى في القرآن بقوله : و الذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم.
    وأخبر الله عز وجل عن شدة نوح على الكافرين بقوله : رب لا تذر على الأرض من الكافرين ديارا.
    وشبهه في الحلم بإبراهيم خليل الرحمن كما وصفه عز وجل بقوله : إن إبراهيم لأواه حليم.
    فكان متخلقا بأخلاق الأنبياء متصفا بصفات الأصفياء.
    8 ـ الحافظ أبو العباس محب الدين الطبري المتوفى 694 رواه في ( الرياض


(360)
النضرة ) 2 ص 218 بلفظ : من أراد أن ينظر إلى آدم في علمه ، وإلى نوح في فهمه ، و إلى إبراهيم في حلمه ، وإلى يحيى بن زكريا في زهده ، وإلى موسى بن عمران في بطشه ، فلينظر إلى علي بن أبي طالب.
    قال : أخرجه القزويني الحاكمي.
    وأخرج عن ابن عباس بلفظ : من أراد أن ينظر إلى إبراهيم في حلمه ، وإلى نوح في حكمه ، وإلى يوسف في جماله ، فلينظر إلى علي بن أبي طالب.
    فقال : أخرجه الملا في سيرته.
    9 ـ شيخ الاسلام الحموئي المتوفى 722 ، أخرجه في ( فرايد السمطين ) بعدة أسانيد من طرق الحاكم النيسابوري وأبي بكر البيهقي بلفظ محب الدين الطبري المذكور وما يقرب منه.
    10 ـ القاضي عضد الأيجي الشافعي المتوفى 756 ، رواه في ( المواقف ) ج 3 ص 276 بلفظ : من أراد أن ينظر إلى آدم في علمه ، وإلى نوح في تقواه ، وإلى إبراهيم في حلمه ، وإلى موسى في هيبته ، وإلى عيسى في عبادته ، فلينظر إلى علي بن أبي طالب.
    11 ـ التفتازاني الشافعي المتوفى 792 في ( شرح المقاصد ) 2 ص 299 بلفظ القاضي الأيجي المذكور.
    12 ـ ابن الصباغ المالكي المتوفى 855 روى في ( الفصول المهمة ) ص 21 نقلا عن [ فضايل الصحابة ] للبيهقي باللفظ المذكور ، 13 السيد محمود الآلوسي المتوفى 1270 رواه في شرح عينية عبد الباقي العمري ص 27 بلفظ البيهقي.
    14 ـ الصفوري قال في ( نزهة المجالس ) 2 ص 240 : قال النبي صلى الله عليه وسلم من أراد أن ينظر إلى آدم في علمه ، وإلى نوح في فهمه ، وإلى إبراهيم في حلمه ، وإلى موسى في زهده ، وإلى محمد في بهاءه ، فلينظر إلى علي بن أبي طالب رضي الله عنه. ذكره ابن الجوزي. وفي حديث آخر ذكره الرازي في تفسيره : من أراد أن يرى آدم في علمه ، ونوحا في طاعته ، وإبراهيم في خلقه ، وموسى في قربه ، وعيسى في صفوته فلينظر إلى علي بن أبي طالب.
    15 ـ السيد أحمد القادين خاني في ( هداية المرتاب ) ص 146 بلفظ البيهقي.
كتاب الغدير ـ الجزء الثالث ::: فهرس