كتاب الغدير ـ الجزء الثالث ::: 361 ـ 370
(361)
( الشاعر )
    أبو عبد الله محمد بن أحمد بن عبد الله (1) الكاتب النحوي المصري الملقب بالمفجع.
    أوحدي من رجالات العلم والحديث ، وواسطة العقد بين أئمة اللغة والأدب ، وبيت القصيد في صاغة القريض ، ومن المعدودين من أصحابنا الإمامية ، مدحوه بحسن العقيدة ، وسلامة المذهب ، وسداد الرأي ، وكان كل جنوحه إلى أئمة أهل البيت عليهم السلام ، وقد أكثر في شعره من الثناء عليهم ، والتفجع لما انتابهم من المصائب والفوادح ، فلم يزل على ذلك حتى لقبه مناوئوه المتنابزون بالألقاب ب‍ [ المفجع ] وإليه يوعز بقوله :
إن يكن قيل لي : المفجع نبزا فلعمري أنا المفجع هما
    ثم صار لقبا له حتى عند أوليائه لذلك السبب المذكور كما قاله النجاشي والعلامة : ولبيت قاله كما في ( معجم الشعراء ) للمرزباني ص 464 ، وكأنه يريد البيت المذكور.
    ثم أن المصرح به في معجمي الشعراء والأدباء للمرزباني والحموي ، والوافي بالوفيات للصفدي : إن المترجم من المكثرين من الشعر ، وذكر ابن النديم أن شعره في مائة ورقة ، ويؤكده ما قاله النجاشي والعلامة من أن له شعرا كثيرا في أهل البيت عليهم السلام ، وهو الذي يعطيه وصفهم له من أنه كان كاتبا شاعرا بصيرا بالغريب كما في ( مروج الذهب ) ، ومن أنه من وجوه أهل اللغة والأدب ، وقال أبو محمد ابن بشران (2) : كان شاعر البصرة وأديبها ، وكان يجلس في الجامع بالبصرة فيكتب عنه ويقرأ عليه الشعر واللغة والمصنفات وشعره مشهور ، وكان أبو عبد الله الأكفاني راويته ، وكتب لي بخطه من مليح شعره شيئا كثيرا ، وشعره كثير حسن ، وله في جماعة من كبار أهل الأهواز مدائح كثيرة وأهاج ، وله قصيدة في أبي عبد الله ابن درستويه يرثيه فيها وهو حي يقول فيها ويلقبه بدهن الآجر.
مات دهن الآحر فاخضرت الأر ض وكادت جبالها لا تزول

1 ـ عبيد الله في معجم الأدباء.
2 ـ حكاه الحموي في معجم الأدباء عن تاريخه ونحن نذكره ملخصا.


(362)
    ويصف أشياء كثيرة فيها ، وكان يكثر عند والدي ويطيل المقام عنده وكنت أراه عنده وأنا صبي بالأهواز ، وله إليه مراسلات وله فيه مدح كثير كنت جمعتها فضاعت أيام دخول ابن أبي ليلى الأهواز ونهب [ روزناماتها ] (1) وكان منها قصيدة بخطه عندي يقول فيها :
لو قيل للجود : من مولاك قال : نعم عبد المجيد المغيرة بن بشران
    وأذكر له من قصيدة أخرى :
يا من أطال يدي إذ هاضني زمني أنقذتني من أناس عند دينهم وصرت في المصر مجفوا ومطرحا قتل الأديب إذا ما علمه اتضحا
    لقي المفجع ثعلبا وأخذ عنه وعن غيره ، وكان بينه وبين ابن دريد مهاجاة كما في ( فهرست ) ابن النديم ، و ( الوافي بالوفيات ) للصفدي ، ويقوى القول ما في ( مروج الذهب ) من أنه صاحب الباهلي المصري الذي كان يناقض ابن دريد. غير أن الثعالبي ذكر في ( اليتيمة ) أنه صاحب ابن دريد ، وقام مقامه في التأليف والاملاء.ولعلهما كانتا في وقتين من أمد تعاصرهما. يروي عنه أبو عبد الله الحسين بن خالويه. وأبو القاسم الحسن بن بشير بن يحيى. وأبو بكر الدوري.
    وكان ينادم ويعاشر من أبي القاسم نصر بن أحمد البصري الخبزأرزي الشاعر المجيد المتوفى 327 ، وأبي الحسين محمد بن محمد المعروف بابن لنكك البصري النحوي ، وأبي عبد الله الأكفائي الشاعر البصري.
آثاره القيمة
    1 ـ كتاب المنقذ من الإيمان. قال الصفدي في ( الوافي بالوفيات ) 130 : يشبه كتاب ( الملاحن ) لابن دريد وهو أجود منه.
    ينقل عنه السيوطي في شرح المعنى فوائد أدبية.
    2 ـ كتاب قصيدته في أهل البيت عليهم السلام.
    3 ـ كتاب الترجمان في معاني الشعر. يحتوي على ثلاثة عشر حدا وهي : حد
1 ـ جمع ( روزنامة ) فارسية ، يعني : الجريدة اليومية.

(363)
الإعراب. حد المديح. حد البخل. حد الحلم والرأي. حد الهجاء. حد اللغز. حد المال. حد الاغتراب. حد المطايا. حد الخطوب : حد النبات. حد الحيوان. حد الغزل. قال النجاشي : لم يعمل مثله في معناه.
    4 ـ كتاب الإعراب.
    5 ـ كتاب أشعار الجواري. لم يتم.
    6 ـ كتاب عرائس المجالس.
    7 ـ كتاب غريب شعر زيد الخليل الطائي.
    8 ـ كتاب أشعار أبي بكر الخوارزمي
    9 ـ كتاب سعادة العرب ذكر المرزباني للمفجع في مدح أبي الحسن محمد بن عبد الوهاب الزينبي الهاشمي من قصيدة قوله :
للزينبي على جلالة قدره وشهامة تقصي الليوث إذا سطا يحتل بيتا في ذؤابـة هاشم حر يروح المستميح ويغتدي فإذا تحيف ما له إعطاؤه بضياء سنته المكارم تهتدي مقدار ما بيني وما بين الغنى خلق كطعم الماء غير مزند (1) وندى يغرق كل بحر مزبد طالت دعائمه محل الفرقد بمواهب منه تروح وتغتدي في يومه نهك البقية في غد (2) وبجود راحته السحائب تقتدي مقدار ما بيني وبين المربد (3)
    وفي ( معجم الأدباء ) نقلا عن تاريخ أبي محمد عبد الله بن بشران أنه قال : دخل المفجع يوما إلى القاضي أبي القاسم علي بن محمد التنوخي فوجده يقرأ معاني على العبيسي فأنشد :
1 ـ أي غير بخيل ولا ضيق الحال.
2 ـ تحيف : تنقص. ونهك. أفنى
3 ـ المربد : فضاء وراء البيوت يرتفق به.


(364)
قد قدم العجب على الرويس وطاول البقل فروع الميس وادعت الروم أبا في قيس إذ قرأ القاضي حليف الكيس وشارف الوهد أبا قبيس (1) وهبت العنز لقرع التيس (2) واختلط الناس اختلاط الحيس (3) معاني الشعر على العبيسي
    وألقى ذلك إلى التنوخي وانصرف. قال : ومدح أبا القاسم التنوخي فرأى منه جفاء فكتب إليه :
لو أعرض الناس كلهم وأبوا كان وداد فزال وانصر ما وقد صحبنا في عصرنا أمما فما ملكنا هزلا ولا ساخت الأرض في الله من كل هالك خلف حر ظننا به الجميل فما فكان ماذا ما كل معتمد غلطت والناس يغلطون وهل من ذا إذا اعطي السداد فلم شلت يدي لم جلست عن تفه يا ليتني قبلها خرست فلم يا زلة ما أقلت عثرتها من راعه بالهوان صاحبه لم ينقصوا رزقي الذي قسما وكان عهد فبان وانهدما وقد فقدنا من قبلهم أمما ولم تقطر السماء دما لا يرهب الدهر من به اعتصما حقق ظنا ولا رعى الذمما عليه يرعى الوفاء والكرما تعرف خلقا من غلطة سلما ؟ يعرف بذنب ولم يزل قدما ؟ أكتب شجوي وامتطي القلما أعمل لسانا ولا فتحت فما أبقت على القلب والحشا ألما فعاد فيه فنفسه ظلما
    وله قوله :
لنا صديق مليح الوجد مقتبل وليس في وده نفع ولا بركه

1 ـ الرويس : تصغير روس. وهو السيئ يقال. رجل روس. أي : رجل سوء. والتصغير للتحقير. الوهد : المنخفض من الأرض.
2 ـ الميس : نوع من الكرم. وهبت : نشطت وأسرعت.
3 ـ الحيس : تمر يخلط بسمن. وأقط فيعجن وربما جعل فيه سويق فيمتزج.


(365)
شبهته بنار الصيف يوسعنا طولا ويمنع منا النوم والحركه
    وللمفجع كما في شرح ابن أبي الحديد قوله :
إن كنت خنتكم المودة غادرا فمسحت في قبح ابن طلحة إنه أو حلت عن سنن المحب الوامق ما دل قط على كمال الخالق
    وله في ( معجم الأدباء ) ما قاله حين دامت الأمطار وقطعت عن الحركة :
يا خالق الخلق أجمعينا ورافع السبع فوق سبع ومن إذا قال كن لشيء لا تسقنا العام صوب غيث وواهب المال والبنينا لم يستعن فيهما معينا لم تقع النون أو يكونا أكثر من ذا فقد روينا
    وله وقد سأل بعض أصدقائه أيضا رقعة وشعرا له يهنئه في مهرجان إلى بعض فقصر حتى مضى المهرجان قوله :
إن الكتاب وإن تضمن طيه فإذا أعانته عناية حامل وإذا الرسول ونى وقصر عامدا قد فات يوم المهرجان فذكره كنه البلاغة كالفصيح الأخرس فجوابه يأتي بنجح منفس كان الكتاب صحيفة المتلمس في الشعر أبرد من سخاء المفلس
    فسئل عن سخاء المفلس ؟ فقال : يعد في إفلاسه بما لا يفي به عند إمكانه ، ومن ملحه قوله لانسان أهدى إليه طبقا فيه قصب السكر والاترنج والنارنج :
إن شيطانك في الظرف فلهذا أنت فيه قد أتتنا تحفة من طبق فيه قدود لشيطان مريد تبتدي ثم تعيد ك على الحسن تزيد ونهود وخدود (1)
    وذكر له الوطواط في ( غرر الخصايص ) ص 270 قوله يستنجز به :
أيها السيد عش في غبطة ما تغني طائر الأيك الغرد

1 ـ النهود جمع النهد : الثدي ، وأراد بها الاترنج لاستدارته. وخدود : جمع خد. أراد بها النارنج.

(366)
لي وعد منك لا تنكره أنت أحييت بمبذول الندى فإذا صال زمان أوسطا فاقضه أنجز حر ما وعد سنن الجود وقد كان همد فعلى مثلك مثلي يعتمد
    مذكر له النويري في ( نهاية الإرب ) ص 77 :
ظبي إذا عقرب أصداغه تفاح خديه له نضرة رأيت ما لا يحسن العقرب كأنه من دمعتي يشرب
    ولد المفجع بالبصرة وتوفي بها سنة 327 كما في ( معجم الأدباء ) نقلا عن تاريخ معاصره أبي محمد عبد الله بن بشران قال :
    كانت وفاته قبل وفاة والدي بأيام يسيرة ومات والدي في يوم السبت لعشر خلون من شعبان سنة سبع وعشرين وثلثماءة.
    وقال المرزباني : إنه مات في سنة قبل الثلاثين وثلثمائة.
    وأرخه الصفدي في ( الوافي بالوفيات ) بسنة عشرين وثلثمائة ، وكذلك القاضي في ( المجالس ) والسيوطي في ( البغية ) وتبعهم آخرون. والمختار ما حكاه الحموي عن تأريخ أبي محمد ابن بشران.
    تجد ترجمة المفجع في فهرست ابن النديم 123. فهرست الشيخ 150. معجم الشعراء للمرزباني 464. يتيمة الدهر 2 ص 334. فهرست النجاشي 264 ، مروج الذهب 2 ص 519 ، معجم الأدباء 17 ص 190 ـ 205 ، الوافي بالوفيات للصفدي 1 ص 129 ، خلاصة الأقوال للعلامة ، بغية الوعاة 13 ، مجالس المؤمنين 234 ، جامع الرواة للأردبيلي ، منهج المقال 280 ، روضات الجنات 554 ، الكنى والألقاب 3 ص 163 ، الأعلام للزركلي 3 ص 845 ، آثار العجم 377.


(367)
القرن الرابع
18
أبو القاسم الصنوبري
المتوفى 334
ما في المنازل حاجة نقضيها وتفجع للعين فيها حيث لا أبكي المنازل وهي لو تدري الذي بالله يا دمع السحائب سقنها يا مغريا نفسي بوصف عزيزة لا خير في وصف النساء فاعفني يا رب قافية حلى إمضاؤها لا تطمعن النفس في إعطائها حب النبي محمد ووصيه أهل الكساء الخمسة الغرر التي كم نعمة أوليت يا مولاهم إن السفاه بشغل مدحي عنهم هم صفوة الكرم الذي أصفاهم أرجو شفاعتهم فتلك شفاعة صلوا على بنت النبي محمد وابكوا دماء لو تشاهد سفكها تلك الدماء لو أنها توقى إذن لو أن منها قطرة تفدى إذن إن الذين بغوا إراقتها بغوا إلا السـلام وأدمع نذريها عيش أوازيه بعـيشي فيها بحث البكاء لكـنت أستبكـيها ولئن بخلت فأدمعي تسقـيها أغريت عاصية على مغـريها عما تكلفنيه من وصفيها لم يحل ممضاها إلـى ممضيها شيئا فتطلب فـوق ما تعطيها مع حب فاطمة وحـب بنيها يبني العلا بعلاهم بانـيها في حبهم فالحمد للمـوليها فيحق لي أن لا أكون سفيها ودي وأصفيت الذي يصفيها يلتذ برد رجائها راجـيها بعد الصلاة على النـبي أبيها في كربلاء لما ونت تبكيها كانت دماء العالمين تـقيها كنا بها وبغيرنا نفديها مشؤمة العقبى على باغيها



(368)
قتل ابن من أوصى إليه خير من رفع النبي يمينه بيمينه في موضع أضحى عليه منبها آخاه في ( خم ) ونوه باسمه هو قال : أفضلكم علي إنه هو لي كهارون لموسى حبذا يوماه يوم للعدى يرويهم يسع الأنام مثوبة وعقوبة أوصى الوصايا قط أو يوصيها ليرى ارتفاع يمينه رائيها فيه وفيه يبدئ التنبيها لم يأل في خير به تنويها أمضى قضيته التي يمضيها تشبيه هارون به تشبيها جورا ويوم للقنى يرويها كلتاهما تمضي لما يمضيها
[ إلى آخر القصيدة 42 بيتا ]
    وله من قصيدة ذكرها صاحب ( الدر النظيم في الأئمة اللهاميم ) :
هل أضاخ كما عهدنا أضاخا ؟ (1) حبذا ذلك المناخ مناخا
    يقول فيها :
ذكر يوم الحسين بالطف أودى متبعات نساؤه النوح نوحا منعوه ماء الفرات وظلوا بأبي عترة النبي وأمي خير ذا الخلق صبية وشبابا أخذوا صدر مفخر العز مذ كانوا النقيون حيث كانوا جيوبا يألفون الطوى إذا ألف الناس خلقوا أسخياء لا متساخين أهل فضل تناسخوا الفضل شيئا بهواهم يزهو ويشمخ من قد بصماخي فلم يدع لي صماخا رافعات إثر الصراخ صراخا يتعاطونه زلالا نقاخا (2) سد عنهم معاند أصماخا وكهولا وخيرهم أشياخا وخلوا للعالمين المخاخا حيث لا تأمن الجيوب اتساخا اشتواء من فيئهم واط ّباخا وليس السخى من يتساخى وشبابا أكرم بذاك انتساخا كان في الناس زاهيا شماخا

م 1 ) اضاخ : جبل يذكر ويؤنث ).
م 2 ) النقاخ : الماء البارد الصافى ).


(369)
يا بن بنت النبي أكرم به ابنا وابن من وازر النبي ووالاه وابن من كان للكريهة ركابا للطلى تحت قسطل الحرب ضرابا ذو الدماء التي يطيل مواليه ما عليكم أناخ كلكله الدهر وبأسناخ جده أسناخا وصافاه في ( الغدير ) وواخى وفي وجه هولها رساخا وللهام في الوغى شداخا اختضابا بطيبها والتطاخا ولكن على الأنام أناخا
( الشاعر )
    أبو القاسم وأبو بكر وأبو الفضل (1) أحمد بن محمد بن الحسن بن مرار الجزري الرقي (2) الضبي (3) الحلبي الشهير بالصنوبري.
    شاعر شيعي مجيد. جمع شعره بين طرفي الرقة والقوة ، ونال من المتانة وجودة الأسلوب حظه الأوفر ، ومن البراعة والظرف نصيبه الأوفى ، وتواتر في المعاجم وصفه بالاحسان تارة (4) وبه وبالإجادة أخرى (5) وإن شعره في الذروة العليا ثالثة (6) وكان يسمى حبيبا الأصغر لجودة شعره (7) وقال الثعالبي : تشبيهات ابن المعتز. و أوصاف كشاجم ، وروضيات الصنوبري ، متى اجتمعت اجتمع الظرف والطرف ، وسمع السامع من الاحسان العجب.
    وله في وصف الرياض والأنوار تقدم باهر ، وذكر ابن عساكر : أن أكثر شعره فيه. وقال ابن النديم في فهرسته : إن الصولي عمل شعر الصنوبري على الحروف في مأتي ورقة. فيكون المدون على ما التزم به ابن النديم من تحديد كل صفحة من الورقة بعشرين بيتا ثمانية آلاف بيت ، وسمع الحسن بن محمد الغساني من شعره مجلدا (8).
1 ـ كناه به كشاجم زميله في شعره.
2 ـ نسبة إلى الرقة : مدينة مشهورة بشط الفرات عمرها هارون الرشيد.
3 ـ نسبة إلى ضبة أبي قبيلة.
4 ـ تاريخ ابن عساكر 1 ص 456.
5 ـ أنساب السمعاني.
6 ـ شذرات الذهب 2 ص 335.
7 ـ عمدة ابن رشيق 1 ص 83.
8 ـ أنساب السمعاني


(370)
    وله في وصف حلب ومنتزهاتها قصيدة تنتهي إلى مائة وأربعة أبيات توجد في ( معجم البلدان ) للحموي 3 ص 317 ـ 321 ، وقال البستاني في ( دائرة المعارف ) 7 ص 137 : هي أجود ما وصف به حلب ، مستهلها :
إحبسا العيس احبساها وسلا الدار سلاها
    وأما نسبته إلى الصنوبر فقد ذكر ابن عساكر عن عبد الله الحلبي الصفري إنه قال : سألت الصنوبري عن السبب الذي من أجله نسب جده إلى الصنوبر حتى صار معروفا به. فقال لي : كان جدي صاحب بيت حكمة من بيوت حكم المأمون فجرت له بين يديه مناظرة فاستحسن كلامه وحدة مزاجه وقال له : إنك لصنوبري الشكل. يريد بذلك الذكاء وحدة المزاج. ا ه‍.
    وذكر له النويري في ( نهاية الإرب ) ج 11 ص 98 في نسبته هذه قوله :
وإذا عزينا إلى الصنوبر لم لا بل إلى باسق الفروع علا مثل خيام الحرير تحملها كأن ما في ذراه من ثمر باق على الصيف والشتاء إذا محصن الحب في جواشن قد حب حكى الحب صين في قرب الـ ذو نثة ما ينال من عنب يا شجراً حبه حـداني أن فالحمد لله إن ذا لقب نعز إلى خامل من الخشب مناسبا في أرومة الحسب أعمدة تحتها من الذهب طير وقوع على ذرى القضب شابت رؤوس النبات لم يشب أمن في لبسها من الحرب أصداف حتى بدا من القرب ما نيل من طيبها ولا رطب أفدي بأمي محبة وأبي يزيد في حسنه على النسب
     وأما تشيعه فهو الذي يطفح به شعره الرائق كما وقفت على شطر منه وستقف فيما يلي على شطر آخر ، ونص بذلك اليماني في نسمة السحر ، وعد ابن شهر آشوب له من مادحي أهل البيت عليهم السلام يوذن بذلك. وأما دعوى صاحب النسمة أنه كان زيديا واستظهاره ذلك من شعره فأحسب أنها فتوى مجردة فإنه لم يدعمها. بدليل ، وشعره الذي ذكره هو وغيره خال من أي ظهور ادعاه ، وإليك نبذا مما وقفنا عليه في
كتاب الغدير ـ الجزء الثالث ::: فهرس