كتاب الغدير ـ الجزء الثالث ::: 371 ـ 380
(371)
    المذهب. قال في قصيدة يمدح بها عليا أمير المؤمنين عليه السلام :
وأخي حبيبي حبيب الله لا كذب صلى إلى القبلتين المقتدى بهما ما مثل زوجته أخرى يقاس بها فمضمر الحب في نور يخص به هذا غدا مالك في النار يملكه ردت له الشمس في أفلاكها فقضى أليس من حل منه في إخوته وشافع الملك الراجي شفاعته قال النبي له : أشقى البرية يا هذا عصى صالحا في عقر ناقته ليخضبن هذه من ذا أبا حسن وابناه للمصطفى المستخلص ابنان والناس عن ذاك في صم وعميان ولا يقاس على سبطيه سبطان ومضمر البغض مخصوص بنيران وذاك رضوان يلقاه برضوان صلاته غير ما ساه ولا وان محل هارون من موسى بن عمران ؟! إذ جاءه ملك في خلق ثعبان علي إذ ذكر الأشقى شقيان وذاك فيك سيلقاني بعصيان في حين يخضبها من أحمر قان
    ويرثي فيها أمير المؤمنين وولده السبط الشهيد بقوله :
نعم الشهيدان رب العرش يشهد لي من ذا يعزي النبي المصطفى بهما من ذا لفاطمة اللهفاء ينبئها من قابض النفس في المحراب منتصبا نجمان في الأرض بل بدران قد أفلا سيفان يغمد سيف الحرب إن برزا والخلق أنهما نعم الشهيدان من ذا يعزيه من قاص ومن دان؟ عن بعلها وابنها إنباء لهفان؟ وقابض النفس في الهيجاء عطشان؟ نعم وشمسان إما قلت شمسان وفي يمينيهما للحرب سيفان
    وله يرثي الإمام السبط الشهيد عليه السلام (1) :
يا خير من لبس النبـ وجدي على سبطيك وج هذا قتيل الأشقيا يوم الحسين هرقت دمـ وة من جميع الأنبياء د ليس يؤذن بانقضاء ء وذا قتيل الأدعياء ـع الأرض بل دمع السماء

1 ـ ج 2 ص 232 من مناقب ابن شهر آشوب.

(372)
يوم الحسين تركت باب يا كربلاء خلقت من كم فيك من وجه تشرب نفسي فداء المصطلي نار حيث الأسنة في الجواشن فاختار درع الصبر حيث وأبى إباء الأسد إن وقضى كريما إذ قضى منعوه طعم الماء لا من ذا لمعفور الجواد من للطريح الشلو عريانا من للمحنط بالتراب من لابن فاطمة المغيب العز مهجور الفناء كرب علي ومن بلاء ماؤه ماء البهاء الوغى أي اصطلاء كالكواكب في السماء الصبر من لبس السناء الأسد صادقة الإباء ظمآن في نفر ظماء وجدوا لماء طعم ماء ممال أعواد الخباء ؟ مخلى بالعراء ؟ وللمغسل بالدماء ؟ عن عيون الأولياء ؟
    ويؤكد ما ذكرنا للمترجم من المذهب شدة الصلة بينه وبين كشاجم المسلم تشيعه ، وتؤكد المواخاة بينهما كما ستقف عليه في ترجمة كشاجم ، ويعرب عن الولاء الخالص بينهما قول كشاجم في الثناء عليه :
لي من أبي بكر أخي ثقة ما حال في قرب ولا بعد جسمان والروحان واحدة فإذا افتقرت فلي به جدة ذاكره أو حاوله مختبرا في نعمة منه جلبت بها وبدلة بيضاء ضافية متذلل سهل خلايقه ونتاج مغناه متممة لم استرب بإخائه قط سيان فيه الثوب والشط كالنقطتين حواهما خط وإذا اغتربت فلي به رهط تر منه بحرا ما له شط لا الشيب يبلغها ولا القرط مثل الملاءة حاكها القبط وعلى عدو صديقه سلط ونتاج مغنى غيره سقط



(373)
وجنان آداب مثمرة وتواضع يزداد فيه علا وإذا أمرؤ شيبت خلائقه ما شأنها أثل ولا خمط والحر يعلو حين ينحط غدرا فما في وده خلط
    وقصيدته الأخرى وقد كتبها إليه :
ألا أبلغ أبا بكر يناديك بإخلاص أظن الدهر أعداك فما ترغب في وصل ولا تخطرني منك أتنسى زمنا كنا أليفين حليفين مكبين على اللذات ترى في فلك الآداب كما ألفت الحكمـ فألهتك بساتينك وما شيدت للخلوة مقالا من أخ بر وإن ناداك من عقر فأخلدت إلى الغدر ولا تعرض من هجر على بال من الذكر به كالماء في الخمر ؟! على الايسار والعسر في الصحو وفي السكر كالشمس وكالبدر ـة بين العود والزمر ذات النور والزهر من دار ومن قصر [ القصيدة ]
    كان المترجم يسكن حلب دمشق وبها أنشد شعره ورواه عنه أبو الحسن محمد ابن أحمد بن جميع الغساني كما في أنساب السمعاني ، وتوفي في سنة 334 كما أرخه صاحب ( شذرات الذهب ) وغيره.
    وعده ابن كثير في تاريخه 11 ص 119 ممن توفي في حدود الثلمائة ، وهذا بعيد عن الصحة جدا من وجوه ، منها : أنه اجتمع (1) مع أبي الطيب المتنبي بعد ما نظم القريض وقد ولد بالكوفة سنة 303. ومنها : مدحه سيف الدولة الحمداني وقد ولد سنة 303.
    أعقب المترجم ولده أبا علي الحسين ، حكى ابن الجني (2) قال حدثني أبو علي
1 ـ عمدة ابن رشيق 1 ص 83.
2 ـ كما في يتيمة الدهر ج 1 ص 97.


(374)
الحسين بن أحمد الصنوبري قال : خرجت من حلب أريد سيف الدولة فلما برزت من الصور إذا أنا بفارس متلثم قد أهوى نحوي برمح طويل ، وسدده إلى صدري ، فكدت أطرح نفسي عن الدابة فرقا ، فلما قرب مني ثنى السنان وحسر لثامه فإذا المتنبي ( الشاعر المعروف ) وأنشدني :
نثرنا رؤوسا بالأحيدب منهم كما نثرت فوق العروس الدراهم
    ثم قال : كيف ترى هذا القول ؟ أحسن هو ؟ فقلت له : ويحك قد قتلتني يا رجل ؟ قال ابن جني : فحكيت أنا هذه الحكاية بمدينة السلام لأبي الطيب فعرفها وضحك لها. وتوفيت للصنوبري بنت في حياته رثاها زميله [ كشاجم ] وعزاه بقوله :
أتأسى يا أبا بكر وقد زوجتها قبرا وعوضت بها الأجر زفاف أهديت فيه فتاة أسبل الله ورده أشبه النعمة وقد يختار في المكروه فقابل نعمة الله التي وعز النفس مما فات لموت الحرة البكر وما كالقبر من صهر وما للأجر من مهر من الخدر إلى القبر عليها أسبغ الستر في الموقع والقدر للعبد وما يدري أولاك بالـشكر بالتسليم والصبر
    وكتب المترجم على كل جانب من جوانب قبة قبرها الستة بيتين توجد الأبيات في تاريخ ابن عساكر 1 ص 456 ، 457.
    حكاية
    حدث المترجم له أبو بكر أحمد بن محمد الصنوبري قال : كان بالرها (1) وراق يقال له : سعد. وكان في دكانه مجلس كل أديب ، وكان حسن الأدب والفهم ،
م 1 ) الرهاء بضم أوله والمد والقصر : مدينة بين الموصل والشام ، استحدثها الرهاء بن البلندي فسميت باسمه.

(375)
يعمل شعرا رقيقا ، وما كنا نفارق دكانه أنا وأبو بكر المعوج الشامي الشاعر وغيرنا من شعراء الشام وديار مصر ، وكان لتاجر بالرها نصراني من كبار تجارها ابن إسمه عيسى من أحسن الناس وجها ، وأحلاهم قدا ، وأظرفهم طبعا ومنطقا ، وكان يجلس إلينا ويكتب عنا أشعارنا وجميعنا يحبه ، ويميل إليه ، وهو حينئذ صبي في الكتاب فعشقه سعد الوراق عشقا مبرحا ويعمل فيه الأشعار ، فمن ذلك وقد جلس عنده في دكانه قوله :
إجعل فؤادي دواة والمداد دمي وصير اللوح وجهي وامحه بيد ترى المعلم لا يدري بمن كلفي وهاك فابر عظامي موضع القلم فإن ذلك برء لي من السقم وأنت أشهر في الصبيان من علم
    ثم شاع بعشق الغلام في الرها خبره ، فلما كبر وشارف الائتلاف أحب الرهبنة وخاطب أباه وأمه في ذلك ، وألح عليهما حتى أجاباه وخرجا به إلى ( دير زكي ) بنواحي الرقة (1) وهو في نهاية حسنه فابتاعا له قلاية ودفعا إلى رأس الدير جملة من المال عنها فأقام الغلام فيها وضاقت على سعد الوراق الدنيا بما رحبت ، وأغلق دكانه ، و هجر إخوانه ، ولزم الدير مع الغلام ، وسعد في خلال ذلك يعمل فيه الأشعار ، فمما عمل فيه وهو في الدير والغلام قد عمل شماسا (2).
يا حمة قد علت غصنا من البان قد قايسوا الشمس بالشماس فاعترفوا فقل لعـيسى : بعيسى كم هراق دما كأن أطرافها أطراف ريحان بانما الشمس والشماس سيان إنسان عينك من عين لانسان ؟!
    ثم إن الرهبان أنكروا على الغلام كثرة إلمام سعد به ونهوه عنه وحرموه أن أدخله وتوعدوه بإخراجه من الدير إن لم يفعل ، فأجابهم إلى ما سألوه من ذلك ، فلما رأى سعد امتناعه منه شق عليه ، وخضع للرهبان ورفق بهم ولم يجيبوه وقالوا : في هذا علينا إثم وعار ونخاف السلطان ، فكان إذا وافى الدير أغلقوا الباب في ، وجهه ، ولم يدعوا الغلام يكلمه ، فاشتد وجده ، وازداد عشقه ، حتى صار إلى الجنون
1 ـ الرقة كل أرض منبسط جانب الوادي يعلوها الماء وقت المد. ولا يظن أن الرقة البلد الذي على شاطئ الفرات فإن الرها بين الموصل والشام.
2 ـ الكلمة سريانية معناها : الخادم.


(376)
فخرق ثيابه وانصرف إلى داره فضرب جميع ما فيها بالنار ، ولزم صحراء الدير وهو عريان يهيم ، ويعمل الأشعار ويبكي.
    قال أبو بكر الصنوبري : ثم عبرت يوما أنا والمعوج من بستان بتنا فيه فرأيناه جالسا في ظل الدير وهو عريان وقد طال شعره ، وتغيرت خلقته ، فسلمنا عليه وعذلناه وعتبناه ، فقال : دعاني من هذا الوسواس أتريان ذلك الطائر على هيكل ؟ وأومأ بيده إلى طائر هناك فقلنا : نعم. فقال :
    أنا وحقكما يا أخوي أناشده منذ الغداة أن يسقط فأحمله رسالة إلى عيسى.
    ثم التفت إلي وقال : يا صنوبري معك ألواحك ؟ قلت : نعم.
    قال : اكتب :
بدينك يا حمامة دير زكى قفي وتحملي عني سلاما حماه جماعة الرهبان عني عليه مسوحه (1) وأضاء فيها وقالوا : رابنا إلمام سعد وقولي : سعدك المسكين يشكو فصله بنظرة لك من بعيد وإن أنامت فاكتب حول قبري رقيب واحد تنغيص عيش وبالإنجيل عندك والصليب إلى قمر على غصن رطيب فقلبي ما يقر من الوجيب وكان البدر في حلل المغيب ولا والله ما أنا بالمريب لهيب جوى أحر من اللهيب إذا ما كنت تمنع من قريب محب مات من هجر الحبيب فكيف بمن له ألفا رقيب
    ثم تركنا وقام يعدو إلى باب الدير وهو مغلق دونه ، وانصرفنا عنه وما زال كذلك زمانا ، ثم وجد في بعض الأيام ميتا إلى جانب الدير ، وكان أمير البلد يومئذ العباس بن كيغلغ فلما اتصل ذلك به وبأهل الرها خرجوا إلى الدير ، وقالوا ما قتله غير الرهبان.
    وقال لهم ابن كيغلغ : لا بد من ضرب رقبة الغلام وإحراقه بالنار ، ولا بد من تعزير جميع الرهبان بالسياط ، وتعصب في ذلك فافتدى النصارى نفوسهم وديرهم بمائة ألف درهم (2).
1 ـ المسوح : ما يلبس من نسيج الشعر تقشعا وقهرا للبدن جمع مسح بكسر الميم.
2 ـ توجد ملخصة في تزيين الأسواق ص 170.


(377)
القرن الرابع
19
القاضي التنوخي
المولود 278
المتوفى 342
من ابن رسول الله وابن وصية نشأ بين طنبور وزق ومزهر ومن ظهر سكران إلى بطن قينة يعيب عليا خير من وطأ الحصى ويزري على السبطين سبطي محمد وينسب أفعال القراميط كاذبا إلى معشر لا يبرح الذم بينهم إذا ما انتدوا كانوا شموس بيوتهم وإن عبسوا يوم الوغى ضحك الردى نشوا بين جبريل وبين ( محمد ) وزير النبي المصطفى ووصيه ومن قال في يوم ( الغدير ) محمد : أما إنني أولى بكم من نفوسكم فقال لهم : من كنت مولاه منكم أطيعوه طرا فهو مني بمنزل إلى مدغل في عقبة الدين ناصب وفي حجر شاد أو على صدر ضارب على شبه في ملكها وشوائب وأكرم سار في الأنام وسارب فقل في حضيض رام نيل الكواكب إلى عترة الهادي الكرام الأطائب ولا تزدري أعراضهم بالمعائب وإن ركبوا كانوا شموس المواكب وإن ضحكوا أبكوا عيون النوادب وبين ( علي ) خير ماش وراكب ومشبهه في شيمة وضرائب وقد خاف من غدر العداة النواصب فقالوا : بلى قول المريب الموارب فهذا أخي مولاه بعدي وصاحبي كهارون من موسى الكليم المخاطب
[ القصيدة 83 بيتا ]


(378)
( ما يتبع الشعر )
    كان عبد الله بن المعتز العباسي المتوفى سنة 296 ممن ينصب العدا للطالبيين ، ويتحرى الوقيعة فيهم بما ينم عن سوء سريرته ، ويشف عن خبث طينته ، وكثيرا ما كان يفرغ ما ينفجر به بركان ضغاينه في قوالب شعرية ، فجائت من ذلك قصايد خلدت له السوءة والعار ، ولقد تصدى غير واحد من الشعراء لنقض حججه الداحضة منهم :
    الأمير أبو فراس الآتي ذكره وترجمته ، غير أنه أربى بنفسه الأبية عن أن تقابل ذلك الرجس بالموافقة في البحر والقافية ، فصاغ قصيدته الذهبية الخالدة الميمية ، ينصر فيها العلويين ، وينال من مناوئيهم العباسيين ، ويوعز إلى فضائحهم وطاماتهم التي لا تحصى.
    ومنهم : تميم بن معد الفاطمي المولود 237 والمتوفى 374 ، رد على قصيدة ابن المعتز الرائية أولها.
أي ربع لآل هند مدار ؟ ..........
    وأول قصيدة ابن معد :
يا بني هاشم ولسنا سواء في صغار من العلى وكبار
    ومنهم : ابن المنجم. وأبو محمد المنصور بالله المتوفى 614 الآتي ذكره في شعراء القرن السابع ومنهم : صفي الدين الحلي المتوفى 752 فقد رد عليه ببائيته الرنانة المنشورة في ديوانه المذكورة في ترجمته الآتية في شعراء القرن الثامن.
    ومنهم : القاضي التنوخي المترجم له فقد نظم هذه القصيدة التي ذكرنا منها شطرا ردا عليه ، وهي مذكورة في كتاب ( الحدائق الوردية ) 83 بيتا ، وأحسبها كما في غير واحد من المجاميع المخطوطة أنها تمام القصيدة ، وذكرت في ( مطلع البدور ) 74 بيتا ، وذكر منها اليماني في ( نسمة السحر ) 48 بيتا ، والحموي 14 بيتا في ( معجم الأدباء ) ج 14 ص 181 وقال :
    كان عبد الله بن المعتز قد قال قصيدة يفتخر فيها ببني العباس على بني أبي طالب أولها :
أبى الله إلا ما ترون فمالكم غضابا على الأقدار يا آل طالب ؟!
    فأجابه أبو القاسم التنوخي بقصيدة نحلها بعض العلويين وهي مثبتة في ديوانه أولها :


(379)
من ابن رسول الله وابن وصيه نشأ بين طنبور ودف ومزهر ومن ظهر سكران إلى بطن قينة إلى مدغل في عقدة الدين ناصب وفي هجر شاد أو على صدر ضارب على شبه في ملكها وشوائب
    يقول فيها :
وقلت : بنو حرب كسوكم عمائما صدقت منايانا السيوف وإنما ونحن الأولى لا يسرح الذم بيننا إذا ما انتدوا كانوا شموس نديهم وإن عبسوا يوم الوغى ضحك الردى وما للغواني والوغى فتعودوا ويوم حنين قلت : حزنا فخاره أبوه مناد والوصي مضارب (1) وجأتم مع الأولاد تبغون إرثه وقلتم : نهضنا ثائرين شعارنا فهلا بإبراهيم كان شعاركم من الضرب في الهامات حمر الذوائب تموتون فوق الفرش موت الكواعب ولا تدري أعراضنا بالمعايب وإن ركبوا كانوا بدور الركائب وإن ضحكوا بكوا عيون النوائب بقرع المثاني من قراع الكتائب ولو كان يدري عدها في المثالب فقل في مناد صيت ومضارب فابعد بمحجوب بحاجب حاجب بثارات زيد الخير عند التحارب فترجع دعواكم تعلة (2) خائب
    ورواها عماد الدين الطبري في الجزء العاشر من كتابه [ بشارة المصطفى لشيعة المرتضى ] وقال : حدثنا الحسين بن أبي القاسم التميمي ، قال : أخبرنا أبو سعيد السجستاني ، قال أنبأنا القاضي ابن القاضي أبو القاسم علي بن المحسن بن علي التنوخي ببغداد ، قال : أنشدني أبي أبو علي المحسن ، قال : أنشدني أبي أبو القاسم علي بن محمد ابن أبي الفهم التنوخي لنفسه من قصيدة :
ومن قال في يوم ( الغدير ) محمد : أما أنا أولى منكم بنفوسكم فقال لهم : من كنت مولاه منكم وقد خاف من غدر العداة النواصب فقالوا : بلى قول المريب الموارب فهذا أخي مولاه فيكم وصاحبي

1 ـ يريد العباس وعليا أمير المؤمنين عليه السلام.
2 ـ أي تعلل.


(380)
أطيعوه طرا فهو مني كمنزل فقولا له : إن كنت من آل هاشم لهارون من موسى الكليم المخاطب فما كل نجم في السماء بثاقب
    وروى القصيدة وأنها في رد عبد الله بن المعتز صاحب تاريخ طبرستان ص 100 بهاء الدين محمد بن حسن وذكر منها خمسة عشر بيتا ومنها :
فكم مثل زيد قد أبادت سيوفكم أما حمل المنصور من أرض يثرب وقطعتم بالبغي يوم محمد وفي أرض باخمرا مصابيح قد ثوت وغادر هاديكم بفخ طوائفا وهارونكم أودى بغير جريرة ومأمونكم سم الرضا بعد بيعة فهذا جواب للذي قال : مالكم بلا سبب غير الظنون الكواذب بدور هدى تجلو ظلام الغياهب ؟ قرائن أرحام له وقرائب متربة الهامات حمر الترائب يغاديهم بالقاع بقع النواعب نجوم تقى مثل النجوم الثواقب تود ذرى شم الجبال الرواسب غضابا على الأقدار يا آل طالب ؟
( الشاعر )
    أبو القاسم التنوخي علي بن محمد بن أبي الفهم داود بن إبراهيم بن تميم بن جابر ابن هاني بن زيد بن عبيد بن مالك بن مريط بن سرح بن نزار بن عمرو بن الحرث ابن صبح بن عمرو بن الحرث بن عمرو بن الحارث بن عمرو [ ملك تنوخ ] بن فهم بن تيم الله [ وهو تنوخ ] ابن أسد بن وبرة بن تغلب بن حلوان بن عمران بن الحاف بن قضاعة ملك بن حمير بن سبا بن سحت بن يعرب بن قحطان بن غابن بن شالح بن الشحد ابن سام بن نوح النبي عليه السلام (1)
    من أغزر عيالم العلم ، وملتقى الفضايل ، ومجتمع الفنون المتنوعة ، مشاركا في علوم كثيرة ، مقدما في الكلام ، متضلعا في الفقه والفرايض ، حافظا في الحديث ، قدوة في الشعر والأدب ، بصيرا بعلم النجوم والهيئة ، خبيرا بالشروط والحاضر والسجلات ،
1 ـ النسب ذكره الخطيب البغدادي في تاريخه نقلا عن حفيد المترجم أبي القاسم ابن المحسن إلى قضاعة ، وذكر بعده السمعاني في ( الأنساب ) وإلى قضاعة بين الكتابين اختلاف في بعض الأسماء.
كتاب الغدير ـ الجزء الثالث ::: فهرس