كتاب الغدير ـ الجزء الثالث ::: 391 ـ 400
(391)
( الشاعر )
    أبو القاسم علي بن إسحاق بن خلف القطان البغدادي النازل بالكرخ في قطيعة الربيع (1) الشهير بالزاهي (2) شاعر عبقري تحيز من شعره إلى أهل بيت الوحي ، ودان بمذهبهم ، وأدى يمودتهم أجر الرسالة ، فكان أكثر شعره الواقع في أربعة أجزاء فيهم مدحا ورثاءا بحيث عد في ( معالم العلماء ) في طبقة المجاهدين من شعرائهم وصافا ، فلم يزل فيه يكافح عنهم ويناطح ، وينازل ويناضل ، ولذلك لم يلف نشورا بين من كان يناوئهم أو لا يقول بأمرهم ، فحسبوه مقلا من الشعر كما في ( تاريخ بغداد ) وغيره ، غير أن جزالة شعره ، وجودة تشبيهه ، وحسن تصويره ، لم يدع لأرباب المعاجم منتدحا من إطراءه.
    وفي فهم المعنى الذي لا يبارح الخلافة والامامة من لفظ المولى من مثل الزاهي العارف بمعاريض الكلام ، والمتسالم على تضلعه في اللغة والأدب العربي ، وبثه في نظمه لحجة قوية على الصواب الذي ترتأيه الشيعة في الاستدلال بحديث الغدير على إمامة أمير المؤمنين عليه السلام.
    ولد [ الزاهي ] يوم الاثنين لعشر ليال بقين من صفر سنة 318 كما نص به ابن خلكان نقلا عن ( طبقات الشعراء ) لعميد الدولة. وتوفي ببغداد يوم الأربعاء لعشر بقين من جمادى الأولى سنة 352 في رواية عميد الدولة ودفن في مقابر قريش. أو بعد سنة 360 فيما قاله الخطيب نقلا عن التنوخي. وأرخه السمعاني كذلك نقلا عن الخطيب.
    ولما لم يكن في المعاجم عناية بشعره المذهبي الراقي فنحن نذكر منه شطرا فمن ذلك قوله يمتدح به أمير المؤمنين عليه السلام :
يا سادتي يا آل ياسين فقط لو لاكم لم يقبل الفرض ولا عليكم الوحي من الله هبط رحنا لبحر العفو من أكرم شط

1 ـ تنسب إلى الربيع بن يونس حاجب المنصور ومولاه ووالد وزير الفضل بن الربيع
2 ـ نسبة إلى ( زاه ) قرية من قرى نيسابور يقال في النسبة إليها : زاهي. وازاهى.


(392)
أنتم ولاة العهد في الذر ومن ما أحد قايسكم بغيركم إلا كمن ضاهى الجبال بالحصا صنو النبي المصطفى والكاشف أول من صام وصلى سابقا مكلم الشمس ومن ردت له وراكض الأرض ومن أنبع بحر لديه كل بحر جدول وليث غاب كل ليث عنده باسط علم الله في الأرض ومن سيف لو أن الطفل يلقى سيفه يخطو إلى الحرب به مدرعا هواهم الله علينا قد شرط ومازج السلسل بالشرب اللمط أو قايس الأبحر جهلا بالنقط الغماء عنه والحسام المخترط إلى المعالي وعلى السبق غبط ببابل والغرب منها قد قبط للعسكر ماء العين في الوادي القحط يغرف من تياره إذا اغتمط بنظره العقل صغيرا إذ قلط بحبه الرحمن للرزق بسط بكفه في يوم حرب لشمط فكم به قد قد من رجس وقط
    ( قوله : مكلم الشمس ) :
    أشار به إلى ما روي عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إنه قال لعلي : يا أبا الحسن كلم الشمس فإنها تكلمك. قال علي عليه السلام : السلام عليك أيها العبد المطيع لله ورسوله.
    فقالت الشمس : وعليك السلام يا أمير المؤمنين ، وإمام المتقين ، وقائد الغر المحجلين يا علي أنت وشيعتك في الجنة ، يا علي أو من تنشق عنه الأرض محمد ثم أنت ، وأول من يحيى محمد ثم أنت ، وأول من يكسى محمد ثم أنت.
    فسجد علي عليه السلام لله تعالى وعيناه تذرفان بالدموع ، فانكب عليه النبي فقال : يا أخي وحبيبي ارفع رأسك فقد باهى الله بك أهل سبع سماوات. أخرجه شيخ الاسلام الحموئي في ( فرائد المطين ) ب 38. والخوارزمي في ( المناقب ) ص 68. والقندوزي في ( الينابيع ) ص 140.
    ( قوله : ومن ردت له ببابل )


(393)
    حديث رد الشمس لعلي عليه السلام ببابل أخرجه نصر بن مزاحم في كتاب صفين ص 152 ط مصر بإسناده عن عبد خير (1) قال كنت مع علي. أسير في أرض بابل و حضرت الصلاة صلاة العصر قال : فجعلنا لا نأتي مكانا إلا رأيناه أفيح من الآخر.
    قال : حتى أتينا على مكان أحسن ما رأينا وقد كادت الشمس أن تغيب. قال : فنزل علي ونزلت معه قال : فدعا الله فرجعت الشمس كمقدارها من صلاة العصر قال : فصلينا العصر ثم غابت الشمس.
    قوله : ( ومن أنبع للعسكر ماء العين ) :
    أشار به إلى ما رواه نصر بن مزاحم في كتاب صفين ص 162 بإسناده عن أبي سعيد التيمي التابعي المعروف بعقيصا أنه قال : كنا مع علي في مسيره إلى الشام حتى إذا كنا بظهر الكوفة من جانب هذا السواد ، عطش الناس واحتاجوا إلى الماء ، فانطلق بنا علي حتى أتى بنا على صخرة ضرس من الأرض كأنها ربضة عنز فأمرنا فاقتلعناها فخرج لنا ماء ، فشرب الناس منه وارتووا ، قال : ثم أمرنا فأكفأناها عليه. قال وسار الناس حتى إذا مضينا قليلا قال علي : منكم أحد يعلم مكان هذا الماء الذي شربتم منه ؟ قالوا : نعم يا أمير المؤمنين. قال : فانطلقوا إليه. قال فانطلق منا رجال ركبانا و مشاة فاقتصصنا الطريق حتى انتهينا إلى المكان الذي نرى أنه فيه. قال : فطلبناها (2) فلم نقدر على شيء حتى إذا عيل علينا انطلقنا إلى دير قريب منا فسألناهم : أين الماء الذي هو عندكم ؟ قالوا : ما قربنا ماء. قالوا : بلى ، إنا شربنا منه. قالوا : أنتم شربتم منه ؟ قلنا : نعم. قال [ صاحب الدير ] : ما بني هذا الدير إلا بذلك الماء ، وما استخرجه إلا نبي أو وصي نبي. وأخرجه الخطيب في تاريخه 12 ص 305. ومن قصيدته الطائية قوله :
وهو لكل الأوصياء آخر باطن علم الغيب والظاهر في أحيى بحد سيفه الدين كما بضبطه التوحيد في الخلق انضبط كشف الإشارات وقطب المغتبط أمات ما أبدع أرباب اللغط

1 ـ مرت ترجمته وثقته في ج 1 ص 63.
2 ـ أي الصخرة.


(394)
مفقه الأمة والقاضي الذي والنبأ الأعظم والحجة والمحنة حبل إلى الله وباب الحطة الفاتح والقدم الصدق الذي سيط به ونهر طالوت وجنب الله والعين والأذن الواعية الصماء عن حسن مآب عند ذي العرش ومن أحاط من علم الهدى ما لم يحط والمصباح في الخطب الورط بالرشد مغاليق الخطط قلب امرأ بالخطوات لم يسط التي بنورها العقل خبط كل خنا يغلط فيه من غلط لولا أياديه لكنا نختبط
    ( قوله : الأذن الواعية ) إشارة إلى ما أخرجه الحافظ أبو نعيم في ( حلية الأولياء ) 1 ص 62 عن رسول الله صلى الله عليه وآله إنه قال : يا علي إن الله عز وجل أمرني أن أدنيك وأعلمك لتعي وأنزلت هذه الآية : وتعيها أذن واعية. فأنت أذن واعية لعلمي. وأخرجه جمع من الحفاظ وقال القاضي عضد الأيجي في ( المواقف ) 3 ص 276 : أكثر المفسرون ( في قوله تعالى ) :
    وتعيها أذن واعية إنه علي.
    وله في مدح مولانا أمير المؤمنين عليه السلام قوله :
وال عليا واستضئ مقباسه فمن تـولاه نجا ومن عدا أول من قد وحد الله وما فـدى النبي المصطفى بنفسه بات على فرش النبي آمنا حتـى إذا ما هجم القوم على ثار إليهم فتـولوا مـزقـا مكسر الأصنام في البيت الذي رقى على الكاهل من خير الورى ونكس الـلات وألقـى هبلا وقـام مولاي على البيت وقد تـدخل جنانا ولتسقي كأسه ما عرف الدين ولا أساسه ثـنى إلى الأوثان يوما رأسه إذ ضيقـت أعـداؤه أنفاسه والليـل قد طافت به أحراسه مستيقـظ بنـصله أشماسه يمنعهم عن قربه حماسه أزيـح عن وجه الهدى غماسه والـدين مقرون به أنباسه مهـشما يقلبه انتـكاسه طهـره إذ قد رمى أرجاسه


(395)
واقتلع الباب اقتلاعا معجزا كأنه شرارة لموقد من قد ثنى عمرو بن ود ساجيا من هبط الجب ولم يخش الردى من أحرق الجن برجم شهبه حتى انثنت لأمره مذعنة يسمع في دويه ارتجاسه أخرجها من ناره مقباسه إذ جزع الخندق ثم جاسه والماء منحل السقا فجاسه أشواظه يقدمها نحاسه ومنهم بالعوذ إحتراسه
    ( بيان ) : أشار بقوله : من هبط الجب. إلى ما أخرجه الإمام أحمد في المناقب عن علي عليه السلام قال : لما كان ليلة بدر قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : من يستقي لنا من الماء ؟ فأحجم الناس عنه فقام علي فاعتصم بالقربة ثم أتى بئرا بعيدة القعر مظلمة فانحدر فيها فأوحى الله إلى جبرائيل وميكائيل وإسرافيل : تأهبوا لنصر محمد وحزبه. فهبطوا من السماء لهم لفظ يزعر من سمعه فلما مروا بالبئر سلموا عليه من أولهم إلى آخرهم إكراما له وتبجيلا. شرح ابن أبي الحديد 1 ص 450. وله في مدحه صلوات الله عليه قوله :
هذا الذي أردى الوليد وعتبة هذا الذي هشمت يداه فوارسا في كل منبت شعره من جسمه والعامري وذا الخمار ومرحبا قسرا ولم يك خائفا مترقبا أسد يمد إلى الفريسة مخلبا
    وله فيه سلام الله عليه قوله :
أبا حسن جعلتك لي ملاذا فكن لي شافعا في يوم حشري لأني لم أكن من نعثلي ألوذ به ويشملني الزماما وتجعل دار قدسك لي مقاما ولا أهوى عتيق ولا دماما
    وله مادحا أهل البيت الطاهر قوله :
يا لائمي في الولا هل أنت تعتبر قوم لو أن البحار تنزف بالأقلام بمن يوالي رسول الله أو يذر؟ مشقا وأقلام الدنا شجر (1)

1 ـ أشار إلى ما ورد عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من قوله : لو أن الأشجار أقلام ، والبحر مداد ، والجن حساب ، والإنس كتاب ما أحصوا فضايل علي بن أبي طالب. مناقب الخوارزمي ص 1 : 259 كفاية الطالب 123 ، تذكرة السبط س 8.

(396)
والإنس والجن كتاب لفضلهم لم يكتبوا العشر بل لم يعد جهدهم أهل الفخار وأقطاب المدار ومن هم آل أحمد والصيد الجحاجحة الزهر والبيض من هاشم والأكرمون أولوا فافطن بعقلك هل في القدر غيرهم ؟ اعطوا الصفا نهلا اعطوا النبوة من وتوجوا شرفا ما مثله شرف حسبي بهم حججا لله واضحة هم دوحة المجد والأوراق شيعتهم والصحف ما احتوت الآصال والبكر في ذلك الفضل إلا وهو محتقر أضحت لأمرهم الأيام تأتمر الغطارفة العلوية الغرر الفضل الجليل ومن سادت بهم مضر قوم يكاد إليهم يرجع القدر قبل المزاج فلم يحلق بهم كدر وقلدوا خطرا ما مثله خطر يجري الصلاة عليهم أينما ذكروا والمصطفى الأصل والذرية الثمر (1)
    وله في رثاء أهل البيت قوله :
يا آل أحمد ماذا كان جرمكم ؟ تلفى جموعكم شتى مفرقة وتستباحون أقمارا منكسة ألستم خير من قام الرشاد بكم ووحد الصمد الأعلى بهديكم ما للحوادث لا تجري بظالمكم ؟ منكم طريد ومقتول على ظمأ وهارب في أقاصي الغرب مغترب ومقصد من جدار ظل منكدرا ومن محرق جسم لا يزار له وإن نسيت فلا أنسى الحسين وقد فجسمه لحوامي الخيل مطرد فكل أرواحكم بالسيف تنتزع بين العباد وشمل الناس مجتمع تهوى وأرؤسها بالسمر تقترع وقوضت سنن التضليل والبدع ؟! إذ كنتم علما للرشد يتبع ؟ ما للمصائب عنكم ليس ترتدع ومنكم دنف بالسمر منصرع ودارع بدم اللبات مندرع وآخر تحت ردم فوقه يقع قبر ولا مشهد يأتيه مرتدع مالت إليه جنود الشرك تقترع ورأسه لسنان السمر مرتفع
    وله في رثائهم سلام الله عليهم قوله :
1 ـ فيه إيعاز إلى ما مر في هذا الجزء ص 8 ، 9.

(397)
بنو المصطفى تفنون بالسيف عنوة ظلمتم وذبحتم وقسم فيئكم فما بقعة في الأرض شرقا ومغربا ويسلمني طيف الهجوع فأهجع؟ وجار عليكم من لكم كان يخضع وإلا لكم فيه قتيل ومصرع
    وله في رثاء الإمام السبط الشهيد عليه السلام قوله :
أعاتب عيني إذا أقصرت لذكراكم يا بني المصطفى لكم وعليكم جفت غمضها أمثل أجسادكم بالعراق غدت أرض يثرب من جمعكم أمثلكم في عراص الطفوف وأضحى بكم كربلا مغربا كأني بزينب حول الحسين تمرغ في نحره وجهها وفاطمة عقلها طاير وللسبط فوق الذي جثة وفتيته فوق وجه الثرى وأرؤسهم فوق سمر القنا ورأس الحسين أمام الرفاق وأفني دموعي إذا ما جرت دموعي على الخط قد سطرت جفوني عن النوم واستشعرت وفيها الأسنة قد كسرت كخط الصحيفة إذ أقفرت بدورا تكسف إذ أقمرت كزهر النجوم إذا غورت ومنها الذوائب قد نشرت وتبدي من الوجد ما أضمرت إذ السوط في جنبها أبصرت بفيض دم النحر قد عقرت كمثل الأضاحي إذ اجزرت كمثل الغصون إذا أثمرت كغرة صبح إذا أسفرت
    وله في رثائه صلوات الله عليه قوله :
ابكي يا عين ابكي آل رسول وتقلب يا قلب في ضرم الحزن فهم النخل باسقات كما قال وهم في الكتاب زيتونة النور وبأسمائهم إذا ذكـر الله غادرتهم حوادث الدهر صرعى الله حـتى تخد منك الخدود فما في الشجا لهم تفنيد سـوام لهن طلع نضيد وفيها لكـل نار وقود بأسمائه اقـتران أكيد كل شهم بالنفس منه يجود


(398)
لست أنسى الحسين في كربلاء ساجد يلثم الثرا وعليه يطلب الماء والفرات قريب يا بني الغدر من قتلتم ؟ لعمري وهو ظام بين الأعادي وحيد قضب الهـند ركع وسجود ويرى الماء وهو عنه بعيد قد قتلتم من قام فيه الوجود
    وله في أهل البيت الطاهر سلام الله عليهم :
قوم سماؤهم السيوف وأرضهم يستمطرون من العجاج سحائبا وحنادس الفتن التي إن أظلمت ملكوا الجنان بفضلهم فرياضها وإذا الذنوب تضاعفت فبحبهم تلك النجوم الزهـر في أبراجها أعداؤهم ودم النحور بحورها صوب الحتوف على الزحوف مطيرها فشموسها آرائهم وبدورها طرا لهم وخيامها وقصورها يعـطي الأمان أخا الذنوب غفورها ومن السنين بهم تتم شهورها
    أخذنا ترجمة ( الزاهي ) من تاريخ بغداد 11 ص 350. يتيمة الدهر 1 ص 198. أنساب السمعاني. مناقب ابن شهر آشوب ومعالمه. تاريخ ابن خلكان 1 ص 390. مرآة الجنان 2 ص 349. مجالس المؤمنين 459. بحار الأنوار 10 ص 255 الكنى والألقاب 2 ص 257. دائرة المعارف للبستاني 9 ص 161. الأعلام للزركلي 2 ص 659.


(399)
القرن الرابع
21
الأمير أبو فراس الحمداني
المولود 320 / 321
المتوفى 357
الحق مهتضم والدين مخترم والناس عندك لا ناس فيحفظهم إني أبيت قليل النوم أرقني وعزمة لا ينام الليل صاحبها يصان مهري لأمر لا أبوح به وكل مائرة الضبعين مسرحها وفتية قلبهم قلب إذا ركبوا يا للرجال أما لله منتصر بنو علي رعايا في ديارهم محلئون فأصفى شربهم وشل فالأرض إلا على ملاكها سعة فما السعيد بها إلا الذي ظلموا للمتقين من الدنيا عواقبها أتفخرون عليهم لا أبا لكم وفئ آل رسول الله مقتسم سوم الرعاة ولا شاء ولا نعم قلب تصارع فيه الهم والهمم إلا على ظفر في طيه كرم والدرع والرمح والصمصامة الحذم (1) رمث الجزيرة والخذراف والعنم (2) وليس رأيهم رأيا إذا عزموا من الطغاة ؟ أما لله منتقم والأمر تملكه النسوان والخدم عند الورود وأوفى ودهم لمم (3) والمال إلا على أربابه ديم وما الشقي بها إلا الذي ظلموا وإن تعجل منها الظالم الأثم حتى كأن رسول الله جدكم ؟!

1 ـ الحذم من السيوف بالحاء المهملة : القاطع.
2 ـ مار : تحرك. الضبع : العضد. كناية عن السمن. الرمث بكسر المهملة : خشب يضم بعضه إلى بعض ويسمى : الطوف. الخذراف بكسر الخاء ثم الدال المعجمتين : نبات إذا أحس بالصيف يبس. العنم بفتح المهملة. نبات له ثمرة حمراء يشبه به البنان المخضوب.
3 ـ حلاء عن الماء : طرده. الوشل الماء القليل. لم : أي غب.


(400)
ولا توازن فيما بينكم شرف ولا لكم مثلهم في المجد متصل ولا لعرقكم من عرقهم شبه قام النبي بها ( يوم الغدير ) لهم حتى إذا أصبحـت في غير صاحبها وصيروا أمرهم شـورى كأنهم تالله ما جهل الأقوام موضعها ثم ادعاها بنو العباس ملكهم لا يذكرون إذا ما معشر ذكروا ولا رآهم أبـو بكر وصاحبه فهل هم مدعوها غير واجبة ؟ أما علي فأدنى من قرابتـكم أينكر الحبر عبد الله نعمته ؟ بئس الجزاء جزيتم في بني حسن لا بيعة ردعتكم عن دمائهم هلا صفحتم عن الأسرى بلا سبب هلا كففتم عن الـديباج سوطكم (2) ما نزهت لرسول الله مهجـته ما نال منهم بنو حرب وإن عظمت كم غدرة لكم في الدين واضحة أنتم له شيعـة فيـما ترون وفي ولا تساوت لكم في موطن قدم ولا لجدكم معاشر جدهم ولا نثيلتكم من أمهم أمم (1) والله يشهد والأملاك والأمم باتت تنازعها الذؤبان والرخم لا يعرفون ولاة الحق أيهم لكنهم ستروا وجه الذي علموا ولا لهم قدم فيها ولا قدم ولا يحكم في أمر لهم حكم أهلا لما طلبوا منها وما زعموا أم هل أئمتهم في أخذها ظلموا؟ عند الولاية إن لم تكفر النـعم أبوكم أم عبيد الله أم قثـم ؟! أباهم العلم الهادي وأمـهم ولا يمين ولا قربى ولا ذمم للصافحين ببدر عن أسيركم ؟ ! وعن بنات رسول الله شتمكم ؟ (3) عن السـياط فهلا نزه الحرم ؟ تلـك الجرائر إلا دون نيـلكم وكم دم لرسول الله عندكم أظفاركم من بنـيه الطاهرين دم

1 ـ نثيله هي أم العباس بن عبد المطلب. الأمم : القرب.
2 ـ الديباج هو محمد بن عبد الله العثماني أخو بني حسن لأمهم فاطمة بنت الحسين السبط ضربه المنصور مأتين وخمسين سوطا.
3 ـ لعله أشار إلى قول منصور لمحمد الديباج : يا بن اللخناء. فقال محمد. أي أمهاتي تعيرني ؟ أبفاطمة بنت الحسين ؟ أم بفاطمة الزهراء ؟ أم برقية ؟.
كتاب الغدير ـ الجزء الثالث ::: فهرس