الغدير ـ الجزء الخامس ::: 21 ـ 30
(21)
    10 ـ روى ابن الجوزي في ( صفة الصفوة ) 4 ص 293 عن موسى بن هارون قال : رأيت الحسن بن الخليل مرة بعرفات وكلمته ، ثم رأيته يطوف بالبيت فقلت : ادع الله لي أن يقبل حجي.
    فبكا ودعا لي ثم أتيت مصر فقلت : إن الحسن كان معنا بمكة فقالوا : ما حج العام وقد كان يبلغني أنه يمر إلى مكة في كل ليلة فما كنت أصدق حتى رأيته فعاتبني وقال : شهرتني ما كنت أحب أن تحدث بها عني ، فلا تعد بحقي عليك.
    قال الأميني : في وسع الباحث أن يؤلف من أمثال هذه القصص المبثوثة في طي الكتب والمعاجم تأليفا حافلا ونحن اقتصرنا بالمذكور روما للاختصار ، ويستفاد منها إن الولي الذي من عليه بطي الأرض له أن يأخذ معه من شاء وأراد من أخلاءه وخدمه ، فتطوى لصاحبه الأرض أيضا كرامة لذلك الولي الصالح فضلا عن نفسه ، وهذه كلها لا يناقش فيها مهما لم يكن الولي الموصوف من العترة الطاهرة وإلا فهناك كل الجدال والمناقشة ، وكل الهوس والهياج.


(22)
ما عشت أراك الدهر عجبا
    لم يكن هذا النكير بدعا مما جاء به القوم في كثير من فضائل مولانا أمير المؤمنين وآله العترة الطاهرة عليهم السلام فإن هناك شنشنة مطردة في واحد واحد منها بالتهكم تارة ، وبالتفنيد أخرى ، وبالوقيعة في السند طورا ، وبالاستبعاد المجرد آونة ، وبالمناقشة في الدلالة مرة ، ففي كل يوم يطرق سمعك هتاف معتوه ، أو عقيرة متعصب ، أو ضوضاء من حانق ، أو لغط من معربد ، وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا. مع أن القوم يثبتون أمثال هاتيك الفضايل لغير رجالات أهل البيت عليهم السلام ، من غير أن يضطرب لهم بال ، أو تغلي عليها مراجل الأحقاد ، أو تمد إليها يد الجرح والتعديل ، أو تتبعها كلمة الغمز بالرمي بالغلو أو الافتعال ، وإليك نبذا منها.


(23)
1
حديث رد الشمس
    مرت في الجزء الثالث ص 126 ـ 141 طرف من أسانيد حديث رد الشمس لمولانا أمير المؤمنين عليه السلام بدعاء النبي الأقدس صلى الله عليه وآله وشواهد صحته وكلمات العلماء في ذلك وهي أربعون كلمة ، فإنك تجد هناك طنينا وهمهمة في صحة الحديث ، وعدم وقوع الواقعة ، وعدم إمكانها ، ولكن السبكي ، واليافعي ، وابن حجر ، وصاحب شذرات الذهب وغيرهم ذكروا مثل هذه المأثرة لإسماعيل بن محمد الحضرمي المتوفى 676 من دون أي غمز ونكير.
    قال السبكي في ( طبقات الشافعيين ) ج 5 ص 51 : مما حكي من كرامات الحضرمي واستفاض : إنه قال يوما لخادمه وهو في سفر : قل للشمس تقف حتى نصل إلى المنزل.
    وكان في مكان بعيد وقد قرب غروبها فقال لها الخادم : قال لك الفقيه إسماعيل قفي.
    فوقفت حتى بلغ مكانه ثم قال للخادم : أما تطلق ذلك المحبوس ؟ فأمرها الخادم بالغروب فغربت ، وأظلم الليل في الحال.
    وقال اليافعي في ( مرآة الجنان ) 4 ص 178 : من كرامات إسماعيل الحضرمي وقوف الشمس له حتى بلغ مقصده لما أشار إليها بالوقوف في آخر النهار ، وهذه الكرامة مما شاع في بلاد اليمن وكثر فيها الانتشار ، ومنها : إنه نادته سدرة والتمست منه أن يأكل هو وأصحابه من ثمرها ، وإليه أشرت بقولي :
هو الحضرمي نجل الولي محمد ومن جاهه أومى إلى الشمس أن قفي إمام الهدى نجل الإمام الممجد فلم تمش حتى أنزلوه بمقصد
    ومن بعض قصائد اليافعي أيضا قوله في الحضرمي :
هو الحضرمي المشهور من وقفت له بقول قفي شمس لأبلغ منزلي
    وقال ابن العماد في ( شذرات الذهب ) 5 ص 362 : له [ للشيخ إسماعيل الحضرمي ] كرامات قال المطري : كادت تبلغ التواتر ( إلى أن قال ) : ومنها : إنه قصد بلدة زبيد


(24)
فكادت الشمس تغرب وهو بعيد عنها فخاف أن تغلق أبوابها فأشار إلى الشمس فوقفت حتى دخل المدينة وإليه أشار الإمام اليافعي بقوله :
هو الحضرمي نجل النبي محمد إلى آخر البيتين المذكورين
    وقال ابن حجر في ( الفتاوى الحديثية ) ص 232 : ومن كراماته ( يعني الحضرمي ) : إنه كان داخلا لزبيد وقد دنت الشمس للغروب فقال لها : لا تغربي حتى ندخلها فوقفت ساعة طويلة فلما دخلها أشار إليها فإذا الدنيا مظلمة والنجوم ظاهرة ظهورا تاما.
    قال العلامة السماوي في ( العجب اللزومي ) :
واعجبا من فرقة قد غلت تنكر رد الشمس للمرتضى وتدعي أن ردها خادم من دغـل في جوفها مضرم بأمر طاها العيلم الخضرم لأمر إسماعيل الخضرمي
    وللباحث أن يستنتج من هذه القضية إن أخبت بها أن إسماعيل الحضرمي أعظم عند الله تعالى من النبي الأعظم ووصيه أمير المؤمنين ، لأن رد الشمس لعلي كان بدعائه تارة وبدعاء النبي صلى الله عليه وآله وسلم طورا ، وأما إسماعيل فقد أمر خادمه أن يأمرها بالوقوف ثم أمره بأن يفك قيد أسارها بأمرها بالانصراف ، أو : أشار هو إليها بالوقوف فوقفت ، هذه هي العظمة والزلفة إن صحت الأحلام لكن العقلاء يدرون ورواة القصة أيضا يعلمون بأنها متى صيغت ، ومهما لفقت ، ولماذا نسجت.
يريدون أن يطفئوا نور الله بأفواههم
ويأبى الله إلا أن يتم نوره

( التوبة 32 )


(25)
2
صلاة ألف ركعة
    لقد تضافر النقل بأن كلا من مولانا أمير المؤمنين ، والإمام السبط الشهيد الحسين ، وولده الطاهر علي زين العابدين كان يصلي في اليوم والليلة ألف ركعة (1) ولم تزل العقايد متطامنة على ذلك ، والعلماء متسالمين عليه ، حتى جاء ابن تيمية بهوسه وهياجه ، فحسب تارة كراهة هذا العمل البار ، وإنه ليس بفضيلة ، وان القول بأنها فضيلة يدل على جهل قائله ، لأن رسول الله صلى الله عليه وآله كان لا يزيد في الليل على ثلاث عشرة ركعة ، وفي النهار على عدة ركعات معينة ، وإنه صلى الله عليه وآله كان لا يقوم تمام الليل كما كان لا يصوم كل يوم فقال : فالمداومة على قيام جميع الليل ليس بمستحب بل مكروه ، وليس من سنة النبي الثابتة عنه صلى الله عليه وآله ، وهكذا مداومة صيام النهار.
    وزعم تارة أنه خارج عن نطاق الامكان فقال : وعلي رضي الله عنه أعلم بسنته صلى الله عليه وآله وسلم وأتبع لهديه ، وأبعد من أن يخالف هذه المخالفة ، لو كان ذلك ممكنا فكيف وصلاة ألف ركعة في اليوم والليلة مع القيام بسائر الواجبات غير ممكن ، فإنه لا بد من أكل ونوم.
    إلخ.
    ويرى آونة أن طبع عمل مثله مبني على المسارعة والاستعجال ، يستدعي أن يكون عريا عن الخضوع ، نقرا كنقر الغراب ، فلا يكون فيه كثير جدوا ، ثم ختم كلامه بقوله ، ثم إحياء الليل بالتهجد وقراءة القرآن في ركعة هو ثابت عن عثمان رضي الله عنه ، فتهجده وتلاوة القرآن أظهر من غيره (2).
    ج ـ أما حسبان كراهة ذلك العمل ومخالفته السنة النبوية وخروجه بذلك عن
1 ـ العقد الفريد 2 ص 309 و ج 3 ص 39 ، تاريخ ابن خلكان 1 ص 350 ، صفة الصفوة لابن الجوزي 2 ص 56 ، طبقات الذهبي 1 ص 71 نقلا عن الإمام مالك ، تهذيب التهذيب لابن حجر 7 ص 306 نقلا عن مالك ، طبقات الشعراني 1 ص 37 ، روض الرياحين لليافعي ص 55 ، مشارق الأنوار للحمزاوي ص 94 ، إسعاف الراغبين لابن الصبان في هامش المشارق ص 196 ، وغيرها.
2 ـ راجع منها ج السنة 2 : 119.


(26)
الفضيلة فيعرب عن جهله المطبق بشئون العبادات وفقه السنة ، وتمويهه على الحقايق الراهنة جهلا أو عنادا ، فإن صلاة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ثلاث عشرة ركعة ، وكذلك صلاة نهاره وإنما هي صلاة الليل والشفع والوتر ونافلة الصبح ونافلة الصلوات اليومية كما فصل في غير واحد من الأخبار ، وهي النوافل المرتبة المعينة في الليل والنهار لا ترتبط باستحباب مطلق الصلاة ومطلولبية نفسها ، ولا تنافي ما صح عنه صلى الله عليه وآله من قوله : الصلاة خير موضوع ، إستكثر أو إستقل (1)
    وقوله صلى الله عليه وآله : الصلاة خير موضوع ، فمن استطاع أن يستكثر فليستكثر (2)
    وقوله صلى الله عليه وآله : الصلاة خير موضوع ، من شاء أقل ، ومن شاء أكثر (3)
    وقوله صلى الله عليه وآله وسلم : يا أنس أكثر الصلاة بالليل والنهار تحفظك حفظتك (4)
    وقوله صلى الله عليه وآله وسلم : لأنس في حديث طويل : إن استطعت أن لا تزال تصلي فإن الملائكة تصلي عليك ما دمت مصليا (5)
    وقوله صلى الله عليه وآله : من أكثر صلاته [ أو من كثرت صلاته ] بالليل حسن وجهه بالنهار (6).
    وما روي عن نصر بن علي الجهضمي قال : رأيت الحافظ يزيد بن زريع في النوم فقلت : ما فعل الله لك ؟ قال : دخلت الجنة.
    قلت ، بماذا ؟ قال : بكثرة الصلاة (7).
    وصح عن البخاري ومسلم : إنه صلى الله عليه وآله كان يقول من الليل حتى تنفطر قدماه.
    وفي رواية لهما والترمذي : إن كان النبي ليقوم أو ليصلي حتى ترم قدماه أو ساقاه ، وفي رواية عن عايشة : حتى تفطرت قدماه.
    وفي رواية عن أبي هريرة : حتى تزلع قدماه.
    وفي ( المواهب اللدنية ) : كان يصلي ( بعد كبره ) بعض ورده جالسا بعد أن كان يقوم حتى تفطرت قدماه.
1 ـ أخرجه الحافظ أبو نعيم في الحلية ج 1 ص 166 بستة طرق.
2 ـ أخرجه الطبراني في الأوسط كما في ( الترغيب والترهيب ) 1 ص 109 و ( كشف الخفاء ) 2 ص 30.
3 ـ مستدرك الحاكم 2 ص 597 ، مجمع الزوائد 1 ص 160 ، كشف الخفاء للعجلوني 2 ص 30 وقال : رواه الطبراني وأحمد وابن حبان والحاكم وصححه عن أبي ذر.
4 ـ تاريخ ابن عساكر 3 ص 142.
5 ـ تاريخ ابن عساكر 3 ص 142.
6 ـ سنن ابن ماجة 1 ص 400 ، تاريخ الخطيب 1 ص 341 و ج 7 ص 390.
7 ـ شذرات الذهب 1 ص 298.


(27)
    وقد جرت السنة المطردة بين العاملين في النسك والعبادات من الصلاة و الصوم والحج وقراءة القرآن وغيرها مما يقرب إلى الله زلفى أن يأتي كل منهم بما تيسر له منها غير مقتصر بما أتى به النبي صلى الله عليه وآله والناس متفاوتون في القدر والله تعالى يقول : فاتقوا الله ما استطعتم.
    ولا يكلف الله نفسا إلا وسعها.
    فترى هذا يصلي كل يوم مائة ركعة (1) والآخر يصلي مائتي ركعة مثل القاضي الفقيه أبي يوسف الكوفي المتوفى 182 (2). و
    القاضي أبي عبد الله محمد بن سماغة البغدادي المتوفى 233 (3). و
    بشر بن الوليد الكندي المتوفى 238 (4).
    ومنهم من كان يصلي ثلاثمائة ركعة نظير : إمام الحنابلة أحمد بن حنبل المتوفى 241 (5). و
    أبي القاسم الجنيد القواريري المتوفى 298 (6). و
    الحافظ عبد الغني المقدسي المتوفى 600 (7).
    ومنهم من كان يصلي أربعمائة ركعة نظراء : بشر بن المفضل الرقاشي المتوفى 187 (8). و
    إمام الحنفية أبو حنيفة نعمان المتوفى 150 (9). و
    أبي قلابة عبد الملك بن محمد المتوفى 276 (10). و
    ضيغم بن مالك أبو مالك [ صف 3 ص 270 ]. و
1 ـ راجع مناقب أبي حنيفة للقاري في هامش ( الجواهر المضية ) 2 ص 523 ، ل 1 ص 94 ، طب 14 ص 6 ، يه 10 ص 214 و ج 14 ص 77.
2 ـ بق 1 ص 270 ، هب 1 ص 298.
3 ـ طب 5 ص 343 ، جم 2 ص 58 ، هب 2 ص 78.
4 ـ طب 7 ص 82 ، م 1 ص 152.
5 ـ يه 13 ص 39 ، كر 2 ص 36 ، طش 1 ص 47.
6 ـ ظم 6 ص 106 ، يه 11 ص 114 ، وفي صف 2 ص 236 : أربعمائة ركعة.
7 ـ يه 13 ص 39.
8 ـ بق 1 ص 285 ، هب 1 ص 310 ، يب 1 ص 459
9 ـ مناقب أحمد للخوارزمي 1 ص 247 ، مناقب الكردرى 1 ص 246.
10 ـ ظم 5 ص 103 ، يه 11 ص 57 ، يب 6 ص 420.


(28)
    أم طلق كانت تصلي أربعمائة ركعة وتقرأ من القرآن ما شاء الله [ صف 4 ص 24 ] و أحمد بن مهلهل الحنبلي المتوفى 554 (1).
    ومنهم من كان يصلي خمسمائة ركعة ، أشباه :
    بشر بن منصور البصري المتوفى 180 (2) و
    سمنون بن حمزة المتوفى 298 [ طب 9 ص 236 ، ظم 6 ص 108 ]
    ومنهم من كان يصلي ستمائة ركعة ، أمثال :
    الحارث بن يزيد الحضرمي المتوفى 130 [ صه 59. يب 2 ص 163 ] و
    الحسين بن الفضل الكوفي المتوفى 282 (3) و
    علي بن علي بن النجاد أبي إسماعيل البصري [ صه 234 ] و
    أم الصهباء معاذة العدوية [ صف 4 ص 14 ]
    ومنهم من كان يصلي سبعمائة ركعة مثيل :
    الأسود بن يزيد ( زيد ) النخعي المتوفى 75 (4) و
    عبد الرحمن بن الأسود المتوفى 98 [ بق 1 ص 48 ]
    وقد ذكروا في ترجمة غير واحد من رجال أهل السنة وعدوا من فضائلهم أنهم كانوا يصلون في اليوم والليلة أو في اليوم فقط ألف ركعة منهم :
    1 ـ مرة بن شراحيل الهمداني المتوفى 76 على ما قيل ، كان يصلي كل يوم وليلة ألف ركعة [ حل 4 ص 162 ، يه 8 ص 70 ، صف 3 ص 17 ].
    م 2 ـ عبد الرحمن بن أبان بن عثمان بن عفان. كان يصلي في كل يوم ألف ركعة. أنساب البلاذري 5 ص 120 ، رسائل الجاحظ ص 98 ].
    م 3 ـ عمير بن هانئ أبو الوليد الدمشقي التابعي. قال الترمذي : كان يصلي كل يوم ألف ركعة ، ويسبح مائة ألف تسبيحة.
    كذا حكاه الشيخ محمد عبد الحي الأنصاري الحنفي
1 ـ هب 4 ص 170.
2 ـ يب 1 ص 460 ، هب 1 ص 293.
3 ـ مرآة الجنان 2 ص 195 ، هب 2 ص 178 ، لم 2 ص 308.
4 ـ طرح التثريب 1 ص 34 ، هب 1 ص 82 ، وفي ل 1 ص 39 ستمائة ركعة.


(29)
في ( إقامة الحجة ) ص 7 وفي ( تهذيب التهذيب ) 8 : 150 : كان يصلي كل يوم ألف سجدة ، ويسبح مائة ألف تسبيحة ].
    4 ـ علي بن عبد الله العباسي المتوفى 117 ، كان يصلي كل يوم ألف ركعة ، و قيل : في الليل والنهار [ كامل المبرد 2 ص 157 ، يه 8 ص 306 ، يب 7 ص 358 ، هب 1 ص 148 ].
    5 ـ ميمون بن مهران الرقي المتوفى 117 عالم أهل الجزيرة صلى سبعة عشر يوما سبعة عشر ألف ركعة [ بق 931 ].
    6 ـ بلال بن سعد الأشعري المتوفى ح 120 كان يصلي في اليوم والليلة ألف ركعة [ صه ص 45 ، كر 3 ص 315 ، يه 9 ص 348 ، يب 1 ص 503 ].
    7 ـ عامر بن عبد الله الأسدي المدني ، كان قد فرض على نفسه كل يوم ألف ركعة.
    ( حل 2 : 89 ، صف 3 ص 128 ، كر 7 ص 169 طش 1 ص 24 ).
    8 ـ مصعب بن ثابت بن عبد الله بن الزبير المتوفى سنة 157 ، كان يصلي في اليوم والليلة ألف ركعة ( الترغيب والترهيب 4 ص 227 ، صف 2 ص 99 ، 111 ، م 3 ص 172 ، يب 10 ص 159 ).
    م 9 ـ أبو السائب المخزومي : كان يصلي في كل يوم وليلة ألف ركعة.
    الأغاني 1 ص 109 ].
    10 ـ سليمانان قال القيسي : كان يصلي كل يوم وليلة ألف ركعة حتى أقعد من رجليه فكان يصلي جالسا ألف ركعة ( حل 6 ص 195 ).
    11 ـ كهمس بن الحسن أبو عبد الله الدعاء ، كان يصلي في اليوم والليلة ألف ركعة ( حل 6 ص 211. صف 3 ص 234 ).
    م 12 ـ محمد بن حفيف الشيرازي أبو عبد الله المتوفى 371.
    ربما كان يصلي من الغداة إلى العصر ألف ركعة ( مفتاح السعادة 2 ص 177 ].
    م 13 ـ أبو حنيفة إمام الحنفية كان يصلي في كل ليلة ثلثمائة ركعة ومر يوما في بعض الطرق فقالت امرأة لامرأة : هذا الرجل يصلي في كل ليلة خمسمائة ركعة. فسمع الإمام ذلك فجعل يصلي بعد ذلك في كل ليلة خمسمائة ركعة ، ومر يوما على جمع


(30)
من الصبيان قال بعضهم لبعض : هذا يصلي في كل ليلة ألف ركعة ولا ينام بالليل. فقال أبو حنيفة : نويت أن أصلي في كل ليلة ألف ركعة وأن لا أنام بالليل. ( إقامة الحجة ) للشيخ محمد عبد الحي الحنفي ص 9 ].
    م 14 ـ رابعة كانت تصلي في اليوم والليلة ألف ركعة. ( روض الأخبار ) المنتخب من ربيع الأبرار 1 ص 5 ].
    ونحن نعرف من أصحابنا اليوم من يأتي بها في الليل تارة ، وفي الليل والنهار أخرى ، في أقل من سبع ساعات يصليها صلاة تامة مع سورة التوحيد بالرغم من حسبان ابن تيمية استحالتها في اليوم والليلة ، فإتيان ألف ركعة في الليل والنهار لا يستوعب كل الليل ولا يحتاج إلى قيام تمامه ولا إلى قيام نصفه ، ولا تخالف السنة ، بل هي السنة النبوية المعتضدة بعمل العلماء والأولياء ، فمن شاء استكثر ، ومن شاء استقل.
    والمداومة على قيام جميع الليل إن لم تكن مستحبا وكانت من المكروه المخالف للسنة الثابتة عنه صلى الله عليه وآله كما زعمه ابن تيمية فكيف تعد في طيات الكتب فضيلة لأعلام قومه ، منهم :
    1 ـ سعيد بن المسيب التابعي المتوفى 93 ، صلى الغداة بوضوء العتمة خمسين سنة ( صف 2 ص 44 ).
    2 ـ الحسن البصري التابعي المتوفى 110 ، صلى الغداة بوضوء العتمة أربعين سنة ( روضة الناظرين ص 4 ).
    3 ـ إمام الحنفية نعمان ، صلى أربعين سنة صلاة الغداة على طهارة العشاء ، وقال ابن المبارك : خمسا وأربعين سنة ( مناقب أبي حنيفة للخوارزمي 1 ص 236 ، 240 ، مناقب الكردري 1 ص 242 ).
    4 ـ أبو جعفر عبد الرحمن بن الأسود النخعي المتوفى 98 ، صلى الفجر بوضوء العشاء ( صف 3 ص 53 ).
    5 ـ أبو بكر النيسابوري الرحال الفقيه ، صلى أربعين سنة صلاة الصبح على طهارة العشاء قال : إنه قام أربعين سنة لم ينم الليل ، ويتقوت كل يوم بخمس حبات ، يصلي صلاة الغداة على طهارة العشاء الآخرة ( طب 10 ص 122 ، بق 3 ص 38 ، هب 2 ص 302 ).
الغدير ـ الجزء الخامس ::: فهرس