الغدير ـ الجزء الخامس ::: 191 ـ 200
(191)
يا سبط طه يا حسينا على مشهدك السامي غدا كعبة بيت جديد حل فيه الهدى تفديك نفسي يا ضريحا حوى إني توسلت بما فيك من يا زائرا هذا المقام اغتنم ينشرح الصدر إذا زرتـه كم فيه من نور ومن رونق ضريحك المأنوس مني السلام لنا طواف حوله واستلام فصار كالبيت العتيق الحرام حسينا السبط الإمام الهمام عز ومجد شامخ واحتشام فكم لمن يسعى إليه اغتنام؟ وتنجلي عنه الهموم العظام كأنه روضـة خير الأنام    إلخ
    وقال الحمزاوي العدوي المتوفى 1303 في ( مشارق الأنوار ) ص 92 بعد كلام طويل حول مشهد الإمام الحسين الشريف : واعلم أنه ينبغي كثرة الزيارة لهذا المشهد العظيم متوسلا به إلى الله ، ويطلب من هذا الإمام ما كان يطلب منه في حياته فإنه باب تفريج الكروب ، فبزيارته يزول عن الخطب الخطوب ، ويصل إلى الله بأنواره والتوسل به كل قلب محجوب ، ومن ذلك ما وقع لسيدي العارف بالله تعالى سيدي محمد شلبي شارح ( العزية ) الشهير بابن الست وهو أنه قد سرقت كتبه جميعها من بيته قال : فتحير عقله واشتد كربه فأتى إلى مقام ولي نعمتنا الحسين منشدا لأبيات استغاث بها فتوجه إلى بيته بعد الزيارة ومكثه في المقام مدة فوجد كتبه في محلها قد حضرت من غير نقص لكتاب منها وها هي الأبيات :
أيحوم حول من التجالكم أذى؟ حاشا يرد من انتمى لجنابكم لكم السيادة من ألست بربكم هل ثم باب للنبي سواكم تبا لطرف لا يشاهد مشهدا فالزم رحابا ضم سبط محمد ها خادما للحب يرفع حاجة أو يشتكي ضيما وأنتم سادته؟! يا آل أحمد ! أو تسر شوامته ولكم نطاق العز دارت هالته من غيركم من ذي الورى ريحانته ؟ ! يحوي الحسين وتستلمه سلامته ما أمه راج وعيقت حاجته مما يلاقي من بلايا هـالته
    أمدنا الله من فيض أمداده ، ومتعنا من فيض قربه ، وتقبيل أعتابه ، وذكر


(192)
    لبعضهم في ذلك المشهد قوله :
منزل كمل الآله سناه خصه ربنا بما شاء في الأرض صانه زانه حماه وقـاه إن غدا مسكنا لعزة آل البيت الإمام الحسين أشرف مولى مدحته آي الكتاب وجاءت تتوارى البدور عند لقاه تعالى من في السماء إله وكساه بمنه ورضاه من ثم قدره وعلاه أيد الدين سره ووقاه سنة الهاشمي طرز حلاه
    وهناك كلمات ضافية ليم ما ذكر حول المشهد الرأس الشريف لو جمعتها يد التأليف لأتت كتابا حافلا ، وممن أفرده بالتأليف الشيخ عبد الفتاح بن أبي بكر الشهير بالرسام الشافعي له رسالة : نور العين في مدفن رأس الحسين.
    7 ـ عمر بن عبد العزيز الخليفة الأموي المتوفى 101 ، قبره بدير سمعان يزار. بق 1 ص 114.
    8 ـ أبو حنيفة النعمان بن ثابت إمام الحنفية المتوفى 150.
    قبره في الأعظمية ببغداد مزار معروف ، روى الخطيب في تاريخه 1 ص 123 عن علي بن ميمون قال : سمعت الشافعي يقول : إني لأتبرك بأبي حنيفة وأجئ إلى قبره في كل يوم ـ زائرا ـ فإذا عرضت لي حاجة صليت ركعتين وجئت إلى قبره وسألت الله تعالى الحاجة عند ـ فما تبعد حتى تقضى.
    وذكره الخوارزمي في مناقب أبي حنيفة ج 2 ص 199 ، والكردري في مناقبه 2 ص 112 ، وطاش كبرى زادة في مفتاح السعادة 2 ص 82 ، والخالدي في صلح الأخوان ص 83 نقلا عن السفيري وابن جماعة.
    وقال ابن الجوزي في ( المنتظم ) 8 ص 245 : في هذه الأيام ( يعني سنة 459 ) بنى أبو سعد المستوفي الملقب شرف الملك مشهد أبي حنيفة وعمل لقبره ملبنا وعقد القبة وعمل المدرسة بإزائه وأنزلها الفقهاء ورتب لهم مدرسا فدخل أبو جعفر ابن البياضي إلى الزيارة فقال ارتجالا.
ألم تر أن العلم كان مضيعا كذلك كانت هذه الأرض ميتة فجمعه هذا المغيب في اللحد ؟! فأنشرها جود العميد أبي سعد


(193)
    ثم قال : قال المصنف قرأت بخط أبي الوفاء ابن أبي عقيل قال : وضع أساس مسجد بين ضريح أبي حنيفة بالكلس والنورة وغيره فجمع سنة ست وثلاثين وأربعمائة وأنا ابن خمس سنين أو دونها بأشهر ، وكان المنفق عليه تركي قدم حاجا ، ثم قدم أبو سعد المستوفي وكان حنفيا متعصبا وكان قبر أبي حنيفة تحت سقف عمله بعض أمراء التركمان ، وكان قبل ذلك وأنا صبي عليه خربشت خاصا له وذلك في سني سبع أو ثمان وثلاثين قبل دخول الغز بغداد سنة سبع وأربعين ، فلما جاء شرف الملك سنة ثلاث وخمسين عزم على إحداث القبة وهي هذه فهدم جميع أبنية المسجد وما يحيط بالقبر وبنى هذا المشهد فجاء بالقطاعين والمهندسين وقدر لها ما بين ألوف آجر وابتاع دورا من جوار المشهد وحفر أساس القبة وكانوا يطلبون الأرض الصلبة فلم يبلغوا إليها إلا بعد حفر سبعة عشر ذراعا في ستة عشر ذراعا فخرج من هذا الحفر عظام الأموات الذين كانوا يطلبون جوار النعمان أربعمائة صن ونقلت جميعها إلى بقعة كانت ملكا لقوم فحفر لها ودفنت : إلى أن قال : أخبرنا محمد بن ناصر الحافظ أنبأنا أبو الحسين المبارك بن عبد الجبار الصيرفي قال : سمعت أبا الحسين بن المهتدي يقول : لا يصح أن قبر أبي حنيفة في هذا الموضع الذي بنوا عليه وكان الحجيج قبل ذلك يردون ويطوفون حول المقبرة فيزورون أبا حنيفة لا يعينون موضعا.
    وقال ابن خلكان في تاريخه 2 ص 297 ، قبره مشهور يزار بني عليه المشهد والقبة سنة 459 وقال ابن جبير في رحلته ص 180 : وبالرصافة مشهد حفيل البنيان له قبة بيضاء سامية في الهواء فيه قبر الإمام أبي حنيفة رضي الله عنه.
    وقال ابن بطوطة في رحلته 1 ص 142 : قبر الإمام أبي حنيفة رضي الله عنه عليه قبة عظيمة وزاوية فيها الطعام للوارد والصادر ، وليس بمدينة بغداد اليوم زاوية يطعم الطعام فيها ما عدا هذه الزاوية.
    ثم عد جملة من قبور المشايخ ببغداد فقال : وأهل بغداد لهم في كل جمعة لزيارة شيخ من هؤلاء المشايخ ويوم لشيخ آخر يليه هكذا إلى آخر الأسبوع.
    وقال الذهبي في ( الدول ) 1 ص 79 : وقبره عليه مشهد كبير وقبة عالية ببغداد


(194)
وقال ابن حجر في [ الخيرات الحسان ] (1) في مناقب الإمام أبي حنيفة في الفصل الخامس والعشرين : إن الإمام الشافعي أيام كان هو ببغداد كان يتوسل بالامام أبي حنيفة ويجيئ إلى ضريحه يزور فيسلم عليه ثم يتوسل إلى الله تعالى به في قضاء حاجاته وقال : قد ثبت أن الإمام أحمد توسل بالامام الشافعي حتى تعجب ابنه عبد الله بن الإمام أحمد فقال له أبوه : إن الشافعي كالشمس للناس وكالعافية للبدن. ولما بلغ الإمام الشافعي : أن أهل المغرب يتوسلون بالامام مالك لم ينكر عليهم.
    9 ـ مصعب بن الزبير المتوفى 157. قال ابن الجوزي : زارت العامة قبره بمسكن كما يزار قبر الحسين عليه السلام [ ظم 7 ص 206 ].
    10 ـ ليث بن سعد الحنفي إمام مصر توفي 175 ، ودفن بالقرافة الصغرى وقبره يزار رأيته غير مرة [ جم 1 ص 417 ].
    11 ـ مالك بن أنس إمام المالكية المتوفى 179 ، قبره ببقيع الغرقد في المدينة المنورة. قال ابن جبير في رحلته 153 : عليه قبة صغيرة مختصرة البناء. وقد مر ص 140 : إن الفقهاء عدوا زيارته من آداب من زار قبر النبي الأقدس صلى الله عليه وآله.
    12 ـ الإمام الطاهر موسى بن جعفر عليهما السلام المدفون بالكاظمية الشهيد سنة 183 ، أخرج الخطيب البغدادي في تاريخه 1 ص 120 بإسناده عن أحمد بن جعفر ابن حمدان القطيعي قال : سمعت الحسن بن إبراهيم أبا علي الخلال [ شيخ الحنابلة في عصره ] يقول : ما همني أمر فقصدت قبر موسى بن جعفر فتوسلت به إلا سهل الله تعالى لي ما أحب.
    م ـ وفي ( شذرات الذهب ) 2 ص 48 : توفي ببغداد الشريف أبو جعفر محمد الجواد ابن علي بن موسى الرضا الحسيني أحد الاثنى عشر إماما الذين تدعي فيهم الرافضة العصمة ، ودفن عند جده موسى ومشهدهما ينتابه العامة بالزيارة ].
    13 ـ الإمام الطاهر أبو الحسن علي بن موسى الرضا عليه السلام ، قال أبو بكر محمد ابن المؤمل : خرجنا مع إمام أهل الحديث أبي بكر ابن خزيمة وعديله أبي علي الثقفي مع جماعة من مشايخنا وهم إذ ذاك متوافرون إلى علي بن موسى الرضا بطوس قال :
1 ـ حكاه عنه السيد أحمد زيني دحلان في خلاصة الكلام ص 252 والدرر السنية.

(195)
فرأيت من تعظيمه يعني ابن خزيمة لتلك البقعة وتواضعه لها وتضرعه عندها ما تحيرنا [ يب 7 ص 388 ].
    14 ـ عبد الله بن غالب الحداني البصري المقتول سنة 183 ، قتل يوم التروية ، كان الناس يأخذون من تراب قبره كأنه مسك يصيرونه في ثيابهم [ حل 2 ص 258 ، يب 5 ص 354 ].
    15 ـ عبد الله بن عون أبو عون الخزار البصري.
    قال محمد بن فضالة : رأيت النبي صلى الله عليه وسلم في النوم فقال : زوروا ابن عون فإن الله يحبه [ حل 3 ص 39 ، يب 5 ص 348 ].
     16 ـ علي بن نصر بن علي الأزدي أبو الحسن البصري المتوفى 189 ، مشهده بالبصرة معروف يزار.
    هامش الخلاصة 235.
    17 ـ معروف الكرخي المتوفى 200 / 1 / 4 ، قال إبراهيم الحربي : قبر معروف الترياق المجرب.
    وعن الزهري أنه قال : قبر معروف الكرخي مجرب لقضاء الحوائج ويقال : إنه من قرا عنده مائة مرة قل هو الله أحد وسأل الله ما يريد قضى الله حاجته.
    وروي عن أبي عبد الله المحاملي إنه قال : أعرف قبر معروف الكرخي منذ سبعين سنة ما قصده مهموم إلا فرج الله همه [ طب 1 ص 122 ].
    وقال ابن الجوزي في ( صفة الصفوة ) 2 ص 183 : عن أحمد بن الفتح قال : سألت بشرا ( التابعي الجليل ) عن معروف الكرخي فقال : هيهات حالت بيننا وبينه الحجب.
    إلى أن قال : فمن كانت له إلى الله حاجة فليأت قبره وليدع فإنه يستجاب له إن شاء الله تعالى.
    وقال : قبره ظاهر يتبرك به في بغداد ، وكان إبراهيم الحربي يقول : قبر معروف الترياق المجرب.
    وقال في ( المنتظم ) 8 ص 248 : بنيت تربة قبر معروف في ربيع الأول سنة 460 وعقد مشهدا راجا بالجص والآجر.
    وقال ابن خلكان في تاريخه 2 ص 224 : وأهل بغداد يستسقون بقبره ويقولون قبر معروف ترياق مجرب. وقبره مشهور يزار.
    وذكر في ص 396 عن مرآة الزمان لأبي المظفر سبط ابن الجوزي : إنه سمع مشايخه ببغداد يحكون أن عون الدين قال : كان سبب ولايتي المخزن إنني ضاق ما بيدي حتى فقدت القوت أياما فأشار علي


(196)
بعض أهلي أن أمضي إلى قبر معروف الكرخي رضي الله عنه عنه فأسأل الله تعالى عنده فإن الدعاء عنده مستجاب. قال : فأتيت قبر معروف فصليت عنده ودعوت ثم خرجت لأقصد البلد يعني بغداد. إلى آخر ما ذكر من قصته.
    وفي طبقات الشعراني 1 ص 61 : يستسقي بقبره ، وقبره ظاهر يزار ليلا ونهارا.
    18 ـ عبيد الله بن محمد بن عمر بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب. قال الخطيب البغدادي في تاريخه 1 ص 123 : باب البردان فيها أيضا جماعة من أهل الفضل وعند المصلى المرسوم بصلاة العيد قبر كان يعرف بقبر النذور ويقال : إن المدفون فيه رجل من ولد علي بن أبي طالب رضي الله عنه يتبرك الناس بزيارته ، ويقصده ذو الحاجة منهم لقضاء حاجته ، حدثني القاضي أبو القاسم علي بن المحسن التنوخي ، قال : حدثني أبي قال : كنت جالسا بحضرة عضد الدولة ونحن مخيمون بالقرب من مصلى الأعياد في الجانب الشرقي من مدينة السلام نريد الخروج معه إلى همذان في أول يوم نزل المعسكر فوقع طرفه على البناء الذي على قبر النذور ، فقال لي : ما هذا البناء ؟ فقلت : هذا مشهد النذور ، ولم أقل : قبره لعلمي بطيرته من دون هذا واستحسن اللفظة ، و قال : قد علمت أنه قبر النذور وإنما أردت شرح أمره فقلت : هذا يقال إنه قبر عبيد الله بن محمد بن عمر بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب.
    ويقال : إنه قبر عبيد الله بن محمد بن عمر بن علي بن أبي طالب ، وإن بعض الخلفاء أراد قتله خفيا فجعلت له هناك زبية وسير عليها وهو لا يعلم فوقع فيها وهيل عليه التراب حيا ، وإنما شهر بقبر النذور لأنه ما يكاد ينذر له نذر إلا صح وبلغ الناذر ما يريد ، ولزمه الوفاء بالنذور ، وأنا أحد من نذر له مرارا لا أحصيها كثرة نذورا على أمور متعذرة فبلغتها ولزمني النذر فوفيت به ، فلم يتقبل هذا القول وتكلم بما دل على أن هذا إنما يقع منه اليسير اتفاقا فيتسوق العوام بأضعافه ويسيرون الأحاديث فيه.
    فأمسكت فلما كان بعد أيام يسيرة ونحن معسكرون في موضعنا استدعاني في غدوة يوم وقال : اركب معي إلى مشهد النذور.
    فركبت وركب في نفر من حاشيته إلى أن جئت به إلى الموضع فدخله وزار القبر وصلى عنده ركعتين سجد بعدهما سجدة أطال فيها المناجات بما لم يسمعه أحد ، ثم ركبنا معه إلى خيمته وأقمنا أياما ثم رحل ورحلنا معه يريد همذان فبلغناها وأقمنا


(197)
فيها معه شهورا فلما كان بعد ذلك استدعاني وقال لي : ألست تذكر ما حدثتني به في أمر مشهد النذور ببغداد ؟ فقلت : بلى.
    فقال : إني خاطبتك في معناه بدون ما كان في نفسي اعتمادا لإحسان عشرتك ، والذي كان في نفسي في الحقيقة أن جميع ما يقال فيه كذب ، فلما كان بعد ذلك بمديدة طرقني أمر خشيت أن يقع ويتم وأعملت فكري في الاحتيال لزواله ولو بجميع ما في بيوت أموالي وسائر عساكري ، فلم أجد لذلك فيه مذهبا فذكرت ما أخبرتني به في النذر لمقبرة النذور فقلت : لم لا أجرب ذلك ؟ فنذرت : إن كفاني الله تعالى ذلك الأمر أن أحمل لصندوق هذا المشهد عشرة آلاف درهم صحاحا ، فلما كان اليوم جاءتني الأخبار بكفايتي ذلك الأمر ، فتقدمت إلى أبي القاسم عبد العزيز بن يوسف ـ يعني كاتبه ـ أن يكتب إلى أبي الريان ـ وكان خليفته في بغداد ـ يحملها إلى المشهد.
    ثم التفت إلى عبد العزيز ـ وكان حاضرا ـ فقال له عبد العزيز : قد كتبت بذلك ونفذ الكتاب.
    19 ـ أبو عبد الله محمد بن إدريس الشافعي إمام الشافعية المتوفى 204 ، دفن بالقرافة الصغرى وقبره يزار بها بالقرب من المقطم ( خل 2 ص 30 ) وقال الجزري في ( طبقات القراء ) 2 ص 97 : والدعاء عند قبره مستجاب ولما زرته قلت :
زرت الإمام الشافعي لأنال منه شفاعـة لأن ذلك نافعـي أكرم بـه من شافع
    وقال الذهبي في ( دول الاسلام ) 2 ص 105 : إن الملك الكامل عمر قبة على ضريح الشافعي رحمة الله عليه.
    20 ـ أبو سليمان الداراني المتوفى 205 ( أحد الأئمة ) دفن في قرية داريا ، في قبلتها وقبره بها مشهور وعليه بناء وقد جدد مزاره في زماننا هذا ( يه 10 ص 259 ).
    21 ـ السيدة نفيسة ابنة أبي محمد الحسن بن زيد بن علي بن أبي طالب ، توفيت سنة 208 ودفنت بدرب السباع وقبرها معروف بإجابة الدعاء عنده وهو مجرب رضي الله عنها ( خل 2 ص 302 ).
    22 ـ أحمد بن حنبل إمام الحنابلة المتوفى 241 ، قبره ظاهر مشهور يزار ويتبرك به.
    كذا في مختصر طبقات الحنابلة ص 11 ، وقال الذهبي في ( ل 1 ص 114 ) : ضريحه يزار


(198)
ببغداد. وحكى ابن الجوزي في ( مناقب أحمد ) ص 297 عن عبد الله ابن موسى قال : خرجت أنا وأبي في ليلة مظلمة نزور أحمد فاشتدت الظلمة فقال أبي : يا بني تعالى حتى نتوسل إلى الله تعالى بهذا العبد الصالح حتى يضئ لنا الطريق فإني منذ ثلاثين سنة ما توسلت به إلا قضيت حاجتي فدعا أبي وأمنت على دعائه فأضاءت السماء كأنها ليلة مقمرة حتى وصلنا إليه.
    وقال في ص 418 : عن أبي الحسن التميمي عن أبيه عن جده أنه حضر جنازة أحمد بن حنبل قال : فمكثت طول أسبوع رجاء أن أصل من ازدحام الناس عليه فلما كان بعد أسبوع وصلت إلى قبره.
    م ـ قال في ( المنتظم ) 10 ص 283 : وفي أوائل جمادى الآخرة ـ سنة 574 ـ تقدم أمير المؤمنين بعمل لوح ينصب على قبر الإمام أحمد بن حنبل فعمل ونقضت السترة جميعها وبنيت بآجر مقطوع جديدة وبنى له جانبان ووقع اللوح الجديد وفي رأسه مكتوب : هذا ما أمر بعمله سيدنا ومولانا المستضئ بأمر الله أمير المؤمنين.
    وفي وسطه : هذا قبر تاج السنة وحيد الأمة العالي الهمة العالم العابد الفقيه الزاهد الإمام أبي عبد الله أحمد ابن محمد بن حنبل الشيباني رحمه الله.
    وقد كتب تاريخ وفاته وآية الكرسي حول ذلك ، ووعدت بالجلوس في جامع المنصور فتكلمت يوم الاثنين سادس عشر جمادى الأولى ، فبات في الجامع خلق كثير وختمت ختمات واجتمع للمجلس بكرة ما حزر بمائة ألف وتاب خلق كثير وقطعت شعور ثم نزلت فمضيت إلى زيارة قبر أحمد فتبعني من حزر بخمسة آلاف ].
    وقال ابن بطوطة في الرحلة 1 ص 142 : قبره لا قبة عليه ، ويذكر أنها بنيت على قبره مرارا فتهدمت بقدرة الله تعالى وقبره عند أهل بغداد معظم.
    وفي مختصر طبقات الحنابلة ص 37 : تقدم أمير المؤمنين في سنة 527 (1) بعمل لوح ينصب على قبر الإمام أحمد وحصل للشيخ أبي الفرج وللحنابلة التعظيم الزائد وجعل الناس يقولون للشيخ : هذا كله بسببك.
1 ـ في هذا التاريخ تصحيف ولم يكن يولد فيه المستضئ بأمر الله القائم بعمل اللوح وكان أوائل بلوغ ابن الجوزي الحلم فالصحيح ما مر في كلمة ابن الجوزي.

(199)
الله يزور أحمد بن حنبل
كل عام لنصرته كلامه
    روى ابن الجوزي في ( مناقب أحمد ) ص 454 قال : حدثني أبو بكر بن مكارم ابن أبي يعلى الحربي ـ وكان شيخا صالحا ـ قال : كان قد جاء في بعض السنين مطر كثير جدا قبل دخول رمضان بأيام فنمت ليلة في رمضان فأريت في منامي كأني قد جئت على عادتي إلى قبر الإمام أحمد بن حنبل أزوره فرأيت قبره قد التصق بالأرض مقدار ساف (1) أو سافين فقلت : إنما تمم هذا على قبر الإمام أحمد من كثرة الغيث فسمعته من القبر وهو يقول : لا بل هذا من هيبة الحق عز وجل لأنه عز وجل قد زارني فسألته عن سر زيارته إياي في كل عام فقال عز وجل : يا أحمد لأنك نصرت كلامي فهو ينشر ويتلى في المحاريب.
    فأقبلت على لحده اقبله ثم قلت : يا سيدي ما السر في إنه لا يقبل قبر إلا قبرك ؟ فقال لي : يا بني ليس هذا كرامة لي ولكن هذا كرامة لرسول الله صلى الله عليه وسلم لأن معي شعرات من شعره صلى الله عليه وسلم ، ألا ومن يحبني يزورني في شهر رمضان. قال ذلك مرتين.

من يزور أحمد غفر الله له
    أخرج الحافظ ابن عساكر في تاريخه ج 2 ص 46 عن أبي بكر بن أنزويه قال : رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في المنام ومعه أحمد بن حنبل فقلت : يا رسول الله من هذا ؟ فقال : هذا أحمد ولي الله وولي رسول الله على الحقيقة وأنفق على الحديث ألف دينار.
    ثم قال : من يزوره غفر الله له ، ومن يبغض أحمد فقد أبغضني ، ومن أبغضني فقد أبغض الله.
    وأخرج الخطيب البغدادي عن عبد العزيز قال : سمعت أبا الفرج الهندبائي يقول : كنت أزور قبر أحمد بن حنبل فتركته مدة فرأيت في المنام قائلا يقول لي : تركت زيارة قبر إمام السنة ؟ ( طب 4 ص 423 ، مناقب أحمد لابن الجوزي ص 481 ).
    قال ابن الجوزي : وفي صفر سنة 542 رأى رجل في المنام قائلا يقول له : من زار أحمد بن حنبل غفر له.
    قال : فلم يبق خاص ولا عام إلا زاره وعقدت يومئذ ثم مجلسا فاجتمع فيه ألوف من الناس [ يه 12 ص 323 ].

فضل زوار قبر أحمد
    أخرج ابن الجوزي في مناقب أحمد ص 481 عن أحمد بن الحسين عن أبيه قال
1 ـ الساف والسافة : الصف من الطين أو اللبن ج آسف وسافات.

(200)
قال الشيخ أبو طاهر ميمون : يا بني رأيت رجلا بجامع الرصافة في شهر ربيع الأول من سنة ستين وأربعمائة فسألته فقال : قد جئت من ستمائة فرسخ. فقلت : في أي حاجة ؟ قال : رأيت وأنا ببلدي في ليلة جمعة كأني في صحراء أو في فضاء عظيم والخلق قيام وأبواب السماء قد فتحت وملائكة تنزل من السماء تلبس أقواما ثيابا خضرا ويطير بهم في الهواء فقلت : من هؤلاء الذين قد اختصوا بهذا ؟ فقالوا لي : هؤلاء الذين يزورون أحمد بن حنبل فانتبهت ولم ألبث أن أصلحت أمري وجئت إلى هذا البلد وزرته دفعات وأنا عائد إلى بلدي إن شاء الله.

بركة قبر أحمد وجواره
    أخرج ابن الجوزي في مناقب أحمد ص 482 عن أبي يوسف بن بختان ـ وكان من خيار المسلمين ـ قال : لما مات أحمد بن حنبل رأى رجل في منامه كأن على كل قبر قنديلا فقال : ما هذا ؟ فقيل له : أما علمت أنه نور لأهل القبور ينورهم بنزول هذا الرجل بين أظهرهم وقد كان فيهم من يعذب فرحم.
    وبإسناده عن عبيد بن شريك قال : مات رجل مخنث فرئي في النوم فقال : قد غفر لي : دفن عندنا أحمد بن حنبل فغفر لأهل القبور.
    وبإسناده في ص 483 عن أبي علي الحسن بن أحمد الفقيه قال : لما ماتت أم القطيعي دفنها في جوار أحمد بن حنبل فرآها بعد ليال فقالت : يا بني رضي الله عنك فلقد دفنتني في جوار رجل ينزل على قبره في كل ليلة ـ أو قالت في كل ليلة جمعة ـ رحمة تعم بجميع أهل المقبرة وأنا منهم.
    قال : قال أبو علي وحكى أبو ظاهر الجمال ـ شيخ صالح ـ قال قرأت ليلة و أنا في مقبرة أحمد بن حنبل قوله تعالى : فمنهم شقي وسعيد.
    ثم حملتني عيني فسمعت قائلا يقول : ما فينا شقي والحمد لله ببركة أحمد.
    وقال : بلغني عن بعض السلف القدماء قال : كانت عندنا عجوز من المتعبدات قد خلت بالعبادة خمسين سنة فأصبحت ذات يوم مذعورة فقالت : جاءني بعض الجن في منامي فقال : إني قرينك من الجن وإن الجن استرقت السمع بتعزية الملائكة بعضها بعضا بموت رجل صالح يقال له : أحمد بن حنبل. وتربته في موضع كذا وإن
الغدير ـ الجزء الخامس ::: فهرس