الغدير ـ الجزء الخامس ::: 411 ـ 420
(411)
أشبه الناس بالصدى إن تحد ثه حديثا أعاده في الحال (1)
    وله قوله :
قالوا حبيـبك قد تضوع نشره فأجبتهم والخال يعلو خده حتى غدا منه الفضاء معطرا أو ما ترون النار تحرق عنبرا ؟
    وله قوله :
هواك يا من له اختيال قسمة أفعاله لحيني وعدك مستقبل وصبري مالي على مثله احتيال ثلاثة. مالها انتقال ماض وشوقي إليك حال
    وله أيضا :
إن كان قد حجبوه عني غيرة كالمسك ضاع لنا وضاع مكانه منهم عـليه فقد قنعت بذكره عنا فأغنى نشره عن نشره
    وله أيضا في غلام قد ختن :
هنأت من أهواه عند ختانه يفديك من ألم ألم بك امرؤ أمعذبي كيف استطعت على الأذى لو لم تـكن هذي الطهارة سنة لفتكت جهدي بالمزين إذ غدا فرحا وقلبي قد عراه وجوم يخشى عليك إذا ثناك نسيم جلدا وأجـزع ما يكون الريم ؟ قد سنها من قبل إبراهيم في كفه موسى وأنت كليم
    ومعظم شعره على هذا الأسلوب. وكان من المغالين في التشيع وأكثر أهل حلب ما كانوا يعرفونه إلا بمحاسن الشواء والصواب فيه هو الذي ذكرته هاهنا وأن اسمه يوسف وكنيته أبو المحاسن. ورأيت ترجمته في كتاب ( عقود الجمان ) الذي وضعه صاحبنا الكمال ابن الشعار الموصلي ، وكان صاحبه وأخذ عنه كثيرا من شعره وهو من أخبر الناس بحاله ، كان مولده تقريبا في سنة اثنين وستين وخمسمائة فإنه كان لا يتحقق مولده ، وتوفي يوم الجمعة تاسع عشر المحرم سنة خمس وثلاثين وستمائة بحلب ، ودفن ظاهرها بمقبرة باب أنطاكية غربي البلد ، ولم أحضر الصلاة عليه لعذر
1 ـ الصدى : طير معروف. ما يرده الجبل أو غيره إلى المصوت مثل صوته.

(412)
عرض لي في ذلك الوقت ـ رحمه الله تعالى ـ فلقد كان نعم الصاحب.
    وأما شيخه ابن الجبراني المذكور فهو طاءي بحتري من قرية جبرين من أعمال عزاز ، وكان متضلعا من علم الأدب خصوصا اللغة فإنها كانت غالبة عليه وكان متبحرا فيها ، وكان له تصدر في جامع حلب في المقصورة الشرقية المشرفة على صحن الجامع ، وكان مولده يوم الأربعاء الثاني والعشرين من شوال سنة إحدى وستين وخمسمائة ، وتوفي يوم الاثنين سابع رجب من سنة ثمان وعشرين وستمائة بحلب ، ودفن في سفح جبل جوشن رحمه الله تعالى. ه‍.
    قال الأميني : في معجم البلدان 3 : 172 نقلا عن عبد الله بن محمد بن سعيد بن سنان الخفاجي في ديوانه عند أبيات في جوشن قال : جوشن جبل في غربي حلب ومنه كان يحمل النحاس الأحمر وهو معدنه ، ويقال : إنه بطل منذ عبر عليه سبي الحسين بن علي رضي الله عنه ونساؤه ، وكانت زوجة الحسين حاملا فأسقطت هناك فطلبت من الصناع في ذلك الجبل خبزا أو ماء فشتموها ومنعوها ، فدعت عليهم فمن الآن من عمل فيه لا يربح ، وفي قبلي الجبل مشهد يعرف بمشهد السقط ، ويسمى مشهد الدكة ، والسقط يسمى محسن بن الحسين رضي الله عنه. اه‍.


(413)
القرن السابع

59
كمال الدين الشافعي
المتوفى : 652
أضح واستمع آيات وحي تنزلت ففي آل عمران المباهلة التي وأحـزاب حاميم وتحريم هل أتى وإحسانه لما تصـدق راكعا وفي آية النجوى التي لم يفز بها وأزلفه حتى تبوأ منزلا وأكنفه لطفا بـه من رسوله وأرضعه أخلاف أخلاقه التي وأنكحه الطهر البتول وزاده وشرفه يوم ( الغدير ) فخصه ولو لم يكن إلا قضية خيبر بمدح إمام بالهدى خصه الله بإنزالها أولاه بعض مـزاياه شهود بها أثنى عـليه فزكاه بخاتمه يكفيه في نيل حسناه سواه سنا رشد به تم معناه 5 مـن الشرف الأعلى وآتاه تقواه بوارق أشفاق عليه فرباه هداه بها نهج الهدى فتوخاه بأنك مني يا علي وآخاه بأنك مولى كل من كنت مولاه 10 كفت شرفا في مأثرات سجاياه (1)
( الشاعر )
    أبو سالم كمال الدين محمد بن طلحة بن محمد بن الحسن القرشي العدوي النصيبيني الشافعي المفتي الرحال ، أحد الصدور والرؤساء المعظمين ، كان إماما في الفقه الشافعي ، بارعا في الحديث والأصول والخلاف ، مقدما في القضاء والخطابة ، متضلعا في الأدب والكتابة ، موصوفا بالزهد.
    سمع الحديث بنيسابور عن أبي الحسن المؤيد بن علي الطوسي ، وزينب الشعرية (2)
1 ـ مطالب السؤول لناظمها ـ الصراط المستقيم للبياضي. التهاب مثير الأحزان.
2 ـ بنت عبد الرحمن بن الحسن الجرجاني أم المؤيد توفيت سنة 615 فقيهة اشتغلت بالحديث وأخذت عن جماعة من كبار العلماء رواية وإجازة ، مولدها ووفاتها بنيسابور.


(414)
وحدث بحلب ودمشق وبلاد كثيرة. وروى عنه الحافظ الدمياطي (1) ومجد الدين ابن العديم (2) وفقيه الحرمين الكنجي (3) في ( كفاية الطالب ) قال في الكتاب ص 108 : فمن ذلك ما أخبرنا شيخنا حجة الاسلام شافعي الزمان أبو سالم محمد بن طلحة القاضي بمدينة حلب.
    أقام بدمشق في المدرسة الأمينية وترسل عن الملوك وساد وتقدم ، وفي سنة 648 كتب الملك الناصر ـ المتوفى 655 ـ صاحب دمشق تقليده بالوزارة فاعتذر وتنصل فلم يقبل منه ، فتولاها بدمشق يومين كما في طبقات السبكي 5 : 26 ، وتركها وانسل خفية وترك الأموال والموجود وخرج عما يملك من ملبوس ومملوك وغيره ، ولبس ثوبا قطنيا وذهب فلم يعرف موضعه ، وقد نسب إلى الاشتغال بعلم الحروف والأوفاق وإنه يستخرج أشياء من المغيبات.
    وقيل : إنه رجع ويؤيد ذلك قوله في المنجم :
إذا حكم المنجم في القضايا فليس بعالم ما الله قاض بحكم حازم فاردد عليه فقلدني ولا تركن إليه
    وقال فيه :
ولا تركنن إلـى مقال منجم واعلم بأنك إن جعلت لكوكب وكل الأمور إلى الإله سلم تدبير حادثة ، فلست بمسلم
    وتولى في ابتداء أمره القضاء بنصيبين ، ثم قضاء مدينة حلب ، ثم ولي خطابة دمشق ، ثم لما زهد حج فلما رجع أقام بدمشق قليلا ، ثم سار إلى حلب فتوفي بها.
    تآليفه :
    1 ـ العقد الفريد للملك السعيد. ألفه لنجم الدين غازي بن أرتق من ملوك ماردين طبع بمصر.
    2 ـ الدر المنظم في اسم الله الأعظم. توجد منه نسخة في مكتبة حسين باشا
1 ـ أبو محمد عبد المؤمن بن خلف بن أبي الحسن الدمياطي شيخ المحدثين المولود في آخر سنة 613 والمتوفى 705 كان كثير المشايخ يزيدون على ألف وثلثمائة شيخ ، ألف كتابا في تراجمهم في مجلدين.
2 ـ قاضي القضاة عبد الرحمن بن عمر بن أحمد بن العديم الحلي ثم الدمشقي الحنفي توفي سنة 677.
3 ـ أبو عبد الله محمد بن يوسف القرشي الشافعي المتوفى 658.


(415)
بآستانة رقمها : 346. وذكر شطرا منه الشيخ سليمان القندوزي الحنفي في ينابيع المودة ص 403 ، 471.
    3 ـ مفتاح الفلاح في اعتقاد أهل الصلاح.
    4 ـ كتاب دائرة الحروف.
    5 ـ مطالب السؤول في مناقب آل الرسول. طبع غير مرة. قال معاصره الأربلي في ( كشف الغمة ) ص 17 : مطالب السؤول في مناقب آل الرسول تصنيف الشيخ العالم كمال الدين محمد بن طلحة ، وكان شيخا مشهورا وفاضلا مذكورا أظنه مات سنة أربع وخمسين وستمائة ، وحاله في ترفعه وزهده وتركه وزارة الشام وانقطاعه ورفضه الدنيا حال معلومة قرب العهد بها ، وفي انقطاعه عمل هذا الكتاب وكتاب الدائرة ، وكان شافعي المذهب من أعيانهم ورؤسائهم.
    وينقل عنه السيد هبة الدين أبي محمد الحسن الموسوي مصرحا بنسبة الكتاب إليه في كتابه [ المجموع الرائق ] الذي ألفه سنة 703.
    ونسبه إليه ابن الصباغ المالكي المتوفى 855 وينقل عنه كثيرا في ( الفصول المهمة ) وتوجد منه نسخة مخطوطة مؤرخة بسنة 896 منقولة عن نسخة بخط المؤلف سنة 650 في نحو 25 كراسة في مكتبة المدرسة الأحمدية بحلب.
    وينقل عنه السيد الشبلنجي في ( نور الأبصار ) في مناقب آل النبي المختار.
    ولد المترجم سنة 582 كما في طبقات السبكي ، وشذرات الذهب ، وتوفي بحلب في 17 رجب سنة 652 كما في الكتابين : الطبقات والشذرات ، وفي الوافي بالوفيات للصفدي والتاريخ له ، والبداية والنهاية لابن كثير ، ومرآة الجنان لليافعي ، والأعلام للزركلي ، وغيرها وقد سمعت ظن الأربلي بأنه توفي سنة 654.
    توجد جملة من شعره في أهل البيت عليهم السلام في كتابه ( مطلب السؤول ) منها قوله ختم به الكتاب :
رويدك إن أحببت نيل المطالب ؟ مناقب آل المصطفى المهتدى بهم مناقـب آل المصطفى قدوة الورى فلا تعد عن ترتيل آي المناقب إلـى نعم التقوى ورغبى الرغائب بهم يبتغي مطلوبه كل طالب


(416)
مناقب تجلى سافرات وجوهها عليك بها سرا وجهرا فإنها وخذ عند ما يتلو لسانك آيها لمن قام في تأليفها واعتنى به عسى دعوة يزكو بها حسناته فمن سأل الله الكريم أجابه ويجلو سناها مدلهم الغياهب يحلك عند الله أعلى المراتب بدعوة قلب حاضر غير غائب ليقضي من مفروضها كل واجب فيحظى من الحسنى بأسنى المواهب وجاوره الاقبال من كل جانب
    ومنها قوله في ص 8 :
هم العروة الوثقى لمعتصم بها مناقب في الشورى وسورة هل أتى وهم أهل بيت المصطفى فودادهم فضايلهم تعلو طريقة متنها مناقبهم جاءت بوحي وإنزال وفي سورة الأحزاب يعرفها التالي على الناس مفروض بحكم وإسجال رواة علوا فيها بشـد وترحال
    أشار بهذه الأبيات إلى عدة من فضايل العترة الطاهرة مما نزل به القرآن الكريم في سورة الشورى وهل أتى والأحزاب.
    أما الشورى ففيها قوله تعالى : قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى.
    ومن يقترف حسنة نزد له فيها حسنا ـ 23 ـ وقد أسلفنا في الجزء الثاني ص 306 ـ 310 ، والجزء الثالث ص 171 ما ورد في الآية الكريمة من أنها نزلت في العترة الطاهرة صلوات الله عليهم.
    وأما هل أتى ففيها قوله النازل فيهم : يوفون بالنذر ويخافون يوما كان شره مستطيرا ـ 7 ـ ويطعمون الطعام على حبه مسكينا ويتيما وأسيرا ـ 8 ـ ، وقد بسطنا القول في أنها نزلت فيهم صلوات الله عليهم في الجزء الثالث ص 107 ـ 111.
    وأما الأحزاب ففيها قوله تعالى : من المؤمنين رجال صدقوا.
    ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلها ـ 23 ـ ، وقوله تعالى : إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا ـ 33 ـ وقد مر في الجزء الثاني ص 51 نزول الآية الأولى في علي أمير المؤمنين وعمه حمزة وابن عمه عبيدة.
    وقد تسالمت الأمة الإسلامية على نزول آية التطهير في صاحب الرسالة الخاتمة ووصيه الطاهر وابنيهما الإمامين وأمهما الصديقة الكبرى ، وأخرج الحفاظ وأئمة


(417)
الحديث فيها أحاديث صحيحة متواترة في الصحاح والمسانيد لعلنا نوقف القارئ عليها في بقية أجزاء كتابنا. وما توفيقي إلا بالله.
    ومن شعره في العترة الطاهرة قوله :
يا رب بالخمسة أهل العبا ومن هم سفن نجـاة ومن ومن لهم مقعد صدق إذا لا تخزني واغفر ذنوبي عسى فإنني أرجو بحبي لهم فهم لمن والاهم جنة وقد توسلت بهم راجيا لعله يحظى بتوفيقه ذوي الهدى والعمل الصالح وإليهم ذو متـجر رابح قام الورى في الموقف الفاضح أسلم من حر لظى اللافح تجاوزا عن ذنبي الفادح تنجيه من طائرة البارح نجح سؤال المذنب الطالح فيهتدي بالمنهج الواضح
    ومن شعره في قتلة الإمام السبط عليه السلام قوله :
ألا أيها العادون إن أمامكم وموقف حكم والخصوم محمد وإن عليا في الخصام مؤيد فماذا تردون الجواب عليهم ؟ وقد سؤتموهم في بنيهم بقتلهم ولا يرتجى في ذلك اليوم شافع ومن كان في الحشر الرسول خصيمه وكان عليكم واجبا في اعتمادكم فإنهم آل النبي وأهله مناقبهم بين الورى مستنـيرة مناقب جلت أن تحاط بحصرها مناقب من خلق النبي وخلقه مقام سؤال والرسول سؤول وفاطمة الزهراء وهي ثكول له الحق فيما يدعي ويقول وليس إلى ترك الجواب سبيل ووزر الذي أحدثتموه ثقيل سوى خصمكم والشرح فيه يطول فإن له نار الجحيم مقيل رعايتهم أن تحسنوا وتنيلوا ونهج هداهم بالنجاة كفيل لها غرر مجلوة وحجول فمنها فروع قد زكت وأصول ظهرن فما يغتالهن أفول


(418)
القرن السابع

60
أبو محمد المنصور بالله
ولد : 596
توفي : 670
1 الحمد للمهيمن الجبار ومنشئ الغمام والأمطار 2 ثم صلاة الله خصت أحمدا وفاطما وابنيهما سم العدى 3 يا سائلي عـمن له الإمامه ومن أقام بعده مقامه 4 خذ نفثاتي عن فؤاد منصدع لحادث بعد النبي متسع 5 الأمر من بعد النبي المرسل كـان بنص الواحد الفرد العلي 6 والأمر فيه ظاهر مشهور وكيـف يخفى من صباح نور ؟ مكور الليل عـلى النهار على جميع النعم الغزار أبا البتول وأخاه السيدا وآلهم سفن النجاة والهدى بعد رسول الله والزعامه ومن له الأمر إلـى القـيامه يـكاد من بـث وحزن ينقطع شتت شمل المسلمين المجتمع من غير فصل لابن عمه علي وحكمه على العـدو والولي في الناس لا ملغى ولا مستور لكن يزل الخطل المحسور
    ويقول فيها :
7 وكـان في البيت العتيق مولده وإنما إلهه مؤيده 8 ثم أبوه كافل الرسول في قول أهل العلم والتحصيل 9 وأمه ربت أخاه أحمدا وأمه إذ دخلت لا تقصده فمن تلاه فالجحيم موعده ومؤمن بالله والتنزيل فهات في آبائهم كقيلي واتبعته إذ دعا إلى الهدى


(419)
فكم دعاها أمه عند الندا ألبسها قميصه إكراما ومد للملائك القياما وهو الذي كان أخا للمصطفى واقتسما نورهما المشرفا وزوجة سيدة النساء أنكحها الصديق في السماء الله في إنكاحها هو الولي والشهداء حاملوا العرش العلي حورية إنسية سياحه وأكرم الأصل بها لقاحه وابناه منها سيدا الشباب مرتضعا السنة والكتاب هما إمامان بنص أحمدا وخص فـي نسلهما أهل الهدى ثم أخوه جعفر الطيار وعمه المرابط الصبار وربنا شق اسمه من اسمه وهو اختيار الله دون خصمه بلغ عن رب السما براءه وكان للاسلام كالمراءه اختار ذو العرش عـليا نفسه فرفضوا اختياره لا لبسه وهو الولي أيهذا السامع والشاهد التالي فأين الجامع وقام في جهازها ممجدا ونام في حفيرها إعظاما 10 حتى قضوا صلاتها تماما بحكم رب العالمين وكفى 11 فاعدد لهم كمثل هذا شـرفا خامسة الخمسة في الكساء 12 فهل لهم كهذه العلياء ؟ وجبرئيل مستناب عن علي 13 فهل لهم كمثل ذا فاقصصه لي؟ خلقها الله من التفاحه 14 فهل ترى إنكاحهم إنكاحه ؟ وابنا رسول الله عن صواب 15 فهل لهم كهذه الأسباب ؟ إذ قـال : قاما هكذا أو قعدا 16 أئمة الحق إلى يوم الندا إخوانه الملائك الأبرار 17 حمزة سيف الملة البتار فمن له سهم كمثل سهمه؟ 18 وهو أذان ربنا في حكمه واختير للتبليغ والقراءه 19 فاجعل هديت خصمه وراءه جهرا وخـلى جنه وإنسه 20 وبدلوه باختيار خمسه مؤتي الزكاة المرء وهو راكع 21 للقوم ؟ هل ثـم دليل قاطع ؟


(420)
22 وهو ولي الحل والابرام بحكم ذي الجلال والاكرام 23 وآية قاضية بالطاعة ثم أولي الأمـر من الجماعه 24 والمصطفى المنذر وهو الهادي في ليلة الغار من الأعادي 25 يرمونه في الليل بالحجاره فاتخذ الصبر لها دثاره 26 حتى بـدا وجه الصباح طالعا فانهزموا يمعر (1) كل راجعا 27 فأنزل الـرحمن يشري نفسه أما يزيل مثل هـذا لبسه ؟ والأمر والنهي على الأنام وما قضاه في أولي الأرحام لله والرسول ذي الشفاعة فهي له قد فاز من أطاعه وهو له الفادي ونعم الفادي تحت ظلال القضب الحداد لعلها تبدو لهم إماره والموت إذ ذاك يشب ناره وقام فيهم ضيغما مسارعا فاستقبل الأزواج والودايعا لما ابتغى رضاءه وقدسه وقد أراه جنه وإنسه
     ويقول فيها :
28 ألم يقل فيه النبي المنتجب وكم وكم جلا به الله الكرب ؟ 29 واسمع أحاديث بلفظ الباب ولا تلمني بعد في الاطناب 30 وقال أيضا فيه : أقضاكم علي ومثله : عيبة علمي والملي 31 ألم يكن فوق الرجال حجه وعلمهم في علمه كالمجه 32 أحاط بالتوراة والانجيل علما وبالقرآن ذي التنزيل 33 بل أيهم قال له : الحق معه قولا صريحا : أنت فارس العرب فـاعجب ومهما عشت عاينت العجب في العلم والحكمة والصواب في حب مولاي أبي تراب ومثله : أعلمكم عن النبي أنى يكون هكذا غير الوصي ؟ نيرة واضحة المحجه ؟ فما تكون مجة في لجه ؟ وبالزبور يا ذوي التفضيل في قوله المصدق المقبول وهو مع الحق الذي قد شرعه ؟

1 ـ تمعر وجه : تغير وعلته صفرة. الممغور : المقطب غضبا.
الغدير ـ الجزء الخامس ::: فهرس