الغدير ـ الجزء السادس ::: 31 ـ 40
(31)
أم درت كف النهي ما رفعت ؟ أم درى رب الحجـى ما ولـدا ؟
جل معناه فلما يعلم
سيد فاق علا كل الأنـام شرف الله به البيت الحرام كان إذ لا كائن وهـو إمام حين أضحى لعلاه مولدا
فوطا تربته بالقدم
إن يكن يجعل لله البنون فوليد البيت أحرى أن يكون وتعالى الله عما يصفون لولي البيت حقا ولدا
لا عزيز لا ولا ابن مريم
هو بعد المصطفى خير الورى قد كست عليائه أم القرى من ذرى العرش إلى تحت الثرى غرة تحمي حماها أبدا
حيث لا يدنوه من لم يحرم
سبق الكون جميعا في الوجود كلما في الكون من يمناه جود وطوى عالم غـيـب وشهود إذ هو الكائن لله يدا
ويد الله مدر الأنعم
سيد حازت به الفضل مضر وجهه في فـلك العليا قمر بفخار فسما كل البشر فبه لا بالنجوم يهتدى
نحو مغناه لنيل المغنم
هو بدر وذراريه بـدور كعبة الوفاد في كل الشهور عقمت عـن مثلهم أم الدهور فاز من نحو فناها وفدا
بمطاف منه أو مستلم
ورثوا العلياء قدما من قصي لا يباري حيهم قط بحي ونزار ثم فهر ولوي وهم أزكى البرايا محتدا
وإليهم كل فخر ينتمي
أيها المرجى لقاه في الممات ليتما عجل بي ما هو آت كل موت فيه لقياك حياة علني ألقى حياتي في الردى


(32)
فايزا منه بأوفى النعم
    21 ـ ميرزا أبو القاسم الحسيني الشيرازي.
    22 ـ سراج الدين محمد بن الحسن القرشي التميمي العدوي الأموي المعروف بفدا حسين الهندي ، نظم مكرمة الولادة الشريفة في قصيدته العلوية الكبيرة المطبوعة البالغة 1411 بيتا المسماة بالنفحة القدسية ص 68 ، 178.
    23 ـ ميرزا محمد تقي الشهير بحجة الاسلام المتوفى 1312 ، في ديوانه المطبوع ص 196 ، 200.
    24 ـ الشاعر المفلق محمد اليزدي المتخلص في شعره ب‍ ( جيحون ) المتوفى حدود 1318 في ديوانه المطبوع.
    25 ـ السيد مصطفى بن الحسين الكاشاني النجفي دفين الكاظمية المتوفى 1336 أحد شعراء الغدير ، يأتي شعره وترجمته في شعراء القرن الرابع عشر.
    26 ـ الحاج ميرزا حبيب الخراساني المترجم في كتابنا ( شهداء الفضيلة ) ص 282.
    27 ـ الشيخ علي الملقب بالشيخ الرئيس الخراساني المتوفى حدود 1320 في منظومته المسماة ب‍ ( تنبيه الخاطر في أحوال المسافر ) ص 4.
    28 ـ الشيخ محمود عباس العاملي المتوفى 1353 ، أحد شعراء الغدير يأتي.
    29 ـ السيد حسن آل بحر العلوم المتوفى 1355 ، من شعراء الغدير يأتي ذكره في شعراء القرن الرابع عشر.
    30 ـ الحاج الشيخ محمد الحسين الاصبهاني المتوفى 1361 ، أحد شعراء الغدير الآتي ذكره في شعراء القرن الرابع عشر.
    31 ـ السيد مير علي أبو طبيخ النجفي المتوفى 1361 ، أحد شعراء الغدير يأتي شعره وترجمته.
    32 ـ السيد رضا الهندي النجفي المتوفى 1362 ، من شعراء الغدير يأتي ذكره في شعراء القرن الرابع عشر.
    33 ـ السيد المحسن الأمين العاملي ، أحد شعراء الغدير يأتي ذكره.
    34 ـ الشيخ محمد صالح المازندراني ، أحد شعراء الغدير يأتي ذكره.


(33)
    35 ـ الشيخ ميرزا محمد علي الأوردبادي ، أحد شعراء الغدير يأتي ذكره ، نظمها في غير واحدة من قصائده ، ومما قال فيها قوله يمدح به أمير المؤمنين عليه السلام :
سبق الكرام فها هم لم يلحقوا إذ خصه المولى بفضل باهر لم يتخذ ولدا وما إن يتخذ في البيت مـولده يحقق إنه في حلبة العلياء شأو كميته فيه يميز حيه من ميته إلا وكان ولاده في بيته دون الأنام ذبالة في زيته
    خمسها النطاسي المحنك ميرزا محمد الخليلي صاحب ( معجم أدباء الأطباء ).
    36 ـ الشيخ محمد السماوي النجفي ، أحد شعراء الغدير يأتي ذكره.
    37 ـ الشيخ محمد علي يعقوب النجفي ، أحد شعراء الغدير يأتي ذكره.
    38 ـ الشيخ جعفر نقدي ، أحد شعراء الغدير يأتي ذكره.
    39 ـ ميرزا محمد الخليلي النجفي ، أحد شعراء الغدير يأتي ذكره.
    40 ـ السيد علي النقي اللكهنوي الهندي ، أحد شعراء الغدير يأتي ذكره ، له موشحة في الميلاد الشريف يهني بها سيدنا الحجة السيد ميرزا علي آغا الشيرازي وهي :
من بدا فاز دهر البيت الحرام طرب الكون لبشر وهنا وأتى الوحي ينادي معلنا وزهت منه ليالي رجب ؟ إذ بدا الفخر بنور وسنا : قد أتاكم حجة الله الإمام
وأبو الغر الهداة النجب
خصه الرحمن بالفضل الصراح وسما منزله هام الضراح ومزايا أشرقت غرا وضاح فغدا مولده خير مقام
طأطأت فيه رؤس الشهـب
إنه أول بيت وضعا وعلى الحـاضر والبادي معا للورى طرا فأضحوا خضّعا حجة أصبح فـرضا ولزام
طاعة تتبع أقـصى القرب
وهو القبلة فـي كل صلاة وقد استخلصه الله حماه وملاذ يرتجى فيه النجاة فلان يأت إليه مستهام


(34)
في ملم داعيا يستجب
تلكم فاطمة بنت أسد ودعت خالقها الباري الصمد أمت البيت بكرب وكمد بحشافيه من الوجد الضرام
قد علته قبسات اللهـب
نادت : اللهم رب العالمين كاشف الكرب مجيب السائلين قاضي الحاجات للمستصرخين إنني جئتك من دون الأنام
أبتغي عندك كشف الكرب
بينما كانت تناجي ربـها وإذا بالبشر غشى قلبها وإلى الرحـمن تشكوا كربها من جدار البيت إذ لاح ابتسام
عن سنا ثغر له ذي شنب
فتق الزهر ؟ أم انشق القمر ؟ أم أضاء البرق فالكون ازدهر ؟ أم عمود الصبح بالليل انفجر ؟ أم بدا في الأفق خرق والتئام ؟
فغدا برهان معراج النبي
أم أشار البيت بالكف ادخلي ؟ فهنا يولد ذو العليا ( علي ) واطمئني بالإله المفضل من به يحظى حطيمي والمقام
وينال الركن أعلا الرتب
دخلت فاطم فارتد الجدار إذ تجلى النور وانجاب السرار مثلما كـان ولم يكشف ستار عن سنا بدر به يجلو الظلام
والورى ينجو به من عطب
ولد الطاهر ذاك ابن جلا فله الأملاك يعنو ذللا من سما العرش جلالا وعلا وبه قد بشر الرسل العظام
قومهم فيها خـلا من حقب
عرف الله ولا أرض ولا فلذا خر سجودا وتلا رفعت سبع طباق ظللا كلما جاء إلى الرسل الكرام
قبله من صحف أو كتب


(35)
إن يك البيت مطافـا للأنام إذ به يطوف البيت الحرام فعلي قد رقـى أعلا سنام وسعى الركن إليه لاستلام
فغدا يزهو به من طرب
لم يكن فـي البيت مولود سواه أوتي العلم بتعليم الإله إذ تعالى عـن مثيل في علاه فغذاه دره قبل الفطام
يرتوي منه بأهنى مشرب
صغر الكون على سودده بشر الشيعة في مولده وانتمى الوحي إلى محتده واقصدوا العلامة الحبر الإمام
منبع العلم مناط الأدب                ( القصيدة )
    وله قصيدة أخرى ميلادية بارى بها قصيدة ( إيليا أبي ماضي ) الإلحادية المقفاة ب‍ ( لست أدري ) وهي :
طرب الكون من البشر وقد عم السرور وتهانت ساجعات فـي ذرى الأيك الطيور تلعب الريح وفيها الدوح قامت راقصات ضاربا سجع هزار الغصن أوتار الحياة قد كسى وجه الثرى من سندس وشي الربيع وغدا يختال بالأرياش والشأن البديع والنسيم الغض قد تهمس في سمع الاقاح وغدا القمري يشدو في ابتسام للزهور لم ذا البشر ؟ وما هذا التهاني ؟        لست أدري وبها الأوراق تزهو بالأكف الصافقات مم هذي الدوح أضحت راقصات ؟        لست أدري فتهادى مائسا في حلل الخصب المريع قائلا : هل أجد يوجد مثلي ؟        لست أدري فترى باسمه الثغر نشاطا وارتياح


(36)
وهزيز الغصن يبدي شان زهو ومراح طبق الأرض لهيبا نار محمر الشقيق صارخا : هل لنجاتي عن لظاها من طريق ؟ أشرقت طلعة نور عمت الكون ضياءا وتفحصت فلم أدرك هناك الكهرباءا كان هـذا الروض قبل اليوم رهنا للذبول تعصف النكباء فيها دون أنفاس البليل قمت أستكشف عنه سائلا هذا وذاك وإذا الآراء طرا في اصطدام واصطكاك وإذا نبهني عاطفة الحب الدفين إنه ميلاد مولانا أمير المؤمنين لم يكن في كعبة الـرحمن مولود سواه ما الذي قالت فردت بابتسام ؟        لست أدري فغدا البلبل مرتاع الحشا خوف الحريق هذه النار أتتني كيف أطفي ؟        لست أدري لا أرى بدرا عـلى الأفق ولم أبصر ذكاءا فبماذا ضـاء هذا الكون نورا ؟        لست أدري ساحبات فوقها الأرواح قدما للذيول كيف عاد اليوم يزهو في شذاه؟        لست أدري فرأيت الكل مثلي في اضطراب وارتباك وأخيرا عمها العجز فقالت :        لست أدري وتظننت وظن الألمعي عين اليقين فدع الجاهل والقـول : بأني        لست أدري إذ تعالى في البـرايا عن مثيل في علاه
وتولى ذكره في محكم الـذكر الإله


(37)
أيقول الغر فيه بعد هـذا :        لست أدري جاء مخلوقا بنور القدس لا الماء المهين كيف قد أودع في جنب وصدر ؟        لست أدري نحو جذع النخل من ألطاف ذي اللطف المفاض كيف ضجت؟ كيف عجت؟ كيف ناحت؟    لست أدري بابتسام في جدار البيت أضحى منه باب إنما أدري بهذا غير هذا        لست أدري حادث في اليـوم لكن لم يزل أصل الأصول غاية الادارك أن أدري بأني        لست أدري فاهتدى فيه فريق وفريق فيه تاه أقبلت فاطمة حاملة خير جنين وتردى منظر اللاهوت بيـن العالمين أقبلت تدعو وقد جاء بها داء المخاض فدعت خالقها الباري بأحشاء مراض لست أدري غير أن البيت قد رد الجواب دخلت فانجاب فيه البشر عن محض اللباب كيف أدري وهو سر فيه قد حار العقول مظهر لله لكن لا اتحاد لا حلول ولد الطهر ( علي ) من تسامى في علاه ؟ ضل أقوام فظنوا : إنه حقا إله
أم جنون العشق هذا لا يجازى ؟                لست أدري
    ونظمها الشاعر المفلق الأستاذ المسيحي ( بولس سلامة ) في أول ملحمته العربية ( عيد الغدير ) فقال في ص 56 :
سمع الليل في الظـلام المديد مـن خفي الآلام والكبت فيها همسة مثل أنه المفقود ومن البشر والرجاء السعيد


(38)
حرة لزها المخاض فلاذت كعبة الله في الشدائد ترجى 5 لا نساء ولا قوابل حفت يذر الفقر أشرف الناس فرادا أينما سار واكبته جباه صبرت فاطم على الضيم حتى وإذا نجمة من الأفق خفت 10 وتدانت من الحطيم وقرت تسكب الضوء في الأثير دفيقا واستفاق الحمام يسجع سجعا بسم المسجد الحرام حبورا كان فجران ذلك اليوم فجر 15 هالت الأم صرخـة جال فيها دعت الشبل حيدرا وتمنت ـ أسدا ـ سمت ابنها كأبيها بل ـ عليا ـ ندعوه قال أبوه ذلك اسم تناقلته الفيافي 20 يهرم الدهر وهو كالصبح باق بستار البيت العتيق الوطيد فهي جسر العبيد للمعبود بابنة المجد والعلى والجود والغني الخليج غـير فريد وظهور مخلوقة للسـجود لهث الليل لهثة المكدود تطعن الليل بالشعاع الجديد وتدلت تدلي العنقود فعلى الأرض وابل من سعود فتهش الأركان للتغريد وتنادت حجاره للنشـيد لنهار وآخر للوليد بعض شئ من همهمات الأسود وأكبت على الرجاء المديد لبدة الجد اهديت للحفـيد فاستقز السماء للتأكيد ورواه الجلمود للجلمود كل يوم يأتي بفجر جديد
( الشاعر )
    السيد عبد العزيز بن محمد بن الحسن بن أبي نصر الحسيني السريجي الأوالي. ترجمة العلامة السماوي في ( الطليعة من شعراء الشيعة ) فقال : كان فاضلا أديبا جامعا ، وشاعرا ظريفا بارعا ، توفي في البصرة سنة 750 تقريبا.


(39)
القرن الثامن
68
صفي الدين الحلي
المولود : 677
المتوفى : 752
خمدت لفضل ولادك النيران وتزلزل النادي وأوجس خيفة فتأول الـرؤيا سطيح (1) وبشرت وعليك رميا وشعيا أثنيا بفضائل شهدت بهن الصحف فوضعت لله المهيمن ساجدا متكملا لم تنقطع لك سرة فرأت قصور الشام آمنة وقد وأتت حليمة وهي تنظر في ابنها (5) وانشق من فرح بك الايوان من هول رؤياه أنو شروان بظهورك الرهبان والكهان وهما وحزقيل لفـضلك دانوا (2) والتوراة والانجيل والفرقان 5 واستبشرت بظهورك الأكوان شرفا ولم يطلق عليك ختان (3) وضعتك لا تخفى لها أركان (4) سراً تحار لوصفه الأذهان

1 ـ توجد قصة الرؤيا وتأويل سطيح إياها في كتب السير النبوية ودلائلها ومعاجم التاريخ ، وسطيح هو ربيع بن ربيعة بن مسعود بن مازن بن ذئب بن عدي بن مازن غسان.
2 ـ أرميا بن حلقيا من سبط لاوي بن يعقوب من أنبياء بني إسرائيل ، شعيا بن امصيا ممن بشر بالنبي الأعظم من أنبياء بني إسرائيل ، حزقيل بن بوذي ابن العجوز ، الذي دعا الله فأحيا الذين خرجوا من ديارهم وهم ألوف حذر الموت فقال لهم الله : موتورا.
3 ـ أشار إلى ما أخرجه الحفاظ البيهقي والحاكم وابن عساكر وغيرهم من أنه صلى الله عليه وآله ولد مختونا مسرورا.
4 ـ يوجد حديث رؤية آمنة أم النبي الأعظم قصور النام حين وضعته صلى الله عليه وآله في تاريخ ابن كثير 2 ص 264.
5 ـ حليمة بنت أبي ذؤيب السعدية مرضعة رسول الله أقام صلى الله عليه وآله عندها نحوا من أربع سنين ( إمتاع الأسماع ص 27 ).


(40)
وغدا ابن ذي يزن ببعثك مؤمنا (1) شرح الإله الصدر منك لأربع (2) وحييت في خمس بظل غمامة ومررت في سبع بدير فانحنى وكذاك في خمس وعشرين انثنى حتى كملت الأربعين وأشرقت فرمت رجوم النيرات رجيمها والأرض فاحت بالسلام عليك وأتت مفاتيح الكنوز بأسـرها ونظرت خلفك كالإمام بخاتم وغدت لك الأرض البسيطة مسجدا ونـصرت بالرعب الشديد على العدى وسعى إليـك فتى (3) سلام مسلما وغدت تكلمك الأباعر والظبى والجزع حن إلى علاك مسلما وهوى إليك العذق ثم رددته والدوحتان وقد دعوت فـاقبلا وشكا إليك الجيش من ظمأ به ورددت عين قتادة من بعد ما وحكى ذراع الشاة مودع سمه سرا ليشهد جدك الديان فرأى الملائك حولك الأخوان لك في الهواجر جرمها صيوان منه الجدار وأسلم المـطران نسطور منك وقلبه ملآن شـمس النبوة وانجلى التبيان 15 وتساقطت من خوفـك الأوثان والأشجار والأحجار والكثبان فنهاك عنها الزهد والعرفان أضحى لديه الشـك وهو عيان فالكل منها للصلاة مكان 20 ولك الملائك في الوغى أعوان طوعا وجاء مسلما سلمان والضب والثعبان والسرحان وببطن كفك سبح الصوان (4) في نخلة تزهى به وتزان 25 حتى تلاقت منهما الأغصان فتفجرت بالماء منك بنان ذهبت فلم ينظر بهـا إنسان حتى كأن العضو منه لسان

1 ـ سيف بن ذي يزن الحميري له بشارة بالنبي الأعظم أخرج حديثها الحافظ أبو بكر الخرائطي في كتابه ( هواتف الجان ) وحكى عنه جمع من الحفاظ والمؤرخين في تآليفهم.
2 ـ في هذا البيت وما يليه من الأبيات إشارة إلى قضايا من دلائل النبوة توجد جمعاء في كتب الدلائل والسيرة النبوية ومعاجم التاريخ.
3 ـ هو عبد الله بن سلام يوجد حديث إسلامه في سيرة ابن هشام 2 ص 138.
4 ـ الصوان جمع الصوانة : حجر شديد يقدح به.
الغدير ـ الجزء السادس ::: فهرس