الغدير ـ الجزء السادس ::: 51 ـ 60
(51)
لا عـيب فـيهم بوصف غير أنهم يا أبهج الخلق في خلق وفي خلق ومن إذا طال ذنبي فامتدحت له كن شافعي مالكي يا أحمد ! بغد هذا مديحي بالتقصير معترفا ففي الحديث اندماج من يقل بكم فامنن علي بفضل في قبولكم وأنت تعلم ما يبغي محبك في فلا ترد يدي حاشاك خائبة بيان مدحك في فن البديع له وقد جعلت بحمد الله ساعة دنيا الـ فاصفـح وإن تصفح الصفح الجميل فلن وفيك إن فاز كعب يوم بردته ومطلب ( الواردي المقري ) ري ظما فخذ بديع مديح في علاك حلا قد أرخصوا بالتقى غالي نفوسهم وفي فخار وفي حكم وفي حكم نجوت فالمدح ذخري فالولا عصمي وانقذ حنيف هوى من زلة القدم فاقبله مني ودع من لام بالندم بيتا فبيت علاه جنة النعم من غير طرد وأنـتم معدن الكرم غد ومثلك لم يحتج إلى كلمي وارحم فـديتك عبدا في حماك حمي دقيق معنى به نطقي زكى وفمي ـعمر طاعة مدح فيك منتظم يضيق جاهك عند الله في جرمي ففي غد منك ألقى خير مغتنمي وهل سواك مغيث في غد لظمي ؟ عن حسن مبتدئ في حسن مختتم )
    ولادته ووفاته
    أطبقت المعاجم على أن المترجم ( الصفي ) ولد في 5 ربيع الآخر سنة 677 (1) وعلى أنه توفي ببغداد غير أن الخلاف في تاريخ وفاته بين سنة 750 و 752 فأرخها بكل فريق وتردد جميع بينهما ، والمصدر الوحيد ( على ما أحسب ) على القول الأول هو زين الدين طاهر ابن حبيب ، وعلى الثاني هو الصفدي والله العالم.
    م كتب إلينا الدكتور مصطفى جواد البغدادي : إن الذي أرخ صفي الدين الحلي من بني حبيب الحلبيين هو ( بدر الدين حسن بن زين الدين عمر بن حبيب المتوفى
1 ـ كتب إلينا الدكتور مصطفى جواد البغدادي ، إن ابن تغرى بردى ذكر في كتابه ( المنهل الصافي والمستوفى بعد الوافي ) نقلا عن تاريخ العلامة البرزالي إنه سأل المترجم له عن مولده فقال : في جمادى الآخرة سنة ثمان وسبعين وستمائة.

(52)
سنة 779 ) ذكره في ( درة الأسلاك في دولة الأتراك ) في وفيات سنة 750 ، ولعله ذكره أيضا في تاريخه الثاني ( تاريخ الملوك ، الذي أنهاه بسنة وفاته 679 ، وقد ذيل عليه ابنه زين الدين طاهر المتوفى سنة 808 ، ومن المعلوم إن وفاة صفي الدين الحلي داخلة في تاريخ بدر الدين ابن حبيب لا في ذيل ابنه ، ثم إن الوارد في ( الدرر الكامنة ) على وجهين هما : زين الدين ابن حبيب في المتن.
    وابن رجب في إحدى النسخ ، والثاني ممكن أن يكون صحيحا ، لأن زين الدين ابن رجب ترجم لعشرات أمثال صفي الدين الحلي في مشيخته إن كانوا شيوخا له ، وفي طبقات الحنابلة إن كانوا حنابلة.
    وقد ترجم ابن قاضي شهبة صفي الدين الحلي في ( ذيل تاريخ الذهبي ) ولم يقتصر الصفدي على ترجمته في الوافي بالوفيات بل ترجمه أيضا في ( أعيان العصر وأعوان النصر ) ومن كلتا الترجمتين نقل ابن شاكر الكتبي في فوات الوفيات.
    وكتب نجم الدين سعيد بن عبد الله الدهلي الحافظ المؤرخ جزءا لطيفا في ترجمة صفي الدين الحلي ، ونقل منه ابن قاضي شهبة في ذيل تاريخ الذهبي المذكور ، وتوفي في سنة وفاته 749 وهي سنة الطاعون العامة التي مات فيها كثير من الأعيان وغيرهم].
    ومن شعر المترجم قوله وقد أجاب به قصيدة ابن المعتز العباسي التي مستهلها :
ألا من لعين وتسكابها ترامت بنا حادثات الزمان ويا رب ألسنة كالسيوف تشكى القذا وبكاها بها ترامى القسي بنشابها تقطع أرقاب أصحابها
    ويقول فيها :
ونحن ورثنا ثياب النبي لكم رحم يا بني بنته فكم تجذبون بأهدابها ولكن بنو العم أولى بها
    ومنها :
قتلنا أمية في دارها إذا ما دنوتم تلقيتم ونحن أحق بأسلابها زبورنا أقرت بجلابها
    فأجابه الصفي المترجم بقوله :
ألا قل لشر عبيد الإله وطاغي قريش وكـذابها


(53)
وباغي العباد وباغي العناد : أ أنت تفاخر آل النبي بكم باهل المصطفى أم بهم أعنكم نفى الرجس أم عنهم أما الرجس والخمر من دابكم وقلت : ورثـنا ثياب ( النبي ) وعندك لا يورث الأنبياء فكذبت نفسك في الحـالتين أجدك يرضى بما قلته ؟ وكان بصفين من حزبهم وقد شمر الموت عن ساقه فأقبل يدعو إلى ( حيدر ) وآثر أن ترتضيه الأنام ليعطي الخلافة أهلا لها وصلى مع الناس طول الحياة فهلا تقمصها جدكم إذا جعل الأمر شورى لهم أخامسهم كان أم سادسا ؟ وقولك : أنتم بنو بنته بنو البنت أيـضا بنو عمه فدع في الخلافة فصل الخلاف وما أنت والفحص عن شأنها ؟ وما ساورتك سوى ساعة وكيف يخصوك يوما بها ؟ وقلت : بأنكم القاتلون وهاجي الكرام ومغتابها وتجحدها فضل أحسابها ؟ فرد العداة بأوصابها ؟ لطهر النفوس وألبابها ؟ 5 وفرط العبادة من دابها ؟ فكم تجذبون بأهدابها ؟ فكيف حظيتم بأثوابها ؟ ولم تعلم الشهد من صابها وما كان يـوما بمرتابها 10 لحرب الطغاة وأحزابها وكشرت الحرب عن نابها بإرغابها وبإرهابها مـن الحكمين لأسبابها فلم يرتضوه لإيجابها 15 و( حيدر ) في صدر محرابها إذا كان إذ ذاك أحرى بها ؟ فهل كان من بعض أربابها ؟ وقد جليت بين خطابها ولكن بنو العم أولى بها 20 وذلك أدنى لأنسابها فليست ذلولا لركابها وما قمصوك بأثوابها فما كنت أهـلا لأسبابها ولم تتأدب بآدابها 25 أسود أمية في غابها


(54)
كذبت وأسرفت فيما ادعيت فكم حاولتها سراة لكم ولولا سيوف أبـي مسلم وذلك عبد لهم لا لـكم وكنتم أسارى ببطن الحبوس فأخرجكم وحباكـم بها فجازيتموه بشر الجزاء فدع ذكـر قوم رضوا بالكفاف هم الزاهدون هم العابدون هم الصائمون هم القائمون هم قطب ملة دين الإله عليك بلهوك بالغانـيات ووصف العذارى وذات الخمار وشعرك في مدح ترك الصلاة فذلك شأنك لا شأنهم ولم تنه نفـسك عن عابها فردت على نكـص أعقابها لعزت عـلى جهد طلابها 30 رعى فيكم قـرب أنسابها وقد شفكم لثم أعتابها وقمصكم فضل جلبابها لطغوى النفوس وإعجابها وجاؤا الخلافة من بابها 35 هم الساجدون بمحرابها هم العالمون بآدابها ودور الرحى حول أقطابها وخل المعالي لأصحابها ونعت العـقار بألقابها 40 وسعي السقاة بأكوابها وجري الجياد بأحسابها


(55)
القرن الثامن
69
الإمام الشيباني الشافعي
المولود : 703
المتوفى : 777
سأحمد ربي طاعة وتعبدا أفادتكم النعماء مني ثلاثة : وأشهد أن الله لا رب غيره هو الأول المبدي بغيـر بدايـة سميع بصير عالم متكلم مريد أراد الكائنات لوقتها حياة وعلم قدرة وإرادة إله على عرش السماء قد استوى فلا جهة تحوي الإله ولاله إذ الكون مخلوق وربي خالق وأنظم عقدا في العقيدة أوحدا يدي ولساني والضمير محجبا تعزز قدما بالبقا وتفردا وآخر من يبقى مقيما مؤبدا قدير يعيد العـالمين كما بدا قديم فأنشا ما أراد وأوجدا كلام وأبصار وسمع مع البقا وباين مخلوقاته وتوحدا مكان تعالى عنهما وتمجدا لقد كان قبل العرش مولى وسيدا
    إلى أن قال بعد ذكر أصول العقايد ومدح الخلفاء الثلاث :
ولا تنس صهر المصطفى وابن عمه وأفدى رسول الله حقا بنفسه ومن كان مولاه ( النبي ) فقد غدا ولا تنس باقـي صحبه وأهل بيته فكلهم أثنى الإله عـليهم فلا تك عبدا رافضيا فتعتدي فحب جميع الآل والصحب مذهبي فقد كان بحرا للعلوم مسددا عشية لما بالفراش توسدا ( علي ) له بالحق مولا ومنجدا وأنصاره والتابعين على الهدى وأثنى رسول الله أيضا وأكدا فويل وويـل في الورى لمن اعتدا غدا بهم أرجو النعيم المؤبدا


(56)
وتسكت عن حرب الصحابة فالذي وقد صح في الأخبار : أن قتيلهم فهذا اعتقاد الشافعي إمامنا جرى بينهم كان اجتهادا مجردا وقاتلهم في جنة الخلد خلدا ومالك والنعمان أيضا وأحمدا
( ما يتبع الشعر )
    هذه الأبيات أخذناها من القصيدة الكبيرة ـ الألفية ـ المطبوعة للإمام أبي عبد الله محمد الشيباني الشافعي ذكرها له صاحب ( كشف الظنون ) وشرحها جمع من أعلام الشافعية ، منهم :
    1 ـ نجم الدين محمد بن عبد الله الأذرعي العجلوني الشافعي المتوفى 876 ، فرغ من شرحه 11 رجب سنة 859 وسماه ببديع المعاني في شرح عقيدة الشيباني.
    وهو أول شرح ألف عليها كما ذكره في أول الشرح.
    قال في ص 75 : أشار الناظم بقوله :
ومن كان مولاه ( النبي ) فقد غدا ( علي ) له بالحق مولا ومنجدا
    إلى ما ورد في الحديث الصحيح : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : من كنت مولاه فعلي مولاه.
    قال الشيخ محيي الدين النووي : معناه (1) عند علماء هذا الشأن وعليهم الاعتماد في تحقيق هذا ونظائره : من كنت ناصره ومولاه ومحبه ومصافيه فعلي كذلك.
    إنتهى ، ولعل الناظم أشار إلى هذا المعنى بعطف قوله منجدا على مولاه فيكون عطفا تفسيرا.
    وقد ورد : أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه حين سمع قول النبي صلى الله عليه وسلم : من كنت مولاه فعلي مولاه ، قال لعلي رضي الله عنه : هنيئا لك أصبحت مولى كل مؤمن ومؤمنة. ا ه‍.
    2 ـ الشيخ علوان علي بن عطية الحموي الشافعي المتوفى 936 ، سماه ببديع المعاني في شرح قصيدة الشيباني ، كذا ذكره صاحب كشف الظنون ، وفي شذرات الذهب 8 ص 218 ، وقاموس الأعلام 2 ص 682 أسماه ببيان المعاني في شرح عقيدة الشيباني.
    3 ـ أبو البقاء الأحمدي الشافعي سماه المعتقد الايماني على عقيدة الشيباني.
    4 ـ الشيخ محمد بن علي بن محمد علان المتوفى 1057 سماه : بديع المعاني أيضا
1 ـ قد عرفت معنى الحديث في المجلد الأول فلا يغرنك بعدئذ أمثال هذه اللهجات.

(57)
( الشاعر )
    محمد بن أحمد بن أبي بكر بن عرام بن إبراهيم بن ياسين بن أبي القاسم ابن محمد الربعي الشيباني الأسواني الاسكندراني الشافعي تقي الدين أبو عبد الله الإمام المحدث الفقيه المفتي ولد في ثامن عشر شوال سنة 703 وسمع كما في ( الدرر الكامنة ) 3 ص 373 من العلامة رشيد الدين إسماعيل بن عثمان المعروف بابن المعلم الحنفي المتوفى 724 ، والحسن بن عمر الكردي أبي علي نزيل الجيزة بمصر والمتوفى بها سنة 720 ، والحجار شهاب الدين أبي العباس أحمد بن أبي طالب المتوفى 730 ، والشريف موسى ابن أبي طالب عز الدين أبي القاسم الموسوي المتوفى بمصر سنة 715 ، والعلم بن درادة ، وتاج الدين ابن دقيق العيد أحمد بن علي المتوفى بالقاهرة وقيل بقوص سنة 723 ، وأحمد بن محمد بن كمال الدين المتوفى 718 ، والشريف علي الزينبي ، وعمر العتبي ركن الدين ابن محمد القرشي المتوفى 724 ، وزينب بنت أحمد بن عمر بن أبي بكر ابن شكر المقدسي المتوفاة سنة 722 ، وغيرهم.
    وأجاز له المطعم ، وابن عبد الدائم ، وابن النحاس ، ويحيى بن سعد ، ومن مكة رضي الدين أبو إسحاق إبراهيم الطبري المكي الشافعي المتوفى سنة 722 وغيرهم.
    قال ابن حجر في الدرر : وحدث وأفتى ودرس وصنف وخرج وتفرد بأشياء من مسموعاته وكانت وفاته في سنة 777.
    وتوجه ترجمته في ( شذرات الذهب ) 6 ص 252 وعد ممن سمع منه ابن مخلوف علي بن ناهض النويري المالكي القاضي المتوفى 718.
    والمترجم له وإن لم يوصف بالشعر فيما وقفنا عليه من ترجمته غير أن ( الإمام أبا عبد الله محمد الشيباني الشافعي ) الذي نسبت إليه القصيدة بهذه الأوصاف في المعاجم لم ينطبق إلا عليه ، والله العالم.


(58)
القرن الثامن
70
شمس الدين المالكي
المتوفى : 78
وإن ( علياً ) كان سيف رسوله وصهر النبي المجتبى وابن عمه وزوجه رب السما من سماءه بخير نساء الجنة الغـر سوددا فباتا وجل الزهد خير حلاهما فآثرت الجنات من حلل ومن وما ضر من قد بات والصوف لبسـه وقال رسول الله : إني مدينة ومن كنت مولاه علي وليـه وإنك مني خاليا من نبوة وكان من الصبيان أول سابق (1) وجاء رسول الله مرتضيا له فمسح عنه التراب إذ مس جلده وقال له قول التلطف : قم أبا وفي ابنيه قـال المصطفى : ذان سيدا وأرسله عنه الرسول مبلغا وقال : هل التبليغ عني ينبغي وقد قال عـبد الله للسائل الذي وصـاحبه السامي لمجد مشيد أبو الحسنين المحتوي كـل سودد وناهيك تزويجا من العرش قد بدي وحسبك هذا سوددا لمسـود 5 وقد آثرا بالزاد من كان يجتدي حلي لها رعيا لذاك التـزهد وفـي السندس الغالي غدا سوف يغتدي من العـلم وهو الباب والباب فاقصد ومولاك فاقصد حب مولاك ترشد 10 كهارون مـن موسى وحسبك فاحمد إلى الدين لم يسبق بطائع مرشد وكان عن الزهراء بالمتشرد وقد قام منها آلفا للتفرد تراب كلام المخلص المتودد 15 شبابكم في دار عز وسودد وخص بهذا الأمر تخصيص مفرد لمن ليس من بيتي من القوم فاقتدي أتى سائلا عنهم سؤال مشدد

1 ـ راجع الجزء الثالث ص 219 ـ 241 تعرف قيمة هذه الكلمة التي تصبي بها صاحبها.

(59)
: وأما علي فالتفت أين بيته وما زال صواما منيبا لربـه قنوعا من الدنيا بما نال معرضا لقد طلق الدنيا ثلاثا وكلما وأقربهم للحق فيها وكلهم وبيت رسـول الله ؟ فاعرفه تشهد على الحق قواما كثير التعبد 20 عن المال مهما جاءه المال يزهد رآها وقد جاءت يقول لها : ابعدي أولوا الحق لكن كان أقرب مهتدي
    ومدح بها العشرة المبشرة فذكر ما يختص بأبي بكر بن أبي قحافة من المناقب في 14 بيتا أولها :
فمنهم أبو بكر خليفة الذي وصديق هادي الخلق المؤثر الذي له الفضل والتقديم في كل مشهد لإنفاقه للمال في الله قد هدي
    ثم ذكر ما يختص بعمر بن الخطاب في 22 بيتا أولها :
ويتبعه في فضله عمر الذي وما كل من رام السعادة نالها رمى عن قسي الصدق سهم مسدد ولكنه من يسعد الله يسعد
    ثم نظم مناقب عثمان في 15 بيتا أولها :
وحبي عثمان بن عفان إنه إمام صبور للأذى وهو قادر عليه اعتمادي وهو سؤلي ومقصدي حليم عن الجاني جميل التعود
    وبعد ذكر مناقب أمير المؤمنين عليه السلام ذكر السبطين الإمامين صلوات الله عليهما بقوله :
وبالحسنين السيدين توسلي هما قرتا عيـن الرسول وسيدا وقال : هما ريحانتاي أحب من هما اقتسما شبه الرسول تعادلا فمن صدره شبه الحسين أجله (1) وللحسن السامي مـزايا كقوله سيصلح رب العالمين به الورى بجدهما في الحـشر عند تفردي شباب الورى في جنة وتخلد أحبهما فاصدقهما الحب تسعد وماذا عسى يحصيه منهم تعددي وللحسن الأعلى وحسبك فاعدد هو : ابني هذا سيد وابن سيد على فرقة منهم وعظم تبدد
    إلى أن قال :
1 ـ أخرج حديث الشبه هذا ابن عساكر في تاريخه 4 ص 313.

(60)
وكان الحسين الصارم الحازم الذي شبيه رسول الله في البأس والندى لمصرعه تبكي العـيون وحقها فبعدا وسحقا لليزيد وشمره متى يقصر الأبطال في الحرب يشدد وخير شهيد ذاق طعم المهند فلله من جرم وعظم تودد ومن سار مسرى ذلك المقصد الردي
    وذكر فيها سيد الشهداء حمزة سلام الله عليه وقال :
ومن مثل ليث الله حمزة ذي الندى فكم حز أعناق العداة بسيفه ؟ فقال رسول الله : هذا أمرته وقال أبو جهل : أجبت ( محمدا ) وأهوى لـه بالقوس ما بين قومه وقال له : إني على دينه فـإن فذل أبو جهل وأبدى تلطفا فعاد وقد نـال السعادة واهتدى وفي يوم بدر حث عند سؤالهم لمن كان أعلام بريش نعامة فذاك الذي والله قد فعلت بنا وفي أحد نال الشهادة بعد ما ففاز وأضحى سيد الشهداء في وصلى رسول الله سبعين مرة وقال : مصاب لن نصاب بمثله وزاد إلى فضل العمومة أنه وما زال ذا عرض مصون عن الأذى كريم متى ما أوقد النار للقرى مبيد العـدا مأوى الغريب المطرد ؟ وذب عن ( المختار ) كل مشـدد ولي أسد ضار لـدى كل مشهد لما شاءه فاهتز هزة سيد ونال وأخرى بالحسام المهند أطقت فعرج عن طريقي فاردد مقرا بقبح السب في حق ( أحمد ) وأضحي لدين الله أكـرم مسعد لما شهدوا من بأسه المتوقد يشردنا مثل النعام المشرد أفاعيله فـي الحرب ما لم تعود أذاق سباعا للردى شر مورد ملائكة الرحمن يسعى ويغتدي عليه إلى ثنـتين عند التعدد وإن كان لي يوم سأجزي بأزيد أخوه رضاعا هكذا المجد فاشهد ومال مهان في العطايا مبدد تجد خير نـار عندها خير موقد
    وذكر فيها سيدنا العباس عم النبي صلى الله عليه وآله وسلم وقال من أبيات أولها :
وقد بلغ العباس في المجد رتبـة تقول لبدر التم قصرت فابعد
الغدير ـ الجزء السادس ::: فهرس