الغدير ـ الجزء السادس ::: 341 ـ 350
(341)
    61 ـ المتقي علي بن حسام الدين القرشي الهندي ـ نزيل مكة – المتوفى 975
    62 ـ الحافظ زين الدين عبد الرؤف المناوي الشافعي المتوفى المتوفى 1031
    63 ـ الفقيه شيخ بن عبد الله العيدروس الحسيني ـ اليمني ـ المتوفى 1041
    64 ـ الشيخ أحمد ابن باكثير المكي الشافعي صاحب الوسيلة المتوفى 1047
    65 ـ أبو عبد الله محمد الزرقاني المصري المالكي المتوفى 1122
    66 ـ ميرزا محمد البدخشي صاحب مفتاح النجا المتوفى 0 0 0
    67 ـ السيد محمد بن إسماعيل الصنعاني الحسيني المتوفى 1182
    68 ل أبو العرفان الشيخ محمد الصبان الشافعي صاحب الاسعاف المتوفى 1206
    69 ـ القاضي محمد بن علي الشوكاني الصنعاني المتوفى 1250
    70 ـ أبو الثناء شهاب الدين السيد محمود الآلوسي الشافعي المتوفى 1270
    71 ـ الشيخ سليمان بن إبراهيم القندوزي الحسيني ـ الحنفي ـ المتوفى 1293
    72 ـ السيد أحمد زيني دحلان المكي الشافعي المتوفى 1304
    73 ـ السيد مؤمن الشبلنجي مؤلف ( نور الأبصار ) المتوفى ....
    أسلفنا ترجمة كثير من هؤلاء الأعلام في الجزء الأول ص 73 ـ 51 تنتهي أسانيدهم في مأثرة أذان البراءة وتبليغها إلى جمع من الصحابة الأولين منهم :
    1 ـ علي أمير المؤمنين من طريق زيد بن يثيع قال رضي الله عنه : لما نزلت عشر آيات من براءة على النبي صلى الله عليه وسلم دعا أبا بكر رضي الله عنه ليقرأها على أهل مكة ثم دعاني فقال لي : أدرك أبا بكر فحيثما لقيته فخذ الكتاب منه فاذهب به إلى أهل مكة فاقرأه عليهم.
    فلحقته بالجحفة فأخذت الكتاب منه ورجع أبو بكر رضي الله عنه فقال : يا رسول الله ! نزل في شئ ؟ قال : لا.
    ولكن جبريل جاءني فقال : لا. فقال : لن يؤدي عنك إلا أنت أو رجل منك.
    أخرجه عبد الله بن أحمد في زوائد المسند ، والحافظ أبو الشيخ ، وابن مردويه ، وحكاه عنهم السيوطي في الدر المنثور 3 ص 209 ، وكنز العمال 1 ص 247 ، والشوكاني في تفسيره 2 ص 319 ، ويوجد في الرياض النضرة 2 ص 147 ، وذخاير العقبى 69 ، وتاريخ ابن كثير 5 ص 38 ، وفي ج 7 ص 357 ، وفي تفسيره 2 ص 333 ، ومناقب الخوارزمي ص


(342)
99 ، وفرائد السمطين للحمويي ، ومجمع الزوائد 7 ص 29 ، وشرح صحيح البخاري للعيني 8 ص 637 ، ووسيلة المآل لابن باكثير ، وشرح المواهب اللدنية للزرقاني 3 ص 91 ، وتفسير المنار 10 ص 157.
    صورة أخرى عن زيد : قال : نزلت براءة فبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم أبا بكر ثم أرسل عليا فأخذها منه فلما رجع أبو بكر قال : هل نزل في شئ ؟ قال : لا.
    ولكني أمرت أن أبلغها أنا أو رجل من أهل بيتي.
    فانطلق علي إلى مكة فقام فيهم بأربع.
    تفسير الطبري 10 ص 46 ، تفسير ابن كثير 2 ص 333.
    صورة ثالثة عن زيد : إن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث ببراءة إلى أهل مكة مع أبي بكر ثم اتبعه بعلي فقال له : خذ الكتاب فامض إلى أهل مكة قال : فلحقه فأخذ الكتاب منه فانصرف أبو بكر وهو كئيب فقال لرسول الله صلى الله عليه وسلم : أنزل في شئ ؟ قال : لا.
    إلا إني أمرت أن أبلغه أنا أو رجل من أهل بيتي.
    خصائص النسائي ص 2 ، الأموال لأبي عبيد ص 165.
    صورة رابعة : عن علي أمير المؤمنين من طريق حنش باللفظ الأول المذكور من ألفاظ زيد ابن يثيع حرفيا.
    أخرجه أحمد في مسنده 1 ص 151 ، والكنجي في الكفاية ص 126 نقلا عن أحمد وابن عساكر ، والهيثمي في مجمع الزوائد 7 ص 29.
    صورة خامسة عن حنش عن أمير المؤمنين : قال : إن النبي صلى الله عليه وسلم حين بعثه ببراءة فقال : يا نبي الله إني لست باللسن ولا بالخطيب ، قال : ما بد أن أذهب بها أنا أو تذهب بها أنت قال : فإن كان ولا بد فسأذهب أنا ، قال : فانطلق فإن الله يثبت لسانك ويهدي قلبك.
    قال : ثم وضع يده على فمه.
    مسند أحمد 1 ص 150 ، الرياض النضرة 2 ص 174 ، تفسير ابن كثير 2 ص 333 الدر المنثور 3 ص 210 نقلا عن أبي الشيخ ، كنز العمال 1 ص 247.
    صورة سادسة عن أبي صالح عن أمير المؤمنين : قال : بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم أبا بكر ببراءة إلى أهل مكة وبعثه على الموسم ثم


(343)
بعثني في أثره فأدركته فأخذتها منه فقال أبو بكر : مالي ؟ قال : خير أنت صاحبي في الغار ، وصاحبي على الحوض ، غير أنه لا يبلغ عني غيري أو رجل مني.
    أخرجه الطبري كما في فتح الباري لابن حجر العسقلاني 8 ص 256.
    2 ـ أبو بكر بن أبي قحافة قال : إن النبي صلى الله عليه وسلم بعثه ببراءة إلى أهل مكة لا يحج بعد العام مشرك ، ولا يطوف بالبيت عريان ، ولا يدخل الجنة إلا نفس مسلمة ، من كان بينه وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم عهد فأجله إلى مدته والله برئ من المشركين ورسوله ، فسار ثلاثا ثم قال لعلي : ألحقه فرد علي أبا بكر وبلغها أنت.
    قال : ففعل فلما قدم على النبي أبو بكر بكى فقال : يا رسول الله حدث في شيئ ؟ قال : ما حدث فيك إلا خير ولكن أمرت أن لا يبلغه إلا أنا أو رجل مني.
    أخرجه أحمد في مسنده 1 ص 3 ، وابن خزيمة ، وأبو عوانة ، والدار قطني في الأفراد كما في كنز العمال 1 ص 246 ، والكنجي في الكفاية ص 125 نقلا عن أحمد و أبي نعيم وابن عساكر ، وابن كثير في تاريخه 7 ص 357.
    3 ـ ابن عباس قال : بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم أبا بكر وأمره أن ينادي بهذه الكلمات ثم أتبعه عليا فبينا أبو بكر ببعض الطريق إذ سمع رغا ناقة رسول الله القصواء فخرج أبو بكر فزعا فظن أنه رسول الله صلى الله عليه وسلم فإذا هو علي رضي الله عنه فدفع إليه كتاب رسول الله وأمر عليا أن ينادي بهؤلاء الكلمات ( فإنه لا ينبغي أن يبلغ عني إلا رجل من أهلي ثم اتفقا ) (1) فانطلقا فقام علي أيام التشريق ينادي : ذمة الله ورسوله برية عن كل مشرك. الحديث.
    أخرجه الترمذي في جامعه 2 ص 135 ، والبيهقي في سننه 9 : 224 ، و الخوارزمي في المناقب ص 99 ، وابن طلحة في مطالب السئول ص 17 ، والشوكاني في تفسيره 2 ص 319 نقلا عن الترمذي وابن أبي حاتم والحاكم وابن مردويه والبيهقي بلفظ أخصر ، وأشار إليه ابن حجر في فتح الباري 8 ص 256.
    صورة أخرى من لفظ ابن عباس : قال : إن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث أبا بكر ببراءة ثم أتبعه عليا فأخذها منه فقال
1 ـ لا يوجد ما بين القوسين في بعض المصادر.

(344)
أبو بكر رضي الله عنه : يا رسول الله حدث في شيئ ؟ قال : لا. أنت صاحبي في الغار وعلى الحوض ، ولا يؤدي عني إلا أنا أو علي. الحديث. أخرجه الطبري في تفسيره ج 10 ص 46.
    حديث آخر عن ابن عباس : قال في حديث طويل عد فيه جملة من فضايل مولانا أمير المؤمنين عليه السلام مما تسالمت الأمة عليه : بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم فلانا بسورة التوبة فبعث عليا خلفه فأخذها منه وقال : لا يذهب بها إلا رجل هو مني وأنا منه.
    وحديث ابن عباس هذا أخرجه كثيرون من أئمة الحديث وحفاظه في المسانيد بإسناد صحيح رجاله كلهم ثقات مصرحين بصحته وثقة رجاله ، أسلفناه في الجزء الأول ص 49 ـ 51 ومر الكلام حوله في الجزء الثالث ص 195 ـ 217.
    حديث آخر عن ابن عباس : أخرج ابن عساكر بإسناده من طريق الحافظ عبد الرزاق عن ابن عباس قال : مشيت وعمر بن الخطاب في بعض أزقة المدينة فقال : يا بن عباس أظن القوم استصغروا صاحبكم إذ لم يولوه أموركم.
    فقلت : والله ما استصغره رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ اختاره لسورة براءة يقرأها على أهل مكة.
    فقال لي : الصواب تقول والله لسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : لعلي بن أبي طالب : من أحبك أحبني ، ومن أحبني أحب الله ، ومن أحب الله أدخله الجنة مدلا.
    كنز العمال 6 ص 391 ، شرح ابن أبي الحديد 3 ص 105 ذكره إلى قوله ( فقال لي ).
    4 ـ جابر بن عبد الله الأنصاري : إن النبي صلى الله عليه وسلم حين رجع من عمرة الجعرانة بعث أبا بكر على الحج فأقبلنا معه حتى إذا كنا بالعرج ثوب بالصبح فلما استوى للتكبير سمع الرغوة خلف ظهره فوقف عن التكبير فقال : هذه رغوة ناقة رسول الله صلى الله عليه وسلم الجدعاء لقد بدا لرسول الله صلى الله عليه وسلم في الحج فلعله أن يكون رسول الله صلى الله عليه وسلم فنصلي معه فإذا علي رضي الله عنه عليها فقال له أبو بكر : أمير أم رسول ؟ قال : لا بل رسول أرسلني رسول الله صلى الله عليه وسلم ببراءة أقرؤها على الناس في مواقف الحج.
    فقدمنا مكة فلما كان قبل التروية بيوم قام أبو بكر فخطب الناس فحدثهم عن مناسكهم حتى إذا فرغ قام علي فقرأ على الناس حتى ختمها ثم خرجنا معه حتى إذا كان يوم عرفة قام أبو بكر فخطب الناس فحدثهم


(345)
عن مناسكهم حتى إذا فرغ قام علي رضي الله عنه فقرأ على الناس براءة حتى ختمها فلما كان النفر الأول قام أبو بكر فخطب الناس فحدثهم كيف ينفرون أو كيف يرمون فعلمهم مناسكهم فلما فرغ قام علي رضي الله عنه فقرأ على الناس براءة حتى ختمها.
    أخرجه الدارمي في سننه 2 ص 67 ، والنسائي في الخصايص ص 20 ، وابن خزيمة وصححه ، وابن حبان من طريق ابن جريج ، والطبري ، ومحب الدين الطبري في الرياض النضرة 2 ص 173 من طريق أبي حاتم والنسائي.
    ويوجد في تيسير الوصول 1 ص 133 ، تفسير القرطبي 8 ص 67 ، المواهب اللدنية للقسطلاني ، شرح المواهب للزرقاني 3 ص 91 ، تاريخ الخميس 2 ص 141 ، سيرة زيني دحلان 2 ص 365 ، تفسير الآلوسي روح المعاني 3 ص 268 ، تفسير المنار 10 ص 156 نقلا عن الحفاظ الخمسة المذكورين من الدارمي إلى محب الدين الطبري.
    5 ـ أنس بن مالك قال : إن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث ببراءة مع أبي بكر إلى أهل مكة ثم دعاه فقال : لا ينبغي أن يبلغ هذا إلا رجل من أهلي ، فدعى عليا فأعطاه إياها.
    وفي لفظ آخر لأحمد : إن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث ببراءة مع أبي بكر الصديق رضي الله عنه فلما بلغ ذا الحليفة قال : لا يبلغها إلا أنا أو رجل من أهل بيتي فبعث بها مع علي.
    طرق الحديث صحيحة رجاله كلهم ثقات أخرجه في مسنده 3 : 212 ، 283 ، والترمذي في جامعه 2 : 135 ط الهند ، والنسائي في خصائصه ص 20 ، وابن كثير في تاريخه 5 : 38 عن الترمذي وأحمد ، وفي تفسيره 2 : 333 ، والخوارزمي في المناقب ص 99 ، والقسطلاني في شرح صحيح البخاري 7 : 136 ، وابن حجر في شرح الصحيح 8 ص 256 ، والعيني في شرح الصحيح 8 : 637.
    وابن طلحة في مطالب السؤول ص 17 والسيوطي في الدر المنثور 3 ص 209 نقلا عن ابن أبي شيبة وأحمد والترمذي وأبي الشيخ وابن مردويه ، وفي كنز العمال 1 ص 249 عن ابن أبي شيبة ، والزرقاني في شرح المواهب 3 : 91 ، والشوكاني في تفسيره 2 : 319 نقلا عمن نقل عنه السيوطي في الدر المنثور ، والآلوسي في تفسيره 3 : 268 نقلا عن أحمد والترمذي وأبي الشيخ ، وصاحب المنار في تفسيره 10 ، 157.


(346)
    6 ـ أبو سعيد الخدري قال : بعث رسول الله أبا بكر رضي الله عنه يؤدي عنه براءة فلما أرسله بعث إلى علي رضي الله عنه فقال : يا علي إنه لا يؤدي عني إلا أنا أو أنت فحمله على ناقته العضباء فسار حتى لحق بأبي بكر رضي الله عنه فأخذ منه براءة فأتى أبو بكر النبي صلى الله عليه وسلم وقد دخله من ذلك مخافة أن يكون قد أنزل فيه شئ فلما أتاه قال : مالي يا رسول الله ؟ قال : خير أنت أخي وصاحبي في الغار وأنت معي على الحوض غير أنه لا يبلغ عني غيري أو رجل مني.
    أخرجه ابن حبان وابن مردويه كما في الدر المنثور للسيوطي 3 : 209 ، وروح المعاني للآلوسي 3 : 268 وفي طبع المنيرية 10 ص 40 ، وأوعز إليه ابن حجر في فتح الباري 8 : 256 من طريق عمرو بن عطية عن أبيه عن أبي سعيد.
    أبو رافع قال رضي الله عنه : بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم أبا بكر رضي الله عنه ببراءة إلى الموسم فأتى جبريل عليه السلام فقال : إنه لن يؤديها عنك إلا أنت أو رجل منك فبعث عليا رضي الله عنه على أثره حتى لحقه بين مكة والمدينة فأخذها فقرأها على الناس في الموسم.
    أخرجه ابن مردويه والطبراني بإسنادهما كما في الدر المنثور للسيوطي 3 : 210 ، وفتح الباري لابن حجر 8 ص 256.
    8 ـ سعد بن أبي وقاص قال : بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم أبا بكر ببراءة حتى إذا كان ببعض الطريق أرسل عليا رضي الله عنه فأخذها منه ثم سار بها فوجد أبو بكر في نفسه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لا يؤدي عني إلا أنا أو رجل مني.
    خصايص النسائي ص 20 ، الدر المنثور 3 : 209 نقلا عن ابن مردويه ، تفسير الشوكاني 2 : 319 ، وأوعز إليه ابن حجر في فتح الباري 8 : 255.
    حديث آخر عن سعد : أخرج ابن عساكر بإسناده عن الحرث بن مالك قال : أتيت مكة فلقيت سعد بن أبي وقاص فقلت : هل سمعت لعلي منقبة ؟ قال : لقد شهدت له أربعا لئن تكون لي واحدة منهن أحب إلي من الدنيا أعمر فيها مثل عمر نوح : إن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث أبا بكر ببراءة إلى مشركي قريش فسار بها يوما وليلة ثم قال لعلي : اتبع أبا بكر فخذها وبلغها فرد علي أبا بكر فرجع يبكي فقال : يا رسول الله أنزل في شيئ ؟ قال : لا.
    إلا خيرا إنه ليس


(347)
يبلغ عني إلا أنا أو رجل مني ، أو قال : من أهل بيتي. الحديث. راجع الجزء الأول ص 40.
    9 ـ أبو هريرة قال : كنت مع علي بن أبي طالب رضي الله عنه لما بعثه رسول الله صلى الله عليه وسلم فنادى بأربع حتى صهل صوته. الحديث.
    أخرجه الدارمي في سننه 2 : 237 ، والنسائي في سننه 5 : 234 مع اختصار غير مخل كما قاله السيوطي في شرحه ، وحديث أبي هريرة أخرجه كثير من الحفاظ غير أنه لعبت به أيدي الهوى ، ومهدت لرماة القول على عواهنه مجال الترة والدجل حول هذه الأثارة الكريمة.
    وأخرج الحافظ محب الدين الطبري في الرياض النضرة 2 ص 173 ، وذخاير العقبى ص 69 من طريق أبي حاتم عن أبي سعيد أو أبي هريرة قال : بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم أبا بكر فلما بلغ ضجنان سمع بغام ناقة علي فعرفه فأتاه فقال : ما شأني ؟ قال : خير إن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعثني براءة.
    فلما رجعنا انطلق أبو بكر إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله مالي ؟ قال : خير أنت صاحبي في الغار غير أنه لا يبلغ غيري أو رجل مني يعني عليا.
    10 ـ عبد الله بن عمر ، ذكر ابن حجر العسقلاني في فتح الباري 8 : 256 ما مر عن أمير المؤمنين عليه السلام من طريق أبي صالح ثم قال : ومن طريق العمري عن نافع عن ابن عمر كذلك.
    11 ـ حبشي بن جنادة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : علي مني وأنا منه لا يؤدي عني إلا أنا أو علي.
    حديث صحيح رجاله كلهم ثقات أخرجه بطرق أربعة أحمد بن حنبل في مسنده 4 ص 164 ، 165 ، والترمذي في صحيحه 2 ص 213 وصححه وحسنه ، والنسائي في الخصائص ص 20 ، وابن ماجة في السنن 1 ص 57 ، والبغوي في المصابيح 2 ص 275 ، والخطيب العمري في المشكاة ص 556 ، والفقيه ابن المغازلي في المناقب ، والكنجي في الكفاية ص 557 ، والنووي في تهذيب الأسماء واللغات ، والمحب الطبري في الرياض 2 ص 74 ، عن الحافظ السلفي ، وسبط ابن الجوزي في التذكرة ص 23 ، والذهبي في تذكرة الحفاظ في ترجمة سويد بن سعيد ، وابن كثير في تاريخه


(348)
7 ص 356 ، والسخاوي في المقاصد الحسنة ، والمناوي في كنوز الدقايق ص 92 والحمويني في الباب السابع من فرائد السمطين ، وجلال الدين السيوطي في الجامع الصغير ، وفي جمع الجوامع كما في ترتيبه 6 ص 153 ، وذكره ابن حجر في الصواعق ص 73 ، والمتقي الهندي في كنز العمال عن أحد عشر حافظا ، والبدخشاني في نزل الأبرار ص 9 نقلا عن ابن أبي شيبة ، وأحمد ، وابن ماجة ، والترمذي ، والبغوي ، وابن أبي عاصم ، والنسائي ، وابن قانع ، والطبراني ، والضياء المقدسي ، والجارودي ، والفقيه شيخ بن العيدروس في العقد النبوي ، والأمير محمد الصنعاني في الروضة الندية ، والقندوزي في ينابيع المودة ، والشبلنجي في نور الأبصار ص 78 ، والصبان في الاسعاف هامش نور الأبصار ص 155.
    قال الأميني : هذه الجملة المروية من حبشي بن جنادة. وعمران.
    وأبي ذر الغفاري مأخوذة من حديث التبليغ وهي شطره كما نص عليه صاحب اللمعات والمرقاة والسندي الحنفي في شرح سنن ابن ماجة 1 ص 57 وقالوا : قال صلى الله عليه وسلم هذا تكريما لعلي واعتذارا إلى أبي بكر رضي الله عنهما.
    12 ـ عمران بن حصين في حديث مرفوعا : علي مني وأنا منه ، ولا يؤدي عني إلا علي ، أخرجه الترمذي وقال حديث حسن غريب كذا في التذكرة السبط ص 22.
    13 ـ أبو ذر الغفاري مرفوعا : علي مني وأنا من علي ، ولا يؤدي إلا أنا أو علي. مطالب السؤول ص 18.
    المراسيل
    1 ـ عن أبي جعفر محمد بن علي ( الإمام الباقر عليه السلام ) قال : لما نزلت براءة على رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد كان بعث أبا بكر الصديق رضي الله عنه ليقيم للناس الحج قيل له : يا رسول الله ! لو بعثت بها إلى أبي بكر ، فقال : لا يؤدي عني إلا رجل من أهل بيتي ، ثم دعا علي بن أبي طالب رضوان الله عليه فقال له : أخرج بهذه القصة من صدر براءة وأذن في الناس يوم النحر إذا اجتمعوا بمنى : إنه لا يدخل الجنة كافر ، ولا يحج بعد العام مشرك ، ولا يطوف بالبيت عريان ، ومن كان له عند رسول الله صلى الله عليه وسلم عهد فهو له إلى مدته ، فخرج علي بن أبي طالب رضوان الله عليه على ناقة رسول الله صلى الله عليه وسلم العضباء


(349)
حتى أدرك أبا بكر بالطريق ، فلما رآه أبو بكر بالطريق قال : أمير أو مأمور ؟ فقال : بل مأمور.
    ثم مضيا فأقام أبو بكر للناس الحج والعرب إذ ذاك في تلك السنة على منازلهم من الحج التي كانوا عليها في الجاهلية حتى إذا كان يوم النحر قام علي بن أبي طالب رضي الله عنه فأذن في الناس بالذي أمره به رسول الله صلى الله عليه وسلم.
    الحديث.
    سيرة ابن هشام 4 : 203 ، تفسير الطبري 10 : 47 ، تفسير الكشاف 2 ص 23 ، تفسير ابن كثير 2 ص 334 ، تاريخ ابن كثير 5 : 37 ، عمدة القاري 4 ص 633.
    2 ـ روي أن أبا بكر لما كان ببعض الطريق هبط جبريل عليه السلام وقال : يا محمد لا تبلغن رسالتك إلا رجل منك فأرسل عليا ، فرجع أبو بكر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله أشيئ نزل من السماء ؟ قال : نعم فسر وأنت على الموسم وعلي ينادي بالآي.
    الحديث.
    ذكره نظام الدين النيسابوري في تفسيره المطبوع في هامش تفسير الطبري ج 10 : 36.
    3 ـ عن السدي قال : لما نزلت هذه الآيات إلى رأس أربعين آية بعث بهن رسول الله صلى الله عليه وسلم مع أبي بكر وأمره على الحج فلما سار فبلغ الشجرة من ذي الحليفة أتبعه بعلي فأخذها منه فرجع أبو بكر إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله ! بأبي أنت و أمي أنزل في شأني شيئ ؟ قال : لا.
    ولكن لا يبلغ عني غيري أو رجل مني ، أما ترضى يا أبا بكر إنك كنت معي في الغار وأنك صاحبي على الحوض ؟ قال : بلى يا رسول الله.
    فسار أبو بكر على الحاج وعلي يؤذن ببراءة. الحديث.
    تفسير الطبري 10 : 47 ، تاريخ الطبري 3 : 154.
    4 ـ قال البغوي المفسر في تفسيره ـ هامش تفسير الخازن ـ 3 / 49 : لما كان سنة تسع وأراد رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يحج ثم قال : إنه يحضر المشركون فيطوفون عراة فبعث أبا بكر تلك السنة أميرا على الموسم ليقيم للناس الحج وبعث معه أربعين آية من صدر براءة ليقرأ ها على أهل الموسم ثم بعث بعده عليا كرم الله وجهه على ناقته العضباء ليقرأ على الناس صدر براءة وأمره أن يؤذن بمكة ومنى وعرفة : أن قد برئت ذمة الله وذمة رسوله من كل مشرك ولا يطوف بالبيت عريان.
    فرجع أبو بكر فقال : يا رسول الله بأبي أنت وأمي أنزل في شأني شيئ ؟ قال : لا.
    ولكن لا ينبغي لأحد أن يبلغ هذا إلا رجل من أهلي أما


(350)
ترضى يا أبا بكر ! إنك كنت معي في الغار ، وإنك صاحبي على الحوض ؟ قال : بلى يا رسول الله.
    فسار أبو بكر رضي الله عنه أميرا على الحاج وعلي رضي الله عنه ليؤذن ببراءة.
    الحديث.
    وتجده مرسلا إرسال المسلم بلفظ موجز أو مفصل في طبقات ابن سعد ص 685 ، تفسير أبي حيان 5 : 6 ، تفسير الكشاف 3 : 23 ، تفسير الخازن 2 : 213 ، تفسير البيضاوي 1 : 488 ، تفسير النسفي هامش الخازن 2 : 212 ، تفسير النيسابوري هامش الطبري 10 : 36 ، تذكرة السبط ص 22 ، إمتاع المقريزي ص 499 ، الروض الأنف 2 : 328 ، كامل ابن الأثير 2 : 121 ، تفسير الرازي 4 : 408 ، شرح النهج لابن أبي الحديد 2 : 260 ، شرح المواهب للزرقاني 3 : 91 ، الإصابة لابن حجر 2 : 509 ، تاريخ الخميس 2 : 41 ، الصواعق ص 19.
    السيرة النبوية لزيني دحلان 2 : 364.
    وينبأ عن إطباق الصحابة الأولين على هذه المأثرة لأمير المؤمنين استنشاده عليه السلام بها أصحاب الشورى يوم ذاك بقوله : أفيكم من اؤتمن على سورة براءة وقال له رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : إنه لا يؤدي عني إلا أنا أو رجل مني ، غيري ؟ قالوا : لا.
    وقد أسلفنا حديث المناشدة يوم الشورى في الجزء الأول ص 159 ـ 163 وأن هذه الجملة المذكورة عدها ابن أبي الحديد من الصحيح ومما استفاض في الروايات من المناشدة يوم الشورى.
    المتخلص من سرد هذه الأحاديث هو تواتر معنوي أو إجمالي لوقوع أصل القصة من استرداد الآي من أبي بكر وتشريف أمير المؤمنين عليه السلام بتبليغها ونزول الوحي المبين بأنه لا يبلغ عنه صلى الله عليه وآله وسلم إلا هو أو رجل منه ، ولا يجب علينا البخوع لبعض الخصوصيات التي تفرد به بعض الطرق والمتون فإنها لا تعدو أن تكون آحادا ، وفي القصة إيعاز إلى أن من لا يستصلحه الوحي المبين لتبليغ عدة آيات من الكتاب كيف يأتمنه على التعليم بالدين كله ، وتبليغ الأحكام والمصالح كلها ؟.
( الشاعر )
    أبو عبد الله شمس الدين محمد بن أحمد بن علي الهواري المالكي الأندلسي النحوي المعروف بابن جابر الأعمى ، من أهل المرية (1) أحد رجالات الشعر والأدب متضلع
1 ـ المرية بالفتح ثم الكسر وتشديد الياء ، مدينة كبيرة من كورة البيرة من أعمال الأندلس.
الغدير ـ الجزء السادس ::: فهرس