الغدير ـ الجزء السادس ::: 351 ـ 360
(351)
من النحو والتاريخ والسير والحديث ، ولد سنة 698 وقرأ القرآن والنحو على محمد بن يعيش ، والفقه على محمد بن سعيد الرندي ، والحديث على أبي عبد الله الزواوي ، ثم رحل إلى الشرق وصحب أبا جعفر أحمد بن يوسف الألبيري (1) الطليطلي (2) الشيهر بالبصير المتوفى سنة 779 ، وشمرا لطلب العلم والأدب ذراعا ، ومدا إلى التاريخ باعا ، فكان المترجم يؤلف وينظم ويملي ، وصاحبه يقرأ عليه ويكتب ، حتى نبغا في الأدب غير أن المترجم أكثر نظما ، ولم يزالا على ذلك طيلة عمرهما ، وسمعا بمصر من أبي حيان ، ثم حجا ورجعا إلى الشام وسمعا الحديث من المزي أبي الحجاج الدمشقي المتوفى 742 والجندي وابن كاميار ثم قطنا حلب وحدثا بها ثم غادراها إلى البيرة فاستمرا بها نحوا من خمسين سنة إلى أن تزوج ابن جابر في الآخر فتهاجرا.
    يروي عن المترجم جماعة منهم : محمد بن أحمد بن الحريري قاضي حلب وأجاز لمن أدرك حياته ومات في جمادى الآخرة سنة 780.
    تآليفه :
    1 ـ شرح الألفية لابن مالك ، قال السيوطي في ( البغية ) : كتاب مفيد يعتني بالإعراب للأبيات وهو جليل جدا نافع للمبتدئين.
    2 ـ نظم الفصيح لثعلب أبي العباس الشيباني المتوفى 291.
    3 ـ نظم كفاية المتحفظ.
    4 ـ شرح ألفية ابن المعطي في ثمان مجلدات ، قاله السيوطي في ( بغية الوعاة ) وفي ( شذرات الذهب ) : ثلاث مجلدات.
    5 ـ ديوان شعره الكثير المتنوع.
    6 ـ مقصورة في مدح النبي الأعظم في 296 بيتا أولها :
بادر قلبي للهوى وما ارتأى لما رأى من حسنها ما قد رأي
    7 ـ بديعيته المشهورة ببديعية العميان المسماة ب‍ ( الحلة السيرا في مدح خير الورى ) مر مستهله والإيعاز إلى شرحه في ترجمة صفي الدين الحلي ، سمعها منه شرف الدين أبو بكر محمد بن عمر العجلوني المتوفى 801 ، وسمعها منه ابن حجر كما
1 ـ البيرة بألف قطع : كورة كبيرة من الأندلس.
2 ـ طليطلة بضم الطاءين وفتح اللام أو ضم الأولى وفتح الثانية : مدينة كبيرة بالأندلس.


(352)
في ( شذرات الذهب ) 7 ص 10.
    توجد ترجمته في الدرر الكامنة 3 : 339 ، بغية الوعاة في طبقات النحاة ص 14 ، شذرات الذهب 6 : 268 ، نفح الطيب 4 : 373 ـ 408 ذكر جملة ضافية من شعره ، وذكر له قصيدة يمدح بها النبي الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم وفيها التورية بسور القرآن وهي :
في كل فاتحة للقول معتبره في آل عمران قدما شاع مبعثه خبره من مد للناس من نعماء مائدة أعراف نعماه ما حل الرجاء بها بـه توسل إذ نادى بتوبته هود ويوسف كم خوف به أمنا مضمون دعوة إبراهيم كان وفي ذو أمة كدوي النحل ذكرهم بكهف رحماه قد لاذ الورى وبه سماه طه وحض الأنبياء على قد أفلح الناس بالنور الذي عمروا أكابر الشعراء اللسن قد عجزوا وحسبه قصص للعنكبوت أتى في الروم قد شاع قدما أمره وبه كم سجدة في طلى الأحزاب قد سجدت سباهم فاطر السبـع العلا كرما في الحرب قد صفت الأملاك تنصره لغافر الذنب في تفضيله سور شوراه أن تهجر الدنيا فزخرفها عزت شريعته البيضاء حين أتى فجاء بعد القتال الفتح متصلا حـق الثناء على المبعوث بالبقره رجالهم والنساء استوضحوا عمت فليست على الانعام مقتصره إلا وأنفال ذاك الجود مبتـدره 5 في البحر يونس والظلماء معتكره ولن يزوع صوت الرعد من ذكره بيت الإله وفي الحجر التمس أثره في كل قطر فسبحان الذي فطره بشرى ابن مريم في الانجيل مشتهره 10 حـج المكان الذي من أجله عمره من نور فـرقانه لما جلا غرره كالنمل إذ سمعت آذانهم سوره إذ حاك نسجا بباب الغار قد ستره لقمان وفق للدر الذي نثره 15 سيوفه فأراهم ربه عـبره لمن بياسين بين الرسل قد شهره فصار جمع الأعادي هازما زمره قد فصلت لمعان غير منحصره مثـل الدخان فيعشي عين من نظره أحقاف بـدر وجند الله قد نصره وأصبحت حجرات الدين منتصره


(353)
بقاف والذاريات الله أقسم فـي في الطـور أبصر موسى نجم سؤدده أسرى فنال من الرحمن واقعة أراه أشياء لا يقوى الحديد لها في الحشر يوم امتحان الخلق يقبل في كف يسبح لله الحصاة بها قد أبصرت عنه الدنيا تغابنها تحريمه الحب للدنيا ورغبته في نون قد حقت الأمداح فيه بما بجـاهه سال نوح في سفينته وقالت الجن : جاء الحق فاتبعوا مدثرا شافعا يوم القيامة هل في المرسلات من الكتب انجلى نبأ ألطافه النازعات الضيم في زمن إذ كورت شمس ذات اليوم وانفطرت وللسماء انشقاق والبـروج خلت فسبح اسم الذي في الخلق شفعه كالفجر في البلد المحروس غرته والليل مثل الضحى إذ لاح فيه ألم ولو دعا التين والزيتون لا ابتدرا في ليلة القدر كم قد حاز من شرف كم زلزلت بالجياد العاديات له له تكاثر آيات قد اشتـهرت ألم تر الشمس تصديقا له حبست أرأيت أن إله العرش كرمه أن الذي قاله حق كـما ذكره والأفق قد شق إجلالا له قمره في القرب ثبت فيه ربه بصره وفي مجادلة الكفار قد أزره 25 صف من الرسل كل تابع أثره فاقبل إذا جاءك الحق الذي قدره نالت طلاقا ولم يصرف لها نظره عن زهرة الملك حقا عندما نظره أثنى به الله إذ أبدى لنا سيره 30 سفن النجاة وموج لبحر قد غمره مزملا تابعا للحق لن يذره أتى نبي له هذا العلا زخره ؟ عن بعثه سائر الأخبار قد سطره يوم به عبس العاصي لما ذعره35 سماؤه ودعت ويل به الفجره من طارق الشهب والأفلاك مستتره وهل أتاك حديث الحوض إذ نهره والشمس من نوره الوضاح مستنره نشرح لك القول في أخباره العطره 40 إليه في الحين واقرأ تستبن خبره في الفجر لم يكن الانسان قد قدره أرض بقارعة التخويف منتشره في كل عصر فويل للذي كفره على قريش وجاء الروح إذ أمره 45 بكوثر مرسل في حوضه نهره


(354)
والكافرون إذا جاء الورى طردوا إخـلاص أمداحه شغلي فكم فلق أزكى صلاتي على الهادي وعترته عن حوضه فلقد تبت يدا الكفره للصبح أسمعت فيه الناس مفتخره 49 وصحبه وخـصوصا منهم عشره
    ثم سمى العشرة المبشرة وبعدها خص بالذكر حمزة والعباس وجعفرا وعقيلا و خديجة وبنتها الزهراء سلام الله عليهم ، وقد جاراه في قصيدته هذه أئمة الأدب في مدح النبي صلى الله عليه وآله منهم الشيخ القلقشندي بقصيدة ذات 51 بيتا أولها :
عوذت حبي برب الناس والفلق المصطفى المجتبى الممدوح بالخلق
    والشيخ أبو عمران موسى الفاسي بقصيدة ذات 154 بيتا أولها :
بدأت باسم الله في أول السطر فأسماؤه حصن منيع من الضر
    ولغيرهما قصيدة ذات 40 بيتا مستهلها :
بحمد إله العرش استفتح القولا وفي آية الكرسي أستمنح الطولا
    ولآخر قصيدة ذات 37 بيتا مطلعها :
بسم الإله افتتاح الحمد والبقرة مصليا بصلاة لم تزل عطره
    وللمترجم في نفح الطيب قوله :
جعلوا لأبناء الرسول علامة نور النبوة في كريم وجوههم إن العلامة شأن من لم يشهر يغني الشريف عن الطراز الأخضر
    قال الحافظ القسطلاني في المواهب اللدنية كما في شرحه ج 7 ص 21 : فهذه الذرية الطاهرة قد خصوا بمزايا التشريف ، وعموا بواسطة السيدة فاطمة بفضل ضيف ، وألبسوا رداء الشرف ، ومنحوا بمزيد الإكرام والتحف ، وقد وقع الاصطلاح على اختصاصهم من بين الشرف كالعباسين والجعافرة ( ذرية جعفر بن أبي طالب ) بالشطفة (1) الخضراء لمزيد شرفهم ، والسبب في ذلك كما قيل : أن المأمون الخليفة العباسي أراد أن يجعل الخلافة في بني فاطمة فأتخذ لهم شعارا أخضر ، وألبسهم ثيابا خضرا ، لكون السواد شعار العباسيين ، والبياض شعار سائر المسلمين في جمعهم ونحوها ، والأحمر مختلف في كراهته ، والأصفر شعار اليهود بآخره ، ثم انثنى عزمه عن ذلك ، ورد
1 ـ الشطفة بضم المعجمة : القطعة.

(355)
الخلافة لبني العباس فبقي ذلك شعار الأشراف العلويين من الزهراء ، لكنهم اختصروا الثياب إلى قطعة من ثوب أخضر توضع على عمائمهم هي المسماة ( بالشطفة ) شعارا لهم ثم انقطع ذلك إلى أواخر القرن الثامن ، قال في حوادث سنة ثلاث وسبعين وسبعمائة من إنباء الغمر بأبناء العمر : وفيها أمر السلطان الأشرف أن يمتازوا عن الناس بعصائب ( جمع عصابة ) خضر على العمائم ففعل ذلك بمصر والشام وغيرهما وفي ذلك يقول الأديب أبو عبد الله ابن جابر الأندلسي ( وذكر البيتين المذكورين ) والأديب شمس الدين الدمشقي :
أطراف تيجان أتت من سندس والأشرف السلطان خصهم لها خضر بأعلام على الأشراف شرفا ليفرقهم من الأطراف
    والأشرف هو شعبان بن حسن بن الناصر ، خنق سنة 778.


(356)
القرن الثامن
71
علاء الدين الحلي
أجاذر منعت عيونك ترقد ومعاطف عطفت فؤادك أم غصون وبروق غادية شجاك وميضها وعيون غزلان الصريم بسحرها 5 يا ساهر الليل الطويل يمده ومهاجرا طيب الرقاد وقلبه ألا كففت الطرف إذ سفرت بدور أسلمت نفسك للهوى متعرضا وبعثت طرفك رائدا ولربما 10 فغدوت في شرك الظباء مقيدا فلعبن أحيانا بلبك لاهيا حتى إذا علقت بهن بعدت من رحلوا فما أبقوا لجسمك بعدهم واها لنفسك حيث جسمك بالحمى 15 ألفت عيادتك الصبابة والأسى وتظن أن البعد يعقب سلوة يا نائما عن ليل صب (1) جفنه ليس المنام لراقد جهل الهوى نام الخلي من الغرام وطرف من بعراص بابل أم حسان خرد ؟ نقى على هضباتها تتأود ؟ أم تلك در في الثغور تنضد ؟ فتنتك أم بيض عليك تجرد ؟ عونا على طول السهاد الفرقد أسفا على جمر الغضا يتوقد السعد بالسعدي عليك وتسعد وكذا الهوى فيه الهوان السرمد صرع الفتي دون الورود المورد وكذا الضباء يصدن من يتصيد بجمالهن فكاد منك الحسد كثب فهل لك بعد نجد منجد ؟ رمقا ولا جلدا به تتجلد يبلى وقلبك بالركائب منجد وجفاك من طول السقام العود وكذا السلو مع التباعد يبعد أرق إذا غفت العيون الهجد عجبا بلى عجب لمن لا يرقد ألف الصبابة والهيام مسهد

1 ـ الصب : العاشق يقال : رجل صب ج صبون

(357)
أترى تقر عيون صب قلبه شمس على غصن يكاد مهابة تفتر عن شنب كأن جمانه ويصدني عن لثمه نار غدت من لي بقرب غزالة في وجهها أعنو لها ذلا فتعرض في الهوى تحمي بناظرها مخافة ناظر يا خال وجنتها المخلد في لظي إلا الذي جحد الوصي وما حكى إذ قام يصدع خاطبا ويمينه ويقول والأملاك محدقة به : من كنت مولاه فهذا حيدر يا رب وال وليه واكبت معا والله ما يهواه إلا مؤمن كونوا له عونا ولا تتخاذلوا قالوا : سمعنا ما تقول وما أتى هذا ( علي ) إمامنا وولينا حتى إذا قبض النبي ولم يكن خانوا مواثيق النبي وخالفوا واستبدلوا بالرشد غيا بعد ما وغدا سليل أبي قحافة سيدا يا للرجال لأمة مفتونة أضحى بها الأقصى البعيد مقربا هلا تقدمه غداة براءة في أسر مائسة القوام مقيد ؟ 20 لجمالها تعنوا البدور وتسجد برد به عذب الزلال مبرد زفرات أنفاسي بها تتصعد صبح تجلى عنه ليل أسود ؟ دلا وأمنحها الدنو وتبعد 25 خدا لها حسن الصقال مورد ما خلت قبلك في الجحيم يخلد في فضله يوم ( الغدير ) محمد بيمينه فوق الحدائج تعقد والله مطلع بذلك يشهد 30 مولاه من دون الأنام وسيد دية وعاند من لحيدر يعند بر ولا يقلوه إلا ملحد عن نصره واسترشدوه ترشدوا الروح الأمين به عليك يؤكد 35 وبه إلى نهج الهدى نسترشد من بعده في وسط لحد يلحد (1) ما قاله خير البرية أحمد عرفوا الصواب وفي الضلال ترددوا لهم ولم يك قبل ذلك سيد 40 سادت على السادات فيها الأعبد والأقرب الأدنى يذاد ويبعد إذ رد وهو بفرط غيظ مكمد ؟

1 ـ وفي نسخة : في لحده من بعد غسل يلحد.

(358)
ويقول معتذرا : أقيلوني وفي 45 أيكون منها المستقيل وقد غدا إدراكها قد كان قدما يجهد في آخر يوصي بها ويؤكد ؟
    ثم اقتفى
فقضى بها خشناء يغلظ كلمها وأشار بالشورى فقرب نعثلا فغدا لمال الله في قربائه 50 ونفى أبا ذر وقرب فاسقا (1) لعبوا بها حينا وكل منهم ولو اقتدوا بإمامهم ووليهم لكن شقوا بخلافه أبدا وما صنو النبي ونفسه وأمينه 55 كتبا على العرش المجيد ولم يكن نوران قدسيان ضم علاهما من لم يقم وجها إلى صنم ولا والدين والاشراك لولا سيفه سل عنه بدرا حين وافى شيبة 60 وثوى الوليد بسيفه متعفرا وبيوم أحد والرماح شوارع من كان قاتل طلحة لما أتى وأباد أصحاب اللواء وأصبحوا هذا يجر وذاك يرفع رأسه 65 وبيوم خيبر إذ براية ( أحمد ) ومضى بها الثاني فآب يجرها ذل الولي بها وعز المفسد منها فبئس الخائن عمدا يفرق جمعه ويبدد كان النبي له يصد ويطرد متحير في حكمها متردد سعدوا به وهو الولي الأوكد سعدوا به وهو الوصي الأسعد ووليه المتعطف المتودد في سالف الأيام آدم يوجد من شيبة الحمد ابن هاشم محتد للات والعزى قديما يسجد ما قام ذا شرفا وهذا يقعد شلوا عليه النائحات تعدد وعليه ثوب بالدماء مجسد والبيض تصدر في النحور وتورد كالليث يرعد للقتال ويزبد مثلا بهم يروى الحديث ويسند في رأس منتصب وذاك مقيد ولى عتيق والبرية تشهد ذلا يوبخ نفسه ويفند

1 ـ هو الحكم بن أبي العاص بن أمية عم عثمان بن عفان أخرجه رسول الله صلى الله عليه وآله من المدينة وطرده عنها ، راجع الاستيعاب وغير واحد من المعاجم.

(359)
حتى إذا رجعا تميز ( أحمد ) وغدا يحدث مسمعا من حوله : إني لأعطي رايتي رجلا وفي رجل يحب الله ثم رسوله حتى إذا جنح الظلام مضى على قال : إئت يا سلمان لي بأخي فقال ومضى وعاد به يقاد ألا لقد فجلا قذاه بتفلة وكساه سابغة فيد تناوله اللواء وكفه ومضى بها قدما وآب مظفرا وهوى بحد السيف هامة مرحب ودنا من الحصن الحصين وبابه فدحاه مقتلعا له فغدا له إن امرءا حمل الرتاج (3) بخيبر حمل الرتاج وماج باب قموصها واسأل حنينا حين بادر جرول (4) حتى إذا ما أمكنته غشاهم وثوى قتيلا أيمن (5) وتبادرت حردا وحق له بذلك يحرد والقول منه موفق ومؤيد بطل بمختلس النفوس معود ويحبه الله العلي وأحمد 70 عجل وأسفر عن صبيحته غد الطهر سلمان : علي أرمد شرف المقود علا وعز القيد بها الزرد الحديد منضد (1) الأخرى تزرد درعه وتبند 75 مستبشرا بالنصر وهو مؤيد فبراه وهو الكافر المتمرد مستغلق حذر المنية موصد حسان ثابت في المحافل ينشد (2) يوم اليهود لقدره لمؤبد 80 والمسلمون وأهل خيبر تشهد شاكي السلاح لفرصة يترصد في فيلق يحكيه بحر مزبد عصب الضلال لحتف أحمد تقصد

1 ـ درع سابغة : واسعة ج سوابغ. الزرد : الدرع المزرودة يتداخل بعضها في بعض ج زرود.
2 ـ مر شعر حسان بن ثابت في هذه المأثرة الكريمة وشرحه في الجزء الثاني ص 40.
3 ـ الرتاج : الباب العظيم. الباب المغلق وفيه باب صغير.
4 ـ هو أبو جرول صاحب راية هوازن يوم حنين ، كان يوم ذاك على جمل له أحمر بيده راية سوداء في رأس رمح طويل أمام الناس وهوازن خلفه ، إذا أدرك طعن برمحه ، وإذا فاته الناس رفع رمحه لمن وراءه ، وكان يرتجز بقوله :
أنا أبو جرول لا براح حتى يبيح القوم أو يباح
    فهوى له على أمير المؤمنين من خلفه فضرب عرقوبي الجمل فوقع على عجزه ثم ضربه فقطره ثم قال :
قد علم القوم لدى الصباح إني لدى الهيجاء ذو نضاح
5 ـ أيمن بن أم أيمن بن عبيد. من المستشهدين في غزوة حنين.


(360)
85 وتفرقت أنصاره من حوله ها ذاك منحدر إلى وهد وذا هلا سألت غداة ولى جمعهم من كان قاتل جرول ومذل جيش كل له فقد النبي سوى أبي 90 ومبيته فوق الفراش مجاهدا وسواه محزون خلال الغار من وتعد منقبة لديه وإنها ومسيره فوق البساط مخاطبا وعليه قد ردت (1) ذكاء وأحمد 95 وعليه ثانية بساحة بابل وولي عهد محمد أفهل ترى إذ قال : إنك وارثي وخليفتي أم هل ترى (2) في العالمين بأسرهم في ليلة جبريل جاء بها مع 100 فلقد سما مجدا ( علي ) كما علا أم هل سواه فتى تصدق (3) راكعا المؤثر المتصدق المتفضل الشاكر المتطوع المتضرع الصابر المتوكل المتوسل 105 رجل يتيه به الفخار مفاخرا إن يحسدوه على علاه فإنما جزعا كأنهم النعام الشرد حذر المنية فوق تلع يصعد خوف الردى إن كنت من يسترشد ؟ هوازن إلا الولي المرشد ؟ حسن علي حاضر لا يفقد بمهاد خير المرسلين يمهد حذر المنية نفسه تتصعد إحدى الكبائر عند من يتفقد أهل الرقيم فضيلة لا تجحد من فوق ركبته اليمين موسد رجعت كذا ورد الحديث المسند أحدا إليه سواه أحمد يعهد ؟ ومغسل لي دونهم وملحد بشرا سواه ببيت مكة يولد ؟ الملأ المقدس حوله يتعبد شرفا به دون البقاع المسجد لما أتاه السائل المسترفد ؟ المتمسك المتنسك المتزهد المتخضع المتخشع المتهجد المتذلل المتململ المتعبد ويسود إذ يعزى إليه السودد أعلا البرية رتبة من يحسد

1 ـ أسلفنا تفصيل القول في فضيلة رد الشمس للإمام عليه السلام في الجزء الثالث ص 126 ـ 141.
2 ـ قد مر حديث ولادته عليه السلام ببطن الكعبة المشرفة في هذا الجزء ص 21 ـ 38.
3 ـ هذه الفضيلة فصلنا القول فيها تفصيلا في ج 2 ص 47 و ج 3 ص 156 ـ 166.
الغدير ـ الجزء السادس ::: فهرس