الغدير ـ الجزء السادس ::: 361 ـ 370
(361)
وتتبعت أبناؤهم أبناؤه حسدوه إذ لا رتبة وفضيلة بالله أقسم والنبي وآله لولا الأولى نقضوا عهود محمد لم تستطع مدا لآل أمية بأبي القتيل المستضام ومن له بأبي غريب الدار منتهك الخبا بأبي الذي كادت لفرط مصابه كتبت إليه على غرور أمية بصحائف كوجوههم مسودة حتى توجه واثقا بعهودهم أضحى الذين أعدهم لعدوهم وتبادروا يتسارعون لحربه حتى تراءى منهم الجمعان في خرق ألفوه لا وكلا ولا مستشعرا ذلا ماض على عزم يفل بحده مستبشرا بالحرب علما أنه في أسرة من هاشم علوية وسراة أنصار ضراغمة لهم يتسارعون إلى القتال يسابق فكأنما تلك القلوب تقلبت وتخال في إقدامهم أقدامهم جادوا بأنفسهم أمام إمامهم كل لكل بالأذى يتقصد إلا بما هو دونهم متفرد قسما يفوز به الولي ويسعد من بعده وعلى الوصي تمردوا 110 يوم الطفوف على ابن فاطمة يد نار بقلبي حرها لا يبرد عن عقر منزله بعيد مفرد شم الرواسي حسرة تتبدد سفها وليس لهم كريم يحمد 115 جاءت بها ركبانهم تتردد وله عيونهم انتظارا ترصد إلبا (1) جنودهم عليه تجند جيشا يقاد له وآخر يحشد وضمهم هنالك فدفد 120 ولا في عزمه يتردد الماضي حدود البيض حين تجرد يتبوأ الفردوس إذ يستشهد عزت أرومتها وطاب المولد أهوال أيام الوقايع تشهد 125 الكهل المسن على القتال الأمرد زبرا عليهن الصفيح يضمد (2) عمدا على صم الجلامد توقد والجود بالنفس النفيسة أجود

1 ـ الإلب : القوم تجمهم عداوة واحد يقال : هم على إلب واحد.
2 ـ الزبرة : القطعة الضخمة من الحديد جمع زبر. الصفيح جمع الصفيحة : السيف العريض.


(362)
130 نصحوا غنوا غرسوا جنوا شادوا حتى إذا انتهبت نفوسهم الضبا طافوا به فردا وطوع يمينه (2) عضب بغير جفون هامات العدى يسطو به ثبت الجنان ممنع 135 ندب متى ندبوه (3) كر معاودا فيروعهم من حد غرب حسامه يا قلبه يوم الطفوف أزبرة فكأنه وجواده وسنانه فلك به قمر وراه مذنب 140 في ضيق معترك تقاعص دونه فكأنما فيه مسيل دمائهم فكأن جرد الصافنات سفاين حتى شفي بالسيف غلة صدره لهفي له يرد الحتوف ودونه 145 شزرا (6) يلاحظه ودون وروده ولقد غشوه فضارب ومفوق بنوا قربوا دنوا سكنوا النعيم فخلدوا من دون سيدهم وقل المسعد متذلق ماضي الغرار مهند (1) يوم الكريهة حده لا يغمد ماضي العزيمة دارع ومزرد والأسد في طلب الفرايس عود ضرب يقد به الجماجم أهود مطبوعة أم أنت صخر جلمد ؟ وحسامه والنقع داج أسود (4) وأمامه في جنح ليل فرقد جرداء مائلة وشيظم أجرد بحر تهيجه الرياح فيزبد طورا تعوم به وطورا تركد (5) ومن الزلال العذب ليس تبرد ماء الفرات محرم لا يورد نار بأطراف الأسنة توقد سهما إليه وطاعن متقصد

1 ـ الذلق : الحد. التمذلق المحدد الطرف. الماضي فاعل من مضى مضاء السيف أي قطع. الغرار بالكسر : حد السيف. المهند : السيف المطبوع من حديد الهند.
2 ـ العضب : السيف القاطع ، ويقال : سيف عضب أي قاطع. والعضب : الرجل الحديد الكلام
3 ـ الندب : السريع إلى الفضائل. الظريف النجيب. ندب فلانا للأمر أو إليه دعاه و وجهه إليه.
4 ـ هذا البيت وما بعده في بعض النسخ يوجد كذا :
فكأنه وجواده وسنان صعدته قمر به فلك يمر يؤمه وليل النقع داج أسود متقدما في جنح ليل فرقد
5 ـ الجرد بفتح الجيم : الترس. الصافنات جمع الصافن من صفن الفرس : قام على ثلاث قوائم وطرف حافر الرابعة. تعوم : تسير.
6 ـ شزر : نظر بجانب عينه مع إعراض أو غضب.


(363)
حتى هوى كالطود غير مذمم لهفي عليه مرملا بدمائه تطأ السنابك (1) منه صدرا طال ما ألقت عليه السافيات ملابسا خضبت عوارضه دماه فخيلت لهفي لفتيته خمودا في الثرى فكأنما سيل الدماء على عوارضهم لهفي لنسوته برزن حواسرا هاتيك حاسرة القناع وهذه ويقلن جهرا للجواد لقد هوى يا يوم عاشوراء حسبك إنك فيك الحسين ثوى قتيلا بالعرى والتائبون الحامدون العابدون أضحت رؤسهم أمام نسائهم والسيد السجاد يحمل صاغرا لا راحما يشكو إليه مصابه يهدى به وبرأس والده إلى لا خير في سفهاء قوم عبدهم يا عين إن نفدت دموعك فاسمحي أسفا على آل الرسول ومن بهم منهم قتيل لا يجار ومن سقي ضاقت بلاد الله وهي فسيحة متباعدون لهم بكل تنوفة (1) بالنفس من أسف يجود ويجهد ترب الترائب بالصعيد يوسد للدرس فيه وللعلوم تردد فكسته وهو من اللباس مجرد 150 شفقا له فوق الصباح تورد ودماؤهم فوق الصعيد تبدد عقيق ثم منه زبرجد وخدودهن من الدموع تخدد عنها يماط ردا وينزع مرود 155 من فوق صهوتك الجواد الأجود اليوم المشوم بل العبوس الأنكد إذ عز ناصره وقل المسعد السائحون الراكعون السجد قدما تميل بها الرماح وتأود 160 ويقاد في الأغلال وهو مقيد في دار غربته ولا متودد لكع زنيم كافر يتمرد ملك يطاع وحرهم مستعبد بدم ولست أخال دمعك ينفد 165 ركن الهدى شرفا يشاد ويعضد سما وآخر عن حماه يشرد بهم وليس لهم بأرض مقعد مستشهد وبكل أرض مشهد

1 ـ السنبك : طرف الحافر.
2 ـ التنوفة : البرية لا ماء فيها ولا أنيس جمع تنائف.


(364)
170 أبني المشاعر والحطيم ومن هم أقسمت لا ينفك حزني دائما بكم يمينا لا جرى في ناظري يفنى الزمان وتنقضي أيامه فلجسمه حلل السقام ملابس 175 ولو أنني استمددت من عيني دما لم أقض حقكم علي وكيف أن يا صفوة الجبار يا مستودعي عاهدتكم في الذر معرفة بكم ووعدتموني في المعاد شفاعة 180 فتفقدوني في الحساب فإنني كم مدحة لي فيكم في طيها وبنات أفكار تفوق صفات ليس النضار (1) لها نظيرا بل هي هذا ولو أن العباد بأسرهم 185 لم يدركوا إلا اليسير وأنتم ولكان في أم الكتاب كفاية صلى الإله عليكم ما باكرت حجج بهم تشقى الأنام وتسعد بكم ونار حشاشتي لا تخمد حزنا عليكم غير دمعي مرود وعليكم بكم الحزين المكمد ولطرفه حر المدامع أثمد ويقل من عيني دما يستمدد تقضي حقوق المالكين الأعبد ؟ الأسرار يا من ظلهم لي مقصد ووفيت أيمانا بما أتعهد وعلى الصراط غدا يصح الموعد ثقة بكم لوجوهكم أتقصد حكم تفوز بها الركاب وتنجد أبكار يقوم لها القريض ويقعد الدر المفصل لا الخلاص العسجد تحكي مناقب مجدكم وتعدد أعلا علا مما حكوه وأزيد عما تنظمه الورى وتنضد ورق على ورق الغصون تغرد
    وله من قصيدة يمدح بها مولانا أمير المؤمنين عليه السلام وفيها من البديع الجناس في القوافي في 56 بيتا قوله :
يا روح قدس من الله البدئ بدا يا علة الخلق يا من لا يقارب خير يا سر موسى كليم الله حين رأى ويا وسيلة إبراهيم حين خبت وروح أنس على العرش العلي بدا المرسلين سواه مشبه أبدا نارا فآنس منها للظلام هدى نار ابن كنعان بردا والضرام هدا

1 ـ النضار : الجوهر الخالص من التبر. الذهب والفضة وقد غلب على الذهب.

(365)
أنت الذي قسما لولا علاك لما كلت ولا غدا شمل يعقوب النبي مع الصديق ألية بك لولا أنت ما كشفت ولا غدت عرصات الكفر موحشة يا من به كمل الدين الحنيف وللاسلام وصاحب النص في خم وقد رفع النبي أنت الذي اختارك الهادي البشير أنت الذي عجبت منه الملائك في وحق نصرك للاسلام تكلؤه ما فصل المجد جلبابا لذي شرف يا كاشف الكرب عن وجه النبي لدى استشعروا الذل خوفا من لقاك وقد ويوم عمرو بن ود العامري وقد أضحكت ثغر الهدى بشرابه وبكت وفي هوازن لما نار ها استعرت أجرى حسامُك صوبا من دمائهم أقدمت وانهزم الباقون حين رأوا لولا حسامك ما ولوا ولا اطرحوا لدى النحر عن نحر الذبيح مدى 5 مشتملا من بعد طول مدى مسرة الأمن عن قلب النبي صدى يبكي عليهن من بعد الأنيس صدى (1) من بعد وهن ميله عضدا على رغم العدا عضدا 10 أخا وما سواك ارتضى من بينهم أحدا بدر ومن بعدها إذ شاهدوا أحدا حياطة بعد خطب فادح وردى إلا وكان لمعناك البهيج ردا بدر وقد كثرت أعداؤه عددا 15 تكاثروا عددا واستصحبوا عددا سارت إليك سرايا جيشه مددا عين الضلال له بعد الدما مددا من عزم عزمك يوما حرها بردا 20 هدرا وأمطرتهم من أسهم بردا (2) على النبي محيطا جحفلا لبدا (3) من الغنائم مالا وافرا لبدا (4)      إلخ
( الشاعر )
    أبو الحسن علاء الدين الشيخ علي بن الحسين الحلي الشهيفي (5) المعروف بابن
1 ـ الصدى : نوع من البوم يأوي إلى الأماكن الخربة المظلمة ويسمى أيضا : الهامة.
2 ـ ثلج جامد ينزل من ؟ ؟ يسمى حب الغمام وحب المزن
3 ـ لبد القوم بالرجل : لزموه وأطافوا به.
4 ـ لبد بضم اللام أي الكثير الجم.
5 ـ لم تعرف وجه هذه النسبة ونجد في ضبطها اختلافا في النسخ بين الشهيفى ، والشفهينى ، والشهفينى ، والشفهى ، والشهيفينى.


(366)
الشهفية ، عالم فاضل ، وأديب كامل ، وقد جمع بين الفضيلتين علم غزير وأدب بارع بفكر نابغ ، ونظر صائب ، ونبوغ ظاهر ، وفضل باهر ، وجاء في الطليعة من شعراء أهل البيت عليهم السلام ، وقصايده الرنانة السائرة الطافحة بالحجاج ، الزاهية بالرقايق ، المشحونة بالدقايق ، المتبلجة بالمحسنات البديعية على جزالة في اللفظ ، وحصافة في المعنى ، ومتانة في الأسلوب ، وقوة في المبنى ، ورصانة في النضد ، ورشاقة في النظيم في مدايح أمير المؤمنين ومراثي ولده الإمام السبط أعدل شاهد لعبقريته ، وتقدمه في محاسن الشعر ، وثباته على نواميس المذهب ، واقتفائه أثر أئمة دينه عليهم السلام ولشيخنا الشهيد الأول معاصره المقتول سنة 786 شرح إحدى قصائد وهي الغديرية الثانية المذكورة ولما وقف المترجم على ذلك الشرح فخربه ومدح الشارع بمقطوعة.
    ترجمه وأثنى عليه بالعلم والفضل والأدب القاضي في ( المجالس ) ، وشيخنا الحر في أمل الآمل ، والميرزا صاحب رياض العلماء ، وسيدنا مؤلف رياض الجنة ، وابن أبي شبانة في تتميم الأمل وغيرهم.
    وقصائده السبع الطوال التي أوعز إلى عددها في بعضها وهي التي رآها صاحب ( رياض العلماء ) بخط العلامة الشيخ محمد بن علي بن الحسن الجباعي العاملي تلميذ ابن فهد الحلي المتوفى 841 وقفنا منها على عدة نسخ ، إحداها غديريته الأولى المذكورة وإليك الست الباقية :
1 ذهب الصبا وتصرم العمر ووهت قواعد قوتي وذوي وبكت حمايم دوحتي أسفا وخلت من الينع الجني فلا 5 وتبدلت لذهاب سندسها وتغيبت شمس الضحى فخلى وجفونني بعد الوصال فلا وهجرن بيتي أن يطفن به ودنا الرحيل وقوض السفر غصن الشبيبة وانحنى الظهر لما ذوت عذباتها الخضر قطف بها يجنى ولا زهر ذهبية أوراقها الصفر للبيض عن أوطاني النفر هدي يقربني ولا نحر ولهن في هجرانه عذر


(367)
ذهبت نضارة منظري وبدا وإذا الفتى ذهبت شبيبته وعليه ما اكتسبت يداه إذا وإذا انقضى عمر الفتى فرطا ما العمر إلا ما به كثرت ولقد وقفت على منازل من وسألتها لو أنها نطقت : يا دار هل لك بالأولى رحلوا أين البدور بدور سعدك يا أين الكفاة ومن أكفهم أين الربوع المخصبات إذا أين الغيوث الهاطلات إذا ذهبوا فما وأبيك بعدهم تلك المحاسن في القبور على أبكي اشتياقا كلما ذكروا ورجوتهم في منتهى أجلي فأنا الغريب الدار في وطني يا واقفا في الدار مفتكرا إن تمس مكتئبا لبينهم هلا صبرت على المصاب بهم ؟ وجعلت رزءك في الحسين ففي مكروا به أهل النفاق وهل بصحايف كوجوهم وردت حتى أناخ بعقر ساحتهم في جنح ليل عذاري الفجر فيما يضر فربحه خسر 10 سكن الضريح وضمه القبر في كسب معصية فلا عمر حسناته وتضاعف الأجر أهوى وفيض مدامعي غمر أم كيف ينطق منزل قفر ؟ 15 خبر ؟ وهل لمعالم خبر ؟ مغني ؟ وأين الأنجم الزهر ؟ في النايبات لمعسر يسر ؟ عفت السنون وأعوز البشر بخل السحاب وأنجم القطر ؟ للناس نيسان ولا غمر 20 مر الدهور هوامد دثر وأخو الغرام يهيجه الذكر خلفا فأخلف ظني الدهر وعلى اغترابي ينقضي العمر مهلا فقد أودى بك الفكر 25 فعقيب كل كآبة وزر (1) وعلى المصيبة يحمد الصبر رزء ابن فاطمة لك الأجر لمنافق يستبعد المكر ؟ سودا وفحو كلامهم هجر 30 ثقة تأكد منهم الغدر

1 ـ الوزر بفتح الواو وتاليها : الملجأ.

(368)
وتسارعوا لقتاله زمرا طافوا بأروع (1) في عرينته جيش لهام يوم معركة 35 فكأنهم سرب قد اجتمعت أو حاذر ذو لبدة وجمت يا قلبه وعداه من فرق أمن الصلاب الصلب أم زبر وكأنه فوق الجواد وفي 40 أسد على فلك وفي يده حتى إذا قرب المدى وبه أردوه منعفرا تمج دما تطأ الخيول إهابة وعلى الخد ظام يبل أوام غلته 45 تأباه إجلالا فتزجرها فتجول في صدر أحاط على بأبي القتيل ومن بمصرعه بأبي الذي أكفانه نسجت ومغسلا بدم الوريد فلا 50 بدر هوى من سعده فبكا هوت النسور عليه عاكفة سلبت يد الطلقاء مغفرة وبكت ملائكة السماء له ما لا يحيط بعده حصر يحمى النزيل ويأمن الثغر وليوم سلم واحد وتر إلفا فبدد شملها صقر لهجومه في مرتع عفر (2) فرق وملؤ قلوبهم ذعر طبعت وصب خلالها قطر متن الحسام دماؤهم هدر المريخ قاني اللون محمر طاف العدى وتقاصر العمر منه الظبى والذبل السمر التريب لوطيها أثر ريا يفيض نجيعه النحر فئة يقود عصاتها شمر علم النبوة ذلك الصدر ضعف الهدى وتضاعف الكفر من عثير وحنوطه عفر ماء أعد له ولا سدر لخمود نور ضياءه البدر وبكاه عند طلوعه النسر فبكى لسلب المغفر العفر حزنا ووجه الأرض مغبر

1 ـ الأروع : من يعجب الناس بحسنه أو شجاعته.
2 ـ الحاذر : المتأهب المستعد. اللبدة بالكسر والضم : الشعر المجتمع بين كتفي الأسد الوجم والوجوم : السكوت والعجز من الغيظ أو الخوف والامساك عن أمر كرها. العفر بالكسر والضم : الخنزير. الشجاع. الغليظ الشديد.


(369)
والدهر مشقوق الرداء ولا والشمس ناشرة ذوائبها برزت له في زي ثاكلة وبكت عليه المعصرات دما لا عذر عندي للسماء وقد تبكي دما لما قضى عطشا وكريمة المقتول يوجد من بأبي كريمات ( الحسين ) وما لا ظل سجف يكتنفن به ما بين حاسرة وناشرة برزت يندبن أكرم سيد ظفرت ويقلن جهرا للجواد وقد ما بال سرجك يا جواد من الندب آها لها نار تأجج في أيموت ظمآنا ( حسين ) وفي وبنوه في ضيق القيود ومن حملوا على الأقتاب عارية تسري بهم خوض الركاب لا راحم لهم يرق ولا ويزيد في أعلا القصور له ويقول جهلا والقضيب به : يا ليت أشياخي الأولى شهدوا شهدوا الحسين وشطر أسرته عجب يشق رداءه الدهر وعليه لا يستقبح النشر 55 أثيابها دموية حمر فأديم خد الأرض محمر بخلت وليس لباخل عذر لم لا بكى حبا له القطر دمه على أثوابها أثر 60 من دونهن لناظر ستر عن كل أفاك ولا خدر يواري شعرها (1) العشر لأقل أعبده به ظفر أم الخيام : عقرت يا مهر 65 الجواد أخي العلا صفر ؟ صدري فلا يطفى لها حر كلتا يديه من الندى بحر ؟ ثقل الحديد عليهم وقر شعثا وليس لكسرهم جبر 70 وللطلقاء في أعقابها زجر فيما أصابهم له نكر تشدو القيان وتسكب الخمر تدمي شفاة ( حسين ) والثغر لسراة هاشم فيهم بدر 75 أسرى ومنهم هالك شطر

1 ـ وفي بعض النسخ : نشرها.

(370)
إذ لاستهلوا فيهم فرحا ويقول وزرا إذ بطشت بهم زعموا بأن سنعود ثانية 80 يا بن الهداة الأكرمين ومن قسما بمثواك الشريف وما فهم سواء في الجلالة إذ تعنو له الألباب تلبية ما طائر فقد الفراخ فلا 85 بأشد من حزني عليك ولا ولقد وددت بأن أراك وقد حتى أكون لك الفداء كما ولئن تفاوت بيننا زمن فلأبكينك ما حييت أسى 90 ولأمنحنك كل نادبة أبكار فكري في محاسنها ومصاب يومك يا بن فاطمة أو فرحة بظهور قائمكم يوما ترد الشمس ضاحية 95 وتكبر الأملاك مسمعة : ظهر الإمام العالم العلم من ركن بيت الله حاجبه كأبي غداة غزاهم (1) بسر لا خف عنه ذلك الوزر وأبيك لا بعث ولا نشر شرف الفخار بهم ولا فخر ضمت منى والركن والحجر (2) بهم التمام يحل والقصر ويطوف ظاهر حجره الحجر يؤويه بعد فراخه وكر الخنساء جدد حزنها صخر (3) قل النصير وفاتك النصر كرما فداك بنفسه الحر (4) عن نصركم وتقادم العصر ؟ حتى يواري أعظمي القبر يعنو لنظم قريضها الشعر نظم وفيض مدامعي نثر ميعادنا وسلونا الحشر فيها لنا الاقبال والبشر في الغرب ليس لعرفها نكر إلا لمن في أذنه وقر البر التقي الطاهر الطهر عيسى المسيح وأحمد الخضر

1 ـ أشار إلى حرب صفين ، وبسر هو ابن أرطاة أحد الرجلين اللذين كشفا عن سوأتهما يوم ذاك من بأس أمير المؤمنين وتخلصا من سطوته كما مر حديثه في ج 2 ص 156.
2 ـ وفي بعض النسخ : والخفيف. بدل الركن.
3 ـ صخر بن عمرو بن الشريد كانت الخنساء أخته ملهوفة القلب على موته ولم تزل ترثيه و تبكيه حتى عميت.
4 ـ الحر بن يزيد الرياحي ، أول قتيل سعيد بين يدي الإمام السبط يوم كربلا.
الغدير ـ الجزء السادس ::: فهرس