الغدير ـ الجزء السادس ::: 371 ـ 380
(371)
في جحفل لجب يكاد بهم فهم النجوم الزاهرات بدا عجل قدومك يا بن فاطمة علماؤهم تحت الخمول فلا يتظاهرون بغير ما اعتقدوا استعذبوا مر الأذى فحلا فهم الأقل الأكثرون ومن أعلام دين رسخ لهم فكفاهم فخرا إذا افتخروا وصلوا نهارهم بليلهم وطووا على مضض سرائرهم حتى يفض ختامها وبكم يا غائبين متى بقربكم الفئ مقتسم لغيركم والمال حل للعصاة ويحرمه فنصيبهم منه الأعم على يمسون في أمن وليس لهم ويكاد من خوف ومن جزع من كثرة يتضايق القطر في تمه من بينها البدر قد مس شيعة جدك الضر 100 نفع لأنفسهم ولا ضر لا قوة لهم ولا ظهر لهم ويحلو فيكم المر رب العباد نصيبهم وفر في نشر كل فضيلة صدر 105 ما دام حيا فيهم الفخر نظرا وما لوصالهم هجر صبرا وليس لطيها نشر يطفى بعيد شرارها الشر من بعدوهن يجبر الكسر 110 وأكفكم من فيئكم صفر الكرام السادة الغر عصيانهم ونصيبكم نزر من طارق (1) يغتالهم حذر بكم يضيق البر والبحر 115
    ويقول بعد سبعة أبيات :
وإذا ذكرتم في محافلهم يتميزون لذكركم حنقا وعلى المنابر في بيوتكم حال يسوء ذوي النهى وبه ويصفقون على أكفهم فوجوههم مربدة صفر وعيونهم مزورة خزر لأولي الضلالة والعمى ذكر يستبشر المتجاهل الغمر فرحا إذا ما أقبل العشر 120

1 ـ في بعض النسخ : من طارق يغشاهم خدر.

(372)
جعلوه من أهنى مواسمهم تلك الأنامل من دمائكم فتوارث الهمج الخضاب فمن نبكي فيضحكهم مصابكم 125 تالله ما سروا النبي ولا فإلى م هذا الانتظار وفي لكنه لا بد من فرج أبني المفاخر والذين علا أسماؤكم في الذكر معلنة 130 شهدت بها الأعراف معرفة وبراءة شهدت بفضلكم وتعظم التوراة قدركم ولكم مناقب قد أحاط بها ولكم علوم الغايبات فمنها 135 هذا ولو شجر البسيطة وفسيح هذي الأرض مجملة والإنس والأملاك كاتبة ليعددوا ما فيه خصكم لم يذكروا عشر العشير وهل 140 فأنا المقصر في مديحكم ولقد بلوت من الزمان ولي فوجدت رب الفقر محتقرا فقطعت عما خولوا أملي لا مرحبا بك أيها الشهر يوم الطفوف خضيبة حمر كفر تولد ذلك الكفر وسرورهم بمصابكم نكر لوصيه بسرورهم سروا لهواتنا من صبرنا صبر (1) والأمر يحدث بعده الأمر لهم على هام السها قدر يجلو محاسنها لنا الذكر والنحل والأنفال والحجر والنور والفرقان والحشر فإذا انتهى سفر حكى سفر الإنجيل حار لوصفها الفكر الجامع المخزون والجفر أقلام وسبعة أبحر حبر طرس فمنها السهل والوعر والجن حتى ينقضي العمر ذو العرش حتى ينفد الدهر يحصى الحصا أو يحصر الذر ؟ حصرا فما لمقصر عذر في كل تجربة بهم خبر وأخو الغنى يزهو به الكبر ولذي الجلال الحمد والشكر

1 ـ لهوات جمع لهات وهي : اللحمة المشرفة على الحلق في أقصى سقف الفم. الصبر بالفتح : عصارة شجر مر.

(373)
وثنيت نحوكم الركاب فلا حتى إذا أمت جنابكم آبت من الحسنات مثقلة سمعا بني الزهراء سائغة عبقت مناقبكم بها فذكى يرجو ( علي ) بها النجاة إذا أعددتها يوم القيامة لي فتقبلوها من وليكم فقبولكم نعم القرين لها لكم علي كمال زينتها أنا عبدكم والمستجير بكم فتعطفوا كرما علي وقد وتفقدوني في الحساب كما صلى الإله عليكم أبدا وعليكم مني التحية ما زيد نؤمله ولا عمرو ومن القريض حمولها در 145 فأنا الغني بكم ولا فقر ألفاظها من رقة سحر في كل ناحية لها عطر مد الصراط وأعوز العبر ذخرا ونعم لديكم الذخر 150 بكرا فنعم الغادة البكر وهي العروس فبورك الصهر ولي الجنان عليكم مهر وعلي من مرح الصبا إصر يتفضل المتعطف البر 155 فقد العبيد المالك الحر ما جن ليل أو بدا فجر سح الحيا وتبسم الزهر
القصيدة الثانية
أبرق تراءى عن يمين ثغورها ؟ (1) ومرت بليل في بليل (3) عراصها وطلعة بدر أم تراءت عن اللوى نعم هذه ليلى وهاتيك دارها سلام على الدار التي طالما غدت أم ابتسمت عن لؤلؤ من ثغورها ؟ (2) بنا نسمة أم نفحة من عبيرها ؟ لعينيك ليلى من خلال ستورها ؟ بسقط اللوى يغشاك لئلا نورها (4) جلاءا لعيني درة من درورها (5) 5

1 ـ الثغر : الحد بين المتعاديين وكل فرجة في جبل أو واد
2 ـ الثغر مقدم الأسنان.
3 ـ البليل والبليلة : الريح الباردة مع ندى
4 ـ السقط : ناحية الخباء. اللوى : ما التوى وانعطف من الرمل أو مسترقة ج الواء ، وواد من أودية بني سليم. ويوم اللوى وقعة كانت فيه لبني ثعلبة على بني يربوع. وقد أكثرت الشعراء من ذكره وخلطت بين هذا وذاك وعز الفصل بينهما.
5 ـ وفي بعض النسخ : ذرة من ذرورها.


(374)
وما عطفت بالصب ميلا إلى الصبا قضيت بها عصر الشباب بريئة أتم جمالا من جميل وسوددا وبت بريئا من دنو دناءة 10 لعلمي بأني في المعاد مناقش وما كنت من يسخو بنفس نفيسه وأجمل ما يعزى إلى المجد عزوة أعذر لمبيض العذار إذا صبا ؟ كفى بنذير الشيب نهيا لذي النهى 15 وما شبت إلا من وقوع شوائب ولو لا مصاب السبط بالطف ما بدا رمته بحرب آل حرب وأقبلت تقود إليه القود في كل جحفل وما عدلت في الحكم بل عدلت به 20 وعاضدها في غيها شر أمة خلاف سطور في طروس تطلعت فحين أتاها واثق القلب أصبحت فما أوسعت في الدين خرقا ولا سعت بنفسي إذ وافى عصاة عصابة 25 قؤولا لأنصار لديه وأسرة : أعيذكم أن تطعموا الموت فاذهبوا فأجمل في رد الندا كل ذي ند : أعن فرق نبغي الفراق وتصطلي وما العذر في اليوم العصيب لعصبة 30 وهل سكنت روح إلى روح جنة بها شغفا إلا بدور بدورها من الريب ذاتي مع ذوات خدورها وأكثر كسبا للعلى من كثيرها أعاتب من محظورها وخطيرها حسابا على قطميرها ونقيرها فأرخس بذلا سعرها بسعيرها غدا مسفرا بالبشر وجه بشيرها وأكبر مقتا صبوة من كبيرها وتبصرة فيها هدى لبصيرها لأصغرها يبيض رأس صغيرها بليل عذاري السبط وخط قتيرها إليه نفورا في عداد نفورها إلى غارة معتدة من مغيرها وقايع صفين وليل هريرها على الكفر لم تسعد برأي مشيرها طلايع غدر في خلال سطورها نواظرها مزورة غب زورها إلى جورها إلا لترك أجورها غرار الضبا مشحوذة من غرورها لذي العرش سر مودع في صدورها بمغفرة مرضية من غفورها ينافس عن نفس بما في ضميرها وحيدا بلا عون شرار شرورها ؟ وقد خفرت يوما ذمام خفيرها ؟ وقد خالفت في الدين أمر أميرها ؟


(375)
أبى الله إلا أن تراق دماؤنا وثابوا إلى كسب الثواب كأنهم تهش إلى الأقدام علما بأنها قضت فقضت من جنة الخلد سؤلها وهان عليها الصعب حين تأملت وما أنس لا أنسى ( الحسين ) مجاهدا يصول إذا زرق النصول تأوهت ترى الخيل في أقدامها منه ما ترى فتصرف عن بأس مخافة بأسه يفلق هاماة الكماة حسامه فلا فرقة إلا وأوسع سيفه أجدك هل سمر العواسل تجتني أم استنكرت أنس الحياة نفاسة بنفسي مجروح الجوارح آيسا بنفسي محزوز الوريد معفرا يتوق إلى ماء الفرات ودونه قضى ظاميا والماء يلمع طاميا هلال دجا أمسى بحد غروبها فيا لك مقتولا علت بهجة العلى وقارن قرن الشمس كسف ولم تعد وأعلنت الأملاك نوحا وأعولت وكادت تمور الأرض من فرط حسرة ونصبح نهبا في أكف نسورها أسود الشرى في كرها وزئيرها تحل محل القدس عند مصيرها وسادت على أحبارها بحبورها إلى قاصرات الطرف بين قصورها 35 بنفس خلت من خلها وعشيرها لنزع قني أعجمت من صريرها (1) محاذرة إن أمها من هصورها كما جفلت كدر القطا من صقورها له بدلا من جفنها وجفيرها (2) 40 بها فرقا أو فرقة من نفورها لكم عسلا مستعذبا من مريرها ؟ نفوسكم فاستبدلت أنس حورها ؟ من النصر خلوا ظهره من ظهيرها على ظمأ من فوق حر صخورها 45 حدود شفار أحدقت بشفيرها وغودر مقتولا دوين غديرها غروبا على قيعانها ووعورها به ظلمة من بعد ضوء سفورها نظارتها حزنا لفقد نظيرها 50 له الجن في غيطانها وحفيرها على السبط لولا رحمة من مميرها

1 ـ وفي بعض النسخ :
يصول إذا زرق النصول تأودت لقرع قسى أعجمت عن صريرها
2 ـ الكماة جمع الكمي كغني : الشجاع أو لابس السلاح. الجفير : جعبة من جلود لا خشب فيها أو من خشب لا جلود فيها.


(376)
ومرت عليهم زعزع لتذيقهم أسفت وقد آبوا نجيا ولم ترح 55 وأعجب إذ شالت كريم كريمها فيا لك عينا لا تجف دموعها على مثل هذا الرزؤ يستحسن البكا أيقتل خير الخلق أما ووالدا ويمنع من ماء الفرات وتغتدي 60 أجل ( حسينا ) أن يمثل شخصه يدير على رأس السنان برأسه ويؤتى بزين العابدين مكبلا يقاد ذليلا في القيود ممثلا ويمسي يزيد رافلا في حريره 65 ودار بني صخر بن حرب أنيسة تظل على صوت البغايا بغاتها ودار علي والبتول وأحمد معالمها تبكي على علمائها منازل وحي أقفرت فصدورها 70 تظل صياما أهلها ففطورها إذا جن ليل زان فيه صلاتهم وطول على طول الصلاة ومن غدا قفا نسأل الدار التي درس البلى متى أفلت عنها شموس نهارها 75 بدور بأرض الطف طاف بها الردى كواسر عقبان عليها تعاقبت مرير عذاب مهلك بمريرها لهم دابر مقطوعة بدبورها لتكبيرها في قتلها لكبيرها ونارا يذيب القلب حر زفيرها وتقلع منا أنفس عن سرورها وأكرم خلق الله وابن نذيرها ؟ وحوش الفلا ريانة من نميرها ؟ بمثلة قتل كان غير جديرها سنان ألا شلت يمين مديرها أسيرا ألا روحي الفدا لأسيرها لاكفر خلق الله وابن كفورها ويمسي حسين عاريا في حرورها بنشد أغانيها وسكب خمورها بها زمر تلهو بلحن زمورها وشبرها مولى الورى وشبيرها وزائرها يبكي لفقد مزورها بوحشتها تبكي لفقد صدورها التلاوة والتسبيح فضل سحورها صلات فلا يحصى عداد يسيرها مقيما على تقصيره في قصيرها معالمها من بعد درس زبورها وأظلم ظلما أفقها من بدورها ؟ فأهبطها من جوها في قبورها بغاث بغات إذ نأت عن وكورها (1)

1 ـ الكواسر جمع الكاسرة يقال : عقاب كاسر : منقض يكسر جناحيه يريد الوقوع ، أو يكسر ما يصيده كسرا. عقبان جمع العقاب : طائر قوي المخاطب. بغاث طائرا غير بطئ الطيران.

(377)
قضت عطشا والماء طام فلم تجد عراة عراها وحشة فأذاقها ينوح عليها الوحش من طول وحشة سيسأل تيم عنهم وعديها ويسأل عن ظلم الوصي وآله وما جر يوم الطف جور أمية تقمصها ظلما فأعقب ظلمه فيا يوم عاشوراء حسبك إنك لأنت وإن عظمت أعظم فجعة فما محن الدنيا وإن جل خطبها بني الوحي هل من بعد خبرة ذي العلى كفى ما أتى في هل أتى من مديحكم إذا رمت أن أجلو جمال جميلكم تضيق بكم ذرعا بحور عروضها منحتكم شكرا وليس بضايع أقيلوا عثاري يوم لا فيه عثرة فلي سيئات بت من خوف نشرها فما مالك يوم المعاد بمالكي وإني لمشتاق إلى نور بهجة ظهور أخي عدل له الشمس آية متى يجمع الله الشتات وتجبر متى يظهر المهدي من آل هاشم متى تقدم الرايات من أرض مكة لها منهلا إلا دماء نحورها وقد رميت بالهجر حر هجيرها وتندبها الأصداء (1) عند بكورها أوائلها ما أكدت لأخيرها 80 مشير غواة القوم من مستشيرها على السبط إلا جرأة ابن أجيرها تعقب ظلم في قلوب حميرها المشوم وإن طال المدى من دهورها وأشهر عندي بدعة من شهورها 85 تشاكل من بلواك عشر عشيرها بمدحكم من مدحة لخبيرها وأعرافها للعارفين وطورها وهل حصر ينهى صفات حصورها ويحسدكم شحا عريض بحورها 90 بضائع مدح منحة من شكورها تقال إذا لم تشفعوا لعثورها على وجل أخشى عقاب نشورها إذا كنتم لي جنة من سعيرها سنا فجرها يجلو ظلام فجورها 95 من الغرب تبدو معجزا في ظهورها القلوب التي لا جابر لكسيرها ؟ على سيرة لم يبق غير يسيرها ؟ ويضحكني بشرا قدوم بشيرها ؟

1 ـ الأصداء جمع الصدى : أي الموتى يقال : هم اليوم أعداء وهم غدا أصداء. والصدى نوع من اليوم كما مر ص 365.

(378)
100 وتنظر عيني بهجة علوية وتهبط أملاك السماء كتائبا وفتيان صدق من لوي بن غالب تخالهم فوق الخيول أهلة هنالك تعلو همة طال همها 105 وإن حان حيني قبل ذاك ولم يكن قضى صابرا حتى انقضاء مراده ويسعد يوما ناظري من نضيرها لنصرته عن قدرة من قديرها تسير المنايا رهبة لمسيرها ظهرن من الأفلاك أعلا ظهورها لإدراك ثار سالف من مثيرها لنفس ( علي ) نصرة من نصيرها وليس يضيع الله أجر صبورها
القصيدة الثالثة
يا عين ما سفحت غروب دماك ولطول إلفك بالطول أراك ما ريق دمعك حين راق لك الهوى لك ناظر في كل عضو ناضر 5 كم نظرة أسلفت نحو سوالف فجنيت دون الورد وردا متلفا يا بانة السعدي ما سلت ظباك شعبت فؤادي في شعابك ظبية تبدو هلال دجى وتلحظ جؤذرا 10 شمس تبوءت القلوب منازلا سكنت بها فسكونها متحرك أسدية الآباء إلا أن منتسب أشقيقة الحسبين هل من زورة ماذا يضرك يا ظبية بابل 15 أنكرت قتل متيم شهدت له وخضبت من دمه بنانك عنوة حجبتك عن أسد أسود عرينها إلا بما ألهمت حب دماك أقمارا بزغن على غصون إراك إلا لأمر في عناك عناك مناك تسويفا بلوغ مناك سامت أساك بها علاج أساك وانهار دون شفاك فيه شفاك علي إلا من عيون ظباك تصمي القوب بناظر فتاك وتميس دلا في منيع حماك مأنوسة عوضا عن الأفلاك وجسومها ضعفت بغير حراك الخؤولة من بني الأتراك فيها يبل من الضنا مضناك ؟ لو أن حسنك مثله حسناك ؟ خداك ما صنعت به عيناك ؟ وكفاك ما شهدت به كفاك وحماك لحظك عن أسود حماك


(379)
حجبوك عن نظري فيالله ما ضن الكرى بالطيف منك فلم يكن ليت الخيال يجود منك بنظرة فأرقت أرض الجامعين (1) فلا الصبا كلا ولا برد الكلا بيد الحبا (2) ودعت راحلة فكم من فاقد أبكي فراقكم الفريق فأعين كنا وكنت عن الفراق بمعزل وكذا الأولى من قبلنا بزمانهم يا نفس لو أدركت حظا وافرا وعرفت من أنشأك من عدم إلى وشكرت منته عليك وحسن ما أولاك حب محمد ووصيه فهما لعمرك علماك الدين في وهما أمانك يوم بعثك في غد وإذا الصحائف في القيامة نشرت وإذا وقفت على الصراط تبادرا وإذا انتهيت إلى الجنان تلقياك هذا رسول الله حسبك في غد ووصيه الهادي أبو حسن إذا فهو المشفع في المعاد وخير من وهو الذي للدين بعد خموله لولاه ما عرف الهدى ونجوت من أدناك من قلبي وما أقصاك إسراك بل هجر الكرى اسراك إن كان عز على المحب لقاك 20 عذب ولا طرف السحائب باكي فيها يحاك ولا الحمام يحاكي باك وكم من مسعف متباكي المشكو تبكي رحمة للشاكي حتى رمانا عامدا ورماك 25 وثقوا فصيرهم حكاية حاكي لنهاك عن فعل القبيح نهاك هذا الوجود وصانعا سواك أولاك من نعمائه مولاك خير الأنام فنعم ما أولاك 30 الأولى وفي الأخرى هما علماك وهما إذا انقطع الرجاء رجاك سترا عيوبك عند كشف غطاك فتقدماك فلم تزل قدماك وبشراك بها فيا بشراك 35 يوم الحساب إذا الخليل جفاك أقبلت ظامية إليه سقاك علقت به بعد النبي يداك حقا أراك فهذبت آراك متضايق الاشراك والاشراك 40

1 ـ أرض الجامعين اسم للحلة الفيحاء في سابقها وأما اليوم فهو إحدى محلاتها.
2 ـ الحبا : السحاب الكثيف الذي يدنو من الأرض.


(380)
هو فلك نوح بين ممتسك به كم مارق من مازق قد غادرت سل عنه بدرا حين بادر قاصم من صب صوب دم الوليد ومن ترى 45 واسئل فوارسها بأحد من ترى وأطاح طلحة عند مشتبك القنا واسئل بخيبر خابريها من ترى وأذاق مرحبك الردى وأحله واستخبري الأحزاب لما جردت 50 واستشعرت فرقا جموعك إذ قد قلت حين تقدمته عصابة : لا تفرحي فبكثر ما استعذبت في يا أمة نقضت عهود نبيها وصاك خيرا بالوصي كأنما 55 أولم يقل فيه النبي مبلغا : وأمين وحي الله بعدي وهو في والمؤثر المتصدق الوهاب إذ إياك أن تتقدميه فإنه فأطعت لكن باللسان مخافة 60 حتى إذا قبض النبي ولم يطل وعدلت عنه إلى سواه ضلالة وزويت بضعة أحمد عن إرثها يا بضعة الهادي النبي وحق من ناج ومطرح مع الهلاك مزقا حدود حسامه البتاك الأملاك قائد موكب الأملاك أخلا من الدهم الحماة حماك ؟ ألقاك وجه الحتف عند لقاك ؟ ولواك قسرا عند نكس لواك ؟ عفى فناك ومن أباح فناك ؟ ضيق الشباك وفل حد شباك ؟ بيض المذاكي (1) فوق جرد مذاكي غدت فرقا وأدبر إذ قفاك قفاك جهلوا حقوق حقيقة الادراك أولاك قد عذبت في أخراك أفمن إلى نقض العهود دعاك ؟ متعمدا في بغضه وصاك هذا عليك في العلى أعلاك إدراك كل قضية أدراك ألهاك في دنياك جمع لهاك في حكم كل قضية أقضاك من بأسه والغدر حشو حشاك يوما مداك له سننت مداك ومددت جهلا في خطاك خطاك ولبعلها إذ ذاك طال أذاك أسماك حين تقدست أسماك

1 ـ جمع مذكات وهى ما تذكا به النار من قطنة ونحوها وهى اسم آلة استعيرت للسيف بعلاقا إنه تلتهب منه نار الحرب كما يلتهب الحطب بالمذكات.
الغدير ـ الجزء السادس ::: فهرس