بحوث في الملل والنحل ـ جلد الأوّل ::: 11 ـ 20
(11)
وهم دعاة التنزيه كانوا يكافحون البدع اليهودية والمسيحية والمجوسية التي كانت تدور بين أندية أهل الحديث حتى قيل : « التوحيد والعدل علويان والتجسيم والجبر أمويان ».
    فمن راجع كتب الشيعة وأحاديث أئمّتهم يجد أنّهم حكموا بكفر القائلين بالتناسخ والحلول والتشبيه و أُلوهية غيره سبحانه ، فكيف ينسب هذا الكاتب ـ بصلف ووقاحة ـ هذه الأُمور إلى تلاميذ قرناء الكتاب وأعداله؟!!
    وأعجب من ذلك أنّه يختلق للشيعة فرقاً لم تسمع بها أذن الدهر وإنّما توجد في كتب أعدائهم ، فمن هشامية إلى زرارية إلى يونسية إلى ... من الفرق التي لا توجد لا في كتب القصّاصين المحترفين للكذب ، ولا في علب العطّارين.
    والشيعة وعلماؤهم ـ و في مقدّمتهم السيد الشريف المرتضى ـ يكذّبون هذه الفرق ، وقد شطبوا على وجودها بقلم عريض وهم لا يعرفونها وإنّما اختلقتها الأوهام لإسقاط الشيعة من عيون الناس.
    هذا بعض ما يوجد في هذا الكتاب وأعجب منه أنّه يعرف الإمام الهادي ( عليه السَّلام ) ـ الإمام العاشر للشيعة ـ بأنّه مدفون بقم مع أنّه دفن بسامراء يزوره القريب والبعيد ، وقد دفن إلى جنبه ولده الزكي « الحسن بن علي » ، والتواريخ والمعاجم طافحة بذكرهما وموضع قبرهما. (1)
    هذا نموذج من زلاّت هذا المؤرّخ وهو من القدماء.
    وهلمّ معي إلى نموذج آخر و هو من متأخّري القوم ومتنوّريهم ، العائشين في عصر النور والأمانة التاريخية والعلمية.
النشار وكتابه « نشأة الفكر الفلسفي »
    الكتاب للدكتور « علي سامي النشار » يقع في ثلاثة أجزاء أو أزيد ، وقد
1 ـ راجع وفيات الأعيان لابن خلّكان : 3 / 272 ـ 273 وغيره.

(12)
خص الجزء الثاني من كتابه ببيان عقائد الشيعة وهو يحاول في مقدّمته أن يكتب عن عقائد الفرق بصورة محايدة ، وهو يقول في مقدمة الطبعة السادسة :
    ولكنّي ما زلت أرى أنّ التفسير الموضوعي المحايد هو أهمّ تفسير في دراسة الفكر عامة والفكر الإسلامي خاصة. (1)
    وربما يتصوّر الإنسان أنّ لما ذكره مسحة من الحق أو لمسة من الصدق ، ولكنّه عندما يسبر الكتاب ويلاحظ ما في غضونه من النسب إلى الشيعة يقف على أنّ ما ذكره في المقدّمة واجهة ستر بها كلّ ما في الكتاب من العداء المستكن وأنّه لا يريد إلاّ إبطال عقائد الشيعة ولو بالنسب الباطلة ، والحقّ أنّ الدكتور النشار وضع منشاره على حياة الشيعة تاريخاً وعقيدة ، ولا يرسم عن تلك الطائفة إلاّ أُموراً مشوّهة وعقائد باطلة ، والكتاب يحتاج جداً إلى نظارة التنقيب ، وإليك نموذجاً من نسبه المفتعلة :
    1 ـ يقول عند البحث عن الإيمان : ونلحظ أنّ في رأي « جهم » عنصراً شيعياً ، فالإيمان عند الشيعة هو معرفة بالقلب فقط. (2)
    2 ـ إنّ الرجل يصر على إنكار كون علي ( عليه السَّلام ) رائد الفكر الفلسفي في الإسلام حتى جر عداؤه لعلي ( عليه السَّلام ) إلى إنكار النص الذي صدر عنه في منصرفه عن « صفين » حول القضاء والقدر وذهب إلى أنّ النص موضوع ، قائلاً بأنّ الذين أرادوا أن يحاربوا أهل السنّة في الروايات التي رووها عن علي ( عليه السَّلام ) حول القدر ، التجأوا إلى وضع هذا النص ، وقد زعم أنّ جاعل هذا النص هو المعتزلة. (3)
    أمّا كون علي ( عليه السَّلام ) رائد الفكر العقلي فنترك البحث فيه إلى آونة أُخرى ويكفينا في ذلك تراثه الوحيد : « نهج البلاغة » وأمّا كون النص مجعولاً من جانب المعتزلة فهذا ناجم من جهله بمصادر نهج البلاغة فقد رواها علماء الشيعة
1 ـ نشأة الفكر الفلسفي في الإسلام : 1/17.
2 ـ نشأة الفكر الفلسفي في الإسلام : 1/345 الطبعة السابعة ، وستوافيك عقيدة الشيعة في حقيقة الإيمان عند البحث عن عقائد المرجئة ، فلاحظ الجزء الثالث.
3 ـ نشأة الفكر الفلسفي في الإسلام : 1/412.


(13)
أنفسهم بلا توسيط أحد من المعتزلة ، وسيوافيك بيانه في هذا الجزء عند البحث عن الرسائل الثلاث حول القدر.
    والذي أوقعه في هذا الخبط والخلط لدى عرض تاريخ الشيعة وعقائدهم هو أنّه اعتمد في دراسته على كتب خصمائهم وأعدائهم من دون أن يعتمد على مصادر الشيعة المتوفرة ، إلاّ قليلاً لا يكفي.
    فاعتمد أوّلاً على كتاب « أبي الحسين محمد بن أحمد بن عبد الرحمن الملطي » ( المتوفّى عام 377 هـ ) باسم « التنبيه والردّعلى أهل الأهواء والبدع » نشر عام 1399 هـ ، والكاتب حنبلي حشوي قد حشد في كتابه شيئاً كثيراً من الأكاذيب ونسب أُصولاً إلى الصحابة والتابعين بسند مزوّر كما سيوافيك بيانه في هذا الجزء.
    أفيصحّ في ميزان النصفة الكتابة عن أُمّة كبيرة يعدّون ربع المسلمين بالنقل عن كاتب حشوي وكتاب حشو؟!
    والعجب أنّ الدكتور عرفه بأنّه أوّل من كتب حول الشيعة من أهل السنّة مع أنّ الإمام الأشعري أسبق منه ، فقد كتب عن الشيعة في « مقالات الإسلاميين » شيئاً كثيراً ، وقد توفّي الإمام عام 324 هـ وعلى احتمال ضعيف 330 هـ فكيف يكون الملطي أوّل من كتب حول الشيعة من أهل السنة؟!!
    واعتمد ثانياً على كتاب « الفرق بين الفرق » لأبي منصور عبد القاهر البغدادي ( المتوفّى عام 429 هـ ) ومن راجع هذا الكتاب لمس من هـ مضافاً إلى البذاءة في اللسان ـ تعصّباً في بيان عقائد الفرق ونوقفك على نموذج من هذا ، فقد قال في خلال بيان أصناف فرق السنّة والجماعة : ولم يكن بحمد اللّه ومنّه في الروافض و ... إمام في الفقه ولا إمام في رواية الحديث ولا إمام في اللغة والنحو ، ولا موثوق به في نقل المغازي والسير والتواريخ ولا إمام في الوعظ والتذكير ولا إمام في التأويل والتفسير ، وإنّما كان أئمّة هذه العلوم على الخصوص والعموم من أهل السنّة والجماعة. (1)
    وقال في موضع آخر :
1 ـ الفرق بين الفرق للبغدادي : ص 232 طبع دار المعرفة ، تحقيق محمد محيي الدين عبد الحميد.

(14)
يا أيّها الرافضة المبطلة دعواكم من أصلها مبطلة (1)
    هذا أدب الرجل وسيرته في الكتاب كلّه ، ونحن نمر عليه مرور الكرام ونقول : الدعوى الأُولى دعوى بلا بيّنة وبرهان وإنكار وجود الأئمّة في مجالات هذه العلوم بين الشيعة كإنكار البديهيات ، ولا نطيل الكلام في ردّه بذكر أسماء أئمتهم في مختلف المجالات والأُمور ، وكفانا في ذلك كتاب « تأسيس الشيعة الكرام لفنون الإسلام » تأليف السيد حسن الصدر ( المتوفّى عام 1354 هـ ).
    غير أنّي أتعجب من هذه الفرية القارصة ، وكيف نفى وجود شخصيات علمية عند الشيعة مع أنّه كان معاصراً للشيخ المفيد ( المتوفّى عام 413 هـ ) الذي يقول في حقّه اليافعي : كان عالم الشيعة وإمام الرافضة صاحب التصانيف الكثيرة ، شيخهم المعروف بالمفيد وبابن المعلم أيضاً ، البارع في الكلام والجدل والفقه ، وكان يناظر أهل كلّ عقيدة مع الجلالة والعظمة في الدولة البويهية. (2)
    ويعرّفه ابن كثير في تاريخه بقوله : كان مجلسه يحضره كثير من العلماء من سائر الطوائف. (3)
    كيف يقول ذلك وبيئة بغداد تجمع بينه و بين الشريف المرتضى ( المتوفّى عام 436 هـ ) الذي يعرّفه ابن خلّكان في تاريخه ويقول : كان إماماً في علم الكلام والأدب والشعر. (4)
    وقال الثعالبي : قد انتهت الرئاسة اليوم ببغداد إلى المرتضى في المجد والشرف والعلم والأدب والفضل. (5)
    واعتمد ثالثاً على كتاب « الفصل في الملل والأهواء والنحل » تأليف « ابن حزم » الأندلسي الظاهري ( المتوفّى 456 هـ ) وكفى في التعرّف على نفسية
1 ـ نفس المصدر : 71.
2 ـ مرآة الجنان : 3/28.
3 ـ تاريخ ابن كثير : 12/15.
4 ـ وفيات الأعيان : 3/313.
5 ـ تتميم يتيمة الدهر : 1/53.


(15)
هذا الرجل وشذوذه أنّه صوب فعل قاتل الإمام أمير المؤمنين بحجّة أنّه كان مجتهداً متأوّلاً مثاباً في عمله هذا ، وإليك نصّ عبارته :
     « إنّ عبد الرحمن بن ملجم لم يقتل علياً ( رضي اللّه عنه ) إلاّ متأوّلاً مجتهداً مقدراً أنّه على صواب ، وفي ذلك يقول « عمران بن حطان » شاعر الصفرية :
يا ضربة من تقيّ ما أراد بها إلاّليبلغ من ذي العرش رضواناً » (1)
    والقارئ الكريم جد عليم بأنّه لا قيمة لهذا الاجتهاد الذي يؤدّي إلى قتل الإمام المفترض طاعته بالنصّ أوّلاً ، وبإجماع الأُمّة ثانياً ، ولنعم ما أجاب به معاصره القاضي أبو الطيب طاهر بن عبد اللّه الشافعي فقال :
يا ضربة من شقي ما أراد بها إلاّ ليهدم للإسلام أركاناً (2)
    فإذا كان هذا حال المؤلّف ونفسيته ونزعاته ، فكيف يكون حال من استند إلى مثله غير أنّ الجنس إلى الجنس يميل؟!!
منهجنا في دراسة المذاهب
    فلأجل هذا الخبط والتخليط في أكثر كتب الملل والنحل خصوصاً في كتاب إمام الأشاعرة « مقالات الإسلاميين واختلاف المصلّين » ولا سيما في ما يرجع إلى المعتزلة والشيعة فإنّه الأساس لكلّ من كتب بعده ، ك ـ « الفرق بين الفرق » لعبد القاهر البغدادي و « الملل والنحل » للشهرستاني وغيرهما من المتأخّرين ، فقد توخّينا أن لا نعزو إلى مذهب شيئاً إلاّ بعد الوقوف عليه في كتبهم المؤلّفة بأيدي أساطينهم وأقلام علمائهم ، ولا نكتب عن طائفة إلاّ بعد توفير المصادر واستحضار المنابع والرجوع إليها بدقة وإمعان.
    إنّ منهجنا في دراسة المذاهب وعقائد الفرق يبتني على دعامتين :
    الأُولى : تبنّي الواقع في عزو مقال إلى قوم ، وذلك لما عرفت.
1 ـ المحلى : 1/485.
2 ـ مروج الذهب : 2/43 ، ولنا مع ابن حزم بحث ضاف سيوافيك في الجزء الثالث عندالبحث عن الحركات الرجعية في القرون الأُولى.


(16)
    الثانية : العناية بتحليل عقائد الأُمم ونقدها ، فإنّ الغالب على كتاب « الملل والنحل » هو سرد العقائد من دون نقد أو تحليل ، وكأنّهم زعموا أنّ واجب المؤرّخ لا يتعدّى بيان الحوادث في التاريخ ، وعرض العقائد في مجال الملل والنحل ، وكأنّ إحقاق الحقّ واجب المتكلّم فقط ، ونحن ضربنا عن هذا صفحاً وتوخّينا بيان الحقّ على وجه يناسب كتاب « الملل والنحل » ، وهذا هو المنهج الذي مشينا عليه في أجزاء الكتاب كلّها ، وهو تحقيق الموضوع الذي طرح للبحث من جانب كلّ فرقة وملة.
    ولأجل ذلك أصبح الكتاب : كتاباً كلامياً أوّلاً ، وتاريخياً للعقائد والمذاهب ثانياً ، وموسوعة لبيان حالات رجالهم وشخصياتهم وتاريخ نشوئهم ثالثاً.
    وأرجو منه سبحانه أن يوفّقنا لما فيه رضاه وأن يصوننا من الزلّة في الرأي والقول والفعل والعمل.
    وأمّا الفرق التي دار حولها البحث والنقد فهي على سبيل الفهرس :
    1 ـ « أهل الحديث والحنابلة » الذين يعبّر عنهم في عصرنا هذا ب ـ « السلفية » حتى صارت هذه الكلمة شعاراً لهم ، وكأنّ « السلف » معصوم من الزلة متحرّر من الخطأ.
    2 ـ « الأشاعرة » آراؤهم وأفكارهم وترجمة مفكّريهم ومحقّقيهم ، وإنّما قدمنا هذه الفرقة على « المعتزلة » مع أنّ الشيخ الأشعري مؤسس هذا المذهب كان معتزلياً ثمّ تاب عن الاعتزال ورجع إلى مذهب الإمام « أحمد بن حنبل » وأسّس مذهباً معتدلاً بين المذهبين ـ و إنّما قدمنا هـ لأجل الصلة القويمة بين المذهبين : « أهل الحديث » و « الأشاعرة ».
    3 ـ الحركات الرجعية في القرون الأُولى كالمرجئة والجهمية والكرامية والظاهرية ، وسيوافيك أنّ آراءهم وأفكارهم في هذه القرون كانت رجعية بحتة تخالف منطق العقل الذي تعتمد عليه المعتزلة ، ومنطق الكتاب والسنّة الذي يعرج عليهما الحنابلة ، وأمّا الذي تولى كبرها فسوف يظهر لك في ذلك الفصل.


(17)
    4 ـ « القدرية » أسلاف المعتزلة كمعبد بن عبد اللّه الجهني ( المتوفّى عام 80 هـ ) وغيلان الدمشقي المقتول بدمشق بأمر الخليفة الأموي هشام بن عبد الملك عام 105 ، وقد اتّهم هؤلاء بنفي القدر الوارد في الكتاب والسنّة ، وقد قلنا إنّ الاتّهام في غير محله ، وهؤلاء كانوا دعاة الحرية والاختيار لا نفاة القدر الذي جاء في الآثار الصحيحة. نعم كانوا يرفضون القدر السالب للاختيار الحاكم على حرية الإنسان و اختياره ، بل حتى على اللّه سبحانه ، وكأنّ القدر إله ثان مسلّط على كلّ شيء حتّى إرادة اللّه وفي الوقت نفسه حنق على الإنسان ، فهو يدخل من يشاء الجنة ، ويدخل من يشاء الجحيم بلا ملاك ولا مبرر.
    5 ـ « الماتريدية » آراؤهم ورجالهم ، وهؤلاء والأشاعرة صنوان أو رضيعان يرتضعان من ثدي واحد ، ولكن « الماتريدية » أقرب إلى المعتزلة من الأشاعرة ، وقد وافقوا في كثير من المسائل ، المعتزلة.
    6 ـ « المعتزلة » منهجهم وآراؤهم ورجالهم.
    7 ـ « الخوارج » تاريخهم وعقائدهم.
    8 ـ « الوهابية » نشوؤها ومؤسسها ومعتقداتها.
    9 ـ « الشيعة الزيدية والإسماعيلية » ، ونبحث عن الباطنية في هذا الفصل.
    10 ـ « الشيعة الإمامية » الاثنا عشرية.
    تلك عشرة كاملة.
    و أُقدّم كتابي هذا لكلّ طالب للحقّ والحقيقة ، ولكلّ متعطش للتعرّف على الواقع بين منعرجات الأهواء النفسية والانتماءات الجاهلية والتعصّبات الباطلة ، ولا أشك في أنّ لفيفاً من الأُمّة سيقدّرون عملي هذا غير أنّ المتطرّفين من الطوائف الإسلامية يعدّونه تفريقاً للأُمّة وشقاً لعصاها ، وكأنّهم يرون التقارب الظاهري والتصفيق في المجامع والمجالس هو روح الوحدة وسنادها ، وهم في غفلة عن أنّ التعرف على المذاهب على ما هي عليه ، من عوامل التقريب


(18)
وتوحيد الكلمة وعود الأخوة الإسلامية إلى المجتمع الديني ، وعلى كلّ تقدير فلا أطلب رضا هؤلاء ، ولا أعتمد عليه ولا أخشى سخط الآخرين ولا أخافه ، ورائدي هو رضوانه تعالى لا غير. ( قُلْ إِنّما أَعِظُكُمْ بِواحِدَة أَنْ تَقُومُوا للّهِ مَثْنى وَفُرادى ثُمَّ تَتَفَكَّرُوا ). (1)
قم المقدسة ـ الحوزة العلمية
جعفر السبحاني
1410 هـ

1 ـ سبأ : 46.

(19)
بسم الله الرحمن الرحيم
الملل والنحل في المؤلّفات الإسلامية
    لقد قام ثلّة من علماء المسلمين بتدوين كتب مفصّلة أو مختصرة في هذا المضمار ، فكشفوا عن مصادر الآراء ومواردها ، وجمعوا واردها وشاردها ، وما ألّفوه حول تبيين العقائد والنحل على أصناف نشير إليها :
    أ. ما يتناول جميع الشرائع والمذاهب العالمية ، إسلامية كانت أو غيرها ، ومن هذا القسم :
    1 ـ « الفصل في الملل والأهواء والنحل » لإمام المذهب الظاهري ، أبي محمد علي بن حزم الظاهري ( المتوفّى 456 هـ ).
    2 ـ « الملل والنحل » لأبي الفتح محمد بن عبد الكريم الشهرستاني ( 479 ـ 548 هـ ).
    ب. ما يتناول خصوص الفرق الإسلامية ، ومن هذا القسم :
    1 ـ « مقالات الإسلاميّين واختلاف المصلّين » تأليف شيخ الأشاعرة أبي الحسن علي بن إسماعيل الأشعري ( المتوفّى عام 324 هـ ).
    2 ـ « التنبيه والرد » لأبي الحسين محمد بن أحمد بن عبد الرحمن الملطي الشافعي ( المتوفّى سنة 377 هـ ).
    3 ـ « الفرق بين الفرق » تأليف الشيخ عبد القاهر بن طاهر بن محمد


(20)
البغدادي الإسفرائيني التميمي ( المتوفّى 429 هـ ).
    4 ـ « التبصير في الدين وتمييز الفرقة الناجية عن الفرق الهالكة » لطاهر بن محمد الإسفرائيني ( المتوفّى 471 هـ ) المطبوع بمصر عام 1374 هـ.
    5 ـ « الفرق الإسلامية » ذيل كتاب « شرح المواقف » للكرماني ( المتوفّى 786 هـ ) وقد طبع في بغداد عام 1973م.
    ج. ما يتناول خصوص مذهب من المذاهب الإسلامية ، ومن هذا القسم :
    1 ـ « فرق الشيعة » ، تأليف أبي محمد الحسن بن موسى النوبختي من أعلام القرن الثالث للهجرة ، وقد بيّن فيه فرق أهل الإمامة.
    2 ـ « فرق الشيعة » (1) للشيخ أبي القاسم سعد بن عبد اللّه بن أبي خلف الأشعري القمي ( المتوفّى 299 أو 301 هـ ).
    وقد طبعت هذه الكتب و وزعت في العالم ، وهي متاحة لكلّ من أراد معرفة هذه المذاهب والمقالات والآراء والأفكار ، ولنقدّم قبل الورود في البحث أُموراً تفيد القرّاء الكرام وطلاب هذه المعرفة :
1 ـ الملة والنحلة في اللغة
    الملّة بمعنى الطريقة ، والمراد هنا السنن المأخوذة والمقتبسة من الآخرين ، ولأجل ذلك يضيفها القرآن إلى الرسل والأقوام إذ يقول مثلاً : ( بَلْ مِلَّةَ إِبْراهيمَ حَنيفاً ) (2) ، و قوله : ( إِنّي تَرَكْتُ مِلّةَ قَوم لا يُؤْمِنُونَ بِاللّهِ ) (3) ولا تستعمل مضافة إلى اللّه ولا إلى آحاد أُمّة نبي بل إلى نفس النبي ، ويقال ملّة إبراهيم وملّة محمّد ( صلَّى الله عليه وآله وسلَّم ) ولا يقال : ملّة اللّه.
    وأمّا النحلة فهي على ما في « لسان العرب » بمعنى الدعوى ، والنسبة بينها وبين الدين أنّها تستعمل في الباطل كثيراً ، مثل كلمة « انتحال المبطلين ».
1 ـ كما عبر عنه النجاشي في ترجمته وربما يعبر عنه بالمقالات والفرق.
2 ـ البقرة : 135.
3 ـ يوسف : 37.
بحوث في الملل والنحل ـ جلد الأوّل ::: فهرس