بحوث في الملل والنحل ـ جلد الأوّل ::: 161 ـ 170
(161)
    وسيوافيك تمام الرسالة في الفصل القادم.
    وممّا يوجب الأسف أنّ الوهابية أخذت تروّج عقائد التجسيم والتشبيه ، وإليك قصيدة في ذلك الباب نشرت في عاصمة التوحيد مكة المكرمة :
للّه وجه لا يحد بصورة وله يدان كما يقول إلهنا كلتا يديه يمين وصفها كرسيه وسع السماوات العلى واللّه يضحك لا كضحك عبيده واللّه ينزل كلّ آخر ليلة فيقول : هل من سائل فأجيبه ولربّنا عينان ناظرتان ويمينه جلّت عن الأيمان فهما على الثقلان منفقتان (1) والأرض وهو يعمه القدمان والكيف ممتنع على الرحمن لسمائه الدنيا بلا كتمان فأنا القريب أجيب من ناداني
    من قصيدة عبد اللّه بن محمد الأندلسي المالكي نشرت في « أربح البضاعة في معتقد أهل السنّة والجماعة » ص 32 جمع علي بن سليمان آل يوسف ، منشور مكة المكرمة سنّة 1393 هـ. كما في التمهيد ، الجزء الثالث ص 90 لشيخنا الحجة محمّد هادي معرفة ـ دام ظلّه ـ.
1 ـ هكذا ورد.

(162)

(163)
الفصل السادس
عصارات مدونة من عقائد أهل الحديث
    إنّ هذه الروايات التي سبقت تمثل عقائد أهل الحديث في العصور الأُولى الإسلامية حيث نسجت العقائد عليها وحيكت على نولها ، وقد بلغت بشاعة الأمر إلى حدّ أوجبت سقوط عقيدة أهل الحديث عن مقامها في نفوس الناس بعد ما انتشرت في أرجاء البلاد ، ولولا ثورة الإمام الأشعري على عقيدة أهل الحديث لكانت البشاعة أكثر.
    ونحن نأتي في هذا المجال ببعض الرسائل المدونة لبيان عقيدة أهل الحديث والحنابلة :

1 ـ عقيدة الحنابلة على لسان إمامهم
    إنّ إمام الحنابلة كتب رسالة صغيرة حول عقيدة أهل الحديث والسنّة وهي أخف وطأة ممّا ورد في كتب الحديث ، وإليك نصّ تلك الرسالة.
    قال : هذه مذاهب أهل العلم ، وأصحاب الأثر ، وأهل السنّة ، المتمسّكين بعروتها ، المعروفين بها ، المقتدى بهم فيها ، من لدن أصحاب النبي ( صلَّى الله عليه وآله وسلَّم ) إلى يومنا هذا. وأدركت من أدركت ـ من علماء الحجاز والشام وغيرها ـ عليها.
    فمن خالف شيئاً من هذه المذاهب ، أو طعن فيها ، أو عاب قائلها ،


(164)
فهو مخالف مبتدع ، وخارج عن الجماعة ، زائل عن منهج السنّة ، وسبيل الحقّ.
    فكان قولهم : إنّ الإيمان قول وعمل ونية ، و تمسّك بالسنّة. والإيمان يزيد وينقص. ويستثنى في الإيمان ، من غير أن يكون لشك. إنّما هو سنّة ماضية عن العلماء.
    فإذا سئل الرجل : مؤمن أنت؟ فإنّه يقول : أنا مؤمن إن شاء اللّه. ومؤمن أرجو ، أو يقول : آمنت باللّه وملائكته وكتبه ورسله.
    ومن زعم أنّ الإيمان قول بلا عمل ، فهو مرجئي.
    ومن زعم أنّ الإيمان هو القول ، والأعمال فشرائع : فهو مرجئي.
    ومن زعم أنّ الإيمان لا يزيد ولا ينقص ، فقد قال بقول المرجئة.
    ومن أنكر الاستثناء في الإيمان ، فهو مرجئي.
    ومن زعم أنّ إيمانه كإيمان جبريل والملائكة فهو جهمي.
    والقدر خيره وشره ، وقليله وكثيره ، وظاهره وباطنه ، وحلوه ومرّه ، ومحبوبه ومكروهه ، وحسنه وسيّئه ، وأوّله وآخره.
    واللّه عزّوجلّ قضى قضاءه على عباده ، لا يجاوزون قضاءه ، بل هم كلّهم صائرون إلى ما خلقهم له ، واقعون فيما قدر عليهم لا محالة ، وهو عدل منه عزّ وجلّ.
    والزنى والسرقة ، وشرب الخمر ، وقتل النفس ، وأكل المال الحرام ، والشرك باللّه عزّ وجلّ ، والذنوب والمعاصي ، كلّها بقضاء وقدر من اللّه عزّ وجلّ ، من غير أن يكون لأحد من الخلق على اللّه حجّة ، بل للّه عزّوجلّ الحجّة البالغة على خلقه ( لا يسأل عمّا يفعل وهم يسألون ) .
    وعلم اللّه عزّ وجلّ ماض في خلقه بمشيئة منه ، قد علم من إبليس ومن غيره ممّن عصا هـ من لدن أن عصاه إبليس إلى أن تقوم الساعة ـ المعصية ، وخلقهم لها ، وعلم الطاعة من أهل الطاعة وخلقهم لها ، فكلّ يعمل بما خلق


(165)
له ، وصائر إلى ما قضى اللّه عليه منه ، لم يعد أحد منهم قدر اللّه عزّوجلّ ومشيئته ، واللّه الفعّال لما يريد.
    ومن زعم أنّ اللّه عزّ وجلّ شاء لعباده الذين عصوا ، الخير والطاعة وأنّ العباد شاءوا لأنفسهم الشر والمعصية ، يعملون على مشيئتهم ، فقد زعم أنّ مشيئة العباد أغلب من مشيئة اللّه عزّ وجلّ. فأيّ افتراء على اللّه أكبر من هذا؟!
    ومن زعم أنّ الزنى ليس بقدر ، قيل له : أرأيت هذه المرأة حملت من الزنى ، وجاءت بولد ، هل شاء اللّه عزّوجلّ أن يخلق هذا الولد؟ وهل مضى هذا في سابق علمه؟ فإن قال : لا ، فقد زعم أنّ مع اللّه تعالى خالقاً وهذا هو الشرك صريحاً.
    ومن زعم أنّ السرقة وشرب الخمر وأكل المال الحرام ، ليس بقضاء فقد زعم أنّ هذا الإنسان قادر على أن يأكل رزق غيره. وهذا يضارع قول المجوسية. بل كلّ رزقه اللّه ، وقضى اللّه عزّوجلّ أن يأكله من الوجه الذي أكله.
    ومن زعم أنّ قتل النفس ليس بقدر من اللّه عزّوجلّ ، فقد زعم أنّ المقتول مات بغير أجله ، وأيّ كفر أوضح من هذا؟ بل كان ذلك بقضاءاللّه عزّ وجلّ وقدره وكلّ ذلك بمشيئته في خلقه ، وتدبيره فيهم ، وما جرى من سابق علمه فيهم. وهو العدل الحقّ الذي يفعل ما يريد.
    ومن أقرّ بالعلم لزمه الإقرار بالقدر والمشيئة.
    ولا نشهد على أحد من أهل القبلة أنّه في النار لذنب عمله ولا بكبيرة أتاها ، إلاّ أن يكون في ذلك حديث ، فنروي الحديث كما جاء على ما روي. نصدق به. ونعلم أنّه كما جاء. ولا تنقض الشهادة.
    والخلافة في قريش ما بقي من الناس اثنان ، ليس لأحد من الناس أن ينازعهم فيها ، ولا يخرج عليهم ، ولا نقر لغيرهم بها إلى قيام الساعة.
    والجهاد ماض ، قائم مع الإمام ، برّاً أو فاجراً. ولا يبطله جور جائر ، ولا عدل عادل.


(166)
    والجمعة والحجّ والعيدان مع الأئمّة ، وإن لم يكونوا بررة عدولاً أتقياء.
    ودفع الصدقات والأعشار والخراج والفيء ، والغنائم إلى الأمراء ، عدلوا فيها أو جاروا. والانقياد لمن ولاّه اللّه عزّوجلّ أمركم لا تنزع يداً من طاعته ، ولا تخرج عليه بسيفك ، يجعل اللّه لك فرجاً ومخرجاً ، ولا تخرج على السلطان ، بل تسمع وتطيع فإن أمرك السلطان بأمر ، هو للّه عزّ وجلّ معصية ، فليس لك أن تطيعه وليس لك أن تخرج عليه ، ولا تمنعه حقّه ، ولا تعن على فتنة بيد ولا لسان ، بل كفّ يدك ولسانك ، وهواك. واللّه عزّوجلّ المعين.
    والكفّ عن أهل القبلة. ولا نكفر أحداً منهم بذنب ، ولانخرجهم عن الإسلام بعمل ، إلاّ أن يكون في ذلك حديث فيروى كما جاء ، وكما روي ، ونصدقه ونقبله ونعلم أنّه كما روي نحو ترك الصلاة وشرب الخمر ، وما أشبه ذلك أو يبتدع بدعة ينسب صاحبها إلى الكفر والخروج عن الإسلام فاتبع الأثر في ذلك ولا تجاوزه.
    ولا أحب الصلاة خلف أهل البدع ، ولا الصلاة على من مات منهم.
    والأعور الدجّال خارج لا شكّ في ذلك ولا ارتياب. وهو أكذب الكذّابين.
    وعذاب القبر حقّ. يسأل العبد عن دينه ، وعن ربّه ، ويرى مقعده من النار والجنة.
    ومنكر ونكير حق وهما فتاناالقبور ، نسأل اللّه عزّوجلّ الثبات.
    وحوض النبي ( صلَّى الله عليه وآله وسلَّم ) حقّ ، ترده أُمّته ، وله آنية يشربون بها منه.
    الصراط حق يوضع على شفير جهنم ويمر الناس عليه ، والجنة من وراء ذلك ، نسأل اللّه عزّوجلّ السلامة في الجواز.
    والميزان حقّ ، توزن به الحسنات والسيّئات ، كما شاء أن توزن.
    والصور حقّ ، ينفخ فيه إسرافيل ( عليه السَّلام ) فيموت الخلق ، ثمّ ينفخ


(167)
فيه أُخرى فيقومون لربّ العالمين عزّ وجلّ للحساب والقصاص والثواب والعقاب.
    والجنة والنار واللوح المحفوظ حقّ ، تستنسخ منه أعمال العباد ممّا سبقت فيه من المقادير والقضاء.
    والقلم حقّ ، كتب اللّه به مقادير كلّ شيء وأحصاه في الذكر تبارك وتعالى.
    والشفاعة حقّ يوم القيامة ، يشفع قوم في قوم فلا يصيرون إلى النار ، ويخرج قوم من النار بعدما دخلوها بشفاعة الشافعين ، ويخرج قوم من النار برحمة اللّه عزّوجلّ بعدما لبثوا فيهاما شاء اللّه عزّوجلّ ، وقوم يخلدون فيها أبداً ، وهم أهل الشرك والتكذيب والجحود والكفر باللّه عزّ وجلّ.
    ويذبح الموت يوم القيامة بين الجنّة والنار.
    وقد خلقت النار وما فيها ، وخلقت الجنة وما فيها ، خلقهما اللّه عزّوجلّ ، ثمّ خلق الخلق لهما ، لا يفنيان ، ولا يفنى ما فيهما أبداً.
    فإن احتج مبتدع بقوله تعالى : ( كُلُّ شَيء هالِكٌ إِلاّ وجهَه ) (1) ونحو هذا من متشابه القرآن.
    قيل له : كلّ شيء ممّا كتب اللّه عزّوجلّ عليه الفناء والهلاك هالك ، والجنة والنار خلقهما اللّه عزّوجلّ للبقاء لا للفناء ولا للهلاك ، وهما من الآخرة لا من الدنيا.
    والحور العين ، لا يمتن عند قيام الساعة ، ولا عند النفخة أبداً لأنّ اللّه عزّ وجلّ خلقهنّ للبقاء ، لا للفناء ، ولم يكتب عليهن الفناء ولا الموت ، فمن قال خلاف ذلك فهو مبتدع.
    وخلق اللّه سبع سماوات ، بعضها فوق بعض ، وسبع أرضين بعضها
1 ـ القصص : 88.

(168)
أسفل من بعض. وبين الأرض العليا والسماء الدنيا خمسمائة عام ، وبين كلّ سماءين مسيرة خمسمائة عام. والماء فوق السماء السابعة ، وعرش الرحمن تبارك وتعالى فوق الماء. واللّه عزّوجلّ على العرش. وهو يعلم ما في السماوات السبع والأرضين السبع و [ ما ] بينهما وما تحت الثرى ، وما في قعر البحار ومنبت كلّ شعرة ، وكل شجرة ، وكل زرعة ، وكل نبت ، ومسقط كلّ ورقة ، وعدد ذلك وعدد الحصا والرمل والتراب ، ومثاقيل الجبال ، وأعمال العباد وآثارهم ، وكلامهم وأنفاسهم ويعلم كلّ شيء لا يخفى عليه شيء من ذلك ، وهو على العرش ، فوق السماء السابعة وعنده حجب من نار ونور وظلمة وماء ، وهو أعلم بها.
    فإن احتج مبتدع أو مخالف بقوله تعالى : ( وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِليهِ مِنْ حَبْلِ الْوَريد ) (1) ، أو بقوله عزّ وجلّ : ( وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ ما كُنْتُمْ ) (2) ، أو بقوله تعالى : ( ما يَكُونُ مِنْ نَجْوى ثَلاثَة إِلاّهُوَ رابِعُهُمْ ) (3) ونحو هذا من متشابه القرآن.
    قيل : إنّما يعني بذلك العلم. لأنّ اللّه تبارك وتعالى على العرش فوق السماء السابعة العليا ، يعلم ذلك كلّه ، وهو تعالى بائن من خلقه لا يخلو من علمه مكان ، واللّه تعالى على العرش. وللعرش حملة يحملونه. واللّه عزّوجلّ على عرشه.
    واللّه تعالى سميع لا يشكّ ، بصير لا يرتاب ، عليم لا يجهل ، جواد لا يبخل ، حليم لا يعجل ، حفيظ لا ينسى ، يقظان (4) لا يسهو ، قريب لا يغفل ، يتكلّم ويسمع وينظر ، ويبصر ويضحك ، ويفرح ويحب ، ويكره ويبغض ، ويرضى ويغضب ويسخط ، ويرحم ويعفو ويعطي ويمنع ، وينزل تبارك وتعالى كلّ ليلة إلى السماء الدنيا كيف يشاء ( ليْسَ كَمِثْلهِ شَيْءٌ وَهُوَ
1 ـ ق : 16.
2 ـ الحديد : 4.
3 ـ المجادلة : 7.
4 ـ لم ترد هذه الكلمة في الكتاب ولا السنّة. ولعلّ الأولى أن يقال : ( لا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلا نَوم ).


(169)
السَّميعُ الْبَصِير ) (1) وقلوب العباد بين أصبعين من أصابع الربّ عزّوجلّ ، يقلبها كيف يشاء ويوعيها ما أراد.
    وخلق اللّه عزّوجلّ آدم ( عليه السَّلام ) بيده والسماوات والأرض يوم القيامة في كفّه. ويخرج قوماً من النار بيده ، وينظر أهل الجنة إلى وجهه. ويرونه فيكرمهم ويتجلى لهم فيعطيهم. ويعرض عليه العباد يوم الفصل والدين ، ويتولّى حسابهم بنفسه ، لا يولى ذلك غيره عزّ وجلّ.
    والقرآن كلام اللّه ، ليس بمخلوق ، فمن زعم أنّ القرآن مخلوق فهو جهمي كافر.
    ومن زعم أنّ القرآن كلام اللّه عزّوجلّ ووقف ، ولم يقل : مخلوق ولا غير مخلوق ، فهو أخبث من الأوّل. ومن زعم أنّ ألفاظنا بالقرآن وتلاوتنا له مخلوقة ، والقرآن كلام اللّه فهو جهمي. ومن لم يكّفر هؤلاء القوم كلّهم فهو مثلهم.
    وكلّم اللّه موسى تكليماً ، من اللّه سمع موسى يقيناً ، وناوله التوراة من يده ، ولم يزل اللّه متكلماً عالماً ، تبارك اللّه أحسن الخالقين.
    والرؤيا من اللّه عزّ وجلّ حقّ ، إذا رأى صاحبها شيئاً في منامه يقصّها على عالم ، وقد كانت الرؤيا من الأنبياء وحياً.
    ومن السنّة : ذكر محاسن أصحاب رسول اللّه ( صلَّى الله عليه وآله وسلَّم ) كلّهم أجمعين والكفّ عن الذي شجر بينهم. فمن سب أصحاب رسول اللّه ( صلَّى الله عليه وآله وسلَّم ) ، أو واحداً منهم ، فهو مبتدع رافضي ، حبهم سنّة ، الدعاء لهم قربة ، والاقتداء بهم وسيلة ، والأخذ ب آثارهم فضيلة.
    وخير هذه الأُمّة ـ بعد نبيّها ( صلَّى الله عليه وآله وسلَّم ) ـ أبو بكر ، وخيرهم ـ بعد أبي بكر ـ عمر ، وخيرهم ـ بعد عمر ـ عثمان ، وخيرهم ـ بعد عثمان ـ
1 ـ الشورى : 11.

(170)
علي ، رضوان اللّه عليهم ، خلفاء راشدون مهديون. ثمّ أصحاب محمد ( صلَّى الله عليه وآله وسلَّم ) بعد هؤلاء الأربعة ، لا يجوز لأحد أن يذكر شيئاً من مساويهم ، ولا يطعن على أحد منهم ، فمن فعل ذلك فقد وجب على السلطان تأديبه وعقوبته ، ليس له أن يعفو عنه ، بل يعاقبه ثمّ يستتيبه ، فإن تاب قبل منه. وإن لم يتب أعاد عليه العقوبة. وجلده في المجلس حتى يتوب ويراجع. (1)
    ثمّ إنّ الشيخ أبا جعفر المعروف بالطحاوي المصري ( المتوفّى عام 321 هـ ) كتب رسالة حول عقيدة أهل السنّة تشتمل على مائة وخمسة أُصول ، زعم أنّها عقيدة الجماعة والسنّة على مذهب فقهاء الملة : أبي حنيفة النعمان بن ثابت الكوفي ، وأبي يوسف يعقوب بن إبراهيم الأنصاري ، وأبي عبد اللّه محمّد بن الحسن الشيباني والرسالة صغيرة كتب عليها تعاليق وشروح كثيرة.
    ولما ثار الإمام الأشعري على المعتزلة وانخرط في سلك أهل الحديث ، جاء في الباب الثاني من كتاب « الإبانة » بعقيدة أهل السنّةوالجماعة في واحد وخمسين أصلاً ، وإليك هذه الرسالة.
2 ـ رسالة « الأشعري » في عقيدة أهل الحديث
    قولنا الذي نقول به ، وديانتنا التي ندين بها : التمسك بكتاب ربّنا عزّ وجلّ ، وبسنّة نبيّنا ( صلَّى الله عليه وآله وسلَّم ) ، و ما روي عن الصحابة والتابعين وأئمّة الحديث ونحن بذلك معتصمون. وبما كان يقول به أبو عبد اللّه أحمد بن محمد بن حنبل ـ نضر اللّه وجهه ، ورفع درجته وأجزل مثوبت هـ قائلون ، ولمن خالف قوله مجانبون ، لأنّه الإمام الفاضل والرئيس الكامل ، الذي أبان اللّه به الحقّ ، ودفع به الضلال ، وأوضح به المنهاج ، وقمع به بدع المبتدعين ، وزيغ
1 ـ السنّة : 44 ـ 50.
بحوث في الملل والنحل ـ جلد الأوّل ::: فهرس