الزائغين وشك الشاكّين ، فرحمة اللّه عليه من
إمام مقدم ، وجليل معظم ، وكبير مفخم ، وعلى جميع أئمّة المسلمين.
وجملة قولنا :
1 ـ أنا نقرّ باللّه ، وملائكته ، وكتبه ، ورسله ، وما جاء من عند اللّه ، وما رواه الثقات عن رسول اللّه ( صلَّى الله عليه وآله وسلَّم ) لا نرد من ذلك شيئاً.
2 ـ وأنّ اللّه عزّوجلّ إله واحد لاإله
إلاّ هو ، فرد صمد لم يتخذ صاحبة ولا ولداً.
3 ـ وأنّ محمّداً عبده ورسوله ، أرسله
بالهدى ودين الحقّ.
4 ـ وأنّ الجنّة والنار حقّ.
5 ـ وأنّ الساعة آتية لا ريب فيها ، وأنّ
اللّه يبعث من في القبور.
6 ـ وأنّ اللّه استوى على عرشه كما
قال : ( الرَّحمنُ عَلى العرشِ
اسْتَوى ). (1) 7 ـوأنّ له وجهاً بلا كيف كما قال :
( وَيَبْقى وَجْهُ رَبّكَ
ذُو الجَلالِ وَالإِكْرام ) . (2) 8 ـ وأنّ له يدين بلا كيف كما قال :
( خَلَقْتُ
بيدي ) (3) ، وكما قال : ( بَلْ يَداهُ مَبْسُوطتان )
. (4) 9 ـ وأنّ له عيناً بلا كيف كما قال :
( تَجْري
بِأَعْيُننا ) . (5) 10 ـ وأنّ من زعم أنّ أسماء اللّه غيره
كان ضالاً.
1. طه : 5. 2 ـ الرحمن : 27. 3 ـ ص : 75. 4 ـ المائدة : 64. 5 ـ القمر : 14.
(172)
11 ـ وأنّ للّه
علماً كما قال : ( أَنْزَلَهُ
بعِلْمِهِ ) (1) ، وكما قال : ( وَماتَحْمِل مِنْ أُنْثى وَلاتَضَعُ
إِلاّبِعِلْمِهِ ). (2) 12 ـ ونثبت للّه السمع والبصر ولا ننفي
ذلك ، كما نفته المعتزلة والجهمية والخوارج.
13 ـ وثبت أنّ للّه قوّة كما
قال : ( أَوَ لَمْ يَرَوْا
أَنَّ اللّهَ الَّذي خَلَقَهُمْ هُوَ أَشدُّ مِنْهُمْ
قُوّة ) . (3) 14 ـ ونقول : إنّ كلام اللّه غير مخلوق ، وإنّه لم يخلق شيئاً إلاّ وقد قال له : كن فيكون ، كما قال : ( إِنّماقَوْلُنا لِشَيء إذا أََرْدناهُ أَنْ
نَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ ) . (4) 15 ـ وإنّه لا يكون في الأرض شيء من خير
وشر إلاّما شاء اللّه ، وإنّ الأشياء تكون بمشيئة اللّه عزّوجلّ.
وإنّ أحداً لا يستطيع أن يفعل شيئاً قبل
أن يفعله اللّه ـ
16 ـ ولا نستغني عن اللّه ، ولا نقدر على
الخروج من علم اللّه عزّوجلّ.
17 ـ وإنّه لا خالق إلاّ اللّه ، وإنّ
أعمال العبد مخلوقة للّه مقدورة ، كما قال : ( وَاللّهُ خَلَقكُمْ وَما تَعْمَلُون )
. (5) وإنّ العباد لا يقدرون أن يخلقوا شيئاً
وهم يخلقون ، كما قال : ( هَلْ مِنْ خالِق غَيرُ اللّهِ )
(6) ، وكما
قال : ( لا يَخْلُقُونَ شَيْئاً
وهُمْ يُخْلَقُون ) (7) وكما
1 ـ النساء : 166. 2 ـ فاطر : 11. 3 ـ فصلت : 15. 4 ـ النحل : 40. 5 ـ الصافات : 96. 6 ـ فاطر : 3. 7 ـ النحل : 20.
(173)
قال : ( أَفَمَنْ يَخْلُقُ كَمَنْ لا يَخْلُق )
(1) ، وكما قال : ( أَمْ خُلِقُوا مِنْ غيَرْ ِشَيء أم هُمُ الخالِقُونَ ) (2) وهذا في
كتاب اللّه كثير.
18 ـ وإنّ اللّه وفق المؤمنين لطاعته ، ولطف بهم ، ونظر إليهم ، وأصلحهم وهداهم ، وأضل الكافرين ولم يهدهم ، ولم يلطف بهم
بالإيمان ، كما زعم أهل الزيغ والطغيان ، ولو لطف بهم وأصلحهم لكانوا صالحين. ولو
هداهم لكانوا مهتدين ، كما قال تبارك و تعالى : ( مَنْ يَهْد اللّهُ فَهُوَ المُهْتَدِي وَمَنْ
يُضْلِلْ فَأُولئِكَ هُمُ الخاسِرُون )
. (3) وإنّ اللّه يقدر أن يصلح الكافرين ، ويلطف
بهم حتى يكونوا مؤمنين ، ولكنّه أراد أن يكونوا كافرين كما علم ، وإنّه خذلهم
وطبع على قلوبهم.
19 ـ وإنّ الخير والشر بقضاء اللّه وقدره.
وإنّا نؤمن بقضاء اللّه وقدره ، خيره وشرّه ، حلوه ومرّه ، ونعلم أنّ ما أخطأنا لم
يكن ليصيبنا ، وأنّ ما أصابنا لم يكن ليخطئنا وأنّ العباد لا يملكون لأنفسهم
ضرّاً ولا نفعاً إلاّ ما شاء اللّه كما قال عزّوجلّ : ( قُلْ لا أَمْلِكُ لِنَفْسي نَفْعاً وَلا ضَرّاً
إِلاّما شاءَ اللّه ) (4) وإنّا
نلجأ في أُمورنا إلى اللّه ، ونثبت الحاجة والفقر في كلّ وقت إليه.
20 ـ ونقول : إنّ القرآن كلام اللّه غير
مخلوق ، وإنّ من قال بخلق القرآن فهو كافر.
21 ـ وندين بأنّ اللّه تعالى يُرى في
الآخرة بالأبصار كما يُرى القمر ليلة البدر يراه المؤمنون كما جاءت الروايات عن
رسول اللّه ( صلَّى
الله عليه وآله وسلَّم ).
ونقول : إنّ الكافرين محجوبون عنه إذا رآه
المؤمنون في الجنة ، كما قال
1 ـ النحل : 17. 2 ـ الطور : 35. 3 ـ الأعراف : 178. 4 ـ الأعراف : 188.
(174)
اللّه عزّ وجلّ : ( كَلاّإِنّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ يَوْمئِذ
لَمَحْجُوبُون ) (1) وإنّ
موسى ( عليه
السَّلام ) سأل اللّه
عزّوجلّ الرؤية في الدنيا ، وإنّ
اللّه تعالى تجلّى للجبل ، فجعله دكّاً ، فاعلم بذلك موسى أنّه لا يراه في
الدنيا.
22 ـ وندين بأن لا نكفّر أحداً من أهل
القبلة بذنب يرتكبه كالزنى والسرقة وشرب الخمر ، كما دانت بذلك الخوارج وزعمت
أنّهم كافرون.
ونقول : إنّ من عمل كبيرة من هذه الكبائر
مثل الزنى والسرقة وما أشبههما مستحلاً لها غير معتقد لتحريمها كان
كافراً.
23 ـ ونقول : إنّ الإسلام أوسع من الإيمان ، وليس كلّ إسلام إيماناً.
24 ـ وندين بأنّ اللّه تعالى يقلّب
القلوب « وأنّ القلوب بين أصبعين من أصابع الرحمن » (2) ، وأنّه سبحانه « يضع السماوات على أصبع والأرضين
على أصبع » (3) كما جاءت الرواية عن رسول اللّه ( صلَّى الله عليه وآله وسلَّم ) من غير تكييف.
25 ـ وندين بأن لا ننزل أحداً من أهل
التوحيد والمتمسكين بالإيمان جنة
1 ـ المطففين : 15. 2 ـ رواه مسلم رقم ( 2654 ) في
القدر : باب تصريف اللّه تعالى القلوب كيف شاء. وأحمد2/168و 173 من حديث عبد
اللّه عمرو. وابن ماجه برقم ( 3834 ) في الدعاء : باب دعاء رسول اللّه
( صلَّى الله عليه
وآله وسلَّم ) والترمذي رقم
( 2141 ) في القدر : باب ما جاء أنّ القلوب بين أصبعي الرحمن من حديث أنس بن مالك
وأحمد : 6/302 و 315 والترمذي رقم ( 3517 ) في الدعوات باب رقم 89 من حديث أُمّ
سلمة وأحمد : 6/251 من حديث عائشة 302 ، 315. 3 ـ أخرجه البخاري : 13/335 ، 336 و
369 و 397 في التوحيد : باب قوله تعالى : ( لما خلقت بيدي ) وباب قوله تعالى :
( إنّ اللّه يمسك السموات
والأرض ) وباب كلام الرب تعالى يوم القيامة مع
الأنبياء. و 8/423 وفي التفسير : باب قوله تعالى : ( والأرض جميعاً قبضته يوم
القيامة ) و مسلم رقم ( 2786 ) ( 21 ) في المنافقين : باب
صفة القيامةوالجنة والنار والترمذي رقم ( 3236 ) و ( 3238 ) في التفسير : باب و من
سورة الزمر كلّهم من حديث عبد اللّه بن مسعود رضي اللّه عنه.
(175)
ولا ناراً إلاّ من شهد له رسول اللّه
( صلَّى الله عليه
وآله وسلَّم ) بالجنة ، ونرجو
الجنة للمذنبين ونخاف عليهم أن يكونوا بالنار معذبين.
ونقول : إنّ اللّه عزّوجلّ يخرج قوماً من
النار بعد أن امتحشوا بشفاعة محمّد رسول اللّه ( صلَّى الله عليه وآله وسلَّم ) تصديقاً لما جاءت به الروايات عن
رسول اللّه ( صلَّى
الله عليه وآله وسلَّم ). (1) 26 ـ ونؤمن بعذاب القبر وبالحوض ، وأنّ
الميزان حقّ ، والصراط حقّ ، والبعث بعد الموت حقّ ، وأنّ اللّه عزّ وجلّ يوقف
العباد في الموقف ويحاسب المؤمنين.
27 ـ وأنّ الإيمان قول وعمل يزيد وينقص ، ونسلم الروايات الصحيحة في ذلك عن رسول اللّه ( صلَّى الله عليه وآله وسلَّم ) التي رواها الثقاة عدل عن عدل
حتى تنتهي الرواية إلى رسول اللّه ( صلَّى الله عليه وآله وسلَّم ).
28 ـ وندين بحب السلف ، الذين اختارهم
اللّه عزّوجلّ لصحبة نبيّه ( صلَّى الله عليه وآله وسلَّم ) ، ونثني عليهم بما أثنى اللّه به عليهم ، ونتولاهم أجمعين.
29 ـ ونقول : إنّ الإمام الفاضل بعد رسول
اللّه ( صلَّى الله
عليه وآله وسلَّم ) أبو بكر
الصديق رضوان اللّه عليه ، وإنّ اللّه أعزّ به الدين وأظهره على المرتدين ، وقدمه
المسلمون للإمامة ، كما قدمه رسول اللّه ( صلَّى الله عليه وآله وسلَّم ) للصلاة ، وسمّوه بأجمعهم خليفة رسول اللّه
( صلَّى الله عليه
وآله وسلَّم ). ثمّ عمر بن
الخطاب ، ثمّ عثمان بن عفان ، وإنّ الذين قتلوه ، قتلوه ظلماً وعدواناً ، ثمّ علي
بن أبي طالب رضي اللّه عنه ،
1 ـ خروجهم من النار بعد أن
امتحشوا وحديث الشفاعة ، رواه البخاري : 13/395 ـ 397 في التوحيد : باب كلام الرب
تعالى يوم القيامة مع الأنبياء وغيرهم. و 13/332 باب قوله تعالى ( لما خلقت بيدي ) . و13/398 باب قوله تعالى : ( وكلّم اللّه موسى تكليماً ) و 8/122 في تفسير سورة البقرة : باب ( علّم آدم الأسماء كلّها ) ومسلم رقم ( 193 ) من حديث أنس بن مالك والبخاري 6/264 و 265 ومسلم ( 194 )
في الإيمان : باب أدنى أهل الجنة منزلة فيها من حديث أبي هريرة والبخاري : 11/367
و 371 من حديث جابر.
(176)
فهؤلاء الأئمّة بعد رسول اللّه ( صلَّى الله عليه وآله وسلَّم ) وخلافتهم خلافة النبوة.
ونشهد بالجنة للعشرة الذين شهد لهم رسول
اللّه ( صلَّى الله
عليه وآله وسلَّم ) بها ، ونتولّى
سائر أصحاب النبي (
صلَّى الله عليه وآله وسلَّم ) و
نكف عمّا شجر بينهم ، وندين اللّه بأنّ الأئمّة الأربعة خلفاء راشدون مهديون
فضلاء لا يوازيهم في الفضل غيرهم.
30 ـ ونصدق بجميع الروايات التي يثبتها
أهل النقل من النزول إلى السماء الدنيا ، وأنّ الربّ عزّ وجلّ يقول : « هل من
سائل ، هل من مستغفر » (1) وسائر ما نقلوه وأثبتوه خلافاً لما قاله أهل
الزيغ والتضليل.
31 ـ ونعول فيما اختلفنا فيه على كتاب
ربّنا تبارك وتعالى وسنّة نبيّنا ( صلَّى الله عليه وآله وسلَّم ) ، وإجماع المسلمين ، وما كان في معناه ، ولا
نبتدع في دين اللّه بدعة لم يأذن اللّه بها ، ولا نقول على اللّه مالا
نعلم.
32 ـ ونقول : إنّ اللّه عزّوجلّ يجيء يوم
القيامة كما قال : ( وَجاءَ ربّكَ
وَالمَلَكُ صَفّاً صَفّاً ) (2) ، وإنّ اللّه عزّ وجلّ يقرب من
عباده كيف شاء ، كما قال : ( وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِليهِ مِنْ
حَبْلِ الْوَريد ) (3) وكما
قال : ( ثُمَّ دَنا فَتَدَلّى* فَكانَ قابَ قَوسين أَوْ
أَدنى ) . (4) 33 ـ ومن ديننا أن نصلي الجمعة والأعياد
وسائر الصلوات والجماعات
1 ـ رواه مسلم ( 758 ) ( 170 ) ( 172 )
في صلاة المسافرين : باب الترغيب والدعاء والذكر في آخر الليل. وللحديث صيغ أُخرى
رواها البخاري في التهجد : باب الدعاء والصلاة من آخر الليل وفي الدعوات : باب
الدعاء نصف الليل وفي التوحيد : باب قوله تعالى : ( يريدون أن يبدلوا كلام
اللّه ) ومسلم ( 758 ) ( 168 ) ( 169 ) وأبو داود رقم
( 4733 ) في السنّة. والترمذي رقم ( 3493 ) في الدعوات وأحمد 2/258 و 267 و 282 و 419
و 487 و 504 و 521 من حديث أبي هريرة. 2 ـ الفجر : 22. 3 ـ ق : 16. 4 ـ النجم : 8 ـ 9.
(177)
خلف كلّ برّ وفاجر ، كما روي عن عبد اللّه بن عمر
أنّه كان يصلّي خلف الحجّاج.
34 ـ وأنّ المسح على الخفين سنّة في الحضر
والسفر خلافاً لقول من أنكر ذلك.
35 ـ ونرى الدعاء لأئمّة المسلمين بالصلاح
والإقرار بإمامتهم ، وتضليل من رأى الخروج عليهم ، إذا ظهر منهم ترك الاستقامة ، وندين بإنكار الخروج عليهم بالسيف ، وترك القتال في الفتنة.
36 ـ ونقرّ بخروج الدجّال ، كما جاءت به
الرواية عن رسول اللّه ( صلَّى الله عليه وآله وسلَّم ). (1) 37 ـ ونؤمن بعذاب القبر ومنكر ونكير
ومسألتهما المدفونين في قبورهم.
38 ـ ونصدّق بحديث
المعراج. (2) 39 ـ ونصحّح كثيراً من الرؤيا في المنام
ونقرّ أنّ لذلك تفسيراً.
40 ـ ونرى الصدقة عن موتى المسلمين ، والدعاء لهم ونؤمن بأنّ اللّه ينفعهم بذلك.
1 ـ صحيح البخاري : 13/87 في الفتن :
باب ذكر الدجال وفي الأنبياء : باب ما ذكر عن بني إسرائيل ، و 13/89 ـ 91 ، وفي فضائل
المدينة : باب لا يدخل الدجال المدينة. ومسلم ( 2933 ) في الفتن : باب ذكر الدجال
وصفته ومن معه ولغاية ( 2947 ) ، و الترمذي ( 2235 ) لغاية ( 2246 ) في الفتن ، وأبو
داود ( 4315 ) في الملاحم ولغاية ( 4328 ) وأحمد في « المسند » : 1/4 ، 7; 2/33 ، 37 ، 67 ، 104 ، 108 ، 124 ، 131 ، 237 ، 349 ، 429 ، 457 ، 530; 3/42; 5/32 ، 38 ، 43 ، 47. وابن
ماجة من ( 4071 ) ولغاية ( 4988 ) في الفتن باب فتنة الدجال. 2 ـ رواه البخاري : 13/399 ـ 406 في
التوحيد : باب ما جاء في قوله عزّ وجلّ : ( وكلّم اللّه موسى تكليماً ) وفي الأنبياء : باب صفة النبي ( صلَّى الله عليه وآله وسلَّم ) ، ومسلم رقم ( 162 ) في الإيمان : باب الإسراء
برسول اللّه ( صلَّى
الله عليه وآله وسلَّم ) إلى
السماوات ، والنسائي : 1/221 في الصلاة : باب فرض الصلاة ، والترمذي رقم ( 3130 ) في
التفسير : باب و من سورة بني إسرائيل.
(178)
41 ـ ونصدّق بأنّ
في الدنيا سحراً وسحرة ، وأنّ السحر كائن موجود في الدنيا.
42 ـ وندين بالصلاة على من مات من أهل
القبلة برّهم وفاجرهم وتوارثهم.
43 ـ ونقرّ أنّ الجنة والنّار
مخلوقتان.
44 ـ وأنّ من مات أو قتل فبأجله مات أو
قتل.
45 ـ وأنّ الأرزاق من قبل اللّه عزّوجلّ
يرزقها عباده حلالاً وحراماً.
46 ـ وأنّ الشيطان يوسوس للإنسان ويشككه
ويتخبطه خلافاً لقول المعتزلة والجهمية ، كما قال اللّه عزّوجلّ : ( الّذينَ يَأْكُلُونَ الرِّبا لا يَقُومُونَ إِلاّ
كَما يَقُومُ الَّذي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطانُ مِنَ
المَس ) (1) ، وكما قال : ( مِنْ شَرِّ الْوَسْواسِ الخَنّاس* الَّذي
يُوَسْوِسُ في صُدُورِ النّاس* مِنَ الجِنَّةِ وَالنّاس )
. (2) 47 ـ ونقول : إنّ الصالحين يجوز أن يخصّهم
اللّه عزّوجلّ ب آيات يظهرها عليهم.
48 ـ وقولنا في أطفال المشركين : إنّ اللّه
يؤجّج لهم في الآخرة ناراً ، ثمّ يقول لهم اقتحموها ، كما جاءت بذلك
الروايات. (3)1 ـ البقرة : 275. 2 ـ الناس : 4 ـ 6.
3 ـ اختلف العلماء قديماً وحديثاً
في أولاد المشركين على أقوال ، منها القول الذي ذكره المصنّف رحمه اللّه أنّهم
يمتحنون في الآخرة بأن ترفع لهم نار ، فمن دخلها كانت عليه برداً وسلاماً ، و من
أبى عذّب. رواه البزاز من حديث أنس بن مالك وأبي سعيد الخدري رضي اللّه عنهما ، ورواه الطبراني من حديث معاذ بن جبل رضي اللّه عنه. قال الحافظ في « الفتح » : 3/195 وقد صحّت مسألة
الامتحان في حقّ المجنون و من مات في الفترة من طرق صحيحة. ومن الأقوال أنّهم
في الجنة. قال النووي : وهو المذهب الصحيح الذي صار إليه المحقّقون لقوله تعالى :
( وَماكُنّا معذّبين حتّى
نبعث رَسولاً ). وانظر « الفتح » : 3/195 ـ
196.
(179)
49 ـ وندين اللّه
عزّوجلّ بأنّه يعلم ما العباد عاملون ، وإلى ما هم صائرون ، وما كان وما يكون ، وما لا يكون إن لو كان كيف كان يكون.
50 ـ وبطاعة الأئمّة ونصيحة
المسلمين.
51 ـ ونرى مفارقة كلّ داعية إلى بدعة
ومجانبة أهل الأهواء ، وسنحتج لما ذكرناه من قولنا وما بقي منه ممّا لم نذكره
باباً باباً وشيئاً شيئاً ، إن شاء اللّه تعالى.
وما طرح من الأُصول في كتاب
« الإبانة » هو الذي جاء به في كتاب « مقالات الإسلاميين » عند البحث عن قول أصحاب
الحديث وأهل السنّة ولو كان بينهما اختلاف فإنّما هو في العرض لا في الأصل
والجوهر. ويقول بعد عرضها « فهذه جملة ما يأمرون به ، ويستعملونه ، ويرونه وبكلّ
ما ذكرنا من قولهم نقول وإليه نذهب ». (1) لقد شهد التاريخ الإسلامي صراعاً عنيفاً
بين الحنابلة والأشاعرة ، وستوافيك صورة من ذلك في آخر هذا الجزء.
ولكن الحقّ أنّه لو كانت عقيدة الأشاعرة
هي ما جاء في مقدمة رسالة « الإبانة » أو ما جاء في كتا ب « مقالات الإسلاميين » لما
كان بين الفريقين أي اختلاف أبداً ، وهذا ممّا يقضى منه العجب.
ولأجل ذلك ـ ربما ـ تخيّل
بعضهم (2) أنّ الرسالة المطبوعة موضوعة على لسان الأشعري.
3 ـ أُصول عقيدة أهل الحديث عند
الملطي ثمّ تتابع بعده
تبيين عقيدة أهل السنّة ، فكتب أبو الحسين محمد بن أحمد
1 ـ مقالات الإسلاميين : 320 ـ
325. 2 ـ كالشيخ محمد زاهد الكوثري في
بعض تعاليقه على الكتب.
(180)
ابن عبد الرحمن الملطي الشافعي ( المتوفّى عام
377 هـ ) كتابه المعروف « التنبيه والرد » وذكر عقيدة أهل السنّة تحت أُصول
نذكرها :
والذي ثبت عن محمد بن عكاشة أنّ أُصول
السنّة ممّا اجتمع عليه الفقهاء والعلماء منهم : علي بن عاصم ، وسفيان بن عيينة ، وسفيان بن يوسف الفريابي ، وشعيب ، ومحمّد بن عمر الواقدي ، وشابة بن ثوار ، والفضل
بن دكين الكوفي ، وعبد العزيز بن أبان الكوفي ، وعبد اللّه بن داود ، ويعلى بن
قبيصة ، وسعيد بن عثمان ، وأزهر ، وأبو عبد الرحمن المقري ، وزهير بن نعيم ، والنضر
بن شميل ، وأحمد ابن خالد الدمشقي ، والوليد بن مسلم القرشي ، والرواد بن الجراح
العسقلاني ، ويحيى بن يحيى ، وإسحاق بن راهويه ، ويحيى بن سعيد القطان ، وعبد
الرحمن بن مهدي ، وأبو معاوية الضرير كلّهم يقولون : رأينا أصحاب رسول اللّه
( صلَّى الله عليه
وآله وسلَّم ) كانوا
يقولون :
1 ـ الرضا بقضاء اللّه و التسليم لأمر
اللّه والصبر على حكم اللّه.
2 ـ الأخذ بما أمر اللّه ، والنهي عمّا نهى
اللّه عنه.
3 ـ الإخلاص بالعمل للّه.
4 ـ الإيمان بالقدر ، خيره وشره من
اللّه.
5 ـ ترك المراء والجدال والخصومات في
الدين.
6 ـ المسح على الخفين.
7 ـ الجهاد مع أهل القبلة.
8 ـ الصلاة على من مات من أهل القبلة
سنّة.
9 ـ الإيمان يزيد وينقص قول وعمل.
10 ـ القرآن كلام اللّه.
11 ـ الصبر تحت لواء السلطان على ما كان
منهم ، من عدل أو جور ،