بحوث في الملل والنحل ـ الجزء السادس ::: 531 ـ 540
(531)
العلوم والفنون ليظهر أنّهم كانوا في الطليعة وكان لهم الدور الأساسي.
    إنّ الحضارة الإسلامية تستمد من الكتاب والسنّة فكل من قدّم خدمة للقرآن لفظاً ومعنى ، صورة ومادة فقد شارك في بناء الحضارة الإسلامية ومثله السنّة وإليك البيان.

    1 ـ قدماء الشيعة وعلم النحو :
    إنّ دراسة القرآن بين الاُمة ونشر مفاهيمه ، يتوقّف على معرفة العلوم التي تعد مفتاحاً له إذ لولا تلك العلوم لكانت الدراسة ممتنعة ، ونشرها في ربوع العالم غير ميسور ، جدّاً. بل لولا هذه العلوم ونضجها لحرم جميع المسلمين حتّى العرب منهم من الاستفادة من القرآن الكريم. لأنّ الفتوحات فرضت على المجتمع العربي الاختلاط مع بقية القوميات وسبَّب ذلك خطراً على بقاء اللغة العربية وكان العرب عند ظهور الإسلام يعربون كلامهم على النحو الذي في القرآن إلاّ من خالطهم من الموالي والمتعرّبين ، ولكن اللحن لم يكثر إلاّ بعد الفتوح وانتشار العرب في الآفاق فشاع اللحن في قراءة القرآن فمست الحاجة الشديدة إلى ضبط قواعد اللغة (1).
    فقام أبو الأسود الدؤلي بوضع قواعد نحوية بأمر الامام أميرالمؤمنين ( عليه السلام ) فأبو الأسود إمّا واضع علم النحو أو مدوّنه وكان من سادات التابعين ، صاحب عليّاً وشهد معه صفين. ثمّ أقام في البصرة. يقول الشيخ أبو الحسن سلامة الشامي النحوي : إنّ علياً دخل عليه أبو الأسود يوماً. قال : فرأيته مفكّراً ، فقلت له : مالي أراك مفكّراً يا أميرالمؤمنين ؟ قال : إنّي سمعت من بعض الناس لحناً وقد هممت أن أضع كتاباً أجمع فيه كلام العرب. فقلت : إن فعلت ذلك أحييت
1 ـ جرجي زيدان : تاريخ آداب اللغة العربية 1 / 219.

(532)
أقواماً من الهلاك فألقى إليّ صحيفة فيها : الكلام كلّه إسم وفعل وحرف. فالإسم ما دلّ على المسمّى ، والفعل ما دلّ على حركة المسمّى ، والحرف ما أنبأ عن معنى وليس بإسم ولا فعل وجعل يزيد على ذلك زيادات قال : واستأذنته أن اصنع في النحو ما صنع فأذِن وأتيته به فزاد فيه ونقص ، وفي رواية أنّه ألقى إليه الصحيفة وقال له : انح نحو هذه فلهذا سمّي النحو نحوا (1).
    ومن المعلوم انّ هذه القواعد لم تكن تسد الحاجة الملحّة. ولكن أبا الأسود قام باكمالها وضبطها وبتمييز المنصوب من المرفوع والاسم من الفعل بعلامات نسمّيها الاعراب فالروايات مجمعة على أنّ أبا الأسود ( وهو شيعي المذهب توفّي سنة 69 ) إمّا مدوّن علم النحو أو واضعه وأضحى مادوَّنه مصدراً لهذا العلم في العصور الّلاحقة وهناك كلام لابن النديم دونك لفظه. يقول :
    قال محمّد بن إسحاق : زعم أكثر العلماء أنّ النحو اُخذ عن أبي الأسود الدؤلي وأنّ أبا الأسود أخذ ذلك عن أميرالمؤمنين علي بن أبي طالب ( عليه السلام ).
    ثمّ نقل عن الطبري وقال : انّما سمّي النحو نحواً لأنّ أبا الأسود الدؤلي قال لعلي ( عليه السلام ) وقد ألقى عليه شيئاً من اُصول النحو قال أبو الأسود : واستأذنته أن أصنع نحو ما صنع ، فسمّي ذلك نحواً (2).
    2 ـ وإذا كان أبو الأسود الدؤلي واضعاً للنحو فالخليل بن أحمد الفراهيدي هو المنقّح له والباسط له. قال أبوبكر محمّد بن الحسن الزبيدي : والخليل بن أحمد ، أوحد العصر ، وفريد الدهر ، وجهبذ الاُمة واُستاذ أهل الفطنة الذي لم ير نظيره ولا
1 ـ حسن الصدر : تأسيس الشيعة 51 ولقد بلغ الغاية في ذلك المجال فنقل كلمات المؤرّخين في ما قام به الأمام وتلميذه في تأسيس علم النحو.
2 ـ ابن النديم : الفهرست 66 وللكلام صلة من أراد فليرجع إلى المصدر.


(533)
عرف في الدنيا عديلة ، وهو الذي بسط النحو ومدّ اطنابه وسبب علله وفتق معانيه وأوضح الحجاج فيه ، حتّى بلغ أقصى حدوده وانتهى إلى ابعد غايته ...
    وسيوافيك انّ الخليل من أصحاب الامام الصادق ومن شيعته.
    ثمّ إنّ علماء الفريقين شاركوا في نضج هذا العلم وايصاله إلى القمة.
    وليس للمنصف بخس حق طائفة لمصالح اُخرى ولكن لمّا كان الهدف هو بيان دور الشيعة في تطوير العلوم وتتبّعها نذكر من خدم علم النحو من قدماء الشيعة فقط منهم.
    1 ـ عطاء بن أبي الأسود : قال الشيخ الطوسي في باب أصحاب الحسين بن علي : ومنهم ابن أبي الأسود الدؤلي. وقال الحافظ السيوطي في الطبقات : عطاء ، استاذ الأصمعي وأبو عبيدة (1).
    2 ـ أبو جعفر محمّد بن الحسن بن أبي سارة الرواسي الكوفي : قال السيوطي : هو أوّل من وضع من الكوفيين كتاباً في النحو وسمّاه الفيصل وهو اُستاذ الكسائي والفرّاء (2).
    قال النجاشي : روى هو وأبوه عن أبي جعفر وأبي عبداللّه ( عليهما السلام ) وله كتاب الوقف والابتداء ، وكتاب الهمز ، وكتاب اعراب القرآن (3).
    3 ـ حمران بن أعين أخو زرارة بن أعين : كان نحوياً إماماً فيه ، عالماً بالحديث واللغة والقرآن ، أخذ النحو والقراءة عن ( ابن ) أبي الأسود ، وأخذ عنه الفراء وحمزة أحد السبعة وأخذ الحديث عن الامام السجاد والباقر والصادق. وآل أعين بيت كبير بالكوفة من أجلّ بيوت الشيعة ولأبي غالب الزراري
1 ـ تأسيس الشيعة 65.
2 ـ تأسيس الشيعة 67.
3 ـ النجاشي : الرجال 2 / 200 برقم 884.


(534)
رسالة في ترجمة آل أعين قال : كان حمران من أكابر مشايخ الشيعة وكان عالماً بالنحو واللغة (1).
    4 ـ أبو عثمان المازني : بكر بن محمّد : قال النجاشي : كان سيد أهل العلم بالنحو والعربية واللغة ومقدمته بذلك مشهورة ، وكان من علماء الإمامية ، قد تأدّب على يد إسماعيل بن ميثم (2) له في الأدب كتاب التصريف ، كتاب ما يلحن فيه العامة ، التعليق. مات سنة 248 (3).
    5 ـ ابن السكيت : يعقوب بن إسحاق السكيت : كان مقدّماً عند أبي جعفر ( الجواد ) وأبي الحسن ( الهادي ) ( عليهما السلام ) وكانا يختصّانه. وله عن أبي جعفر ( عليه السلام ) رواية ومسائل ، وقتله المتوكّل لأجل تشيّعه ، وأمره مشهور ، وكان وجيهاً في علم العربية واللغة ، ثقة ، مصدّقاً ، لا يطعن عليه. وله كتب : إصلاح المنطق ، كتاب الألفاظ ، كتاب ما اتّفق لفظه واختلف معناه ، كتاب الأضداد ، كتاب المذكّر والمؤنّث ، كتاب المقصور والممدود ، و ... (4).
    وسبب قتله : انّ المتوكل سأله يوماً وهو يعلّم ابنيه وقال : يا يعقوب أيّهما أحبّ إليك ، ابناي هذان ، أم الحسن والحسين ؟ فأجابه : « انّ قنبراً خادم علي خير منك ومن ابنيك » فأمر المتوكّل فسلّوا لسانه من قفاه فمات ، وقد خلّف بضعة وعشرين أثراً في النحو واللغة والشعر (5) واستشهد سنة 244.
1 ـ أبو غالب : رسالة في آل أعين 2 ـ 3 بتلخيص.
2 ـ وهو من أئمّة المتكلّمين في الشيعة.
3 ـ النجاشي : الرجال 1 / 272 برقم 277 وذكره ابن النديم في أخبار النحويين واللغويين 90 والخطيب البغدادي في تاريخ مدينة بغداد ج 7 برقم 3529.
4 ـ النجاشي : الرجال 2 / 425 برقم 1215.
5 ـ جرجي زيدان : تاريخ آداب اللغة العربية 1 / 424 وترجمه ابن خلكان : في وفياته ، وياقوت في طبقات الادباء وغيرهما.


(535)
    6 ـ ابن حمدون : أحمد بن إبراهيم بن إسماعيل بن داود بن حمدون : قال النجاشي : الكاتب النديم ، شيخ أهل اللغة ووجههم. اُستاذ أبي العباس (1) وكان خصيصاً بسيدنا أبي محمّد العسكري وأبي الحسن قبله. له كتب ثمّ ذكر كتبه (2).
    7 ـ أبو إسحاق النحوي : ثعلبة بن ميمون : قال النجاشي : كان وجهاً في أصحابنا ، قارئاً ، فقيهاً ، نحويّاً ، لغويّاً ، راوية ، وكان حسن العمل ، كثير العبادة والزهد ، روى عن الصادق والكاظم (3). وبما أنّ الامام الكاظم توفّي عام مائة وثلاث وثمانين ، فهو من أهل المائة الثانية.
    8 ـ قتيبة النحوي ، الجعفي ، الكوفي : قال النجاشي : المؤدب المقري ، ثقة ، عين ، روى عن الصادق (4) وذكره السيوطي في بغية الوعاة ووصفه في تأسيس الشيعة بأنّه إمام أهل النحو واللغة (5).
    9 ـ إبراهيم بن أبي البلاد : قال النجاشي : كان ثقة ، قارئاً ، أديباً ، روى عن الصادق والكاظم ( عليهما السلام ) (6).
    10 ـ محمّد بن سلمة اليشكري : قال النجاشي : جليل من أصحابنا الكوفيين ، عظيم القدر ، فقيه ، قارئ ، لغوي ، راوية ، خرج إلى البادية ، ولقى العرب وأخذ
1 ـ يريد ثعلب ( 200 ـ 291 م ).
2 ـ النجاشي : الرجال 1 / 237 برقم 228.
3 ـ النجاشي : الرجال 1 / 294 برقم 300 وذكره ابن حجر في لسان الميزان ج 2 برقم 332.
4 ـ النجاشي : الرجال 2 / 185 برقم 867.
5 ـ تأسيس الشيعة 76.
6 ـ النجاشي : الرجال 1 / 102 برقم 31.


(536)
عنهم ، وأخذ عنه : يعقوب بن السكيت ، ثمّ ذكر كتبه (1) وبما أنّه شيخ ابن السكيت فهو أهل المائة الثانية وأوائل الثالثة.
    11 ـ أبو عبداللّه النحوي : الحسين بن أحمد بن خالويه ، سكن حلب ومات بها ، وكان عارفاً بمذهبنا ، مع علمه بعلوم العربية ، واللغة ، والشعر ، وله كتب ومن كتبه : مستحسن القراءات والشواذ ، كتاب في اللغة (2). ووصفه السيوطي في الطبقات إنّه إمام اللغة والعربية ، وغيرهما من العلوم الأدبية ، دفن ببغداد سنة 314 هـ.
    12 ـ أبو القاسم التنوخي : قال الشيخ رشيد الدين ابن شهر آشوب : انّه من جملة الشعراء المجاهرين بالشعر في مدح أهل البيت ، وقال ياقوت : كان في النحو وحفظ الأحكام وعلم الهيئة والعروض قدوة ، وكان يحفظ من اللغة والنحو شيئاً عظيما (3).
    ما ذكرناه نماذج من أئمّة اللغة من الشيعة الامامية في القرون الاُولى ، وأمّا من وليهم من الأئمّة فحدّث عنهم ولا حرج ، فإنّ ذكر أسمائهم ونبذ من حياتهم يدفعنا إلى تأليف مفرد ، وقد كفانا في ذلك ما كتبه السيد الصدر في هذا المجال ، فقد بلغ النهاية ، وقد ذكر أئمّة النحو من الشيعة إلى القرن السابع (4) فبلغ 140 إماماً واُستاذاً ومؤلّفاً في الأدب العربي ولا سيما النحو وبينهم شخصيات بارزة كالشريف المرتضى ( ت 436 هـ ) والشريف الرضي وابن الشجرىّ الذي يقول في حقه السيوطي : كان أوحد زمانه ، وفرد أوانه في علم العربية ومعرفة اللغة وأشعار العرب توفّي 542 ـ
1 ـ النجاشي : الرجال 2 / 218 برقم 897.
2 ـ النجاشي : الرجال 1 / 188 برقم 159.
3 ـ تأسيس الشيعة 91.
4 ـ لاحظ تأسيس الشيعة 39 ـ 137.


(537)
ونجم الأئمّة الرضي الاستر آبادي ، إلى غير ذلك من الشخصيات البارزة.

    2 ـ قدماء الشيعة وعلم الصرف :
    إنّ أوّل من دوّن الصرف أبو عثمان المازني وكان قبل ذلك مندرجاً في علم النحو ، كما ذكره في كشف الظنون ، وشرحه أبو الفتح عثمان بن جنّي المتوفّي في 392 هـ (1) وأبسط كتاب في الصرف ، ما كتبه نجم الأئمة أعني محمّد بن الحسن الاسترآبادي الغروي ، له شرح الشافية في الصرف ، كما له شرح الكافية في النحو وكلا كتابيه جليل الخطر محمود الأثر ، قد جمع بين الدلائل والمباني ، قال في كشف الظنون : للكافية شروح أعظمها شرح الشيخ رضيّ الدين محمّد بن الحسن الطوسي الاستر آبادي النحوي قال السيوطي : لم يؤلّف عليها ، بل ولا في غالب كتب النحو مثله جمعاً وتحقيقاً فتداوله الناس واعتمدوا عليه وله فيه أبحاث كثيرة ومذاهب ينفرد بها فرغ من تأليفه سنة 683 .
    أقول : فرغ من شرح الكافية سنة 686 في النجف الأشرف ، كما هو مذكور في آخر الكتاب.
    ولنكتف بهذا المقدار في مساهمة الشيعة ، مع غيرهم في بناء الأدب العربي وتجد قواعده وارسائها في مجالي النحو والصرف ، وفيما ذكرنا غنى وكفاية.

    3 ـ قدماء الشيعة وعلم اللغة :
    ونريد بعلم اللغة ، الاشتغال بألفاظ اللغة من حيث اُصولها ، واشتقاقها ، ومعناها وهو يطلب لنفسه تأليف معاجم لغوية إمّا في موضوعات خاصّة كالخيل
1 ـ كشف الظنون 1 / 249 مادة « كافية ».

(538)
والشاة والوحوش والإنسان فقد اُلّف حولهما كتب تحتوي كلّ منها أسماء الحيوانات وأعضائها ، ومن الإنسان أعضائه وأسماؤه. أو موضوعات عامة وأوّل من ألّف في القسم الثاني هو :
    1 ـ أبو عبدالرحمان الخليل بن أحمد البصري الفراهيدي الأزدي : سيد أهل الأدب ، هو أوّل من ضبط اللغة وأوّل من استخرج علم العروض إلى الوجود ، فهو أسبق العرب إلى تدوين اللغة وترتيب ألفاظها على حروف المعجم فألّف كتابه « العين » جمع فيه ما كان معروفاً في أيّامه من ألفاظ اللغة وأحكامها ، وقواعدها ، ورتّب ذلك على حروف الهجاء ، لكنّه رتّب الحروف حسب مخارجها من الحلق ، فاللسان ، فالأسنان ، فالشفتين ، وبدأ بحرف العين وختمها بحروف العلّة « واى » وسُمِّي الكتاب بأوّل لفظ من ألفاظه (1).
    وكان الكتاب مخطوطاً عزيز النسخة ، لكنّه رأى النور أخيراً وطبع محقّقاً. لم يشك أحد من علمائنا أنّ الخليل كان شيعيّاً وعن المرزباني أنّه ولد عام مائة من الهجرة وتوفي سنة 170 أو 175 وقال ابن قانع أنه توفّي سنة 160 (2) قد ألّف كتاباً في الإمامة ، أورده بتمامه محمّد بن جعفر المراغي في كتابه واستدرك عليه ما لم يذكره وأسماه « الخليلي » قال النجاشي محمّد بن جعفر بن محمّد : أبو الفتح الهمداني الوادعي المعروف بـ « المراغي » كان يتعاطى الكلام ، له كتاب مختار الأخبار ، كتاب الخليلي في الامامة ، وكتاب ذكر المجاز من القرآن (3).
    قال العلاّمة في الخلاصة : كان خليل بن أحمد أفضل الناس في الأدب
1 ـ آداب اللغة العربية 427 ـ 428.
2 ـ المامقاني : تنقيح المقال 1 / 403 برقم 3739.
3 ـ النجاشي : الرجال 2 / 318 برقم 1054.


(539)
وقوله حجّة فيه واخترع علم العروض ، وفضله أشهر من أن يذكر وكان إماميّ المذهب (1).
    وقال ابن داود : الخليل بن أحمد شيخ الناس في علوم الأدب فضله وزهده أشهر من أن يخفى ، كان إماميّ المذهب (2).
    2 ـ أبان بن تغلب بن رباح الجُرَيري : من أصحاب الباقر والصادق ، قال النجاشي : كان قارئاً من وجوه القرّاء ، فقيهاً ، لغوياً ، سمع من العرب وحكى عنهم (3) وقال ياقوت : ذكره أبو جعفر الطوسي في مصنفّي الامامية. وقال : هو ثقة جليل القدر عظيم المنزلة وقال : كان قارئاً ، فقيهاً ، لُغويّاً ، نبيهاً ثبتا (4).
    3 ـ ابن حمدون النديم : شيخ أهل اللغة ووجههم واُستاذ أبي العباس ثعلب (5).
    4 ـ أبوبكر محمّد بن الحسن بن دريد الأزدي : الأديب اللغوي ، صاحب الجمهرة في اللغة مات هو وأبو هاشم الجبّائي في يوم واحد فقال الناس : مات علم اللغة والكلام. ألّف كتاب « جمهرة اللغة » على منوال « العين » واختصره الصاحب وسمّاه « جوهرة الجمهرة » (6).
    5 ـ الصاحب بن عباد : عظيم الشأن ، جليل القدر في العلم والأدب ، وألّف الصدوق ( 306 ـ 381 ) كتابه عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) لأجله ، ومن كتبه في اللغة : « المحيط » عشر مجلدات وقد عرفت تلخيص الجوهرة. وأمّا تشيّعه فحدّث
1 ـ العلامة الحلّي : الخلاصة ، القسم الأول 67.
2 ـ ابن داود الحلّي : الرجال ، القسم الأول 88 برقم 574.
3 ـ النجاشي : الرجال 1 / 73 برقم 6.
4 ـ ياقوت : معجم الاُدباء 1 / 107.
5 ـ الطوسي : الفهرست 11 / 56.
6 ـ الخطيب البغدادي : تاريخ بغداد 2 / 195.


(540)
عنه ولا حرج.
    وكم له من قصائد في مدح أهل البيت نذكر منها مايلي :
ألم تعلموا انّ الوصي هو الذي ألم تعلموا انّ الوصي هو الذي أتى الزكاة وكان في المحراب حكم الغدير له على الأصحاب (1)
    ولنكتف بهذا المقدار فانّ المقصود اراءة نماذج من كبار القدماء الذين شاركوا المسلمين في تأسيس العلوم العربية وتطويرها وأمّا التفصيل فيرجع إلى محالّه (2).

    4 ـ قدماء الشيعة وعلم العروض :
    إذا كانت الشيعة هي التي ابتكرت علم النحو بهداية من باب علم النبي الأكرم ( عليه السلام ) ولحسن الحظ أنّها المبتكرة أيضاً لعلم العروض واستخراجه إلى الوجود وإليك المؤسّسين والمؤلّفين فيه بوجه موجز.
    1 ـ الخليل بن أحمد الفراهيدي البصري قال ابن خلّكان : هو الذي استنبط علم العروض وأخرجه إلى الوجود ، وحصر أقسامه في خمس دوائر يستخرج منها خمسة عشر بحراً (3).
    2 ـ كافي الكفاة الصاحب بن عباد الطائر الصيت ، له كتاب الاقناع في
1 ـ الغدير 4 / 66 وله قصائد اُخرى مذكورة فيه.
2 ـ لاحظ تأسيس الشيعة للسيد الصدر فقد ترجم فيه 24 شخصاً كلّهم من أقطاب علم اللغة وللمناقشة في بعض ما ذكره وان كان مجالا لكنّه لا ينقص عن عظم الجهد الذي بذله في طريق منشوده.
3 ـ وفيات الأعيان 2 / 244 برقم 220.
بحوث في الملل والنحل ـ الجزء السادس ::: فهرس