بحوث في الملل والنحل ـ الجزء السادس ::: 541 ـ 550
(541)
العروض (1) وقد توإلى التأليف بعده إلى عصرنا هذا ، ومن أراد التفصيل فليرجع إلى المعاجم حول مصنّفات الشيعة.
    ومن أبرز ما اُلّف في العروض أخيراً أثران :
    أحدهما : للسيد الشريف هبة الدين الشهرستاني 1301 ـ 1386 أسماه : رواشح الفيوض في علم العروض وقد طبع في طهران 1324.
    ثانيهما : منظومة رصينة قيّمة قلّما رأى الدهر مثلها للشيخ مصطفى التبريزي ( 1298 ـ 1338 ) شرحها العلاّمة أبو المجد الشيخ محمّد رضا الاصفهاني ( 1286 ـ 1362 ) وأسماها « اداء المفروض في شرح ارجوزة العروض » وإليك مستهلّها :
الحمد للّه على اسباغ ما وخصّنا منه بواف وافر صلّى على نبيّنا المختار وآله معادن الرسالة خذها ودع عنك رموز الزامرة تجمع كل ظاهر وخاف أولى لنا من فضله وأنعما من بحر جوده المديد الزاخر ما عاقب الليل على النهار بهم يداوي علل الجهالة كعادة تجلى عليك بارزة في علمي العروض والقوافي (2)
    ولنكتف بهذا المقدار والمقصود عرض موجز من مشاطرتهم غيرهم في تتبّع العلوم وتطويرها.
1 ـ كشف الظنون 1 / 132.
2 ـ نحتفط منها بنسخة بخط السيد الامام الخميني ـ قدس سره ـ وفرغ من نسخها عام 1346.


(542)
    5 ـ قدماء الشيعة وطرائف الشعر :
    لا نريد من الشعر في المقام ، الألفاظ المسبوكة ، والكلمات المنضَّدة على أحد الأوزان الشعرية. وانّما نريد منه ما يحتوي على المضامين العالية ، في الحياة ويبث روح الجهاد في الإنسان أو الذي يشتمل على حجاج في الدين أو تبليغ للحق. وعلى مثل هذا الشعر بنيت الحضارة الإنسانية وهو مقياس ثقافة الاُمّة ورقيّها وله خلود عبر القرون لا تطمسه الدهور والأيّام.
    فلو نرى في الذكر الحكيم ، تنديداً بالشعراء لقوله عزّوجلّ : ( والشُّعَراءُ يَتَّبِعُهُمُ الغاوون ) (1) فانّما يريد بها الشعراء المأجورين الذين يتغافرون بالأباطيل فيجعلون من الشعر تجارة ، ويصنعون من الظالم مظلوماً ، ومن المظلوم ظالماً ولأجل ذلك قال سبحانه : ( ألَمْ تَرَ أنَّهُمْ فِى كُلِّ وادٍ يَهيمُونَ * وأنَّهُمْ يَقُولُونَ ما لا يَفْعَلُونَ ) (2).
    فإذا كان المراد من الشعراء هذه الطائفة المثلى ، الذين لا يقصدون بشعرهم وأدبهم وطرائفهم إلاّ ترويج الحق ودعمه ونشره في الملاء ، فنرى في الشيعة طبقة راقية منهم في القرون الاُولى وكان أئمة أهل البيت يقدّرون جهودهم ويرحبّون بهم بكل حفاوة كما نطق به التاريخ في حقّ الفرزدق وميميته وهاشميات الكميت ، وعينية الحميري وتائية دعبل ، لقد حظوا جميعاً بتقدير واحترام الأئمة وصار عملهم في هذا المجال اسوة الشيعة.
    وإليك أسماء قليل من شعراء الشيعة مع ذكر ابيات من شعرهم الخالد.
1 ـ الشعراء / 224.
2 ـ الشعراء / 225 ـ 226.


(543)
    1 ـ قيس بن سعد بن عبادة :
    وهو سيد الخزرج ، الصحابي الجليل ، كان زعيماً مطاعاً ، كريماً ممدوحاً ، وكان من شيعة علي ( عليه السلام ) بعثه علي أميراً على مصر سنة 36 وهو وأبوه وأهل بيته من الذين لم يبايعوا ابابكر وقالوا لا نبايع إلاّ عليّاً (1).
    ومن أشعاره التي أنشدها بين يدي أميرالمؤمنين ( عليه السلام ) :
قلتُ لمّا بغى العدو علينا حسبنا الذي فتح البصر يوم قال النبي من كنت مولا انّما قاله النبي على الاُمّة حسبنا ربّنا ونعم الوكيل ة بالأمس والحديث الطويل ه فهذا مولاه خطب جليل حتم ما فيه قال وقيل (2)

    2 ـ الكميت ( 60 ـ 126 ) :
    وهو الكميت بن زيد شاعر مقدم ، عالم بلغات العرب ، خبير بأيّامها من شعراء مضر. وكان معروفاً بالتشيّع لبني هاشم مشهوراً بذلك وقد حظى بتقدير الأئمة لا صحاره بالحق ، ولجهاده في سبيله ، وهاشمياته المقدّرة بـ 578 بيتاً أخلد ذكراه في التاريخ وهي مشتملة على ميمية وبائية ورائية وغيرها.
    وإليك أبياتاً من عينيته :
ويوم الدوح دوح غدير خم ولكن الرجال تبايعوها أبان له الولاية لو اُطيعا فلم أر مثلها خطراً مبيعا

1 ـ الطبري : التاريخ 3 / 462.
2 ـ المفيد : الفصول المختارة 87 ، الكراجكي : كنز الفوائد 234 ، سبط ابن الجوزي : تذكرة الخواص 20.


(544)
    إلى أن قال :
أضاعوا أمر قائدهم فضلّوا تناسوا حقّه وبغوا عليه فقل لبني اُميّة حيث حلّوا وأقومهم لدى الحدثان ريعا بلا ترة وكان لهم قريعا وإن خفت المهنَّد والقطيعا
    ولقد طبع ديوان الكميت غير مرة وشرحه الاُستاذ محمّد شاكر الخياط والاُستاذ الرافعي (1).

    3 ـ السيد الحميري ( ت 173 ) :
    أبو هاشم إسماعيل بن محمّد الملقّب بالسيد ، الشاعر المعروف ، ومن المكثرين المجيدين ، ومن الثلاثة الذين عدّوا أكثر الناس شعراً في الجاهلية والإسلام وهم « السيّد » و« بشار » و« أبو العتاهية » وكان متفانياً في حبّ العترة الطاهرة فلم يكن يرى لمناوئيهم حرمة وقدراً وكان يشدّد النكير عليهم في كل موقف ويهجوهم بألسنة حداد في كل حول طول.
    ومن قصائده المعروفة ، عينيته وقد شرحها عدة من الأدباء ومستهلّها :
لاُم عمرو باللوى مربَع تروع عنها الطير وحشيَّة طامسة أعلامها بلقع والوحشُ من خيفته تفزعُ (2)
    4 ـ دعبل الخزاعي ( ت 246 ) :
    أبو علي دعبل بن علي الخزاعي وهو من بيت علم وفضل وأدب ، يرجع نسبه
1 ـ إقرأ حياة الكميت في الغدير 2 / 180 ـ 212.
2 ـ إقرأ ترجمة السيد في الغدير 2 / 213 ـ 289.


(545)
إلى بديل بن ورقاء الخزاعي الذي دعا في حقّه النبيّ ( صلّى اللّه عليه وآله وسلّم ).
    قال النجاشي : أبو علي الشاعر المشهور في أصحابنا ، صنّف كتاب طبقات الشعراء ومن أراد التوغّل في حياته وسيرته ، فليقرأ النواحي الأربعة من حياته :
    1 ـ تهالكه في ولائه لأهل البيت ( عليهم السلام ).
    2 ـ نبوغه في الشعر والأدب والتاريخ وتآليفه.
    3 ـ روايته للحديث والرواة عنه ومن يروي عنهم.
    4 ـ سيرته مع الخلفاء ثم ملحه ونوادره وثم ولادته ووفاته (1).
    وإليك نزراً من تائيته المعروفة :
تجاوبن بالأرنان والزفراتِ نوائح عجم اللفظ والنطقات
    إلى أن يقول :
هم نقضوا عهد الكتاب و ولم تك إلاّ محنة قد كشفتهم تراث بلا قربى وملك بلا هوى فرضه ومحكمه بالزور والشبهات بدعوى ضلال من هن وهنات وحكم بلا شورى بغير هدات

    5 ـ أبو فراس ( 320 ـ 357 ) :
    أبو فراس الحرث ابن أبي العلاء قال الثعالبي : كان فرد دهره ، وشمس عصره ، أدباً وفضلا وكرماً ونبلا ومجداً وبلاغة وبراعة وفروسية وشجاعة وشعره مشهور سائر بين الحسن والجودة ، والسهولة والجزالة ، والعذوبة والفخامة ، والحلاوة والمتانة (2).
1 ـ لاحظ حياته في الغدير 2 / 369 ـ 368.
2 ـ يتيمة الدهر 270.


(546)
    وتبعه في اطرائه والثناء عليه ابن عساكر.
    ومن قصائده المعروفة الميمية. التي مستهلّها.
الحق مهتضم والدين مخترم والناس عندك لا ناس فيحفظهم وفيء آل رسول اللّه مقتسم سوم الرعاة ولا شاء ولا نعم
    0; إلى أن قال :
ياللرجال أما للّه منتصر بنو علي رعايا في ديارهم من الطغاة أما للّه منتقم والأمر تملكه النسوان والخدم
    إلى أن قال :
ابلغ لديك بني العباس مالكة أيّ المفاخر أمست في منازلكم أنّى يزيدكم في مفخر علم يا باعة الخمر كُفّوا عن مفاخركم لا يدَّعوا ملكها ملاّكها العجم وغيركم آمر فيها ومحتكم وفي الخلاف عليكم يخفق العلم لمعشرٍ بَيْعهم يوم الهياج دم (1)
    ويطيب لي في المقام أن اُشير إلى أسماء بعض من أنجبتهم مدرسة أهل البيت في حلبة الشعر والأدب في القرن الرابع والخامس من اناس معدودين في القمّة فعلى القارئ الكريم أن يطالع عن حياتهم ويقرأ دواوينهم.
    1 ـ ابن الحجاج البغدادي المتوفّى 321 صاحب القصيدة المعروفة :
يا صاحب القبّة البيضاء على النجف من زار قبرك واستشفى لديك شفي
    2 ـ الشريف الرضي 357 ـ 406 الغني عن كل تعريف وبيان.
    3 ـ الشريف المرتضى 355 ـ 436 وهو كأخيه أشهر من أن يعرّف.
    4 ـ مهيار الديلمي المتوفّى 448 الذي هو في الرعيل الأوّل من شعراء القرن
1 ـ الغدير 3 / 399 ـ 401.

(547)
    الرابع وله غديريات كثيرة منها :
هل بعد مفترق الأظغان مجتمع أم هل زمان بهم قد فات يرتجع
    هذا عرض موجز لبعض الشعراء البارزين من الشيعة وفيه كفاية لمن أراد الاجمال وأمّا من أراد التوسّع فليرجع إلى الكتب التالية :
    1 ـ الأدب في ظلّ التشيّع للشيخ عبداللّه نعمة.
    2 ـ تأسيس الشيعة : للسيّد حسن الصدر. الفصل السادس.
    3 ـ الغدير للعلاّمة الأميني بأجزائه الأحد عشر.

    6 ـ قدماء الشيعة وعلم التفسير :
    إنّ القرآن هوالمصدر الرئيسي للمسلمين في مجالي العقيدة والشريعة ، وهو المعجزة الخالدة للنبي الأكرم ، وقد قام المسلمون بأروع الخدمات لهذا الكتاب الإلهي على وجه لا تجد له مثيلا بين أصحاب الشرائع السابقة ، حتّى أسّسوا لفهم كتابهم علوماً قد بقي في ظلّها القرآن مفهوماً للأجيال ، كما قاموا بتفسيره وتبيين مقاصده بصور شتى ، لا يسع المقام لذكرها. فأدّوا واجبهم تجاه كتاب اللّه العزيز ـ شكر اللّه مساعيهم ـ من غير فرق بين الشيعة والسنّة.
    إنّ مدرسة الشيعة منذ أن ارتحل النبيّ الأكرم إلى يومنا هذا ، أنتجت تفاسيراً على أصعدة مختلفة ، وخدمت الذكر الحكيم بصور شتّى ، فأتى بوجه موجز ، لما اُلّف في القرون الإسلامية الاُولى.
    إنّ أئمّة أهل البيت ـ بعد الرسول الأكرم ـ هم المفسّرون للقرآن الكريم حيث فسّروا القرآن ، بالعلوم التي نحلهم الرسول بأقوالهم وأفعالهم وتقريراتهم التي لا تشذّ عن قول الرسول وفعله وحجته ، ومن الظلم الفادح أن نذكر الصحابة والتابعين في عداد المفسّرين ولا نعترف بحقوق أئمّة أهل البيت إلاّ شيئاً لا يذكر.


(548)
    هذا هو الدكتور محمّد حسين الذهبي ، جعل عليّاً ـ وهو الوصي وباب علم النبي ـ في الطبقة الثالثة من حيث نقل الرواية عنه ، وجعل تلميذه ابن عباس في الدرجة الاُولى (1) ولم يذكر عن بقية الأئمّة شيئاً مع ما نقل عنهم في مجال التفسير من الروايات الوافرة.
    ارتحل النبيّ الأكرم وعكف المسلمون على دراسة القرآن وأوّل ما فوجئوا به ، هو قصور باع لفيف منهم عن فهم بعض ألفاظ القران. والقرآن وإن نزل بلغة الحجاز ، لكن يوجد فيه ألفاظ غير رائجة فيها وربّما كانت رائجة بين القبائل الاُخرى ، وهذا النوع من الألفاظ ما سمّوه « غريب القرآن » وقد سأل ابن الأزرق ـ رأس الخوارج ـ ابن عباس عن شيء كثير من غريب القرآن وأجاب عنه مستشهداً بشعر العرب الأقحاح وقد جمعها السيوطي في اتقانه (2).
    وبما أنّ تفسير غريب القرآن كان الخطوة الاُولى لتفسيره ، ألّف أصحابنا في أبان التدوين كتباً في ذلك المضمار ، نذكر قليلا من كثير.
    1 ـ غريب القرآن : لأبان بن تغلب بن رباح البكري ( ت 141 ) (3).
    2 ـ غريب القرآن : لمحمّد بن السائب الكلبي من أصحاب الامام الصادق ( عليه السلام ) (4).
    3 ـ غريب القرآن : لأبي روق ، عطية بن الحارث الهمداني الكوفي التابعي ، قال ابن عقدة : كان ممّن يقول بولاية أهل البيت (5).
1 ـ الذهبي : التفسير والمفسّرون 1 / 89 ـ 90.
2 ـ السيوطي : الاتقان 4 / 55 ـ 88.
3 ـ النجاشي : الرجال 1 / 73 برقم 6.
4 ـ النجاشي : الرجال 1 / 78 برقم 6.
5 ـ ابن النديم : الفهرست 57 ، النجاشي : الرجال 1 / 78.


(549)
    4 ـ غريب القرآن : لعبد الرحمان بن محمّد الأزدي الكوفي ، جمع فيه ما ورد في الكتب الثلاثة المتقدّمة (1).
    5 ـ غريب القرآن : للشيخ ابن جعفر أحمد بن محمّد الطبري الآملي الوزير الشيعي المتوفّى عام 313 (2).
    وقد توالى التأليف حول غريب القرآن في القرون الماضية ، فبلغ العشرات أخيرها ـ لا آخرها ـ ما ألّفه السيد محمّد مهدي الخرسان في جزأين (3).
    مجازات القرآن :
    إذا كان الهدف من هذه الكتب بيان معاني مفرداته وألفاظه ، هناك لون آخر من التفسير يهدف لبيان مقاصده ومعانيه إذا كانت الآية مشتملة على المجاز والكناية والاستعارة. ونأتي بنماذج قليلة ممّا اُلّف في ذلك المجال بيد أعلام الشيعة :
    1 ـ مجاز القرآن : لشيخ النحاة الفراء يحيى بن زياد الكوفي المتوفّى عام 207 ، وقد طبع أخيراً في جزأين (4).
    2 ـ مجاز القرآن : لمحمّد بن جعفر أبو الفتح الهمداني. قال النجاشي : له كتاب « ذكر المجاز من القرآن » (5).
    3 ـ مجازات القرآن : للشريف الرضي المسمّى بتلخيص البيان في مجازات القرآن ، وهو أحسن ما اُلّف في هذا الباب وهو مطبوع.
1 ـ النجاشي : الرجال 1 / 78.
2 ـ ابن النديم : الفهرست 58.
3 ـ الطهراني آغا بزرگ : الذريعة 16 / 50 برقم 208.
4 ـ الطهراني آغا بزرگ : الذريعة 19 / 351 برقم 1567.
5 ـ النجاشي : الرجال 2 / 319 برقم 1054

(550)
    التفسير بصور متنوّعة :
    وهناك لون آخر من التفسير ، يندفع المفسّر إلى توضيح قسم من الآيات تجمعها صلة خاصة كالمحكم والمتشابه والناسخ والمنسوخ ، وآيات الاحكام ، وقصص الأنبياء ، وأمثال القرآن ، وأقسامه ، والآيات الواردة في مغازي النبي ( صلّى اللّه عليه وآله وسلّم ) والنازلة في حق العترة الطاهرة ( عليهم السلام ) إلى غيرها من الموضوعات التي لا تعم جميع آيات القرآن ، بل تختص بموضوع واحد.
    فقد خدمت الشيعة كتاب اللّه العزيز بهذه الأنواع من التفاسير ، ومن أراد أن يقف عليها فعليه أن يرجع إلى المعاجم ، وأخص بالذكر : الذريعة إلى تصانيف الشيعة.

    الشيعة والتفسير الموضوعي
    إنّ نزول القرآن نجوماً وتوزّع الآيات الراجعة إلى موضوع واحد ، في سور متعدّدة ، يطلب لنفسه نمطاً آخر ، غير النمط المعروف بالتفسير الترتيبي ، فإنّ النمط الثاني ، يتّجه إلى تفسير القرآن سورة بعد سورة ، وآية بعد آية ، وأمّا النمط الأوّل فيحاول فيه المفسّر إيراد الآيات الواردة في موضوع خاص ، في مجال البحث ، وتفسير الجميع جملة واحدة وفي محل واحد.
    فيستمدّ المفسّر من المعاجم المؤلّفة حول القرآن ، ومن غيرها في الوقوف على الآيات الواردة ، مثلاً في خلق السماء والأرض ، أو الإنسان أو أفعاله وحياته الاُخروية ، فيفسّر المجموع مرة واحدة ، ويرفع ابهام آية ، بآية اُخرى ، ويخرج بنتيجة واحدة وهذا النوع من التفسير وإن لم يهتم به القدماء واكتفوا منه بتفسير بعض الموضوعات كآيات الاحكام ، والناسخ والمنسوخ ، إلاّ أنّ المتأخّرين منهم ، بذلوا جهدهم في طريقه ، ولعلّ العلاّمة المجلسي ( 1037 ـ 1110 ) أوّل من فتح
بحوث في الملل والنحل ـ الجزء السادس ::: فهرس