بحوث في الملل والنحل ـ الجزء السادس ::: 571 ـ 580
(571)
المجال (1).
    7 ـ هشام بن محمّد بن السائب الكلبي ( 206 ) أعلم علماء النسب والسير والآثار ، ذكره النجاشي وقال : الناسب ، العالم بالأيام ، المشهور بالفضل والعلم وكان يختص بمذهبنا ثمّ ذكر كتبه (2).
    هذا عرض موجز لمن شارك المسلمين من قدماء الشيعة في بناء الحضارة الإسلامية عن طريق تدوين السيرة والمغازي والمقاتل والتاريخ ، وأمّا المتأخرون فسل عنهم ولا حرج ، وراجع المعاجم : كأعيان الشيعة للسيد الأمين العاملي ، والذريعة لشيخنا المجيز الطهراني.

    11 ـ قدماء الشيعة وعلم الرجال :
    اهتمّ علماء الشيعة بعد عصر التابعين بعلم الرجال ، نذكر المؤلّفين الأوائل :
    1 ـ عبداللّه بن جبلة الكناني ( 219 ) قال النجاشي : وبيت جبلة مشهور بالكوفة وكان واقفاً ، وكان فقيهاً ثقة مشهوراً. له كتب ، منها كتاب الرجال ... (3).
    2 ـ علي بن الحسن بن فضال كان فقيه أصحابنا بالكوفة ووجههم وثقتهم وعارفهم بالحديث ، من أصحاب الامام الهادي والعسكري له كتب منها كتاب الرجال (4).
    وهذا المعروف بابن فضال الصغير ، وأبوه الحسن هو ابن فضال الكبير وكلاهما فطحيان.
1 ـ النجاشي : الرجال 2 / 191 ـ 192 برقم 873.
2 ـ النجاشي : الرجال 2 / 399 برقم 1167.
3 ـ النجاشي : الرجال 2 / 13 برقم 561.
4 ـ النجاشي : الرجال 2 / 82 برقم 674.


(572)
    3 ـ الحسن بن محبوب السراد ( 150 ـ 224 ) الراوي عن ستين رجلاً ، من أصحاب الصادق له كتاب « المشيخة » وكتاب « معرفة رواة الأخبار » (1).
    4 ـ أبو عمرو الكشي البصير بالأخبار والرجال ، تلميذ الشيخ العياشي ، وكتابه المعروف بـ « معرفة الرجال » هو الذي لخّصه الشيخ الطوسي وأسماه بـ « اختيار معرفة الرجال » وهو الموجود في الاعصار الأخيرة.
    5 ـ الشيخ أبو العباس أحمد بن علي النجاشي ( 372 ـ 450 ) من نقّاد هذا الفن ومن أجلاّئه وأعيانه حاز فصب السبق في ميدان علم الرجال ، له كتاب فهرس مصنفي الشيعة المعروف برجال النجاشي وقد طبع أخيراً محقّقاً في مؤسستنا « الامام الصادق ( عليه السلام ) ».
    6 ـ والشيخ الطوسي ( 385 ـ 460 ) الغني عن التعريف عمل كتابين أحدهما الفهرست والآخر الرجال ويعدّان من اُمّهات الكتب الرجالية ، وتوالى التأليف في علم الرجال وأخيه علم الدراية إلى عصرنا هذا ، وقد أنهى الشيخ الطهراني المؤلّفين من الشيعة في علم الرجال فبلغ قرابة خمسمائة مؤلّف شكر اللّه مساعي الجميع.
    هذا عرض موجز من مشاركة علماء الشيعة في بناء الحضارة الإسلامية عن طريق تأسيس العلوم واكمالها وتطويرها ، وأنت إذا وقفت على جهودهم الجبّارة في القرون الاُولى وما بعدها إلى عصرنا الحاضر ، تقف على طائفة كبيرة من عمالقة العلم وجهابذة الفضل ، كرسوا حياتهم الثمينة في ارساء صرح الحضارة الإسلامية ورفع قواعدها فأخلدوا لأنفسهم صحائف بيضاء ولصالح اُمّتهم حضارة انسانية ، كل ذلك في ظروف قاسية وسلطات شديدة الكلب ، وأضغان محتدمة ، إلاّ في فترات
1 ـ الطوسي : الفهرست 71 ، برقم 162 ، ابن شهرآشوب : معالم العلماء 333 برقم 182 ، الطهراني : مصفى المقال 128.

(573)
يسيرة.

    12 ـ قدماء الشيعة والعلوم العقلية :
    جاء الإسلام ليحرّر عقل الإنسان وتفكيره من الأغلال المتراكمة الموروثة التي خلقتها له الأجيال الماضية وهو يخاطب العقل ويدعوه إلى التأمّل والتفكير ، ويخاطب القلب والضمير بما حوله من الأدلّة الناطقة ، ويكفيك أنّ الذكر الحكيم استعمل مادة « العقل » بمختلف صورها 47 مرة ، و « التفكّر » 18 مرة و « اللب » 16 مرّة ، و « التدبّر » 4 مرات و « النهى » مرتين. فبذلك نهى عن التقليد وحثّ على التعقّل ببيانات مختلفة.
    فتارة فتح عيون الإنسان إلى الكائنات لما فيها من دلائل ناطقة على وجوده سبحانه وصفاته.قال سبحانه : ( أأنْتُمْ أشَدُّ خَلْقاً أمِ السَّماءُ بَناها * رَفَعَ سَمْكَها فَسَوَّاها * وأغْطَشَ لَيْلَها وَ أخْرَجَ ضُحاها * والأرْضَ بَعْدَ ذلِكَ دَحاها * أخْرَجَ مِنْها ماءَها وَ مَرْعاها * وَ الجِبالَ أرْساها * متاعاً لَكُمْ و لأنْعامِكُمْ ) (1).
    واُخرى دعاه إلى التفكير والاستدلال المنطقي ، فقال سبحانه : ( أمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيءٍ أمْ هُمُ الخالِقُونَ * أمْ خَلَقُوا السَّمواتِ والأرْضَ بَلْ لا يوقِنُونَ ) (2).
    فعالج المشاكل العلمية والفلسفية تارة بالدعوة إلى النظر في الكون نظرة فاحصة ، واُخرى بالحثِّ عى التفكير في المعارف باسلوب منطقي وبرهاني ، وبذلك أيقظ عقول المسلمين وبعثهم إلى اعمال الحس والتعقّل وأعطى لكلّ قدره
1 ـ النازعات / 27 ـ 33.
2 ـ الطور / 35 ـ 36.


(574)
وقيمته غير أنّ المسلمين سوى قليل منهم تنكّبوا عن هذا الطريق ، خصوصاً في ما يرجع إلى المعارف العليا ، فصاروا بين مشبّه ومعطّل ، فالبسطاء منهم بنوا عقائدهم على الجمود بالمفردات الواردة في الكتاب والسنّة ، وبذلك استغنوا عن أيّ تعقّل وتفكّر ، إلى أن بلغت جرأتهم إلى حدّ قال بعضهم في الخالق : اعفوني عن الفرج واللحية واسألوني عمّا وراء ذلك (1) ، فهؤلاء هم المجسّمة والمشبّهة ، وأمّا غيرهم فاختاروا تعطيل العقول عن التفكّر في اللّه سبحانه ، فقالوا : اُعطينا العقل لاقامة العبودية لا لادراك الربوبيّة ، فمن شغل ما اُعطي لاقامة العبودية بادراك الربوبية فاتته العبودية ، ولم يدرك الربوبية (2).
    فالأكثرية الساحقة في القرون الاُولى كانوا بين مشبّه ومعطّل ، غير أنّه سبحانه شملت عنايته اُمّة من المسلمين رفضوا التشبيه والتعطيل ، وسلكوا طريقاً ثالثاً ، وقالوا بأنه يمكن للانسان التعرّف على ما وراء الطبيعة بما فيها من الجمال والكمال عن طريقين :
    1 ـ النظرة الفاحصة إلى عالم الوجود وجمال الطبيعة كما وردت في القرآن الكريم.
    2 ـ ترتيب الأقيسة المنطقية للوصول إلى الحقائق العليا ، وهذا هو الخط الذي رسمه القرآن الكريم ، ومشى على هذا الخط أئمّة أهل البيت ( عليهم السلام ) من أوّلهم إلى آخرهم.ترى ذلك في كلام الامام علي ( عليه السلام ) بوضوح ، في أحاديثه وخطبه ، ورسائله وكلمه ولا يمكن لنا نقل معشار منه ، ونكتفي بحديث واحد.
1 ـ الشهرستاني : الملل والنحل 1 / 105 ط دار المعرفة لبنان.
2 ـ علاقة الاثبات والتفويض نقلا عن الحجة في بيان المحجة 33.


(575)
    سأله سائل : هل يقدر ربّك أن يُدخل الدنيا في بيضة من غير أن يُصغّر الدنيا أو يُكبّر البيضة ؟ فقال : إنّ اللّه تبارك وتعالى لا ينسب إلى العجز والذي سألتني لا يكون (1).
    إنّ خطب الامام ( عليه السلام ) ورسائله وقصار حكمه صار هو الحجر الأساس لكلام الشيعة وآرائهم في العقائد والمعارف ، ولم يقف نشاط الشيعة في ذلك المجال ، بل جاءت الأئمة بعد الامام ، ففتحوا عقول شيعتهم بالدعوة إلى التدبّر والتفكّر في المعارف ، حتّى تربّى في مدرستهم عمالقة الفكر من عصر سيد الساجدين إلى عصر الامام العسكري ، تجد أسماءهم وتآليفهم وافكارهم في المعاجم وكتب الرجال ، وقد نبغ في عصر أئمة أهل البيت مفكّرون بارزون افادوا الأجيال من بعدهم ، نأتي بأسماء البارزين بعد استفحال علم الكلام في أوائل القرن الثاني.

    متكلّموا الشيعة في القرن الثاني :
    1 ـ زرارة بن أعين بن سُنسُن : مولى ( بني عبداللّه بن عمرو السمين بن اسعد ابن همام بن مرة بن ذهل بن شيبان ) ، أبوالحسن. شيخ أصحابنا في زمانه ، ومتقدّمهم ، وكان قارئاً ، فقيهاً ، متكلّماً ، شاعراً أديباً ، قد اجتمعت فيه خصال الفضل والدين ، صادقاً في ما يرويه.
    قال أبو جعفر محمّد بن علي بن الحسين بن بابويه : رأيت له كتاباً في الاستطاعة والجبر (2) وقال ابن النديم : وزرارة أكبر رجال الشيعة فقهاً وحديثا
1 ـ الصدوق : التوحيد 130 باب « القدرة » برقم 9.
2 ـ النجاشي : الرجال 1 / 397 برقم 461 ، الطوسي : الفهرست برقم 314 ، الكشي : الرجال برقم 62 ، الذهبي : ميزان الاعتدال 2 برقم 2853.


(576)
ومعرفة بالكلام والتشيّع (1) وهو من الشخصيات البارزة للشيعة التي اجتمعت العصابة على تصديقهم ، وهو غنيّ عن التعريف والتوصيف.

    2 ـ محمّد بن علي بن النعمان بن أبي طريفة البجلي : مولى الأحول « أبو جعفر » ، كوفي ، صيرفي يلقب بـ « مؤمن الطاق » و « صاحب الطاق » ، ويلقّبه المخالفون بـ « شيطان الطاق » ... وكان دكانه في طاق المحامل ، بالكوفة ، فيرجع إليه في النقد فيردّ ردّاً فيخرج كما يقول ، فيقال « شيطان الطاق ». أمّا منزلته في العلم وحسن الخاطر ، فاشهر وقد نسب إليه أشياء لم تثبت عندنا. وله كتاب « افعل لا تفعل » رأيته عند أحمد بن الحسين بن عبيداللّه رحمه اللّه ، كتاب حسن كبير ، وقد أدخل فيه بعض المتأخرين أحاديث تدل فيه على فساد ، ويذكر تباين أقاويل الصحابة. وله كتاب « الاحتجاج في إمامة أميرالمؤمنين ( عليه السلام ) » وكتاب كلامه على الخوارج ، وكتاب مجالسه مع أبي حنيفة والمرجئة ... (2) فقد توفي الامام الصادق عام 148 ، وأبو حنيفة عام 150 ، فالرجل من متكلّمي القرن الثاني.
    وقال ابن النديم وكان متكلّماً حاذقاً وله من الكتب كتاب الامامة ، كتاب المعرفة ، كتاب الرد على المعتزلة في إمامة المفضول ، كتاب في أمر طلحة والزبير وعائشة (3).

    3 ـ هشام بن الحكم : قال ابن النديم : هو من متكلّمي الشيعة الإمامية وبطانتهم ، وممّن دعا له الصادق ( عليه السلام ) ، فقال : أقول لك ما قال رسول اللّه لحسان : لا تزال مؤيّداً بروح القدس ما نصرتنا بلسانك. وهو الذي فتق الكلام في
1 ـ ابن النديم : الفهرست 323.
2 ـ النجاشي : الرجال 2 / 203 برقم 887 ، الطوسي : الرجال أصحاب الكاظم برقم 18 والفهرست للطوسي برقم 594 ، الكشي : الرجال برقم 77.
3 ـ ابن النديم : الفهرست 264 وأيضاً 258.


(577)
الإمامة وهذّب المذهب وسهّل طريق الحجاج فيه ، وكان حاذقاً بصناعة الكلام حاضر الجواب (1).
    يقول الشهرستاني : وهذا هشام بن الحكم ، صاحب غور في الاُصول ، لا ينبغي أن يغفل عن الزاماته على المعتزلة ، فانّ الرجل وراء ما يلزم به على الخصم ، ودون ما يظهره من التشبيه ، وذلك أنّه ألزم الغلاة ... (2).
    وقال النجاشي : هشام بن الحكم أبو محمّد مولى كندة ، وكان ينزل بني شيبان بالكوفة ، انتقل إلى بغداد سنة 199 ، ويقال انّ في هذه السنة مات. له كتاب يرويه جماعة. ثم ذكر أسماء كتبه على النحو التالي :
    1 ـ علل التحريم 2 ـ الفرائض 3 ـ الإمامة 4 ـ الدلالة على حدث الأجسام 5 ـ الرد على الزنادقة 6 ـ الرد على أصحاب الاثنين 7 ـ التوحيد 8 ـ الرد على هشام الجواليقي 9 ـ الرد على أصحاب الطبائع 10 ـ الشيخ والغلام في التوحيد 11 ـ التدبير في الإمامة 12 ـ الميزان 13 ـ إمامة المفضول 14 ـ الوصية والرد على منكريها 15 ـ الميدان 16 ـ اختلاف الناس في الإمامة 17 ـ الجبر والقدر 18 ـ الحكمين 19 ـ الرد على المعتزلة وطلحة والزبير 20 ـ القدر 21 ـ الألفاظ 22 ـ الاستطاعة 23 ـ المعرفة 24 ـ الثمانية أبواب ، 25 ـ على شيطان الطاق ، 26 ـ الاخبار ، 27 ـ الرد على المعتزلة ، 28 ـ الرد على ارسطاطاليس في التوحيد 29 ـ المجالس في التوحيد 30 ـ المجالس في الإمامة (3).
1 ـ ابن النديم : الفهرست 257.
2 ـ الشهرستاني : الملل والنحل 1 / 185.
3 ـ النجاشي : الرجال 2 / 397 برقم 1165.


(578)
    يقول أحمد أمين : أكبر شخصية شيعية في الكلام ، وكان جداً قوىّ الحجة ، ناظر المعتزلة وناظروه ، ونقلت له في كتب الأدب مناظرات كثيرة متفرقة تدل على حضور بديهته وقوّة حججه.
    إنّ الرجال كان في بداية أمره من تلاميذ أبي الشاكر الديصاني ، صاحب النزعة الالحادية في الإسلام ثمّ تبع الجهم بن صفوان ، الجبري المتطرّف المقتول بترمذ عام 128 هـ ، ثم لحق بالإمام الصادق ( عليه السلام ) ودان بمذهب الإمامية ، وما تنقل منه من الآراء التي لا توافق اُصول الامامية ، فانّما هي راجعة إلى العصرين اللذين كان فيهما على النزعة الالحادية أو الجهمية ، وأمّا بعد ما لحق بالإمام الصادق ( عليه السلام ) فقد انطبعت عقليته بمعارف أهل البيت إلى حد كبير ، حتّى صار أحد المناضلين عن عقائد الشيعة الامامية (1).

    4 ـ قيس الماصر : أحد أعلام المتكلمين ، تعلّم الكلام من علي بن الحسين ( عليه السلام ) روى الكليني انّه أتى شامي إلى أبي عبداللّه الصادق ليناظر أصحابه ، فقال ( عليه السلام ) ليونس بن يعقوب : اُنظر من ترى بالباب من المتكلمين ... إلى أن قال يونس : فأدخلت زرارة بن أعين وكان يحسن الكلام ، وأدخلت الأحول وكان يحسن الكلام ، وأدخلت هشام بن الحكم وهو يحسن الكلام ، وأدخلت قيس الماصر وكان عندي أحسنهم كلاماً وقد تعلم الكلام من علي بن الحسين ( عليهما السلام ) (2).

    5 ـ عيسى بن روضة ، حاجب المنصور : كان متكلّماً ، جيّد الكلام ، وله
1 ـ إنّ للعلامة الحجة الشيخ عبداللّه نعمة كتاباً في حياة هشام بن الحكم ، فقد أغرق نزعاً في التحقيق وأغنانا عن كل بحث وتنقيب.
2 ـ الكليني : الكافي 1 / 171.


(579)
كتاب في الإمامة. وقد وصفه أحمد بن أبي طاهر في كتاب بغداد ، وذكر أنّه رأى الكتاب. وقال بعض أصحابنا رحمهم اللّه : انّه راى هذا الكتاب. وقرأت في بعض الكتب : انّ المنصور لمّا كان بالحيرة ، تسمّع على عيسى بن روضة ، وكان مولاه ، وهو يتكلّم في الإمامة فاُعجب به واستجاد كلامه (1) وبما أنّ المنصور توفّي عام 158 ، فالرجل من متكلّمي القرن الثاني.

    6 ـ الضحاك ، أبو مالك الحضرمي : كوفي ، عربي ، أدرك أبا عبداللّه ( عليه السلام ) وقال قوم من أصحابنا : روى عنه وقال آخرون : لم يرو عنه. وروى عن أبي الحسن ، وكان متكلّماً ثقة ثقة في الحديث. وله كتاب : في التوحيد ، رواية علي بن الحسن الطاطري (2) فالرجل من متكلّمي القرن الثاني. وقال ابن النديم : من متكلّمي الشيعة وله مع ابي علي الجبّائي مجلس في الإمامة وتثبيتها بحضرة أبي محمّد القاسم بن محمّد الكوفي وله من الكتب كتاب الإمامة ، نقض الإمامة على أبي علي ولم يتمّه (3).

    7 ـ علي بن الحسن بن محمّد الطائي : المعروف بـ « الطاطري » كان فقيهاً ثقة في حديثه له كتب منها : التوحيد ، الامامة ، الفطرة ، المعرفة ، الولاية (4) وغيرها وعدّه ابن النديم من متكلمي الامامية وقال : ومن القدماء : الطاطري وكان شيعياً واسمه ... وتنقّل في التشيّع وله من الكتب كتاب الإمامة حسن (5) وبما أنّه من أصحاب الإمام الكاظم فهو من متكلّمي القرن الثاني.
1 ـ النجاشي : الرجال 2 / 145 برقم 794.
2 ـ النجاشي : الرجال 1 / 451 برقم 544.
3 ـ ابن النديم : الفهرست 266.
4 ـ النجاشي : الرجال 2 / 77 برقم 665.
5 ـ ابن النديم : الفهرست 266.


(580)
    8 ـ الحسن بن علي بن يقطين بن موسى : مولى بني هاشم ، وقيل مولى بني أسد ، كان فقيهاً متكلّماً روى عن أبي الحسن والرضا ( عليهما السلام ) ، وله كتاب مسائل أبي الحسن موسى ( عليه السلام ) (1) وبما أنّ أبا الحسن الأول توفّي عام 183 ، والثاني توفّي عام 203 ، فالرجل من متكلّمي القرن الثاني وأوائل الثالث ، وذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الرضا (2) وهو الذي سأل الإمام الرضا ( عليه السلام ) بأنّه لا يقدر على لقائه في كل وقت فعمّن يأخذ معالم دينه ؟ فأجاب الامام ( عليه السلام ) خذ عن يونس بن عبدالرحمان (3).

    9 ـ حديد بن حكيم : أبو علي الأزدي المدائني ، ثقة ، وجه ، متكلّم ، روى عن ابي عبد الله ، وأبي الحسن ( عليهما السلام ) له كتاب يرويه محمّد بن خالد (4) وبما أنّه من تلاميذ الصادق والكاظم ( عليهما السلام ) فالرجل من متكلّمي الشيعة في القرن الثاني.

    10 ـ فضال بن الحسن بن فضال : وهو من متكلّمي عصر الصادق ( عليه السلام ) وذكره الطبرسي في احتجاجه ومناظرته مع أبي حنيفة فلاحظ (5).
    وما ذكرناه نماذج من مشاهير المتكلّمين في عصر الصادقين والكاظم ، وهناك من لم نذكرهم ولهم مناظرات واحتجاجات احتفلت بهم الكتب التاريخية والكلامية كحمران بن أعين الشيباني ، وهشام بن سالم الجواليقي ، والسيد الحميري ،
1 ـ النجاشي : الرجال 1 / 148 برقم 9.
2 ـ الشيخ الطوسي : الرجال برقم 7.
3 ـ النجاشي : الرجال 2 / 421 برقم 1209.
4 ـ النجاشي : الرجال 1 / 377 برقم 383 ، وذكره الخطيب في تاريخه ج 8 برقم 4377.
5 ـ التستري : قاموس الرجال 4 / 313.
بحوث في الملل والنحل ـ الجزء السادس ::: فهرس