بحوث في الملل والنحل ـ الجزء السادس ::: 591 ـ 600
(591)
    6 ـ كتاب التوحيد الكبير.
    7 ـ كتاب التوحيد الصغير.
    8 ـ كتاب الخصوص والعموم.
    9 ـ كتاب الأرزاق والآجال والأسعار.
    10 ـ كتاب كبير في الجزء.
    11 ـ مختصر الكلام في الجزء.
    12 ـ كتاب الرد على المنجّمين.
    13 ـ كتاب الرد على أبي علي الجبّائي في ردّه على المنجّمين.
    14 ـ كتاب النكت على ابن الراوندي.
    15 ـ كتاب الرد على من أكثر المنازلة.
    16 ـ كتاب الرد على أبي الهذيل العلاف في أنّ نعيم أهل الجنة منقطع.
    17 ـ كتاب الإنسان غير هذه الجملة.
    18 ـ كتاب الرد على الواقفة.
    19 ـ كتاب الرد على أهل المنطق.
    20 ـ كتاب الرد على ثابت بن قرة.
    21 ـ الرد على يحيى بن أصفح.
    22 ـ جواباته لأبي جعفر بن قبة.
    23 ـ جوابات اُخر لأبي جعفر.
    24 ـ شرح مجالسه مع أبي عبداللّه بن مملك.
    25 ـ حجج طبيعية مستخرجة من كتاب أرسطاطاليس في الرد على من زعم أنّ الفلك حي ناطق.
    26 ـ كتاب في المرايا وجهة الرؤية فيها.


(592)
    27 ـ كتاب في خبر الواحد والعمل به.
    28 ـ كتاب في الاستطاعة على مذهب هشام وكان يقول به.
    29 ـ كتاب في الرد على من قال بالرؤية للباري عزّوجلّ.
    30 ـ كتاب الاعتبار والتمييز والانتصار.
    31 ـ كتاب النقض على أبي الهذيل في المعرفة.
    32 ـ كتاب الرد على أهل التعجيز ، وهو نقض كتاب أبي عيسى الوراق.
    33 ـ كتاب الحجج في الإمامة.
    34 ـ كتاب النقض على جعفر بن حرب ( 177 ـ 236 ) في الإمامة.
    35 ـ مجالسه مع أبي القاسم البلخي ( ت 319 ).
    36 ـ كتاب التنزيه وذكر متشابه القرآن.
    37 ـ الرد على أصحاب المنزلة بين المنزلتين في الوعيد.
    38 ـ الرد على أصحاب التناسخ.
    39 ـ الرد على المجسّمة.
    40 ـ الرد على الغلاة.
    41 ـ مسائله للجبّائي في مسائل شتّى (1).
    والرجل من أكابر متكلّمي الشيعة ، عاصر الجبّائي ( ت 303 ) والبلخي ( ت 319 ) وأبو جعفر بن قبة المتوفّى قبل البلخي فهو من أعيان متكلّمي الشيعة في أواخر القرن الثالث ، وأوائل القرن الرابع.
    وقال ابن النديم : أبو محمّد الحسن بن موسى بن اُخت أبي سهل بن نوبخت ،
1 ـ النجاشي : الرجال 1 / 179 برقم 146 ترجمه ابن حجر في لسان الميزان 2 / 258 برقم 1075 وترجمه هبة الدين الشهرستاني في مقدمة فرق الشيعة.

(593)
متكلّم ، فيلسوف كان يجتمع إليه جماعة من النقلة لكتب الفلسفة ، مثل أبي عثمان الدمشقي ، وإسحاق وثابت وغيرهم وكانت المعتزلة تدّعيه ، والشيعة تدّعيه ولكنّه إلى حيّز الشيعة ما هو ( كذا ) لأنّ آل نوبخت معروفون بولاية علي وولده ( عليهم السلام ) في الظاهر ، فلذلك ذكرناه في هذا الموضع ... وله مصنفات وتأليفات في الكلام والفلسفة وغيرها ثمّ ذكر فهرس كتبه ولم يذكر إلاّ القليل من الكثير (1).
    إنّ بيت نوبخت من أرفع البيوتات الشيعية خرج منه فلاسفة كبار ، متكلّمون عظام ، وقد آثرنا الاقتصار ومن أراد التفصيل فليرجع إلى الكتب المؤلّفة حول هذا البيت.
    هؤلاء أعلام الشيعة ومتكلّموهم في القرون الأربعة فهم الذين ذادوا عن حياض الإسلام والتشيّع ببيانهم وبنانهم أتينا بأسمائهم في المقام ليكونوا كنموذج لما لم نذكره أو لم يحتفل بذكرهم التاريخ فإنّ الإستقصاء يخرجنا إلى تأليف منفرد.
    ونختم هذا الفصل بمتكلّم فحل وبارع لا يسمع الدهر بمثله إلاّ في فترات يسيرة أعني اُستاذ الشيعة وشيخ الاُمة الشيخ المفيد ( 336 ـ 414 ) الذي أنطق علمه وفضله وورعه وتقاه ، لسان كل موافق ومخالف وإليك نموذج ممّا ذكره أصحاب التذكرة وعلماء الرجال في كتبهم على وجه الإيجاز ونركّز على كلمات أهل السنّة ونذكر القليل من كلمات الشيعة في حقه.
    1 ـ هذا هو ابن النديم ( ت 388 ) معاصره ويعرّفه في الفهرست بقوله :
    « ابن المعلم ، أبو عبداللّه ، في عصرنا انتهت رياسة متكلّمي الشيعة إليه ، مقدم في صناعة الكلام على مذهب أصحابه ، دقيق الفطنة ، ماضي الخاطرة ، شاهدته
1 ـ ابن النديم : الفهرست 265 ـ 266 الفن الثاني من المقالة الخامسة.

(594)
فرأيته بارعا ... (1)
    والمعروف انّه ألّف الفهرست عام 377 ، وتوفّي حوالي 388 ، وعلى ضوء هذا فالمفيد انتهت إليه رياسة متكلّمي الشيعة وله من العمر ما لا يجاوز الخمسين.
    2 ـ وقال الحافظ أحمد بن علي الخطيب البغدادي ( ت 463 ) :
    أبو عبداللّه المعروف بابن المعلم ، شيخ الرافضة ، والمتعلم على مذهبهم ، صنّف كتباً كثيرة في ضلالاتهم والذب عن اعتقاداتهم (2).
    3 ـ وقال عبدالرحمان ابن الجوزي ( ت 597 ) :
    شيخ الإمامية وعالمها ، صنّف على مذهبه ، ومن أصحابه المرتضى ، كان لابن المعلم مجلس نظر بداره ، بدرب رياح ، يحضره كافة العلماء ، له منزلة عند اُمراء الأطراف ، لميلهم إلى مذهبه (3).
    4 ـ وقال أبو السعادات عبداللّه بن أسعد اليافعي ( ت 768 ) :
    وفي سنة ثلاث عشرة وأربعمائة توفّي عالم الشيعة وإمام الرافضة صاحب التصانيف الكثيرة شيخهم المعروف بالمفيد ، وابن المعلم أيضاً ، البارع في الكلام والجدل والفقه ، وكان يناظر أهل كل عقيدة مع الجلالة والعظمة في الدولة البويهية. قال ابن أبي طي : وكان كثير الصدقات ، عظيم الخشوع ، كثير الصلاة والصوم ، خشن اللباس ، وقال غيره : كان عضد الدولة ربّما زار الشيخ المفيد ، وكان شيخاً ربعة نحيفاً أسمر ، عاش ستاً وسبعين سنة ، وله أكثر من مائتي مصنّف ، وكانت جنازته مشهورة وشيّعه ثمانون الفاً من الرافضة والشيعة (4).
1 ـ ابن النديم : الفهرست 266 في فصل أخبار متكلّمي الشيعة.
2 ـ الخطيب البغدادي : 3 / 331 برقم 1799.
3 ـ ابن الجوزي : المنتظم 15 / 157.
4 ـ اليافعي : مرآة الجنان 3 / 28 طبع الهند.


(595)
    5 ـ ووصفه أبوالفداء الحافظ ابن كثير الدمشقي ( ت 774 ) بقوله :
    شيخ الإمامية الروافض ، والمصنّف لهم ، والمحامي عن حوزتهم ، وكان يحضر ملجسه خلق كثير من العلماء وسائر الطوائف (1).
    6 ـ وقال الذهبي ( ت 748 ) :
    محمّد بن محمّد بن النعمان ، الشيخ المفيد ، عالم الرافضة ، أبو عبداللّه ابن المعلم ، صاحب التصانيف البدعية ، وهي مائتا مصنف (2).
    عالم الشيعة ، وإمام الرافضة وصاحب التصانيف الكثيرة ، قال ابن ابي طي في تاريخه ـ تاريخ الإمامية ـ : هو شيخ مشايخ الطائفة ولسان الإمامية ورئيس الكلام والفقه والجدل ، وكان يناظر أهل كل عقيدة مع الجلالة العظيمة في الدولة البويهية (3).
    7 ـ قال ابن حجر ( ت 852 ) بعد نقل ما ذكره الذهبي :
    وكان كثير التعقيب والتخشّع والاكباب على العلم ، تخرج به جماعة ، وبرع في المقالة الإمامية حتّى يقال : له على كل إمام منّة ، وكان أبوه معلماً بواسط وما كان المفيد ينام من الليل إلاّ هجعة ثمّ يقوم يصلي أو يطالع أو يدرس أو يتلو القرآن (4).
    8 ـ وقال ابن العماد الحنبلي : ( ت 1089 ) :
    « وفيها توفّي المفيد ، ابن المعلم ، عالم الشيعة ، إمام الرافضة ، وصاحب التصانيف الكثيرة ، قال ابن أبي طي في تاريخ الإمامية : هو شيخ مشايخ الطائفة ولسان
1 ـ ابن كثير : البداية والنهاية 11 / 15.
2 ـ الذهبي : ميزان الاعتدال 4 / 30.
3 ـ الذهبي : العبر 2 / 225.
4 ـ ابن حجر : لسان الميزان 5 / 368 برقم 1196.


(596)
الإمامية ، رئيس الكلام ، والفقه والجدل وكان يناظر اهل كل عقيدة مع الجلاله والعظمة في الدولة البويهية » (1).
    هذا بالنسبة للسنّة ، وأمّا الشيعة فنقتصر على كلام تلميذيه : الطوسي والنجاشي ونترك الباقي لمترجمي حياته.
    1 ـ يقول الشيخ الطوسي ( 385 ـ 460 ) في الفهرست :
    المفيد يكنّى أبا عبداللّه المعروف بابن المعلم ، من جملة متكلّمي الإمامية ، انتهت إليه رئاسة الإمامية في وقته ، وكان مقدّماً في العلم ، وصناعة الكلام ، وكان فقيهاً متقدماً فيه ، حسن الخاطر ، دقيق الفطنة ، حاضر الجواب وله قريب من مائتي مصنف كبار وصغار وفهرست كتبه معروف ، ولد سنة 338 وتوفّي لليلتين خلتا من شهر رمضان سنة 413 ، وكان يوم وفاته يوماً لم ير أعظم منه من كثرة الناس للصلاة عليه وكثرة البكاء من المخالف والموافق (2).
    2 ـ ويقول تلميذه الآخر ، النجاشي ( 372 ـ 450 ) :
    شيخنا واُستاذنا ـ رضي اللّه عنه ـ فضله أشهر من أن يوصف في الفقه والكلام والرواية والوثاقة والعلم ثمّ ذكر تصانيفه (3).
    وهذه الكلم تعرّفنا منزلته الرفيعة وانّه لم يكن يومذاك للشيعة متكلّم أكبر منه ، وكفى في ذلك انّه تخرّج على يديه لفيف من متكلّمي الشيعة نظير : السيد المرتضى ( 355 ـ 436 ) والشيخ الطوسي ( 385 ـ 460 ) وهما كوكبان في سماء الكلام ، وحاميان عظيمان عن حياض التشيع ، ببيانهم وبنانهم.
1 ـ ابن العماد الحنبلي : شذرات الذهب 3 / 199 وفيه مكان الطائفة : الصوفية. وهو لحن.
2 ـ الشيخ الطوسي : الفهرست برقم 710.
3 ـ النجاشي : الرجال 2 / 327 برقم 1068.


(597)
    ولنكتف في سرد أسماء أئمة الكلام بهذا المقدار ولنترك الباقي من القرن الخامس إلى عصرنا هذا غير انّه يطيب لي أن اشير إلى بعض أساتذة الفلسفة منهم.

    مشاهير أئمّة الفلسفة بعد القرن الرابع :
    1 ـ إذا كان الشيخ المفيد أكبر متكلّم للشيعة ظهر في العراق ، فإنّ الشيخ الرئيس ابن سينا ( 380 ـ 424 ) أكبر فيلسوف اسلامي شيعي ظهر في المشرق ، وهو من الذين دفعوا عجلة الفكر والعلم إلى الأمام في خطوات كثيرة وقد طار صيته شرقاً وغرباً ، وكتبت عنه دراسات ضافية من المسلمين والمستشرقين ونحن في غنى عن افاضة القول في ترجمة حياته ، وآثاره التي خلّفها ، والتلاميذ الذين تربّوا في مدرسته ولكن نشير إلى كتابين من كتبه لأنّهما كوكبان.
    الف ـ الشفاء وهو يشتمل على المنطق ، والطبيعيات والإلهيات والرياضيات وقد طبع أخيراً في مصر في أجزاء ، وبالامعان فيما ذكره في مبحث النبوّة يعلم مذهبه قال : والاستخلاف بالنص أصوب فانّ ذلك لا يؤدّي إلى التشعّب والتشاغب والاختلاف (1).
    باء ـ الاشارات وهو يشتمل على المنطق والطبيعات والإلهيات وهو من أحسن مؤلّفاته وفيه آراءه النهائية وقد وقع موقع العناية لمن بعده ، فشرحه الامام الرازي ( 543 ـ 606 ) والمحقق الطوسي ( 597 ـ 672 ) والشرح الثاني ، كان محور الدراسة في الحوزات العلمية.

    2 ـ نصير الدين الطوسي : الخواجه نصير الدين الطوسي ، سلطان المحققين واُستاذ الحكماء والمتكلمين ( 597 ـ 672 ) وهو أشهر من أن يذكر ، شارك في
1 ـ الشفاء قسم الإلهيات 2 / 564 طبع ايران.

(598)
جميع العلوم النظرية فاصبح اُستاذاً محقّقاً مؤسّساً أثنى عليه الموافق والمخالف.

    3 ـ الشيخ كمال الدين : الشيخ كمال الدين ميثم بن علي بن ميثم البحراني ( 636 ـ 699 ) الفيلسوف المحقّق ، والحكيم المدقّق ، قدوة المتكلمين ، تظهر جلالة شأنه وسطوع برهانه من الامعان في شرحه لنهج البلاغة في أربعة أجزاء وله « قواعد المرام في الكلام » وكلاهما مطبوعان.

    4 ـ العلاّمة الحلّي : شيخ الشيعة جمال الدين المعروف بالعلاّمة الحلّي ( 648 ـ 728 ) له الجوهر النضيد في شرح منطق التجريد ، وكشف المراد في الكلام ، وكتبه في المنطق والكلام والفلسفة تنوف على العشرين.

    5 ـ الرازي : قطب الدين الرازي ( ت 766 ) ، تلميذ العلاّمة الحلّي واُستاذ الشهيد الأوّل ، له شرح المطالع في المنطق والمحاكمات بين العلمين : الرازي ونصير الدين الطوسي.
    إلى غير ذلك من أدمغة كبيرة ظهرت في الحوزات الشيعيّة ، كالفاضل المقداد ( ت 808 ) مؤلّف نهج المسترشدين في الكلام ، والشيخ بهاء الدين العاملي ( 953 ـ 1030 ) ، والسيد محمّد باقر المعروف بالداماد ( ت 1040 ) ، وتلميذه المعروف بصدر المتألّهين مؤلّف الأسفار الأربعة ( 971 ـ 1050 ) وغيرهم ممّن يتعسّر علينا احصاء أسمائهم فضلاً عن تحرير تراجمهم.
    هذه لمحة عابرة عن مشاركة الشيعة في بناء الحضارة الإسلامية في مجال العلوم العقلية واقتصر نا على المشاهير منهم إلى أواسط القرن الحادي عشر ، وتركنا أسماء الكثيرين. هذا وقد قام المتتبّع المتضلّع الشيخ عبداللّه نعمة بتأليف كتاب حول فلاسفة الشيعة ومتكلّميهم أسماه « فلاسفة الشيعة » وسدّ بذلك بعض الفراع حيّاه اللّه وبيّاه.
    ومن حسن الحظ أنّ ركب التفكير والبرهنة والاستدلال لم يقف ، بل توالت


(599)
إلى عصرنا ، فترى في حقول الكلام والفلسفة شخصيات بارزة ومؤلّفات لا تحصى في الكلام والفلسفة والمنطق ، وقد عاش كثير من هؤلاء في الظروف السياسية الصارخة بالدم والرعب ، وقد صار ذلك سبباً في اختفاء آثارهم وضياعها ، بل وتراكم الأساطير حولها.
    وبذلك تقف على قيمة ما ذكره المستشرق آدم متز في حق كلام الشيعة :
    « أمّا من حيث العقيدة والمذهب ، فانّ الشيعة هم ورثة المعتزلة ، ولابدّ أن يكون قلّة اعتداد المعتزلة بالأخبار المأثورة ممّا لاءم أغراض الشيعة ولم يكن للشيعة في القرن الرابع مذهب كلامي خاص به » (1).
    إنّ الشيعة منذ بكرة أبيهم ، كانوا مقتفين أثر أئمتهم ، ولم يكونوا ورثة المعتزلة ، وانّما أخذت المعتزلة اُصول مذهبهم عن أئمة أهل البيت ، كما أوضحنا حاله في الجزء الثالث من هذه الموسوعة ، والعجب أنّ الشيعة كانت تناظر المعتزلة من عصر الامام الصادق ( عليه السلام ) إلى عصر المفيد وبعدهم حتّى أنّ الشيخ المفيد وضع كتباً في نقد المعتزلة ، كما وضع قبلهم بعض أئمة المتكلمين من الشيعة ردوداً على المعتزلة ، فكيف يكون الشيعة ورثة للمعتزلة ، نعم وأنّ القائل خلط مسألة الاتّفاق في بعض المسائل بالتبعية والاقتفاء ، فالشيعة والمعتزلة تتفقان في بعض الاُصول ، لا أنّ أحدهما عيال على الآخر.

    13 ـ قدماء الشيعة والعلوم الكونية :
    لم يكن اتّجاه الشيعة مختصّاً بالعلوم العقلية كالكلام والفلسفة والمنطق ،
1 ـ الحضارة الإسلامية في القرن الرابع الهجري ، تعريب محمّد عبدالهادي أبو ريدة 1 / 106 الطبعة الثالثة.

(600)
بل امتدّ نشاطهم وحركتهم الفكرية إلى العلوم الرياضية ، والكونية ، فتجد هذا النشاط بارزاً في مؤلّفاتهم طيلة القرون ، ونحن نأتي هنا بذكر موجز عن مشاهير علمائهم ومؤلّفاتهم في القرون الاُولى تاركين غيرهم للمعاجم :
    1 ـ هشام بن الحكم ( ت 199 ) له آراء في الاعراض كاللون والطعم والرائحة ، وقد أخذ منه إبراهيم بن سيار النظام ، وحاصل هذا الرأي أنّ الرائحة جزئيات متبخّرة من الأجسام تتأثّر بها الغدد الأنفية وأنّ الأطعمة جزئيات صغيرة تتأثّر بها الحليمات اللسانية (1).
    2 ـ إنّ بيت بني نوبخت بيت شيعي عريق ، فقد قاموا بترجمة الكتب الفارسية إلى العربية وقد خدموا بذلك العلوم الكونية.
    قال ابن النديم : آل نوبخت معروفون بولاية علي وولده ، وقال الأفندي في رياض العلماء : بنو نوبخت طائفة من متكلّمي الإمامية منهم.
    الف ـ أبو الفضل بن نوبخت قال ابن النديم : كان في خزانة الحكمة لهارون الرشيد ، وقال ابن القطفي في تاريخ الحكماء : إنّه مذكور مشهور من أئمة المتكلمين وذكر في كتب المتكلمين وكان في زمن هارون الرشيد وولاّه القيام بخزانة كتب الحكمة ، وهو من متكلّمي أواخر القرن الثاني.
    ب ـ ولده إسحاق بن أبي سهل بن نوبخت من متكلمي القرن الثالث.
    ج ـ يعقوب بن اسحاق بن أبي سهل بن نوبخت متقدم في الحكمة والكلام والنجوم (2).
    3 ـ أبو علي أحمد بن محمّد بن يعقوب بن مسكويه ، من أعيان الشيعة
1 ـ عبداللّه نعمة : فلاسفة الشيعة 56.
2 ـ العاملي : أعيان الشيعة 1 / 135.
بحوث في الملل والنحل ـ الجزء السادس ::: فهرس