بحوث في الملل والنحل ـ جلد السابع ::: 111 ـ 120
(111)
    إنّ العلاّمة السياغي وغيره عدّوا كثيراً من فقهاء أهل السنّة ونسّاكهم من أتباع الاِمام زيد ، وحاولوا بذلك شيوع إمامته والاقتداء به يوم ظهوره وخروجه ، ولكن الموَيد لثورة زيد ، غير كونه تابعاً لزيد في الاَُصول والفروع.
    وهناك كلمة قيّمة لنشوان الحميري قد رفع بها الستر عن وجه الحقيقة وقال : « اجتمع طوائف الناس على اختلاف آرائهم على مبايعته ، فلم يكن المعتزلي أسرع إليها من المرجىَ ، ولا المرجىَ من الخارجي ، فكانت بيعته ( عليه السلام ) مشتملة على فرق الاَُمّة على اختلافها (1).
    إنّ أبا حنيفة إمام السنّة دعم خروج زيد بالمال ، وأفتى بوجوب نصرة زيد وقد أرسل المال إليه ، كما هو مذكور في غير واحد من المعاجم ، مع أنه لم يكن تابعاً لزيد لا في الاَُصول ولا في الفروع.

حديث المنتمين إلى زيد :
    إنّ لفيفاً من فقهاء أهل السنّة ، كانوا يعانون من جور بني أُمية وطغيانهم ، لمّا وقفوا على خروج زيد قاموا بدعمه وإمداده بالقول والعمل ، فصاروا معروفين بالزيدية وما هم من الزيدية بشيء إلاّ تصويب خروج زيد ، وإمداده ، والزيدي عندنا ، من يقتفيه في العقيدة والعمل.
    وبذلك يظهر التأمل في بعض ما ذكره الحاكم الجشمي البيهقي (413 ـ 494هـ) في جلاء الاَبصار.
    قال : وعن محمد بن زيد قال : بعث أبو حنيفة ـ رحمه اللّه ـ إلى زيد بن علي ( عليهما السلام ) بمال ، وقال : استعن به على ما أنت فيه. وعن فضيل ابن الزبير قال : كنت رسول زيد بن علي إلى أبي حنيفة ، فسألني من يأتيه من الفقهاء؟ فقلت :
    1 ـ نشوان الحميري : الحور العين : 185.ولكلامه صلة سيوافيك.

(112)
سلمة بن كهيل ويزيد بن أبي زياد وهارون بن سعد وأبو هاشم الرماني وحجاج ابن دينار وغيرهم كثير. وعن شعبة قال : سمعت الاَعمش يقول : واللّه لولا ضرارة بي لخرجت معه ، واللّه ليُخذُلنَّه واللّه ليُسلمُنَّه كما فعلوا بجده وعمه. وعن عقبة بن إسحاق السلمي قال : كان منصور بن المعتمر يدور على الناس يأخذ البيعة لزيد ابن علي. وعن ليث قال : جاءنا منصور يدعونا إلى الخروج مع زيد بن علي. وعن حماد بن زيد وذكر سفيان الثوري فقال : كان ذاك زيدياً ، وعن أبي معاوية وذكر عنده سفيان فقال : نحن أعرف بهذا منكم ، كان سفيان من هذه الشيعة وكان منصور يأخذ البيعة لزيد بن علي. وذكر السيد أبو طالب بإسناده عن أبي عوانة قال : كان سفيان زيدياً ، وكان إذا ذكر زيد بن علي يقول : بذل مهجته لربّه ، وقام بالحقّ لخالقه ، ولحق بالشهداء المرزوقين من آبائه. وقال أبو عوانة : كان زيد بن علي يرى الحياة غراماً ، وكان ضجراً بالحياة. وعن الواقدي قال : كان سفيان زيدياً. وعن النضر بن حميد الكندي قال : شهدت سعد بن إبراهيم بالمدينة حين نعي إليه زيد بن علي ( عليهما السلام ) ، فبكى واشتد حزنه واشتد جزعه ، وتخلف في منزله يعزّى بعد سبعة أيام ، فسمعته يقول : ما خلف مثله. وعن الصادق ـ يعني جعفر بن محمد ( عليهما السلام ) ـ : « عمي زيد خرج على ما خرج عليه آباوَه ، ووددت أنّي استطعت أن أصنع كما صنع عمي ، فأكون مثل عمي ، من قتل مع زيد كمن قتل مع الحسين ابن علي ( عليهما السلام ) » (1).
    وعلى هذا الغرار قول ابن العماد الحنبلي ، قال : وكان ممن بايعه منصور بن المعتمر ، ومحمد بن عبد الرحمان بن أبي ليلى ، وهلال بن خباب بن الاَرت وابن شبرمة ومسعر بن كدام وغيرهم (2)
    1 ـ السياغي : الروض النضير : 1/104.
    2 ـ ابن العماد الحنبلي : شذرات الذهب : 1/158.


(113)
    إنّ القول بالتشيع يجمعه الاعتقاد ، بخلافة الاِمام علي أمير الموَمنين عن النبي الاَكرم نصاً جليّاً أو خفياً كما يدّعيه بعض الزيدية ، ولم يكن هوَلاء متشيعين بهذا المعنى نعم كانوا موَيدين ثورة زيد ومدعمين لها بألوان مختلفة.
    حتى إنّ بعض الموَيدين لثورته ، والمبايعين له ، قد استقال بعد البيعة كما روى في حق كثير النواء حيث بايع فاستقال وأقاله زيد وقال :
للحرب أقوام لها خلقوا خير البرية من أمسى تجارته وللتجارة والسلطان أقوام تقوى الاِله ، وضرب يجتلي الهام (1)
الثناء عليه ممزوجاً مع المغالاة :
    1 ـ روى المقريزي عن أحمد بن محمد بن الحسيـن بن زيد بن علي ، قال : حدثنا أهلي أنّ زيداً ( عليه السلام ) ماتوسد القرآن منذ احتلم حتى قتل ، وأمّا الصيام فكان يصوم يوماً ويفطر يوماً.
    ولعله أراد بقوله : « ماتوسد القرآن » الكناية عن قيام الليل واستكمال قراءة القرآن في صلاة التهجد (2).
    2 ـ قال نشوان الحميري في شرح « رسـالة الحور العين » : فلمّا شهر فضله وتقدمه وبراعته وعرف كماله الذي تقدم به أهل عصره اجتمع طوائف الناس على اختلاف رأيهم على مبايعته ، فلم يكن الزيدي أحرص عليها من المعتزلي ، ولا المعتزلي أسرع إليها من المرجىَ ، ولا المرجىَ من الخارجي ، فكانت بيعته ( عليه السلام ) مشتملة على فرق الاَُمّة مع اختلافهم. ولم يشذ عن بيعته إلاّ هذه الفرقة
    1 ـ المفيد : الاختصاص : 128 ، ط 1379؛ المجلسي : البحار : 46/181.
    2 ـ المقريزي : الخطط : 2/419 ، كما في الروض النضير : 1/99.


(114)
القليلة التوفيق ـ أخزاهم اللّه تعالى ـ قال : ومن الواضح الذي لا أشكال فيه أنّ زيد بن علي ( عليه السلام ) يُذكر مع المتكلمين إن ذكروا ، ويُذكر مع الزهاد ، ويُذكر مع الشجعان ، وأهل المعرفة بالضبط والسياسة ، فكان أفضل العترة لاَنّه كان مشاركاً لجماعتهم في جميع خصال الفضل ، ومتميزاً عنهم بوجوه لم يشاركوه فيها ، فمنها اختصاصه بعلم الكلام (1) ، الذي هو أجلّ العلوم ، وطريق النجاة ، والعلم الذي لا ينتفع بسائر العلوم إلاّ معه ، والتقدم فيه والاشتهار عند الخاص والعام. هذا أبو عثمان عمرو بن بحر الجاحظ يصفه في صنعه الكلام ويفتخر به ويشهد له بنهاية التقدم ، وجعفر بن حرب في كتاب « الديانة » وكثير من معتزلة بغداد كمحمد بن عبد اللّه الاِسكافي وغيره ينتسبون إليه في كتبهم ، ويقولون نحن زيدية ، وحسبك في هذا الباب انتساب المعتزلة إليه ، مع أنّهاتنظر إلى سائر الناس بالعين التي تنظر بها ملائكة السماء إلى أهل الاَرض مثلاً. فلولا ظهور علمه وبراعته وتقدمه على كل أحد في فضيلته لما انقادت إليه المعتزلة (2).

المغالاة في علمه وفقهه :
    إنّ الغلو هو الخروج عن الحد ، قال سبحانه : « يا أهْلَ الكِتابِ لاَ تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ وَلا تَقُوُُلوا على اللّهِ إلاّ الحَق » (النساء ـ 171). وقال سبحانه : « قُلْ يا أهْلَ الكِتابِ لا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ غَيْرَ الحَق » (المائدة ـ 77). وقال الاِمام علي ( عليه السلام ) وهو يصف الغلوّ وخلافه يقول : الثناء بأكثر من الاستحقاق ملق ، والتقصير عن الاستحقاق عي أو حسد » (3).
    1 ـ سيوافيك أنّه لم يوَثر من زيد ، أي رأي كلامي وإنّ تتلمذه على واصل غير ثابت.
    2 ـ السياغي : الروض النضير : 1/101 ، لاحظ شرح رسالة الحور العين : 185.
    3 ـ الرضي : نهج البلاغة : قسم الحكم ، برقم 347.


(115)
المغالا ة في أي موضوع من الموضوعات تلازم الكذب أوّلاً ، والاِغراء بالجهل ثانياً ، وبخس الحق ثالثاً إلى غير ذلك من المضاعفات ، من غير فرق بين أن يتعلق بأمر ديني أو غيره ، وهنا نذكر شيئاً مما قيل في حقّه من المغالاة :
    1 ـ اتفقت كلمة أصحاب المعاجم على أنّ زيداً ، أخذ عن والده وأخيه محمد الباقر ( عليهما السلام ) ولم ينكر أحد ذلك وقد تخرج من مدرسة أخيه عشرات المحدثين والفقهاء والمتكلمين ، لا يشق غبارهم ولا يدرك شأوهم غير أنّ هناك من يروقه الحط عن مكانة أئمة أهل البيت ، أو الخضوع للعاطفة ، أو الحسد لمنزلة أبي جعفر الباقر ( عليه السلام ) فلا يرضى إلاّ بترفيع زيد عليه ، يقول : لقد علم زيد ، القرآن من حيث لم يعلمه أبو جعفر ، قلت : وكيف ذلك؟ قال : لاَنّ زيداً علم القرآن ، وأُوتي فهمه. وأبو جعفر أخذ من أفواه الرجال. قال الديلمي : وقد قيل لاَبي جعفر : باقر علم الاَنبياء والعالم ورأس الشيعة في زمانه. وعنه : واللّه لقد علمت أهل بيتي فما علّمت أفضل من زيد بن علي ولقد استوسقت له الفضائل ، واجتمع له الخير ، وكمل فيه الحقّ فما يساميه أحد إلاّ والحقّ ينكسه ويزهقه (1).
    يلاحظ عليه أوّلاً : أنّ زيداً من علماء أهل البيت وأفاضلهم ، وهو علم القرآن وأُوتي فهمه ، ولكنه من أين أخذ علمه هل أخذ عن أبيه زين العابدين ، وأخيه باقر العلوم ( عليهما السلام ) فإذاً تنتفي المغالاة ، أو من غيرهما ، ومن هو ذاك الغير الذي علّم زيداً ، وصار زيد في علم القرآن عيالاً عليه ، وبرع وترعرع وتقدم على أئمة أهل البيت ( عليهم السلام ) ؟!
    وثانياً : ما مصدر هذه الاَُكذوبة من أنّ أبا جعفر ( عليه السلام ) أخذ من أفواه الرجال ، إذ لم يأت في أي مصدر من المصادر ، إنّ الاَئمة الاثني عشر ـ عليهم
    1 ـ الروض النضير : 1/101 وهذا القضاء الجائر نسبه الديلمي في مشكاة الاَنوار إلى عبد اللّه بن محمد ابن علي بن الحنفية.

(116)
السلام ـ حضروا مجلس درس أحد من الصحابة والتابعين والعلماء ، نعم ربّما روى بعضهم حديثاً عن الرسول مسنداً إلى بعض الصحابة أو التابعين وهو غير الدراسة والتعلّم لديهم.وقد مضى وجه النقل عنهم.
    هذا هو ابن سعد يعرّفه بقوله : « محمّد الباقر من الطبقة الثالثة من التابعين كان عالماً عابداً ثقة ، روى عنه الاَئمة أبو حنيفة وغيره. وقال عطاء : ما رأيت العلماء عند أحد أصغر علماً منهم عند أبي جعفر ، لقد رأيت الحكم عنده كأنّه مغلوب ، ويعني بالحكم ، الحكم بن عتيبة ، وكان عالماً نبيلاً جليلاً في زمانه » (1).
    أفمن يسلم عليه النبي عن طريق جابر يقول جابر : كنت جالساً عند رسول اللّه والحسين في حجره وهو يداعبه فقال ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : « ياجابر يولد مولود اسمه علي إذا كان يوم القيامة نادى مناد ليقوم سيد العابدين فيقوم ولده ، ثم يولد له ولد اسمه محمد ، فإن أدركته يا جابر فاقرأه منّي السلام » (2).
    يقول المفيد : لم يظهر عن أحد من ولد الحسن والحسين ( عليهما السلام ) في علم الدين والآثار والسنّة وعلم القرآن والسيرة وفنون الآداب ما ظهر من أبي جعفر الباقر ( عليه السلام ) وروى عنه معالم الدين ، بقايا الصحابة ووجوه التابعين وفقهاء المسلمين ، وسارت بذكر كلامه الاَخبار وانشدت في مدائحه الاَشعار (3).
    وبذلك يظهر حال ما رواه الذهبي وغيره عن الاِمام الصادق ( عليه السلام ) أنّه عرف عمه بقوله : « كان واللّه أقرأنا لكتاب اللّه وأفقهنا في دين اللّه ، وأوصلنا
    1 ـ سبط ابن الجوزي : تذكرة الخواص : 1/302.
    2 ـ المصدر نفسه : 3. 3 ، أخرجه أيضاً ابن حجر في لسان الميزان : 5/198 ، وابن حجر الهيثمي في الصواعق المحرقة : 199 ، والمناوي في الكواكب الدّريّة : 1/164 وغير ذلك.
    3 ـ المفيد : الارشاد : 261 ـ 262.


(117)
للرحم ما تركنا وفينا مثله » (1) ولو صح الحديث لحمل على التفضيل النسبي بالنسبة إلى سائر الهاشميين.
    تطرف بعد تطرف :
    ومن ذلك ما يرويه حميد بن أحمد المحلي قال : روينا بالاسناد الموثوقة أيضاً أنّ زيد بن علي ( عليهما السلام ) سأل محمد بن علي الباقر ( عليهما السلام ) كتاباً كان لاَبيه ، قال : فقال له محمد بن علي : نعم ، ثم نسي ولم يبعث إليه ، فمكث سنة ثم ذكر ، فلقى زيداً فقال : أي أخي ألم تسأل كتاب أبيك؟ قال : بلى. قال : واللّه ما منعني أن أبعث به إلاّ النسيان. قال : فقال له زيد : وقد استغنيتُ عنه. قال : تستغني عن كتاب أبيك؟ قال : نعم استغنيت عنه بكتاب اللّه ، قال : فاسألك عما فيه؟ قال له زيد : نعم ، قال : فبعث محمداً إلى الكتاب ، ثم أقبل فسأله عن حرف حرف وأقبل زيد يجيبه حتى فرغ من آخر الكتاب ، فقال له محمد : واللّه ما حرمت منه حرفاً واحداً (2).
    يلاحظ عليه أوّلاً : أنّ ظاهر الحديث أنّ اللقاء بين الاَخوين كان بعيداًبشهور غير متقارب كما هو ظاهر قوله : فمكث سنة ثم ذكر فلقى زيداً ، وهذا ما لا تعطيه ظروف الحياة في المدينة المنورة.
    وثانياً : أنّ ما نقله عن زيد من حديث الاستغناء إنّما يصح لو كان الكتاب ، كتاباً عادّياً غير مرتبط بتفسير القرآن وحل معضلاته ومشكلاته ، أو مبيّناً لمخصصاته ومقيداته ، ولكن الظاهر أنّ الكتاب كان على خلاف ذلك ومع ذلك كيف يمكن الاستغناء عنه بالقرآن.
    1 ـ جمـال الدين المزي ، تهذيب الكمال في أسماء الرجال : 10/98 ، الذهبي : سير أعلام النبلاء : 5/390وتاريخ الاِسلام (حوادث ـ 121 ـ 140هـ) ص 106.
    2 ـ الحدائق الوردية : 140.


(118)

(119)
الفصل الخامس
الآثار العلمية الباقية عن زيد
    كان وليد البيت العلوي ، مفسّراً للقرآن ، عارفاً بالسنّة ، ترك آثاراً علمية إمّا أملاها على تلاميذه ، أو حرّرها بقلمه ويراعه ونأتي في المقام بما وقفنا عليه من الآثار :

1 ـ المجموع الفقهي.

2 ـ المجموع الحديثي.
    نسب إلى زيد المجموع الفقهي تارة والحديثي أُخرى ، والمسند ثالثة. روى الجميع أبو خالد عمرو بن خالد الواسطي غير أنّ الكتب الثلاثة هي المطبوعة باسم المسند ، وأمّا تسميته بالحديثي والفقهي فلاَجل أنّ الكتاب يتضمّن روايات عن زيد عن آبائه كما يتضمن آراء له فلو كان الكتابان في بدء الاَمر مختلفين فهو في المطبوع كتاب واحد ، وأمّا توصيفه بالمسند لاَنّ ما في الكتاب يحتوي رواياته عن آبائه ، وقد جمع ـ ما رواه أبو خالد عن زيد ـ عبد العزيز بن إسحاق بلا تبويب شأنَ المسانيد ، وبوبّه بعد قرون الحسين بن يحيى بن إبراهيم الديلمي في سنة 1201هـ وكان قبل التبويب مجزّأ على ستة أبواب على أصل الجامع له ، والمطبوع


(120)
هو ما بوبّه الديلمي.
    والناظر في المجموع الحديثي يميز الحديث عن المجموع الفقهي فنرى في كتاب الطهارة باب ذكر الوضوء لونين من الكلام.
    أ : حدثني زيد بن علي بن الحسين (عن أبيه سقط عن المطبوع) عن جده الحسين بن علي إلى أن قال : رأيت رسول اللّه توضّأ فغسل وجهه.
    ب : وسألت زيداً بن علي عن الرجل ينسى مسح رأسه حتى يجفّ وضووَه.
    ومثل الثاني إذا قال : وقال زيد بن علي رضي اللّه عنه « المضمضة والاستنشاق سنّة ... »
    والقسم الاَوّل حديث ، ولكن الثاني وما يليه ، من المجموع الفقهي.
    وأخبار المجموع النبويةُ المرفوعة مائتا حديث وثمانية وعشرون حديثاً.
    والعلوية ثمانمائة وعشرون خبراً.
    وقد تلقاها أئمة الزيدية بالقبول وقالوا : هو أوّل كتاب جمع في الفقه وقال منهم :
زيد يزيد على الورى فالفضل مجموع به في أصله وفروعه والعلم في مجموعه
    وقد شرحه لفيف من الزيدية أوسعها شرح القاضي العلامة شرف الدين الحسين بن أحمد السياغي الحيمي اليمني الصنعاني ، ولد بصنعاء سنة 1180 هـ وتوفي سنة 1221هـ ، أسماه « الروض النضير في شرح مجموع الفقه الكبير » ، وقد طبع طبعتين ، الطبعة الثانية محقّقة طبع عام 1388هـ ، وشرحه هذا يشتمل على تخريج الاَحاديث وشرحها واستنباط الاَحكام المأخوذة منها مع ذكر أقوال العلماء
بحوث في الملل والنحل ـ جلد السابع ::: فهرس