بحوث في الملل والنحل ـ جلد السابع ::: 121 ـ 130
(121)
في مسائل الخلاف والتكلّم في ما عارضها من الاَحاديث بالجمع أو الترجيح ، والكتاب يدلّ على سعة باعه واتقانه الفقه والاَُصول (1).
    والشارح وإن جعل المحور ، مسند الاِمام زيد ، لكنه يستدل على ما ورد فيه شيء بالطرق المألوفة في الفقه السنّي من الاحتجاج بما ورد في الصحاح والمسانيد من مراسيل وموقوفات للصحابة وبأُمور لا تعترف بها أئمّة أهل البيت من القياس وغيره ، ولذلك أصبح الكتاب أشبه بفقه أهل السنّة ، ولاَجل ذلك يقول الشيخ محمّد بخيت المطيعي الحنفي المصري في تقريظه على الكتاب : « وهو موافق في معظم أحكامه لمذهب الاِمام الاَعظم أبي حنيفة النعمان وماذا عنى أن تقول في كتاب يوافق ما فيه ، ما بكتبنا ومذاهبنا » (2) وسوف ندرس المجموع من حيث الاعتبار في الفصل القادم.

3 ـ تفسير غريب القرآن :
    الغريب من الغرابة وهي الغموض والخفاء ، فالغريب هو الغامض من الكلام وكان النبي الاَكرم ( صلى الله عليه وآله وسلم ) والاِمام علي ( عليه السلام ) وتلميذه ابن عباس وغيرهم من الصحابة يفسّرون غريب القرآن الكريم وقد جاء في أسئلة نافع بن الاَزرق( 277) سوَالاً وجّهها هو وزميله إلى ابن عباس ، وأجاب عنها (3).
    ولعل أوّل من ألّف في غريب القرآن هو أبان بن تغلب بن رياح البكري (ت
    1 ـ لاحظ ما كتب حول الكتاب بقلم عدّة من الاَعلام في مقدمته ، ط2 ، مكتبة الموَيد ، الطائف ، 1388هـ ـ 1968م.
    2 ـ الروض النضير : 17 ، المقدمة.
    3 ـ السيوطي : الاتقان : 2/69ـ 104.


(122)
141هـ) من أصحاب الاِمام السجاد والباقر والصادق ( عليهم السلام ) وكانت له عندهم منزلة ، وله قراءة مفردة مشهورة عند القراء (1).
    لكن لو صحت نسبة تفسير غريب القرآن المطبوع حديثاً لزيد ، المحقّق على يد فضيلة الدكتور حسن محمد تقي الحكيم ، لَسبقه زيد في التأليف ، فهو أوّل باكورة في هذا النوع ظهر في الصعيد الاِسلامي ، ويظهر من مقارنة هذا الكتاب مع كتاب المجاز لاَبي عبيدة (ت 212هـ) الذي ألّفه في غريب القرآن أنّه كان لهذا الكتاب تأثير بالغ في كتاب أبي عبيدة مباشرة أو بالوساطة (2).
    والكتاب يبتدىَ من سورة الفاتحة وينتهي بسورة الناس ويركز في التفسير على الغريب ولذلك لا يذكر من آيات السورة إلاّ ما هو موضع نظره.
    وردت نسبة الكتاب إليه في بعض الكتب مثلاً :
    1 ـ جاء في كتاب الاَمالي لابن الشجري : قال الاِمام أبو الحسين زيد بن علي ( عليهما السلام ) في تفسير الغريب.
    2 ـ جاء في طبقات الزيدية لصارم الدين في ترجمة حياة أبي خالد قوله : وروي عن أبي خالد تفسير الغريب للاِمام زيد بن علي ، عطاء بن السائب.
    3 ـ جاء في كتاب الروض النضير : روى عن أبي خالد تفسير الغريب للاِمام زيد بن علي ، عطاء بن السائب (3).
    ونستطيع أن نوَيد نسبة الكتاب إلى الاِمام الثائر بالرجوع إلى المواضع التي يمكن أن يظهر فيها مذهبه وعقيدته.
    1 ـ النجاشي : الرجال : 1/73 برقم 6 ، السيوطي : بغية الوعاة : 76.
    2 ـ عن مقدمة المحقّق ص55 ، ثم ذكر دلائل التأثير بشكل واضح.
    3 ـ تفسير غريب القرآن ، مقدّمة المحقّق ص48 وذكر مصادر ما نقل.


(123)
    ومن تلك الآيات آية البلاغ ، فهو يقول في تفسير قوله : « يا أيُّـها الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إلَيْكَ مِن رَبِّكَ وإن لَم تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ واللّهُ يَعصِمُكَ مِنَ النّاس » قال زيد بن علي ( عليهما السلام ) : هذه لعلي بن أبي طالب صلوات اللّه عليه خاصة : « واللّه يعصمك من الناس » أي يمنعك منهم (1).
    ومنها آية الذكر ، قال في تفسير قوله سبحانه : « فَسْئَلُوا أهْلَ الذِّكْر » (النحل ـ 43) قال الاِمام زيد بن علي ( عليهما السلام ) : نحن أهل الذكر (2).
    فالتفسيران يوَيدان أنّ الكتاب لشيعي يرى النص لعليّ يوم الغدير ، ويرى أنّ المرجع بعد الكتاب والرسول ، هو عترته.
    كما يعلم كونه نافياً للروَية التي كانت يوم ذاك عقيدة أصحاب الحديث. يقول في تفسير قوله : « وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ ناضِرَةٌ * إلى رَبِّها ناظِرَة » (القيامة : 22 ـ 23) معناه مشرقة وناضرة : منتظرة للثواب (3).
    هذه نظرة عابرة إلى التفسير ، ولو قرىَ بإمعان ودقة ، يتبين أن التفسير لمن تربّى في أحضان أئمة أهل البيت والعترة الطاهرة ( عليهم السلام ).

4 ـ الصفوة :
    والكتاب ، دراسة قرآنية هادئة يتبنى بيان فضائل أهل البيت ( عليهم السلام ) ، وتقديمهم على سائر الناس في مختلف المجالات ، وإنّ السبب لدبيب الفساد بين المسلمين صرف القيادة عنهم ، ودفعها إلى غيرهم. حقّقه الكاتب ناجي حسن ، طبع في مطبعة الآداب في النجف الاَشرف بلا تاريخ ، اعتمد في التصحيح
    1 ـ تفسير غريب القرآن ، ص129 ، ط بيروت ، 1412هـ.
    2 ـ تفسير غريب القرآن : ص 18 و 359.
    3 ـ تفسير غريب القرآن : ص 18 و 359.


(124)
على تصوير نسخة واحدة محفوظة بمكتبة المتحف البريطاني تحت رقم 203 زيدية.
    رواها أبو الطيب علي بن محمد بن مخلد الكوفي :
    قال : حدثني إسماعيل بن يزيد العطارد.
    قال : حدثنا حسين بن نصر بن مزاحم المنقري
    قال : حدثنا أبو إسحاق إبراهيم بن الحكم بن ظهير الفزاري
    قال : حدثني أبي وحماد بن يعلى الثمالي
    عن أبي الزناد ، وأصحاب زيد بن علي عن زيد بن علي ( عليه السلام ) أوّله :
    أمّا بعد فإنّي أُوصيك بتقوى اللّه الذي خلقك ورزقك.

5 ـ رسالته إلى علماء الاَُمّة :
    نشرت ـ موَخراً ـ رسـالة بهذا الاسـم عن دار التراث اليمني في صنعـاء ، حقّقها محمد يحيى سالم غفران وهي الرسالة التي بعثها الاِمام الثائر إلى علماء الاَُمّة مبيّناً فيها تفاصيل دعوته وبيان أهدافه التي خرج مجاهداً من أجلها وهي تعطي صورة واضحة من روح ثورية للاِمام ، وتمرد على الحكم الاَموي ، وصياح على علماء السوء الذين كان لهم الدور البارز في تخدير حماس الجماهير ، وتشويه مفاهيم الدين ، وتثبيت ملك الظالمين.
    وبما أنّ للرسالة أثرها الرسالي الجهادي الحماسي وتمثل الهدف الاَمثل لنضال الاِمام وكفاحه وتمرّده على الحكم الاَموي نشرناها في الفصل الثالث مشفوعاً بالشكر للناشر والمحقّق ، وقد حقّقها عن نسخ أربع ، قدّم تفاصيلها في المقدمة ، وشفّعها بذكر موارد اقتبس العلماء من هذه الرسالة مع نسبة ما اقتبسوه إلى الاِمام.


(125)
6 ـ منسك الحج أو مناسك الحج
    رسالة في بيان أعمال الحجّ ومناسكه نشره العلاّمة السيد محمد علي الشهرستاني ببغداد سنة 1342هـ و يوجد من الكتاب نسخ مخطوطة في مكتبة برلين برقم 10360 وغيرها (1).
    هذه هي الآثار المنشورة التي وقفنا على نشرها وطبعها وقرأناها وهناك آثار له لم تنشر إلى الآن أو نشرت ولم نقف على نشرها ومنها نسخ في المكتبات والمتاحف ، وقد بذل الدكتور حسن محمد تقي الحكيم محقّق تفسير غريب القرآن لزيد جُهداً في الوقوف على تلك الآثار نقتبس من مقدمته ما يلي :
    7 ـ رسالـة في أثبات وصيـة أمير الموَمنين وإثبات إمامته وإمامة الحسن والحسين وذريتهما ، توجد نسخة منها في مكتبة برلين برقم 9681(الاَوراق 16ب ـ 19ب ، من سنة 850 هـ تقريباً) (2) وقال : توجد عندي صورة منها.
    8 ـ رسالة في أجوبة زيد بن علي ، على مسائل لاَخ له من أهل المدينة ، توجد في مكتبة وهبي457/4 (الاَوراق 81ب ـ 84ب ، من القرن العاشر الهجري) (3).
    9 ـ رسالة في الاِمامة إلى واصل بن عطاء. توجد في مكتبة وهب ي457/2 (الاَوراق 77 ب ـ 78 ب من القرن العاشر الهجري) (4).
    10 ـ تثبيت الاِمامـة. مخطوطة المتحف البريطاني ملحق 336 ، مخطوطات شرقية رقم 3971 (الاَوراق 25 ـ 28 من سنة 1215هـ) وتوجد أيضاً في مكتبة
    1 ـ لاحظ مقدّمة تفسير غريب القرآن لمحقّقها الدكتور حسن محمد تقي الحكيم : 43.
    2 ـ انظـر تاريخ الاَدب العربي لبروكلمان : 3/324 ؛ وتاريخ التراث العربي : الجزء 3 من المجلد 1/324؛ والروض النضير : 1/117.
    3 ـ انظر تاريخ التراث العربي : ج 3 من المجلَّد 1/326 ، منشورات مكتبة آية اللّه المرعشي النجفي.
    4 ـ انظر تاريخ التراث العربي : ج 3 من المجلَّد 1/326 ، منشورات مكتبة آية اللّه المرعشي النجفي.


(126)
أمبروزيانا في ميلانو بإيطاليا رقم 74أ (الاَوراق 78أ ـ 188 ب من سنة 1035هـ) (1).
    11 ـ تفسير سورة الفاتحة وبعض آيات القرآن. يوجد في مكتبة برلين رقم 10224( الاَوراق 9 ـ 16 من حوالي سنة 850 هـ) (2).
    12 ـ رسالة في حقوق اللّه. توجد في مكتبة الفاتيكان رقم 1027 (الورقتان 130 ـ 131 ، من سنة 1332 هـ) وتوجد أيضاً في مكتبة وهبي رقم 457/3 (الاَوراق 78 ب ـ 81أ ، القرن العاشر الهجري) (3).
    13 ـ الرد على المرجئة. يوجد هذا الكتاب مخطوطاً في مكتبة برلين رقم 10265 (الاَوراق من 1 ـ 116 ، من حوالي سنة 850هـ) (4).
    14 ـ قراءة زيد بن علي. يوجد الكتاب في مكتبة امبروزيانا في (ميلانو) في إيطاليا ، رقم 289ف.
    هذه هي الكتب الباقية من ثائرنا ولعل اللّه سبحانه يقيض رجال العلم لنشر ما بقي من آثاره وربما يذكر له رسائل ، عفى عليها الزمان فالاَولى عطف عنان البحث ، على دراسة مجموعه الفقهي والحديثي ، حتى نقوّمهما سنداً ومتناً في الفصل الآتي.
    1 ـ أُنظر تاريخ الاَدب العربي لبروكلمان : 3/324؛ وتاريخ التراث العربي : الجزء 3 من المجلد 1/324.
    2 ـ أُنظر تاريخ الاَدب العربي لبروكلمان : 3/323؛ وتاريخ التراث العربي : الجزء 3 من المجلد : 1/323.
    3 ـ أُنظر تاريخ الاَدب العربي لبروكلمان : 3/324؛ وتاريخ التراث العربي : المجلد 1 الجزء 3/326 و 323؛ وتفسير غريب القرآن : 41 ، المقدمة.
    4 ـ أُنظر تاريخ الاَدب العربي لبروكلمان : 3/324؛ وتاريخ التراث العربي : المجلد 1 الجزء 3/326 و 323؛ وتفسير غريب القرآن : 41 ، المقدمة.


(127)
الفصل السادس
دراسة مسند الاِمام زيد
سنداً ومضموناً
    لقد وقفت على الآثار الباقية من الاِمام زيد ، والمهُم منها هو مجموعه الفقهي والحديثي الذي اشتهر باسم المسند للاِمام زيد ، فتلزم علينا دراسته من حيث الاعتبار ، وما فيه بعض المخالفة لفقه أهل البيت ، أعني : الصادقين ومن بعدهم فنقول :
    روي المجموعُ عن الاِمام زيد بالسند التالي :
    1 ـ حدثني (1) عبد العزيز بن إسحاق بن جعفر بن الهيثم القاضي البغدادي قال :
    2 ـ حدثنا أبو القاسم علي بن محمد النخعي الكوفي. قال :
    3 ـ حدثنا سليمان بن إبراهيم بن عبيد المحاربي. قال :
    4 ـ حدثني نصر بن مزاحم المنقري العطار قال :
    5 ـ حدثني إبراهيم بن الزبرقان التيمي قال :
    6 ـ حدثني أبو خالد الواسطي رحمهم اللّه تعالى قال :
    1 ـ والقائل هو علي بن العباس الذي هو أحد الرواة عن عبد العزيز جامع المجموع.

(128)
    7 ـ حدثني زيد بن علي بن الحسين عن أبيه : علي بن الحسين ، عن جده الحسين بن علي ، عن أمير الموَمنين علي بن أبي طالب ( عليهم السلام ).
    وقد وصلنا المجموع بهذا السند وهو مذكور في صدره (1) وفي الصفحة التي تلي آخر الكتاب (2).
    وقد ذكر شارح المجموع شرف الدين الحسين بن أحمد السياغي (1180 ـ 1221هـ) سنده إلى الكتاب ، فأخذ أوّلاً بذكر أُستاذه وشيخه أبي يوسف الحسين ابن يوسف (3) إلى أن انتهى إلى أبي القاسم علي بن محمد النخعي الآنف ذكره ، غير أنّ المهم دراسة وثاقة هوَلاء المشايخ الذين تنتهي إليهم رواية المسند في جميع الاَعصار فنبتدىَ بدراسة حال من وقع في أوّل السند.
    أ ـ عبد العزيز بن إسحاق بن البقال :
    قال الذهبي : كان في حدود الستين وثلاثمائة قال ابن أبي الفوارس الحافظ : له مذهب خبيث ، ولم تكن في الرواية بذاك ، سمعت منه أحاديث رديّة.
    قلت : له تصانيف على رأي الزيدية عاش تسعين عاماً. ثم روى الذهبي عنه بإسناده الحديث التالي :
    قال : إنّ نزول اللّه إلى الشيء إقباله عليه من غير نزول ، ثم وصفه بأنّ إسناده مظلم ومتنه مختلق (4).
    لانستطيع أن نساير ابن أبي الفوارس في قوله : « له مذهب خبيث » ولم يكن مذهبه سوى محبته لآل البيت أو دعمه مبدأ الخروج على بني أُمية الذي لا يروق
    1 ـ مسند الاِمام زيد : 247.
    2 ـ المصدر نفسه : 282.
    3 ـ توفّي بصنعاء سنة 1231هـ عن ثمانين سنة.
    4 ـ الذهبي : ميزان الاعتدال : 2/623 برقم 5083.


(129)
السلفيّين ومن لف لفّهم ، فإنّ مذهبهم هو المماشاة مع الظالمين و السكوت أمام ظلمهم ، وعدم الخروج عليهم.
    كما لا نستطيع أن نساير الذهبي حيث وصف اسناد حديثه بالظلمة ومتنه بالاختلاق ، وما هذا إلاّ لاَنّ الذهبي يتظاهر بالتنزيه ، ولكن يعتنق لبّاً التجسيم بشهادة أنّ كتبه تمدح المجسمةومن يثبت للّه الحركة والجهة من أوصاف الجسم وإذا ذكر المشبهة أطال الكلام فيهم بالمدح والوصف ، وربّما سود صحائف في حقهم خصوصاً في كتابه « سير أعلام النبلاء » وأمّا إذا بلغ إلى أهل التوحيد والتنزيه فلا يخرج إلاّ بالهمز واللمز وهو دأبه يلمسه كل دوَوب على مطالعة رجاله وتاريخه.
    والحديث لما كان على طرف النقيض من عقيدته ، وصف اسناده بالظلمة ومتنه بالاختلاق ، صدق اللّه العلي العظيم حيث قال : « كُلُّ حِزْبٍ بِما لَدَيْهِمْ فَرِحُون ».
    وأمّا الشيعة فقد ورد في كتبهم ذكر في حقّ عبد العزيز بن إسحاق البقال فعنونه الشيخ في رجاله في باب من لم يرو عنهم ( عليهم السلام ) قال : عبد العزيز بن إسحاق بن جعفر الزيدي البقال الكوفي وكان زيدياً يكنى أبا القاسم سمع منه التلعكبري سنة ست وعشرين وثلاثمائة (1).
    وقال في الفهرست : عبد العزيز بن إسحاق له كتاب في طبقات الشيعة ، وعنونه ابن داود في القسم الثاني (2) من رجاله ، ومعنى كونه من القسم الثاني أنّه ممن ورد فيه ذم وإن كان ورد فيه مدح عن آخرين.كما عنونه العلاّمة في هذا القسم (3) من كتابه الخلاصة ، ومعناه أنّه لا يعمل برواياته.
    1 ـ الطوسي : الرجال : 483 ، باب من لم يرو عنهم ، برقم 37.
    2 ـ القسم الثاني من كتابه مختص بمن ورد فيه أدنى جرح ، ولو كان أوثق الثقات وعمل بخبره.
    3 ـ القسم الثاني : من كتابه مختص بمن لايعمل بروايته ومن لايعمل بروايته أعم من كونه مطعوناً أو لا.


(130)
    ومع ذلك نرى أنّ الشيخ أبا زهرة يقول : إنّ الرجل موضع طعن جمهور المحدثين من أهل السنّة كما أنّه موضع طعن الاِمامية ، لكنه موضع تقدير وتوثيق الزيدية أجمعين (1).
    وما ذكره أخيراً حقّ لا غبار عليه لكن ما نسبه إلى الاِمامية لا مصدر له سوى أنّه ورد في القسم الثاني من رجال العلاّمة وابن داود وقد عرفت في التعليقة معنى ذلك.
    وأمّا الزيدية فقد اتفقوا على وثاقته وقالوا : أبو القاسم عبد العزيز بن إسحاق بن جعفر البغدادي البقال شيخ الزيدية ببغداد. قال في الطبقات : روى مجموع الاِمام زيد بن علي ( عليه السلام ) الفقهي الكبير المرتب المبوب عن علي بن محمد النخعي ، وقد سمع منه أبو العباس أحمد بن إبراهيم بن الحسن الحسني سنة ثلاث وخمسين وثلاثمائة. وقال في مطلع البدور : هو شيخ الزيدية ببغداد ، والعراق ، وكان عالماً محدثاً حافظاً ، وقال في غيره : كان علاّمة كبيراً وفاضلاً شهيراً ، سمحاً ، عالماً زاهداً ، سعيداً ولياً لآل محمّد ، رأساً في العلوم ، مهيمناً على المظنون والعلوم ، له كتاب في إسناد مذهب الزيدية وتعدادهم ، وذكر تلامذة زيد بن علي وأصحابه الذين أخذوا عنه العلم (2).

ب : أبو القاسم علي بن محمّد النخعي الكوفي :
    وهو أُستاذ عبد العزيز بن إسحاق ، ولم نجد له عنواناً في كتب الرجال للشيعة ، وأمّا أهل السنة فقال الذهبي : علي بن محمد : أبو القاسم الشريف
    1 ـ الاِمام زيد : 262.
    2 ـ السياغي : الروض النضير : 1/61 ، ثم ذكر ترجمة الذهبي ونقده.
بحوث في الملل والنحل ـ جلد السابع ::: فهرس