بحوث في الملل والنحل ـ جلد السابع ::: 131 ـ 140
(131)
الزيدي الحراني شيخ القرّاء وتلميذ النقاش وثّقه أبو عمرو الداني ، واتّهمه عبد العزيز الكتاني ، ذكرته في طبقات القراء (1) وهل الترجمة للشيخ النخعي أو لغيره المشترك معه في الكنية والاسم واسم الاَب؟ احتمالان ، نعم ذكر الذهبي في ترجمة عثمان بن أبي شيبة وقال : « يحيى » (2) بن محمد بن كاس النخعي قال : حدّثنا : إبراهيم بن عبد اللّه الحصاف ، قال : قرأ علينا عثمان بن أبي شيبة تفسيره فقال : وجعل السفينة في رجل أخيه فقيل إنّما هو السقاية ، فقال : أنا وأخي أبو بكر لا نقرّ لعاصم (3).
    وقال في تذكرة الحفاظ : وفيها « سنة أربع وعشرين وثلاثمائة » توفي شيخ الحنفية علي بن كاس النخعي الكوفي (4).
    وذكره في طبقات الحنفية فقال : علي بن محمد بن الحسن بن كاس الكاسي النخعي القاضي الكوفي ، روى عن محمد بن علي بن عفان ، وعنه أبو القاسم المطرزي والمستكي أُستاذ الضميري وله « الاَركان الخمسة » توفي أربع وعشرين وثلاثمائة (5).
    وعند ذلك يظهر لنا سر تلاقي الفقه الزيدي والفقه الحنفي إلى حد كبير ، فإنّ الفقه الموروث من زيد لم يكن على حد يتجاوب مع متطلبات المجتمع الاِسلامي آنذاك ، فلم يكن بدّ من بسطه في ضوء القواعد الاَُصولية ، فإذا كان المفتي حنفياً يبسطه حسب الضوابط التي يعتبرها دليلاً على الحكم فيدخل فيه القياس ، والاستحسان ، والمصالح المرسلة ، وسد الذرائع ، ولا تهمه مخالفة
    1 ـ الذهبي : ميزان الاعتدال : 3/155 برقم 5935.
    2 ـ وفي التعليقة : علي وهو الصحيح.
    3 ـ الذهبي : ميزان الاعتدال : 3/37 ـ 38 برقم 5518.
    4 ـ الذهبي : تذكرة الحفاظ : 3/821 في ضمن ترجمة ابن الشرقي.
    5 ـ السيّاغي : الروض النضير : 1/64.


(132)
أئمة أهل البيت ، الذين جاءوا إلى الساحة بعد مقتل زيد ، وقد بيّـن الشيخ الكوثري هذا التلاقي بشكل آخر فقال : « إنّ ذلك التوافق العظيم بين آل زيد وبين فقهاء العراق في ثلاثة أرباع المسائل إنّما نشأ من اتحاد مصدر علوم الفريقين ، لاَنّ فقهاء الكوفة والعراق إنّما توارثوا الفقه طبقة فطبقة عن علي وابن مسعود وسائر كبار فقهاء الصحابة الذين نشروا العلم بالكوفة ولاسيما الذين تديّروها (1) بعد انتقال علي كرم اللّه وجهه إليها ، واستمروا بها في عهد الاَُمويين ثم عن فقهاء أصحابهم وأصحاب عمر ، وابن عباس ومعاذ الذين انتقلوا إليها واستقروا بها ابتعاداً عن معاقل الاَُمويين ، ثم عن أصحاب أصحابهم الفقهاء رضي اللّه عنهم الذين بهم صارت الكوفة مصدر العلم الناضج في ذلك العهد وكانت علوم الحجاز والمدينة المنورة يتشارك فيها فقهاء الاَمصار لكثرة حجهم عاماً فعاماً في تلك الاَعصار (2).

ج ـ سليمان بن إبراهيم بن عبيد المحاربي :
    هو جد علي بن محمد النخعي أبو أُمّه ، قال في الطبقات : يروي عن نصر بن مزاحم المنقري سمع منه مجموعي الاِمام زيد بن علي ( عليه السلام ) « الحديثي » و « الفقهي » وسمعهما عليه علي بن محمد بن كاس (أي النخعي) وكان سماعه عليه سنة خمس وستين ومائتين (3) ولم أجد له عنواناً في كتب الرجال لاَصحابنا الاِمامية.

د ـ نصر بن مزاحم المنقري العطار :
    قال الذهبي : نصر بن مزاحم الكوفي ، عن قيس بن الربيع وطبقته ، رافضي ، جلد ، تركوه. مات سنة اثنتي عشرة ومائتين ، حدّث عنه : نوح بن حبيب وأبو
    1 ـ من الدير : أخذوه مكاناً.
    2 ـ الروض النضير : ص28 ، المقدمة.
    3 ـ السياغي : الروض النضير : 1/64.


(133)
سعيد الاَشجّ وجماعة ، قال العقيلي : شيعي في حديثه اضطراب وخطأ كثير. وقال أبو خيثمة : كان كذاباً ، وقال أبو حاتم : واهي الحديث ، متروك ، وقال الدار قطني : ضعيف وروى أيضاً عن شعبة (1).
    ما ذكره الذهبي وشيوخه ، شنشنة أعرفها من كل من يكنّ لاَهل البيت غيظاً وعداء وإن كان يتجنب عن إظهاره ، فمن روى فضيلة فيهم أو أنشد قريضاً فهو عندهم رافضي ، كذاب ، خبيث ، متروك الحديث إلى غير ذلك ، وأمّا المجسّمة والمشبهة ومن يتولّى آل أُمية وسلاطينهم ، فهو جليل ، ثقة ، يكتب حديثه ويحتج به.
    وأمّا أصحابنا فقد اتفقوا على وثاقته قال النجاشي : نصر بن مزاحم مستقيم الطريقة ، صالح الاَمر ، غير أنّه يروي عن الضعفاء كتبه. حِسان ، منها : كتاب الجمل (2) بل وذكره الشيخ الطوسي في رجاله من أصحاب الاِمام الباقر ( عليه السلام ) (3).
    إنّ الرجل مع كونه شيعياً ، علوي الولاء ، لكنه عندما يسرد وقائع صفين يسرده بشكل كاتب محايد فهو حين يذكر مثالب معاوية ، يذكر شعر الشاميّين في الطعن على الاِمام وحزبه ، وهذا يدل على أنّه كان رجلاً رحب الصدر لايستفزه المذهب إلى الاكتفاء بذكر كلام طرف واحد ، ويذكر كلام المبطل بتمامه أيضاً.

هـ ـ إبراهيم بن الزبرقان :
    قال الذهبي : وثقه ابن معين. وقال أبو حاتم : لا يحتج به روى عنه أبو نعيم (4).
    1 ـ الذهبي : ميزان الاعتدال : 4/253 ـ 254 ، لاحظ تاريخ بغداد : ج 13 برقم 7245.
    2 ـ النجاشي : الرجال : 2/384 برقم 1149.
    3 ـ الشيخ الطوسي : الرجال : برقم : 3 باب أصحاب الاِمام الباقر ( عليه السلام ) ولكنه بعيد لاَنّ الاِمام توفّي سنة 114هـ وتوفّي نصر عام 212هـ.
    4 ـ ميزان الاعتدال : 1/31.


(134)
    وقال في طبقات الزيدية : روى عن أبي خالد الواسطي مجموعي الاِمام زيد ابن علي ، وله رواية عن مجاهد ، وعنه نصر بن مزاحم ، وقال : حدثني المجموع الكبير المرتب جميعه ، عن أبي خالد ، وروى عنه أبو نعيم الحافظ ، واحتج به أئمتنا ، ووثقه الموَيد باللّه ووثقه من المحدثين ابن معين ، وقال نصر بن مزاحم : كان من خيار المسلمين ، وكان خاصاً بأبي خالد الواسطي ، وقال ابن أبي الحديد : هو في رجال الحديث وقال غيره من رجال الشيعة المحدثين ، وعيب عليه بالتشيع. وقال أبو حاتم : لا يحتج به (1).
    وأمّا أصحابنا الاِمامية فذكره الشيخ في رجاله من أصحاب الاِمام الصادق ( عليه السلام ) وقال : إبراهيم بن الزبرقان التيمي الكوفي ، أسند عنه (2) فقد أهملوه من حيث التوثيق وعدمه.

و ـ أبو خالد ، عمرو بن خالد :
    لقد اضطربت كلمة الرجاليين في حقه فأهل السنّة على تضعيفه. قال الذهبي : عمرو بن خالد القرشي ، كوفي ، أبو خالد ، تحول إلى واسط.
    قال وكيع : كان في جوارنا ، يضع الحديث ، فلما فطن له تحوّل إلى واسط.
    وقال معلى بن منصور عن أبي عوانة : كان عمرو بن خالد يشتري الصحف من الصيادلة ويحدّث بها.
    وروى عباس ، عن يحيى ، قال : كذاب غير ثقة. حدث عنه أبو حفص الاَبـّار وغيره ، فروى عن زيد بن علي ، عن آبائه.
    وروى عثمان بن سعيد ، عن يحيى ، قال : عمرو بن خالد الذي يروي عنه
    1 ـ السياغي : الروض النضير : 1/66.
    2 ـ الطوسي : الرجال : 144 برقم 40.


(135)
الاَبـّار كذاب. وروى أحمد بن ثابت ، عن أحمد بن حنبل ، قال : عمرو بن خالد الواسطي كذاب.
    وقال النسائي : روى عن حبيب بن أبي ثابت ، كوفي ليس بثقة. وقال الدارقطني : كذاب.
    وروى إبراهيم بن هراسة أحد المتروكين ، عن أبي خالد ، عن زيد بن علي ، عن أبيه ، عن علي ، قال : لعن رسول اللّه ( صلى الله عليه وآله وسلم ) الذكرين أحدهما يلعب بصاحبه (1).
    وأظن أن هذا الصخب والهياج حول الرجل لاَجل أنّه من موالي أئمة أهل البيت والمجاهرين بولائهم ، وهذا يكفي في التضعيف وصب القارعات عليه.
    وأعجب منه ما ذكره الذهبي في آخر كلامه من الحكم بوضع لعن رسول اللّه ( صلى الله عليه وآله وسلم ) الذكرين أحدهما يلعب بصاحبه ، فإنّه مروي عن الفريقين.
    كيف يشك الذهبي في صحة الحديث مع أنّ الكتاب يصدّقه حيث يخص جواز الالتذاذ بالجنس بموردين ويقول : « والّذِين هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حافِظُونَ * إلاّ على أزْواجِهِمْ أو مَا مَلَكَتْ أيْمانُهُم » (الموَمنون : 5 ـ 6) وما ورد في الحديث ليس منهما فجاز لعنه.
    روى السيوطي في مسنده من كتاب جمع الجوامع من قسم الاَفعال فقال : عن الحرث ، عن علي : « قال رسول اللّه ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : سبعة لايكلمهم اللّه يوم القيامة ولاينظر إليهم ويقال لهم أدخلوا النار مع الداخلين إلاّ أن يتوبوا : الفاعل والمفعول به ، والناكح يده ... ».
    أخرج البيهقي عن ابن عباس : « أنّ النبي قال : لعن اللّه من وقع على بهيمة ،
    1 ـ الذهبي : ميزان الاعتدال : 3/257. وفي المتن يغلب أحدهما صاحبه.

(136)
ولعن اللّه من عمل عمل قوم لوط ، إلى غير ذلك من الروايات التي رواها أهل السنّة (1) وأمّا الشيعة فحدث عنه ولا حرج ، فقد عدّه الكشي في ترجمة الحسين بن علوان ، من رجال أهل السنّة الذين لهم ميل ومحبة شديدة (2).
    وظاهر النجاشي أنّه إمامي حيث ألّفه لذكر رجال الاِمامية ولو ذكر من غيرهم لاَشار إلى مذهبه وهو عنونه وذكر سنده إلى كتابه من دون إيعاز إلى مذهبه (3) إلاّ إذا قيل إنّه ترك ذكر مذهبه في المقام لكونه معروفاً.
    وعده الشيخ في الفهرست من موَلفي الشيعة وقال : أبو خالد عمرو بن خالد الواسطي له كتاب ذكره ابن النديم (4) فعدّه من أصحاب الاِمام الباقر وعمرو بن خالد الواسطي بتري.
    وستعرف كلامه عند سرد الروايات المروية عن زيد في الكتب الاَربعة عند الكلام على رواية زيد أنّ رسول اللّه ( صلى الله عليه وآله وسلم ) غسل رجليه ، والقرائن تشهد أنّه شيعي زيدي ، ويدلّ عليه مضافاً إلى إطباق الزيدية عليه ما رواه الكشي في ذيل ترجمة محمد بن سالم بياع القصب : محمد بن مسعود ، قال : حدثني أبو عبد اللّه الشاذاني ـ وكتب به ـ إلى أن قال : حدثني الفضل ، قال : حدثني أبي ، قال : حدثنا أبو يعقوب المقري وكان من كبار الزيدية ، قال : أخبرنا عمرو بن خالد وكان من روَساء الزيدية عن أبي الجارود وكان رأس الزيدية قال : كنت عند أبي جعفر ( عليه السلام ) جالساً إذ أقبل زيد بن علي فلمّا نظر إليه أبو جعفر قال :
    1 ـ السياغي : الروض النضير : 1/85 ـ 86؛ ولاحظ وسائل الشيعة : 18 ، الاَبواب الستة من أبواب اللواط : 416ـ 424 ، والباب الثالث من أبواب نكاح البهائم ووطء الاَموات والاستمناء : 574. هذا إذا فهمنا من الحديث الناكح بيده أو لعب أحد الذكرين بالآخر ، وإلاّ يكون الحديث مجملاً.
    2 ـ الكشي : الرجال : 333 ، برقم 252 ، وما ذكره هنا ينافي ما ذكره برقم 106 من كونه من روَساء الزيدية.
    3 ـ النجاشي : الرجال : 2 ، برقم 762.
    4 ـ الطوسي : الفهرست : برقم 849.


(137)
« هذا سيد أهل بيتي والطالب بأوتارهم » ومنزل عمرو بن خالد كان عند مسجد سماك وذكر ابن فضال أنّه ثقة (1).
    وإذا كان لبعض هذه النقاشات في هوَلاء ، مظنة صدق ، غير أنّ الشيخ النجاشي ( 372 ـ 450هـ) يرويـه بسنـد آخر نأتي بنصّه حتى يتبيّـن أنّ للكتاب سندين أو أكثر.
    أخبرنا محمد بن عثمان (النصيبي) قال : حدثنا علي بن محمد بن الزبير ، عن علي بن الحسن بن فضال ، عن نصر بن مزاحم عنه (أبي خالد) بكتابه (2).
    ولاَجل إيقاف القارىء على عناية الاِمامية بروايات زيد ، نأتي بما وقفنا عليه في الكتب الاَربعة بعد حذف المكررات فنقول :

الرواية عن زيد بن علي في الكتب الاَربعة :
    احتجت الاِمامية بالروايات المروية عن زيد بن علي عن آبائه ( عليهم السلام ) إذا لم تكن مخالفة لما اتفقت عليه روايات أئمة أهل البيت ( عليهم السلام ) وروي عنه في الكتب الاَربعة تسعة وثلاثون حديثاً ـ بعد حذف المكررات ـ وأكثر ما روي فيها موجود في مسنده كما سنشير إليه في مواضعه :
    والراوي عنه :
    إمّا عمرو بن خالد ـ غالباً ـ.
    أو أبو خالد الواسطي.في موردين وكلاهما واحد.
    أو هاشم بن يزيد. في مورد واحد.
    أو الحسين بن علوان.
    1 ـ الكشي : الرجال : 231 برقم419.
    2 ـ النجاشي : الرجال : برقم 769.


(138)
    والظاهر وقوع السقط في الاَخير والصحيح الحسين بن علوان عن عمرو بن خالد عن زيد فإنّ الحسين بن علوان يروي عن زيد بواسطة عمرو بن خالد كثيراً.
    ولاَجل إيقاف القارىَ على اهتمام محدثي الاِمامية بما روي عنه نأتي في هذا الفصل بخصوص ما روي عنه في الكتب الاَربعة ونترك الباقي لوقت آخر ، وقد استعنّا في تخريج رواياته بالحاسب الآلي ، ورتبنا الروايات حسب ترتيب أبواب الفقه المألوف بين أصحابنا وربما يكون ، بين ما روي فيها والموجود في مسنده اختلاف يسير في اللفظ.
كتاب الطهارة
روى الشيخ الطوسي :
    1 ـ روى محمد بن الحسن الصفار عن عبد اللّه بن المنبه (1) عن الحسين بن علوان عن عمرو بن خالد عن زيد بن علي عن آبائه عن علي ( عليهم السلام ) قال : « جلست أتوضأ وأقبل رسول اللّه ( صلى الله عليه وآله وسلم ) حين ابتدأت في الوضوء فقال لي : تمضمض واستنشق واستن ، ثم غسلت وجهي ثلاثاً ، فقال : قد يخرجك من ذلك المرتان ، قال : فغسلت ذراعي ومسحت برأسي مرتين ، فقال : قد يجزيك من ذلك المرة ، وغسلت قدمي ، فقال لي : « يا علي خلّل ما بين الاَصابع لا تخلل بالنار » (2).
    وعلّق عليه الشيخ قال : هذا الخبر موافق للعامة قد ورد مورد التقية ، لاَنّ المعلوم من مذهب الاَئمة ( عليهم السلام ) مسح الرجلين في الوضوء دون غسلهما.
    1 ـ والظاهر وقوع التصحيف في السند ، والصحيح المنبه بن عبيد اللّه كما في كثير من الاَسانيد.
    2 ـ الطوسي : محمد بن الحسن : (ت 460 هـ) ، التهذيب : 1/93 ، الباب : 4 باب صفة الوضوء الحديث 97 و رواه الاِمام المهدي لدين اللّه محمد بن المطهر في المنهاج الجلي ، (لاحظ تعليقة مسند زيدص 53).
    وراجع أيضاً : الطوسي : الاستبصار : 1/65 ، الباب 37 ، الحديث8.


(139)
روى الشيخ الطوسي :
    2 ـ أخبرني الشيخ (محمد بن النعمان) عن أبي القاسم جعفر بن محمد عن أبيه ، عن سعد بن عبد اللّه ، عن المنبه بن عبيد اللّه ، عن الحسين بن علوان الكلبي ، عن عمرو بن خالد ، عن زيد بن علي ، عن أبيه ، عن جده ، عن علي ( عليهم السلام ) قال : « سألت رسول اللّه ( صلى الله عليه وآله وسلم ) عن الجنب والحائض يعرقان في الثوب حتى يلصق عليهما ؟فقال : إنّ الحيض والجنابة حيث جعلهما اللّه عزّ وجلّ ليس في العرق ، فلا يغسلان ثوبهما » (1).
    روى الشيخ الطوسي :
    3 ـ سعد ، عن أبي الجوزاء المنبه بن عبيد اللّه ، عن الحسين بن علوان الكلبي ، عن عمرو بن خالد ، عن زيد بن علي ، عن آبائه ، عن علي ( عليهم السلام ) قال : « الغسل من سبعة من الجنابة وهو واجب ، ومن غسل الميت وإن تطهرت أجزاك » وذكر غير ذلك (2).
    في غسل الميت والصلاة عليه :
    روى الشيخ الطوسي :
    4 ـ سعد بن عبد اللّه ، عن أبي الجوزاء المنبه بن عبد اللّه (3) عن الحسين
    1 ـ الطوسي : التهذيب : 1/269 ، الباب12 (باب تطهير الثوب) الحديث : 79 ، زيد بن علي : المسند : ص61 وراجع : الطوسي : الاستبصار : 1/185 ، الباب110 ، الحديث : 5.
    2 ـ الطوسي : التهذيب : 1/464 ، الباب 23 ، الحديث162 ، وعلّق الشيخ والطوسي على قوله : وإن تطهّرت أجزاك ، أنّه محمول على التقية لوجوب الغسل وعدم كفاية التطهير.
    3 ـ هكذا في النسخة والظاهر عبيد اللّه بقرينة سائر الروايات.


(140)
بن علوان ، عن عمرو بن خالد ، عن زيد بن علي ، عن آبائه عن علي ( عليهم السلام ) قال : « إذا مات الرجل في السفر مع النساء ليس فيهن امرأته ولا ذو محرم من نسائه ، قال : يوزرنه إلى الركبتين ، ويصبن عليه الماء صباً ، ولا ينظرن إلى عورته ، ولا يلمسنه بأيديهن ويطهرنه ، فإذا كان معه نساء ذوات محرم يوزرنه ويصببن عليه الماء صباً ويمسسن جسده ولا يمسسن فرجه (1).
    روى الشيخ الطوسي :
    5 ـ سعد بن عبد اللّه ، عن أبي الجوزاء ، عن الحسين بن علوان ، عن عمرو بن خالد ، عن زيد بن علي ، عن آبائه عن علي ( عليهم السلام ) قال : أتى رسول اللّه ( صلى الله عليه وآله وسلم ) نفر فقالوا إنّ امرأة توفيت معنا وليس معها ذو محرم ، فقال : « كيف صنعتم؟ » فقالوا : صببنا عليها الماء صباً ، فقال : « أما وجدتم امرأة من أهل الكتاب تغسلها؟ » قالوا : لا ، قال : « أفلا يمّمتموها؟ » (2).
    روى الشيخ الطوسي :
    6 ـ وبهذا الاِسناد (3) ، عن محمد بن أحمد بن يحيى ، عن أبي بصير ، عن أيوب ابن محمد الرقي ، عن عمرو بن أيوب الموصلي ، عن إسرائيل بن يونس ، عن أبي إسحاق السبيعي ، عن عمرو بن خالد ، عن زيد بن علي ، عن آبائه ، عن علي ( عليهم السلام ) قال : « إنّ قوماً أتوا رسول اللّه ( صلى الله عليه وآله وسلم ) فقالوا : يارسول اللّه مات صاحب لنا وهو
    1 ـ الطوسي : التهذيب : 1/441 ، الباب23 ، الحديث 71 : زيد بن علي : المسند : ص145 ورواه أيضاً في التهذيب : 1/343 ، الباب 13 ، الحديث168 ، باختلاف يسير. و الاستبصار : 2/201 ، الباب118 ، الحديث7.
    2 ـ الطوسي : التهذيب : 1/443 ، الباب23 ، الحديث78؛ و الاستبصار : 1/203 ، الباب 118 ، الحديث14.
    3 ـ أي أخبرني الشيخ المفيد عن أبي جعفر محمد بن علي عن محمد بن الحسن.
بحوث في الملل والنحل ـ جلد السابع ::: فهرس