آية الولاية ::: 16 ـ 30
(16)
    مع ابن تيمية
    وإذا بلغ الامر إلى هذه المرحلة ، فلا بأس لو أقرأ لكم عبارة ابن تيميّة حول هذا الحديث وهذا الاستدلال ، نصّ عبارته هكذا ، يقول هذا الرجل :
    قد وضع بعض الكذّابين حديثاً مفترى أنّ هذه الاية نزلت في علي لمّا تصدّق بخاتمه في الصلاة ، وهذا كذب بإجماع أهل العلم بالنقل ، وكذبه بيّن.
    ويضيف هذا الرجل : وأجمع أهل العلم بالنقل على أنّها لم تنزل في علي بخصوصه ، وأنّ عليّاً لم يتصدّق بخاتمه في الصلاة ، وأجمع أهل العلم بالحديث على أنّ القصّة المروية في ذلك من الكذب الموضوع ، وأنّ جمهور الاُمّة لم تسمع هذا الخبر (1).
    فليسمع المقلّدون لابن تيميّة في بحوثهم العلميّة ، ولينتبه أُولئك الذين يأخذون من مثل هذا الرجل عقائدهم وأحكامهم وسننهم وآدابهم.
    فالقاضي الايجي والشريف الجرجاني وكبار علماء الكلام ـ
1 ـ منهاج السنّة 2 / 30.

(17)
وهذه كتبهم موجودة ـ ينصّون على إجماع المفسّرين بنزول الاية المباركة في علي في القصّة الخاصّة هذه ، ويقول هذا الرجل : إنّ بعض الكذّابين قد وضع هذا الخبر المفترى ، وعلي لم يتصدّق بخاتمه ، وأجمع أهل العلم في الحديث !!
    أتصوّر أنّه يقصد من أهل العلم حيث يدّعي الاجماع يقصد نفسه فقط أو مع بعض الملتفّين حوله ، فإذا رأى نفسه هذا الرأي ، ورأى اثنين أو ثلاثة من الاشخاص يقولون برأيه ، فيدّعي إجماع أهل الحديث وأهل النقل وإجماع الاُمّة كلّهم على ما يراه هو ، وكأنّ الاجماع في كيسه ، متى ما أراد أن يخرجه من كيسه أخرجه وصرفه إلى الناس ، وعلى الناس أن يقبلوا منه ما يدّعي.
    وعلى كلّ حال ، فهذه القضيّة واردة في كتبهم وكتبنا ، في تفاسيرهم وتفاسيرنا ، في كتبهم في الحديث وكتبنا.
    مثلاً : لو أنّكم تراجعون من التفاسير : تفسير الثعلبي وهو مخطوط ، تفسير الطبري ، وأسباب النزول للواحدي ، وتفسير الفخر الرازي ، وتفسير البغوي ، وتفسير النسفي ، وتفسير القرطبي ، وتفسير أبي السعود ، وتفسير الشوكاني ، وتفسير ابن كثير ، وتفسير الالوسي ، والدر المنثور للسيوطي.
    لرأيتم كلّهم ينقلون هذا الخبر ، بعضهم يروي بالسند ، وبعضهم


(18)
يرسل الخبر (1) ، وكأنّ هؤلاء كلّهم ليسوا من هذه الاُمّة.
    وعلى كلّ حال ، فالقضيّة لا تقبل أيّ شك وأيّ مناقشة من جهة السند ، ومن ناحية شأن النزول ، وحينئذ ينتهي بحثنا عن الجهة الاُولى ، أي جهة شأن نزول الاية المباركة وقضيّة أمير المؤمنين وتصدّقه بخاتمه وهو راكع.
1 ـ تفسير ابن أبي حاتم 4 / 1162 ، تفسير الطبري 6 / 186 ، تفسير السمعاني 2/47 ، أسباب النزول : 113 ، تفسير العز الدمشقي 1 / 393 ، تفسير ابن كثير 2 / 64 ، الكشاف 1 / 649 ، الدرّ المنثور 3 / 105.
    وراجع من كتب الحديث مثلاً : جامع الاصول 9 / 478 ، المعجم الاوسط 7 / 129 ، تاريخ دمشق 42 / 356.


(19)
    وجه الاستدلال يتوقّف على بيان مفردات الاية المباركة ( إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيْمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ ).
    فكلمة ( إنّما ) تدلّ على الحصر ، لم ينكر أحد منهم دلالة إنّما على الحصر.
    ( وليّكم ) هذه الولاية بأيّ معنى ؟ سنبحث عن معنى الولاية في حديث الغدير بالتفصيل ، وأيضاً في حديث الولاية ، عندنا آية الولاية وهي هذه الاية التي هي موضوع بحثنا في هذه الليلة ، وعندنا حديث الولاية وهو قوله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : « علي منّي وأنا من علي وهو وليّكم من بعدي » ، فكلمة « الولاية » موجودة في هذه الاية المباركة بعنوان « وليّكم » ، وأيضاً في ذلك الحديث بعنوان « وليّكم ».


(20)
    معنى الولاية
    الولاية : مشترك ، إمّا مشترك معنوي ، وإمّا مشترك لفظي ، نحن نعتقد بالدرجة الاُولى أن تكون الولاية مشتركاً معنويّاً ، فمعنى الولاية إذا قيل : فلان وليّ فلان ، أي فلان هو القائم بأمر فلان ، فلان ولي هذه الصغيرة ، أي القائم بشؤون هذه الصغيرة ، فلان وليّ الامر أي القائم بشؤون هذا الامر ، ولذا يقال للسلطان ولي ، هذا المعنى هو واقع معنى الولاية.
    ونجد هذا المعنى في كلّ مورد ذكر مورداً للولاية مثلاً : الصديق وليّ ، الجار وليّ ، الحليف وليّ ، الاب وليّ ، الله وليّ ، ورسوله وليّ ، وهكذا في الموارد الاُخرى من الاولياء.
    هذا المعنى موجود في جميع هذه الموارد ، وهو القيام بالامر ، هذا هو معنى الولاية على ضوء كلمات علماء اللغة ، فلو تراجعون كتب اللغة تجدون أنّ هذه الكلمة يذكرون لها هذا المعنى الاساسي ، وهذا المعنى موجود في جميع تلك الموارد المتعددة مثلاً : الجار له الولاية أي الجار له الاولويّة في أن يقوم بأمور جاره ، يعني لو أنّ


(21)
مشكلة حدثت لشخص فأقرب الناس في مساعدته في تلك المشكلة والقيام بشؤون هذا الشخص يكون جاره ، هذا حقّ الجوار ، مثلاً الحليف كذلك ، مثلاً الناصر أو الاخ ، هذه كلّها ولايات ، لكن المعنى الوحداني الموجود في جميع هذه الموارد هو القيام بالامر.
    هذا بناء على أن تكون الولاية مشتركاً معنويّاً.
    وأمّا إذا جعلنا الولاية مشتركاً لفظيّاً ، فمعنى ذلك أن يكون هناك مصاديق متعدّدة ومعاني متعدّدة للّفظ الواحد ، مثل كلمة العين ، كلمة العين مشترك لفظي ، ويشترك في هذا : العين الجارية ، والعين الباصرة ، وعين الشمس ، وغير ذلك كما قرأتم في الكتب الاُصوليّة.
    فالاشتراك ينقسم إلى اشتراك معنوي واشتراك لفظي ، في الدرجة الاُولى نستظهر أن تكون الولاية مشتركاً معنويّاً ، وعلى فرض كون المراد من الولاية المعنى المشترك بالاشتراك اللفظي ، فيكون من معاني لفظ الولاية : الاحقية بالامر ، الاولويّة بالامر ، فهذا يكون من جملة معاني لفظ الولاية ، وحينئذ لتعيين هذا المعنى نحتاج إلى قرينة معيّنة ، كسائر الالفاظ المشتركة بالاشتراك اللفظي.


(22)
    وحينئذ لو رجعنا إلى القرائن الموجودة في مثل هذا المورد ، لرأينا أنّ القرائن الحاليّة والقرائن اللفظيّة ، وبعبارة أُخرى القرائن المقاميّة والقرائن اللفظيّة كلّها تدلّ على أنّ المراد من الولاية في هذه الاية المعنى الذي تقصده الاماميّة ، وهو الاولويّة والاحقيّة بالامر.
    ومن جملة القرائن اللفظيّة نفس الروايات الواردة في هذا المورد.
    يقول الفضل ابن روزبهان في ردّه (1) على العلاّمة الحلّي رحمة الله عليه : إنّ القرائن تدلّ على أنّ المراد من الولاية هنا النصرة ، فـ ( إنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا ) ، أي إنّما ناصركم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة إلى آخر الاية المباركة.
    فابن روزبهان يجعل الولاية بمعنى النصرة ، والنصرة أحد معاني لفظ الولاية كما في الكتب اللغويّة ، لكن الروايات أنفسها ونفس الروايات الواردة في القضيّة تنفي أن يكون المراد من الولاية هنا النصرة.
1 ـ إحقاق الحقّ 2 / 408.

(23)
    مثلاً هذه الرواية ـ وهي موجودة في تفسير الفخر الرازي ، موجودة في تفسير الثعلبي ، موجودة في كتب أُخرى (1) ـ : أنّ النبيّ ( صلى الله عليه وآله وسلم ) لمّا علم بأنّ عليّاً تصدّق بخاتمه للسائل ، تضرّع إلى الله وقال : « اللهمّ إنّ أخي موسى سألك قال : ( رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي وَيَسِّرْ لِي أَمْرِي وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِنْ لِسَانِي يَفْقَهُوا قَوْلِي وَاجْعَلْ لِي وَزيراً مِنْ أهْلِي هَارُونَ أَخِي اشْدُدْ بِهِ أَزْرِي وَأَشْرِكْهُ فِي أَمْرِي كَيْ نُسَبِّحَكَ كَثِيراً وَنَذْكُرَكَ كَثِيراً إِنَّكَ كُنْتَ بِنَا بَصِيراً ) فأوحيت إليه : ( قَدْ أُوتِيتَ سُؤْلَكَ يَا مُوسى ) (2) ، اللهمّ وإنّي عبدك ونبيّك فاشرح لي صدري ويسّر لي أمري واجعل لي وزيراً من أهلي عليّاً أُشدد به ظهري ... » قال أبو ذر : فوالله ما استتمّ رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) الكلمة حتّى هبط عليه الامين جبرائيل بهذه الاية : ( إنّما وليّكم الله ورسوله ) إلى آخر الاية.
    فهل يعقل وهل يرتضي عاقل فاهم له أدنى إلمام بالقضايا ، وباللغة ، وبأُسلوب القرآن ، وبالقضايا الواردة عن رسول الله ، هل يعقل حمل الولاية في هذه الاية مع هذه القرائن على النصرة ؟ بأن يكون رسول الله يطلب من الله سبحانه وتعالى أن يعلن إلى الملا ،
1 ـ تفسير الرازي11 / 25 ، تفسير الثعلبي ـ مخطوط.
2 ـ سورة طه : 25 ـ 36.


(24)
إلى الناس ، بأنّ عليّاً ناصركم ، فيتضرّع رسول الله بهذا التضرّع إلى الله سبحانه وتعالى في هذا المورد ، فيطلب من الله نزول آية تفيد بأنّ عليّاً ناصر المؤمنين ؟ وهل كان من شك في كون عليّاً ناصراً للمؤمنين حتّى يتضرّع رسول الله في مثل هذا المورد ، مع هذه القرائن ، وبهذا الشكل من التضرّع إلى الله سبحانه وتعالى ، وقبل أن يستتمّ رسول الله كلامه تنزل الاية من قبل الله ( إنّما وليّكم الله ورسوله والذين آمنوا ) أي إنّما ناصركم الله ورسوله والذين آمنوا إلى آخر الاية ؟ هل يعقل أن يكون المراد من ( وليّكم ) أي ناصركم في هذه الاية مع هذه القرائن ؟
    إذن ، لو أصبحت « الولاية » مشتركاً لفظيّاً ، وكنّا نحتاج إلى القرائن المعيّنة للمعنى المراد ، فالقرائن الحاليّة والقرائن اللفظيّة كلّها تعيّن المعنى ، وتكون كلمة « الولاية » بمعنى : الاولويّة ، فالاولويّة الثابتة لله وللرسول ثابتة للذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون.
    إذن ، عرفنا معنى « إنّما » ومعنى « الولاية » في هذه الاية.
    ثمّ الواو في ( والذين آمنوا ) هذه الواو عاطفة ، وأمّا الواو التي تأتي قبل ( وهم راكعون ) هذه الواو الحاليّة ـ وهم راكعون ـ أي في حال الركوع.


(25)
    حينئذ يتمّ الاستدلال ، إنّما وليّكم أي إنّما الاولى بكم : الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة في حال الركوع ، والروايات قد عيّنت المراد من الذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون.
    فهذا وجه الاستدلال بهذه الاية وإلى هذه المرحلة وصلنا.
    إذن تمّ بيان شأن نزول الاية المباركة ، وتمّ بيان وجه الاستدلال بالاية المباركة بالنظر إلى مفرداتها واحدة واحدة.


(26)

(27)
    وحينئذ ، يأتي دور الاعتراضات :
    أمّا اعتراض شيخ الاسلام ابن تيميّة ، فقد عرفتم أنّه ليس باعتراض وإنّما هو افتراء ، لا على الاماميّة فقط ، وإنّما افتراء على عموم المفسّرين والمحدّثين من أهل السنّة أيضاً ، افتراء على المتكلّمين من كبار علماء طائفته ، وهذا ديدن هذا الرجل في كتابه ، وقد تتبّعت كتابه من أوّله إلى آخره ، واستخرجت منه النقاط التي لو اطّلعتم عليها لايّدتم من قال بكفر هذا الرجل ، لا بكفره بل بكفر من سمّاه بشيخ الاسلام.
    تبقى الاعتراضات الاُخرى :

    الاعتراض الاوّل
    هو الاعتراض في معنى الولاية ، وقد ذكرناه.


(28)
    وذكرنا أنّ قائله هو الفضل ابن روزبهان الذي ردّ على العلاّمة الحلّي بكتابه إبطال الباطل ، وردّ عليه السيّد القاضي نور الله التستري بكتاب إحقاق الحق ، وأيضاً ردّ عليه الشيخ المظفر في كتاب دلائل الصدق.

    الاعتراض الثاني
    احتمال أن تكون الواو في ( وهم راكعون ) واو عاطفة لا واو حاليّة ، وحينئذ يسقط الاستدلال ، لانّا ـ نحن الطلبة ـ نقول : إذا جاء الاحتمال بطل الاستدلال ، الاستدلال يتوقّف على أن تكون الواو هذه حاليّة ، فالذي أعطى الخاتم ، إعطاؤه كان حال كونه راكعاً ، وهو علي ( عليه السلام ) ، أمّا لو كانت الواو عاطفة يكون المعنى ( إنّما وليّكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون ) أي هم يركعون ، يؤتون الزكاة ويصلّون ويركعون ، إذن لا علاقة للاية المباركة بالقضيّة ، فهذا الاحتمال إنْ تمّ سقط الاستدلال.
    لكنّ هذا الاحتمال يندفع بمجرّد نظرة سريعة إلى الروايات الواردة في القضيّة ، تلك الروايات التي تجدونها بأقل تقدير لو ترجعون إلى الدر المنثور ، لوجدتم الروايات هناك ، وهي صريحة


(29)
في كون الواو هذه حاليّة ....
    ففي هذا الكتاب وغيره من المصادر عدّة روايات وردت تقول : تصدّق علي وهو راكع (1) ، حتّى في رواية تجدونها في الدر المنثور أيضاً هذه الرواية هكذا : إنّ النبي ( صلى الله عليه وسلم ) سأل السائل ، سأل ذلك المسكين الذي أعطاه الامام خاتمه ، سأله قائلاً : « على أيّ حال أعطاكه » ـ أي الخاتم ـ ؟ قال : أعطاني وهو راكع (2).
    فالرسول نفسه يسأله : على أيّ حال أعطاكه ؟ يقول : أعطاني وهو راكع ، فالواو حاليّة ، ولا مجال لهذا الاشكال.

    الاعتراض الثالث
    هذا الاعتراض فيه أُمور :
    الامر الاوّل :
    من أين كان لعلي ذلك الخاتم ؟ من أين حصل عليه ؟
    الامر الثاني :
    ما قيمة هذا الخاتم وبأيّ ثمن كان يسوى في ذلك الوقت ؟ ولا يستحقّ شيء من هذا القبيل من الاعتراض أن ينظر إليه ويبحث عنه.
1 ـ تفسير ابن أبي حاتم 4 / 1162.
2 ـ الدرّ المنثور في التفسير بالمأثور 3 / 105.


(30)
    نعم يبقى :
    الامر الثالث :
    وله وجه ما ، وهو أنّه يفترض أن يكون علي ( عليه السلام ) في حال الصلاة منشغلاً بالله سبحانه وتعالى ، منصرفاً عن هذا العالم ، ولذا عندنا في بعض الروايات أنّه لمّا أُصيب في بعض الحروب بسهم في رجله وأُريد إخراج ذلك السهم من رجله ، قيل انتظروا ليقف إلى الصلاة ، وأخرجوا السهم من رجله وهو في حال الصلاة ، لانه حينئذ لا يشعر بالالم ، المفترض أن يكون أمير المؤمنين هكذا ، ففي أثناء الصلاة وهو مشغول بالله سبحانه وتعالى كيف يسمع صوت السائل ؟ وكيف يلتفت إلى السائل ؟ وكيف يشير إليه ويومي بالتقدم نحوه ، ثمّ يرسل يده ليخرج الخاتم من أصبعه ؟ وهذا كلّه انشغال بأُمور دنيويّة ، عدول عن التكلّم مع الله سبحانه وتعالى ، والاشتغال بذلك العالم.
    هذا الاشكال قد يسمّى بإشكال عرفاني ، لانّ الاشكال السابق مثلاً حيث أرادوا جعل الواو عاطفة لا حاليّة إشكال نحوي ، وليكن الاشكال السابق عليه في الولاية إشكالاً لغوياً ، فلنسمّ هذا الاشكال بالاشكال العرفاني ، فالله سبحانه وتعالى عندما يخاطب أمير المؤمنين في الصلاة وعلي يخاطبه ، وهما يتخاطبان ، وهو منشغل بالله سبحانه وتعالى ، كيف يلتفت إلى هذا العالم ؟
آية الولاية ::: فهرس