|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
(16)
ثبتت قدمه على الصراط يوم تزلّ فيه الأقدام.
ولله درّ الشيخ عبدالحسين شكر عليه الرحمة إذ يقول في رثاء الإمام الحسن ( عليه السلام ) :
ثم بكى رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) وبكى من حوله ، وارتفعت أصواتهم بالضجيج ، ثمَّ قام ( صلى الله عليه وآله ) ، وهو يقول : اللهم إني أشكو إليك ما يلقى أهل بيتي بعدي ، ثم دخل منزله (2) 1 ـ رياض المدح والرثاء ، القديحي : 318. 2 ـ الأمالي ، الشيخ الصدوق : 174 ـ 177 ح 2. (17)
ولله درّ الحجة الشيخ حسن علي البدر عليه الرحمة إذ يقول :
فقال الحسين ( عليه السلام ) : ومن يقتلنا ؟ قال : شرار الناس. قال : فهل يزورنا أحد ؟ قال : نعم ، طائفة من أمتي يريدون بزيارتكم برّي وصلتي ، فإذا كان يوم القيامة 1 ـ شعراء القطيف ، الشيخ علي المرهون ، القسم الأول : 171 ـ 172. (18)
جئتهم وأخلصهم من أهواله (1).
وجاء في تفسير الإمام العسكري ( عليه السلام ) أنه قال في قوله تعالى : « وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ ـ الى قوله تعالى : ـ فَلاَ يُخَفَّفُ عَنْهُمْ الْعَذَابُ وَلاَ هُمْ يُنصَرُونَ » (2) قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ـ لما نزلت هذه الإية في اليهود ، هؤلاء اليهود الذين نقضوا عهد الله ، وكذَّبوا رسل الله ، وقتلوا أولياء الله ـ : أفلا أنبِّئكم بمن يضاهيهم من يهود هذه الأمة ؟ قالوا : بلى يا رسول الله. قال : قوم من أمتي ينتحلون أنهم من أهل ملتي ، يقتلون أفاضل ذرّيّتي وأطائب أرومتي ، ويبدّلون شريعتي وسنتي ، ويقتلون ولديَّ الحسن والحسين كما قتل أسلاف هؤلاء اليهود زكريا ويحيى ، ألا وإن الله يلعنهم كما لعنهم ، ويبعث على بقايا ذراريهم قبل يوم القيامة هادياً مهدياً من ولد الحسين المظلوم ، يحرفهم بسيوف أوليائه إلى نار جهنم (3). ولله درّ السيد الرضيّ عليه الرحمة إذ يقول :
1 ـ الخرائج والجرائح ، الراوندي : 2/491 ح 4 ، الإرشاد ، المفيد : 2/131 ، روضة الواعظين ، النيسابوري : 75. 2 ـ سورة البقرة ، الآية : 84 ـ 86. 3 ـ تفسير الإمام العسكري ( عليه السلام ) : 368 ـ 369 ح 258 تأويل الآيات ، الحسيني : 1/75 ح 52. (19)
منك اليوم ما لم نره قبل ذلك ؟
فقال ( صلى الله عليه وآله ) : إني لما أكلت معكم فرحت وسررت بسلامتكم واجتماعكم ، فسجدت لله تعالى شكراً ، فهبط جبرئيل ( عليه السلام ) يقول : سجدت شكراً لفرحك بأهلك ؟ فقلت : نعم ، فقال : ألا أخبرك بما يجري عليهم بعدك ؟ فقلت : بلى يا أخي يا جبرئيل ، فقال : أما ابنتك فهي أول أهلك لحاقاً بك بعد أن تظلم ، ويؤخذ حقها وتمنع إرثها ويظلم بعلها ويكسر ضلعها. وأما ابن عمك فيظلم ويمنع حقه ويقتل ، وأما الحسن فإنه يظلم ويمنع حقه ويقتل بالسم ، وأما الحسين فإنه يظلم ويمنع حقه وتقتل عترته ، وتطؤه الخيول ، وينهب رحله ، وتسبى نساؤه وذراريه ، ويدفن مرمّلا بدمه ، ويدفنه الغرباء ، فبكيت وقلت : وهل يزوره أحد ؟ قال : يزوره الغرباء ، قلت : فما لمن زاره من الثواب ؟ قال : يكتب له ثواب ألف حجة ، وألف عمرة كلها معك فضحكت (1). وروى الشيخ الصدوق عليه الرحمة في مرض النّبي ( صلى الله عليه وآله ) أن النبي ( صلى الله عليه وآله ) لما أغمي عليه جاء الحسن والحسين ( عليهما السلام ) يصيحان ويبكيان حتى وقعا على رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) فأراد علي ( عليه السلام ) أن ينحّيهما عنه ، فأفاق رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ثم قال : يا علي ، دعني أشمّهما ويشماني ، وأتزوّد منهما ويتزوّدان مني ، أما إنهما سيظلمان بعدي ويقتلان ظلماً ، فلعنة الله على من يظلمهما ، يقول ذلك ثلاثاً (2). وفي رواية الأربلي : عن جابر بن عبدالله الأنصاري قال : دخلت فاطمة ( عليها السلام ) على رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) وهو في سكرات الموت فانكبّت عليه تبكي ، ففتح عينه وأفاق ، ثمّ قال : يا بنيّة ، أنت المظلومة بعدي ، وأنت المستضعفة بعدي ، فمن آذاك فقد آذاني ، ومن غاضك فقد غاظني ، ومن سرّك فقد سرّني ، ومن برّك فقد برّني ، 1 ـ بحار الأنوار المجلسي : 98/44 ح 84. 2 ـ الأمالي الشيخ الصدوق : 736. (20)
ومن جفاك فقد جفاني ، ومن وصلك فقد وصلني ، ومن قطعك فقد قطعني ، ومن أنصفك فقد أنصفني ، ومن ظلمك فقد ظلمني ، لأنك منّي وأنا منك ، وأنت بضعة منّي وروحي الّتي بين جنبيّ ، ثمّ قال ( صلى الله عليه وآله ) : إلى الله أشكو ظالميك من أمّتي. ولله در الشيخ الأزري عليه الرحمة إذ يقول :
ولله درّ من قال من شعراء الحسين ( عليه السلام ) :
1 ـ الأزرية ، الشيخ الأزري : 143. 2 ـ كشف الغمة الأربلي : 2/119 ـ 120 ، بحار الأنوار المجلسي : 28/76 ح 34. 3 ـ المجالس السنية ، السيد محسن الأمين : 1 / 13. (21)
وروي أيضاً أن أمير المؤمنين ( عليه السلام ) قال للحسن والحسين ( عليهما السلام ) ليلة وفاته بعدما أوصاهما بوصاياه الشريفة : يا أبا محمد ويا أبا عبدالله ، كأني بكما وقد خرجت عليكما الفتن من ها هنا وها هنا ، فاصبرا حتى يحكم الله وهو خير 1 ـ الغدير ، الشيخ الأميني : 4 / 162. 2 ـ وفيات الأئمة ( عليهم السلام ) ، مجموعة من علماء البحرين والقطيف : 57. (22)
الحاكمين.
ثمَّ قال : أمَّا أنت يا أبا محمد ستقتل مسموماً مضطهداً ، وأمّا أنت يا أبا عبدالله فشهيد هذه الأمة ، فعليك بتقوى الله والصبر الجميل (1). ويقول العلاّمة الشيخ علي المرهون في استنهاض الإمام الحجّة عجَّل الله فرجه الشريف :
المجلس الثاني ، من اليوم الأول
اعلموا أيّها المؤمنون أحسن الله لكم العزاء في مصاب سيِّد شباب أهل الجنة أن مواساة الزهراء البتول ( عليها السلام ) في ابنها المقتول قرّة عينها سبط الرسول ( صلى الله عليه وآله وسلم ) حق لها علينا يقتضيها فرض الموالاة والمحبة التي أمر الله بها في محكم كتابه إذ يقول تعالى : « قُلْ لاَ أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى » ولكنّ هذه الأمة لم ترع حرمة الرسول ( صلى الله عليه وآله ) في ذرّيّته الطاهرة ، فبقتل الحسين ( عليه السلام ) فُجع الدين ، وضيِّعت
وقوف فاطمة ( عليها السلام ) في المحشر ومعها قميص الحسين ( عليه السلام ) 1 ـ وفيات الأئمة ( عليهم السلام ) ، مجموعة من علماء البحرين والقطيف : 64. 2 ـ شعراء القطيف الشيخ علي المرهون القسم الأول : 171 ـ 172. (23)
فيه وصية سيِّد المرسلين ، فإنّا لله وإنّا إليه راجعون ، ولا حول ولا قوة إلاَّ بالله العليِّ العظيم.
روي عن سيِّد العابدين علي بن الحسين ( عليهما السلام ) أنه قال : ولا يوم كيوم الحسين ( عليه السلام ) ، ازدلف إليه ثلاثون ألف رجل ، يزعمون أنهم من هذه الأمة ، كل يتقرَّب إلى الله عزَّ وجلَّ بدمه ، وهو بالله يذكِّرهم فلا يتعظون ، حتى قتلوه بغياً وظلماً وعدواناً.. (1) ولله درّ الشيخ عبدالكريم الفرج عليه الرحمة إذ يقول :
1 ـ الأمالي الشيخ الصدوق : 547 ح 10. 2 ـ بحار الأنوار ، العلامة المجلسي : 43/220. (24)
وروى الصدوق عليه الرحمة عن أبان بن عثمان ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) قال : إذا كان يوم القيامة جمع الله الأولين والآخرين في صعيد واحد ، فينادي مناد : غضّوا أبصاركم ونكِّسوا رؤوسكم حتى تجوز فاطمة بنت محمد ( صلى الله عليه وآله ) الصراط. قال : فتغضّ الخلائق أبصارهم ، فتأتي فاطمة ( عليها السلام ) على نجيب من نجب الجنة ، يشيّعُها سبعون ألف ملك ، فتقف موقفاً شريفاً من مواقف القيامة ، ثم تنزل عن نجيبها فتأخذ قميص الحسين بن علي ( عليه السلام ) بيدها مضمَّخاً بدمه ، وتقول : يا رب ، هذا قميص ولدي وقد علمت ما صنع به ، فيأتيها النداء من قبل الله عزَّ وجلَّ : يا فاطمة ، لك عندي الرضا ، فتقول : يا ربّ ، انتصر لي من قاتله ، فيأمر الله تعالى عنقاً من النار فتخرج من جهنم فتلتقط قتلة الحسين بن علي ( عليه السلام ) كما يلتقط الطير الحبَّ ، ثم يعود العنق بهم إلى النار ، فيعذَّبون فيها بأنواع العذاب ، ثم تركب فاطمة ( عليها السلام ) نجيبها حتى تدخل الجنة ومعها الملائكة المشيِّعون لها ، وذريتها بين يديها ، وأولياؤهم من الناس عن يمينها وشمالها (1) ولله در الحجة الشيخ علي الجشي عليه الرحمة إذ يقول :
1 ـ بحار الأنوار ، المجلسي : 43/224. 2 ـ الشواهد المنبرية ، الشيخ علي الجشي : 50. (25)
رأس ، فتصرخ صرخة لا يبقى ملك مقرَّب ، ولا نبيّ مرسل إلاَّ جثى على ركبتيه وخرّ مغشياً عليه ، ثم إنها تفيق من غشيتها فتجد الحسين يمسح وجهها بيديه ، ورأسه قد عادت إليه ، فعند ذلك تدعو على قاتله ومن أعانه ، فيؤمر بهم إلى جهنم ولا شفيع لهم (1).
وروي عن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) أنه قال : إذا كان يوم القيامة تقبل فاطمة على ناقة من نياق الجنة وبيدها قميص الحسين ملطَّخ بدمه ، فتصرخ وتزجّ نفسها عن الناقة ، وتخرّ ساجدة لله عز وجل ، وتقول : إلهي وسيدي ومولاي ، احكم بيني وبين من قتل ولدي الحسين ، فيأتيها النداء من قبل الله عزَّ وجلَّ : يا حبيبتي وابنة حبيبي ، ارفعي رأسك ، فوعزتي وجلالي لأنتقمن اليوم ممن ظلمك وظلم ولدك ، ثم يأمر بجميع من حضر قتل الحسين ومن شارك في قتله إلى النار (2). وروي عن النبي ( صلى الله عليه وآله ) أنه قال : إذا كان يوم القيامة جاءت فاطمة ( عليها السلام ) في جماعة من نسائها ، فيقال لها : ادخلي الجنة ، فتقول : لا أدخل حتى أعلم ما صنع ولدي الحسين ، فيقال لها : انظري عن يمينك ، فتلتفت فإذا الحسين قائم وليس عليه رأس ، فتصرح صرخة ، فتصرخ النساء لصراخها والملائكة أيضاً ، ثم تنادي : واولداه ، واثمرة فؤاداه ، فعند ذلك يغضب الله ويأمر ناراً قد أوقد عليها ألف عام حتى اسوّدت ولا تدخلها ريح ولا يخرج منها أبداً ، فيقال لها : التقطي من حضر قتل الحسين ، فتلقطهم ، فإذا صاروا في جوفها صهلت بهم وصهلوا بها ، وشهقت بهم وشهقوا بها ، وزفرت بهم وزفروا بها ، ثم ينطقون بألسنة ذلقة ناطقة : يا ربَّنا ، لم أوجبت لنا النار قبل عبدة الأوثان ؟ فيأتيهم الجواب عن الله أن من عَلِم ليس كمن لا يعلم (3). 1 ـ بحار الأنوار ، المجلسي : 43/224 ، نور العين في مشهد الحسين ( عليه السلام ) ، الاسفرايني : 81. 2 ـ نور العين في مشهد الحسين ( عليه السلام ) الإسفرايني : 82. 3 ـ نور العين في مشهد الحسين ( عليه السلام ) ، الإسفرايني : 82. (26)
وروي عن آل البيت ( عليهم السلام ) عن النبي ( صلى الله عليه وآله ) أنه قال : إذا كان يوم القيامة تأتي فاطمة الزهراء ( عليها السلام ) على ناقة من نياق الجنة ، خطامها من لؤلؤ رطب ، وقوائمها من زمرد أخضر ، وذنبها من مسك أذفر ، وعيناها من ياقوت أحمر ، وعليها قبّة من النور ، يرى باطنها من ظاهرها ، داخلها عفو الله ، وخارجها رحمة الله ، وعلى رأسها تاج من النور ، وله سبعون ركناً ، كل ركن مرصَّع بالدر والياقوت ، يضيء كما يضيء الكوكب في أفق السماء ، وعن يمينها سبعون ألف ملك ، وعن يسارها مثلهم ، وجبرئيل آخذ بخطام الناقة وهو ينادي بأعلى صوته : غضّوا أبصاركم حتى تجوز فاطمة ، فيغضّون أبصارهم حتى تجاوز عرش ربها وتزجّ نفسها عن ناقتها ، وتقول : إلهي وسيِّدي ومولاي ، احكم بيني وبين من ظلمني وقتل ولدي ، فإذا النداء من قبل الله تعالى : يا حبيبتي وابنة حبيبتي ، سليني تعطي واشفعي تشعفي ، فوعزّتي وجلالي لا يجاوزني ظلم ظالم ، فتقول : إلهي وسيّدي ومولاي ، ذريّتي وشيعتي وشيعة ذريّتّي ، فإذا النداء من قبل الله تعالى : أين ذرية فاطمة وشيعتها وشيعة ذريتها ومحبّوها ومحبّو ذرّيّتها ؟
فيقولون ـ وقد أحاطت بهم ملائكة الرحمن ـ : ها نحن يا ربَّنا ، فتقودهم فاطمة حتى تدخلهم الجنة ، وهي آخذة بقميص الحسين ، وهو ملطَّخ بالدم ، وقد تعلَّقت بقوائم العرش وهي تقول : يا رب ، احكم بيني وبين قاتل ولدي الحسين ، فيؤخذ لها بحقِّها كما قال القائل :
1 ـ نور العين في مشهد الحسين ( عليه السلام ) ، أبو إسحاق الإسفرايني : 82 ـ 83. (27)
وسئل سبط ابن الجوزي في يوم عاشوراء زمن الملك الناصر صاحب حلب أن يذكر للناس شيئاً من مقتل الحسين ( عليه السلام ) ، فصعد المنبر وجلس طويلا لا يتكلَّم ، ثمَّ وضع المنديل على وجهه وبكى شديداً ، ثمَّ أنشأ يقول وهو يبكي :
ولله درّ ابن العرندس عليه الرحمة إذ يقول :
1 ـ البداية والنهاية ، ابن كثير : 13/227. 2 ـ الغدير ، الأميني : 17/7. (28)
المجلس الثالث ، من اليوم الأول
روي عن سيِّد العابدين علي بن الحسين ( عليهما السلام ) قال : ولا يوم كيوم الحسين ( عليه السلام ) ، ازدلف إليه ثلاثون ألف رجل ، يزعمون أنهم من هذه الأمة ، كل يتقرَّب إلى الله عزَّ وجلَّ بدمه ، وهو بالله يذكِّرهم فلا يتعظون ، حتى قتلوه بغياً وظلماً وعدواناً.. (1).
بكاء النبي ( صلى الله عليه وآله ) وحزنه على الإمام الحسين ( عليه السلام )
1 ـ الأمالي ، الشيخ الصدوق : 547 ح 10. 2 ـ مثير الأحزان ، الجواهري : 155. (29)
هارون ، قال النبي ( صلى الله عليه وآله ) : وما اسم بن هارون ؟ قال جبرئيل : شبَّر ، قال : وما شبَّر ؟ قال : الحسن ، قالت أسماء : فسمَّاه الحسن.
قالت أسماء : فلمَّا ولدت فاطمة الحسين ( عليه السلام ) نفستها به ، فجاءني النبيّ ( صلى الله عليه وآله ) فقال : هلمي ابني يا أسماء ، فدفعته إليه في خرقة بيضاء ، ففعل به كما فعل بالحسن قالت : وبكى رسول الله ثمَّ قال : إنه سيكون لك حديث! اللهم العن قاتله ، لا تعلمي فاطمة بذلك. قالت أسماء : فلمَّا كان يوم سابعه جاءني النبيّ ( صلى الله عليه وآله ) فقال : هلمّي ابني ، فأتيته به ففعل به كما فعل بالحسن ، وعقَّ عنه كما عقَّ عن الحسن كبشاً أملح ، وأعطى القابلة الورك ورجلا ، وحلق رأسه ، وتصدَّق بوزن الشعر ورقاً ، وخلق رأسه بالخلوق وقال : إن الدم من فعل الجاهلية ، قالت : ثمَّ وضعه في حجره ، ثم قال : يا أبا عبدالله ، عزيز عليَّ ، ثمَّ بكى. فقلت : بأبي أنت وأمي ، فعلت في هذا اليوم وفي اليوم الأول فما هو ؟ قال : أبكي على ابني هذا ، تقتله فئة باغية كافرة من بني أمية لعنهم الله ، لا أنالهم الله شفاعتي يوم القيامة ، يقتله رجل يثلم الدين ويكفر بالله العظيم ، ثمَّ قال : اللهم إني أسألك فيهما ما سألك إبراهيم في ذريّته ، اللهم أحبَّهما وأحبَّ من يحبُّهما ، والعن من يبغضهما ملء السماء والأرض (1) ولله درّ الحجّة العظيم الشيخ محمد جواد البلاغي عليه الرحمة إذ يقول :
1 ـ بحار الأنوار ، العلامة المجلسي : 44/250 ح 1. (30)
وروى ابن نما عليه الرحمة في مثير الأحزان ، عن ابن عباس قال : لما اشتد برسول الله ( صلى الله عليه وآله ) مرضه الذي مات فيه ، ضم الحسين ( عليه السلام ) إلى صدره يسيل من عرقه عليه وهو يجود بنفسه ، ويقول : مالي وليزيد لا بارك الله فيه اللهم العن يزيد ثم غشي عليه طويلاً وأفاق وجعل يقبل الحسين وعيناه تذرفان ، ويقول : أما إن لي ولقاتلك مقاماً بين يدي الله عز وجل (3). 1 ـ شعراء الغري ، الخاقاني : 2/457 ـ 458. 2 ـ بحار الأنوار ، المجلسي : 44/261 ح 14. 3 ـ مثير الأحزان ، ابن نما الحلي : 12 ، بحار الأنوار ، المجلسي : 44/266 ح 24. |
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|