المجالس العاشورية في المآتم الحسينية ::: 181 ـ 195
(181)
    روي عن عمرو بن ثابت  ، عن أبيه  ، عن أبي جعفر ( عليه السلام ) قال : خلق الله تبارك وتعالى أرض كربلاء قبل أن يخلق الكعبة بأربعة وعشرين ألف عام  ، وقدَّسها وبارك عليها  ، فما زالت قبل خلق الله الخلق مقدَّسة مباركة  ، ولا تزال كذلك حتى يجعلها الله أفضل أرض في الجنة  ، وأفضل منزل ومسكن يسكن الله فيه أولياءه في الجنة (1).
    وعن أبي الجارود قال : قال علي بن الحسين ( عليه السلام ) : اتّخذ الله أرض كربلاء حرماً آمناً مباركاً قبل أن يخلق الله أرض الكعبة ويتّخذها حرماً بأربعة وعشرين ألف عام  ، وإنه إذا زلزل الله تبارك وتعالى الأرض وسيَّرها رفعت كما هي بتربتها نورانية صافية  ، فجعلت في أفضل روضة من رياض الجنة  ، وأفضل مسكن في الجنة  ، لا يسكنها إلاّ النبيون والمرسلون  ، أو قال : أولو العزم من الرسل  ، فإنها لتزهر بين رياض الجنة كما يزهر الكوكب الدريّ بين الكواكب لأهل الأرض  ، يغشي نورها أبصار أهل الجنة جميعاً  ، وهي تنادي : أنا أرض الله المقدَّسة الطيِّبة المباركة  ، التي تضمَّنت سيِّد الشهداء وسيِّد شباب أهل الجنة (2).
    قال : وروي قال أبو جعفر ( عليه السلام ) : الغاضرية هي البقعة التي كلَّم الله فيها موسى بن عمران  ، وناجى نوحاً فيها  ، وهي أكرم أرض الله عليه  ، ولولا ذلك ما
1 ـ كامل الزيارات  ، ابن قولويه : 450  ، وعنه بحار الأنوار  ، المجلسي : 98/107 ح 5.
2 ـ بحار الأنوار  ، المجلسي : 98/108 ح 10 عن كامل الزيارات : 451 ح 5.


(182)
استودع الله فيها أولياءه وأبناء نبيه  ، فزوروا قبورنا بالغاضرية (1).
    وعن حماد بن أيوب  ، عن أبي عبدالله  ، عن أبيه  ، عن آبائه  ، عن أمير المؤمنين ( عليهم السلام ) قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : يقبر ابني في أرض يقال لها كربلاء  ، هي البقعة التي كانت فيها قبة الإسلام  ، التي نجَّى الله عليها المؤمنين الذين آمنوا مع نوح في الطوفان (2).
    وعن الفضل بن يحيى  ، عن أبيه  ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) قال : زوروا كربلاء  ، ولا تقطعوه  ، فإن خير أولاد الأنبياء ضمنته  ، ألا وإن الملائكة زارت كربلاء ألف عام من قبل أن يسكنه جدي الحسين ( عليه السلام )   ، وما من ليلة تمضي إلاّ وجبرئيل وميكائيل يزورانه  ، فاجتهد ـ يا يحيى ـ أن لا تُفقد من ذلك الموطن.
    وعن إسحاق بن عمار قال : سمعت أبا عبدالله ( عليه السلام ) يقول : إن لموضع قبر الحسين بن علي ( عليهما السلام ) حرمة معلومة  ، من عرفها واستجار بها أُجير  ، قلت : فصف لي موضعها جعلت فداك  ، قال : امسح من موضع قبره اليوم  ، فامسح خمسة وعشرين ذراعاً من ناحيةِ رجليه  ، وخمسة وعشرين ذراعاً من خلفه  ، وخمسة وعشرين ذراعاً مما يلي وجهه  ، وخمسة وعشرين ذراعاً من ناحية رأسه  ، وموضع قبره منذ يوم دفن روضة من رياض الجنة  ، ومنه معراج يعرج فيه بأعمال زوّاره إلى السماء  ، فليس ملك ولا نبيٌّ في السموات إلاَّ وهم يسألون الله أن يأذن لهم في زيارة قبر الحسين ( عليه السلام ) ففوج ينزل وفوج يعرج. وفي رواية قال ( عليه السلام ) : موضع قبر الحسين ترعة من ترع الجنة (3).
    وعن منصور بن العباس يرفعه إلى أبي عبدالله ( عليه السلام ) قال : حريم قبر
1 ـ بحار الأنوار  ، المجلسي : 98/108 ـ 109 ح 13.
2 ـ كامل الزيارات  ، ابن قولويه : 452 ح 7 و9  ، بحار الأنوار  ، المجلسي : 98/108.
3 ـ بحار الأنوار  ، الملجسي : 98/108 ـ 111 عن كامل الزيارات.


(183)
الحسين ( عليه السلام ) خمس فراسخ من أربعة جوانب القبر (1).
    وعن أبي هاشم الجعفري قال : دخلت على أبي الحسن علي بن محمد ( عليه السلام ) وهو محموم عليل فقال لي : يا أبا هاشم  ، ابعث رجلا من موالينا إلى الحير (2) يدعو الله لي  ، فخرجت من عنده فاستقبلني علي بن بلال  ، فأعلمته ما قال لي وسألته أن يكون الرجل الذي يخرج  ، فقال : السمع والطاعة  ، ولكنني أقول : إنه أفضل من الحير إذا كان بمنزلة من في الحير  ، ودعاؤه لنفسه أفضل من دعائي له بالحير  ، فأعلمته صلوات الله عليه ما قال  ، فقال لي : قل له : كان رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) أفضل من البيت والحجر  ، وكان يطوف بالبيت ويستلم الحجر  ، وإن لله تبارك وتعالى بقاعاً يحبّ أن يدعى فيها فيستجيب لمن دعاه  ، والحير منها (3).
    وفي رواية قال ( عليه السلام ) : ألا قلت له : إن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) كان يطوف بالبيت ويقبّل الحجر  ، وحرمة النبي ( صلى الله عليه وآله ) والمؤمن أعظم من حرمة البيت  ، وأمره الله أن يقف بعرفة  ، إنما هي مواطن يحبّ الله أن يُذكر فيها  ، فأنا أحبّ أن يُدعى لي حيث يُحبّ الله أن يُدعى فيها  ، والحير من تلك المواضع (4).
    وفي لفظ ثالث عن أبي هاشم الجعفري قال : دخلت أنا ومحمد بن حمزة عليه نعوده وهو عليل  ، فقال لنا : وجّهوا قوماً إلى الحير من مالي  ، فلمّا خرجنا من عنده قال لي محمد بن حمزة : المشير يوجِّهنا إلى الحير وهو بمنزلة من في الحير  ، قال : فعدت إليه فأخبرته  ، فقال لي : ليس هو هكذا  ، إن لله مواضع يحب أن يعبد فيها  ، وحائر الحسين ( عليه السلام ) من تلك المواضع.
    وروي عن الإمام الرضا  ، عن آبائه ( عليهم السلام ) قال : قال علي بن الحسين ( عليهما السلام ) :
1 ـ بحار الأنوار  ، المجلسي : 98/111 ح 27 عن كامل الزيارات.
2 ـ يعني قبر الحسين ( عليه السلام ) وسمي بالحائر الحسيني لأن الماء حار حوله لما اُجرى بأمر المتوكل العباسي.
3 ـ بحار الأنوار  ، المجلسي 98/113 ح 34.
4 ـ بحار الأنوار  ، المجلسي : 98/112 ـ 113 ح 32 و 33 و 36.


(184)
كأني بالقصور وقد شيدت حول قبر الحسين ( عليه السلام )   ، وكأني بالأسواق قد حفّت حول قبره  ، فلا تذهب الأيام والليالي حتى يسار إليه من الآفاق  ، وذلك عند انقطاع ملك بني مروان.
    ولله درّ الحجّة الشيخ فرج العمران عليه الرحمة إذ يقول :
قُبّةٌ كان زينةُ العرشِ فيها كان فيها الحسينُ ربُّ المعالي هو مَنْ كانت الأئمَّةُ منه فعليه ربُّ السماواتِ صلَّى بل هو العرشُ لا الذي في سماها وارثُ العلم مِن لَدُنْ أنبياها وَهُمُ سادةُ الورى شُفَعَاها صلاةً لا منتهى لمداها (1)
    وعن هشام بن سالم  ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) في حديث طويل قال : قلت له : فما لمن أقام عنده ـ يعني الحسين ( عليه السلام ) ؟ قال : كل يوم بألف شهر  ، قال : فما للمنفق في خروجه إليه والمنفق عنده ؟ قال : درهم بألف درهم (2).
    وعن قدامة بن زائدة  ، عن أبيه  ، عن علي بن الحسين ( عليه السلام )   ، عن زينب بنت علي ( عليه السلام )   ، عن أم أيمن  ، قالت في حديث طويل عن النبي ( صلى الله عليه وآله ) قال : أتى جبرئيل فأومى إلى الحسين ( عليه السلام ) وقال : إن سبطك هذا مقتول في عصابة من ذريتك وأهل بيتك وأخيار من أمتك  ، بضفة الفرات  ، بأرض تُدعى كربلاء  ، من أجلها يكثر الكرب والبلاء على أعدائك وأعداء ذرّيّتك في اليوم الذي لا ينقضي كربه ولا تُفنى حسرته  ، وهي أطهر بقاع الأرض وأعظمها حرمة  ، وإنها لمن بطحاء الجنة.
    وروى محمد بن سنان  ، عمّن حدثه  ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) قال : خرج أمير المؤمنين ( عليه السلام ) يسير بالناس  ، حتى إذا كان من كربلاء على مسيرة ميل أو ميلين فتقدَّم بين أيديهم حتى إذا صار بمصارع الشهداء قال : قُبض فيها مائتا نبي  ، ومائتا
1 ـ شعراء القطيف  ، الشيخ علي المرهون : 2/29.
2 ـ بحار الأنوار  ، المجلسي : 98/114 ح 37 و 38.


(185)
وصي  ، ومائتا سبط  ، شهداء بأتباعهم  ، فطاف بها على بغلته خارجاً رجليه من الركاب  ، وأنشأ يقول : مناخ ركاب ومصارع شهداء  ، لا يسبقهم من كان قبلهم  ، ولا يلحقهم من كان بعدهم (1).
    وعن عبدالله بن سنان قال : سمعت أبا عبدالله ( عليه السلام ) يقول : قبر الحسين بن علي ( عليه السلام ) عشرون ذراعاً في عشرين ذراعاً مكسّراً  ، روضة من رياض الجنة  ، منه معراج إلى السماء  ، فليس من ملك مقرَّب ولا نبيٍّ مرسل إلاَّ وهو يسأل الله أن يزوره  ، وفوج يهبط وفوج يصعد (2).
    وعن أبي الجارود قال : قال لي أبو جعفر ( عليه السلام ) : كم بينك وبين قبر أبي عبدالله ( عليه السلام ) ؟ قال : قلت : يوم وشيء فقال له : لو كان منا على مثل الذي هو منكم لا تخذناه هجرة (3). ولله درّ الشاعر إذ يقول :
إذا شئتَ النجاة فزر حسيناً فإن النارَ ليس تمسُّ جسماً لكي تلقى الإلهَ قريرَ عينِ عليه غُبارُ زوَّارِ الحسينِ
    ومما جاء في فضل زيارة الحسين ( عليه السلام ) ما روي عن الإمام الرضا  ، عن أبيه ( عليهما السلام ) قال : سئل الصادق ( عليه السلام ) عن زيارة قبر الحسين ( عليه السلام ) فقال : أخبرني أبي ( عليه السلام ) أن من زار قبر الحسين ( عليه السلام ) عارفاً بحقه كتبه الله في عليين  ، ثم قال : إن حول قبر الحسين ( عليه السلام ) سبعين ألف ملك شعثاً غبراً  ، يبكون عليه إلى يوم القيامة (4).
    وروى ابن قولويه عليه الرحمة عن الحسين بن ثوير بن أبي فاختة قال : قال أبو عبدالله ( عليه السلام ) : يا حسين  ، من خرج من منزله يريد زيارة قبر الحسين بن علي ( عليه السلام ) إن كان ماشياً كتب له بكل خطوة حسنة  ، ومحي عنه سيئة  ، حتى إذا صار
1 ـ بحار الأنوار  ، المجلسي : 98/116 ح 42 و 44.
2 ـ بحار الأنوار  ، المجلسي : 98/106 ح 1.
3 ـ بحار الأنوار  ، المجلسي : 98/115 ح 39.
4 ـ بحار الأنوار  ، المجلسي : 89/69 ح 1.


(186)
في الحير كتبه الله من المفلحين المنجحين  ، حتى إذا قضى مناسكه كتبه الله من الفائزين  ، حتى إذا أراد الانصراف أتاه ملك فقال : إن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يقرئك السلام ويقول لك : استأنف العمل فقد غفر لك ما مضى.
    وروي عن عبدالله بن الطمحان  ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) قال : سمعته وهو يقول : ما من أحد يوم القيامة إلاَّ وهو يتمنَّى أنه من زوَّار الحسين بن علي ( عليه السلام ) لما يرى مما يُصنع بزوَّار الحسين من كرامتهم على الله (1).
    وعن عبدالله بن حماد البصري  ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام )   ، قال : قال لي : إن عندكم ـ أو قال : في قربكم ـ لفضيلة ما أوتي أحد مثلها  ، وما أحسبكم تعرفونها كنه معرفتها  ، ولا تحافظون عليها ولا على القيام بها  ، وإن لها لأهلا خاصة قد سمّوا لها  ، وأعطوها بلا حول منهم ولا قوة  ، إلاَّ ما كان من صنع الله لهم وسعادة حباهم الله بها ورحمة ورأفة وتقدم.
    قلت : جعلت فداك  ، وما هذا الذي وصفت ولم تسمِّه ؟ قال : زيارة جدي الحسين بن علي ( عليه السلام ) فإنه غريب بأرض غربة  ، يبكيه من زاره  ، ويحزن له من لم يزره  ، ويحترق له من لم يشهده  ، ويرحمه من نظر إلى قبر ابنه عند رجله  ، في أرض فلاة  ، لا حميم قربه ولا قريب  ، ثم منع الحق  ، وتوازر عليه أهل الردّة  ، حتى قتلوه وضيَّعوه وعرَّضوه للسباع  ، ومنعوه شرب ماء الفرات الذي يشربه الكلاب  ، وضيَّعوا حق رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ووصيته به وبأهل بيته  ، فأمسى مجفواً في حفرته  ، صريعاً بين قرابته وشيعته  ، بين أطباق التراب  ، قد أوحش قربه في الوحدة والبعد عن جدّه  ، والمنزل الذي لا يأتيه إلاَّ من امتحن الله قلبه للإيمان وعرَّفه حقَّنا  ، فقلت له : جعلت فداك  ، قد كنت آتيه حتى بليت بالسلطان وفي حفظ أموالهم  ، وأنا عندهم مشهور  ، فتركت للتقية إتياته  ، وأنا أعرف ما في إتيانه من الخير  ، فقال : هل
1 ـ بحار الأنوار  ، المجلسي : 89/72.

(187)
تدري ما فضل من أتاه وما له عندنا من جزيل الخير ؟ فقلت : لا  ، فقال : أمّا الفضل فيباهيه ملائكة السماء  ، وأمّا ما له عندنا فالترحُّم عليه كل صباح ومساء  ، ولقد حدَّثني أبي أنه لم يخل مكانه منذ قتل من مصل يصلّي عليه من الملائكة  ، أو من الجنّ  ، أو من الإنس  ، أو من الوحش  ، وما من شيء إلاَّ وهو يغبط زائره  ، ويتمسَّح به  ، ويرجو في النظر إليه الخير لنظره إلى قبره.
    ثمَّ قال : بلغني أن قوماً يأتونه من نواحي الكوفة وناساً من غيرهم  ، ونساء يندبنه  ، وذلك في النصف من شعبان  ، فمن بين قارىء يقرأ  ، وقاصّ يقصّ  ، ونادب يندب  ، وقائل يقول المراثي  ، فقلت له : نعم جعلت فداك  ، قد شهدت بعض ما تصف  ، فقال : الحمد لله الذي جعل في الناس من يفد إلينا  ، ويمدحنا ويرثي لنا  ، وجعل عدوَّنا من يطعن عليهم من قرابتنا وغيرهم  ، يهدرونهم ويقبِّحون ما يصنعون (1).
    وفي الأمالي عن محمد بن مسلم قال : سمعت أبا جعفر وجعفر بن محمد ( عليهما السلام ) يقولان : إن الله تعالى عوَّض الحسين ( عليه السلام ) من قتله أن جعل الإمامة في ذرّيّته  ، والشفاء في تربته  ، وإجابة الدعاء عند قبره  ، ولا تُعدّ أيام زائريه جائياً وراجعاً. قال محمد بن مسلم : فقلت لأبي عبدالله ( عليه السلام ) : هذه الخلال تنال بالحسين ( عليه السلام ) فما له في نفسه ؟ قال : إن الله تعالى ألحقه بالنبي ( صلى الله عليه وآله ) فكان معه في درجته ومنزلته  ، ثم تلا أبو عبدالله ( عليه السلام ) : « وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُمْ بِإِيمَان أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ » الآية (2).
    ولله درّ ابن العرندس عليه الرحمة إذ يقول :
إمامُ الهدى سِبْطُ النبوَّةِ والدُ الـ أئمةِ ربُّ النهيِ مولىً له الأَمْرُ

1 ـ كامل الزيارات  ، ابن قولويه : 537 ـ 539 ح 1.
2 ـ بحار الأنوار  ، المجلسي : 89/69 ح 2.


(188)
إمامٌ أبوه المرتضى عَلَمُ الهدى إمامٌ بكته الإنسُ والجنُّ والسَّمَا له القُبَّةُ البيضاءُ بالطفِّ لم تزل وفيه رسولُ اللهِ قال وقولُهُ حُبِي بثلاث ما أحاطَ بمثلِها له تُرْبةٌ فيها الشفاءُ وقُبَّةٌ وذرّيّةٌ دريَّةٌ منه تسعةٌ أيُقْتَلُ ظمآناً حسينٌ بكربلا ووالدُهُ الساقي على الحوضِ في غَد وصيُّ رسولِ اللهِ والصِّنْوُ والصِّهْرُ وَوَحْشُ الفلا والطيرُ والبرُّ والبحرُ تطوفُ بها طوعاً ملائكةٌ غُرُّ صحيحٌ صريحٌ ليس في ذلكم نُكْرُ وليٌّ فَمَنْ زيدٌ هناك وَمَنْ عمرو يجابُ بها الداعي إذا مسَّه الضرُّ أئمةُ حقٍّ لا ثمان ولا عَشْرُ وفي كلِّ عُضْو من أنامِلِه بحرُ وفاطمةٌ مَاءُ الفُرَاتِ لها مَهْرُ (1)
    وقال آخر عليه الرحمة :
مولى بتربته الشفاء وتحت قبته فيه الإمام أبو الأئمة والذي الدعاء من كل داع يسمعُ هو للنبوة والإمامة مجمعُ

    جاء في زيارة الناحية المرويَّة عن الحجّة عجَّل الله تعالى فرجه الشريف : فلئن أخَّرتني الدهور  ، وعاقني عن نصرك المقدور  ، ولم أكن لمن حاربك محارباً  ، ولمن نصب لك العداوة مناصباً  ، فلأندبنّك صباحاً ومساء  ، ولأبكينَّ عليك بدل الدموع دماً  ، حسرة عليك  ، وتأسُّفاً على ما دهاك وتلهّفاً  ، حتى أموت بلوعة
1 ـ الغدير  ، الأميني : 7/15.

(189)
المصاب وغصّة الاكتئاب.. (1) ولله درّ الشيخ محمد علي اليعقوبي عليه الرحمة إذ يقول في استنهاض الإمام الحجة ( عليه السلام ) :
فيا حبَّذا يومٌ به تَنْشُرُ اللِّوا تصولُ بجند من ملائكةِ السَّمَا يسدُّ الفضاءَ الرَّحْبَ عَدّاً وعُدَّةً كأن المواضي البيضَ إنْ مطرت دماً ونسمعُ روحَ القُدْسِ في أُفُقِ السما فتجمعُ شَمْلَ المسلمين مُؤَلِّفاً وتسْتَلُّ في كفّيكَ سيفَ محمَّد وتَسْتَرْجِعُ الأمرَ الذي استأثَرَتْ بِهِ نُلاَقي بِلاَ وَعْد مُحَيَّاكَ طالعاً وتَشْهَرُ ذاك المشرفيَّ من الغمدِ كجدِّك لمَّا صال في ذلك الجندِ ولم يَبْقَ دونَ الحقِّ للشركِ من سَدِّ بروقٌ وأصواتُ الملائكِ كالرَّعْدِ ينادي بأهل الأرضِ قد ظهر المهدي قلوباً طواها الاختلافُ على الحقدِ ومنه على عِطْفَيْكَ فضفاضةُ السردِ كَمَا شاءت الأعداءُ في الحَلِّ والعَقْدِ وما أحسنَ اللُّقْيَا تجيءُ بلا وَعْدِ (2)
    جاء في كتاب أنس المجالس أن الفرزدق أتى الحسين ( عليه السلام ) لما أخرجه مروان من المدينة فأعطاه ( عليه السلام ) أربعمائة دينار  ، وروي أن أعرابياً وفد المدينة فسأل عن أكرم الناس بها  ، فدلّ على الحسين ( عليه السلام )   ، فدخل المسجد فوجده مصليّاً  ، فوقف بإزائه وأنشأ :
لم يخبِ الآنَ مَنْ رَجَاكَ وَمَنْ حَرَّكَ مِنْ دُونِ بَابِكَ الحَلَقَة
    قال : فسلَّم الحسين ( عليه السلام ) وقال : يا قنبر  ، هل بقي من مال الحجاز شيء ؟ قال : نعم  ، أربعة آلاف دينار  ، فقال : هاتها قد جاء من هو أحقّ بها منا  ، ثم نزع برديه ولفَّ الدنانير فيها  ، وأخرج يده من شقّ الباب حياء من الأعرابي  ، وأنشأ :
خُذْهَا فإني إليك معتذرٌ واعلمْ بأني عليك ذو شَفَقَه

1 ـ المزار  ، المشهدي : 501.
2 ـ الشيخ اليعقوبي دراسة نقدية في شعره  ، للدكتور عبد الصاحب الموسوي : 337.


(190)
لو كان في سَيْرِنَا الغَدَاةَ عَصَاً لكنَّ ريبَ الزمانِ ذو غِيَر أمست سَمَانا عليك مُنْذَفِقَه والكفُّ منّي قليلةُ النَّفَقَه
    قال : فأخذها الأعرابي وبكى  ، فقال له : لعلّك استقللت ما أعطيناك  ، قال : لا  ، ولكن كيف يأكل التراب جودك (1).
    أقول : وما درى الأعرابي ما يحلّ بالحسين ( عليه السلام ) بعرصة كربلاء  ، وكيف لو رآه وهو جثة بلا رأس  ، مقطَّعاً بالسيوف  ، تريب الخد  ، مسلوب الثياب ؟ ولله درّ بعض الشعراء إذ يقول :
فيا نكبةً هَدَّتْ قُوَى دينِ أحمد أيرتفعُ الرأسُ الكريمُ على القَنَا ويُمْنَعُ شُرْبَ الماءِ عمداً وكفُّه ويُقْتَلُ ظمآناً كئيباً وجدُّه حبيبٌ أجلُّ المرسلين مَقَامُهُ ووالدُهُ الهادي الوصيُّ خليفةُ الـ إمامٌ له السرُّ العظيمُ وشأنُهُ الـ وَعُظْمَ مُصَاب في القُلُوبِ له سُعْرُ ويُهْدَى إلى رِجْس قد اغتاله الكُفْرُ به من عَطَايَا جُوْدِ إنعامِهِ بَحْرُ نبيٌّ له الإقبالُ والعزُّ والنصرُ رسولٌ به تُرْجَى الشفاعةُ والبُشْرُ نبيِّ أبو الأطهارِ والصِّنْوُ والصِّهْرُ قديمُ وفي أوصافِهِ نَزَلَ الذِّكْرُ (2)
    وعن شعيب بن عبدالرحمن الخزاعي قال : وجد على ظهر الحسين بن علي ( عليه السلام ) يوم الطف أثر  ، فسألوا زين العابدين ( عليه السلام ) عن ذلك فقال : هذا مما كان ينقل الجراب على ظهره إلى منازل الأرامل واليتامى والمساكين.
    وقيل : إن عبدالرحمن السلمي علَّم ولد الحسين ( عليه السلام ) الحمد  ، فلمَّا قرأها على أبيه أعطاه ألف دينار  ، وألف حلّة  ، وحشا فاه درّاً  ، فقيل له في ذلك فقال : وأين يقع هذا من عطائه يعني تعليمه ؟ وأنشد الحسين ( عليه السلام ) :
1 ـ بحار الأنوار  ، المجلسي : 44/189.
2 ـ المنتخب  ، الطريحي : 190.


(191)
إذا جادت الدنيا عليكَ فَجُدْ بها فلا الجودُ يُفْنِيها إذا هي أَقْبَلَتْ على الناسِ طرّاً قَبْلَ أَنْ تتفلَّتِ ولا البُخْلُ يُبقيها إذا ما تَوَلَّتِ
    ومن تواضعه ( عليه السلام ) أنه مرَّ بمساكين وهم يأكلون كسراً لهم على كساء  ، فسلَّم عليهم  ، فدعوه إلى طعامهم فجلس معهم  ، وقال : لولا أنه صدقة لأكلت معكم  ، ثم قال : قوموا إلى منزلي  ، فأطعمهم وكساهم وأمر لهم بدراهم (1).
    وروي عن الحسين بن علي ( عليهما السلام ) أنه قال : صحَّ عندي قول النبي ( صلى الله عليه وآله ) : أفضل الأعمال بعد الصلاة إدخال السرور في قلب المؤمن بما لا إثم فيه  ، فإني رأيت غلاماً يواكل كلباً فقلت له في ذلك  ، فقال : يا ابن رسول الله  ، إني مغموم  ، أطلب سروراً بسروره  ، لأن صاحبي يهودي أريد أفارقه  ، فأتى الحسين إلى صاحبه بمائتي دينار ثمناً له  ، فقال اليهودي : الغلام فداء لخطاك  ، وهذا البستان له  ، ورددت عليه المال  ، فقال ( عليه السلام ) : وأنا قد وهبت لك المال  ، قال : قبلت المال ووهبته للغلام  ، فقال الحسين ( عليه السلام ) : أعتقت الغلام ووهبته له جميعاً  ، فقالت امرأته : قد أسلمت ووهبت زوجي مهري  ، فقال اليهودي : وأنا أيضاً أسلمت وأعطيتها هذه الدار (2).
    وقال أنس : كنت عند الحسين ( عليه السلام ) فدخلت عليه جارية فحيَّته بطاقة ريحان  ، فقال لها : أنت حرّة لوجه الله  ، فقلت : تجيئك بطاقة ريحان لا خطر لها فتعتقها ؟ قال : كذا أدَّبنا الله  ، قال الله : « وَإِذَا حُيِّيتُمْ بِتَحِيَّة فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا » (3) وكان أحسن منها عتقها (4).
    وعن عمرو بن دينار قال : دخل الحسين ( عليه السلام ) على أسامة بن زيد وهو مريض  ، وهو يقول : واغمَّاه  ، فقال له الحسين ( عليه السلام ) : وما غمك يا أخي ؟ قال : ديني  ،
1 ـ بحار الأنوار  ، المجلسي : 44/190 ـ 191 ح 3.
2 ـ بحار الأنوار  ، المجلسي : 44/194 ح 7.
3 ـ سورة النساء  ، الآية : 86.
4 ـ بحار الأنوار  ، المجلسي : 44/195 ح 8.


(192)
وهو ستون ألف درهم  ، فقال الحسين : هو عليَّ  ، قال : إني أخشى أن أموت  ، فقال الحسين ( عليه السلام ) : لن تموت حتى أقضيها عنك  ، قال : فقضاها قبل موته (1).
    وجنى غلام له جناية توجب العقاب عليه فأمر به أن يضرب  ، فقال : يا مولاي ( والكاظمين الغيظ ) قال : خلّوا عنه  ، فقال : يا مولاي ( والعافين عن الناس ) قال : قد عفوت عنك  ، قال : يا مولاي ( والله يحب المحسنين ) قال : أنت حرٌّ لوجه الله  ، ولك ضعف ما كنت أعطيك (2).
    وفي أسانيد أخطب خوارزم أورده في كتاب له في مقتل آل الرسول ( صلى الله عليه وآله ) أن أعرابياً جاء إلى الحسين بن علي ( عليهما السلام ) فقال : يا ابن رسول الله  ، قد ضمنت دية كاملة وعجزت عن أدائها  ، فقلت في نفسي : أسأل أكرم الناس  ، وما رأيت أكرم من أهل بيت رسول الله ( صلى الله عليه وآله )   ، فقال الحسين ( عليه السلام ) : يا أخا العرب  ، أسألك عن ثلاث مسائل  ، فإن أجبت عن واحدة أعطيتك ثلث المال  ، وإن أجبت عن اثنتين أعطيتك ثلثي المال  ، وإن أجبت عن الكل أعطيتك الكل. فقال الأعرابي : يا ابن رسول الله  ، أمثلك يسأل مثلي وأنت من أهل العلم والشرف ؟ فقال الحسين ( عليه السلام ) : بلى  ، سمعت جدي رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يقول : المعروف بقدر المعرفة  ، فقال الأعرابي : سل عما بدا لك  ، فإن أجبت وإلاَّ تعلَّمت منك  ، ولا قوة إلاَّ بالله.
    فقال الحسين ( عليه السلام ) : أيُّ الأعمال أفضل ؟ فقال الأعرابي : الإيمان بالله  ، فقال الحسين ( عليه السلام ) : فما النجاة من المهلكة ؟ فقال الأعرابي : الثقة بالله  ، فقال الحسين ( عليه السلام ) : فما يزين الرجل ؟ فقال الأعرابي : علم معه حلم  ، فقال : فإن أخطأه ذلك ؟ فقال : مال معه مروءة  ، فقال : فإن أخطأه ذلك ؟ فقال : فقر معه صبر  ، فقال الحسين ( عليه السلام ) : فإن أخطأه ذلك ؟ فقال الأعرابي : فصاعقة تنزل من السماء وتحرقه فإنه أهل لذلك.
1 ـ بحار الأنوار  ، المجلسي : 44/189 ح 2.
2 ـ بحار الأنوار  ، المجلسي : 44/195.


(193)
فضحك الحسين ( عليه السلام ) ورمى بصرّة إليه فيها ألف دينار  ، وأعطاه خاتمه  ، وفيه فص قيمته مائتا درهم  ، وقال : يا أعرابي  ، أعط الذهب إلى غرمائك  ، واصرف الخاتم في نفقتك  ، فأخذ الأعرابي : وقال « اللهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسَالَتَهُ » (1) الآية (2).
    وممّا جاء في فضل زيارة الحسين ( عليه السلام ) ما رواه ابن قولويه عليه الرحمة  ، عن معاوية بن وهب  ، قال : استأذنت على أبي عبدالله ( عليه السلام ) فقيل لي : ادخل  ، فدخلت  ، فوجدته في مصلاّه في بيته  ، فجلست حتى قضى صلاته  ، فسمعته وهو يناجي ربَّه وهو يقول : اللهم يا من خصَّنا بالكرامة  ، ووعدنا بالشفاعة  ، وخصَّنا بالوصية  ، وأعطانا علم ما مضى وعلم ما بقي  ، وجعل أفئدة من الناس تهوي إلينا  ، اغفر لي ولإخواني  ، وزوَّار قبر أبي عبدالله الحسين  ، الذين أنفقوا أموالهم  ، وأشخصوا أبدانهم  ، رغبة في برِّنا  ، ورجاء لما عندك في صلتنا  ، وسروراً أدخلوه على نبيك  ، وإجابة منهم لأمرنا  ، وغيظاً أدخلوه على عدوّنا  ، أرادوا بذلك رضوانك  ، فكافهم عنّا بالرضوان  ، واكلأهم بالليل والنهار  ، واخلف على أهاليهم وأولادهم الذين خلّفوا بأحسن الخلف  ، واصحبهم  ، واكفهم شرَّ كل جبار عنيد  ، وكل ضعيف من خلقك وشديد  ، وشرَّ شياطين الإنس والجن  ، وأعطهم أفضل ما أمّلوا منك في غربتهم عن أوطانهم  ، وما آثرونا به على أبنائهم وأهاليهم وقراباتهم.
    اللهم إن أعداءنا عابوا عليهم بخروجهم  ، فلم ينههم ذلك عن الشخوص إلينا خلافاً منهم على من خالفنا  ، فارحم تلك الوجوه التي غيَّرتها الشمس  ، وارحم تلك الخدود التي تتقلَّب على حفرة أبي عبدالله الحسين ( عليه السلام )   ، وارحم تلك الأعين التي جرت دموعها رحمة لنا  ، وارحم تلك القلوب التي جزعت واحترقت لنا  ، وارحم تلك الصرخة التي كانت لنا  ، اللهم إني أستودعك تلك الأبدان وتلك
1 ـ سورة الأنعام  ، الآية : 24.
2 ـ بحار الأنوار  ، المجلسي : 44/196 ح 11.


(194)
الأنفس  ، حتى توافيهم (1).
    ولله درّ الشيخ محمد علي اليعقوبي عليه الرحمة إذ يقول :
يَا مَنْ بأرضِ الطفوفِ مشهدُهُ وَيَا أبَا التسعةِ الأُولى كَرُمَتْ أمَّتْ حِمَاك الوفودُ زائرةً تطوفُ فيه الملوكُ خاضعةً كالركنِ بينَ الحجيجِ يُسْتَلَمُ منها السجايا وطابت الشِّيَمُ لاَنَصَبٌ عَاقَها وَلاَ سَأَمُ له وأهلُ السَّمَا به خَدَمُ (2)

    جاء في كتاب المزار للمشهدي عليه الرحمة في بعض الزيارات : يا سادتي يا آل رسول الله  ، إني بكم أتقرَّب إلى الله جلَّ وعلا  ، بالخلاف على الذين غدروا بكم  ، ونكثوا بيعتكم  ، وجحدوا ولايتكم  ، وأنكروا منزلتكم  ، وخلعوا ربقة طاعتكم  ، وهجروا أسباب مودّتكم  ، وتقرَّبوا إلى فراعنتهم بالبراءة منكم  ، والإعراض عنكم  ، ومنعوكم من إقامة الحدود  ، واستئصال الجحود  ، وشعب الصدع  ، ولمّ الشعث  ، وسدّ الخلل  ، وتثقيف الأود  ، وإمضاء الأحكام  ، وتهذيب الإسلام  ، وقمع الآثام  ، وأرهجوا عليكم نقع الحروب والفتن  ، وأنحوا عليكم سيوف الأحقاد  ، وهتكوا منكم الستور  ، وابتاعوا بخمسكم الخمور  ، وصرفوا صدقات المساكين إلى
1 ـ كامل الزيارات  ، ابن قولويه : 228 ـ 229 ح 2.
2 ـ الشيخ اليعقوبي دراسة نقدية في شعره  ، الدكتور عبد الصاحب الموسوي : 346.


(195)
المضحكين والساخرين (1) ولله درّ السيد محمد حسين القزويني عليه الرحمة إذ يقول في استنهاض الإمام الحجة المهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف :
متى أيُّها الموتورُ تَبْعَثُ غارةً أَتُغْضي وأنت المُدْرِكُ الثارِ عن دَم وتلك بجَنْبِ الطفِّ فِتْيَانُ هاشم فَلاَ صبرَ حتَّى ترفعوها ذوابلا وتبتعثوها في المَغَارِ صواهلا فكم نكأت منكم أميَّةُ قُرْحَةً تُعِيدُ العِدَى والبَرُّ من دَمِهِمْ بَحْرُ بِرَغْمِ الهدى أَضْحَى وليس له وِتْرُ ثَوَتْ تَحْتَ أطرافِ القَنَا دَمُها هَدْرُ من الخطِّ لا يُلْوَى بخرصانِها كَسْرُ من الخيلِ مقروناً بأعرافِها النصرُ إلى الحشرِ لا يأتي على جُرْحها السَّبْرُ (2)
    قال الراوي : كتب ابن زياد لعنه الله إلى الحسين صلوات الله عليه : أمَّا بعد يا حسين  ، فقد بلغني نزولك بكربلاء  ، وقد كتب إليَّ أمير المؤمنين يزيد أن لا أتوسَّد الوثير  ، ولا أشبع من الخمير  ، أو ألحقك باللطيف الخبير  ، أو ترجع إلى حكمي وحكم يزيد بن معاوية  ، والسلام.
    فلمَّا ورد كتابه على الحسين ( عليه السلام ) وقرأه رماه من يده  ، ثم قال : لا أفلح قوم اشتروا مرضاة المخلوق بسخط الخالق  ، فقال له الرسول : جواب الكتاب أبا
1 ـ المزار  ، محمد بن المشهدي : 295 ـ 296.
2 ـ مثير الأحزان  ، الجواهري : 116.
المجالس العاشورية في المآتم الحسينية ::: فهرس