المجالس العاشورية في المآتم الحسينية ::: 556 ـ 570
(556)
بيدها  ، تكبِّر وتسبِّح  ، حتى قتل حمزة بن عبد المطلب  ، فاستعملت تربته  ، وعملت التسابيح  ، فاستعملها الناس  ، فلمَّا قتل الحسين صلوات الله عليه عدل بالأمر إليه  ، فاستعملوا تربته لما فيها من الفضل والمزية.
    وقال أيضاً في المزار الكبير : وروي أن الحور العين إذا أبصرن بواحد من الأملاك يهبط إلى الأرض لأمر ما يستهدين منه السُبح والتربة من طين قبر الحسين ( عليه السلام ).
    وروى معاوية بن عمار  ، قال : كان لأبي عبدالله ( عليه السلام ) خريطة ديباج صفراء فيها تربة أبي عبدالله ( عليه السلام )   ، فكان إذا حضرت الصلاة صبَّه على سجّادته  ، وسجد عليه  ، ثمَّ قال ( عليه السلام ) : السجود على تربة الحسين ( عليه السلام ) يخرق الحجب السبع.
    وروى جعفر بن عيسى أنه سمع أبا الحسن ( عليه السلام ) يقول : ما على أحدكم إذا دفن الميت وسدَّه بالتراب أن يضع مقابل وجهه لبنة من طين الحسين ( عليه السلام )   ، ولا يضعها تحت رأسه (1).
    ولله درّ ابن العرندس عليه الرحمة إذ يقول :
حبِي بثلاث مَا أَحَاطَ بِمِثْلِها له تُرْبةٌ فيها الشِّفَاءُ وَقُبَّةٌ وذرِّيَّةٌ دُرِّيَّةٌ منه تسعةٌ أيُقْتَلُ ظَمآناً حُسَيْنٌ بكربلا وَوَالِدُهُ الساقي على الحوضِ في غَد وَلِيٌّ فَمَنْ زيدٌ هناك وَمَنْ عَمْرُو يجابُ بها الداعي إذا مسَّه الضُرُّ أئمَّةُ حَقٍّ لاَ ثمان ولا عَشْرُ وفي كُلِّ عُضْو من أناملِهِ بَحْرُ وفاطمةٌ مَاءُ الفُرَاتِ لها مَهْرُ (2)
    وقال آخر عليه الرحمة :
مولىً بِتُرْبَتِهِ الشفاءُ وَتَحْتَ قُبَّـ ـتِهِ الدُّعَا مِنْ كُلِّ داع يُسْمَعُ

1 ـ بحار الأنوار  ، المجلسي 98/133 ـ 136.
2 ـ الغدير  ، الأميني : 7/15.


(557)
فيه الإمامُ أبو الأئمَّةِ والذي هو للنبوَّةِ والإمامةِ مَجْمَعُ

    جاء في زيارة جابر بن عبدالله الأنصاري ( رضي الله عنه ) يوم زار الحسين ( عليه السلام ) أنه قال في زيارته : فأشهد أنَّك ابن خاتم النبيين  ، وابن سيِّد المؤمنين  ، وابن حليف التقوى  ، وسليل الهدى  ، وخامس أصحاب الكساء  ، وابن سيِّد النقباء  ، وابن فاطمة سيِّدة النسا  ، ومالك لا تكون هكذا وقد غذَّتك كفّ سيِّد المرسلين  ، وربيت في حجر المتقين  ، ورضعت من ثدي الإيمان  ، وفطمت بالإسلام  ، فطبت حياً وطبت ميتاً  ، غير أن قلوب المؤمنين غير طيِّبة لفراقك  ، ولا شاكّة في الخيرة لك  ، فعليك سلام الله ورضوانه  ، وأشهد أنك مضيت على ما مضى عليه أخوك يحيى بن زكريا (1).
    روي عن داود بن فرقد  ، قال : احمرَّت السماء حين قُتل الحسين بن علي ( عليه السلام ) سنة  ، ثمَّ قال : بكت السماء والأرض على الحسين بن علي ويحيى ابن زكريا ( عليهما السلام )   ، وحمرتها بكاؤها (2).
    وعن عبد الخالق بن عبد ربه قال : سمعت أبا عبدالله ( عليه السلام ) يقول في قول الله عزَّ وجلَّ : « لَمْ نَجْعَلْ لَهُ مِنْ قَبْلُ سَمِيّاً » (3) قال : ذلك يحيى بن زكريا لم يكن من قبل له سمياً  ، وكذلك الحسين ( عليه السلام ) لم يكن له من قبل سمياً  ، ولم تبك السماء إلاَّ عليهما أربعين صباحاً  ، قلت : فما بكاؤها ؟ قال : تطلع الشمس حمراء ( وتغرب حمراء ) (4).
1 ـ بشارة المصطفى  ، محمد بن علي الطبري : 125.
2 ـ بحار الأنوار  ، المجلسي 14/184 عن كامل الزيارات.
3 ـ سورة مريم  ، الآية : 7.
4 ـ كامل الزيارات  ، ابن قولويه : 182 ح 10.


(558)
    وعن جابر  ، عن أبي جعفر ( عليه السلام ) قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : إن في النار منزلة لم يكن يستحقّها أحد من الناس إلاَّ بقتل الحسين بن علي ويحيى بن زكريا ( عليهما السلام ) (1).
    وروي عن علي بن الحسين ( عليه السلام )   ، قال : خرجنا مع الحسين ( عليه السلام )   ، فما نزل منزلا ولا ارتحل عنه إلاَّ وذكر يحيى بن زكريا  ، وقال يوماً : من هوان الدنيا على الله أن رأس يحيى أهدي إلى بغيٍّ من بغايا بني اسرائيل (2).
    وعن أبي بصير  ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) قال : إن الحسين صلوات الله عليه بكى لقتله السماء والأرض واحمرَّتا  ، ولم تبكيا على أحد قط إلاَّ على يحيى بن زكريا والحسين بن علي صلوات الله عليهم.
    وعن عبدالله بن هلال قال : سمعت أبا عبدالله ( عليه السلام ) يقول : إن السماء بكت على الحسين بن علي ( عليه السلام ) ويحيى بن زكريا  ، ولم تبك على أحد غيرهما  ، قلت : وما بكاؤها ؟ قال : مكثوا أربعين يوماً تطلع الشمس بحمرة  ، وتغرب بحمرة  ، قلت : فذاك بكاؤها ؟ قال : نعم.
    وعن محمّد الحلبي  ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) في قوله تعالى : « فَمَا بَكَتْ عَلَيْهِمْ السَّمَاءُ وَالاَْرْضُ وَمَا كَانُوا مُنظَرِينَ » قال : لم تبك السماء أحداً منذ قتل يحيى بن زكريا حتى قتل الحسين ( عليه السلام )   ، فبكت عليه.
    وعن داود بن فرقد  ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) قال : احمرَّت السماء حين قتل الحسين بن علي سنة  ، ثمَّ قال : بكت السماء والأرض على الحسين بن علي سنة  ، وعلى يحيى بن زكريا  ، وحمرتها بكاؤها.
    وعن جابر  ، عن أبي جعفر ( عليه السلام ) قال : ما بكت السماء على أحد بعد يحيى بن زكريا إلاَّ على الحسين بن علي صلوات الله عليهما  ، فإنها بكت عليه أربعين يوماً.
1 ـ بحار الأنوار  ، المجلسي : 44/301 ح 9 عن ثواب الأعمال.
2 ـ مناقب آل أبي طالب  ، ابن شهر آشوب : 3/237  ، بحار الأنوار  ، المجلسي : 45/89 ح 28.


(559)
    وعن عمرو بن ثبيت  ، عن أبيه  ، عن علي بن الحسين ( عليه السلام ) قال : إن السماء لم تبك منذ وضعت إلاَّ على يحيى بن زكريا والحسين بن علي ( عليهما السلام )   ، قلت : أيُّ شيء بكاؤها ؟ قال : كانت إذا استقبلت بالثوب وقع على الثوب شبه أثر البراغيث من الدم.
    وعن حنّان عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) في حديث له عن زيارة الحسين ( عليه السلام ) قال : ولكن زُرْهُ ولا تجفُه  ، فإنّه سيِّد شباب الشهداء  ، وسيِّد شباب أهل الجنَّة  ، وشبيه يحيى بن زكريا  ، وعليهما بكت السماء والأرض.
    وعن الحسن بن زياد  ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) قال : كان قاتل يحيى بن زكريا ولد زنا  ، وقاتل الحسين ولد زنا  ، ولم تبك السماء على أحد إلاَّ عليهما  ، قال : قلت : وكيف تبكي ؟ قال : تطلع الشمس في حمرة  ، وتغيب في حمرة.
    وعن كثير بن شهاب الحارثي قال : بينا نحن جلوس عند أمير المؤمنين ( عليه السلام ) في الرحبة  ، إذ طلع الحسين عليه فضحك عليٌّ حتى بدت نواجده  ، ثمَّ قال : إن الله ذكر قوماً فقال : « فَمَا بَكَتْ عَلَيْهِمْ السَّمَاءُ وَالاَْرْضُ وَمَا كَانُوا مُنظَرِينَ » والذي فلق الحبَّة وبرأ النسمة ليقتلن هذا  ، ولتبكين عليه السماء والأرض (1).
    ولله درّ الشيخ كاظم الأزري عليه الرحمة إذ يقول :
رزءٌ إذا اعتبرته شَمْسُها انكسفت وإن بكى الْقَمَرُ الأعلى لِمَصْرَعِهِ أيُّ الَمحَاجِرِ لا تبكي عليكَ دماً يا دهرُ مالك ترمي كلَّ ذي خَطَر جَرَرْتَ آل عليٍّ بالقُيُودِ فهل تركتَ كلَّ أبيٍّ من لُيُوثِهِمُ فَمِثْلُها العِبْرةُ الكبرى لمُعْتَبِرِ فما بكى قَمَرٌ إلاَّ على قَمَرِ أبكيتَ واللهِ حتَّى مَحْجَرَ الحَجَرِ وتُنْزِلُ الْقَمَرَ الأعلى إلى الحُفَرِ للقومِ عِنْدَك ذَنْبٌ غَيْرُ مُغْتفَرِ فريسةً بينَ نَابِ الكَلْبِ والظُّفُرِ

1 ـ بحار الأنوار  ، المجلسي : 45/209 ـ 212.

(560)
لَمْ أَنسَ من عِتْرَةِ الهادي جَحَاجِحَةً قَدْ غَيَّر الطَّعْنُ منهم كُلَّ جَارِحَة إنْ أصبحَ الدَّهْرُ ينعاهُم فَلاَ عَجَبٌ يُكْسَونَ من عِثْيَر يُسْقونَ من كَدَرِ إلاَّ المكارِمَ في أَمْن من الغِيَرِ يحقُّ للروضِ أَنْ يبكي على المَطَرِ (1)

    جاء في دعاء الندبة : أينَ محيي معالَم الدينِ وأهله  ، أينَ قاصمُ شوكةِ المعتدين  ، أينَ هادمُ أبنيةِ الشركِ والنفاق  ، أينَ مبيدُ أَهلِ الفسقِ والعصيانِ  ، أينَ حاصدَ فروعِ الغيِّ والشقاقِ  ، أينَ طامسُ آثارِ الزيغِ والأهواء  ، أينَ قاطعُ حبائلَ الكذبِ والافتراء  ، أينَ مبيدُ أهلِ العنادِ والمردة  ، أينَ معزُّ الأولياء ومذلُّ الأعداء  ، أينَ جامعُ الكلمةِ على التقوى  ، أينَ بابُ اللهِ الذي منه يؤتى  ، أينَ وجهُ اللهِ الذي إليه تتوجَّه الأولياء  ، أينَ السببُ المتّصلُ بين الأرضِ والسماء  ، أينَ صاحبُ يوم الفتحِ وناشرُ رايةِ الهدى  ، أين مؤلِّفُ شملِ الصلاح والرضا  ، أينَ الطالبُ بذحولِ الأنبياء وأبناءِ الأنبياء  ، أينَ الطالبُ بدمِ المقتولِ بكربلاء (2).
    وجاء في الزيارة الناحية المرويَّة عن الإمام الحجَّة عجَّل الله تعالى فرجه الشريف قال ( عليه السلام ) : فلئن أخَّرتني الدهور  ، وعاقني عن نصرك المقدور  ، ولم أكن لمن حاربك محارباً  ، ولمن نصب لك العداوة مناصباً  ، فلأندبنَّك صباحاً ومساءً  ، ولأبكينَّ عليك بدل الدموع دماً  ، حسرةً عليك  ، وتأسُّفاً على ما دهاك وتلهُّفاً  ،
1 ـ رياض المدح والرثاء  ، الشيخ حسين القديحي : 267.
2 ـ المزار  ، محمد بن المشهدي : 578.


(561)
    حتى أموت بلوعةِ المُصاب وغصةِ الاكتئاب (1).
يا صاحبَ العَصْرِ أدركنا فليس لنا طَالَتْ علينا ليالي الانتظارِ فَهَلْ فَاكْحَلْ بَطَلْعَتِكَ الغَرَّا لنا مُقَلا ها نحنُ مَرْمىً لِنَبْلِ النائباتِ وَهَلْ وكم ذا يُؤلفُ شملَ الظالمينَ لكم فانهض فَدَتكَ بقايا أنفُس ظفرت هَبْ أَنَّ جُنْدَكَ معدودٌ فجدُّكَ قَدْ وِرْدٌ هَنِيءٌ وَلاَ عيشٌ لنا رَغَدُ يابنَ الزكيِّ لِلَيلِ الانتظارِ غَدُ يَكَادُ يأتي على إنسانِها الرَّمَدُ يُغْنِي اصطبارٌ وَهَى من درعِهِ الزَّرَدُ وشملكم بيدي أعدائكم بددُ بها النوائب لمَّا خانَها الجَلدُ لاقى بسبعين جيشاً ماله عَدَدُ
    روي عن الإمام الصادق ( عليه السلام ) أنَّه قال ـ في حديث له مع المفضل بن عمر في خروج الإمام الحجة ( عليه السلام ) ـ : فهم بهذه الحال إلى أن يقوم القائم ( عليه السلام )   ، فإذا قام القائم وافوا فيما بينهم الحسين ( عليه السلام ) حتى يأتي كربلاء  ، فلا يبقى أحد سماويٌّ ولا أرضيٌّ من المؤمنين إلاَّ حفَّ به  ، يزوره ويصافحه ويقعد معه على السرير. يا مفضل! هذه والله الرفعة التي ليس فوقها شيء ولا دونها شيء  ، ولا وراءها لطالب مطلب (2).
    وروى الشيخ الصدوق عليه الرحمة  ، عن أبي حمزة ثابت بن دينار الثمالي قال : سألت أبا جعفر محمد بن علي الباقر ( عليه السلام ) : يا بن رسول الله! لم سمِّي علي ( عليه السلام ) أمير المؤمنين  ، وهو اسم ما سُمِّي به أحد قبله  ، ولا يحلُّ لأحد بعده ؟ قال : لأنه ميرة العلم  ، يُمْتَارُ منه ولا يَمْتَارُ من أحد غيره  ، قال : فقلت : يا بن رسول الله! فلم سمِّي سيفه ذوالفَقَار ؟ فقال ( عليه السلام )   ، لأنه ما ضرب به أحداً من خلق الله إلاَّ أفقره في هذه الدنيا من أهله وولده  ، وأفقره في الآخرة من الجنّة.
    قال : فقلت : يا بن رسول الله! فلستم كلكم قائمين بالحقّ ؟ قال : بلى  ، قلت :
1 ـ المزار  ، المشهدي : 501.
2 ـ دلائل الإمامة  ، محمد بن جرير الطبري : 189.


(562)
فلم سُمِّي القائم قائماً ؟ قال : لما قُتل جدّي الحسين ( عليه السلام ) ضجَّت عليه الملائكة إلى الله تعالى بالبكاء والنحيب  ، وقالوا : إلهنا وسيِّدنا! أتغفل عمَّن قتل صفوتك وابن صفوتك  ، وخيرتك من خلقك ؟! فأوحى الله عزَّ وجلَّ إليهم : قرَّوا ملائكتي  ، فوعزّتي وجلالي لأنتقمنَّ منهم ولو بعد حين  ، ثمَّ كشف الله عزَّ وجلَّ عن الأئمة من ولد الحسين ( عليه السلام ) للملائكة  ، فسرَّت الملائكة بذلك  ، فإذا أحدهم قائم يصلّي  ، فقال الله عزَّ وجلَّ : بذلك القائم انتقم منهم (1).
    وروي عن الهروي قال : قلت لأبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) : يا بن رسول الله! ما تقول في حديث روي عن الصادق ( عليه السلام ) أنه قال : إذا خرج القائم قتل ذراري قتلة الحسين ( عليه السلام ) بفعال آبائها ؟ فقال ( عليه السلام ) : هو كذلك  ، فقلت : وقول الله عزَّ وجلَّ : « وَلاَ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى » (2) ما معناه ؟ قال : صدق الله في جميع أقواله  ، ولكن ذراري قتلة الحسين يرضون بفعال آبائهم  ، ويفتخرون بها  ، ومن رضي شيئاً كان كمن أتاه  ، ولو أن رجلا قُتل بالمشرق فرضي بقتله رجل بالمغرب لكان الراضي عند الله عزَّ وجلَّ شريك القاتل  ، وإنما يقتلهم القائم ( عليه السلام ) إذا خرج لرضاهم بفعل آبائهم  ، قال : قلت له : بأيِّ شيء يبدأُ القائم منكم إذا قام ؟ قال : يبدأ ببني شيبة فيقطع أيديهم; لأنهم سرَّاق بيت الله عزَّ وجلَّ (3).
    وروي عن سماعة بن مهران  ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) في قوله تبارك وتعالى : « فَلاَ عُدْوَانَ إِلاَّ عَلَى الظَّالِمِينَ » (4) قال : أولاد قتلة الحسين ( عليه السلام ) (5).
    ولله درّ ابن العرندس عليه الرحمة إذ يقول :
1 ـ علل الشرائع  ، الصدوق : 1/160 ح 1.
2 ـ سورة الأنعام  ، الآية : 164.
3 ـ علل الشرائع  ، الصدوق : 1/229 ح 1.
4 ـ سورة البقرة  ، الآية : 193.
5 ـ كامل الزيارات  ، ابن قولويه : 136 ح 6.


(563)
فليسِ لأَخْذِ الثارِ إلاَّ خليفةٌ تحفُّ به الأملاكُ من كلِّ جانب عَوَامِلُهُ في الدَّارِعِينَ شَوَارِعٌ تُظَلِّلُه حقّاً عِمَامَةُ جدِّه محيطٌ على عِلْمِ النبوَّةِ صَدْرُهُ هو ابنُ الإمامِ العسكريِّ محمَّدُ التـ سليلُ عَلِي الهادي وَنَجْلُ محمَّدِ الـ عليِّ الرِّضا وهو ابنُ موسى الذي قَضَى وَصَادِقِ وَعْد إنَّه نَجْلُ صادق وَبَهْجَةِ مولانا الإمامِ محمَّد سُلاَلةُ زينِ العابدينَ الذي بكى سليلِ حسينِ الفاطميِّ وحيدرِ الـ له الحَسَنُ المسمومُ عمٌّ فحبَّذا الـ سَمِيُّ رسولِ اللهِ وَارِثُ عِلْمِهِ يكونُ لِكَسْرِ الدينِ من عَدْلِهِ جَبْرُ وَيَقْدمُهُ الإقبالُ والعِزُّ والنصرُ وَحَاجِبُهُ عيسى وناظِرُهُ الخِضْرُ إذا ما مُلُوكُ الصِّيْدِ ظَلَّلها الجبرُ فطوبى لعلم ضَمَّه ذلك الصَّدْرُ ـقيُّ النقيُّ الطاهرُ العَلَمُ الحبْرُ جَوَادِ وَمَنْ في أرضِ طُوس له قَبْرُ فَفَاحَ على بغدادَ مِنْ نَشْرِهِ عِطْرُ إمام به في العِلْمِ يَفْتَخِرُ الفَخْرُ إِمَامٌ لعلمِ الأنبياءِ له بَقْرُ فَمِنْ دَمْعِهِ يبسُ الأعاشيبِ مُخْضَرُّ وَصِيِّ فَمِنْ طُهْر نمى ذلك الطُّهْرُ إمامُ الذي عَمَّ الوَرَى جودُهُ الْغَمْرُ إمامٌ على آبائِهِ نزل الذِّكْرُ (1)
    وروى الشيخ الصدوق عليه الرحمة  ، عن الريان بن شبيب ـ في حديث له عن مولانا الإمام الرضا ( عليه السلام ) ـ أنه قال له : يا ابن شبيب! إن كنت باكياً لشيء فابكِ للحسين بن علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) فإنه ذُبح كما يذبح الكبش  ، وقُتل معه من أهل بيته ثمانية عشر رجلا ما لهم في الأرض شبيهون  ، ولقد بكت السموات السبع والأرضون لقتله  ، ولقد نزل إلى الأرض من الملائكة أربعة آلاف لنصره فلم يؤذن لهم  ، فهم عند قبره شعثٌ غبرٌ إلى أن يقوم القائم ( عليه السلام ) فيكونون من أنصاره  ،
1 ـ الغدير  ، الأميني : 7/17.

(564)
وشعارهم : يا لثارات الحسين ( عليه السلام ).. (1).
    وجاء في كتاب المزار لمحمد بن المشهدي طيَّب الله ثراه  ، في زيارة الإمام الحجة ( عليه السلام ) : السلام على الإمام العالم الغائب عن الأبصار  ، والحاضر في الأمصار  ، والغائب عن العيون الحاضر في الأفكار  ، بقيَّة الأخيار  ، الوارث ذا الفقار  ، الذي يظهر في بيت الله ذي الأستار  ، وينادي بشعار يا لثارات الحسين أنا الطالب بالأوتار  ، أنا قاصم كلِّ جبَّار  ، أنا حجَّة الله على كل كفور ختَّار  ، القائم المنتظر ابن الحسن عليه وآله أفضل السلام  ، اللهم عجِّل فرجه  ، وسهِّل مخرجه  ، وأوسع منهجه  ، واجعلنا من أنصاره وأعوانه الذابّين عنه  ، والمجاهدين في سبيله  ، والمستشهدين بين يديه (2).
    ولله درّ السيد جعفر الحلي عليه الرحمة إذ يقول :
فَيَا قريباً شفَّنا هَجْرُهُ متى نرى بِيْضَكَ مَشْحوذةً متى نرى خَيْلَكَ موسومةً متى نرى الأعلامَ مَنْشوُرةً متى نرى وَجْهَكَ ما بينَنَا متى نرى غُلْبَ بني غالب والهَجْرُ صَعْبٌ من قريبِ المَزَارْ كالماءِ صاف لَوْنُها وهي نَارْ بالنَّصْرِ تعدو فَتُثِيرُ الغُبَارْ على كُمَاة لم تَسَعْها القِفَارْ كالشَّمْسِ ضَاءَتْ بَعْدَ طُولِ استتارْ يَدْعُونَ لِلْحَرْبِ البِدَارَ الْبِدَارْ (3)
    وعن الفضيل بن يسار  ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) قال في حديث له عن صاحب الزمان ( عليه السلام ) : له كنز بالطالقان ما هو بذهب  ، ولا فضة  ، وراية لم تُنشر منذ طُويت  ، ورجال كأن قلوبهم زبر الحديد  ، لا يشوبها شك في ذات الله  ، أشدّ من الحجر  ، لو
1 ـ عيون أخبار الرضا ( عليه السلام )   ، الصدوق : 2/268 ح 58.
2 ـ المزار  ، محمد بن المشهدي : 107.
3 ـ رياض المدح والرثاء  ، الشيخ حسين القديحي : 226.


(565)
حملوا على الجبال لأزالوها  ، لا يقصدون براياتهم بلدة إلاَّ خرَّبوها  ، كأن على خيولهم العقبان  ، يتمسَّحون بسرج الإمام ( عليه السلام ) يطلبون بذلك البركة  ، ويحفّون به يقونه بأنفسهم في الحروب  ، ويكفونه ما يريد فيهم  ، رجال لا ينامون الليل  ، لهم دويٌّ في صلاتهم كدويِّ النحل  ، يبيتون قياماً على أطرافهم  ، ويصبحون على خيولهم  ، رهبان بالليل  ، ليوث بالنهار  ، هم أطوع له من الأمَة لسيِّدها  ، كالمصابيح  ، كأن قلوبهم القناديل  ، وهم من خشية الله مشفقون  ، يدعون بالشهادة  ، ويتمنَّون أن يُقتلوا في سبيل الله  ، شعارهم : يا لثارات الحسين  ، إذا ساروا يسير الرعب أمامهم مسيرة شهر  ، يمشون إلى المولى إرسالا  ، بهم ينصر الله إمام الحق ( عليه السلام ) (1).
    ولله درّ السيد صالح الحلي عليه الرحمة إذ يقول أيضا :
فَاشْحَذْ شَبَا عَضْبِكَ وَاسْتَأْصِلِ الـ عَجِّلْ فَدَتْكَ النَّفْسُ وَاشْفِ به قَدْ ذَهَبَ الْعَدْلُ وَرُكْنُ الْهُدَى أَغِثْ رَعَاكَ اللهُ من نَاصِر فَهَاكَ قَلِّبْها قُلُوبَ الوَرَى متى تَسُلُّ البيضَ من غمدِهَا في فِتْيَة لها التُقَى شِيمةٌ كأنَّما الموتُ لها غَادةٌ كُفْرَ به قَتْلا صِغَاراً كِبَارْ من غَيْضِ أَعْدَاكَ قُلُوباً حِرَارْ قَدْ هُدَّ والجَوْرُ على الدينِ جَارْ رَعِيَّةً ضَاقَتْ عليها القِفَارْ أذابها الوَجْدُ من الانتظار وتُشْرِعُ السُّمْرَ وتحمي الذِّمَارْ وَيَالِثَارَاتِ الحسينِ الشِّعَارْ والْعُمْرُ مَهْرٌ والرؤوسُ النِّثَارْ (2)

1 ـ بحار الأنوار  ، المجلسي : 52/307 ـ 308 ح 82.
2 ـ رياض المدح والرثاء  ، الشيخ حسين القديحي : 308.


(566)
    روي عن عطاء بن مسلم  ، قال : قال السدّي : أتيت كربلاء أبيع البرَّ بها  ، فعمل لنا شيخ من طيّء طعاماً  ، فتعشَّينا عنده  ، فذكرنا قتل الحسين ( عليه السلام )   ، قلت : ما شرك في قتله أحد إلاَّ مات بأسوأ ميتة  ، فقال : ما أكذبكم يا أهل العراق! فأنا ممن شرك في ذلك  ، فلم نبرح حتى دنا من المصباح ليصلحه وهو يتّقد  ، فذهب يخرج الفتيلة بإصبعه  ، فأخذت النار فيها  ، فأخذ يُطفئُها بريقه  ، فأخذت النار لحيته  ، فعدا فألقى نفسه في الماء  ، فرأيته كأنه فحمة (1).
    وروى المدائني عن القاسم بن الأصبغ بن نباتة  ، قال : رأيت رجلا من بني أبان ابن دارم أسود الوجه  ، وكنت أعرفه جميلا شديد البياض  ، فقلت له : ما كدت أعرفك  ، قال : إني قتلت شاباً أمرد مع الحسين  ، بين عينيه أثر السجود  ، فما نمت ليلة منذ قتلته إلاَّ أتاني  ، فيأخذ بتلابيبي حتى يأتي جهنَّم فيدفعني فيها  ، فأصيح  ، فما يبقى أحد في الحيّ إلاَّ سمع صياحي  ، قال : والمقتول العباس بن علي ( عليه السلام ) (2).
    وقال موسى بن عامر : وبعث ( أي المختار ) معاذ بن هانىء بن عدي الكندي ابن أخي حجر  ، وبعث أبا عمرة صاحب حرسه  ، فساروا حتى أحاطوا بدار خولي بن يزيد الأصبحي  ، وهو صاحب رأس الحسين ( عليه السلام ) الذي جاء به  ، فاختبأ في مخرجه  ، فأمر معاذ أبا عمرة أن يطلبه في الدار  ، فخرجت امرأته إليهم  ، فقالوا لها : أين زوجك ؟ فقالت : لا أدري أين هو ؟ وأشارت بيدها إلى المخرج  ، فدخلوا
1 ـ تذكرة الحفاظ  ، الذهبي : 3/909  ، ترجمة الإمام الحسين ( عليه السلام ) من كتاب بغية الطلب في تأريخ حلب  ، ابن العديم : 180 ـ 181 ح 163.
2 ـ مقاتل الطالبيين  ، أبو الفرج الإصفهاني : 78 ـ 79.


(567)
فوجدوه قد وضع على رأسه قوصرة  ، فأخرجوه  ، وكان المختار يسير بالكوفة  ، ثمَّ إنَّه أقبل في أثر أصحابه  ، وقد بعث أبو عمرة إليه رسولا  ، فاستقبل المختار الرسول  ، عند دار أبي بلال ومعه ابن كامل  ، فأخبره الخبر.
    فأقبل المختار نحوهم  ، فاستقبل به فردَّده حتى قتله إلى جانب أهله  ، ثمَّ دعا بنار فحرقه بها  ، ثُمَ لم يبرح حتى عاد رماداً  ، ثمَّ انصرف عنه  ، وكانت امرأته من حضرموت  ، يقال لها : العيوف بنت مالك بن نهار بن عقرب  ، وكانت نصبت له العداوة حين جاء برأس الحسين ( عليه السلام ) (1).
    ومما جاء في سوء عاقبة بحر بن كعب لعنه الله تعالى ـ وهو الذي سلب ثوب الحسين ( عليه السلام ) ـ قال بعض الرواة في ذلك : ولمَّا بقي الحسين ( عليه السلام ) في ثلاثة رهط أو أربعة دعا بسراويل محقّقة  ، يلمع فيها البصر  ، يمانيّ محقّق  ، ففزره ونكثه لكيلا يسلبه  ، فقال له بعض أصحابه : لو لبست تحته تبَّاناً  ، قال ( عليه السلام ) : ذلك ثوب مذلّة ولا ينبغي لي أن ألبسه  ، قال : فلمَّا قُتل أقبل بحر بن كعب فسلبه إياه فتركه مجرَّداً  ، قال محمد بن عبد الرحمن : إن يدي بحر بن كعب كانتا في الشتاء ينضحان الماء  ، وفي الصيف كأنهما عود (2).
    وقال عمارة بن عمير : لما جيء برأس عبيد الله بن زياد وأصحابه  ، فنصبت في المسجد في الرحبة  ، فانتهيت إليهم وهم يقولون : قد جاءت  ، فإذا حيَّة قد جاءت تتخلَّل الرؤوس حتى دخلت في منخري عبيد الله بن زياد  ، فمكثت هنيهة ثمَّ خرجت  ، فذهبت حتى تغيب  ، ثمَّ قالوا : قد جاءت  ، قد جاءت  ، ففعلت ذلك مرَّتين أو ثلاثاً (3).
1 ـ تاريخ الطبري : 4/531.
2 ـ تاريخ الطبري : 4/345.
3 ـ سنن الترمذي : 5/325 ـ 326 ح 3869  ، البداية والنهاية  ، ابن كثير : 8/208  ، المعجم الكبير  ، الطبراني : 3/112 ح 2832  ، سير أعلام النبلاء : 3/548 ـ 549  ، تأريخ دمشق : 37/461.


(568)
    وروي عن زرارة  ، قال : قال أبو عبدالله ( عليه السلام ) ـ في حديث له ـ : يا زرارة! وما اختضبت منّا امرأة  ، ولا ادّهنت  ، ولا اكتحلت ولا رجَّلت حتى أتانا رأس عبيد الله بن زياد لعنه الله  ، وما زلنا في عبرة بعده  ، وكان جدّي إذا ذكره بكى حتى تملأ عيناه لحيته  ، وحتى يبكي لبكائه رحمةً له مَنْ رآه (1).
    وروى اليعقوبي  ، قال : وجَّه المختار برأس عبيد الله بن زياد إلى علي بن الحسين ( عليهما السلام ) في المدينة مع رجل من قومه  ، وقال له : قف بباب علي بن الحسين  ، فإذا رأيت أبوابه قد فُتحت ودخل الناس فذلك الذي فيه طعامه  ، فادخل إليه  ، فجاء الرسول إلى باب علي بن الحسين ( عليهما السلام )   ، فلمَّا فُتحت أبوابه  ، ودخل الناس للطعام  ، دخل ونادى بأعلى صوته : يا أهل بيت النبوّة  ، ومعدن الرسالة  ، ومهبط الملائكة  ، ومنزل الوحي  ، أنا رسول المختار بن أبي عبيد  ، معي رأس عبيد الله بن زياد  ، فلم تبق في شيء من دور بني هاشم امرأة إلاَّ صرخت  ، ودخل الرسول فأخرج الرأس  ، فلمَّا رآه علي بن الحسين ( عليه السلام ) قال : أبعده الله إلى النار.
    وروى بعضهم قال : إن عليَّ بن الحسين ( عليه السلام ) لم ير ضاحكاً قطّ منذ قُتل أبوه إلاّ في ذلك اليوم  ، وإنَّه كان له إبل تحمل الفاكهة من الشام  ، فلمَّا أُتي برأس عبيد الله بن زياد أمر بتلك الفاكهة فَفُرِّقت بين أهل المدينة  ، وامتشطت نساء آل رسول الله ( صلى الله عليه وآله )   ، واختضبن  ، وما امتشطت امرأة ولا اختضبت مُنذ قُتل الحسين بن علي ( عليهما السلام ) (2).
    وممَّا جاء في انتقام الله تعالى من شمر بن ذي الجوشن لعنه الله : قال أبو مخنف : فحدَّثني مسلم بن عبدالله  ، قال : وأنا والله مع شمر تلك الليلة  ، فقلنا : لو أنك ارتحلت بنا من هذا المكان فإنّا نتخوَّف به  ، فقال : أو كل ذا فَرَقاً من هذا الكذّاب  ،
1 ـ بحار الأنوار  ، العلامة المجلسي : 45/206 ح 13.
2 ـ تاريخ اليعقوبي : 2/259.


(569)
والله لا أتحوَّل منه ثلاثة أيام  ، ملأ الله قلوبكم رعباً  ، قال : وكان بذلك المكان الذي كنَّا فيه دبا كثير  ، فوالله إني لبين اليقظان والنائم إذ سمعت وقع حوافر الخيل  ، فقلت في نفسي : هذا صوت الدبا  ، ثم إني سمعته أشد ذلك  ، فانتبهت ومسحت عيني وقلت : لا والله ما هذا بالدبا  ، قال : وذهبت لأقوم فإذا أنا بهم قد أشرفوا علينا من التل فكبَّروا  ، ثم أحاطوا بأبياتنا  ، وخرجنا نشتدّ على أرجلنا  ، وتركنا خيلنا.
    قال : فأمرُّ على شمر وإنه لمتّزرٌ ببرد محقّق  ، وكان أبرص فكأني أنظر إلى بياض كشحيه من فوق البرد  ، فإنه ليطاعنهم بالرمح قد أعجلوه أن يلبس سلاحه وثيابه فمضينا وتركناه  ، قال : فما هو إلاَّ أن أمعنت ساعة إذ سمعت : الله أكبر قُتل الخبيث (1).
    وقال القندوزي الحنفي في قصة المختار وانتقامه من قتلة الحسين ( عليه السلام ) : فتبعوا المختار  ، فملكوا الكوفة  ، وقتلوا الستة آلاف الذين قاتلوا الحسين ( عليه السلام )   ، وقُتل رئيسهم عمر بن سعد  ، وخصَّ شمر بمزيد نكال  ، وأوطأ الخيل صدره وظهره لأنه فعل ذلك بالحسين ( عليه السلام ) (2).
    وعن ابن عياش  ، عن الكلبي قال : رأيت سنان بن أنس الذي قتل الحسين ( عليه السلام ) يَحدِث في المسجد  ، شيخ كبير قد ذهب عقله (3)   ، وفي سنان لعنه الله يقول الشاعر :
وأيُّ رزيَّة عَدَلَتْ حُسيناً غَدَاةَ تبيرُهُ كفّا سِنَانِ (4)
    قال أبو مخنف : وإن رجلا من كندة ـ يقال له : مالك بن النسر من بني بداء ـ أتى الحسين ( عليه السلام ) فضربه على رأسه بالسيف  ، وعليه برنس له  ، فقطع البرنس
1 ـ تاريخ الطبري : 4/525 ـ 526  ، تأريخ دمشق  ، ابن عساكر : 23/191 ـ 192.
2 ـ ينابيع المودة  ، القندوزي : 3/28.
3 ـ ترجمة الإمام الحسين ( عليه السلام ) من كتاب بغية الطلب في تأريخ حلب  ، ابن العديم : 182 ح 166.
4 ـ الجوهرة في نسب الإمام علي وآله ( عليهم السلام )  ، البري : 45  ، الاستيعاب  ، ابن عبد البر : 1/395.


(570)
وأصاب السيف رأسه  ، فأدمى رأسه  ، فامتلأ البرنس دماً  ، فقال له الحسين ( عليه السلام ) : لا أكلت بها ولا شربت  ، وحشرك الله مع الظالمين  ، قال : فألقى ذلك البرنس  ، ثمَّ دعا بقلنسوة فلبسها  ، واعتمَّ وقد أعيى وبلد  ، وجاء الكندي حتى أخذ البرنس  ، وكان من خز  ، فلمَّا قدم به بعد ذلك على امرأته أمِّ عبدالله ـ ابنة الحر أخت حسين بن الحرّ البدي ـ أقبل يغسل البرنس من الدم  ، فقالت له امرأته : أسلب ابن بنت رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) تُدخل بيتي ؟ أخرجه عنّي  ، فذكر أصحابه أنه لم يزل فقيراً بشرٍّ حتى مات (1).
    قال أبو مخنف : لمَّا أخذ الكندي عمامة الحسين ( عليه السلام ) قالت زوجة الكندي : ويلك  ، قتلت الحسين وسلبت ثيابه  ، فوالله لا جمعت معك في بيت واحد  ، فأراد أن يلطمها فأصاب مسمارٌ يدَه  ، فقُطعت يده من المرفق ولم يزل كان فقيراً (2).
    وروى أحمد بن حنبل في العلل  ، عن عثمان بن أبي سليمان قال : لما بعث المختار برأس عمر بن سعد بن أبي وقاص إلى المدينة ألقي بين يدي علي بن الحسين ( عليهما السلام )   ، فخرَّ ساجداً (3).
    وروى ابن عساكر  ، عن سليمان بن مسلم صاحب السقط  ، عن أبيه قال : كان أول من طعن في سرادق الحسين ( عليه السلام ) عمر بن سعد  ، قال : فرأيته هو وابنيه ضربت أعناقهم  ، ثمَّ عُلِّقوا على الخشب  ، وألهب فيهم النيران.
    وعن أبي المُعلى العجلي قال : سمعت أبي أن الحسين ( عليه السلام ) لمَّا نزل كربلاء فأوَّل من طعن في سرادقه عمر بن سعد  ، فرأيت عمر بن سعد وابنيه قد ضربت أعناقهم  ، ثمَّ علِّقوا على الخشب  ، ثمَّ ألهب فيهم النار  ، وقال غيره : بعث المختار بن
1 ـ تاريخ الطبري : 4/342.
2 ـ ينابيع المودة  ، القندوزي : 3/82.
3 ـ العلل  ، أحمد بن حنبل : 1/133 ح 11.
المجالس العاشورية في المآتم الحسينية ::: فهرس