|
||||||||||||
(601)
الشيعة وعظمائها ، فعن النسوي أنَّ رزين الفافقي قال : سمعت علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) يقول : يا أهل العراق! سيُقتل منكم سبعة نفر بعذراء ، مثلهم كمثل أصحاب الأخدود ، فقُتل حجر وأصحابه (1).
وعن عمر بن بشير قال : قلت لأبي إسحاق : متى ذلَّ الناس ؟ قال : حين قُتل الحسين ( عليه السلام ) وادُّعي زياد وقُتل حجر بن عدي (2). وكان حجر من أبرِّ أصحاب أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ، وكان ذا علم وحلم وشجاعة وكرم وفصاحة ، وقد أخبره أمير المؤمنين ( عليه السلام ) بما يجري عليه بعده من القتل ، قال المسعودي في تأريخه مروج الذهب : وفي سنة ثلاث وخمسين قتل معاوية حجر بن عدي الكندي ، وهو أول من قتل صبراً في الإسلام ، حمله زياد من الكوفة ، ومعه تسعة نفر من أصحابه من أهل الكوفة ، وأربعة من غيرها ، فلمَّا صارا على أميال من الكوفة يراد به دمشق أنشأت ابنته تقول ـ ولا عقب له من غيرها ـ :
1 ـ بحار الأنوار ، العلامة المجلسي : 14/316. 2 ـ الخصال ، المفيد : 181 ـ 182 ح 248 ، مقاتل الطالبيين ، الإصبهاني : 50. (602)
ولمَّا صار إلى مرج عذراء على اثني عشر ميلا من دمشق تقدَّم البريد بأخبارهم إلى معاوية ، فبعث برجل أعور ، فلمَّا أشرف على حجر وأصحابه قال رجل منهم : إن صدق الزجر فإنَّه سيُقتل منّا نصف وينجو الباقون ، فقيل له : ومن أين علمت ؟ قال : أما ترون الرجل المقبل مصاباً بإحدى عينيه ، فلمَّا وصل إليهم قال لحجر : إن أمير المؤمنين ( يعني معاوية ) أمرني بقتلك يا رأس الضلال ، ومعدن الكفر والطغيان ، والمتولَّى لأبي تراب ، وقتل أصحابك إلاَّ أن ترجعوا عن كفركم! وتلعنوا صاحبكم وتتبرَّؤون منه ، فقال حجر وجماعة ممن كان معه : إن الصبر على حدِّ السيف لأيسر علينا مما تدعونا إليه ، ثمَّ القدوم على الله وعلى نبيِّه وعلى وصيِّه أحبُّ الينا من دخول النار ، وأجاب نصف من كان معه إلى البراءة من علي ( عليه السلام ) ، فلمَّا قدِّم حجر ليقتل قال : دعوني أصلِّي ركعتين ، فجعل يطوِّل في صلاته ، فقيل له : أجزعاً من الموت ؟ فقال : لا ، ولكنّي ما تطهَّرت للصلاة قط إلاَّ صلَّيت ، وما صلَّيت قط أخفَّ من هذه ، فكيف لا أجزع وإني لأرى قبراً محفوراً ، وسيفاً مشهوراً ، وكفناً منشوراً ؟ ثم قدِّم فنُحر ، وأُلحق به من وافقه على قوله من أصحابه. وقيل : إن قتلهم كان في سنة خمسين (1).
وعن صالح بن كيسان قال : لمَّا قتل معاوية حجر بن عدي وأصحابه حجَّ ذلك العام ، فلقي الحسين بن علي ( عليهما السلام ) فقال : يا أبا عبدالله! هل بلغك ما صنعنا بحجر وأصحابه وأشياعه وشيعة أبيك ؟ فقال : وما صنعت بهم ؟ قال : قتلناهم وكفّنّاهم وصلَّينا عليهم ، فضحك الحسين ( عليه السلام ) ، ثمَّ قال : خصمك القوم يا معاوية ، لكنّنّا لو قتلنا شيعتك ما كفّنّاهم ، ولا صلّينا عليهم ، ولا أقبرناهم ، ولقد بلغني وقيعتك في علي ( عليه السلام ) ، وقيامك بنقصنا ، واعتراضك بني هاشم بالعيوب ، فإذا فعلت ذلك فارجع إلى نفسك ، ثمَّ سلها الحق عليها ولها ، فإن لم تجدها أعظم عيباً فما أصغر 1 ـ الأنوار العلوية ، الشيخ جعفر النقدي : 468. (603)
عيبك فيك ، فقد ظلمناك يا معاوية ، ولا توترن غير قوسك ، ولا ترمين غير غرضك ، ولا ترمِنا بالعداوة من مكان قريب ، فإنك والله قد أطعت فينا رجلا ما قدم إسلامه ، ولا حدث نفاقه ، ولا نظر لك ، فانظر لنفسك أودع أيضاً يعني عمرو بن العاص (1).
ومنهم أيضاً كميل بن زياد رضوان الله عليه ، وقد كان من خواص أصحاب أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ، وكان من الزهد والتقوى بمكان ، ودعاء كميل الذي ورد استحباب قراءته في ليلة النصف من شهر شعبان وفي ليالي الجمعة منسوب إليه ، علَّمه إياه أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ، قال الشيخ المفيد عليه الرحمة : روى جرير ، عن المغيرة قال : لمَّا ولي الحجاج طلب كميل بن زياد فهرب منه ، فحرم قومه عطاءَهم ، فلمَّا رأى كميل ذلك قال : أنا شيخ كبير ، وقد نفد عمري ، لا ينبغي أن أحرِمَ عطياتهم ، فخرج فدفع بيده إلى الحجاج ، فلما رآه قال له : لقد كنت أحبُّ أن أجد عليك سبيلا ، فقال له كميل : لا تصرف عليَّ أنيابك ، ولا تهدم عليَّ ، فوالله ما بقي من عمري إلاّ مثل كواسل الغبار ، فاقض ما أنت قاض ، فإن الموعد الله ، وبعد القتل الحساب ، ولقد خبَّرني أمير المؤمنين ( عليه السلام ) أنك قاتلي ، فقال له الحجاج : الحجة عليك إذن ، فقال له كميل : ذاك إذا كان القضاء إليك ، قال : بلى ، قد كنت فيمن قتل عثمان بن عفان ، اضربوا عنقه ، فضربت عنقه رضوان الله عليه (2). وفي شرح النهج لابن أبي الحديد قال : كميل بن زياد بن بهيل بن هيثم بن سعد بن مالك بن حرب ، كان من صحابة علي ( عليه السلام ) وشيعته وخاصّته ، وقتله الحجاج على المذهب فيمن قتل من الشيعة (3). 1 ـ الاحتجاج ، الطبرسي : 2/19 ـ 20 ، بحار الأنوار ، العلامة المجلسي : 44/129 ح 19. 2 ـ الإرشاد ، المفيد : 1/327 ، الأنوار العلوية ، الشيخ جعفر النقدي : 468 ـ 469. 3 ـ شرح نهج البلاغة ، ابن أبي الحديد : 17/149. (604)
ومنهم قنبر ـ رحمه الله تعالى ـ مولى أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ، روي عن أبي الحسن علي بن محمد : أن قنبر مولى أمير المؤمنين أُدخل على الحجاج بن يوسف ، فقال له : ما الذي كنت تلي من أمر علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) ؟ قال : كنت أوضّيه ، فقال له : ما كان يقول إذا فرغ من وضوئه ؟ قال : كان يتلو هذه الآية « فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْء حَتَّى إِذَا فَرِحُوا بِمَا أُوتُوا أَخَذْنَاهُمْ بَغْتَةً فَإِذَا هُمْ مُبْلِسُونَ * فَقُطِعَ دَابِرُ الْقَوْمِ الَّذِينَ ظَلَمُوا وَالْحَمْدُ للهِِ رَبِّ الْعَالَمِينَ » فقال الحجاج : كان يتأوَّلها علينا ؟ فقال : نعم ، فقال : ما أنت صانع إذا ضربت علاوتك ؟ قال : إذاً أسعد وتشقى ، فأمر به فقتله رحمه تعالى (1).
وعن إبراهيم بن الحسين الحسيني العقيقي رفعه قال : سأل ( الحجاج ) قنبر مولى علي ( عليه السلام ) : من أنت ؟ فقال : أنا مولى من ضرب بسيفين ، وطعن برمحين وصلَّى القبلتين ، وبايع البيعتين ، وهاجر الهجرتين ، ولم يكفر بالله طرفة عين ، أنا مولى صالح المؤمنين ، ووارث النبيين ، وخير الوصيين ، وأكبر المسلمين ، ويعسوب المؤمنين ، ونور المجاهدين ، ورئيس البكائين ، وزين العابدين ، وسراج الماضين ، وضوء القائمين ، وأفضل القانتين ، ولسان رسول الله ربِّ العالمين ، وأول المؤمنين من آل ياسين ، والمويَّد بجبرئيل الأمين ، والمنصور بميكائيل المتين ، والمحمود عند أهل السماوات أجميعن ، سيِّد المسلمين والسابقين ، وقاتل الناكثين والمارقين والقاسطين ، والمحامي عن حُرم المسلمين ، وجاهد أعدائه الناصبين ، إلى أن قال : البطل الهمام ، والليث المقدام ، والبدر التمام ، محكّ المؤمنين ، ووارث المشعرين ، وأبو السبطين الحسن والحسين ، واللهِ أمير المؤمنين حقاً علي بن أبي طالب ، عليه من الله الصلوات الزكيَّة ، والبركات السنية ، فلمّا سمع الحجاج أمر بقطع رأسه (2) 1 ـ تفسير العياشي : 1/359 ح 22. 2 ـ الإختصاص ، المفيد : 73 ، معجم رجال الحديث ، السيد الخوئي : 15/89. (605)
ومنهم سعيد بن جبير رحمه الله تعالى ، وهو من شيعة أهل البيت ( عليهم السلام ) ، وقد قُتل مظلوماً شهيداً في سبيل الله تعالى ، ومن كتاب روضة الواعظين للفتال النيسابوري قال : قال أبو عبدالله ( عليه السلام ) : إن سعيد بن جبير كان يأتمُّ بعلي بن الحسين ( عليه السلام ) ، فكان عليٌّ يُثني عليه ، وما كان سبب قتل الحجاج له إلاَّ على هذا الأمر ، وكان مستقيماً ، وذكر أنه لمَّا دخل على الحجاج بن يوسف قال : أنت شقيُّ بن كسير ؟ قال : أمي كانت أعرف بي ، سمَّتني سعيد بن جبير ، قال : ما تقول في أبي بكر وعمر ، هما في الجنة أو في النار ؟ قال : لو دخلت الجنة فنظرت إلى أهلها لعلمت من فيها ، ولو دخلت النار ورأيت أهلها لعلمت من فيها ، قال : فما قولك في الخلفاء ؟ قال : لست عليهم بوكيل ، قال : أيُّهم أحبُّ إليك ؟ قال : أرضاهم لخالقي ، قال : فأيُّهم أرضى للخالق ؟ قال : عِلمُ ذلك عند الذي يعلم سرَّهم ونجواهم ، قال : أبيت أن تصدقني ، قال : بل لم أحبَّ أن أكذبك (1).
وفي رواية الثعالبي أنَّ الحجاج قال : اختر ـ يا سعيد ـ أيَّ قتلة أقتلك ، قال : اختر لنفسك يا حجاج ، فوالله ، لا تقتلني قتلة إلاَّ قتلك الله مثلها في الآخرة ، قال : أفتريد أن أعفو عنك ؟ قال : إن كان العفو ، فمن الله ، وأمَّا أنت فلا براءة لك ولا عذر ، قال الحجاج : اذهبوا به فاقتلوه ، فلما خرج من الباب ضحك ، فأُخبر الحجاج بذلك فردَّه ، وقال : ما أضحكك ؟ قال : عجبت من جرأتك على الله ، وحلم الله عليك ، فأمر بالنطع فبُسط ، وقال : اقتلوه! فقال سعيد : وجَّهت وجهي للذي فطر السموات والأرض ، حنيفاً وما أنا من المشركين. قال : وجِّهوا به لغير القبلة ، قال سعيد : « فَأَيْنََما تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللهِ » (2) قال : كبّوه لوجهه ، قال سعيد : « مِنْهَا 1 ـ روضة الواعظين ، الفتال النيسابوري : 290 ، الاختصاص المفيد : 205 ، بحار الأنوار ، المجلسي : 46/136 ح 26. 2 ـ سورة البقرة ، الآية : 115. (606)
خَلَقْنَاكُمْ وَفِيهَا نُعِيدُكُمْ وَمِنْهَا نُخْرِجُكُمْ تَارَةً أُخْرَى » (1) قال الحجاج : اذبحوه! قال سعيد : أما إني أشهد أن لا إله إلاَّ الله وحده لا شريك له ، وأن محمداً عبده ورسوله ، خذها منّي حتى تلقاني بها يوم القيامة ، ثمَّ دعا سعيد فقال : اللهم لا تسلِّطه على أحد يقتله بعدي ، فذُبح على النطع رحمة الله عليه ، وكان الحجاج إذا نام يراه في المنام يأخذ بمجامع ثوبه ، يقول : يا عدوَّ الله فيم قتلتني ؟ فيقول الحجاج : ما لي ولسعيد بن جبير ؟! ما لي ولسعيد بن جبير ؟ (2).
وفي تهذيب الكمال قال : وبلغنا أن الحجاج عاش بعده خمس عشرة ليلة ، ووقعت الآكلة في بطنه ، فدعا بالطبيب لينظر إليه ، فنظر إليه ، ثمَّ دعا بلحم منتن ، فعلَّقه في خيط ، ثمَّ أرسله في حلقه فتركه ساعة ، ثمَّ استخرجه وقد لزق به من الدم ، فعلم أنه ليس بناج ، وبلغنا أنه كان ينادي بقيَّة حياته : مالي ولسعيد ابن جبير ، كلَّما أردت النوم أخذ برجلي (3). وقد روى المؤرِّخون أن يحيى بن يعمر كاد أن يقتله الحجاج لا لشيء سوى أنه كان يقول : إن الحسن والحسين ( عليهما السلام ) ابنا رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، قال حرب بن أبي الأسود : أرسل الحجاج إلى يحيى بن يعمر ، فقال : بلغني أنك تزعم أن الحسن والحسين من ذرّيّة النبي ( صلى الله عليه وآله ) ، تجده في كتاب الله ، وقد قرأته من أوله إلى آخره فلم أجده ، قال : ألست تقرأ سورة الأنعام : « وَمِنْ ذُرِّيَّتِهِ دَاوُودَ وَسُلَيَْمانَ » حتى بلغ « وَيَحْيَى وَعِيسَى » (4) ؟ قال : بلى ، قال : أليس عيسى من ذرية إبراهيم وليس له أب ؟ قال : صدقت (5). 1 ـ سورة طه ، الآية : 55. 2 ـ تفسيرالثعالبي ، الثعالبي : 1/64. 3 ـ تهذيب الكمال ، المزي : 10/373 ، البداية والنهاية ، ابن كثير : 9/115. 4 ـ سورة الأنعام ، الآية : 84 ـ 85. 5 ـ الدر المنثور ، السيوطي : 3/28 ، العقد الفريد ، الأندلسي : 2/48 ـ 49. (607)
وفي رواية الشيباني قال : إنَّ الحجاج أمر بيحيى بن يعمر ذات يوم فأدخل عليه ، وهمَّ بقتله ، فقال له : لتقرأن عليَّ آية من كتاب الله تعالى نصاً على أن العلوية ذرّيّة من رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) أو لأقتلنّك ، ولا أريد قوله تعالى : « نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ » (1) فتلا قوله تعالى : « وَمِنْ ذُرِّيَّتِهِ دَاوُودَ وَسُلَيَْمانَ » إلى أن قال : « وَزَكَرِيَّا وَيَحْيَى وَعِيسَى » ثمَّ قال : فعيسى من ذرّيّة نوح من قبل الأب أو من قبل الأم ؟ فبهت الحجاج ، وردَّه بجميل ، وقال : كأني سمعت هذه الآية الآن (2).
ورحم الله نصر بن علي ، وهو الآخر أيضاً قد تعرَّض للعقوبة ، إذ أمر المتوكِّل بضربه ألف سوط لا لذنب ارتكبه ولا لشيء يزري به إلاَّ أنه روى منقبةً من مناقبِ الحسن والحسين ( عليهما السلام ) ، فقد روى هذا الحديث الشريف ، قال : أخبرني علي بن جعفر بن محمد بن علي بن حسين بن علي ، حدَّثني أخي موسى بن جعفر ، عن أبيه جعفر بن محمد ، عن أبيه علي بن الحسين ، عن أبيه ، عن جده ( عليهم السلام ) أن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) أخذ بيد حسن وحسين وقال : من أحبَّني وأحبَّ هذين وأباهما وأمهما كان معي في درجتي يوم القيامة. قال أبو عبد الرحمن عبدالله : لمَّا حدَّث بهذا الحديث نصر بن علي أمر المتوكِّل بضربه ألف سوط ، وكلَّمه جعفر بن عبد الواحد وجعل يقول له : هذا الرجل من أهل السنة ، ولم يزل به حتى تركه (3). وممن قُتل في محبَّة أهل البيت ( عليهم السلام ) ابن السكيت رحمه الله تعالى (4) ، وقد كان 1 ـ سورة آل عمران ، الآية : 61. 2 ـ السير الكبير ، الشيباني : 1/328. 3 ـ تاريخ بغداد ، للخطيب البغدادي : 13 ـ 289. 4 ـ هو : يعقوب بن إسحاق ، الشهير بابن السكيت ( ت 244 هـ ) ، إمام في اللغة والأدب ، أصله من خوزستان ( بين البصرة وفارس ) تعلَّم ببغداد ، قال ثعلب : أجمعوا أنه لم يكن أحد بعد ابن الأعرابي أعلم باللغة من ابن السكيت. راجع : الأعلام ، خير الدين الزركلي : 8/195. (608)
مؤدِّباً لأولاد المتوكِّل العباسي ، قتله المتوكل بعد أن سأله : يا يعقوب! من أحبُّ إليك ، ابناي هذان أم الحسن والحسين ؟ قال : والله إن قنبر خادم علي ( عليه السلام ) خير منك ومن ابنيك ، فأمر الأتراك فسلّوا لسانه من قفاه ، فمات يوم الإثنين لخمس خلون من رجب ، سنة أربع وأربعين ومائتين (1) ، وفي رواية فأمر المتوكل الأتراك فداسوا بطنه ، فحُمل إلى داره فمات بعد غد ذلك (2).
ولله درّ الحافظ البرسي الحلي رحمه الله إذ يقول في مدح أمير المؤمنين ( عليه السلام ) وشيعته :
1 ـ انظر : بغية الوعاة : 418 ـ 419 ، وفيات الأعيان : 6/397 ـ 398 ، النجوم الزاهرة : 2/318. 2 ـ بحار الأنوار ، العلامة المجلسي : 50/164 ، سير أعلام النبلاء ، الذهبي : 12/18. 3 ـ يوح : الشمس. 4 ـ الغدير ، الشيخ الأميني : 7/33. (609)
روي عن جابر بين يزيد الجعفي ، عن أبي جعفر ( عليه السلام ) قال : أوحى اللهعزَّ وجلَّ إلى رسوله : إني شكرت لجعفر بن أبي طالب أربع خصال ، فدعاه النبي ( صلى الله عليه وآله ) فأخبره ، فقال : لولا أن الله تبارك وتعالى أخبرك ما أخبرتك ، ما شربت خمراً قط; لأنّي علمت أني إن شربتها زال عقلي ، وما كذبت قط; لأن الكذب ينقص المروَّة ، وما زنيت قط; لأني خفت أني إذا عملت عُمل بي ، وما عبدت صنماً قط; لأني علمت أنه لا يضرُّ ولا ينفع ، قال : فضرب النبي ( صلى الله عليه وآله ) يده على عاتقه وقال : حق لله عزَّ وجلَّ أن يجعل لك جناحين تطير بهما مع الملائكة في الجنة (1). وعن الشيخ الطوسي عليه الرحمة ، عن أبي أيوب الأنصاري ، عن النبي ( صلى الله عليه وآله ) أنه قال لفاطمة ( عليها السلام ) : شهيدنا أفضل الشهداء وهو عمُّكِ ، ومنّا من جعل الله له جناحين يطير بهما مع الملائكة وهو ابن عمِّك (2). وعن أبي الحزور ، عن أبي جعفر ( عليه السلام ) قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : خُلق الناس من شجر شتّى ، وخُلقت أنا وابن أبي طالب من شجرة واحدة ، أصلي علي ، وفرعي جعفر (3). وعن الأصبغ بن نباتة الحنظلي قال : رأيت أمير المؤمنين ( عليه السلام ) يوم افتتح البصرة ، وركب بغلة رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، ثمَّ قال : يا أيُّها الناس ، ألا أخبركم بخير 1 ـ بحار الأنوار ، المجلسي : 22/272 ح 15. 2 ـ الأمالي ، الطوسي : 155 ح 8. 3 ـ بحار الأنوار ، المجلسي : 22/278. (610)
الخلق يوم يجمعهم الله ؟ فقام إليه أبو أيوب الأنصاري ، فقال : بلى يا أمير المؤمنين ، حدِّثنا ، فإنك كنت تشهد ونغيب ، فقال : إن خير الخلق يوم يجمعهم الله سبعة من ولد عبد المطلب ، لا ينكر فضلهم إلاَّ كافر ، ولا يجحد به إلاَّ جاحد ، فقام عمار بن ياسر رحمه الله فقال : يا أمير المؤمنين ، سمِّهم لنا لنعرفهم ، فقال : إن خير الخلق يوم يجمعهم الله الرسل ، وإن أفضل الرسل محمَّد ، وإن أفضل كل أمة بعد نبيِّها وصيُّ نبيِّها حتى يدركه نبيٌّ ، ألا وإن أفضل الأوصياء وصيُّ محمد ( صلى الله عليه وآله ) ، ألا وإن أفضل الخلق بعد الأوصياء الشهداء ، ألا وإن أفضل الشهداء حمزة بن عبد المطلب ، وجعفر بن أبي طالب ، له جناحان خضيبان يطير بهما في الجنة ، لم يُنحل أحدٌ من هذه الأمة جناحان غيره ، شيء كرَّم الله به محمَّداً ( صلى الله عليه وآله ) وشرَّفه ، والسبطان : الحسن والحسين ، والمهدي ( عليه السلام ) يجعله الله من يشاء منّا أهل البيت ، ثمَّ تلا هذه الآية : « وَمَنْ يُطِعْ اللهَ وَالرَّسُولَ فَأُوْلَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللهُ عَلَيْهِمْ مِنْ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُوْلَئِكَ رَفِيقاً * ذَلِكَ الْفَضْلُ مِنْ اللهِ وَكَفَى بِاللهِ عَلِيماً » (1).
قال الراوي : وكان جعفر بن أبي طالب أشبه الناس خلقاً وخلقاً برسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، وكان جعفر أكبر من عليٍّ بعشر سنين ، وكان عقيل أكبر من جعفر بعشر سنين ، وكان طالب أكبر من عقيل بعشر سنين ، وكان جعفر من المهاجرين الأولين ، هاجر إلى أرض الحبشة ، وقدم منها على رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) حين فتح خيبر ، فتلقَّاه النبيُّ ( صلى الله عليه وآله ) واعتنقه ، وقال : ما أدري بأيِّهما أنا أشدُّ فرحاً ، بقدوم جعفر أم بفتح خيبر ؟ وكان قدومه وأصحابه من أرض الحبشة في السنة السابعة من الهجرة ، واختطَّ له رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) إلى جنب المسجد ، ثمَّ غزا غزوة مؤتة في سنة ثمان من الهجرة ، وقاتل فيها حتى قُطعت يداه جميعاً ، ثمَّ قُتل ، فقال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : إن الله أبدله بيديه جناحين يطير بهما في الجنة حيث شاء ، فمن هنالك قيل له : جعفر ذو 1 ـ بحار الأنوار ، المجلسي : 22/282. (611)
الجناحين.
وعن سالم بن أبي الجعد قال : أُري رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) في النوم جعفر بن أبي طالب ذا جناحين مضرَّجاً بالدم. وعن ابن عمر قال : وجدنا ما بين صدر جعفر ومنكبيه وما أقبل منه تسعين جراحة ، ما بين ضربة بالسيف ، وطعنة بالرمح ، ولمَّا أتى النبيَّ ( صلى الله عليه وآله ) نعي جعفر أتى امرأته أسماء بنت عميس ، فعزَّاها في زوجها جعفر ، ودخلت فاطمة ( عليها السلام ) وهي تبكي : وتقول : واعمَّاه ، فقال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : على مثل جعفر فلتبك البواكي (1). وروي عن الإمام جعفر بن محمد ( عليهما السلام ) قال : وإن لجعفر شأناً عند الله ، يطير مع الملائكة في الجنة (2) ، وعن هشام بن سالم ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) قال : لمَّا مات جعفر بن أبي طالب ( عليه السلام ) أمر رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) فاطمة ( عليها السلام ) أن تتخذ طعاماً لأسماء بنت عميس ، وتأتيها ونساؤها ، فجرت بذلك السنة من أن يُصنع لأهل الميت طعام ثلاثة أيام. وعن العباس بن موسى بن جعفر قال : سألت أبي ( عليه السلام ) عن المأتم ، فقال : إن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) لمَّا انتهى إليه قتل جعفر بن أبي طالب ( عليه السلام ) دخل على أسماء بنت عميس امرأة جعفر ، فقال : أين بَنِيَّ ؟ فدعت بهم ، وهم ثلاثة : عبدالله ، وعون ، ومحمد ، فمسح رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) رؤوسهم ، فقالت : إنك تمسح رؤوسهم كأنهم أيتام ؟ فعجب رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) من عقلها ، فقال : يا أسماء! ألم تعلمي أن جعفراً رضوان الله عليه استُشهد ؟ فبكت ، فقال لها رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : لا تبكي فإن جبرئيل أخبرني أن له جناحين في الجنة من ياقوت أحمر ، فقالت : يا رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، لو جمعت الناس وأخبرتهم بفضل جعفر لا ينسى فضله ، فعجب رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) من عقلها ، ثمَّ قال : 1 ـ بحار الأنوار : المجلسي : 22/273 ـ 275. 2 ـ بحار الأنوار : المجلسي : 22/349. (612)
ابعثوا إلى أهل جعفر طعاماً ، فجرت السنة (1).
وعن مُسكِّن الفؤاد : لمَّا أصيب جعفر بن أبي طالب ( رضي الله عنه ) أتى رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) أسماء ، فقال لها : أخرجي لي ولد جعفر ، فأُخرجوا إليه فضمَّهم إليه وشمَّهم ، ودمعت عيناه ، فقالت : يا رسول الله! أصيب جعفر ؟ فقال ( صلى الله عليه وآله ) : نعم ، أصيب اليوم. قال عبدالله بن جعفر : أحفظ حين دخل رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) على أمي فنعى لها أبي ، ونظرت إليه وهو يمسح على رأسي ورأس أخي ، وعيناه تهرقان الدموع ، حتى تقطر لحيته ، ثمَّ قال : اللهم إن جعفراً قد قدم إلى أحسن الثواب ، فاخلفه في ذرّيّته بأحسن ما خلفت أحداً من عبادك في ذرّيّته ، ثمَّ قال : يا أسماء! ألا أبشِّركِ ؟ قالت : بلى ، بأبي أنت وأمي ، فقال : إن الله عزَّ وجلَّ جعل لجعفر جناحين يطير بهما في الجنة (2). وعن الإمام الصادق ( عليه السلام ) قال : إن النبي ( صلى الله عليه وآله ) لمَّا جاءته وفاة جعفر بن أبي طالب وزيد بن حارثة كان إذا دخل بيته كثر بكاؤه عليهما جدّاً ، ويقول : كانا يحدِّثاني ويؤنساني ، فذهبا جميعاً (3). ولله درّ الشيخ محمد سعيد المنصوري إذ يقول :
1 ـ بحار الأنوار : المجلسي : 79/82 ـ 83. 2 ـ بحار الأنوار : المجلسي : 79/92. 3 ـ بحار الأنوار : المجلسي : 79/104. (613)
جاء في كتاب كتبه أمير المؤمنين ( عليه السلام ) إلى معاوية : إن قوماً استشهدوا في سبيل الله من المهاجرين ، ولكلٍّ فضلٌ ، حتى إذا استشهد شهيدنا قيل : سيِّد الشهداء ، وخصَّه رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) بسبعين تكبيرة عند صلاته عليه ، أولا ترى أن قوماً قُطعت أيديهم في سبيل الله ، ولكلٍّ فضلٌ ، حتى إذا فعل بواحدنا كما فُعل بواحدهم ، قيل : الطيار في الجنة ، وذو الجناحين. وساق ( عليه السلام ) الكلام إلى أن قال : منَّا أسد الله ، ومنكم أسد الأحلاف. وعن أبي أيوب الأنصاري ، عن النبي ( صلى الله عليه وآله ) أنه قال لفاطمة ( عليها السلام ) : شهيدنا أفضل الشهداء وهو عمُّك ، ومنّا من جعل الله له جناحين يطير بهما مع الملائكة وهو ابن عمِّك.. وروي عن النبيِّ ( صلى الله عليه وآله ) ، قال : من الركبان يوم القيامة عمّي حمزة ، أسد الله وأسد رسوله ، على ناقتي العضباء. وروي عن الإمام الرضا عن آبائه ( عليهم السلام ) عن النبي ( صلى الله عليه وآله ) أنه قال : خير إخواني علي ، وخير أعمامي حمزة ، والعباس صنو أبي. وعن أنس بن مالك قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : نحن بنو عبد المطلب سادة أهل الجنة : رسول الله ، وحمزة سيِّد الشهداء ، وجعفر ذو الجناحين ، وعلي 1 ـ هذه القصيدة جاءت بطلب منا من الشيخ المنصوري فجزاه الله خير الجزاء. (614)
وفاطمة ، والحسن والحسين ، والمهدي.
وعن السكوني ، عن الصادق ، عن آبائه ( عليهم السلام ) قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : أحبُّ إخواني إليَّ علي بن أبي طالب ، وأحبُّ أعمامي إليَّ حمزة. وعن القدّاح ، عن جعفر ، عن أبيه ( عليهما السلام ) قال : قال علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) : منّا سبعة خلقهم الله عزَّ وجلَّ ، لم يخلق في الأرض مثلهم ، منَّا رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) سيِّد الأولين والآخرين ، وخاتم النبيين ، ووصيُّه خير الوصيين ، وسبطاه خير الأسباط : حسناً وحسيناً ، وسيِّد الشهداء حمزة عمُّه ، ومن طار مع الملائكة جعفر ، والقائم ( عليه السلام ). وروي عن النبيِّ ( صلى الله عليه وآله ) أنه قال : حمزة سيِّد الشهداء ، وروي : خير الشهداء ولولا أن تجده صفيَّة لتركت دفنه حتى يحشر من بطون الطير والسباع ، وكان قد مثِّل به وبأصحابه يومئذ (1). ومن كتاب الطُرَف للسيِّد ابن طاووس قدَّس الله روحه ، نقلا من كتاب الوصية لعيسى بن المستفاد ، عن موسى بن جعفر ، عن أبيه ( عليهما السلام ) قال : لمَّا هاجر النبيُّ ( صلى الله عليه وآله ) إلى المدينة ، وحضر خروجه إلى بدر دعا الناس إلى البيعة ، فبايع كلهم على السمع والطاعة ، وكان رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) إذا خلا دعا عليّاً فأخبره من يفي منهم ومن لا يفي ، ويسأله كتمان ذلك ، ثمَّ دعا رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) علياً وحمزة وفاطمة ( عليهم السلام ) ، فقال لهم : بايعوني بيعة الرضا ، فقال حمزة : بأبي أنت وأمي علامَ نبايع ؟ أليس قد بايعنا ؟ فقال : يا أسد الله وأسد رسوله ، تبايع لله ولرسوله بالوفاء والاستقامة لابن أخيك ، إذن تستكمل الإيمان ، قال : نعم ، سمعاً وطاعة ، وبسط يده ، فقال لهم : يد الله فوق أيديكم ، عليٌّ أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ، وحمزة سيِّد الشهداء ، وجعفر الطيار في 1 ـ بحار الأنوار : المجلسي : 22/275 ـ 277. (615)
الجنّة ، وفاطمة سيِّدة نساء العالمين ، والسبطان : الحسن والحسين سيِّدا شباب أهل الجنة ، هذا شرط من الله على جميع المسلمين من الجنّ والإنس أجمعين ، « فَمَنْ نَكَثَ فَإِنَّمَا يَنْكُثُ عَلَى نَفْسِهِ وَمَنْ أَوْفَى بِمَا عَاهَدَ عَلَيْهُ اللهَ فَسَيُؤْتِيهِ أَجْراً عَظِيماً » ثمَّ قرأ : « إِنَّ الَّذِينَ يُبَايِعُونَكَ إِنَّمَا يُبَايِعُونَ الله » (1) قال : ولمَّا كانت الليلة التي أصيب حمزة في يومها دعا به رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، فقال : يا حمزة! يا عمَّ رسول الله! يوشك أن تغيب غيبة بعيدة ، فما تقول لو وردت على الله تبارك وتعالى ، وسألك عن شرائع الإسلام وشروط الإيمان ؟ فبكى حمزة ، وقال : بأبي أنت وأمي ، أرشدني وفهِّمني.
فقال : يا حمزة! تشهد أن لا إله إلاَّ الله مخلصاً ، وأني رسول الله تعالى بالحقّ ، قال حمزة : شهدت ، قال : وأن الجنّة حقّ ، وأنّ النار حقّ ، وأن الساعة آتية لا ريب فيها ، وأنّ الصراط حقّ ، والميزان حقّ ، ومن يعمل مثقال ذرّة خيراً يره ، ومن يعمل مثقال ذرّة شراً يره ، وفريق في الجنّة ، وفريق في السعير ، وأن علياً أمير المؤمنين ، قال حمزة : شهدت وأقررت وآمنت وصدَّقت ، وقال : الأئمة من ذرّيّته الحسن والحسين ، وفي ذرّيّته ، قال حمزة : آمنت وصدَّقت ، وقال : فاطمة سيِّدة نساء العالمين ، قال : نعم ، صدَّقت ، قال ، : حمزة سيِّد الشهداء ، وأسد الله وأسد رسوله ، وعمُّ نبيِّه ، فبكى حتى سقط على وجهه ، وجعل يقبِّل عيني رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، وقال : جعفر بن أخيك طيَّار في الجنة مع الملائكة ، وأن محمداً وآله خير البريّة ، تؤمن ـ يا حمزة ـ بسرِّهم وعلانيتهم ، وظاهرهم وباطنهم ، وتحيى على ذلك وتموت ، توالي من والاهم ، وتعادي من عاداهم قال : نعم يا رسول الله ، أشهد الله وأشهدك ، وكفى بالله شهيداً ، فقال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : سدَّدك الله ووفَّقك (2). وروي في احتجاج أمير المؤمنين ( عليه السلام ) على أهل الشورى قال : نشدتكم 1 ـ سورة الفتح ، الآية : 10. 2 ـ بحار الأنوار ، المجلسي : 22/278. |
||||||||||||
|