المثوبة وما زاد في المثوبة إلا كشف عن الرحمة ، ودل على الجلالة ، فصح الخبر أن فيه تأييد الحكمة وتبليغ الحجة .
وفي قول الله عزوجل : « جاعل في الارض خليفة » حجة في غيبة الامام عليه السلام من أوجه كثيرة :
أحدها أن الغيبة قبل الوجود أبلغ الغيبات كلها وذلك أن الملائكة ما شهدوا ( 1 ) قبل ذلك خليفة قط ، وأما نحن فقد شاهدنا خلفاء كثيرين غير واحد قد نطق به القرآن وتواترت به الاخبار حتى صارت كالمشاهدة والملائكة لم يشهدوا ( 2 ) واحدا منهم ، فكانت تلك الغيبة أبلغ . وآخر : أنها كانت غيبة من الله عزوجل ، وهذه الغيبة التي للامام عليه السلام هي من قبل أعداء الله تعالى ، فإذا كان في الغيبة التي هي من الله عزوجل عبادة لملائكته فما الظن بالغيبة التي هي من أعداء الله . وفي غيبة الامام عليه السلام عبادة مخلصة ( 3 ) لم تكن في تلك الغيبة ، وذلك أن الامام الغائب عليه السلام مقموع مقهور مزاحم في حقه ، قد غلب قهرا ، و ( جرى ) على شيعته ( قسرا ) من أعداء الله ما جرى من سفك الدماء ونهب الاموال وإبطال الاحكام والجور على الايتام وتبديل الصدقات وغير ذلك مما لاخفاء به ، ومن اعتقد موالاته شاركه في أجره وجهاده ، وتبرأ من أعدائه ، وكان له في براءة مواليه من أعدائه أجر ، وفي ولاية أوليائه أجر يربو على أجر ملائكة الله عزوجل على الايمان بالامام المغيب في العدم ، وإنما قص الله عزوجل نبأه قبل وجوده توقيرا وتعظيما له ليستعبد له الملائكة ويتشمروا لطاعته .
وإنما مثال ذلك تقديم الملك فيما بيننا بكتاب أو رسول إلى أوليائه أنه قادم عليهم حتى يتهيؤوا لاستقباله وارتياد الهدايا له ما يقطع به ومعه عذرهم في تقصير إن قصروا في خدمته كذلك بدأ الله عزوجل بذكر نبائه إبانة عن جلالته ورتبته ، وكذلك قضيته في السلف والخلف ، فما قبض خليفة إلاعرف خلقه الخليفة الذي يتلوه ، وتصديق
____________
( 1 ) في بعض النسخ « ما شاهدوا » .
( 2 ) في بعض النسخ « لم يعهدوا » .
( 3 ) في بعض النسخ « عبادة محصلة » .

( 13 )

ذلك قوله عزوجل : « أفمن كان على بينة من ربه ويتلوه شاهد منه ـ الاية » ( 1 ) والذي على بينة من ربه محمد صلى الله عليه وآله ، والشاهد الذي يتلوه علي بن أبي طالب أمير المؤمنين عليه السلام . دلالته قوله عزوجل : « ومن قبله كتاب موسى إماما ورحمة » والكلمة ـ من كتاب موسى المحاذية لهذا المعنى حذوا النعل بالنعل والقذة بالقذة ـ قوله : » وواعدنا موسى ثلاثين ليلة وأتممناها بعشر فتم ميقات ربه أربعين ليلة وقال موسى لاخيه هرون اخلفني في قومي وأصلح ولا تتبع سبيل المفسدين » ( 2 ) .
السر في امره تعالى الملائكة بالسجود لادم عليه السلام :
واستعبد الله عزوجل الملائكة بالسجود لادم تعظيما له لما غيبه عن أبصارهم وذلك أنه عزوجل إنما أمرهم بالسجود لآدم لما أودع صلبه من أرواح حجج الله تعالى ذكره فكان ذلك السجود لله عزوجل عبودية ولادم طاعة ، ولما في صلبه تعظيما ، فأبى إبليس أن يسجد لادم حسدا له إذ جعل صلبه مستودع أرواح حجج الله دون صلبه فكفر بحسده وتأبيه ، وفسق عن أمر ربه ، وطرد عن جواره ، ولعن وسمي رجيما لاجل إنكاره للغيبة لانه احتج في امتناعه من السجود لادم بأن قال : « أنا خير منه خلقتني من نار وخلقته من طين » ( 3 ) فجحد ما غيب عن بصره ولم يوقع التصديق به ، واحتج بالظاهر الذي شاهده وهو جسد آدم عليه السلام ، وأنكر أن يكون يعلم لما في صلبه وجودا ، ولم يؤمن بأن آدم إنما جعل قبلة للملائكة وأمروا بالسجود له لتعظيم ما في صلبه ، فمثل من آمن بالقائم عليه السلام في غيبته مثل الملائكة الذين أطاعوا الله عزوجل في السجود لادم ، ومثل من أنكر القائم عليه السلام في غيبته مثل إبليس في امتناعه من السجود لادم ، كذلك روي عن الصادق جعفر بن محمد عليهما السلام .
حدثنا بذلك محمد بن موسى بن المتوكل ـ رضي الله عنه ـ قال : حدثنا محمد بن ـ أبى عبد الله الكوفي ، عن محمد بن إسماعيل البرمكي ، عن جعفر بن عبد الله الكوفي ، عن
____________
( 1 ) هود : 17 .
( 2 ) الاعراف : 142 .
( 3 ) الاعراف : 12 .

( 14 )

الحسن بن سعيد ، عن محمد بن زياد ، عن أيمن بن محرز ، عن الصادق جعفر بن محمد عليهما السلام أن الله تبارك وتعالى علم آدم عليه السلام أسماء حجج الله كلها ثم عرضهم ـ وهم أرواح ـ على الملائكة فقال : أنبئوني بأسماء هولاء إن كنتم صادقين بأنكم أحق بالخلافة في الارض لتسبيحكم وتقديسكم من آدم عليه السلام « قالوا سبحانك لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك أنت العليم الحكيم » قال الله تبارك وتعالى : « يا آدم أنبئهم بأسمائهم فلما أنباءهم بأسمائهم » وقفوا على عظيم منزلتهم عند الله تعالى ذكره فعلموا أنهم أحق بأن يكونوا خلفاء الله في أرضه وحججه على بريته ، ثم غيبهم عن أبصارهم واستعبدهم بولايتهم ومحبتهم وقال لهم : « ألم أقل لكم إني أعلم غيب السموات والارض وأعلم ما تبدون وما كنتم تكتمون » .
حدثنا بذلك أحمد بن الحسن القطان قال : حدثنا الحسين بن علي السكري قال : حدثنا محمد بن زكريا الجوهري قال : حدثنا جعفر بن محمد بن عمارة ، عن أبيه عن الصادق جعفر بن محمد عليهما السلام .
وهذا استعباد الله عزوجل للملائكة بالغيبة والاية أولها في قصة الخليفة وإذا كان آخرها مثلها كان للكلام نظم وفي النظم حجة ، ومنه يؤخذ وجه الاجماع لامة محمد صلى الله عليه وآله أولهم وأخرهم ، وذلك أنه سبحانه وتعالى إذا علم آدم الاسماء كلها على ما قاله المخالفون فلا محالة أن أسماء الائمة عليهم السلام داخلة في تلك الجملة ، فصار ما قلناه في ذلك باجماع الامة ، ومن أصح الدليل عليه أنه لا محالة لما دل الملائكة على السجود لادم فانه حصل لهم عبادة فلما حصل لهم عبادة أوجب باب الحكمة أن يحصل لهم ما هو في حيزه سواء كان في وقت أو في غير وقت فان الاوقات ما تغير الحكمة ولا تبدل الحجة ، أولها كآخرها وآخرها كأولها ، لا يجوز في حكمة الله أن يحرمهم معنى من معاني المثوبة ولا أن يبخل بفضل من فضائل الائمة لانهم كلهم شرع واحد ، دليل ذلك أن الرسل متى آمن مؤمن بواحد منهم ، أو بجماعة وأنكرو احدا منهم ، لم يقبل منه إيمانه ، كذلك القضية في الائمة عليهم السلام أولهم وآخرهم واحد ، وقد قال الصادق عليه السلام : « المنكر لاخرنا كالمنكر لاولنا » وقال عليه السلام : « من أنكر واحدا من


( 15 )

الاحياء فقد أنكر الاموات » .
وسأخرج ذلك في هذا الكتاب مسندا في موضعه إن شاء الله ، فصح أن قوله عز وجل : « وعلم آدم الاسماء كلها » أراد به أسماء الائمة عليهم السلام ، وللاسماء معان كثيرة وليس أحد معانيها بأولى من الاخر ، وللاسماء أوصاف وليس أحد الاوصاف بأولى من الاخر ، فمعنى الاسماء أنه سبحانه علم آدم عليه السلام أوصاف الائمة كلها أولها وآخرها ، ومن أوصافهم العلم والحلم والتقوى والشجاعة والعصمة والسخاء والوفاء ، وقد نطق بمثله كتاب الله عزوجل في أسماء الانبياء عليهم السلام كقوله عزوجل : « واذكر في الكتاب إبراهيم إنه كان صديقا نبيا » ( 1 ) « واذكر في الكتاب إسمعيل إنه كان صادق الوعد وكان رسولا نبيا وكان يأمر أهله بالصلوة والزكوة وكان عند ربه مرضيا * واذكر في الكتاب إدريس إنه كان صديقا نبيا ورفعناه مكانا عليا » ( 2 ) و كقوله عزوجل : « واذكر في الكتاب موسى إنه كان مخلصا وكان رسولا نبيا * وناديناه من جانب الطور الايمن وقر بناه نجيا * ووهبنا له من رحمتنا أخاه هرون نبيا » ( 3 ) فوصف الرسل عليهم السلام وحمدهم بما كان فيهم من الشيم المرضية والاخلاق الزكية ، وكان ذلك أوصافهم وأسماءهم كذلك علم الله عزوجل آدم الاسماء كلها .
والحكمة في ذلك أيضا أنه لا وصول إلى الاسماء ووجوه الاستعبادات إلا من طريق السماع ، والعقل غير متوجه إلى ذلك ، لانه لو أبصر عاقل شخصا من بعيد أو قريب لما توصل إلى استخراج اسمه ولا سبيل إليه إلا من طريق السماع فجعل الله عز وجل العمدة في باب الخليفة السماع ، ولما كان كذلك أبطل به باب الاختيار إذ الاختيار من طريق الاراء ، وقضية الخليفة موضوعة على الاسماء والاسماء موضوعة على السماع ، فصح به ومعه مذهبنا في الامام أنه يصح بالنص والاشارة ، فأما باب الاشارة فمضمر في قوله عزوجل : « ثم عرضهم على الملئكة » فباب العرض مبني على الشخص والاشارة ، وباب الاسم مبني على السمع ، فصح معنى الاشارة والنص جميعا .
____________
( 1 ) مريم : 41 .
( 2 ) مريم : 55 - 58 .
( 3 ) مريم : 50 - 52 .

( 16 )

وللعرض الذي قال الله عزوجل : « ثم عرضهم على الملئكة » معنيان أحدهما عرض أشخاصهم وهيئاتهم كما رويناه في باب أخبار أخذ الميثاق والذر ، والوجه الاخر أن يكون عزوجل عرضهم على الملائكة من طريق الصفة والنسبة كما يقوله قوم من مخالفينا ، فمن كلا المعنيين يحصل استعباد الله عزوجل الملائكة بالايمان بالغيبة .
وفى قوله عز وجل : « أنبئوني بأسماء هؤلاء إن كنتم صادقين » حكم كثيرة : أحدها أن الله عز وجل أهل آدم عليه السلام لتعليم الملائكة أسماء الائمة عن الله تعالى ذكره ، وأهل الملائكة لتعلم أسمائهم عن آدم عليه السلام ، فالله عزوجل علم آدم وآدم علم الملائكة ، فكان آدم في حيز المعلم وكانوا في حيز المتعلمين ، هذا ما نص عليه القرآن .
وقول الملائكة : « سبحانك لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك أنت العليم الحكيم » فيه أصح دليل وأبين حجة لنا أنه لا يجوز لاحد أن يقول في أسماء الائمة وأوصافهم عليهم السلام إلا عن تعليم الله جل جلاله ، ولو جاز لاحد ذلك كان للملائكة أجوز ، ولما سبحوا الله دل تسبيحهم على أن الشرع فيه مما ينافي التوحيد ، وذلك أن التسبيح تنزيه الله عزوجل وباب التنزيه لا يوجد في القرآن إلا عند قول جاحد أو ملحد أو متعرض لابطال التوحيد والقدح فيه ، فلم يستنكفوا إذ لم يعلموا أن يقولوا : « لا علم لنا » فمن تكلف علم مالا يعلم احتج الله عليه بملائكته ، وكانوا شهداء الله عليه في الدنيا والاخرة ، وإنما أهل الله الملائكة لاعلامهم على لسان آدم عند اعترافهم بالعجز و أنهم لا يعلمون فقال عزوجل : « يا آدم أنبئهم بأسمائهم » .
ولقد كلمني رجل بمدينة السلام ( 1 ) فقال لي : أن الغيبة قد طالت والحيرة قد اشتدت وقد رجع كثير عن القول بالامامة لطول الامد ، فكيف هذا ؟ . فقلت له : إن سنة الاولين في هذه الامة جارية حذو النعل بالنعل كما روي عن رسول الله صلى الله عليه وآله في غير خبر ، وأن موسى عليه السلام ذهب إلى ميقات ربه على أن يرجع إلى قومه بعد ثلاثين ليلة فأتمها الله عزوجل بعشرة فتم ميقات ربه أربعين ليلة ، و
____________
( 1 ) يعنى بغداد .
( 17 )

لتأخره عنهم فضل عشرة أيام على ما واعدهم استطالوا المدة القصيرة وقست قلوبهم وفسقوا عن أمر ربهم عزوجل وعن أمر موسى عليه السلام وعصوا خليفته هارون واستضعفوه وكادوا يقتلونه ، وعبدوا عجلا جسدا له خوار من دون الله عزوجل ، وقال السامري لهم : « هذا إلهكم وإله موسى » وهارون يعظهم وينهاهم عن عبادة العجل ويقول : « يا قوم إنما فتنتم به وإن ربكم الرحمن فاتبعوني وأطيعوا أمري * قالوا لن نبرح عليه عاكفين حتى يرجع إلينا موسى » ( 1 ) ولما رجع موسى إلى قومه غضبان أسفا قال بئسما خلفتموني من بعدي أعجلتم أمر ربكم وألقى الالواح وأخذ برأس أخيه يجره إليه » ( 2 ) والقصة في ذلك مشهورة فليس بعجيب أن يستطيل الجهال من هذه الامة مدة غيبة صاحب زماننا عليه السلام ويرجع كثير منهم عما كانوا دخلوا فيه بغير أصل وبصيرة ، ثم لا يعتبرون بقول الله تعالى ذكره حيث يقول : « ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله وما نزل من الحق ولا يكونوا كالذين أوتوا الكتاب من قبل فطال عليهم الامد فقست قلوبهم وكثير منهم فاسقون » ( 3 ) .
فقال ( 4 ) : وما أنزل الله عزوجل في كتابه في هذا المعنى ؟ قلت : قوله عزوجل « الم ذلك الكتاب لا ريب فيه هدى للمتقين الذين يؤمنون بالغيب » يعنى بالقائم عليه السلام وغيبته .
حدثنا محمد بن موسى بن المتوكل ـ رحمه الله ـ قال : حدثنا محمد بن يحيى العطار قال : حدثنا أحمد بن محمد بن عيسى ، عن عمر بن عبد العزيز ، عن غير واحد ، عن داود ابن كثير الرقي ، عن أبي عبد الله عليه السلام في قول الله عزوجل « هدى للمتقين الذين يؤمنون بالغيب » قال : من أقر بقيام القائم عليه السلام أنه حق .
حدثنا علي بن أحمد بن موسى رحمه الله ـ قال : حدثنا محمد بن أبي عبد الله الكوفي قال : حدثنا موسى بن عمران النخعي ، عن عمه الحسين بن يزيد ، عن علي بن أبي حمزة
____________
( 1 ) طه : 93 و 94 .
( 2 ) الاعراف : 149 .
( 3 ) الحديد : 15 .
( 4 ) يعنى الرجل الذي كلمه بمدينة السلام .

( 18 )

عن يحيى بن أبي القاسم قال : سألت الصادق جعفر بن محمد عليهما السلام عن قول الله عزو جل « الم ذلك الكتاب لا ريب فيه هدى للمتقين الذين يؤمنون بالغيب » فقال : المتقون شيعة على عليه السلام والغيب فهو الحجة الغائب . وشاهد ذلك قول الله عزو جل : « ويقولون لولا انزل عليه آية من ربه فقل إنما الغيب لله فانتظروا إني معكم من المنتظرين » ( 1 ) فأخبر عزو جل أن الاية هي الغيب ، والغيب هو الحجة ، وتصديق ذلك قول الله عزو جل : « وجعلنا ابن مريم وأمه آية » ( 2 ) يعني حجة .
حدثنا أبي ـ رحمه الله ـ قال : حدثنا سعد بن عبد الله قال : حدثنا محمد بن الحسين ابن أبي الخطاب ، عن الحسن بن محبوب ، عن علي بن رئاب ، عن أبي عبد الله عليه السلام أنه قال : في قول الله عزو جل : « يو م يأتي بعض آيات ربك لا ينفع نفسا إيمانها لم تكن آمنت من قبل » ( 3 ) فقال : الايات هم الائمة ، والاية المنتظرة هو القائم عليه السلام ، فيومئذ لا ينفع نفسا إيمانها لم تكن آمنت من قبل قيامه بالسيف وإن آمنت بمن تقدمه من آبائه عليهم السلام .
وقد سمى الله عزو جل يوسف عليه السلام غيبا حين قص قصته على نبيه محمد صلى الله عليه وآله فقال عزو جل : « ذلك من أنباء الغيب نوحيه إليك وما كنت لديهم إذ أجمعوا أمرهم وهم يمكرون » ( 4 ) فمسى يوسف عليه السلام غيبا لان الانباء التى قصها كانت أنباء يوسف فيما أخبر به من قصته وحاله وما آلت إليه أموره .
ولقد كلمني بعض المخالفين في هذه الاية فقال : معنى قوله عزو جل : « الذين يؤمنون بالغيب » أي بالبعث والنشور وأحوال القيامة ، فقلت له : لقد جهلت في تأويلك وضللت في قولك فإن اليهود والنصارى وكثيرا من فرق المشركين والمخالفين لدين الاسلام يؤمنون بالبعث والنشور والحساب والثواب والعقاب فلم يكن الله تبارك وتعالى ليمدح المؤمنين بمدحة قد شركهم فيها فرق الكفر والجحود بل وصفهم الله
____________
( 1 ) يونس : 20 .
( 2 ) المؤمنون : 50 .
( 3 ) الانعام : 158 .
( 4 ) يوسف : 103 .

( 19 )

عزو جل ومدحهم بما هو لهم خاصة ، لم يشركهم فيه أحد غيرهم ( 1 ) .
وجوب معرفة المهدى عجل الله تعالى فرجه :
ولا يكون الايمان صحيحا من مؤمن إلا من بعد علمه بحال من يؤمن به كما قال الله تبارك وتعالى : « إلا من شهد بالحق وهم يعلمون » ( 2 ) فلم يوجب لهم صحة ما يشهدون به إلا من بعد علمهم ، ثم كذلك لن ينفع إيمان من آمن بالمهدي القائم عليه السلام حتى يكون عارفا بشأنه في حال غيبته وذلك أن الائمة عليهم السلام قد أخبروا بغيبتة عليه السلام ووصفوا كونها لشيعتهم فيما نقل عنهم واستحفظ في الصحف ودون في الكتب المؤلفة من قبل أن تقع الغيبة بمائتي سنة أو أقل أو أكثر ، فليس أحد من أتباع الائمة عليهم السلام إلا وقد ذكر ذلك في كثير من كتبه ورواياته ودونه في مصنفاته وهي الكتب التى تعرف بالاصول مدونة مستحفظة عند شيعة آل محمد عليهم السلام من قبل الغيبة بما ذكرنا من السنين ، وقد أخرجت ما حضرني من الاخبار المسندة في الغيبة في هذا الكتاب في مواضعها ، فلا يخلو حال هؤلاء الاتباع المؤلفين للكتب أن يكونوا علموا الغيب بما وقع الان من الغيبة ، فألفوا ذلك في كتبهم ودونوه في مصنفاتهم من قبل كونها ، وهذا محال عند أهل اللب والتحصيل ، أو أن يكونوا ( قد ) أسسوا في كتبهم الكذب فاتفق الامر لهم كما ذكروا وتحقق كما وضعوا من كذبهم على بعد ديارهم واختلاف آرائهم وتباين أقطارهم ومحالهم ، وهذا أيضا محال كسبيل الوجه الاول ، فلم يبق في ذلك إلا أنهم حفظوا عن أئمتهم المستحفظين للوصية عليهم السلام عن رسول الله صلى الله عليه وآله من ذكر الغيبة وصفة كونها في مقام بعد مقام إلى آخر المقامات ما دونوه في كتبهم وألفوه في اصولهم ، وبذلك وشبهه فلج الحق وزهق الباطل . إن الباطل كان زهوقا .
____________
( 1 ) هذا النكير من المؤلف ـ رحمه الله ـ في غير مورده ومخالف لما روى من طريق جابر عن الباقر عليه السلام في معنى الغيب في الاية « أنه البعث والنشور وقيام القائم والرجعة » وما روى عن الصادق عليه السلام أن المراد بالغيب هنا ثلاثة أشياء « قيام القائم والكرة ويوم القيامة » .
( 2 ) الزخرف : 86 .

( 20 )

وان خصومنا ومخالفينا من أهل الاهواء المضلة قصدوا ( 1 ) لدفع الحق وعناده بما وقع من غيبة صاحب زماننا القائم عليه السلام واحتجابه عن أبصار المشاهدين ليلبسوا بذلك على من لم تكن معرفته متقنة ( 2 ) ولا بصيرته مستحكمة .
اثبات الغيبة والحكمة فيها :
فأقول ـ وبالله التوفيق ـ : إن الغيبة التي وقعت لصاحب زماننا عليه السلام قد لزمت حكمتها وبان حقها وفلجت حجتها للذي شاهدناه وعرفناه من آثار حكمة الله عزوجل واستقامة تدبيره في حججه المتقدمة في الاعصار السالفة مع أئمة الضلال وتظاهر الطواغيت واستعلاء الفراعنة في الحقب الخالية وما نحن بسبيله في زماننا هذا من تظاهر أئمة الكفر بمعونة أهل الافك والعدوان والبهتان .
وذلك أن خصومنا طالبونا بوجود صاحب زماننا عليه السلام كوجود من تقدمه من الائمة عليهم السلام فقالوا : إنه قد مضى على قولكم من عصر وفاة نبينا عليه السلام أحد عشر إماما كل منهم كان موجودا معروفا باسمه وشخصه بين الخاص والعام ، فان لم يوجد كذلك فقد فسد عليكم أمر من تقدم من أئمتكم كفساد أمر صاحب زمانكم هذا في عدمه وتعذر وجوده .
فأقول ـ وبالله التوفيق ـ : إن خصومنا قد جهلوا آثار حكمة الله تعالى وأغفلوا مواقع الحق ومناهج السبيل في مقامات حجج الله تعالى مع أئمة الضلال في دول الباطل في كل عصر وزمان إذ قد ثبت أن ظهور حجج الله تعالى في مقاماتهم في دول الباطل على سبيل الامكان والتدبير لاهل الزمان ، فان كانت الحال ممكنة في استقامة تدبير الاولياء لوجود الحجة بين الخاص والعام كان ظهور الحجة كذلك وإن كانت الحال غير ممكنة من استقامة تدبير الاولياء لوجود الحجة بين الخاص والعام وكان استتاره مما توجبه الحكمة ويقتضيه التدبير حجبه الله وستره إلى وقت بلوغ الكتاب أجله ،
____________
( 1 ) في بعض النسخ « تصدوا » .
( 2 ) في بعض النسخ « مستقيمة » .

( 21 )

كما قد وجدنا من ذلك في حجج الله المتقدمة من عصر وفاة آدم عليه السلام إلى حين زماننا هذا منهم المستخفون ومنهم المستعلنون ، بذلك جاءت الاثار ونطق الكتاب .
فمن ذلك ما :
حدثنا به أبي ـ رحمه الله ـ قال : حدثنا سعد بن عبد الله قال : حدثنا أحمد بن ـ محمد بن خالد البرقي ، عن أبيه ، عن محمد بن سنان ، عن إسحاق بن جرير ، عن عبد الحميد ابن أبى الديلم قال : قال الصادق جعفر بن محمد عليهما السلام : يا عبد الحميد إن لله رسلا مستعلنين ورسلا مستخفين فإذا سألته بحق المستعلنين فسله بحق المستخفين .
وتصديق ذلك من الكتاب قوله تعالى : « ورسلا قد قصصناهم عليك من قبل ورسلاً لم نقصصهم عليك وكلم الله موسى تكليما » ( 1 ) فكانت حجج الله تعالى كذلك من وقت وفاة آدم عليه السلام إلى وقت ظهور إبراهيم عليه السلام أوصياء مستعلنين ومستخفين ، فلما كان وقت كون إبراهيم عليه السلام ستر الله شخصه وأخفى ولادته ، لان الامكان في ظهور الحجة كان متعذرا في زمانه ، وكان إبراهيم عليه السلام في سلطان نمرود مستترا لامره و كان غير مظهر نفسه ، ونمرود يقتل أولاد رعيته وأهل مملكته في طلبه إلى أن دلهم إبراهيم عليه السلام على نفسه ، وأظهر لهم أمره بعد أن بلغت الغيبة أمدها ووجب إظهار ما أظهره للذي أراده الله في إثبات حجته وإكمال دينه ، فلما كان وقت وفاة إبراهيم عليه السلام كان له أوصياء حججا لله عزوجل في أرضه يتوارثون الوصية كذلك مستعلنين ومستخفين إلى وقت كون موسى عليه السلام فكان فرعون يقتل أولاد بنى إسرائيل في طلب موسى عليه السلام الذي قد شاع من ذكره وخبر كونه ، فستر الله ولادته ، ثم قذفت به أمه في اليم كما أخبر الله عزوجل في كتابه « فالتقطه آل فرعون » ( 2 ) وكان موسى عليه السلام في حجر فرعون يربيه وهو لا يعرفه ، وفرعون يقتل أولاد بني إسرائيل في طلبه ، ثم كان من أمره بعد أن أظهر دعوته ودلهم على نفسه ما قد قصه الله عزوجل في كتابه ، فلما كان وقت
____________
( 1 ) النساء : 164 .
( 2 ) القصص : 7 .

( 22 )

وفاة موسى عليه السلام كان له أوصياء حججا لله كذلك مستعلنين ومستخفين إلى وقت ظهور عيسى عليه السلام .
فظهر عيسى عليه السلام في ولادته ، معلنا لدلائله ، مظهرا لشخصه ، شاهرا لبراهينه ، غير مخف لنفسه لان زمانه كان زمان إمكان ظهور الحجة كذلك .
ثم كان له من بعده أوصياء حججا لله عز وجل كذلك مستعلنين ومستخفين إلى وقت ظهور نبينا صلى الله عليه وآله فقال الله عزوجل له في الكتاب : « ما يقال لك إلا ما قد قيل للرسل من قبلك » ( 1 ) ثم قال عزوجل : « سنة من قد أرسلنا قبلك من رسلنا » ( 2 ) فكان مما قيل له ولزم من سنته على إيجاب سنن من تقدمه من الرسل إقامة الاوصياء له كاقامة من تقدمه لاوصيائهم ، فأقام رسول الله صلى الله عليه وآله أوصياء كذلك وأخبر بكون المهدي خاتم الائمة عليهم السلام ، وأنه يملا الارض قسطا وعدلا كما ملئت جورا وظلما ، نقلت الامة ذلك بأجمعها عنه ، وأن عيسى عليه السلام ينزل في وقت ظهوره فيصلي خلفه ، فحفظت ولادات الاوصياء ومقاماتهم في مقام بعد مقام إلى وقت ولادة صاحب زماننا عليه السلام المنتظر للقسط والعدل ، كما أوجبت الحكمة باستقامة التدبير غيبة من ذكرنا من الحجج المتقدمة بالوجود .
وذلك أن المعروف المتسالم بين الخاص والعام من أهل هذه الملة أن الحسن ابن على والد صاحب زماننا عليهما السلام قد كان وكل به طاغية زمانه إلى وقت وفاته ، فلما توفي عليه السلام وكل بحاشيته وأهله وحبست جواريه وطلب مولوده هذا أشد الطلب و كان أحد المتوليين عليه عمه جعفر أخو ( 3 ) الحسن بن علي بما ادعاده لنفسه من الامامة ورجا أن يتم له ذلك بوجود ابن أخيه صاحب الزمان عليه السلام فجرت السنة في غيبته بما جرى من سنن غيبة من ذكرنا من الحجج المتقدمة ، ولزم من حكمة غيبة عليه السلام ما لزم من حكمة غيبتهم .
____________
( 1 ) فصلت : 43 .
( 2 ) الاسراء : 77 .
( 3 ) كذا .

( 23 )

رد اشكال :
وكان من معارضة خصومنا أن قالوا : ولم أوجبتم في الائمة ما كان واجبا في الانبياء ، فما أنكرتم أن ذلك كان جائزا في الانبياء وغير جائز في الائمة فإن الائمة ليسوا كالانبياء فغير جائز أن يشبه حال الائمة بحال الانبياء فأوجدونا دليلا مقنعا على أنه جائز في الائمة ما كان جائزا في الانبياء والرسل فيما شبهتم من حال الائمة الذين ليسوا بأشباه الانبياء والرسل ، وإنما يقاس الشكل بالشكل والمثل بالمثل ، فلن تثبت دعواكم في ذلك ، ولن يستقيم لكم قياسكم في تشبيهكم حال الائمة بحال الانبياء عليهم السلام إلا بدليل مقنع .
فأقول ـ وبالله أهتدي ـ : إن خصومنا قد جهلوا فيما عارضونا به من ذلك ولو أنهم كانوا من أهل التمييز والنظر والتفكر والتدبر باطراح العناد وإزالة العصبية لرؤسائهم ومن تقدم من إسلافهم لعلموا أن كل ما كان جائزا في الانبياء فهو واجب لازم في الائمة حذو النعل بالنعل والقذة بالقذة وذلك أن الانبياء هم أصول الائمة ومغيضهم ( 1 ) والائمة هم خلفاء الانبياء وأوصياؤهم والقائمون بحجة الله تعالى على من يكون بعدهم كيلا تبطل حجج الله وحدود ( ه و ) شرايعه مادام التكليف على العباد قائما والامر لهم لازما ، ولو وجبت المعارضة لجاز لقائل أن يقول : إن الانبياء هم حجج الله فغير جائز أن يكون الائمة حجج الله إذ ليسوا بالانبياء ولا كالانبياء ، وله أن يقول أيضا : فغير جائز أن يسموا أئمة لان الانبياء كانوا أئمة وهؤلاء ليسوا بأنبياء فيكونوا أئمة كالانبياء ، وغير جائز أيضا أن يقوموا بما كان يقوم به الرسل من الجهاد والامر بالمعروف والنهي عن المنكر إلى غير ذلك من أبواب الشريعة إذ ليسوا كالرسول ولا هم برسل . ثم يأتي بمثل هذا من المحال مما يكثر تعداده ويطول الكتاب بذكره ، فلما فسد هذا كله كانت هذه المعارضة من خصومنا فاسدة كفساده .
____________
( 1 ) المغيض : مجتمع الماء ومدخله في الارض والمراد بالفارسية ( انبياء نسخه أصل وسر چشمهء امامانند ) . وفى بعض النسخ « ومفيضهم » من الافاضة .
( 24 )

ثم نحن نبين الان ونوضح بعد هذا كله أن التشاكل بين الانبياء والائمة بين واضح فيلزمهم أنهم حجج الله على الخلق كما كانت الانبياء حججه على العباد ، وفرض طاعتهم لازم كلزوم فرض طاعة الانبياء ، وذلك قول الله عزوجل : « أطيعوا الله و أطيعوا الرسول وأولي الامر منكم » ( 1 ) وقوله تعالى : « ولو ردوه إلى الرسول و إلى أولي الامر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم » ( 2 ) فولاة الامرهم الاوصياء والائمة بعد الرسول صلى الله عليه وآله وقد قرن الله طاعتهم بطاعة الرسول وأوجب على العباد من فرضهم ما أوجبه من فرض الرسول كما أوجب على العباد من طاعة الرسول ما أوجبه عليهم من طاعته عزوجل في قوله : « أطيعوا الله وأطيعوا الرسول » ثم قال : « من يطع الرسول فقد أطاع الله ( 3 ) » وإذا كانت الائمة عليهم السلام حجج الله على من لم يلحق بالرسول ولم يشاهده وعلى من خلفه من بعده كما كان الرسول حجة على من لم يشاهده في عصره لزم من طاعة الائمة ما لزم من طاعة الرسول محمد صلى الله عليه وآله فقد تشاكلوا واستقام القياس فيهم وإن كان الرسول أفضل من الائمة فقد تشاكلوا في الحجة والاسم والفعل ( 4 ) والفرض ، إذ كان الله جل ثناؤه قد سمى الرسل أئمة بقوله لابراهيم : « إني جاعلك للناس إماما » ( 5 ) وقد أخبرنا الله تبارك وتعالى أنه قد فضل الانبياء والرسل بعضهم على بعض فقال تبارك وتعالى : « تلك الرسل فضلنا بعضهم على بعض منهم من كلم الله ـ الاية » ( 6 ) وقال : « ولقد فضلنا بعض النبيين على بعض ـ الاية » ( 7 ) فتشاكل الانبياء في النبوة وإن كان بعضهم أفضل من بعض ، وكذلك تشاكل الانبياء والاوصياء ، فمن قاس حال الائمة بحال الانبياء واستشهد بفعل الانبياء على فعل الائمة فقد أصاب في قياسه واستقام له استشهاده بالذي وصفناه من تشاكل الانبياء والاوصياء عليهم السلام .
____________
( 1 ) النساء : 59 .
( 2 ) النساء : 83 .
( 3 ) النساء : 80 .
( 4 ) في بعض النسخ « والعقل » .
( 5 ) البقرة : 119 .
( 6 ) البقره : 254 .
( 7 ) الاسراء : 56 .

( 25 )

وجه آخر لاثبات المشاكلة :
ووجه آخر من الدليل على حقيقة ما شرحنا من تشاكل الائمة والانبياء عليهم السلام أن الله تبارك وتعالى يقول في كتابه : « لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة » ( 1 ) وقال تعالى : « ما آتيكم الرسول فخذوه وما نهيكم عنه فانتهوا » ( 2 ) فأمرنا الله عزوجل أن نهتدي بهدى رسول الله صلى الله عليه وآله ونجري الامور ( الجارية ) على حد ما أجراها رسول الله صلى الله عليه وآله من قول أو فعل ، فكان من قول رسول الله صلى الله عليه وآله المحقق لما ذكرنا من تشاكل الانبياء والائمة أن قال : « منزلة علي عليه السلام مني كمنزلة هارون من موسى إلا أنه لانبي بعدي » فأعلمنا رسول الله صلى الله عليه وآله أن عليا ليس بنبي وقد شبهه بهارون وكان هارون نبيا ورسولا ( و ) كذلك شبهه بجماعة من الانبياء عليهم السلام .
حدثنا محمد بن موسى بن المتوكل - رحمه الله - قال : حدثنا على بن الحسين السعد آبادي قال : حدثنا أحمد بن أبي عبد الله البرقي ، عن أبيه محمد بن خالد قال : حدثنا عبد الملك بن هارون بن عنترة الشيباني ، عن أبيه ، عن جده ( 3 ) عن عبد الله ابن عباس قال : كنا جلوسا عند رسول الله صلى الله عليه وآله فقال : من أراد أن ينظر إلى آدم في علمه وإلى نوح في سلمه وإلى إبراهيم في حلمه وإلى موسى في فطانته وإلى داود في زهده ، فلينظر إلى هذا . قال : فنظرنا فإذا على بن أبي طالب قد أقبل كأنما ينحدر
____________
( 1 ) الاحزاب : 21 .
( 2 ) الحشر : 7 .
( 3 ) هارون بن عنترة بن عبد الرحمن الشيباني عامى ذكره ابن حبان في الثقات ، وقال ابن سعد : ثقة ، وقال أبو زرعة : لا بأس به ، مستقيم الحديث . وابنه عبد الملك عنونه النجاشي وقال : كوفي ثقة عين روى عن أصحابنا ورووا عنه ، ولم يكن متحققا بأمرنا ، له كتاب يرويه محمد بن خالد . وأما أبوه عنترة بن عبد الرحمن فعنونه العسقلاني في النقريب والتهذيب وقال : ذكره ابن حبان في الثقات وذكر ابن أبي حاتم عن أبي زرعة : أنه كوفي ثقة .