مكارم الأخلاق ::: 151 ـ 165
(151)
    سئل عن الصادق ( عليه السلام ) عن الشرب بنفس واحد ؟ فقال : إذا كان الذي يناول الماء مملوكا لك فاشرب بثلاثة أنفاس. وإن كان حرا فاشربه بنفس واحد.
    وبرواية اخرى ـ وهي الاصح ـ عنه قال : ثلاثة أنفاس في الشرب أفضل من الشرب بنفس واحد. وكان يكره أن يشبه بالهيم وهي الابل (1).
( الدعاء المروي عند شرب الماء )
    الحمد لله منزل الماء من السماء ، مصرف الامر كيف يشاء ، بسم الله خير الاسماء.
    عن الصادق ( عليه السلام ) قال : أتى أبي عبد الله ( عليه السلام ) جماعة ، فقالوا له : زعمت أن لكل شيء حدا ينتهي إليه ؟ فقال لهم أبي : نعم. قال : فدعا بماء ليشربوا ، فقالوا : يا أبا جعفر هذا الكوز من الشيء ؟ قال : نعم ، قالوا : فما حده ؟ قال : حده أن تشرب من شفته الوسطى وتذكر الله عليه وتتنفس ثلاثا ، كلما تنفست حمدت الله ولا تشرب من أذن الكوز ، فإنه مشرب الشيطان ، ثم تقول : الحمد لله الذي سقاني ماءا عذبا ولم يجعله ملحا أجاجا بذنوبي ، وبرواية مثله بزيادة الحمد لله الذي سقاني فأرواني وأعطاني فأرضاني وعافاني وكفاني. اللهم اجعلني ممن تسقيه في المعاد من حوض محمد ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وتسعده بمرافقته برحمتك يا أرحم الراحمين.
    عن عبد الله بن مسعود قال : كان رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) يتنفس في الاناء ثلاثة أنفاس ، يسمي عند كل نفس ويشكر الله في آخرهن.
    عن أنس ، أن النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) نهى عن الشرب قائما ، قيل له : فالاكل ؟ قال : هو أشر. وفي رواية عنه ، أنه ( صلى الله عليه وآله وسلم ) شرب قائما.
    وقيل للصادق ( عليه السلام ) : ما طعم الماء ؟ فقال ( عليه السلام ) : طعم الحياة.
    وقال ( عليه السلام ) : إذا شرب أحدكم فليشرب في ثلاثة أنفاس يحمد الله في كل منها : الاول شكر للشربة ، والثاني مطردة للشيطان ، والثالث شفاء لما في جوفه عن ابن عباس قال : رأيت النبي صلى الله عليه وآله وسلم شرب الماء فتنفس مرتين.
    عن موسى بن جعفر عليهما السلام أنه سئل عن حد الاناء ؟ فقال : حده أن
1 ـ الهيم : الابل العطاش.

(152)
لا تشرب من موضع كسر إن كان به ، فإنه مجلس الشيطان. وإذا شربت سميت وإذا فرغت حمدت الله.
    وعن عمرو بن قيس قال : دخلت على أبي جعفر عليه السلام بالمدينة وبين يديه كوز موضوع ، فقلت له : ما حد هذا الكوز ؟ فقال : اشرب مما يلي شفته وسم الله عز وجل ، وإذا رفعته من فيك فاحمد الله ، وإياك وموضع العروة أن تشرب منها ، فإنه مقعد الشيطان ، فهذا حده.
    قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : إذا وقع الذباب في إناء أحدكم فليغمسه ، فإن في أحد جناحيه داء وفي الاخر شفاء وإنه يغمس بجناحه الذي فيه الداء ، فليغمسه كله ثم لينزعه.

    من كتاب من لا يحضره الفقيه ، عن وهب بن عبد ربه قال : رأيت أبا عبد الله ( عليه السلام ) يتخلل ، فنظرت إليه ، فقال : إن رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) كان يتخلل وهو طيب الفم. وفي خبر آخر إن من حق الضيف إن يعد له الخلال.
    وقال ( عليه السلام ) : ما أدرت عليه لسانك فأخرجته فابلعه. وما أخرجته بالخلال فارم به.
    عن الفضل بن يونس أن سأل الكاظم ( عليه السلام ) عن حد الخلال ؟ قال : أن تكسر رأسه لئلا يدمي اللثة.
    عن الصادق ( عليه السلام ) قال : الكحل يطيب الفم ، والخلال يزيد في الرزق.
    من كتاب الفردوس ، عن سعد بن معاذ قال : قال النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : أنقوا أفواهكم بالخلال ، فإنها مسكن الملكين الحافظين الكاتبين وإن مدادهما الريق وقلمهما اللسان ، وليس شيء أشد عليهما من فضل الطعام في الفم.
    من روضة الواعظين ، عن علي ( عليه السلام ) قال : التخلل بالطرفاء (1) يورث الفقر.
    من كتاب طب الائمة ، عن الرضا ( عليه السلام ) قال : لا تخللوا بعود الرمان ولا بقضيب
1 ـ الطرفاء : إسم شجر.

(153)
الريحان ، فإنهما يحركان عرق الجذام. قال : وكان رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) يتخلل بكل ما أصاب إلا الخوص والقصب (1).
    وقال رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : رحم الله المتخللين من أمتي في الوضوء والطعام.
    روي عن الكاظم ( عليه السلام ) أنه قال : ينادي مناد من السماء : اللهم بارك في الخلالين والمتخللين. والخل بمنزلة الرجل الصالح يدعو لاهل البيت بالبركة. قلت له : جعلت فداك ما الخلالون وما المتخللون ؟ قال : الذين في بيوتهم الخل والذين يتخللون. وقال ( عليه السلام ) : الخلال نزل به جبريل ( عليه السلام ) على النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) مع اليمين والشاهد من السماء.
    عن الصادق ( عليه السلام ) قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : تخللوا على أثر الطعام ، فإنه مصحة للفم والنواجذ ويجلب الرزق على العبد.
    من صحيفة الرضا قال الرضا ، عن أبيه ، عن جده عليهم السلام قال : حدثني أبي أن الحسين بن علي عليهما السلام قال : كان أمير المؤمنين ( عليه السلام ) يأمرنا إذا تخللنا أن لا نشرب الماء حتى نتمضمض ثلاثا.
    وروي عن محمد بن الحسن الداري يرفع الحديث أنه قال : من تخلل بالقصب لم تقض له حاجة سبعة أيام.
    عن الصادق ( عليه السلام ) قال : لا تخللوا بالقصب ، فإن كان ولا محالة فلتنزع الليطة (2).
    نهى رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) أن يتخلل بالرمان والقصب وقال : هما يحركان عرق الاكلة.
    عن الكاظم ( عليه السلام ) قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : تخللوا ، فإنه ليس شيء أبغض إلى الملائكة من أن يروا في أسنان العبد طعاما.
    عن أنس ، عن النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) قال : حبذا المتخلل من أمتي.
    قال ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : من استجمر فليوتر ، من فعل فقد أحسن ومن لا فلا حرج. ومن اكتحل فليوتر ، من فعل فقد أحسن ومن فلا فلا حرج. من أكل فما تخلل فلا يأكل ، وما لاث بلسانه فليبلع.
1 ـ الخوص ، بالضم : ورق النخل. والقصب ، بالتحريك : كل نبات يكون ساقه أنابيب وكعوبا.
2 ـ الليطة ، بالكسر : قشر القصبة التي تليط بها أي تلزق بها.


(154)
    وقد انتخب من كتاب طب الائمة فصولا تليق الباب وألحقها بهذا الموضع على ترتيب الكتاب كما يأتي ذكره.

    عن أمير المؤمنين ( عليه السلام ) أنه قال : أكرموا الخبز ، فإن الله عزوجل أنزله من بركات السماء وأخرجه من بركات الارض. قيل : وما إكرامه ؟ قال : لا يقطع ولا يوطأ.
    وعنه ( عليه السلام ) قال : أكرموا الخبز ، فإن الله عزوجل أنزله من بركات السماء.
    قيل : وما إكرامه ؟ قال : إذا حضر لم ينتظر به غيره.
    وقال النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : اللهم بارك لنا في الخبز ولا تفرق بيننا وبينه فلولا الخبز ما صلينا ولا صمنا ولا أدينا فرض الله.
    عن الصادق ( عليه السلام ) أنه قال : أكرموا الخبز ، فإنه عمل فيه ما بين العرش والارض وما بينهما.
    وعنه ( عليه السلام ) قال : بني الجسد على الخبز.
( في خبز الشعير )
    عن الصادق ( عليه السلام ) قال : كان قوت رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) الشعير ، وحلواه التمر ، وإدامه الزيت.
    عن أبي الحسن ( عليه السلام ) قال : فضل خبز الشعير على البر كفضلنا على الناس. ما من نبي إلا وقد دعا لاكل الشعير وبارك عليه. وما دخل جوفا إلا وأخرج كل داء فيه.
    وهو قوت الانبياء عليهم السلام وطعام الابرار ، أبى الله أن يجعل قوت الانبياء للاشقياء.
    عن الصادق ( عليه السلام ) قال : لو علم الله في شيء شفاء أكثر من الشعير ما جعله غذاء الانبياء عليهم السلام.
( في خبز الارز )
    عنه ( عليه السلام ) قال : ما دخل جوف المسلول مثله ، إنه يسل الداء سلا (1). وقال
1 ـ السل ـ بالفتح ـ : إنتزاع الشيء وإخراجه في رفق.

(155)
( عليه السلام ) : نعم الدواء الارز ، بارد ، صحيح ، سليم من كل داء.
    عن الرضا ، عن أبيه ، عن جده عليهم السلام قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : سيد طعام الدنيا والاخرة اللحم والارز.
    عن ابن أبي نافع وغيره يرفعونه ، قال : من من شيء أنفع ولا أبقى في الجوف من غدوة إلى الليل إلا خبز الارز.
( في خبز الجاورس )
    عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) قال : أما إنه ليس فيه ثقل وهو باللبن ألين وأنفع في المعدة.

    عن الصادق ( عليه السلام ) قال : سيد شراب أهل الجنة الماء.
    عن أبي طيفور المتطبب قال : دخلت على أبي الحسن الماضي ( عليه السلام ) ، فهيته عن شرب الماء ، فقال : وأي بأس بالماء ؟ وهو يذيب الطعام في المعدة ويذهب بالصفراء ويسكن الغضب ويزيد في اللب ويطفئ الحرارة.
    وعن ياسر الخادم قال : قال الرضا ( عليه السلام ) : لا بأس بكثرة شرب الماء على الطعام ثم قال : أرأيت لو أن رجلا يأكل مثل ذا طعاما ـ وجمع يديه كلتيهما ولم يجمعهما ولم يفرقهما ـ ثم لم يشرب عليه الماء لم يكن يتسق (1) بطنه ؟!
( في ماء زمزم )
    عن الصادق ( عليه السلام ) قال : ماء زمزم شفاء من كل داء.
    وعنه ( عليه السلام ) قال : ماء زمزم شفاء لما شرب له. وروي في حديث آخر : ماء زمزم شفاء من كل داء ، وأمان من كل خوف.
1 ـ اتسق الشيء : استوى وانتظم. وأيضا امتلاء وفي بعض النسخ ينتسق. وانتسق الشيء : انتظم.

(156)
( في ماء الميزاب )
    عن صارم (1) قال : اشتكى رجل من أصحابنا حتى سقط للموت. فلقيت أبا عبد الله ( عليه السلام ) فقال : يا صارم ما فعل فلان ؟ قلت : تركته للموت ، جعلت فداك ، أما إني لو كنت في مكانك لسقيته ماء الميزاب ، فطلبناه عند كل أحد فلم نجده ، فبينا نحن كذلك إذا ارتفعت سحابة ، فأرعدت وأبرقت فأمطرت ، فجئت إلى بعض من في المسجد ، فأعطيته درهما وأخذت منه قدحا من ماء الميزاب ، فجئته به ، فأسقيته له فلم نبرح من عنده حتى شرب سويقا وبرئ.
( في ماء السماء )
    قال أمير المؤمنين ( عليه السلام ) : اشربوا ماء السماء ، فإنه طهور للبدن ويدفع الاسقام قال الله تبارك وتعالى : ( وينزل عليكم من السماء ماءا ليطهركم به ويذهب عنكم رجز الشيطان وليربط على قلوبكم ويثبت به الاقدام ) (2).
( في ماء الفرات )
    عن خالد بن جرير قال : قال أبو عبد الله : لو أني عندكم لاتيت الفرات كل يوم فاغتسلت ، وأكلت من رمان سوري في كل يوم رمانة (3).
( في ماء نيل مصر )
    قال علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) : ماء نيل مصر يميت القلب ولا تغسلوا رؤسكم من طينها ، فإنه يورث الزمانة.
( في الماء البارد )
    قال أمير المؤمنين ( عليه السلام ) : صبوا على المحموم الماء البارد ، فإنه يطفئ حرها.
    عن الصادق ( عليه السلام ) قال : الماء البارد يطفئ الحرارة ويسكن الصفراء ويذيب الطعام في المعدة ، ويذهب بالحمى.
1 ـ هو صارم بن علوان الجوخي من أصحاب الامام الصادق ( عليه السلام ).
2 ـ سورة الانفال : آية 11.
3 ـ سورى ـ كطوبى ـ : موضع بالعراق من أرض بابل ، وموضع من أعمال بغداد.


(157)
من صحيفة الرضا ( عليه السلام ) ، عنه ، عن آبائه ، عن علي بن أبي طالب عليهم السلام قال في قول الله تبارك وتعالى : ( ثم لتسألن يومئذ عن النعيم ) (1) قال : الرطب والماء البارد.
( في الماء المغلي )
    عنه ( عليه السلام ) قال : الماء المغلي ينفع من كل شيء ولا يضر من شيء.
    وعنه ( عليه السلام ) قال : إذا دخل أحدكم الحمام فليشرب ثلاثة أكف ماءا حارا ، فإنه يزيد في بهاء الوجه ويذهب بالالم من البدن.
    عن الرضا ( عليه السلام ) قال : الماء المسخن إذا غليته سبع غليات وقلبته من إناء إلى إناء فهو يذهب بالحمى ، وينزل القوة في الساقين والقدمين.
( في النهي عن إكثار شرب الماء )
    عن الصادق ( عليه السلام ) قال : إياك والاكثار من شرب الماء ، فإنه مادة كل داء.
    وقال ( عليه السلام ) : لو أنهم أقلوا من شرب الماء لا ستقامت أبدانهم. قال : وكان النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) إذا أكل دسما أقل من شرب الماء ، فقيل له : يا رسول الله إنك لتقل من شرب الماء ؟ فقال : إنه أمرأ للطعام.
( في شرب الماء من قيام )
    قال الباقر ( عليه السلام ) : شرب الماء من قيام أمرأ وأصح.
    عن الصادق ( عليه السلام ) قال : شرب الماء [ من قيام ] بالنهار يمرئ الطعام. وشرب الماء [ من قيام ] بالليل يورث الماء الاصفر. ومن شرب الماء بالليل وقال ثلاث مرات : يا ماء عليك السلام ، من ماء زمزم وماء الفرات لم يضره الماء بالليل.
( في النهي عن العب )
    قال النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : مصوا الماء مصا ولا تعبوه عبا ، فإنه يأخذ منه الكباد (2).
    عن علي ( عليه السلام ) : نهى عن العبة الواحدة في الشرب ، قال : ثلاثة أو اثنتين.
1 ـ سورة التكاثر : آية 8.
2 ـ العب : شرب الماء بلا تنفس وغير مص. والمص : شرب الماء مع جذب نفس. والكباد بالضم ـ : وجع الكبد. وفي بعض النسخ ( فإنه يورث الكباد ).


(158)
    من صحيفة الرضا ( عليه السلام ) ، عنه ، عن أبيه ، عن جده عليهم السلام قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ـ وقد ذكر عنده اللحم والشحم ـ : ليس منه بضعة تقع في المعدة إلا أنبتت في مكانها شفاءا وأخرجت من مكانها داء.
    عنه ( عليه السلام ) قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : إذا طبخت شيئا من لحم فأكثر المرقة ، فإنها أحد اللحمين واغرفه للجيران ، فإن لم يصيبوا من اللحم يصيبوا من المرق.
    عن علي ( عليه السلام ) قال : اللحم سيد الطعام في الدنيا والاخرة.
    عن زرارة قال : تغذيت مع أبي جعفر ( عليه السلام ) أربعة عشر يوما بلحم في شعبان.
    عن جعفر بن محمد ، عن آبائه عليهم السلام قال : قال النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : نحن معاشر الانبياء قوم لحميون.
    عن أديم (1) قال : قلت للصادق ( عليه السلام ) : بلغني أن الله عزوجل يبغض القلب اللحم ؟ قال : ذلك البيت الذي يؤكل بالغيبة فيه لحوم الناس. وقد كان رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) لحميا يحب اللحم. ومن ترك اللحم أربعين يوما ساء خلقه. ومن ساء خلقه فأطعموه اللحم. ومن أكل من شحمه قطعة أخرجت مثلها من الداء.
    قال الصادق ( عليه السلام ) : أحسن اللحموم لحم الظهر.
( في اللحم باللبن )
    عن الصادق ( عليه السلام ) قال : من أصابه ضعف في قلبه أو في بدنه فليأكل لحم الضأن باللبن.
    من كتاب زهد أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ، عن عقبة بن علقمة قال : دخلت على أمير المؤمنين ( عليه السلام ) وإذا بين يديه لبن حامض قد أذاني حموضته ، وكسرة يابسة ، قال : فقلت : يا أمير المؤمنين أتأكل مثل هذا ؟ قال لي : يا أبا الجنود إني أدركت رسول الله
1 ـ هو أديم بن الحر الخثعمي أو الجعفي ، الكوفي ، الحذاء ، كان من أصحاب الصادق ( عليه السلام ) ، ثقة وله أصل.

(159)
( صلى الله عليه وآله وسلم ) يأكل أيبس من هذا ويلبس أخشن من هذا. وإن لم آخذ بما أخد به رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) خفت أن لا ألحق به.
    عن أمير المؤمنين ( عليه السلام ) قال : إن نبيا من الانبياء شكا إلى الله عزوجل الضعف في أمته ، فأمرهم أن يأكلوا اللحم باللبن ، ففعلوا فاستبانت القوة في أنفسهم.
( في الشحم )
    عن أبي الحسن ( عليه السلام ) قال : اللحم ينبت اللحم. ومن أدخل جوفه لقمة شحم أخرجت مثلها من الداء.
    عن الصادق ( عليه السلام ) قال : في قول النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : من أكل لقمة شحم أنزلت مثلها من الداء ، قال : شحمة البقر.
    وعنه ( عليه السلام ) : سميت اليهود النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) في الذراع. وكان ( صلى الله عليه وآله وسلم ) يحب الذراع ويكره الورك (1).
    وعنه ( عليه السلام ) قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : من أتى عليه أربعون يوما لم يأكل لحما فليستقرض على الله تعالى وليأكله.
    وعنه ( عليه السلام ) أنه قيل له : إن الناس يقولون : من لم يأكل اللحم ثلاثة أيام ساء خلقه ، قال ( عليه السلام ) : كذبوا ، من لم يأكله أربعون يوما ساء خلقه.
( في لحم الضأن )
    عن سعد بن سعد قال : قلت لابي الحسن ( عليه السلام ) : إن أهل بيتي لا يأكلون لحم الضأن ، قال : ولم ؟ قلت : يقولون : إنه يهيج المرة الصفراء والصداع والاوجاع ، قال : يا سعد لو علم الله شيئا أفضل من الضأن لفدى به إسماعيل ( عليه السلام ).
( في لحم البقر )
    عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) قال : لحم البقر داء. وأسمانها شفاء. وألبانها دواء.
    عنه ( عليه السلام ) ـ وذكر لحم البقر عنده ـ قال : ألبانها دواء. وشحومها شفاء. ولحومها داء.
1 ـ الورك : ما فوق الفخذ ، كالكتف فوق العضد.

(160)
    عنه ( عليه السلام ) قال في مرق لحم البقر يذهب بالبياض (1).
    عنه ( عليه السلام ) ، عن أبي جعفر ( عليه السلام ) قال : إن بني إسرائيل شكوا إلى موسى ( عليه السلام ) ما يلقون من البرص. وشكا ذلك إلى الله عزوجل ، فأوحى الله تعالى إليه : مرهم فليأكلوا لحم البقر بالسلق.
    عن الصادق ( عليه السلام ) قال : في الشاة عشرة أشياء لا تؤكل : الفرث والدم والنخاع والطحال والغدد والقضيب والانثيان والرحم والحياء (2) والادواج. وقال : عشرة من الميتة ذكية : القرن والحافر والعظم والسن والانفحة (3) واللبن والشعر والصوف والريش والبيض.
    من الفردوس ، عن معاذ ، عن رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) قال : عليكم بأكل لحوم الابل فإنه لا يأكل لحومها إلا كل مؤمن مخالف لليهود [ أعداء الله ].
( في لحم الجزر )
    عن إبراهيم السمان قال : من تمام الاسلام حب لحم الجزر (4).
( في لحم القديد )
    عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) قال : ثلاثة تهدم البدن وربما قتلن : أكل القديد الغاب ودخول الحمام على الدوام. ونكاح العجائز. وزاد فيه أبوإسحاق ، الغشيان على الامتلاء (5).
( في لحم الدجاج )
    عن جابر بن عبد الله قال : أمر رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) الاغنياء بإتخاذ الغنم والفقراء بإتخاذ الدجاج (6).
1 ـ البياض : داء يحدث في الجسم قشرا أبيض.
2 ـ الحياء ـ بالمد ـ : الفرج.
3 ـ الانفحة ـ بكسر الهمزة وسكون النون وفتح الفاء ، كرش الحمل أو الجدي مادام رضيعا ولم يطعم غير اللبن وهي شيء يستخرج من بطنه فيعصر في صوفة مبتلة في اللبن فيغلظ كالجبن.
4 ـ الجزر ـ بالتحريك ـ : كل شيء مباح للذبح. والشاة السمينة واحدته.
5 ـ القديد : اللحم المقدد ، أي المقطوع. وقدد اللحم : جعله قطعا وجففه. والغاب : اللحم المنتن.
6 ـ الدجاج ـ بتثليث الدال ـ : طائر معروف.


(161)
( في لحم القبج )
    عن أبي الحسن الاول ( عليه السلام ) قال : أطعموا المحموم لحم القبج ، فإنه يقوي الساقين ويطرد الحمى طردا (1).
( في لحم القطا )
    عن علي بن مهزيار قال : تغذيت مع أبي جعفر ( عليه السلام ) فاتي بقطا ، فقال : إنه مبارك. وكان يعجبه. وكان يقول : اطعموا الصاحب اليرقان ، يشوي له (2).
( في لحم الحباري )
    عن أبي الحسن ( عليه السلام ) قال : لا أرى بأكل لحم الحبارى (3) بأسا ، لانه جيد للبواسير ووجع الظهر وهو مما يعين على الجماع.
( في لحم الدراج )
    قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : من اشتكى فؤاده وكثر غمه فليأكل لحم الدراج (4).
    عن أبي عبد الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) قال : إذا وجد أحدكم غما أو كربا لا يدري ما سببه فليأكل لحم الدراج ، فإنه يسكن عنه إن شاء الله.
    عن النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) قال : من سره أن يقل غيظه فليأكل لحم الدراج.
( في السمك )
    عن الصادق ( عليه السلام ) قال : أكل لحم الحيتان يورث السل.
    عنه ( عليه السلام ) قال : أكل سمك الطري يذيب الجسد.
1 ـ القبج ـ بفتح فسكون وقيل بالتحريك ـ : الحجل ، أو طائر يشبه الحجل.
2 ـ القطا : ضرب من الحمام ، ذوات أطواق يشبه القمري ، واحدته القطاة.
3 ـ الحبارى ـ بضم الحاء وفتح الراء : طائر معروف أكبر من الدجاج كبير العنق ، برأسه وبطنه حبرة.
4 ـ الدراج ـ بالضم فالتشديد ـ : طائر شبيه بالحجل وأكبر منه ، قصير المنقار ولونه مشوب بسواد وبياض. ( مكارم الاخلاق ـ 11 )


(162)
    عنه ( عليه السلام ) قال : كان رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) إذا أكل السمك قال : اللهم بارك لنا فيه وأبدلنا خيرا منه.
    عن الحميري (1) قال : كتبت إلى أبي محمد ( عليه السلام ) أشكو إليه : أن بي دما صفراء فإذا احتجمت هاجت الصفراء وإذا أخرت الحجامة أضر بي الدم ، فما ترى في ذلك ؟
    فكتب ( عليه السلام ) إلي : احتجم وكل على أثر الحجامة سمكا طريا. فأعدت عليه المسألة ، فكتب إلي : احتجم وكل على أثر الحجامة سمكا طريا بماء وملح ، فاستعملت ذلك ، فكنت في عافية وصار ذلك غذائي.
( في الاسقنقور )
    عن أحمد بن إسحاق قال : كتبت إلى أبي محمد ( عليه السلام ) سألته عن الاسقنقور يدخل في دواء الباءة ، له مخاليب وذنب ، أيجوز أن يشرب ؟ فقال : إن كان له قشور فلا بأس (2).
( في الجراد )
    عن أبي جعفر ( عليه السلام ) قال : إن عليا ( عليه السلام ) كان يقول. الجراد ذكي والحيتان.
    وما مات في البحر فهو ميتة. عنه ( عليه السلام ) أيضا قال : الحيتان والجراد ذكي كله.
( رقية الجراد )
    روي عن أبي الحسن ( عليه السلام ) أنه قال : تفرقوا وكبروا ، ففعلوا ذلك ، فذهب الجراد.
( في البيض )
    عن علي بن محمد بن اشيم قال : شكوت إلى الرضا ( عليه السلام ) قلة استمرائي الطعام ؟
    فقال : كل مح البيض ، قال : ففعلت ، فانتفعت به (3)
1 ـ هو أبوالعباس عبد الله بن جعفر الحميري ، شيخ القميين ووجههم ، ثقة من أصحاب أبي محمد العسكري ( عليه السلام ) ، صاحب قرب الاسناد. قدم الكوفة وسمع أهلها منه فأكثروا وصنف كتبا كثيرا.
2 ـ الاسقنقور ـ بكسر الهمزة وفتح القاف ـ : نوع من الزحافات ذو حياتين يكون في البلاد الحارة ، قصير الذنب ، أكبر من العطاءة وأضخم ، ويوجد كثيرا منه على شواطئ نهر النيل بمصر.
3 ـ استمرأ الطعام : استطيبه ووجده أوعده مريئا أي هنيئا وساغ من غير غصص. والمح ـ بضم فتشديد ـ : صفرة البيض وخالص كل شيء.


(163)
    عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) قال : من عدم الولد فليأكل البيض وليكثر منه.
    عن علي ( عليه السلام ) قال : إن نبيا من الانبياء شكا إلى ربه قلة النسل في أمته ؟ فأمر الله عزوجل أن يأمرهم بأكل الخبز بالبيض.
( في الهريسة )
    قال الباقر ( عليه السلام ) : إن رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) شكا إلى ربه وجع ظهره ؟ فأمره أن يأكل اللحم بالبر يعني الهريسة.
    وقال النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : نزل علي جبريل ( عليه السلام ) ، فأمرني بأكل الهريسة ، لاشد ظهري وأقوي بها على عبادة ربي.
( في المثلثة )
    قال النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : لو أغنى عن الموت شيء لاغنت المثلثة. قيل : يا رسول الله وما المثلثة ؟ قال : الحسو باللبن (1).
    وقال الصادق ( عليه السلام ) للوليد بن صبيح : أي شيء تطعم عيالك في الشتاء ؟
    قال : قلت : اللحم ، قال : إن لم يكن اللحم ؟ قال : قلت : السمن ، قال : ما يمنعك من الكواكب ؟ فإنه أقوى في الجسد كله يعني المثلثة وهي قفيز أرز وقفيز حمص وقفيز باقالاء أو غيره يدق جميعا ويطبخ ويتحسى به كل غداة (2).
( في الرؤوس )
    عن علي بن سليمان قال : أكلنا عند الرضا ( عليه السلام ) رؤوسا ، فدعا بالسويق ، فقلت : إني قد امتلات ، فقال : إن قليل السويق يهضم الرؤوس وهو دواؤه (3).
    عن الصادق ( عليه السلام ) : الرأس موضع الذكاة وهو أقرب من المرعى وأبعد من الاذى.
1 ـ الحسو ـ بالفتح على زنة مفعول ـ : طعام يعمل من الدقيق والماء أو اللبن.
2 ـ يتحسى : يتجرع ويشرب شيئا بعد شيء.
3 ـ السويق : دقيق منضوج يعمل من الحنطة او الشعير.


(164)
( في الكباب )
    عن يونس بن بكر ، قال الرضا ( عليه السلام ) : ما لي أراك مصفارا ؟ قال : قلت : وعك أصابني ، قال : كل اللحم ، فأكلته ، ثم رآني بعد جمعة على حالي مصفارا ، قال : ألم آمرك بأكل اللحم ؟ قلت : ما أكلت غيره منذ أمرتني ، فقال : كيف أكلته ؟
    قلت : طبيخا ، قال : كله كبابا ، ثم أرسل إلي بعد جمعة ، فإذا الدم قد عاد في وجهي ، فقال لي : نعم.
( فيما يحل من الطير والبيض )
    عن زرارة قال : سألت أبا جعفر ( عليه السلام ) : ما يؤكل من الطير ؟ فقال : كل ما دف ولا تأكل ما صف (1). قال : قلت : البيض في الاجام ؟ قال : ما استوى طرفاه فلا تأكله. وما اختلفت طرفاه فكله. قلت : فطير الماء ؟ قال : ما كانت له قانصة فكل وما لم تكن له قانصة فلا تأكل. وفي حديث آخر أنه قال : إن كان الطير يصف ويدف وكان دفيفه أكثر من صفيفه أكل. وإن كان صفيفه أكثر من دفيفه لا يؤكل. ويؤكل من صيد الماء ما كانت له قانصة وصيصية. ولا يؤكل ما ليست له قانصة ولا صيصية (2).
( في الثريد )
    قال الصادق ( عليه السلام ) : عليكم بالثريد ، فإني لم أجد شيئا أرفق منه.
    عن غياث بن إبراهيم يرفعه ، قال : لا تأكلوا رأس قصعة الثريد وكلوا من حولها ، فإن البركة في رأسها.
1 ـ دف الطائر : حرك جناحيه في طيرانه نقيض صف الطائر أي بسط جناحيه في الطيران ولم يحركهما. والاجام : جمع أجمة كقصبة وقيل : هي جمع الجمع. وهي الشجر الكثير الملتف.
2 ـ القانصة للطير كالمعدة للانسان. الصيصية والصيصية : الشوكة التي في رجل الطائر في موضع العقب.


(165)
    قال النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : إذا وضعت الحلواء فأصيبوا منها ولا تردوها.
( في العسل )
    عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) قال : كان رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) يعجبه العسل. وقال ( عليه السلام ) : عليكم بالشفائين ، من العسل والقرآن.
    وعنه ( عليه السلام ) قال : لعق العسل شفاء من كل داء. قال الله عزوجل : ( يخرج من بطونها شراب مختلف ألوانه فيه شفاء للناس ) (1).
    عن أبي الحسن ( عليه السلام ) قال : من تغير عليه ماء ظهره ينفع له اللبن الحليب بالعسل.
    وفي رواية : اللبن الحليب.
    عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) قال : ما استشفى الناس بمثل لعق العسل.
    من الفردوس ، عن أنس قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : من شرب العسل في كل شهر مرة يريد ما جاء به القرآن عوفي من سبع وسبعين داء.
    وعنه قال : قال النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : من أراد الحفظ فليأكل العسل.
    وقال ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : نعم الشراب العسل ، يرعى القلب ويذهب برد الصدر.
    من صحيفة الرضا ( عليه السلام ) ، عن آبائه ، عن علي عليهم السلام قال : ثلاثة يزدن في الحفظ ويذهبن بالبلغم : قراءة القرآن والعسل واللبان (2).
    وباسناده قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : إن يكن في شيء شفاء ففي شرطة الحجام أو شربة عسل.
    وروى البرقي (3) عن بعض أصحابنا قال : دفعت إلي امرأة غزلا وقالت لي :
1 ـ سورة النحل : آية 71. واللعق : اللحس.
2 ـ اللبان ـ بالضم ـ : الكندر.
3 ـ هو أبوجعفر أحمد بن محمد بن خالد البرقي ، صاحب كتاب المحاسن ، أصله كوفي ، ثقة في نفسه ، إلا أنه يروي عن الضعفاء ، توفي سنة 274.
مكارم الأخلاق ::: فهرس