(211)
علياً وأبا لبابة زميلين ، وقد عرضا عليه (ص) أن يمشيا ليستريح في مركبه ، فأبى وقال :
    « ما أنتما أقوى على المشي مني ، وما أنا أغنى عن الأجر منكما » .
    وتذاكر القوم أحاديث الرسول لعلي وفي علي :
    « أنت مني بمنزلة هرون من موسى » .
    « أنت مني وأنا منك » .
    « أنت ولي كل مؤمن بعدي » .
    « من كنت مولاه ، فعلي مولاه » .
    « لا يحبه إِلا مؤمن ، ولا يبغضه إِلا منافق » .
    أهناك من هو أحق بالخلافة من « علي » ربيب النبي ، وابن عمه أبي طالب ، وزوج ابنته الزهراء وأبي الحسنين ريحانتي الرسول ، وأول الناس إِسلاماً ، وأطولهم في الجهاد باعاً ، وفتى قريش شجاعة ... وعلماً ..؟؟
    وأمسكت الزهراء صامتة لا تعقب ، ومضت أيام وهي في عزلة عن الناس ، لا تنشط للنضال عن ميراثها الذي أباه عليها ابو بكر .. وهل أبقى لها الحزن من قوة تسعفها على نضال ...؟
    وكانت بحيث تظل منطوية على جراحها وحزنها ، لو لم يدعها الواجب ، أن تؤدي حق زوجها وولديها عليها ، فتسعى في رد الأمر الى أهل بيت الرسول .... (1) .
(1) نقلت الدكتورة بنت الشاطئ عن طبقات ابن سعد والبخاري ، ومسلم ، والترمذي ، وابن ماجة ، وابن حنبل هذا الحديث .


(212)
كلام الزهراء لنساء المهاجرين والأنصار :
    مرضت الزهراء (ع) ، ولم يتحمل جسمها النحيل الكوارث التي المَّت بها بعد وفاة ابيها .
    وما أن فشا الخبر بالوعكة التي اصابتها ، حتى سارع حشد من نساء المهاجرين والأنصار لعيادتها ، وتوافدن للاطمئنان عن صحتها .
    التفتت عليها السلام وقالت لهن معاتبة ، وذلك عندما قلن لها : كيف اصبحت من علتك يابنت رسول الله ؟
    ذكر الاستاذ عمر رضا كحالة كلام الزهراء (ع) لمن اتين لعيادتها من النساء قالت : (1)
    « اصبحت والله عائفة لدنياكم ، قالية لرجالكم ، لفظتهم بعد ان عجمتهم ، وشنأتهم بعد أن سبرتهم ، فقبحاً لفلول الحد ، وخور القنا أو كسره ، وخطل الرأي ، وبئسما قدمت لهم انفسهم أن سخط الله عليهم ، ... إلى أن تقول :
    لا جرم لقد قلدتهم ربقتها ، وشنت عليهم عارها ، فجدعاً وعقراً وبعداً للقوم الظالمين .
    ويحهم أنى زحزحوها عن رواسي الرسالة وقواعد النبوة ومهبط الروح الأمين ... الطبن (2) بامور الدنيا والدين .
    ألا ذلك هو الخسران المبين .
(1) اعلام النساء للاستاذ عمر رضا كحالة .
(2) ألطبن : لغة الفطين والطبنة : الفطنة جمع طِبن .



(213)
    وما الذي نقموه من أبي الحسن ، نقموا والله منه نكير سيفه ، وشدة وطأته ، ونكال وقعته ، وتنمره في ذات الله .
    وبالله لو تكافؤا على زمام نبذه رسول الله (ص) لسار بهم سيراً سجحاً ، لا يكلم خشاشه ، ولا يتعتع راكبه .
    ولأوردهم منهلاً روياً فضفاضاً تطفح ضفتاه ولأصدرهم بطاناً قد تحرى بهم الري غير منحل منهم بطائل بعمله الباهر ، وردعه سورة الساغب ولفتحت عليهم بركات من السماء ، وسيأخذهم الله بما كانوا يكسبون .
    ألا هلممن ... فاسمعن ... وما عشتن أراك الدهر عجباً ... الى أي لجأ لجأوا ! واسندوا ، وبأي عروة تمسكوا ، ولبئس المولى ، ولبئس العشير ... الخ الى أن تقول :
    والحمد لله رب العالمين ، وصلاته على خاتم النبيين وسيد المرسلين » .
    إن الزهراء عليها السلام لم تكن تطالب ببقعة من أرض ... أو بأرث مادي وهي الزاهدة العابدة ، المنصرفة عن ملذات الدنيا وطيبات الحياة .
    بل كانت تطالب « بالحق » وإرجاعه الى أهله الشرعيين . فقد جعل رسول الله (ص) الخلافة في علي بن ابي طالب « زوجها » .
    لقد عرفنا ما كانت عليه الزهراء (ع) من خشونة الحياة وشظف العيش ، وكانت الدنيا في عينيها أحقر من ذبابة طفيلية تنظر اليها باشمئزاز ، ولهذا كانت أكبر من أن تنازع ، أو تخاصم أحداً لأجل الأرث المادي وغيره من متاع الدنيا ، فهي تعلم علم اليقين بأن حياتها قصيرة لا تبقى بعد أبيها إِلا أياماً معدودات ، كما أخبرها النبي بذلك .


(214)
    أمضت الزهراء (ع) حياتها القصيرة ، المشحونة بالشجن والآلام ، وشظف العيش ، وخشونة الحياة ، المقرونة بالزهد والتقشف .
    فكانت في ظل أب لم يشبع مرة واحدة من طعامه ... ثم انتقلت الى بيت زوج كان أكثر أدامه الملح ... والخل ... والزيت ، والدنيا في عينيه لا تساوي شسع نعل .
    ومما لا شك فيه ، ولا يتمكن المؤرخون من إنكاره ، وإن وضع بعضهم غشاوة على بعض النواحي لكن لا بد من القول « الواقع يفرض نفسه » .
    فقد أثبت جميع المؤرخين ، وأهل السير ، أن الزهراء سلام الله عليها لم تكن تهمها « فدكا » ولا غيرها مما تركه والدها الرسول الكريم (ص) ...
    بل المقصود من تصرفاتها ، ومطالبتها « إثبات الخلافة لأصحابها الشرعيين » وإحقاق الحق ، والحفاظ على الإسلام .
    فالزهراء وزوجها عليّ بن أبي طالب (ع) كانت الدنيا في حسابهما أوهي من بيت العنكبوت ، وأهون من عفصة قعرة « أي مرة » .
    ولنسمع علياً يقول عندما كانت خيرات الدولة الإسلامية على سعتها ، تحت تصرفه ... لا بل تحت قدميه : « فو الله ما كنزت من دنياكم تبراً ولا اذخرت من غنائمها وفراً ، وما أعددت لبالي ثوبي طمراً ولا حزت من ارضها شبراً ... الخ .

خطبة الزهراء (ع) في المسجد النبوي الشريف :
    إن الزهراء (ع) كانت من طينة محمد (ص) أحاطها الله سبحانه بهالة من


(215)
الجلال ... والمهابة ... وعصمها من شطط القول والفعل ... وجموح الخيال .
    نراها في محنتها ، ومصابها بموت أبيها ، والضوضاء والفوضى التي أعقبت الوفاة ، تستنكر ما حدث من المفاجآت . والنبي لا يزال جثة هامدة مسجى في بيته لم يوارى الثرى .
    فسيدة النساءالعاقلة الحكيمة ، التي هي باعتراف الجميع ذات العلم والعقل والفصاحة والبلاغة ، لم يوجد مثلها في النساء .
    قالت السيدة عائشة : « ما رأيت أحداً كان أشبه كلاماً وحديثاً برسول الله (ص) من فاطمة ، وقالت أيضاً ما رأيت قط أحداً أفضل من فاطمة غير ابيها » (1) .
    لقد كانت الزهراء (ع) حريصة على تضامن المسلمين ، وإعلاء كلمة الدين ، لهذا نراها (ع) تقف ذلك الموقف المتصلب ، وتبين للناس حق علي بالخلافة ، وتزيل الغشاوة عن اعين بعض المسلمين السابحين في لجج الضوضاء .
    انها ترى خلافة علي التي نص عليها الرسول (ص) هي امتداداً لرسالة أبيها المقدسة وتقول بعض الروايات أن انتزاع ( فدك ... والعوالي ) وسهم ذوي القربى من يد الزهراء ، وحرمانها من ميراث أبيها لم يكن داخلاً في حساب القوم لولا موقفها الحازم المتشدد من الخلافة .
    اولاً : انما حرموها فدكا وغيرها ، حتى لا توفر على عليّ قسطاً من المال يعينه على المضي في موقفه المناوئ لهم .
    ثانياً : إذا اعترف القوم للزهراء بالأرث وسلموا أمره لها ، يؤدي بهم الى
(1) اعلام النساء للاستاذ عمر رضا كحالة .


(216)
الاعتراف بأمر الخلافة لزوجها « علي بن أبي طالب » صاحب الحق الشرعي علاوة على حجتها البالغة عليهم .
    جاء في بلاغات النساء لابن طيفور قال : لما أجمع أبو بكر ( رض ) على منع فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وعليها « فدك »و بلغ ذلك فاطمة (ع) لاثت خمارها على رأسها ، وأقبلت في لمة من حفدتها ، تطأ ذيولها ، ما تخرم من مشية ابيها رسول الله (ص) شيئاً ، حتى دخلت على ابي بكر وهو في حشد من المهاجرين والأنصار ، فنيطت دونها ملاءة ، ثم أنَّت أنة ، أجهش القوم لها بالبكاء ، وارتج المجلس فأمهلت حتى سكن نشيج القوم ، وهدأت فورتهم ، فافتتحت الكلام بحمد الله والثناء عليه ، والصلاة على رسول الله (ص) فعاد القوم في بكائهم ، فلما أمسكوا عادت في كلامها ، فقالت :
    لقد جاءكم رسول من أنفسكم ، عزيز عليه ما عنتم ، حريص عليكم ، بالمؤمنين رؤوف رحيم . فإن تعرفوه تجدوه ابي دون آبائكم ، وأخا ابن عمي دون رجالكم ، فبلغ النذارة صادعاً بالرسالة ، مائلاً على مدرجة المشركين ضارباً لثبجهم ، آخذاً بكظمهم ، يهشم الأصنام ، وينكث الهام ، حتى هزم الجمع ، وولوا الدبر ، وتفرى الليل عن صبحه ، وأسفر الحق عن محضه ، ونطق زعيم الدين وخرست شقاشق الشياطين .
    وكنتم عل حفرة من النار ، مذقة الشارب ، ونهزة الطامع ، وقبسة العجلان ، وموطئ الأقدام ، تشربون الطرق ، وتقاتون الورق ، أذلة خاشعين ، تخافون أن يتخطفكم الناس من حولكم ، فأنقذكم الله برسوله (ص) بعد اللتيا والتي ، وبعدما مني ببهم الرجال وذؤبان العرب ـ ومردة أهل الكتاب ـ .
    كلما حشوا ناراً للحرب أطفأها ، ونجم قرن للضلال وفغرت فاغرة من المشركين قذف بأخيه في لهواتها ، فلا ينكفئ حتى يطأ صماخها بأخصمه ، ويخمد


(217)
لهبها بحده ، مكدوداً في ذات الله ، قريباً من رسول الله ، سيداً في أولياء الله ، وأنتم في بلهنية وادعون ... آمنون .
    حتى اختار الله لنبيه دار انبيائه ، وظهرت خلة النفاق ، وسمل جلباب الدين ، ونطق كاظم الغاوين ، ونبغ خامل الآفلين ، وهدر فنيق المبطلين ، فخطر في عرصاتكم ، وأطلع الشيطان رأسه من مفرزه صارخاً بكم ، فوجدكم لدعائه مستجيبين ، وللغرة فيه ملاحظين فاستنهضكم فوجدكم خفافاً ، وأجمشكم فألفاكم غضاباً ، فوسمتم غير ابلكم ، وأوردتموها غير شربكم .
    هذا والعهد قريب ، والكلم رحيب ، والجرح لما يندمل بدار زعمتم خوف الفتنة ، ألا في الفتنة سقطوا ...
    فهيهات منكم ، وأنى بكم ، وأنى تؤفكون ، وهذا كتاب الله بين اظهركم ، وزواجره بينة ، وشواهده لائحة وأوامره واضحة .
    أرغبة عنه تدبرون ، أم بغيره تحكمون ، بئس للظالمين بدلاً ، ومن يبتغي غير الإسلام ديناً فلن يقبل منه ، وهو في الآخرة من الخاسرين .
    ثم لم تتريثوا إلا ريث ان تسكن نفرتها ، تشربون حسواً ، وتسرون في إرتقاء ، ونصبر منكم على مثل حز المدى .
    وأنتم الآن تزعمون أن لا أرث لنا ، أفحكم الجاهلية تبغون !؟ ومن أحسن من الله حكماً لقوم يوقنون .
    ويا معشر المهاجرين ، أأبتز إرث ابي ، أفي الكتاب أن ترث أباك ؟ ولا أرث ابي ؟ لقد جئت شيئاً فرياً .
    فدونها مخطومة مرحولة ، تلقاك يوم حشرك ، فنعم الحكم الله ، والزعيم


(218)
محمد ، والموعد القيامة ، وعند الساعة يخسر المبطلون ، ولكل نبأ مستقر ، وسوف تعلمون ، ثم انحرفت إلى قبر النبي (ص) وهي تقول :
قد كان بعدك أنباء وهنبثـة إنا فقدناك فقد الأرض وابلها لو كنت شاهدها لم تكثر الخطب واختل قومك فاشهدهم ولا تغب
    قال : فما رأينا يوماً أكثر باكياً ، ولا باكية منا ذلك اليوم » (1) .
    إن خطبة الزهراء عليها السلام ، وما تحتويه من جميل المعاني ، وعظيم الحكم ، وما تتضمنه من حسن البيان وبلاغة الكلام ، جديرة بأن تستجيب لها القلوب ، وتتفهمها الأفئدة قبل الألسن .
    فلا غرابة في هذا ، فهي صادرة عن سيدة النساء ، ابنة سيد البشر ، وزوجة سيد البلغاء بعد محمد (ص) .
    وهنا نقف نتساءل ... لماذا وقف القوم من الزهراء وزوجها هذا الموقف !؟ مع علمهم بأنها بضعة الرسول ، يغضبه ما يغضبها ، ويرضيه ما يرضيها .
    واحسب أنهم لو حاولوا معالجة الامور بالتعقل والروية ، لمواجهة موضوع الميراث وغيره لاستطاعوا الوصول إلى نتائج أعمق ، وأبعد من الحالة التي وصلوا اليها ارتجالاً من أقرب الطرق ، وربما اتيح لهم الربط بين أطراف المسلمين ، وَلم أشتات الفوضى العارمة .
    ولكن شاء القدر ، وحكمت الأيام ، أن يلتوي تاريخ الإسلام ، في أيديهم ، ويأخذ شكلاً آخر ، ويصطبغ بصبغة ثانية .
    لا نلومهم عليها ، وهم غير معصومين ... بشر لا يبرأون ... ونحن ايضاً
(1) خطبة الزهراء عليها السلام ذكرها ابن طيفور كذلك ذكرها اكثر المؤرخين .


(219)
بشر لا نبرَّأ ... من ضعف وميول ، وهوى ، وإن كنا في الوقت نفسه ، نأسف لما ضاع على المسلمين من جهود وأتعاب ، وفرص لا تعوض ، وما يضيع على العلماء ، من صبر على البحث ، ودأب على الدرس وثبات على التحقيق . كانت هذه الاتعاب جديرة بأن تؤتي أحسن الثمر ، لو برئ الإنسان من شوائب الضعف البشري ... وهيهات ...
    ومما لا شك فيه ، أن حرص الزهراء على مصلحة المسلمين ، واجتماع كلمتهم ، وتفانيها في خدمة الرسالة المقدسة . مما جعلها تذهب الى المهاجرين ، تخاطبهم بمنطقها البليغ ، الذي يشبه منطق الرسول « وذكر ان نفعت الذكرى ... » .
    ثم تتوجه عليها السلام ، نحو الأنصار ... وتؤنبهم ، وقد اجتمعوا في المسجد الشريف حيث قالت :
    يا معشر البقية ، وأعضاد الملة ، وحضنة الإسلام ، ما هذه الفترة عن نصرتي ؟ والونية عن معونتي ، والغمزة في حقي ، والسنة عن ظلامتي ، أما كان رسول الله (ص) يقول :
    « المرء يحفظ في ولده » سرعان ما أحدثتم ، وعجلان ما أتيتم ، الآن مات رسول الله (ص) ، أمتم ... دينه ... !!
    ها ان موته لعمري خطب جليل ، استوسع وهنه ، واستبهم فتقه ، وفقد راتقه ، وبعد وقته ، وأظلمت الأرض له ، وخشعت الجبال ، وأكدت الآمال ، وأضيع بعده الحريم ، وهتكت الحرمة ، وتلك نازلة أعلن عنها كتاب الله قبل موته ، وأنبأكم بها قبل وفاته فقال :
    « و ما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل ، أفإن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم ومن ينقلب على عقبيه فلن يضر الله شيئاً وسيجزي الله الشاكرين » .


(220)
   أيها بني قيلة ..؟ اهتضم تراث ابي وأنتم بمرأى ومسمع ، تبلغكم الدعوة ويشملكم الصوت ، وفيكم العدة ... والعدد ... والأداة ... والقوة وأنتم نخبة الله التي انتخب وخيرته التي اختار .
    باديتم العرب ، وبادهتم الأمور ، وكافحتم البهم حتى دارت بكم رحى الإسلام ، ودر حلبه ، وخبت نيران الحرب ، وسكنت قوة الشرك ، وهدأت دعوة الهرج ، واستوثق نظام الدين ، فتأخرتم بعد الإقدام ونكصتم بعد الشدة وجبنتم بعد الشجاعة ، عن قوم نكثوا أيمانهم من بعد عهدهم (1) الى أن قالت : ألا وقد قلت ما قلت لكم على معرفة منِّي بالخذلة ، التي خامرتكم وخور القناة وضعف اليقين .
    فدونكموها ، فاحتووها ، مدبرة الظهر ، ناقبة الخف ، باقية العار ، موسومة الشعار ، موصولة بنار الله الموقدة التي تتطلع على الأفئدة ، فبعين الله ما تعملون ، وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون » .
    إن سيدة النساء فاطمة الزهراء ، كانت لا تهمها الجهة المادية ( وهي الزاهدة العابدة ) من الأرث ، بقدر ما كان يهمها من سير الدعوة الاسلامية ، ووصول الحق الى أهله . وهي ترى أن مصلحة الاسلام العليا تقتضي خلافة « علي » التي هي امتداد لصالح الاسلام ... والمسلمين .
    ومما يدل على أن مصلحة الاسلام ، ونشر الرسالة المقدسة ، وتركيز دعائم الدين ، كل هذه الأشياء كانت في نظر الزهراء فوق كل شيء .
    ذلك ما جاء في كثير من الروايات من سيرة علي وفاطمة عليهما السلام كشرح
(1) إشارة الى ان النبي عليه الصلاة والسلام ، اخذ العهد من المسلمين بالبيعة والخلافة لعلي عليه السلام وذلك في حجة الوداع ـ في مكان يقال له غدير خم ـ .