أقامَ مركزُ تُراثِ كربلاءَ التابعُ لقسمِ شؤونِ المعارفِ الإسلاميّةِ والإنسانيّةِ في العتبةِ العبّاسيّةِ المُقدّسةِ، اليوم الجمعة 3 حزيران 2022م الموافق 3 ذي القعدة 1443هـ، ندوةً تُراثيّةً بعنوان: (قراءاتٌ في تُراث السّيّد حسين بن مساعد الحائريّ)؛ تمهيدًا لمؤتمره العلميّ الدوليّ (حَراك كربلاء العلميّ في القرن العاشر الهجريّ)، الّذي سيُعقد في شهر تشرين الثاني من العام الجاري.

الندوةُ ابتدأتْ بقراءةِ آياتٍ مباركاتٍ من الذكّرِ الحكيمِ رتلها القارئ مصطفى الحمدان، تلتها قراءة سورة الفاتحة على أرواحِ العلماءِ والشهداءِ، وبعد ذلك اتت كلمة مدير المركز المذكور الدكتور إحسان علي سعيد الغريفيّ، وممّا جاء فيها:

هذه الندوةُ هي الندوةُ التمهيديةُ الثالثة التي يعقدُهَا مركزُ تراثِ كربلاء تمهيدًا للمؤتمرِ الذِي سينعقدُ تحت شعارِ (تراثُنا هويتُنا)، وبعنوان: (حَرَاك كَرْبَلَاءَ الْعِلْمِيّ فِي الْقَرْنِ الْعِاشِرِ الْــهِجْرِيّ)، وذلك بتاريخ 17و18تشرين الثاني من هذا العامِ، والموافق 23و24ربيع الآخر 1444هـ إن شاء الله تعالى.

والهدفُ مِن اقامةِ هذه الندواتِ التمهيديَّةِ هو استنطاق تراثِ القرنِ العاشرِ الهجريّ، وتهيئة الظروفِ التي تساهمُ في فتحِ الآفاقِ البحثيّةِ أمامَ الباحثينَ واختيار العناوينَ المناسبةِ للقيامِ بدورِهِم في التحليلِ والتركيبِ، والاستنتاج، وكتابة الأبحاثِ الرصينةِ.

ولم نكتفِ بالندواتِ بل قامتْ وحدةُ فهرسةِ المخطوطاتِ في مركزِ تراثِ كربلاء بتتبّعِ أعلامِ كربلاء في القرنِ العاشرِ الهجريّ مِن خلالِ فهارسِ المخطوطاتِ، والكتبِ الرجاليّةِ، وفهارِسِ الكتبِ التراثيّةِ والببلوغرافيا، ثمّ جمعتْ في مؤلّفٍ يحملُ عنوانَ (تراث أعلام الحائر في القرن العاشر) وهو في متناولِ الباحثينَ إذا تمّ نشره في القناة الخاصّة بالمؤتمر على التلكرام والتي تحملُ اسم (مؤتمرِ تراثِنا هويتِنا الثاني) ينشرُ فيها كلُّ مَا مِن شأنِه تذليلُ العقباتِ والصعوباتِ وتشجيعُ الدراساتِ الأكاديميةِ للبحثِ في تراثِنا الأصيلِ و تحقيقِ النصوصِ التراثيةِ ونشرِهَا، وجمعِ أكبرِ قدرٍ مِن المعلوماتِ والوثائِقَ التاريخيّةِ، وتهيئةِ الظروفِ اللازِمةِ أمامَ الباحثينَ للقيامِ بدورِهِم في الكتابةِ.

ثمّ تولى أ.م.د. فلاح رسول الحسينيّ إدارةَ الندوةِ، وقدّم أ.د. عبد الإله عبد الوهاب العرداوي، الّذي القى بحثًا بعنوان: (تحفة الأبرار من مناقب الأئمة الأطهار.. تعريف بالمؤلف وعرض للمخطوط، السيّد حسين بن مساعد الحائريّ -كان حيًا سنة 917هـ-)، وبعده قَدّمَ أ.د. علي كاظم المصلاويّ؛ ليُلقي بحثه الموسوم بـ: (القصيدة الرائيّة لابن العرندس الحلّيّ (840هـ) والقصيدة الرائيّة لابن مساعد الحائريّ –كان حيًا سنة 917هـ- في مدح أهل البيت عليهم السلام دراسة تحليلية موازنة في التأثير والتأثر).

وقد شَهِدتْ الندوةُ حضورًا أكاديميًّا وإعلاميًّا مميزًا، وتضمّنتْ مدخلاتٍ مهمّة وقَيّمة حول البحثين اللذين قُدَّما فيها، وكانت -بحق- ندوة علميّة ثريّة من حيث المعلومات وطريقة الطرح، وفتحت آفاقًا جديدةً للكتابةِ عن (الحَراك العلميّ في القرن العاشر الهجريّ)، واختتمت بتكريم الباحثين من لدن رئيس قسم شؤون المعارف الإسلاميّة والإنسانيّة فضيلة الشّيخ عمّار الهلاليّ.

الجديرُ بالذكّر أنَّ هذه الندوة هي الندوة التمهيديّة الثالثة، إذ أُقيمت الثانية بعنوان: (قِراءات في بعضِ الجوانبِ الأدبيةِ واللغويةِ لبعضِ أعلامِ كربلاءَ في القَرنِ العاشرِ الهجريِّ)، أمّا الأولى فقد سُلِّطَ الضوءُ فيها على شخصيّةٍ علميّةٍ مِن علماءِ القرنِ العاشرِ الهجريِّ؛ وهو الشيخُ تقيُّ الدِّين إبراهيمُ بن عليٍّ الكفعميّ العامليّ.