الى

رئيسُ المَجمَع العلميّ للقرآن الكريم: العتبةُ العبّاسية المقدّسة عملت على إعادة الإنسان إلى فطرته السليمة عبر مناهج تثقيفيّة

أكّد رئيسُ المَجمَع العلميّ للقرآن الكريم التابع للعتبة العبّاسية المقدّسة الأستاذ الدكتور مشتاق العلي، أنّ العتبة العبّاسية المقدّسة عملت على إعادة الإنسان إلى فطرته السليمة، عبر مناهج تثقيفيّة وتنمويّة وتوعويّة، مستهدفةً بذلك شرائح المجتمع كلًّا بحسب إمكاناته وقدراته.

جاء ذلك خلال كلمة الأمانة العامّة للعتبة العبّاسية المقدسة التي ألقاها نيابةً عنها رئيسُ المَجمَع العلميّ للقرآن الكريم، مساء اليوم في الحفل الختاميّ لتخرّج مشروع الدورات القرآنيّة الصيفيّة، وهذا نصّها:
ورد في الأثر عن حبيبِ قلوب العالمين أبي القاسم محمد(صلّى الله عليه وآله)، في توجيه أمّته خير الأمم أنّه قال: (إنّ هذه القلوب لتصدأ كما يصدأ الحديد)، قيل يا رسول الله فما جلاؤها؟ قال (صلّى الله عليه وآله): (تلاوة القرآن).

الحضور الكريم، المستمعون الكرام، وأخصّ بالذكر أولياء الأمور الأحبّة:
هذه وصفةٌ نبويّةٌ ربّانية لجلاء قلوبنا، وما أحوجنا اليوم إليها، حيث الانشغالات الدنيويّة اليوميّة، وما زادها صدأً الأنترنت وإخوته من المُلهِيات التي سُمِّيت افتراضًا بـ (مواقع التواصل الاجتماعيّ)، وهي في الواقع (مواقع للتباعد الاجتماعيّ)؛ إذ أحدثت فجوةً حقيقيّةً في العلاقات، وبثّت بين أفراد المجتمع الكونيّ لا المحلّي فحسب مناهلَ مغريةً لإلهاء الإنسان بما لا ينفع إلّا ما ندر، فصدأ القلبُ وصدأ بفعلهِ فعلُ الإنسان وقولُهُ.. لذا عملت المؤسّساتُ الرساليّة ذات البُعد المرجعيّ كالعتبات المقدّسة، ولاسيّما العتبة العبّاسية المطهّرة على تفعيل مناهلَ عذبةٍ لإعادة الإنسان إلى فطرته السليمة، عبر مناهج تثقيفيّة وتنمويّة وتوعويّة، مستهدفةً بذلك شرائح المجتمع كلًّا بحسب إمكاناته وقدراته، واليوم إذ نشهد هذا الحفل المبارك المبتهج بانتهاء الدورات القرآنيّة الصيفيّة، التي أقامها معهَدا القرآن الكريم وفروعهما التابعة للمَجمَع العلميّ للقرآن الكريم في العتبة العبّاسية المقدّسة، إذ بلغ عددُ المشتركين في هذه الدورات أكثر من 42 ألف مشترك، من البراعم والفتيان والشباب من أغلب محافظات بلدنا العزيز، وكانت حصّة معهد القرآن الكريم في كربلاء المقدّسة الذي يتشرّف باستضافتكم اليوم 29 ألف مشترك، وما تشاهدونه الآن هو جزءٌ من مشتركيهم في كربلاء المقدّسة وبغداد.

نعم.. إنّ هذه الدورات وما يماثلها من برامج قرآنيّة تعمل على رفع الصدأ عن قلوب الناس، ولاسيّما ثمار المستقبل من أبنائنا النجباء الذين اندفعوا للانخراط في هذه المشاريع، بفعل حثّ أولياء الأمور من المؤمنين والمؤمنات؛ حرصًا منهم على تنشئة أبنائهم التنشئةَ السليمةَ المبنيّةَ على نهج الثقلَيْن، فشكرًا لهم على هذا الثبات سائلين المولى جلّت قدرته أن يُديمَ ثباتهم على النهج القويم.

وفي الختام لا يسعنا إلّا أن نتقدّم بالشكر الجزيل والثناء الجميل، إلى كلّ الأقسام والتشكيلات داخل العتبة العبّاسية المقدّسة، التي عملت بجدٍّ واجتهادٍ على إنجاح هذا الحفل وتهيئة تنفيذه بالشكل الأمثل، سائلين المولى جلّت قدرته أن يُعينَنا على أن نكون بالمستوى الذي يطمح إليه سماحةُ المتولّي الشرعيّ (دام عزّه) والأمانة العامّة الموقّرة، إذ لم يدّخروا وسعاً في دعم المشاريع القرآنيّة المباركة التي تُقيمها تشكيلاتُ المَجمَع العلميّ للقرآن الكريم في عموم محافظات بلدنا العزيز، سواء كان على مستوى التحفيظ أو الأداء أو المسابقات أو الدورات أو الندوات والورش، بمختلف أنماطها: الإرشاديّة والتثقيفيّة والتنمويّة والتوعويّة والاحترافيّة.

ولا ننسى شكرنا البالغ لوسائل الإعلام داخل العتبة وخارجها، على سعيها لنقل الحدث بالوجه الأمثل.

وكما بدأنا بذكر الحبيب (صلّى الله عليه وآله) نختم بذكره، إذ قال (صلّى الله عليه وآله): (عليك بقراءة القرآن، فإنّ قراءته كفّارةٌ للذنوب وستر في النار، وأمان من العذاب).

جعل الله القائمين على هذه المشاريع المباركة والمشتركين فيها والداعمين لها، من المشمولين بقول الحبيب المصطفى(صلّى الله عليه وآله).
أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم... والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تعليقات القراء
لايوجد تعليقات لعرضها
إضافة تعليق
الإسم:
الدولة:
البريد الإلكتروني:
إضافة تعليق ..: