الى

حاملاً قِرَبَ المياهِ الممزوجة بدموع المعزّين.. دخول عزاء السقّاية لمرقد الساقي

انطلَقَ عصرَ هذا اليوم السادس من المحرّم موكبُ عزاء السقّاية، الذي يُعدّ واحداً من أقدم المواكب العزائيّة الكربلائيّة، ويختلف عنها بطريقة تقديمه العزاءَ الحسينيّ، والذي يتّخذ من ليلة ذكرى استشهاد أبي الفضل العبّاس(عليه السلام) زماناً لتحرّكه، ومن شارع القبلة المؤدّي إلى مرقده الطاهر مكاناً لانطلاقه، إضافةً إلى توسّمه بأحد ألقابه وهو (السقّاء).

آليّةُ العزاء التي يتّبعها الموكبُ تكون بطريقةٍ خاصّة، حيث يجتمع أبناءُ الموكب بخطوطٍ متوازية، تتقدّمُهم مجموعةٌ من الصبية وهم يحملون قِرَبَ المياه المعلّقة على صدورهم، وأثناء مسيرهم يقومون بسقي وإرواء الزائرين والمعزّين طيلة مسيرتهم، من مكان تحرّكهم حتّى يصلوا إلى صحن مرقد أبي الفضل العبّاس(عليه السلام)، مروراً بساحة ما بين الحرمَيْن الشريفَيْن لِيَختِموا عزاءهم عند مرقد أخيه الإمام الحسين(عليه السلام).

هذا وتشهدُ هذه الفعّاليةُ العزائيّة تفاعلاً وتأثّراً كبيراً من قِبل الزائرين المعزّين، الذين ينتظرون نزولَ هذا الموكب بفارغ الصبر، فتراهم يتزاحمون لرؤيته وشرب الماء من قِرَبِه في ليلة صاحب القِربة، وساقي عيال الإمام الحسين أبي الفضل العبّاس(عليهما السلام).

يُشار إلى أنّ هذا الموكب المعبِّر قد مضى على تأسيسه أكثر من (50) عاماً، وقد عاوَدَ نشاطه العزائيّ قبل ثلاث سنوات، وكان ينطلق من سوق القبلة ويتّجه صوب مرقد أبي الفضل العبّاس(عليه السلام)، ويُختَتَمُ عند مرقد الإمام الحسين(سلام الله عليه)، ثمّ يتّجه الموكبُ بعد ذلك لبيوتات العلماء وأصحابُه يحملون القِرَب (السقاخانة)، وبجِرارهم وقِربهم المملوءة بالماء يسقون الناس في طريقهم، وهذا ما تعارف عليه قديماً ليُعاودَ الأحفادُ ما قدّمه أسلافُهم، ويُعيدوا هذا الموكب إلى ما كان عليه سابقاً.

يُذكر أنّ مدينة كربلاء المقدّسة فيها العديدُ من المواكب العزائيّة التي نشأت وأُنشئت منذ مئات السنين، وقد عاد أغلبُها لممارسة فعّالياته العزائيّة والخدميّة بعد سقوط الحكم البعثيّ عام 2003م، لكن هناك البعض من هذه المواكب التي ما تزال صورتها عالقةً بأذهان الكربلائيّين القدماء، لم تعدْ لممارسة طقوسها العاشورائيّة إلّا قبل سنواتٍ معدودة، ومن هذه المواكب العزائيّة موكبُ عزاء السقّاية.
تعليقات القراء
لايوجد تعليقات لعرضها
إضافة تعليق
الإسم:
الدولة:
البريد الإلكتروني:
إضافة تعليق ..: