نفحاتُ أبي الفضل العباس(عليه السلام) الفكرية تنطلق من كربلاء المقدّسة لتُلقي بظلالها على مسقط..

في باكورة مشاركته الدولية شارك مركزُ العميد الدولي للبحوث والدراسات التابع لقسم الشؤون الفكرية في العتبة العباسية المقدسة بفعاليات معرض مسقط للكتاب بنسخته العشرين في سلطنة عمان، والذي انطلقت فعالياته يوم الأربعاء (5جمادى الأولى 1436) الموافق لـ(25شباط 2015) وسيستمر لعشرة أيام، ويُعدُّ من المعارض الدولية المهمة في منطقة الشرق الأوسط والعالم والعربي على وجه الخصوص، وتأتي المشاركة من أجل توثيق عُرى التعاون الفكري مع الباحثين والعلماء وخدمة الحركة الثقافية هذا من جهة، ومن جهةٍ أخرى تُعدّ من ضمن خطة المركز ومنهاجه للانفتاح على العالم كوسيلةٍ للتعريف بالعتبة العباسية المقدّسة ونشاطاتها بصورةٍ عامة وبهذا المركز الفتيّ والغنيّ بنتاجاته التي حقّقت طفراتٍ كبيرة.
مديرُ مركز العميد الدكتور رياض العميدي وفي اتّصالٍ أجرته معه شبكة الكفيل بيّن لها: "نسعى من هذه المشاركة -والتي تُعدّ المشاركة الأولى لمركز العميد الدولي للبحوث والدراسات والأولى كذلك بالنسبة للعتبات المقدّسة في داخل العراق وخارجه- الى جلاء الوجه العلميّ الوسطيّ الناصع لمدرسة أهل البيت(عليهم السلام) وما أنتجته وبطرقٍ علمية حديثة بعيدة عن لغة التعصّب والتناحر، فكانت نتاجات العتبة المقدسة المشتركة هي العنوان الأبرز لهذه الصفة، فجمعت بين المؤلّفات الأكاديمية وكانت هي الصفة الأشمل للجناح حيث اشتركنا بمجموعةٍ من إصدارات مجلّة العميد للبحوث والدراسات العلمية الإنسانية (مجلّة علمية محكّمة ومعتمدة لأغراض الترقية العلمية) والتي كانت النواة الأولى لانبثاق مركز العميد الدولي للدراسات والبحوث، ومجلّة الباهر وهي أيضاً مجلّة علمية بحثية تعنى بالدراسات العلمية، ومجلّة تراث كربلاء وهي كذلك من المجلّات المحكّمة وتعنى بدراسة تراث كربلاء وتصدر من مركز تراث كربلاء، كذلك تمّت المشاركة بإصدارات مركز الدراسات الإسلامية الاستراتيجية التابع للعتبة المقدّسة والذي تصدر عنه مجلّة العقيدة ومجلّة الدراسات الاستشراقية، فضلاً عن مجموعة رائعة من المجلّدات الصادرة من قسم الشؤون الفكرية وممّا جاد به مؤلّفوها".
مُضيفاً: "إنّ مركز العميد سيمثّل إضافةً حقيقيةً ونكهةً خاصة لهذا المحفل العالميّ، لاسيّما أنّ إدارة المركز عازمة على الانفتاح والمشاركة في مثل هكذا معارض، فضلاً عن توقيع بروتوكولات وعقد اجتماعات مع باقي المراكز البحثية والمؤسسات الأكاديمية في سلطنة عمان من أجل التعاون الفكري والبحثيّ، ورفداً للتواصل العلميّ المثمر بما يخدم النخبة المثقّفة في المجتمع العربي".
وبيّن العميدي: "نأمل من هذه المشاركة -إن شاء الله- ألّا تكون الأخيرة وأن نُعطي صورة واضحةً وغير مغلوطة أنّ العتبات المقدّسة هي ليست أماكن للزيارة والدعاء وطلب الحوائج والتبرّك فقط، وإنْ كان هذا عاملاً مهمّاً، لكنّها أصبحت اليوم وبحمد الله تعالى مراكز للعلم والمعرفة والتدبّر في العلوم كافة، مستمدّةً عطاءها من الشخوص الذين ثووا في أديمها وبين ظهرانيها، كما أنّها تشكّل جزءً مهمّاً من امتدادهم الفكري والتربويّ".
من الجدير بذكره أنّ الهدف من إنشاء مركز العميد الدولي للبحوث والدراسات هو لرعاية العمل البحثيّ الأكاديميّ واستهدافه بآليّةٍ مؤسّسيةٍ دقيقة، والسعي إلى تحقيق الطموحات المعرفية ومحاولة الوقوف عند منطقةٍ فارقةٍ مميّزة، ودعم الحراك الثقافيّ والفكريّ الجامعيّ من خلال رعاية العقول الأكاديميّة وتبنّي نتاجاتها، واحتضان المشاريع العلمية ذات الصبغة الابتكارية؛ خدمةً للمجتمع العام والجامعيّ بمساعدة الخيّرين من الأكاديميّين لخَلْقِ مجتمعٍ علميّ فاعلٍ وقادرٍ على صناعة المعرفة الحيّة.
يُذكر أنّ معرض مسقط الدوليّ للكتاب ظاهرةٌ ثقافيّةٌ وفرصة كبيرة للالتقاء والحوارات الثقافية وتلاقي الأفكار والمبدعين عبر الفعاليات الثقافية والمتنوّعة التي تُقام في المعرض، وشاركت فيه أكثر من (633) داراً للنشر، وتشمل المشاركة المباشرة حيث بلغ عددُ الدور المشاركة بشكلٍ مباشرٍ (481) داراً من (24) دولة.